![]() |
اسكريبت اللمة عزو وسند كامل بقلم الست نور
مشاكلنا قلت بس مخلصتش لأن مفيش بيت بيخلى من المشاكل بس لما نعرف نتعامل معاها ومنكبرهاش يبقى يا أهلًا بالمشاكل طول مإحنا مع بعض وقلبنا على بعض، مشاكلي مع أهله تحت هو ميعرفهاش ولو هو كان قاعد بتجنب المشاكل وبختصر على قد ماقدر لكن لما يبقى هو مش موجود باخد حقي تالت ومتلت.
- بقولك أي؟
- معاكِ.
- هو إحنا ممكن نيجي في يوم ونعزل من بيت أهلك؟
ساب التليفون من إيده وبصلي بـ اهتمام وعينيه بتحاول تستشف الكلام اللي في عيني وعلى طرف شفايفي:
- حد منهم ضايقك؟
- لأ
- طب حد وجهلك كلام أو اتخانق معاكِ في غيابي؟
- أنا عايزة يبقالنا بيت لوحدنا.
- قوليلي سبب طيب يعني هنا مإحنا مرتاحين وآكلين شاربين مش ناقصنا حاجة.
- الحكاية مش حكاية أكل وشرب أنا بس محتاجة يبقى ليا بيتي لوحدي ومصحاش وأنام كل يوم على مشاكل وتدخلات أيًا كان نوعها.
- لو فاكرة إني مش عارف إنك السبب الفترة اللي فاتت في تصليح علاقتنا تبقي غلطانة، عارف إنك جيتي على نفسك كتير وتجنبتي المشاكل علشاني وحاولتي متزعلنيش.
- علشان نقعد القعدة دي وإحنا بنتكلم بدون زعيق أنا مستعدة أعمل أي حاجة.
- وأنا عيني ليكِ بس الموضوع ده محتاج كتير.
- لو عالوقت أستنى بس المهم في النهاية يبقى لينا بيتنا سوا، لو عالفلوس فـ شغلك ماشاء الله وبدماغك وشغلك وتدبيري نقدر نعمل حاجة.
كان بيفكر في عقلي فـ مسيبتوش لدماغه كتير وسألته بلهفة:
- ها قولت أي؟
- قولت هشوف.
- لأ قول إن شاء الله.
- هتفرق؟
- أيوة قدم المشيئة علشان ربنا ييسرلنا أمورنا.
- إن شاء الله خير
بالفعل كام يوم وقالي إنه قرر خلاص وهيبدأ الفترة الجاية نحط القرش على القرش ونبني سوا بيت يجمعنا:
- أبويا قالي إنه هيديني الأرض اللي أبني عليها.
- قول والله!
- والله.
- يا حبيبي يا حمايا.
- حبك برص ما تلمي نفسي.
- مقام أبويا يعم متزوقش.
- ولو برضو أبويا وعلى راسي بس متقوليش عليه ولا غيره حبيبي.
- أومال أقول على مين؟
- وأنا روحت فين؟
- يولاا يا لئيم
عدت علينا فترة من أصعب فترات حياتنا كنا بنحط القرش على القرش ونوفر ونضيق على نفسنا علشان نعمل البيت واضطرينا نستغني عن حاجات كتير لأجل نبني البيت وبالفعل خلال سنتين جه اليوم اللي ننقل فيه حاجتنا:
- هتوحشيني والله يا حماتي.
- ارتحتي وبقى ليكِ بيت؟
- ومرتاحش ليه يا حماتي! الحمدلله ربنا وسع عليا زي ما بيوسع على كل الناس مش بناتك برضو كل واحدة ليها بيت لوحدها!
- بس خليكِ فاكرة إن ابني مش هتقدري تبعديه عني.
- ابنك زي ماهو جوزي عمري ما همنعه عن أمه.
- ربنا يباركلكم في البيت ويديكم خيره ويكفيكم شره.
دعوتها كانت صادقة، حتى لو تبان عصبية وبتعاملني ند بـ ند كأني خطفت منها ابنها بس يظهر إن البُعد بيرقق القلب، فـ عيوني دمعت وأنا بفتكر خناقنا وصوتنا العالي ولحظاتنا سوا حتى وهي بتقولّي كلمة حلوة في أوقات وأوقات تانية تطبطب عليا لما أزعل وملقاش ليا حد.
- هتوحشيني يا عمتي والله.
- أول مرة تقولي عمتي مش حماتي!
- وداعك ودعوتك طالعة من عمتي اللي بتحبني من وأنا طفلة عكس حماتي اللي بتغير على ابنها مني.
- يا عبيطة وأنا هغير على ابني من مراته!
