![]() |
اسكريبت كنت رؤيا كامل
- المرة دي هتغيري لون شعرك ولا تسريحته؟
- لأ هحلقه.
- إيه؟
- إيه!
اللي يعرفني يعرف إني بغلّي كل شيء أملكه فـ بالتالي كل شيء أملكه غالي على قلبي، وأهمهم وغلاوتهم زايدة حبة هو "شعري".
- يا ماما أنا زهقت كل ما تشوفيني تسرحيلي شعري.
- عمرك شوفتي أميرة منكوشة؟
- لأ.
- طب عمرك شوفتي شعرة من شعر روبانزل طايرة كده ولا كده؟
- لأ.
- خلاص يبقى اسمعي كلام أمك حبيبتك.
- حاضر.
اتعودت أهتم بشعري من صغري وغسله كل ما أستحمى وحمام الزيت والبلسم وأنشفه علشان ميقعش وأقص طراطيفه كل شهرين تلاتة، والضفيرة مهمة علشان بتطوله والحنة حلوة علشان بتقوّيه، واللي يقولك أنتِ مبتزهقيش قوليله أمك قرعة.
- اشمعنا أمه اللي قرعة يا ماما؟
- علشان مش بتحب الشعر واللي يهتم بيه.
- هو فيه بنت مبتحبش الشعر؟
- فيه ستات بتبقى لسة مكتشفتش حبها لشعرها، لأنها لو حبته هتهتم بيه وهتعمل بقول نَبيُّنَا مُحمَّد ﷺ:
"مَن كَانَ لَهُ شَعرٌ فَليُكرِمهُ"
- صدق رسول الله ﷺ عندك حق يا ماما
لما زاد حبي لشعري زاد مُباهاتي بيه والمُباهاة وصلت لغرور فكان لازم من تأديب خصوصًا لما الغرور صاحبه قلة أدب على حد كلام ماما.
- شعرك وحش يا فاطمة أي أنتِ مبتسرحيهوش ولا أي!
- لأ والله بسرحه بس هو مش حلو زي شعرك يا نور.
- تلاقي المشط بيتكسر وأنتِ بتسرحيه.
قولت جملتها وأنا بضحك ولأول مرة حد يعيط بسببي وأشوف بنت في سني تجري على أمها مقهورة وإن شعرها مش حلو وناعم زي شعري وقتها أخدت قلم عمري ما أقدر أنساه.
- بتضربيني علشان كنت صريحة يا ماما!
- وأكسر رقبتك كمان لأن دي مش صراحة دي وقاحة وقلة أدب.
- بس أنا مش قليلة الأدب.
- أومال تسمي أي اللي عملتيه؟
- هو أنا ... أصل هو ...
- تروحي تعتذريلها ورجلك فوق رقبتك.
- بس أنا مش غلطانة.
- لسة كمان بتقاوحي!
- يووووه أنا زهقت.
- بنت احترمي نفسك ووطي صوتك وأنتِ بتكلمي أمك.
- حاضر.
صوتي بقى أوطى وعيني مكسورة في الأرض وواقفة شبه الكتكوت المبلول ولأن اتربينا على إن اللي يقوله أهلنا هو الصح روحت اعتذرت وعقاب ماما مخلصش لحد هنا قررت تحجبني وتوديني جمعية تحفيظ قُرآن.
- اشمعنا أنا اللي ألبس طرحة؟
- علشان عيون الحُساد متصيبكيش.
- ولو صابتني؟
- هتبكي على شعرك.
- ممكن يقع؟
- ممكن يقع.
- وممكن ميبقاش ناعم؟
- ممكن برضو ليه لأ.
- طب مهو الطرحة مضايقاني و...
- بكرة تتعودي عليها وتشكريني.
اهتمامي بشعري قلّ وبقيت متعودة على شكلي الجديد بالطرحة فبقيت لابساها برا وجوا وحتى وقت النوم، مش حب بس تعود لأن إجابة ماما مكانتش مُقنعة بالنسبالي وكانت ترهيب مش تحبيب.
- تعالي يا نور.
- حاضر يا ميس حفصة.
- الحجاب فيكِ جميل ماشاء الله.
- بجد يا ميس؟
- أيوة يا حبيبتي، بس قوليلي أنتِ لابساه ليه؟
- لأن ماما قالتلي ألبسه.
- عارفة بس هسألك السؤال بطريقة تانية، ليه أنا وماما وطنط وكل الستات المُسلمة بتلبس الحجاب؟
- علشان بقيتوا كُبار وعيب تبينوا شعركم.
رديت ردي عالفطرة واللي يعرفه عقل بنت عندها 13 سنة فـ هنا كان لازم من وقفة من مُعلمتي تعلمني يعني أي ألف باء حجاب وأي الهدف من وراه وإنه مش مجرد غطاء للرأس.
