اسكريبت تيجي نطلق كامل بقلم الست نور
- تيجي نطلق؟
- لأ تيجي نعمل مخطوبين؟
- إزاي؟
- يعني متجوزين في نفس الشقة بس هنرجع مخطوبين ونكسر الروتين!
- تحفة والله ونكسر ورا بعض قُلتين!
- أنا بقولك نرجع مخطوبين مش هنبقى منفصلين.
- سوري من الحماس سرحت.
من الحاجات اللي مش هندم عليها في اختياري لجوزي إني اخترته مجنون وأنا أجن منه، يعني مستعدين نعمل أي حاجة في سبيل نكسر الروتين حتى لو هنموت بعض.
- خُد دوق كده
- أدوق أي ده فول
- مانا غيرت في وصفته.
- اوعى الزوجة الكريتيڤ وريني كده أدوق
انتظرت أفهم منه أي إشارة بس تعابير وشه متفهمش هو زعلان ولا قرفان ولا بيستطعم ولا اتسمم ولا أي في ليلته دي، طب لو بتموت بالبطيء ارمش أروح أهرب على بيت أهلي لـ يتهموني شروع في قتـ...ـل.
- حاسس بأي؟
- تحسيه فول بس فيه حاجة غريبة مدياه إحساس إنه مصروف عليه
- ركز كده تاني
- فيه ريحة غريبة بس أنا عارفاها.
- أيوة هاا ريحة أي؟
- فراخ؟
- أيوة مانا حوجت الفول بزيت كنت محمرة فيه فراخ.
في لحظة كان جايب اللي في معدته وبيجري ورايا الشقة كلها بس مقدرش يكمل جري وراح جري على الحمام يكمل ويجيب اللي في بطنه ويخلص من التلبك المعوي اللي جبتهوله.
- تعالي قربي.
- بدون لمس طيب.
- قربي.
- قول مش هلمسك وأنا هاجي.
- وأنتِ فاكرة الستارة اللي واقفة وراها دي هتحميكي مني؟
- أنت حر لو مقولتش مش هاجي.
- مش هلمسك.
- الراجل مربوط من كلمته حيث كده أنا ربطتك بكلامك.
مشيت بثقة ناحيته وأنا ماشية بغرور على أساس إنه مش هيعرف يلمسني ويضربني بس فجأة لقيتني متكومة على الأرض أتاريه سحب السجادة من تحت رجلي.
- أنت قولتلي مش هلمسك.
- بس محلفتش.
- أنت راجل جدع ومش هتضرب صح؟
- بتحطي زيت فراخ على الفول؟
- مانا حبيت أحوجلك الفول.
- تحوجيه بـ زيت كان فيه فراخ؟
- مانا قولت أكسر الروتين وأجرب ولو أنت مت لاقدر الله يبقى التجربة وحشة لو عشت يبقى قدر ولطف.
- ده أنا هكسر نفوخك دلوقتي.
جوزي ومحبش إلا هو، بيعاملني بـ طيبة وحنية وإحنا اتفقنا إن الحياة مش بتمشي على وتيرة واحدة علشان كده لازم نكسر الروتين وكل فترة والتانية نتجنن بدل ما الحياة تجننا ونروح العباسية.
- خدي جربي الأنبوبة متركبة صح ولا.
- بالولاعة؟
- أيوة هتنجز.
- هات.
- استني.
بصلي بكل حب وخوف عليا وأنا الدمعة كانت هتفر من عيني لقيته بيقولّي:
- استني لما أنزل القهوة علشان لو الأنبوبة فرقعت في وشك.
- تصدق وتآمن ب أي؟ هتصدق إن شاء الله
- لا إله إلا الله
- أنت حلال فيك التسمم اللي عملتهولك.
- مانا بردهالك يحبيبة قلبي.
القط والفار لو شافونا كنا إديناهم أفكار كريتيڤ للمقالب والمشاكسة، بس طلع أن الحياة ملهاش طعم بدون ما نناكف في بعض وننكش شعور بعض.
- أنا زهقت منك
- وأنا أكتر مبقتش طايقاك
- طب والحل؟
- تيجي نطلق؟
- لأ تيجي نعمل مخطوبين؟
- إزاي؟
- يعني متجوزين في نفس الشقة بس هنرجع مخطوبين ونكسر الروتين!
- تحفة والله ونكسر ورا بعض قُلتين!
- أنا بقولك نرجع مخطوبين مش هنبقى منفصلين.
- سوري من الحماس سرحت.
- متسرحيش تاني.
بدأنا فعلًا بالفكرة وأنا أخدت أوضة النوم وهو نقل حاجته لأوضة الأطفال وبقينا نتواصل بالتليفون ولما نشوف بعض في الشقة صدفة أنا بعمل نفسي مكسوفة وأمشي من قدامه وهو عينه تبقى بتطلع قلوب وحماس البدايات ده.
