رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل السابع و العشرون بقلم اسماء عبد الهادى
اختبارات الحياة منها سهل يسير ومنها ما يقودك للجنون إذا ما ارهقت نفسك في التفكير بشأنها دون الاذعان واللجوء إلى الله تعالى..
حاولت اللحاق بتلك التي تجر يدها لتجعلها تمشي خلفها وهي تشعر بأنها هناك نار حارقة لا يمكن إخمادها بداخل جدران قلبها البائس.
نفضت يدها من صديقتها ووقفت أمامها في إحدى قارعات الطريق وتحدثت بينما تلتقط انفاسها من تعب المشي السريع.
_يابنتي فهميني بس منزلاني من البيت على ملا وشي ليه وبتجريني كدا زي البقرة ..وانتي شكلك زي البركان ناقصلك تكة وتنفثي دخان غضبك عليا.
زفرت سها لتخرج ذاك الدخان الغاضب التي تتحدث عنه رهف
_يوووه يا رهف نتنيل نقعد في أي حتة وهحكيلك.
التفتت رهف حولها باحثة عن مكان مناسب فوجدت كافية خالي من الشباب ولا أحد به سوى العاملين فأمسكت بيد سها
_تعالي هنقعد في الكافية اللي على الشمال ده .
جلست سها بحدة على المقعد وكأنها تلقي حمولها بالكامل عليه .
لتهتف رهف باستغراب
_ياااه للدرجة دي يا سها ...ده الموضوع كبير بقا... احكيلي يا حبيبتي.
أجهشت سها في البكاء وكأن رهف ضغطت على زر التشغيل خاصتها.
رق قلب رهف على حال صديقتها وأقتربت منها لتخفف عنها
_سها أرجوكي متعمليش في نفسك كدا هعيط معاكي والله وهفتحها مناحة ومحدش هيعرف يوقفني وانتي حرة .
ضحكت سها وسط الحزن التي تشعر به فتبسما لها رهف وتحدثت بصوت حاني.
_قوليلي فيكي ايه بس
تحدثت سها بحسرة على حالها هي الأخرى
_ماهر.
طرقت رهف باندفاع يدها على طرف المائدة بضيق
_أنا كنت حاسة من الأول انكم اتخانقتوا ...بس مش معنى كدا إنك تعملي في نفسك كدا ...ماهر بيحبك وأكيد كان هيصالحك بعدها.
لتهتف سها فتجعل لسان رهف يُلجم من المفآجئة
_رهف ..ماهر أخوكي هيتجوز ملك النهاردة بالليل.
فغرت رهف فاها بصدمة
_هااه .
شعرت سها بلوعة تجتاح جسدها وأخفضت يدها في قهر
_شوفتي !.
نظرت رهف لصديقتها دون أن تتحدث. وابتلعت ريقها بخيبة أمل من أجل صديقتها
لتردف سها بينما تمسك المنديل الورقي تجفف به دمعاتها
_أنا مش عارفة أعمل إيه دماغي هتتشل من كتر التفكير..ماهر خيرني لإما أوافق على إنه يتجوز ملك وأكون زوجة تانية لإما ننفصل .
_أنا فاهمة هو عايز يعمل ايه..بس ليه هو ..ما ممكن ماجد ..ليه يكسر بقلبك ويقتل فرحتك بقراره ده .
حركت سها رأسها باندفاع
_يعني إنتي معايا في إني من حقي أزعل
_اكيد طبعا ...معنى كلامك أن ماهر مش هيخلي الأمر مجرد كتب كتاب وخلاص ده يقصد زواج حقيقي
أغرورقت عينا سها من جديد
_ماهو ده اللي قاهرني يا رهف مش هتحمل أشوف ماهر مع حد غيري ..أعمل إيه.
ضمت رهف شفتيها بأسى
_هقوم أروحله أحاول أتكلم معاه او أخلي ماجد يقنعه يرجع في قراره ده.
