رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الخاتمة بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الخاتمة

في الإدارة ، في إحدى الغرف يجلس حسن ومعه زيدان وعدة ضباط آخرين يترأس خالد الطاولة ، توجه زيدان إليه بالسؤال يردف:
- كدة خلصت يا افندم مش كدة ، يعني وليد اتقبض عليه ، شحنة بالضخامة دي اتمسكت واتمنعت من دخول البلد ، سفيان الدالي تحت أيدينا ، مجدي التهامي مرمي في المستشفى وطارق ابنه في السجن 
حرك خالد رأسه للجانبين يمسح وجهه بكف يده ، فتح الملف أمامه يخرج صورة لجثة شاب يبدو من هيئته أنه مات غرقا ، ولكن الغريب حقا أن الرجل يشبه بيجاد التهامي ، عقد زيدان جبينه يسأله :
- دا مش بيجاد بس إزاي شبهه كدة ؟
فتح خالد الملف من جديد يُخرج صورة أخرى لنفس الشاب ولكن بملامح مختلفة يردف :
- الجثة دي عثر عليها الأهالي طافية في منطقة منخفضة عند شط النيل ، لما بلغوا البوليس والطب الشرعي راح وهما بيصوروا الجثة حسوا أن في حاجة غريبة في وشه قالوا يمكن من الماية وشه بيتداعى ، ولما قرب دكتور الطب الشرعي ، ولما بدأ يفحص الجثة اكتشف أن اللي على وش الجثة دا حاجة شبه الماسك ، بس معمول بشكل عالي من جلد طبيعي فاهمين قصدي ، وظهرت ملامح الشاب لما بحثنا عنه  عرفنا أنه كان شاب طايش من الشباب اللي بيدور على المشاكل يوقع نفسه فيها ، بيحب المواقع المحظورة والدارك ويب ، واحد صاحبه قالنا ، أنه قاله قبل ما يختفي على طول أنه بيحاول يخترق موقع منظمة مجهولة بتاجر في الممنوعات ، وأنه صاحبه حذره بس هو ما سمعش كلامه ، طبعا خدنا اللاب بتاعه من بيته وحاولنا نعرف هو وصل لحد فين ولكن واضح أن اللاب اتفرمت بقى عبارة عن حتة حديدة مالهاش لازمة ، أغلب الظن أن الولد دا حاول يخترق فعلا موقع المنظمة وفشل وعرفوا يوصلوله وبشكل أو بآخر ضغطوا عليه عشان يشتغل معاهم ، وخلوه يتعامل بوش بيجاد ،وطبعا مش محتاج اقولكوا أن هو اللي ضرب نار على زياد
والصمت أطبق عليهم بعد كل ما سمعوه يتبادلوا النظرات فيما بينهم ، إلى أن نظر حسن لخالد يردف :
- وليد التهامي اللي عمل كدة أكيد 
حرك خالد رأسه للجانبين رافضا يزيح رابطة عنقه للخلف متضايقا منها قبل أن يغمغم :
- ما اقدرش أقولك لاء ، وما اقدرش أقولك آه ، وليد كان جوا فترة كبيرة قبل ما يخرج ، في حد برة زور ورق ، وجند الشاب دا ، واتفق على الشحنة ،  وليد ليه شريك وخليني أقولك بلفظ أدق ، وليد ليه قائد كان ماشي وراه ، إصرار وليد الغريب أنه يلبس التهمة لنفسه ، اختفاء طه اللي مش مفهوم إحنا قلبنا عليه الدنيا حرفيا ، والبت الممرضة اللي جبران قالك عليها هي كمان فص ملح وداب ، زعيق طه في وليد لما اتقبض عليهم أن كان معاهم فرد تالت 
إن توزيع المخدرات يبقى في فيلا مجدي التهامي دا كان هدفه الأول والأخير أنهم يبيعوا وليد 
هنا قاطعه زيدان يردف مدهوشا :
- ايوة يا افندم وأنا آسف لمقاطعة حضرتك ، أنا مش فاهم النقطة دي ، يعني عشان يبيعوا وليد هيخسروا نفسهم بضاعة بملايين ، أنت حضرتك شوفت الكمية ضخمة قد إيه ، في حلقة ناقصة
زفر خالد أنفاسه غاضبا يومأ برأسه يحرك رأسه يوافقه :
- بالظبط في حلقة ناقصة ، بس اللي أنا متأكد منه إن لعبة وليد دي كلها مجرد جس نبض وأن اللعبة الحقيقية لسه أصلا ما ابتدتش !!
____________
في منزل بيجاد وقف عمر في صالة المنزل ينظر للمستفز شقيق زوجته الذي يحتجز زوجته وابنته عنده منذ يوم الحادث المشؤوم ،  زفر عمر أنفاسه متضايقا يحادث بيجاد متضايقا :
- يا إبني ما تخلنيش اشتمك ، أنت في مقام أخويا الكبير وأنا بحترمك ، سيب مراتي وبنتي يجيوا معايا ، أنا نايم عندكوا على الكنبة ، أنا ناقص أنام في الجنينة ، هو أنا علي ابن الجنيني يا ابني
لف بيجاد رأسه ينظر إلى عمر الذي يقف يصيح غاضبا ، رفع المعلقة يقربها من فم الصغيرة براءة إبنة شقيقته يصنع أصوات مضحكة حتى تأكل الصغيرة ، ما أن أطعمها ما في المعلقة لف رأسه من جديد لعمر يسأله ساخرا :
- أنت بتزعقلي ؟!
