 |
اسكريبت حماتي عندها خمسه رجاله ( كامل) بقلم الست نور
حماتي كان عندها خمسة رجالة طول بعرض كبيرهم عزّ كان راجل شديد شايل البيت مع أبوه وشايل شغلهم برا لحد ما خرج وعمل حادثة بـ عربية نقل ثقيل ومرجعش تاني من وقتها وحماتي عصبيتها بقت مبررة بتحاول تشغل نفسها علشان أول ما بتقفل عليها بابها بتاخد صورته في حضنها وتقعد تبكي.
- ماما يا ماما.
- نعم ياروح ماما.
- تيتة تعبانة أوي ونايمة.
- تعبانة! مالها؟
- معرفش لما بابا خدمي هناك كان فيه دكتور عندها وهي نايمة مبتتكلمش.
قلبي اتقبض وجريت لبست عبايتي وحطيت الطرحة على راسي ومسكت عزّ وروحت على بيت جوزي، ولأول مرة رجلي تعتب عتبة بيتي وأنا مش عاطية جوزي علم بس خوفي على حماتي خلاني نسيت أي حاجة.
- فين عمتي يا عمي؟
- نور! أنتِ عرفتي إزاي؟
- يبقى هي تعبانة صح! هي فين يا عمي ابعدوا خلوني أشوفها.
جريت دخلت أوضتها كانوا بناتها حواليها بيحاولوا يسندوها يقعدوها على سريرها لأنها أول ما سمعت صوتي قالتلهم سندوني علشان مشوفهاش نايمة وتعبانة وأزعل.
- مالك يا عمتي شالله أنا وأنتِ لأ.
- بعد الشر عليكِ يا حبيبتي.
- أي منيمك كده وهم خبوا عليا ليه؟ ومحدش ليه بعتلي إنك تعبانة آجي تحت رجلك وأشيلك زي ما شيلتيني عمري كله، أرد ولو جزء من اللي عملتيه معايا.
- اهدي طيب.
دموعي كانت مغرقة وشي وبسبب دموعي كل اللي كانوا في الأوضة بكوا على بُكايا ومعاهم حماتي فأخدتها في حضني وبوست على جبينها وكف إيديها:
- شاوري بس وأنا أجيبلك الحاجة لحد عندك.
- أنتِ جيتي وجبتيلي الغالي مجيتك عليا كبيرة.
حاولت تشيل عزّ وتضمه لصدرها وأنا طبطبت عليهم وابتسمت، شوية واتصلت بجوزي يجيبلي هدوم ليا وليه ولـ عزّ لأن هنقعد مع حماتي كام يوم لحد ما تتحسن وتبقى كويسة:
- مسامحاني يا نور؟
- ليه بتقولي كده؟
- اوعي قلبك يكون شال مني بسبب عمايلي والله غصب عني وعرفت غلطي.
- عارفة يا عمتي كنت أوقات نفسي أقولك هو أنا لو أمي عايشة كنتي هتعملي فيا كده؟ كنتي هتيجي ليا لأن ماليش أم تيجي تقفلك؟ سيبك من أبويا وعمامي لأنهم مش هيتدخلوا في أمور ستات.
لقيتها بَكت وهي بتهزّ راسها وبتنفي كلامي:
- والله أنتِ بنتي يا حبيبتي متقوليش كده.
- ده زمان والله مكنتش فاهماكِ لكن أنا من بعد ما عاشرتك وعرفتك وأنا بقت روحي فيكِ ولو كان عندي أم مكانتش هتبقى بغلاوتك دي كلها.
- أنا أمك يا نور، أنتِ بنتي اللي مخلفتهاش.
وماتت حماتي اللي بقيت أم لمرات ابنها وبنت أخوها، بقيت كل يوم جمعة أروحلها المقابر وآخد معايا زيارة بطلعها صدقة على روحها حتى وأنا معايا رجالة بـ شنبات عودتهم يفتكروها ويدعولها بالرحمة ويطلعوا صدقة على روحها.
- مش يلا يا نور؟
- استنى أسقي الزرع.
- خليكِ أنا هسقيه.
- لأ محدش يسقي الزرع غيري، الزرع ده طول ماهو مخضر فـ حماتي راضية عني ومرتاحة مكان ماهي موجودة.
- كانت بتحبك أوي وبتوصيني عليكِ.
- وأنا كنت بحبها والله.
دموعي نزلت وميلت بوست الحيطة اللي مكتوب عليها اسمها "المرحومة/زينات عبد العزيز محمد" وودعتها وخرجت مع جوزي كان ولادي التلاتة واقفين بيفرقوا صدقة على روح جدتهم، فبصيتلهم بـ فخر وبصيت لجوزي ورفعت راسي للسماء:
"ثمرة خير زرعتيها في تربية ولادك والعرق دساس وولاد ولادك بيبعتولك سلامهم، أتمنى يكون وصلك وتقّل ميزانك، سلام ياغالية ... سلام يا أمـــي"💗