وقفت سها لتمسك بيد رهف لتثنيها عما تود فعله
_لا استني يا رهف... أخاف ماهر يزعل مني علشان دخلت حد في موضوع المفروض إنه يخصنا إحنا الاتنين وبس ... بس أنا حقيقي مش عارفة اتصرف ازاي.
جلست رهف ثانية وهتفت بتساؤل
_يعني إنتي ممكن تتحملي زوجك يكون متجوز واحدة تانية غيرك..لو هتتحملي وافقي إنتي في الأول والآخر عارفة سبب تصرف ماهر .
صمتت سها وكأنها تفكر بجدية لتهتف بلوعة الحب الحارقة
_بس أنا بحب ماهر ومش هقدر انفصل عنه ..يبقى لازم أوافق على اللي هيعمله ..أنا مش هينفع أكون أنانية ..خليني أحط نفسي مكان ملك أكيد هكون في قمة سعادتي لو حد ساعدني ووقف جنبي وقفة ماهر دي.
ليتك كنت سندي
بقلمي/
أسماء عبد الهادي
دخل الى أخيه بغرفته بنفس كئيبة محبطة، فقراره هذا سيحطم قلبه وقلب محبوبته
لكنه سيفعله بالتأكيد فهو وعد نفسه وعد رجال أن يستتر على ابنة خالته ويكون لها الحمى والسند وخاصة بعدما تخلت عنها أمها وتركتها وكأنها لم تنجب قط
_ماجد عايزك تفضيلي نفسك كمان ساعة من دلوقتي
أجابه ماجد بروحه المرحة كعادته وبلهجته الساخرة
_عنيا ليك يا كابتن خير ... بس قولي هتفسحني فين؟
لم يكن ماهر في مزاج جيد ليضحك على كلام أخيه لذا رد بجدية تامة
_المأذون جاي الساعة ٧ علشان يكتب كتابي؟؟
سعل ماجد عدة مرات فلقد كان يشرب مشروبه الغازي المفضل وتفاجىء بما يقوله أخيه لذا
اعتدل ماجد في جلسته وهتف بتعجب رافعا حاجبيه ؟
_ مأذون !! انت ناسي انك متجوز !
وقف مرة واحدة وهتف فأخيه بانزعاج
_نهارك اسود اوعى تكونوا اتخانقتوا وطلقتها ؟
زفر ماهر مطولا وهتف بخفوت في نفسه
_لسه مطلقتهاش لكن للأسف هيحصل قريب
اقترب منه ماجد ودفشه في صدره
_رد عليا يالا
طالعه أخيه بوجه خلى من التعابير سوى الشجن
_هتجوز ملك يا ماجد .
_نعم يا خويا انت واعي انت بتقول ايه ؟
_واعي جدا ومتأكد من قراري مليون في المية.
_وسها هتوافق على اللي بتقوله ده؟
_والله هيه حرة ...أنا بلغتها وليها حرية الاختيار تكمل او ننفصل بهدوء ... بس أنا مش هتخلى عن بنت خالتي في محنتها.
_اه تقوم تتخلى عن حبك ومراتك مش كدا؟
تنهد ماهر وأخفض رأسه أرضا ولم يستطع التحدث
ضربه أخيه على ناصيته بإصبعة
_فوق يالا واياك تيجي على حبك ... أنا اللي هتجوز ملك مش انت.
_خلاص يا ماجد أنا أخدت قراري.