توتر عمر قلقا ، المختل شقيق زوجته قد لا يعيدها إليه من جديد تأفف يردف على مضض :
- يا عم مش أنا دا النت ، الاكونت كان متهكر ، أخلص بقى يا بيجاد بالله عليك ، مش عارف أخد راحتى هنا ، حتى لو أنت قولت ألف مرة أعتبره بيتك ، بس هو مش بيتي وأنت عارف بردوا أن الواحد ما بيرتحش غير في بيته 
تأفف بيجاد من صياحه اللامتناهي يردد ساخرا :
- صياح بس ، دا أنت ولا الديك الرومي ، اطلع يا أخويا هات مراتك ، هتلاقيها خلصت لم هدومها ، هي أصلا كانت قالتلي إمبارح أنها هتروح النهاردة وأنا قولتلها ماشي
توسعت حدقتي عمر انتفض من مكانه يصيح مصعوقا :
- يا غتت وسايبني ساعة بشحت منك ، هات بنتي بدل ما تكرف عليها بغتتك 
تحرك عمر يأخذ ابنته عنوة من بيجاد وضعها فوق كتفيه لتضحك عاليا تقبض على شعره يأخذها ويصعد حيث زوجته 
ابتسم بيجاد يحرك رأسه يائسا ، تحرك يخرج إلى الحديقة فرأى هزيم طفله الصغير ، يلعب بالارجوحة  ، ورُسل تقف خلفه تدفعه بخفة ، ليتزمر الصغير متضايقا :
- ماما زقي جامد 
ابتسم بيجاد يقترب منهم مد يده يدفع الارجوحة بقوة ليضحك هزيم سعيدا حين شعر بالارجوحة في حين شهقت رُسل مرتعبة :
- ايه بيجاد دا ، زقتيها جامد أوي ، كدة ممكن يقع من عليها ، هزيم ما تخافش يا حبيبي
وقبل أن تتحرك لتوقف الارجوحة الشريرة ، لف بيجاد ذراعه حول كتفيها يمنعها ، قربها منها يربت على رأسها برفق يهمس يطمأنها :
- ما تخافيش حتى لو وقع الأرض تحته مش هتعوره ، وبعدين لازم تسيبه يجرب ويلعب ويتعور ويقوم ، لو فضلتي خايفة عليه من كل حاجة وبتحميه من كل حاجة ، هيطلع اعتمادي واتكالي ومالوش شخصية ، المهم أنتي مالك من ساعة الحادثة السودا ، وأنا حاسس أنك سرحانة على طول ودايما عينيكي حزينة وشاردة ، أنتي زعلانة على وليد ؟
رفعت وجهها عن صدره تحرك رأسها للجانبين ، قبل أن تبتعد عنه اتجهت صوب مقعد قريب جلست هناك ، دفع بيجاد الارجوحة بهزيم عاليا قبل أن يتوجه إليها ما أن جلس جوارها رأى الدموع تنزل من عينيها على كفيها قرب مقعده منها يسألها قلقا :
- مالك يا رُسل بتعيطي ليه؟ ، حصل إيه طيب؟
رفعت رأسها إليه تتساقط دموعها تهمس بنبرة ضعيفة :
- أنا ضعيفة أوي يا بيجاد ، ما اكتشفت قد إيه أنا ضعيفة وغبية غير لما اتخطفت ، وقعت بخدعة هابلة زي ما ملك قالتلي ، بس والله دا من فرحتي لما افتكرت أنك خرجت ، ولما كان حابسنا في البدروم ، كانت ملك عمالة تفتكر القضر وتخطط هنخرج منه إزاي ووتر شتمته وضربته وهزقته ، حتى حياة كانت شجاعة رغم كل اللي عمله فيها ، إنما أنا كنت واقفة بعيد مرعوبة ، واحنا بنهرب كنت بردوا مرعوبة ، ملك كانت قدام معاها سلاح ، ووتر ورانا معاها مطوة زي بتوع جوزها وأنا كنت عاملة اعيط زي العيلة التايهة وأنا شايلة هزيم ، كرهت ضعفي أوي في الوقت دا يا بيجاد 
فهم بيجاد ما تشعر به ، ابتسم لها قبل أن يقف فجاءة يجذب يدها خلفه صوب غرفة بالحديقة الخلفية لم يفتحها بيجاد يوما ، ظنتها غرفة بها كراكيب قديمة ولكنه ما أن فتحها توسعت حدقتيها حين رأت عدة مجسمات تعرفها تراها في التلفاز في الأفلام والبرامج يتدربون لعبة التصويب على مثلها ، توجه بيجاد إلى دولاب مُغلق يُخرج منه مسدس حقيقي ، عاد لها وابتسم يردف :
- من النهاردة هعلمك النشان وهرخصلك مسدس ، عشان ما تحسيش للحظة أنك ضعيفة دا أنتي مرات القناص ، كل هدف هتجيبه صح هتديني بوسة ، كل هدف هتجبيه غلط هاخد منك بوسة 
رفعت حاجبيها قبل أن تتخصر تردف ساخرة :
- ما هي هي على فكرة
ضحك يومأ برأسه يقربها منه يضع السلاح في يدها يومأ برأسه وقف خلفها يرفع يدها صوب أول مجسم قبل أن تطلق رصاصتها سمعته يهمس جوار أذنيها :
- عمرك ما كنتي ضعيفة في عينيا يا رُسل ، أنا بس بعلمك عشان ما تحسيش بالضعف ولو قدام نفسك  ، واعرفي أن أنا بحبك أوي ، وعمري ما هسمح لحد في الدنيا أنه يأذيكي طول ما أنا على وش الدنيا ، يلا بصي قدامك سن نملة الدبانة عند أسفل منتصف الهدف 
ضحكت تومأ برأسها تضحك سعيدة 