- عارفة سبب خروج سيدنا آدم من الجنة أي يا نور؟
- إنه أكل التفاحة طبعًا.
- وهو أكل التفاح حرام يا نور؟
- لأ يا ميس.
- أومال ليه ربنا عاقبه بإنه يخرج من الجنة هو وستنا حواء؟
- لأن ربنا أمره مياكلش وهو خالف الأمر.
- الله ينور عليكِ يبقى العقاب لأنه خالف أمر الله مش لأنه أكل من الفاكهة اللي في الأساس مش متفق إنها كانت تفاح.
- هي مكانتش تفاح يا ميس؟
- لأ يا نور وده موضوع تاني هبقى أحكيهولك بعدين، المهم لما سيدنا آدم أكل من الشجرة حصله أي؟
- انكشفت عورته فبدأ يواري سوءته.
- بنتي الشطورة مانتِ حافظة أهو.
- بفضلك يا ميس حفصة.
- سيدنا آدم أول ما انكشفت عورته حس بالخجل وغطى عورته بورق الشجر، الشاهد هنا هو الستر يا حبيبتي المقترن بتغطية عوراتنا ومن آداب الحديث مع الله هو تغطية العورة حياءً من الله، فمن الطبيعي لما نصلي نغطي عوراتنا وإحنا بنقابل ربنا واللي بتختلف من راجل لست
بس أهم حاجة لازم نعرفها إن عدم العلم ليس علمًا بالعدم
بصيتلها بعدم فهم وسألتها عن تفسير الجملة:
- يعني أي عدم العلم ليس علمًا بالعدم يا ميس؟
- يعني عدم معرفتك بالسبب ليس دليلًا على عدم وجوده افتكري الجملة دي دايمًا لما تقابلي حاجة من أحكام ربنا مش فاهماها وافتكري إن كل شيء ملك لله ولا يسأل المالك عن ملكه.
هزيت راسي باقتناع وسألتها بفضول:
- هو الحجاب فرض يا ميس؟
- اسمعي الآية دي كده
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}(الاحزاب59)
وقال الله تعالى:{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور31)
- يعني مش عشان عُرف مجتمعي ولا عشان إحنا عرب ولا عشان هو موضة ولكن علشان هو فرض والفرض نقوله سمعًا وطاعة.
- فاهمة يا ميس بس الحجاب بيخنق في الحر ومش عارفة حتى مزاياه.
- هعددلك مزايا الحجاب أولها
(الحجاب عفة) بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه {فَلَا يُؤْذَيْنَ}إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
(الحجاب طهارة)
قال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } (الأحزاب:53)
فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم ترَ لم يشته القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } (الأحزاب:32).
(الحجاب ستر)
قال رسول اللّٰه صلَّ اللّٰه عليه وسلم: " إن اللّٰه حيي ستير، يحب الحياء والستر "، وقال صلَّى اللّٰه عليه وسلم: " أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق اللّٰه عزَّ وجلَّ عنها ستره "، والجزاء من جنس العمل.
(الحجاب تقوى)
قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ } (الأعراف:26) .
(الحجاب إيمان)
واللّٰه سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ}وقال الله عز وجل: {وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}.
ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها عليهن ثياب رقاق قالت: " إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتن غير مؤمنات فتمتعن به ".
(الحجاب حياء)
قال صلَّى اللّٰه عليه وسلم: " إن لكل دين خُلقًا، وإن خُلق الإسلام الحياء"، وقال صلَّ اللّٰه عليه وسلم: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة.
(الحجاب غيرة)
يتناسب الحجاب أيضًا مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي اللَّه عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار"
- كل ده من مزايا الحجاب يا ميس؟
- تخيلي ربنا ناظرلك دلوقتي نظرة رضا يا نور ده ميفرحكيش؟ لما يكتبلك أجر نيتك بلبس الحجاب اتباعًا لأوامر الله ويكتبلك أجر إنك متمسكة فيه برغم الحر والشوب ده ميفرحكيش؟
- يفرحني جدًا يا ميس، شكرًا شكرًا من هنا لبكرة.
مَدت أيديها مَلست على حجابي ودارت خصلة كانت ظاهرة منه وقربت مني وباست جبيني:
- أنتِ بنتي وواجبي أعلمك وأنوّرك.
- أنا بحبك أوي يا ميس حفصة.
ودي كانت أول علاقة محبة في حياتي لا يقيدها خوف ولا رهبة ولا لأني مُجبرة أحبها، كبرت وكبر حبي وامتناني لكل درس في الإسلام وكل حكمة وكل موقف بيزيدني علم ينفعني وأنفع بيه غيري في ديني ودنياي وأحفظه لآخرتي.