_قرار زفت وأطران على دماغك .. انت متجوز وبتحبوا بعض هتهدم ده كل من اول طوبة .. أنا يا عم سنجل ومنعديش لا حبيبة ولا صاحبة حتى فسيبلي أنا الموضوع ده و اخرج انت منها
_بس انت مش بتحب ملك ولا بتطيقها حتى
_وده ميمنعش اني أقف جنبها لما تكون في مشكلة يا ماهر ... انا مش فاهم ازاي مرجعتليش قبل ما تروح تعكها مع سها مش فاهم
_يعني ايه انت اللي هتتجوزها
_أينعم ... اومال اسيبك تهد حبك واقف اتفرج
انفرجت أسارير ماهر كثيرا وأخذ رأس أخيه أسفل زراعه
_حبيبي ياد يا ماجد ... هات راسك ابوسها .. انت ردتلي روحي
ابعده ماجد مازحا
_روح ياعم هتبوس راسي انا ليه روح بوس راس المسكينة اللي نكدت عليها وزمانها بتحس دلوقتي
_ياراجل
_اسألني انا ... البنات دول كائن عيوط بطريقة بشعة عندك اختك رهف خير دليل
ضحك ماهر على تعبيرات وجه أخيه وهو يسخر من بكاء البنات على كل شىء سواء يستحق أن لا
_طب هخلع أنا أروحلها سلام يا صاحبي
وقبل ان ينطلق ماهر خارج غرفة أخيه ...جاءه اتصال من آدم فآجاب ليجد آدم يقول
_ماهر ..سها عندك؟ ...مش موجودة في البيت .
تغير وجه ماهر فهو يعلم ان سها حزينة بسبب ما قاله لها لكنه لم يكن يتوقع الا تعود للبيت الى الآن
لذا هتف بقلق
_ازاي مش في البيت ...هيه مجتش هنا مشفتهاش ... طب أنا هرن عليها أشوفها فين
_موبايها غير متاح ...شوفها يا ماهر يمكن تكون مع رهف وطمني حالا
ذهب ماهر في الحال لغرفة أخته فلم يجد سوا ملك وأيسل تجلس جوارها تلون بالألوان الزيتية ومنهمكة في عملها
_آدم رهف مش موجودة أيسل بس اللي هنا مع ملك...اقفل هاتصل برهف أشوفهم راحوا فين
رفض آدم أن ينهي الاتصال وطلب منه ان يجعل ماجد هو من يتصل برهف
_لا اطلب من ماجد يكلمها وانا منتظرك تطمني ...بسرعة انا على اعصابي يا بني.
هاتف ماجد أخته لتجيب في الحال
_ايوة يا ميدو
_انتي فين يا رهف وسها معاكي
_اه سها معايا احنا راجعين البيت حالا خلاص.
أخذ ماهر الهاتف من أخيه وتحدث الى أخته
_رهف انتوا في اي مكان .. متتحركوش أنا جايلكم عايز اتكلم مع سها ضروري
_حاضر يا ماهر ... إحنا في كافية فريندز عارفه
_ايوة عارفة دقايق وهكون عندكم
أنهى اتصاله مع اخته ليتحدث الى آدم
_اطمنت ..هروحلهم على هناك ... كمل شغلك انت متقلقش
تنهد آدم براحة
_الحمد لله .... هاجي أخد أيسل محتاجها معايا في مشوار مهم، مناسب اجي دلوقتي ؟
_البيت بيتك يا دكتور انت بتستأذن بقينا أهل خلاص
_____
أسماء عبد الهادي
وصل ماهر الى المكان المطلوب واستطاع ان يلمح الفتاتين بسهولة فتوجه نحوهما مباشرة
وقال راسما ابتسامة على محياه وهو يضرب أخته بخفة على رأسها
_ينفع تخرجي من غير ما تعرفينا .. ينفع يعني.
وضعت رهف يدها على رأسها وهتفت لتتأسف لأخيها
_أسفة يا ماهر .. أصل ..كان
أوقفها أخيها بهدوء وجلس مكانها
_انتي لسه هتحكي ... ارجعي يا بيضة على العربية وخدي المفاتيح اهي ... محتاح اتكلم مع سها شوية .
ضيققت رهف عينيها وهتفت مدعية الغضب
_اه بتسربني بقا علشان يحلالك الجو
ضحك ماهر وأشار لها بعينيه ان تغادر ...فتبسمت وهي تنظر لهما برضا ومن ثم غادرت على الفور متمنية لهما السعادة التي لم تحصل عليها هي.
التفت ماهر الى سها فوجدها تزوغ بأعينها هنا وهناك والدمعات تقف على شرفة أعينها تجاهد ألا تسقط
ليتحدث ماهر بندم
_أنا أسف يا سها اني زعلتك حقك عليا يا حبيبتي.