____________
خرج حسن من الإدارة استقل سيارته يتحرك بها صوب المنزل ، يفكر في كلمات اللواء التي قالها ، اللعبة لم تنتهي طه مختفي ولم يستطيعوا العثو عليه ، يكاد يقسم أنه خارج البلاد بشكل أو بآخر ، ولكن وليد أعترف وانتهت الجولة إلى أن تبدأ جولة جديدة عليهم أن ياخدوا قسطا قصيرا من الراحة ، ابتسم حين مر طيف أمل أمام عينيه ، وقف أسفل عمارتهم بعد مدة ، أخرج هاتفه وطلبها وما هي إلا دقائق ورآها تنزل ، ابتسم ما أن رآها أما هي فاقتربت جلست جواره تسأله فجاءة دون مقدمات :
- حسن هو أنا تخنت أصلهم بيقولوا الحمل بيتخن أوي ، وأنا على طول جعانة وعمالة أكل أي حاجة قدامي بشكل سخيف بجد 
ابتسم يضحك عاليا يحرك رأسه يائسا ، تحركت السيارة بهم إلى عيادة ذلك الطبيب ابن اللواء  ، لا يعرف لما لا يقدر على حفظ اسمه ، حين وصلوا تلك المرة كانت العيادة مزدحمة بحق ، جلست جواره على مقعدين متجاورين تنظر للسيدات صاحبت البطن المنتفخ تبتسم سعيدة لأنها باتت مثلهن وسيصبح بطنها منتفخا قريبا ، أسندت رأسها على كتف حسن تنتظر دورهم ، مرت ساعة كاملة إلى أن أخيرا جاء دورهم اصطحبتهم الممرضة إلى غرفة الكشف تلك المرة لم يكن الطبيب بمفرده ، كان معه طبيبة ربما أو مساعدة ، ابتسم يعرفهم بها :
- دكتورة سارة السويسي مراتي وبنت عمتي ، وبتساعدني هنا في العيادة ، دكتورة سارة هتعملك السونار اتفضلي معاها يا مدام حياة
ابتسمت سارة تحرك رأسها بهدوء أخذت حياة صوب الفراش في نهاية الغرفة شدت ستار تحجب عنهم الرؤية ، وجلس حسن جوار مكتب حسام ابتسم حسام يتحدث :
- سارة بتغير أوي ، عشان كدة أصرت أنها تخصص نسا وتوليد ، وبقت تشتغل معايا في العيادة ، السونار العادي بتسحملي أوقات اعمله لو هي مش فاضية ، أي كشف تاني حساس هي اللي بتعمله ، وبتكتبلي تقرير وأنا أشتغل على أساسه ، ولما قولتلها افتحلك عيادة أنتي أشطر مني يا ستي وهبعتلك الزباين رفضت وقالتلي لا يا حبيبي أنا كدة كدة أنا اللي باخد فلوس العيادة دي ، وبتعب نص التعب يبقى ليه أروح امرمط نفسي من أول وجديد ورفضت ، بس تعرف والله وجودها معايا بيهون اليوم ، أنا مش عارف بحكيلك كل دا ليه ، بس أنت مريح في الكلام معاك ، أو يمكن نعدي الوقت عشان سارة بطيئة في الكشف ، وبتقعد ترغي مع الستات ، إنت عارف من يومين يا مؤمن كانت بتعمل سونار لحالة جوزها كان واقف برة ، أنا فجاءة لقيتها قطر خارج ومسكت جهاز الضغط ونزلت ضرب في الراجل على ما لحقتها كانت سيحت دمه ، والله لولا أبويا كنا اتحبسنا 
عقد حسن جبينه يسأله مدهوشا :
- طب وهي عملت كدة ليه أصلا
- لقت كدمات كتير على بطن الست وهي بتعملها سونار وعرفت منها أن جوزها بيضربها وعايز يسقطها عشان حامل في بنت وهو عنده 3 بنات 
الوغد القذر معدوم المشاعر ، يعطيها كل الحق في ضربه ، في اللحظة التالية ظهرت أمل وسارة من خلفها وضعت ورقة أمامه بها كافة التفاصيل ونظرت لسارة وابتسمت :
- ما تقلقيش حملك مستقر ما فيهوش قلق 
ومن ثم نظرت لزوجها تقول باسمة :
- حسام أنا هعملي قهوة عشان الصداع ، اعملك معايا
قطب جبينه يحرك رأسه للجانبين يتحدث متضايقا :
- اعملي لي انا قهوة ، واعلمي لنفسك عصير القهوة بتتعب معدتك ، وهديكي مسكن 
لم تهتم لما قال قلبت عينيها ساخرة قبل أن تتركه وتخرج زفر حسام يردف ساخرا:
- هتروح تعمل لنفسها قهوة عِند فيا ، وهنقعد طول الليل نعيط وبطني وجعاني يا حسام ، كان مالها حياتي العزوبية دا أنا كنت في جنة لوحديا يا جدع 
ضحك حسن يضرب كفا فوق آخر ، نظر حسام للأوراق أمامه عدة لحظات قبل أن يرفع رأسه إليهما يطمأنهما :
- لاء تمام زي الفل ، والشهر الجاي نقدر نعرف نوع الجنين بإذن الله ، هزودلك فيتامين وابعدي عن الموالح وخصوصا الفسيخ وأي حاجة فيها كافيين ، وأكل الشارع مش مضمون الأيام دي أصلا ، ولو بتحبي الشيبسهات والحوارت دي ، بردوا يبقى بالكتير في الأسبوع ، نشوف الشهر الجاي بإذن الله يا مدام حياة ، وأنت يا عم حسن هتيجي معاها الشهر الجاي عشان اكملك باقي قصة حياتي ، على رأي اللي قال كتاب حياتي يا عين ما شوفت زيه كتاب الفرح فيه والباقي كله عذااااااب ، صحيح نسيت اسألكوا ، قررتوا لو جه ولد هتسموه ايه أنا عندي اسم هايل وجديد جداا وما حدش تقريبا سمى بيه حد قبل كدة 