- ليه اخترتني؟
- "تُنكحُ النِّساءُ لِأربعةٍ: لمالِها، ولحسَبِها، ولجمالِها، ولدينِها فاظفَر بذاتِ الدِّينِ ترِبت يداكَ" صحيح النسائي
أي أن المرأة تُنكح لهذه الأربع فى عُرف الناس وأنا جئت لـ ذات الدين .. هذه وصية الرسول صلى الله عليه و سلم.
- الله يعزّك يارب
- لو ربنا شاء بجمعنا فأنا طلبي إننا نتقي الله في بعض لأن الزوجين يتقون الله فيجعل الله بينهم ودًا.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّاِ}
وقتها أضمن حياة زوجية سعيدة بيننا حتى لو ضاق علينا العيش في بعض الظروف اللي هتكون خارجة عن إرادتنا لاقدر الله.
- هبلغ بابا بقراري وبإذن الله يبلغك.
- أنتظر البشرى إذًا.
- خير بإذن الله.
بالفعل كنت مرتاحة من بعد الرؤية لحد ما استخرت الله وحلمت حلم جميل مشوفتش فيه حد غيره يشاركني رحلتي ـ رحلة كلها صلاح وتقوى ـ لذلك جاءته البُشرى.
- السلام عليكم إحم إحم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل يا براء
- فيه حد هنا خالع راسه ولا حاجة؟
ضحكت على نكتته الدايمة من وقت خطوبتنا بس المرة دي غير وأول مرة في بيتنا وهو حلالي وأنا حلاله، علشان يقطع ضحكته هيئتي في غير الهيئة اللي اعتاد عليها.
- جاءتك البُشرى يا براء؟
- أي والله جاءتني.
- وكيف قابلتها؟
- ضَممتُها بين ذراعي.
استشعرت معنى البركة في الزواج وعيش كل شيء لأول مرة مع من ارتضيناه لدينه وخُلقه فتزوجنا به فأحببناه فضممناه بشوقٍ وحب.
- تعالي أسرحلك شعرك.
- هتعرف؟
- هحاول.
- اتفضل المشط.
- أنتِ عارفة إن من الحاجات الحلوة اللي عيشتهاني هي الإحساس بالونس؟
ابتسمت وكأنه قرأ في ابتسامتي معنى يشجعه يكمل:
- يعني وجودك مش بس عفة وصون ليا هو كمان كمّل جزء فيا كنت مفتقده، إني أبقى شفاف قدامك وعمرك ما هتسيئيء بيا ظن أو تفهميني غلط وكمان هتاخدي بحسي ونتشارك كل حاجة سوا.
لفيت ليه بكل هدوء وبقى وشي مواجه لوشه:
- كنت بستر نفسي عن عيون الناس لأجل رضا الله في المقام الأول ولأجل أحظى بعيون واحد بس في المقام الثاني يكون حلالي وأحل ليه، أنا لو جيت في يوم اتعريت لاقدر الله وكنت قدامي أنت وأهلي هحتمي بيك أنت علشان تسترني وتداريني عن عيون الناس، فـ علاقتي بيك أقوى من علاقتي بأهلي لذلك اوعى تكسرها وتخسرني في يوم.
- عمري ما أعملها.
- قدم المشيئة.
- بإذن الله تعالى.
- خد بقى كمل تمشيط شعري.
- تعالي بالمناسبة دي أحكيلك قصة ماشطة ابنة فرعون، عندك علم بيها؟
- أحب أسمعها منك.
لا كذبت وقولت إني معرفهاش لأني بالفعل أعرفها ولا وقفته يحكي وخسرت فرصة أسمع منه وهو يحكي فتزيد الأُلفة والتواصل بيننا ولا عمري اتعاملت معاه ند بـ ند وزرعت الجفاء بيننا وبين بعض.
- المرة دي هتغيري لون شعرك ولا تسريحته؟
- لأ هحلقه.
- إيه؟
- إيه!
- هتحلقيه ليه؟
- ربنا حب يختبرني في أكتر شيء بحبه، لذلك هضحي بشعري لأجل أفوز بالاختبار وإن حبي لله في المقام الأول الذي وهبني إياه.
- تقصدي أي؟
رفعت أيدي قدامها وهي فيها الكانيولا فـ صاحبتي أميرة شهقت شهقة وقعت من إيديها مكوى الشعر ونظرًا لأني بجيلها في وقت كل زباينها يكونوا مشيوا مكنش فيه حد تالتنا يلتفت للموقف.
- أنتِ ...