هتفت سها بصوت متحشرج
_ماهر أنا اللي آسفة أنا ...أناكنت عايزة اتكلم معاك.
طالعها ماهر بأعين متلألأة تملؤها الحب والهيام
_انا اللي كنت عايز أقولك كلام مهم.
لتهتف سها بجدية غير منتبهة لأعينه التي تحدق بها وتقص آلاف من قصص العشق
_الكلام اللي هقوله يا ماهر مهم تسمعه من فضلك.
أمسك ماهر يدها بحب
_لا مش عايز أسمع حاجة وانسي اي حاجة قلتهالك في المطعم ،كل اللي عايزك تفتكريه انك ليا وبس ومفيش حاجة هفرقنا عن بعض.
ابتلعت سها ريقها بدهشة
_يعني مش هتتجوز ملك! انا انا كنت
_لا مش هتجوز حد غيرك انتي ... انت وبس اللي حبيبي.
ابعدت سها يدها بعدم استيعاب
_ماهر انت بتقول ايه .. انا مبقتش فاهمة ايه اللي بيحصل
_ماجد هيجوز ملك يا سها ...مشكلتنا اتحلت خلاص
انفرجت شفتي سها وهتفت بوجه منكشح
_بتتكلم جد يا ماهر !!
دقق ماهر في أعين سها وهتف بحب
_يااااه مكنتش أعرف ان القمر ساب مكانه وانطبع على وشك ....أنا محظوظ بيكي ياقمري
تخضب وجه سها من كلماته التي أصابتها بالإحراج ولكن تراقص قلبها طربا وكاد يقفز من مكانه
قبل ماهر يديها
_بحبك يا سها .. بحبببك .
التفتت سها حولها ومن ثم سحبت يدها بحرج
_بتعمل ايه يا مجنون الناس تقول علينا ايه
عاند ماهر وأمسك بيدها مرة اخرى ورفض تركها رغم محاولاتها اليائسة في سحبها
_بعمل ايه يعني بعبر عن حبي لزوجتي العزيزة حد له عندي حاجة.
ابتسمت سها وهتفت تسبح ربها
_سبحان مغير الأحوال ... شوف من لحظات كنت حزينة وبعيط ودلوقتي أنا في قمة سعادتي .
انقلب وجه ماهر وافتر وجهه عن عبوس وضيق
_اه بذكر العياط بقا أنا هخليكي تعيطي بجد ... تعالي هنا ازاي تخرجي من غير اذن اخوكي او اذني حتى.
أجفلت سها مكانها وارتدت للخلف في كرسيها وهتفت لتدافع عن نفسها
_ما.. ما أنا كنت مقهورة وكنت حاسة اني هنفجر فكان انسب حل اني اخرج أفك برا واخدت رهف معايا.
هب ماهر من مكانه وتوجه ناحيتها هاتفا بوجه جعله صارم
_الكلام ده ميتكررش تاني
وضعت سها يدها على وجهها خوفا منه
_ماهر .. انا انا
إلا أن ماهر أحاطها بإحدى ذراعيه وتحدث بهدوء
_ مقدر الحالة اللي كنتي فيها لاني كنت حاسك باحساسك بالظبط... لكن ده ميمنعش انك تستأذني قل ما تخرجي
ابتسمت له وهتفت بطاعة
_حاضر
قبّل ماهر رأسها بحنان
_طيب يلا اروحك علشان تجهزي لكتب كتاب ماجد ...وكمان زمانها رهف بتأكل في نفسها في العربية .
