رواية اين اشلائي الفصل الاول بقلم رشا منصور
-أبويا متسيبنيش. لوحدي. أنا ماليش غيرك يابا 😢😢
=متعملشي كدا في نفسك يابني… ده حال الدنيا. ما دايم إلا الله.. بس هتروح فين دلوقتي بعد موت. أبوك .
مبقاش ينفع. أنك تقعد هنا.
-يعني إيه يا عم ربيع اروح فين أنا ماليش أهل ولا بيت ولا معايا فلوس ولسه فاضلي شهرين وأخلص الدبلوم..
= يابني أبوك كان شغال غفير. ع الطحونه من زمان وكنتم بتناموا فيها. بحكم. شغله. لكن بعد مو'ت. أبوك.
أكيد هيتعين غفير جديد وهيعيش هنا… شوفلك حته تنام فيها من الليلة دى ..
اقولك أنا هكلم لك شيخ الجامع تبات الليلة دى لحد ما تلاقي لك مكان وخد يابني القرشين دول هما مش كتير بس أهو تمشي حالك بهم شويه….
*************
أعرفكم بنفسي أنا سمير عندي سبعتاشر سنه وعايش في قرية بالقرب من طنطا .. وفضلي شهرين واخد دبلوم الصنايع…
أنا شاطر أوى وكنت جايب مجموع حلو يدخلني ثانويه عامة وكان نفسي أطلع مهندس معماري لكن الظروف بقي.
أنا طلعت لقيت امي ميته. وأبويا شغال غفير. ومرتبه قليل وده السبب اني أتنازل عن حلمي. وادخل مدرسة الصنايع.
بس قررت لما اخد الدبلوم أني أشتغل واكمل دراستي. وأعمل معادلة. يمكن اجيب مجموع كليه الهندسة ولا حتي أدخل معهد…
وأهو بعد مو'ت. أبويا بقيت في الشارع.. وروحت الجامع وفضلت أبكي والشيخ حمدان إمام المسجد. لما عرف اللي حصل قالي يابني بات هنا بس تدخل بعد ما الناس كلها ما تخلص صلاة وتمشي.
وهقفل الباب عليك لأنه ممنوع حد يبات في الجامع….
وفضلت ع كدا لحد ما خلصت المدرسة وامتحنت وبقيت ابات في الجامع وطول النهار اقعد ع المصطبه في الشارع والجيران بيعطفوا عليا وبيدوني أكل ..
وفي يوم شوفت عم حسين صاحب أبويا وبيشتغل في القاهرة وبينزل كل فترة البلد بيشوف مراته وعياله…
سلمت عليه وقولت له شوف ليا اى شغل معاك.. أنا معايا دبلوم صنايع… وممكن اشتغل إي حاجه.
عم حسين….
انت عارف يا سمير يابني أنا شغال تمرجي في مستشفي. وحرام. عليا اشغلك عامل نظافة. ولا تمسح. سيارات. وأنت متعلم…
وكمان يابني المستشفي تعتبر في حته مقطو'عة. ع الطريق الصحراوي. في المدن الجديدة..
وشغالين بس ع عمليات التجميل او لو حصل حاد'ثة. ع الطريق.. وطول اليوم يعتبر فاضيه مفيهاش مرضى….
يعني مش محتاجين حد يشتغل. بس أنا هدور لك ع شغلانه تنفعك يابني.
سمير…
ياعم حسين أنا مستعد أشتغل اى حاجه بدل ما بقعد اشحت. لقمتي. من الناس😔. ما أنا مش هفضل طول عمري كدا مستني اللي يعطف. عليا..
عم حسين..
اقولك يا سمير يابني في عمارات كتير بتتبني. قدام المستشفي. والغفير صاحبي. سافر معايا وان شاء الله اكلم لك المقاول يشغلك معاه وتنام هناك مع الغفير…
سمير…
كتر خيرك ياعم حسين ربنا ما يرميك. في ضيقة ابدااا.
وانا والله هرفع. رأسك وعمري ما هخذلك. . ..
وروحت للشيخ حمدان. شيخ الجامع وعرفته .. قالي يوم ما تسافر تشتغل هديك قرشين تخليهم. معاك تصرف. منهم لحد ما يعملوا لك مرتب ومتخافش. ع حاجتك. هخليها عندى لحد ما ترجع…
وفعلا عم حسين صدق. في كلامه وخدني معاه وعرفني ع المقاول ووافق إني ابات في الاوضة مع الغفير.. وقالي
المقاول…
ع بركة الله يابني أهو تونس عم إسماعيل . . بقي راجل كبير وبيتهئ له حاجات وهو لواحده. وع العموم الشركه ع بعد اتنين كيلو من هنا وكل يوم أتوبيس الشركة بتجيب المهندسين والعمال الساعه 8 الصبح وبنخلص الساعه 5 وفي استراحه ساعه للغداء. ..