- أيوة يا أميرة جالي كانسر وبتعالج منه وشعري وهو بيقع كل يوم قدام عيني بيقهرني فمبقتش مستحملة.
- وهان عليكِ تطلعيها من بوقك.
- من ترك شيئًا لله يا أميرة.
- هيعوضك يعمرري أكيد وهتخفي وتبقي أحسن وشعرك يرجع أحسن من الأول بكتير.
- ربنا عوضني بـ براء يا أميرة وده أكبر عوض بحمد عليه ربنا.
- هو عرف؟
- عرف.
- ورد فعله كان أي؟
- كان صابر وطمنني وإن مفيش حد بيتعشم في ربنا وبيخذله وإحنا عشمنا في ربنا كبير، بقى رجله على رجلي في كل جلساتي، علاجي هو اللي بيفكرني بيه حتى أكلي لما مبقدرش أعمل أكل هو اللي بيعمل لينا.
- ربنا يباركلكم في بعض يارب ويحفظكم من شر كل عين حاسدة وتخفي وترجعي بألف سلامة.
- عارفة مفهوم إن البنت المحجبة محترمة عن اللي مش لابسة حجاب هو شرحهولي بمفهوم تاني جديد قالي:
" لو فاكرة إني اتجوزتك لأنك محجبة وزينتك هتبقى لمحارمك بس فـ في المستقبل هتبقى من نصيبي لوحدي فلأ أنا اتجوزتك لأنك بتنفذي أمر ربنا ومتبعة الفرض اللي هو أنزله، فحتى لو شعرك اللي بتقولي عنه زينة البنات وقع ده مش هيهزني لأنه مكنش سبب أساسي في طلبك للزواج وإنما خُلقك وطاعتك لأوامر الله هي السبب فده مش هيقلل من حبي ناحيتك"
- يعني هو شايف إن البنت اللي بتتبع أمر الله في الحجاب المفروض حجتها طاعة الله مش إنها تشوف نفسها أحسن من غيرها وإنها مدارية زينتها؟
- هو قالي إن البنت تؤجر على نيتها حتى في حفظها لزينتها وإن الحجاب غرضه الأساسي إخفاء الزينة، ولكن في المقام الأول هو إرضاء الله.
- يا بختك بيه والله ماشاء الله عاقل وراسي وبيوزن الأمور وبيتقي الله.
- هو كان سبب في إني أشعر بالرضا والسلام ده وأقابل ابتلاء ربنا بـ صبر واحتساب للأجر وإنه الابتلاء من عند ربنا محبة منه.
- ربنا يشفيكِ ويعافيكِ يارب ويردك لينا سالمة مُعافاة.
- آمين يارب.
جت عليا أوقات من ضعفي بكيت، لكن وجوده جنبي طمنني عرفني يعني أي أكون مسلمة تخاف فتطمن فقلبها يبقى أهدأ.
- أنتِ عارفة إن الإسلام جاء مهذب للنفوس والطباع ومُصحح للسلوك فبدأ يقوّم السلوكيات الغلط بطريقة صحيحة، وكونك مسلمة مؤمنة ده نعمة من ربنا لأن لما تتعبي بتبصي للابتلاء غير منظور شخص مش عنده دين يتبعه، بتبصي للابتلاء إنه مخفف للذنوب، والابتلاء محبة من الله لأن المؤمن اللي ربنا بيحبه هو اللي بيبتليه، ولما تخافي ادعي فربنا ينزل السكينة على قلبك، ولما تتعبي استغفري وحوقلي فربنا يخفف عنك تعبك، و افتحي القرآن فيه شفاء للناس، وبصي على يمينك هتلاقيني بسندك ومعاكِ.
كل محنة من عند الله هي منحة يُختبر فيها من صدق إيمانه ومن هو على حافة حرف، فـ الحمدلله الذي ابتلانا وعافانا وشافانا.
- إلى عرفات سنمضي غدًا
- وشوقً بقلب المُحب بدا
كنا في رحاب الحرم ذراعي في ذراعه بنردد ورا بعض وعلى ذراعه الآخر أوس بن براء ابني وحتة مني الذي يبلغ من العمر عامًا واحدًا.
- جاءتكِ البشرى يا نور؟
- وقَبِِلتُها وقَبَلتُها.
خلصت جملتي وأنا بقبّل أيدين أوس الصغيرة وهو هدية ربنا ليا بعد سنوات عجاف من البلاء والمرض.
- وماذا عنك يا براء؟
- قَبِِلتُها وضَممتُها إليّ.
مدّ إيديه وحاوطني أنا وابننا فابتسمت بـ رضا وميلت على كتفه:
"كُنت رؤياه وفي النهاية صِرتُ بُشرى سرّت عيناه"
لـ الست نور