____________
أسماء عبد الهادي
تجلس على احدى الطاولات في النادي الرياضي تتابع جهازها اللوحي المحمول"تابلت" وعلى ما يبدو أنها منهمكة في عملها
ليقطع الصمت الذي يحيطها ذلك الذي أتى للتو مع صغيرته وأبدى ابتسامة بسيطة على وجهه
_السلام عليكم... اتأخرت عليكي
نظرت له من أسفل عويناتها"النظرات" وحركت رأسها بلا ومن ثم أشارت له بعينيها بعملية لأن يتخذ مقعدا
ليجلس آدم ويُجلِس صغيرته على الكرسي المجاور
تركت عبير ما في يدها للحظة وهتفت باستعجال
_ها يا دكتور طلبت تقابلني هنا ليه؟
أشار آدم للنادل والذي أتى في الحال وطلب المشروبات
ثم تكلم بحماس
_ دي أيسل بنتي...حبيت تتعرفوا على بعض
زفرت عبير بتأفف فهي لا تراه سببا مهما لاستدعاءها
_دكتور آدم انت معطلني عن ابحاثي علشان اتعرف على بنتك ... ما طبيعي كنت هتعرف عليها بعد ما نتجوز
_لازم أمهد لها الموضوع علشان تتقبل وجودك معايا ...مش أكتر.
أجابته دون أن تنظر اليه بل طالعت حاسوبها باهتمام متجاهلة ابنته تماما
_كل ده كان ممكن يحصل بعد الجواز بعدين دي عيلة هتفهم ايه.
نهض آدم وأمسك بيد ابنته وهم بالرحيل بعد أن وضع ثمن المشروبات على الطاولة وهتم بغيظ منها
_آسف اني عطلك عن شغلك اتفضلي كملي براحتك
هتفت بتعجب وهي تعدل من وضع نظاراتها على عينيها
_حضرتك رايح فين يا دكتور
أجابها بجمود
_افتكرت ان أيسل عندها تدريب دلوقتي حالا ومش عايزها تتأخر....سلام
______
أسماء عبد الهادي
تجهز الجميع لعقد قران ماجد وملك واستعدا لاستقبال المأذون
استطاع إبراهيم أن يكون قرير البال ومرتاح قلبه تجاه ابنة أخته فهو متأكد أن ماجد سيحافظ عليها
لذا اتجه تجاه ماجد الذي كان يجلس على الاريكة يلهو في هاتفه الى أن يأتي المأذون
_ماجد يابني أنا مش عارف أقولك ايه انت ريحتني وبعدت عني هم كبير كان كاتم على نفسي.. ربنا يباركلك ويسترها معاك زي ما هتستر بنت خالتك الغلبانة دي
افتر وجه ماجد عن ابتسامة هادئة
_اطمن يا خالي مش أولاد فهمي اللي يتخلوا عن أهلهم في ضيقتهم ..اطمن وحط في بطنك بطيخة صيفي كمان
انضم كل من ماهر وابيه إلى الجلسة
لينهض ماجد من مكانه
_هقوم أشوف قطتي اللي قاعدة بتلبس في أوضتي علشان تروح تستعجل ملك وتشوفها جهزت ولا لا.
بقلمي
أسماء عبد الهادي
________
دلف الغرفة بعد أن طرق الباب مرة واحدة لتلتفت رهف له بابتسامة تزين وجهها فتزيدها نور وتهتف بمزاح
_ها نقول مبروك يا عريس ... ولا اتحسبت عليك جوازة والسلام
ابتسم لها ماجد وقال وهو يجلس على طرف فراشه
_انتي شايفة ايه؟
جلست رهف جواره بعد وهتفت بجدية
_شايفة ان أكيد ربنا له حكمة في اللي بيحصل...وكمان ملك بعد اللي حصلها مبقتش على الحال اللي كانت عليه زمان فسبحان مغير النفوس والأحوال.. يمكن بالعشرة قلبك يرتاحلها وتحبها كمان
رفع ماجد حاجبيه بلا اهتمام
_يمكن ... عامة مش هيفرق معايا كتير الموضوع ده فمتشغليش بالك بيه اوي
_ماجد بس انا مش عايزاك تظلم ملك او في يوم تعايرها على اللي حصلها
ضربها أخيها على مقدمة رأسها مازحا
_تعرفي عني كدا يا بنت انتي؟
وضعت رهف يدها على رأسها تتألم وهتفت بضجر
_ااييه انت وأخوك مش عاجبكم غير دماغي وتضربوا فيه.