______________
سمعت صوت ضحكات صغيرتها العالية تأتي من الخارج فطرب قلبها فرحا ، خرجت تحمل صينية عليها ثلاثة أطباق من جلوى الجيلي ما أن اقتربت من الصالة رأت جبران يجلس أرضا جوار كايلا يلعبان سويا بألعابها قبل أن يدغدغها فجاءة لتضحك الصغيرة عاليا ، اقتربت منهم جلست أرضا جوارهم تضع الحلوى أمامهم تغمغم مغترة وهي تبتسم :
- مامي وتر عملت أحلى جيلي فواكه لا داعي للتصفيق ودعوني أعمل في صمت
ضحك جبران قبل أن ينظر لكايلا يغمزها بطرف عينيه ففهمت الصغيرة شبيهه أبيها وتحركا سويا جبران وكايلا صوب وتر ينقضان عليها ، تعالت ضحكات ثلاثتهم قبل أن تتوقف على صوت دقات على باب المنزل ، عقد جبران جبينه قلقا ، بات يقلق من صوت جرس الباب بعد كل ما حدث ، قام يفتح فشق ثغره ابتسامة كبيرة حين أبصر سعد يقف أمامه ومن خلفه تقف أمنية ، نزل جبران على ركبتيه يحتضن الصغير يغمغم سعيدا :
- سعد وحشتني أوي أوي يا حبيبي ، حمد لله على سلامتكوا خشوا ، خشي يا أمنية واقفة ليه البيت بيتكوا 
لم يعانقه الصغير وإنما نظر إليه متضايقا وابتعد يُمسك بيد والدته حمحمت أمنية محرجة تعتذر :
- معلش يا أستاذ مراد أنا آسفة أنت عارف اللي حصل 
دخلت للمنزل فاقتربت وتر منها تعانقها ، نظرت لسعد تبتسم له تحاول إعطاءه أحد أطباق الحلوى إلا أنه رفض وأشاح بوجهه بعيدا غاضبا 
في صالة البيت جلست أمنية أمام وتر وجبران جوارها سعد يقف غاضبا لا يود الجلوس لا يود الحديث ، لا يود النظر إليهم حتى ، يشيح بوجهه بعيدا عنهم ، تنهدت أمنية تتحدث :
- أنا بيعت كل أملاك رزق ما عدا البيت اللي في البلد قفلته وحطيت الفلوس في البنك ، وجيت هنا القاهرة عشان أبدا من أول وجديد بس أنا ما أعرفش أي حاجة هنا فعشان كدة جتلكوا عشان تساعدوني ، أنا عاوزة شقة ليا أنا وسعد ، ويا أما أشغل فلوسي في أي مشروع تكون ضامنه يا أستاذ مراد ، يا أما أشوف شغل 
ابتسم مراد في هدوء ينظر إلى سعد الذي يحاول اختلاس النظرات إليه فضحك يشاكسه :
- شوفتك يا عم المكشر وأنت بتبصلي ، عينيا طبعا يا مدام أمنية ، أنا تحت أمركوا ، صحيح والله كنت ناسي ، الشقة اللي قصادي السكان سابوها من كام يوم ، تعالي اتفرجي عليها ولو عجبتك خديها ، أهو تبقوا قريبين مننا قولتي ايه 
رأتها أمنية فكرة جيدة ووتر أيضا ، قامت مع جبران ووتر صوب الخارج وتركت سعد مع كايلا ، اقترب سعد من كايلا جلس جوارها يعقد ذراعيه يحادثها غاضبا:
- أنتي مش أختي على فكرة ، ومش هقولك يا كوكي تاني ومش هلعب معاكي تاني ، ومش هنقعد أنا وماما معاكوا هنا ، ومش هنلعب لعبة استغماية أنا وأنتي تاني أبدا عشان أنا مش بحبك
قوست كايلا شفتيها قبل أن تشرع في البكاء ، هنا انتفض سعد ينظر إليها حزينا لأنه أبكاها ، أخرى الحلوى من جيب قميصه يعطيها لها يقول سريعا:
- خدي وما تعيطيش ماما قالتلي أديها لكوكي ، خلاص هقولك يا كوكي وهنلعب سوى تاني 
خدي كليها وبطلي عياط زي البنات الرخمة 
عقدت كايلا جبينها متضايقة تضربه بالمعلقة الصغيرة في يدها على رأسه تتحدث غاضبة :
-كوكي مش رخمة ، إنت رخم ، ومش هحبك ابدا ولا نلعب سوى أبدا ، وهات الحلوة بتاعتي 
واختطفت قطعة الحلوى من يده بعنف واخذت طبق الحلوى ايضا وتحركت صوب التلفاز المفتوح تشاهد الرسوم المتحركة ، لفت انتباه سعد كارتون ( اسبونج بوب) فتحرك سريعا كأي طفل يجلس جوارها على الأريكة يوجه تركيزه لشاشة التلفاز حين رأى كايلا تمد يدها بقطعة من الحلوى اقتسمتها معه تردد :
- ماما قالت لكوكي ، كوكي مش هتاكل لوحدها ، كوكي تدي الناس وأصحابها 
أخذ سعد منها قطعة الحلوى يأكل منها وهو يشاهد التلفاز يبتسم كأي طفل في مثل عمره !!