- أومال؟
- الغلاوة بتخلينا نعمل تصرفات ميصدقهاش عقل أحيانًا مابالك إنه الصغير اللي خد الدلع كله مني، يعني أغلى الغاليين.
- ربنا يباركلنا فيه يارب ويباركلنا فيكِ يا عمتي.
بالفعل النهاردة أول يوم لينا في بيتنا بعد تخطيط كتير عمرنا ما كنا نتخيل إننا نقف على عتبة البيت وإحنا بالسعادة دي كأننا عرسان جُداد وتكة أول مفتاح وإحنا إيدنا في إيد بعض.
- سمّ الله.
- بسم الله الرحمن الرحيم
وقفنا على عتبة الباب وحسين كان بيدعي وأنا بأمن وراه:
- اللهمّ اجعل هذا المنزل عتبة خير علينا
- آميــن.
- اللهمّ إنّا نسألك خير هذا المنزل وبركته ونوره ونعوذ بك من شر هذا المنزل ومن شر ما فيه وماعليه
- آميــن.
- نسأل الله أن يبارك لنا في هذا المنزل الجديد، ويجعله مأوى صلاح وخير وبركة ورزق واسع من حيث لا ندري ولا نعلم ولا نحتسب.
- آميــن.
- اللهمّ املأه بالذكر والقرآن.
- آميــن.
- اللهمّ اجعل كل من في البيت سعيدًا واجعله منزلًا مباركًا فيه.
- آميــن.
- رب اجعله مكان لـ لأمن والسلام والإسلام يارب، اللهمّ ارزقنا الخير والبركة والنور والستر والحفظ والمحبة والإخلاص.
- آميــ ...
- نور!
محستش بنفسي غير وأنا بدوخ ومقاومتي اللي كانت من بدري بقاوم بيها تعبي ودوختي اختفت ووقعت على الأرض فدخلني حسين لجوا وهو بيجري يجيب ميه يحاول يفوقني ولما فوقت أخدني من أيدي لأقرب مستشفى يطمن عليا.
- أنتوا مكنتوش تعرفوا ولا أي؟
- نعرف أي يا دكتور؟
- إن المدام حامل.
- حامل!
قولناها في صوت واحد بصدمة وإحنا متنحين وبعدها بنبص لبعض ونستوعب فـ أنا دموعي تنزل تلقائي وهو بيحضنّي بـ فرحة وهو بيبوس جبيني ومش مصدق اللي سمعه.
- حكمتك يارب، أكرمتني ووسعت عليا ورزقتني بالخلفة وأنا في أيسر حالاتي، كنت بدعي بالبركة مكنتش أعرف إن معانا خطوة تالتة على عتبة بيتنا.
- الحمدلله يارب الحمدلله.
من وقت ما اتجوزنا واستغربنا ليه مفيش خلفة برغم إن تحاليلنا كويسة ومحدش فينا عنده مشكلة، ويوم ما حملت حملي مثبتش وسقطت ومن بعدها محملتش تاني والنهاردة بس عرفنا إن ترتيبات ربنا وتدبيره لأمورنا أعظم مما نتخيل ورزقنا وقت مإحنا بقينا جاهزين وأمورنا تمام وده من فضله ولُطفه بينا علشان الطفل مكنش ييجي في وقت يحملنا فوق طاقتنا.
- اتفضلي يا عمتي نورتونا.
- وحشتيني يا مقصوفة الرقبة.
لقيتها أخدتني بالحضن من على عتبة البيت وبتبوس فيا وسط استغرابي واستغراب جوزي وكل العيلة اللي جم معاها علشان يباركولنا في بيتنا.
- وأنتِ أكتر والله يا عمتي.
- بسم الله ماشاء الله ربنا يباركلكم يارب في بيتكم ويعم بالبركة والخير ويسمعنا عنكم كل خير، بخرتي؟
- لأ والله يا عمتي.
- ودخلتي البيت كده ومبخرتيش؟ هو ده اللي موصياكِ عليه؟
- أصل نور تعبت أول ما وصلنا وخدتها المستشفى يا أمي.
- تعبت! تعبت ليه لاقدر الله؟
- إحم مهو كنا ناويين نفاجئكم بعد ما تدخلوا طيب.
- تفاجئونا ب أي؟
- أصل نور حامل.
- يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك.
فجأة الزغاريد اتملت بـ بيتنا ووالله وبالله لو أمي عايشة ماكانت هتفرحلي فرحة حماتي دي وهي بتزغرد لحد ما صوتها راح وبعتت ابنها الكبير يجيب شربات وابنها الوسطاني يشتري بيبسي وشوكولاتة ويوزعوا على كل الشارع وجيراننا الجُداد.
- بتعيطي ليه بس يا حبيبتي؟
- كان نفسي أمي تبقى معايا في يوم زي ده.