نهض ماجد وادعى أنه يتوعد لرهف
_خلاص يا حبيبتي تحبي اضربك فين بالظبط
نهضت رهف مسرعة مبتعدة عن اخيها
_خلاص يا عم انت ما صدقت ... انت هترجع لإيدك الطارشة بتاعة زمان!
أمسكها أخيها من رقبتها من الخلف وهتف بتسلية
_صدقي يا رورو أنا مضربتكيش من زمان
هتفت رهف بزعر
_ايه ايه حيلك يا حبيبي... انت عارف لو الخمار بتاعي اتفك هعمل فيك ايه
ضيق هو عينيه وهتف ساخرا
_ايه؟
_هخليك تلفه انت تاني
اقترب منها ماجد وقام بهدم حجابها وهو يقول بتسلية
_بس كدا غالي والطلب رخيص
لتصيح رهف بغضب من مزاح اخيها الثقيل
_مااااجد .. بوظلتي الخمااااار
قهقة ماجد على حالتها الغاضبة وتوجه ناحية الباب
_ههههه سلام يا قطتي
لتلحق به رهف بغيظ
_ماجد طب وربنا ماسيباك انا مش هفضل أظبط فيه ساعة علشان تيجي تهده كدا برخامتك دي
فر منها ماجد للخارج لتلحق هي بسرعة
_ماااجد تعالى هنا محدش هيظبته غي...
لكنها تقطع حديثها عندما ترى أمها تنظر لها بغضب هاتفة باستياء
_مش هتبطلي طفولية بقا يابت يارهف ..ابوكي وخالك برا يقولوا عليكي ايه .. اكبري بقا خيبتي أملي فيكي.
تنهد ماجد بضجر من أمه والتي مازالت مصرة على ألا تعامل رهف بحنان
فمد يده تجاه أخته والتي ظهر الحزن على قسمات وجهها ، وأحاطها بذراعه مقربا اياها من صدره هاتفا ببسمة
_مش هيقولوا حاجة ياماما...البنت وبتدلع على أخوها مفيهاش حاجة يعني
مطت سوسن شفتيها وضربت ظهر كفها بباطن كفها الآخر
_ماهو دلعك المرئ ده اللي خلاها مش نافعة في جوازة ... ياخويا بلا نيلة هروح أشوف الشاي اللي على النار
شدد ماجد من احتضانه لاخته
_متزعليش من ماما يارهف ... هيه عادتها ولا هتشتريها ربنا يهديها .
حركت رهف رأسها
_لا مش زعلانة انا خلاص اتعودت على أسلوب ماما ده ... اللي يهمني انها تكون كويسة وبس.
قبل ماجد رأس اخته
_حبيبة اخوها العاقلة يا ناس
دفشته في صدره بمزاح تعيده لغرفته
_طب يلا يا حلو علشان تظبطلي خماري زي ما بهدلته
_ده أمر ولا أمر!
_أمر طبعا.
_اذا كان كدا ماشي أنا فكرتك بتأمريني يعني فمكنتش هوافق
ضحكت رهف على أخيها بسعادة لا متناهية ليدلف هو معها الغرفة ويقوم بنفسه بمعاونتها على ارتداء حجابها بعناية فائقة واهتمام بالغ وكأنها ابنته التي يحرص على جعلها أميرة تتزين بحاجبها ليواري زينتها عن أعين الطامعين
أسماء عبد الهادي
طرقات متلاحقة على بابا المنزل لتنذر أن من يقف خلفه متعجلا من أمره فنهض ماهر على الفور ليرى من الطارق
فلم يجده سوى آدم بوجهه الشاحب وضربات قلبه السريعة والتي استطاع ماهر ان يلحظها بسهولة نتيجة لرؤيته لصدره يعلو ويهبط
فهتف ماهر باستغراب
_آدم ...خير وفين سها مجتش معاكم ليه ..انا وصلتها البيت وقالت انها هتيجي معاك انت وايسل
فتح آدم فمه لتخرج الكلمات من فمه بصعوبة بالغة وكأنه يلتقط انفاسه الاخيرة
_سها اتخطفت يا ماهر .....