_________
وقفت في صالة منزلها أمام صورتها هي وزياد في حفل زفافهم لاح على ثغرها ابتسامة صغيرة ، زياد يستحق وهي تستحق ، عليها تجاوز الماضي بكل ما حدث فيه ، عليها أن توجه كامل تركيزها وحبها لزياد لن تسمح للشياطين نفسها أن تبعدها عنه بعد الآن ، ابتسمت حين سمعت صوت الباب ورأته يدخل يستند إلى عكازه لازال متعبا حركته تؤلمه ، الطبيب قال إنه سيحتاج لبعض الوقت في راحة تامة ولكن زياد يرفض أي راحة ، ابتسم ما أن رآها ، اقتربت منه تعانقه بقوة فابتسم يطوقها بذراعه يهمس لها جوار أذنها :
- عندي ليكي خبر حلو ، الكلب اللي اسمه وليد ما لمسكيش لما كان خاطفك ، هو أوهمك لما أغمى عليكي 
توسعت حدقتيها ابتعدت عنه تنظر له مدهوشة أمسكت بذراعيه تترجاه أن يكن ما يقوله صحيحا :
- بجد يا زياد ، أحلف أنك مش بتضحك عليا
ابتسم في هدوء رفع يده يبسطها على وجنتها برفق يحرك رأسه يؤكد ما يقول :
- والله ما لمسك يا حبيبتي ، صدقيني هو دلوقتي في حال مش هينفع أقولك عليه عشان ما ادمرش براءتك يا حبيبتي ، بس اتأكدت المراقبة اللي في الفيلا ، أنا اصريت إني أروح النهاردة عشان أنا بنفسي اللي أفرغ الكاميرات 
صاحت حياة سعيدة تعانقه من جديد ليبتسم رفع يده يمسح على رأسها برفق تنهد يهمس حزينا : 
- أنا عمري ابدا ما هبعد عنك في يوم يا حياة ، ولا عمري هأذيكي ، وعايزك تسامحيني على اللي عملته وأنا مش واعي ، اوعي تكوني لسه زعلانة والله أنا ما كنت مدرك للي المفروض أنا بعمله
ابتعدت عن أحضانه بخفة رفعت كف يدها بخفة تبسطه على وجنته تبتسم له تحرك رأسها للجانبين:
- ما تعتذرش يا زياد ، أنا رميت الذكرى دي بعيد ومش حابة افتكرها تاني ، أنا اللي المفروض أعتذر كنت غبية وزدتها زيادة عن اللزوم ، كنت بتحاول تعمل أي حاجة عشان ترضيني وأنا اللي حابة دور الضحية وشايفة أن الدنيا ظلمتني ، مع أن الدنيا كافئتني بيك وبحاجات كتير حلوة ، بس أنا اللي كنت عبيطة وعامية وما شوفتهاش ، بس خلاص كل دا خلص أنا عرفت كويس أوي قيمة النعم اللي عندي ومش هعيش في دور الضحية تاني ، هعيش بس عشان أحبك وأسعدك ، زي ما أنت دايما بتحبني وبتسعدني 
تراقصت دقات قلبه فرحا ، لفت ذراعه حول رقبتها تساعده في الجلوس على أقرب مقعد ، ابتسم يجذبها تجلس على ساقيه فلم تقاوم بل وضعت رأسها على صدره ولفت جزعه بذراعيها ، انتبهت على صوته يتحدث بحذر :
- أقولك على حاجة هتفرق معاكي بجد ، صندوق التعابين اللي الكلب دا كان واخده كارت إرهاب ليكي ولغيرك ، طلع مش حقيقي ، طلع مش حقيقي ذكاء اصطناعي ، مشاهد شبه الحقيقية بالظبط 
توسعت حدقتيها ولم تبتعد عنه بل دفنت وجهها في ثنايا صدره ، لا تصدق أنها عاشت سنوات تخشى من وهم لا وجود له ، القذر كان يخدعها ، لذلك منعها من أن تفتح الصندوق ذلك اليوم حتى لا تنكشف خدعته ،شدت كفيها على قميصه تصيح بصوت مختنق :
- أنا عايزة أقتله يا زياد ، عايزة أموته ، عايزة أنتقم منه 
وبكت كثيرا وكل الكلمات التي قالها لتهدأ لم تُجدي نفعا فما كان منه إلا أنه أقترب من أذنها يهمس بعدة جُمل جعلتها تشهق بقوة ارتدت للخلف تنظر له مصعوقة عينيها جاحظة ، عجز لسانها عن النطق لعدة لحظات ، قبل أن تقف أمامه تتحدث متوترة :
- ااا ....دااا..... اااا ...ببب 
ضحك عاليا يردف من بين ضحكاته :
- ما كنتش عاوزة أقولك عشان كدة ، اديكي بدأتي تتكلمي صيني من الصدمة ، عايزك تعرفي أن أنا خدتلك حقك منه تالت ومتلت ، كل ما تفتكريه أفتكري الكلمتين اللي أنا قولتهملك دلوقتي ، بقولك الدباح خلاه يرقصله بلدي في الزنزانة ودي نقطة في بحر اللي عمله فيه ، يلا يا حياة جوزك واقع الجوع يا قلبي عايز أحلى أكل من ايديكي الحلوين دول 
اومأت برأسها تتحرك عقلها لا يفعل شيئا سوى أنه يحاول أن يتخيل منظر وليد وهو يتمايل كراقصة وما إن فعل انفجرت في الضحك على مشهده ، سمعت صوت زياد يأتي من الخارج يضحك هو الآخر :
- تخيلتيه مش كدة ؟
أطلت برأسها ناحيته تضحك عاليا ، اختفى كابوس وليد للأبد فكلما حاول عقلها أن يخفيها به ، ستتخيله وهو يتمايل كالراقصات !!