ولك وجبه فطار وغداء تبع الشركة… ومدام هتبات هنا تبقي هاتلك حاجه تتعشي بها بس قبل الليل لأن الدنيا زى ما انت شايف فاضيه حواليك ولا في محلات ولا قهوة حتي.
ومافيش غير عواميد. الكهرباء بس اللي منورة الطريق…
بس في بنزينه. وفيها كافيتريا. بتبيع مأكولات ومشروبات وشغاله 24 ساعه هناك ع بعد نص كيلو من هنا.
سمير…
قولت له كتر خيرك بس أنا مفهمتش هشتغل. ايه؟؟
المقاول….
علشان خاطر عم حسين هخليك تشتغل حاجه سهله. أنت هتمسك كشكول وهتكتب كل يوم اسامي الانفار. وكل راجل عمل كام ناقله. زلط. ورمل واوعي تتلخبط.. لانهم بيتحاسبوا. بالناقله….
سمير….
لا متخافش. ده أنا شاطر في العد وخطي حلو أوى.
المقاول…
طب أنت ترتاح انهاردة وهتبتدي من بكره شغل وهبعت حد يجيب لك اكل وهصرف. لك سلفه. من المرتب تمشي نفسك بها لحد ما تبقى تقبض…
يا عم إسماعيل خد سمير يتفرج ع المكان وخليه ينام معاك في الأوضة وقبل ما نخلص تبقي خدوا معاك عرفه طريق البنزينه. واشتروا لكم العشا…
اهو يونسك في السكة ويبقي يروح هو بعد كدا يجيب لك الأكل. …
معلشي يا سمير أهو أنت شايف عم إسماعيل كبير في السن.
سمير….
معلشي إيه بس ده زى أبويا ربنا يبارك في عمرك ياعم
إسماعيل …
وعدي اليوم وروحت مع عم إسماعيل البنزينه وفي الطريق لقيته بيقولي خلي بالك يابني الطريق هنا بالليل مش. أمان.
ومهما تسمع بالليل أوعي تخرج. من الاوضة . ولو شوفت حاجه غمض. عينك … وأعمل نفس اعمي. واطرش. لو عاوز تكمل.هنا
استغربت كلامه. وقولت له قصدك إيه بكلامك. ده هو في قطا'ع. طريق. هنا او تجار.مخدdرات.؟؟؟
رد عم إسماعيل وقال لآ لآ يابني مافيش الكلام ده الدنيا
امانn هنا ههههههههههه.
بس أحنا في صحراء. وساعات بتحس. أنك سامع حاجه لكن مافيش اى حاجه أصلا وأهو انت هتشتغل هنا وهتشوف بنفسك… بس خلي بالك الجو بيبقى تلج بالليل…
وسكت عم إسماعيل ومشيت وانارشامنصور قلقان. حاسس ان في حاجه مخبيها. عليا. بس هعمل إيه هرجع تاني اشحت. ع الرصيف.
ورجعنا الموقع. والكل مشي وكنت تعبان. أوي ونفسي انام وجه الليل.
وصحيت فجأة ع صوت حد بيقول الحقو'ني. الحقو'ني…
فضلت أبص حواليا مافيش غير عم إسماعيل ونايم. والاوضه فاضية…
قومت وفتحت الباب وفضلت واقف قدامه والفانوس اللي في الاوضة مدي بره ضوء بسيط وشوفت آثار. خطوات 😲 مشيت براحه أبص في المكان .. لكن مافيش حد.
بس فجأة سمعت صوت كلاب كتير وكلهم قربوا من الاوضة. وقفت متخشب. مكاني مش بسبب الكلاب بس لكن بسبب اللي شوفته..
الكلاب كلها بتبص في إتجاه واحد كأنها شايفه حد وبتابع حركته ودققت النظر حسيت إني شايف. حد بيتحرك بس جسمه. شفاف.. هو هو ده عفر'يت.
أنا كنت سمعت قبل كدا ان الكلاب. بتقدر تشوف العفا'ريت. وبتها'جمها. …
وفجأة سمعت اللي بيقولي ...😲😲 أنا اغمي. عليا.