- وأنا روحت فين بس؟ كده تقلبي عليا المواجع وتفكريني بالغالية؟ ربنا يرحمها بـ رحمته الواسعة ألف رحمة ونور عليها.
من وقتها وحياتي اتقلبت 180 درجة حماتي بقت زي أمي، حياتي مع زوجي بقت مستقرة وإحنا منتظرين ابننا الأول ونظرًا لأن الحمل بتاعي كان صعب فكان مطلوب مني راحة تامة وحماتي مقصرتش معايا كانت بتكسر يوم وتجيلي معاها الأكل والفاكهة وأي حاجة تنقص عندي.
- عندي والله يا عمتي جوا كتير.
- وماله ربنا يزيد ويبارك.
- بقولك يا عمتي.
- قولي يا روحقلب عمتك.
- هو ليه المحبة ظهرت بعد ما بعدنا؟
- هي كانت موجودة من قبل بس البعيد عن العين أقرب ما يكون من القلب يا بنتي واكتشفت غلاوتك بعد ما مشيتي وملقتش اللي يناكف فيا ويقف معايا في المطبخ يضحكني ويحرق في دمي ببروده، لقيتني بقول ياريتني ما خليتكم تمشوا.
- أنتِ عارفة إني كنت بحبك والله وغالية عليا وكل عنادي معاكِ ومشاكلنا مقللتش حبك في قلبي! ولسة عمتي اللي بمقام أمي وبحبها.
لقيتها بتحضني وتطبطب عليا وإحنا بنعيط سوا وبيدخل جوزي على صوت شهقاتنا وبُكانا وهو بيضحك:
- أي الميه رجعت لمجاريها واتصافيتوا!
- اطلع منها أنت بس وهي هتتصافى.
- أها تصدقي يا حماتي هو سبب المشاكل.
- إزاي؟
- أنا وأنتِ كنا زي السمنة على العسل لحد ما اتجوزته وبقيتي حماتي.
- هم الرجالة كده يا بنتي يدخلوا في العلاقات يبوظوها.
- أنا ده يا أمي؟
- أيوة يابني.
- لأ ده أنتِ حلال فيكِ أجوز أبويا وأجيبله عروسة.
- يا خسارة البطن اللي شالتك اخس.
- طب على فكرة حمايا مهما يلف مش هيلاقي ضفر عمتي.
- قوليله يا بنتي قوليله.
- بهزر يا أمي والله هو أبويا مهما يلف ولا يدور هيلاقي ست زيك؟
- يعني هو لفّ ودوّر؟ ده ليلته سودا معايا.
منتظرتش تسمع مننا وسحبت شنطتها ومن غير سلام مشيت وهي مستحلفة لحمايا وفاكراه لف ودوّر وهي عاملة نفسها مش واخدة بالها إنها ست قادرة ملففاه حوالين نفسه ياعيني.
- لو اتطلقوا بسببك قول على نفسك يا رحمٰن يا رحيم.
- اللااه وأنا مالي يا لمبي!
- أنت خرابة.
- أنا!
- ومبوظ علاقات.
- أنا!
- وابنك مبوظلي جسمي!
- أهو دي الحاجة الوحيدة الصح اللي عملها ابني قبل ما يشرّف.
- اشمعنا؟
- أنتِ عارفة إن الراجل لا بيحب الست القوية ولا الست النكدية؟
- أومال بيحب مين؟
- الست الملبن.
- طب أنت عارف إن أنا هخس بعد ما أولد؟
- يا أهلًا بالكيرڤي.
- أنت مش ممانع خالص؟
- أنا مش بقول لنعمة ربنا لأ كله عندي محضر خير.
ضحكت بعد ما كنت كاتمة الضحكة وهو شاركني الضحك لحد ما ضحكي اتحول لأنين من بعدها صويت وصراخ:
- ااااه الحقنييي.
- مالك فيكِ أي؟
- عندي صداع في بطني.
- لأ ألف سلامة على الصداع.
- نعم!
- قصدي أجيبلك بنادول؟
- يالهوي هيموتني، اتصل ب أمك هاتلي أمك.
كنت نايمة وأنا مش حاسة بـ جسمي ولما فتحت عيوني لقيت كل العيلة حواليّا بيتطمنوا عليا كلهم بلهفة ومحبة كانت واضحة ومكدبش اللي قالي اللمة عزوة وسند.
- هتسمي أي يا بنتي؟
- عزّ
رددت الاسم بلهفة وجت باست جبيني ودموعها اختلطت بـ دموعي:
- أنا عارفة إن عمرك ما نسيتيه، لذلك أنا جبتلك عز الصغير يارب ييجي ضفر المرحوم في أخلاقه وتربيته اللي طلعتيه عليها.