تنهدت تنظر مطولا إلى زياد تبتسم ، الحياة أعطتها فرصة ثالثة لتبدأ من جديد وتلك المرة لن تدع الفرصة تهرب من بين يديها أبدا !!
__________
تأوه متألما حين بدأ عقله يستيقظ ويعي ما يحدث ، حاول فتح عينيه ولكنه لم يستطع فهناك ما يمنعه ، ربما هو رباط يلتف حول عينيه يمنعه من ذلك ، حاول أن ينهض لكنه أدرك أنه في تلك اللحظة يجلس مقيدًا إلى مقعد ما ، حرك رأسه بعنف يصرخ :
- أنتوا مين ، وعايزين مني ايه فكوني 
سمع صوت باب يُفتح وتلاه صوت خطوات تقترب وشخص صوته مألوف يدندن 
Ti amo, un soldo, ti amo
In aria, ti amo
Se viene testa vuol dire che basta: lasciamoci
Ti amo, io sono
Ti amo, in fondo un uomo
Che non ha freddo nel cuore e nel letto comando io
Ma tremo davanti al tuo 
يعرف تلك الأغنية ، الأغنية المفضلة لجده ، يعرف صاحب الصوت ، تأوه حين شد أحدهم الرباط من على عينيه فتوسعت حدقتيه ذهولا حين رأى أمامه مارسيليو يجلس مبتسما يرحب به بحرارة :
"Così osi presentarti a tuo nonno, tu, mio nipote traditore?" 
"أهكذا تقابل جدك ، حفيدي الخائن "
مارسيليو هنا أمامه رغم أنه يبتسم ويدندن إلا أنه على أتم ثقة من أنه أحضره لهنا ليقتله ، مارسيليو لن يخفى عنه خيانته أبدا ، ابتسم مارسيليو يقترب منه يفك قيود يديه وقدميه ، يزيح اللاصق من فوق ثغره ، قبل أن يجذبه من المقعد يعانقه بحرارة يغمغم بنبرة عربية بل وعامية سليمة :
- عناق الوداع يا حفيدي ، قد إيه كنت بحبك يا طه ، كنت شايفك ذكي ، بس بعد اللي أنت عملته دا ، عقابك الوحيد الموت 
وابتعد عنه يبتسم في وجهه يربت على كتفه برفق :
- بس قبل ما تموت لازم تعرف إجابات كل الأسئلة اللي شاغلة راسك 
ابتعد طه عنه ينظر إليه محتدا غاضبا يصرخ فيه :
- اقتلني هو أنت فاكر أن أنا خايف منك ولا خايف من الموت ، أنا حاولت ، حاولت أخد تار مريم أختي اللي انتوا قتلتوها ومع ذلك فشلت ، عشان كدة أنا اللي برجوك تقتلني 
ابتسم مارسيليو يخرج سلاحه من الحزام الملتف حول خاصرته امسكه ينقر به على ذقنه بخفة قبل أن يردف باسما بكل هدوء :
- الماركيزة ، روما الجميلة ، مريم ماتت عشان إحنا اتغدر بينا في الصفقة ، مش إحنا اللي بعتناها للموت ، إحنا ما بنقتلش أفراد عيلتنا ألا لو حد منهم خان !
ضحك طه عاليا بشكل ساخر قبل أن يكتف ذراعيه أمامه يسأله متهكما :
- أنهي عيلة بالظبط ، أنا ما أعرفش حد من العيلة دي غيرك ، عُمرك شوفت عيلة أفرادها ما يعرفوش حتى أشكال بعض
ابتسم مارسيليو في هدوء توجه إلى لوح أبيض وأمسك قلم أسود لف رأسه صوب طه وابتسم يقول بكل هدوء :
- كنت واثق أنك هتسأل سؤال زي دا عشان كدة كنت محضر السبورة والقلم ، بص يا حبيب جدو ، دي عيلتنا أنا وجدتك ماريا الله يرحمها ، خلفنا 3 أولاد ، لكل واحد فيهم اسمين ، اسمه في شهادة الميلاد واسمه في المنظمة بتاعتنا ، والدك اسمه في شهادة الميلاد عز الدين واسمه في المنظمة مارك ، مارك السفاح لو كنت سألته على مريم كنت عرفت أنه مثل بجثث اللي اغتالوها ، وعندك عمتك تولين ، وكان اسمها الأميرة ، وأخيرا عمك أمين وكان اسمه ألكسندر ، عيلتنا يا طه متقسمة لطبقات في أول طبقة ودي الطبقة ال Vip ، أعضاء الطبقة بيبقوا عارفين كل صغيرة وكبيرة في شغلنا وعليتنا ، أعضاء الطبقة دي قليلين أوي يا طه ، أنا وعمك وعمتك وأبوك بس ، لكن بعد موت عمتك حلت مار بنتها محلها ، وبعد موت ألكسندر من أربع سنين ساعة الحفلة الكبيرة حل سام إبنه مكانه ، عارف ليه يا طه رغم حبي الشديد إلا إني ما دخلتكش طبقة النخبة ، عشان أنت مندفع وأهوج ما بتعرفش تتحكم في غضبك ، سام الجوكر حفيدي ودراعي اليمين ، لما أبوه بأزمة بعد المهزلة اللي حصلت من أربع سنين ، كان راجع عشان ينتقم بس إيه اللي حصل ، لقى الشغل أهم ، وعمل صفقات كتير جداا وكسبنا ملايين ، سام بيعرف يفصل بين عقله ومشاعره 
هنا صرخ طه غاضبا :
- أنتوا عيلة مجانين ، يعني ايه عيلة متقسمة لطبقات ، يعني إيه عيلة ما يعرفوش اشكال بعض ، يعني إيه الهانم التعلبة بتاعتكوا بعتوها عشان تضحك عليا وتوقعني ، ايه القرف اللي أنتوا فيه دا ، انتوا ناس مجانين شياطين ، وأنا ما يشرفنيش أني أكون فرد من العيلة المريضة دي ، يلا اقتلني 
وفتح ذراعيه على اتساعهما ، ابتسم مارسيليو ساخرا يحرك رأسه رفع مسدسه وقبل أن يطلق الرصاص عليه وصل لهاتفه ما كان ينتظره ، أخرج الهاتف من جيب سرواله يضع سماعة أذنه ، ينصت بتركيز شديد لما يُقال ، مرت عدة دقائق في صمت إلى أن ضحك عاليا فجاءة وتركه وخرج من الغرفة 
يتحرك في الممرات فتح باب الغرفة في نهاية الممر غاضبا ؛ ليرى أمامه سام يجلس على أحد المقاعد يفتح قميصه إلى منتصفه يُمسك بكأس نبيذ في كف يده ، يمزح هو ومار الجالسة أمامه :
- المهم يا ستي عرفت أن في راجل شاذ في السجن ، عمل من وليد عاهرة 
وانفجر في الضحك  وضحكت مار هي الأخرى تصدم كأسها بكأسه ، مد سام يده يجذب مقعدها يقربها منه يهمس أمام شفتيها :
- ما تيجي بوسة Amore mio 
نظرت مار لمارسيليو الواقف خلف سام تنحنت تبتعد عنه ، لف سام رأسه صوب الباب فرأى مارسيليو يقف هناك ، ابتسم يسأله :
- قتلته ولا لسه ؟
دخل مارسيليو يبتسم في هدوء كعادته إلى الغرفة فتح هاتفه لحظات وانطلق من الهاتف مقطوعة موسيقية رائعة لصوته وصوتها 
« والسبب التالت والأهم أنتِ! ، طه غدر وإحنا واثقين من كدا ، البوليس هيكون موجود في الإجتماع الليلة هيقبضوا على وليد وهو متلبس ، وفي بيت مجدي التهامي هيلاقوا شحنة المخدرات كلها ، الحكومة هتعدم الشحنة فمارسيليو هيعدم طه ، وساعتها مش هيبقى في أي حاجز بيني وبينك ، في نفس الأسبوع هنتجوز 
ما إن أنهى كلامه توسعت حدقتيها وشهقت تبتعد عنه تتحدث مذهولة :
- أنت اتجننت يا سام هتسلم الشحنة للبوليس، أنت عارف الشحنة دي مهمة عند مارسيليو قد ايه ، دا ممكن يقتلك فيها ، لاء مش ممكن دا أكيد
ضحك سام بخفة قبل أن يرفع كتفيه لأعلى يردد ساخرا :
- وأنا مالي ، أنا روحت اوزع الشحنة زي ما أمرت حفيدك غدر بينا ، وأنا عرفت أهرب بالعافية ، يبقى أنا ليه اتحاسب ، الخاين هو اللي يتحاسب ، ما تقلقيش أنا عامل حسابي كويس أوي ، البضاعة دي لازم تتعدم عشان طه يتعدم مالهاش حل تاني ، ولا أنتي مش عايزة طه يموت؟! »
أغلق مارسيليو الهاتف ينظر إليهما ، لم يتأثر سام بل عاد يُكمل كأس النبيذ في هدوء وهو يبتسم أما مار فتوترت وقفت تحاول أن تقول شيئا تدافع به عنهما :
- مارسيليو الموضوع مش زي ما أنت فاهم ؟
ولكن سام لم يدعها تُكمل ، وقف لف ذراعيه حول كتفيها وابتسم يحادث مارسيليو بهدوء مثله :
- هديك نصيبي في آخر عملية في روسيا وأنت عارف أنها قد الصفقة ويزيد ، تعويض عن خسارة الصفقة
همهم مارسيليو موافقا على التعويض المادي ولكن يبقى العقاب ، ابتسم لهما يومأ برأسه يردف :
- تمام موافق ، بس عقابا ليكوا انتوا الاثنين أنا مش هقتل طه 
توسعت حدقتي مار ذهولا تنظر لسام لترى كفه أشتد بعنف على الكأس في يده يكاد يحطمه ، ولكنها لم تكن النهاية تحدث مارسيليو : 
-وعقاب مار عشان خبت على جدها حبيبة جدها ، إنها هتتجوز طه غصب عنها ، 
وعقاب سام دراعي اليمين الجوكر اللي ما حدش يقدؤ يوقعه عشان حاول يشغل دماغه عليا ، مار مش هتكون ليك يا سام ، إنت هتتجوز جورية أخت طه ، قصدي زياد حفيدي 
تعرف أن زياد الوحيد اللي الاسمين بتوعه عربي مش واحد عربي وواحد إنجليزي زيكوا
ولكن ما حدث أن سام انتفض يصرخ غاضبا بشكل لم تعهده منه قبلا :
- أنا أتجوز دي ، دي ما بتعملش حاجة في حياتها غير أنها بتعيط ، دي أصغر مني ب10 سنة دي عيلت أوي ، ودي هتجوزها ولا اوديها الحضانة هتجوزني واحدة من الطبقة الدُنيا ، وما اخدش من النخبة ليه ، وما اتجوزش مار ليه ، إنت كدة بتعاقبني يا مارسيليو ، ما تبقاش تزعل بقى لما أشرحهالك بعد الفرح بساعتين 
هنا ابتسم مارسيليو في سخرية وكأن كل ما قاله سام لم يستمع إليه من الأساس هو فقط سأله ساخرا :
- وليه هتستنى ساعتين بعد الفرح ، ما تشرحها على طول
لفت مار رأسها إلى سام فرأت إبتسامة شيطان خبيثة ترتسم على شفتيه يهمس يتوعدها :
- عشان هوريها كل ألوان العذاب في الساعتين دول ، هحقق رقم قياسي جديد ، ما تنساش تبقى لعمي ، يجهز كفنها جنب فستانها وبردوا هتجوز مار
وترك الغرفة وغادر غاضبا ، آخر ما سمعته كان صوته وهو يصرخ من شدة غيظه:
- دي بتعيط وهي بتتفرج على اسبونج بوب عشان صعبان عليا أنه عايش لوحده ، دي تبعنا إزاي أصلا 
ضحكت بخفة تنظر إلى مارسيليو الذي أقترب منها احتضنها برفق يهمس جوار أذنها :
- تخيلي لو سام أنك أنتي اللي قولتيلي عشان ما أقتلش زياد ، أنتي حبتيه
ابتسم كفتاة خجول تومأ برأسها فابتسم مارسيليو يربت على وجنتها بخفة ما أن التفت وغادر اختفت ابتسامتها وحل مكانها أخرى خبيثة للغاية، لم ترد أن يقتل مارسيليو زياد لأنها ستفعل به الافاعيل إلى أن يأتي إليها راكعًا يتوسلها أن تقتله 
________________
مرت عدة أيام بعد ما حدث ، كان لا يزال في إيطاليا ، أخد إحدى السيارات الذي أخبره جدها أنها له الآن يبتعد عن الزحام يتحرك بسرعة كبيرة بلا هدى ، سمع الهاتف الجديد الذي أعطاه له جده يدق في جيبه ، أخرجه يجيب فسمع صوتها تتحدث وهي تضحك :
- هاي زيزو ، وحشتني أوي كان شكلك هايل وأنت بتزعق في مارسيليو 
قبض على الهاتف في يده بعنف يحادثها مشمئزا :
- أهلا بعاهرة العائلة ، عاوزة ايه مني؟
سمعها تضحك عاليا قبل أن تجيب بنبرة حزينة ساخرة :
- تؤتؤتؤ ، you broke my heart زيزو ، على العموم أنا كنت متصلة أحذرك العربية اللي أنت فيها قنبلة هتنفجر بعد دقيقة واحدة ، ما تنساش تاخد الموبايل وأنت بتنط من العربية زي الأفلام الاجنبي عشان هكلمك تاني ، تيك تاك 
وضحكت عاليا تُغلق الخط في وجهه ، توسعت حدقتيه ذهولا ، أوقف السيارة سريعا ونزل منها يركض بعيدا ما هي إلا لحظات وسمع انفجار قوي يأتي من السيارة من الجيد أنه كان قد ابتعد بقدر كافي ، جلس أرضا ينظر للسيارة وهي تحترق ، كان على وشك أن يحترق هو الآخر داخلها ، دق الهاتف في يده فتح الخط سريعا فسمعها تتحدث بملل شديد :
- أنت ملل بجد ، ما نطتش من العربية وهي بتجري ليه زي جون ويك 
غضب بشدة مما تقول ، احتقنت حدقتيه غضبا يصرخ فيها :
- أنتِ مجنونة ، إنتِ كنتي عاوزة تموتيني 
صمتت وشعر بالهاتف يهتز في يده وتحولت المكالمة الصوتية إلى أخرى عن طريق الكاميرا رآها تجلس على مقعد ترتدي فستان أسود قصير وحذاء له كعب عالي تدوس بكعبه على كف يد رجل ملقى تحت قدميها أرضا ، نظرت إليه وابتسمت :
- سوري زيزو مضطر تشوف المشهد دا عشان مشغولة وأنا بكلمك ، وبعدين يا روحي أنا لو كنت عاوزة أموتك ما كنتش اتصلت حذرتك ، أنت مش هتموت بسهولة يا روحي ، إنت هتركع تحت رجلي زي الراجل دا وتترجاني إني اقتلك 
نظر إليها مشمئزا يطفقها بنظرة احتقار قوية قبل أن يردد ساخرا :
- وأنا عاوز أشوفك بتحاولي يا مارسيليا 
ضحكت عاليا قبل أن تقف عن مكانها التقطت الهاتف تقربه من وجهها ابتسمت له قبل أن ترفع يديها تلوح له ببطء تودعه :
- لقائنا قريب في مصر يا زيزو ، صدقني اللي هتشوفه مني ، هيخليك تتمنى أنك ما اتولدتش أصلا ، باي يا روحي
وبعثت له قبلة كبيرة تُغلق الخط في وجهه !!

تمت بحمد الله 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1