- ناوليني الطبق ده.
- اتفضل.
- الأكل جميل تسلم أيدك
- بجد؟
- أها والله.
ومسك أيدي يبوسها كـ علامة شكر سحبتها منه بسرعة وخضة وأنا خدودي حمرت وخجلت خجل المخطوبين:
- متمسكنيش من إيدي علشان متوضية امسكني من وسطي.
معرفش أي اللي حصل بعد كده بس اللي أعرفه إن قعد يضحك لدرجة شرق وتف الأكل من بوقه من كتر الضحك وأنا قومت أساعده يشرب وأنا ميتة ضحك وحقيقي مكنتش أعرف إن فكرة زي دي ترجعنا بذكريات خطوبتنا كده وتخلينا نعيش اللحظات دي من تاني.
- النهاردة عيد جوازنا التاني.
- أنا اشتريت فُستان جديد.
- وأنا كمان جبت طقم.
- وجيبتلك هدية
- وأنا كمان هقدمهالك بالليل على العشاء.
زيننا البيت وطبخنا سوا وجهزنا الأكل وهو كان بدأ يزين السفرة وكان جرس الباب رن استغربنا مين جايلنا في وقت زي ده بس طلع دليڤري كان طالبه هو وتقريبًا جايب حاجة لينا وعملها مفاجأة.
- نورر
- جاية أهو.
- يلا هنتأخر على المعازيم.
- وده يصح برضو؟ خلاص جاية أهو.
كنا عايشين الكدبة ومصدقينها لدرجة خرجت من أوضتي وأنا لابسة فستان سهرة من اللي كنت عارفة إني مينفعش أخرج بيه برا بس يصح ألبسه لراجل واحد بس، خلصت آخر لمساتي وأنا برش البيرفيوم على أماكن النبض ولبست هيلز وخلخال صوت رنته وصلت ليه ومع كل خطوة كان شعري الطويل مفرود على ضهري بيتحرك معايا بتموج علشان يشغل هو أغنية "ادخلي عمــري"
- يا محلى العمر بدخولك.
- وهو العمر فيه كام علشان أختار راجل غيرك!
- حتى لو الحياة ادتك اختيارات؟
- هختارك في كل مرة.
كان لابس بنطلون كلاسيك أسود وقميص أبيض رافع كمامه لحد كوعه وفاتح أول زرارين وجزمة سودا بتلمع وريحة بيرفيوم نفاذة أنا مميزاه بيها لوحده، نزل على ركبته وهو بيتقدملي من جديد وبيطلع خاتم دهب بيلبسهوني وبيقول:
"تقبلي تكملي معايا عمري الجاي؟"
"يغور العمر اللي متبقاش أنت فيه"
بدأنا نتمايل على صوت الأغنية برومانسية وكأنه أول ديت لينا بس الفرق إنه حلال عليا وعليه، لذلك أنت بتركن عقلك لأنه مش هيصحي ضميرك ويحطك في حيرة بين الصح والغلط والحلال والحرام لأن قلوبنا بس اللي بتتكلم وبتعزف مزيكا غير المزيكا وسيمفونية أحسن من أجدعها سيمفونية عرفها العالم ...
"سيمفونية الحُــب"
- جه وقت هديتي.
- أي هي؟
وقت ما اتجوزنا معملناش فرح لأن ظروفه مكانتش متيسرة وأنا قبلت بـ ده وقولت المهم نتجمع سوا والفرح مش هيبقى فرح غير وهو فيه ومعايا فطالما هو معايا يفيد بأي الفرح!
- عارف إني مفرحتكيش زي باقي البنات ولأنك بنت أصول لا شوفتك عاندتي ورفضتي تتجوزي من غير فرح ولا عريتيني بين الناس بالعكس جيتلك أقولك ظروفي وأنتِ سترتيني ومن وقتها وأنا وعدت نفسي إن يوم ما ربنا يكرمني ويوسع عليا هعوضك.
"تذكرتين عُمرة إلى رحاب أراضي مكة المقدسة"
عيوني دمعت وأنا بلمسهم بـ إيديّا الاتنين وهو مسحلي دموعي وحط فوق التذكرتين علبة وقالي أفتحها:
"ده فستان!"
"عايزك تُطلي الطلة وكله يقول ماشاء الله، فستان أبيض اللي حلمتي بيه طول عمرك عمري ما أقدر أسرق منك فرحتك"
ركنت هديته وهو فتح ليا دراعاته فـ بكل حب اترميت فيه وأنا بشكره:
- أنا مش عارفة أقولك أي! بس شكرًا لأنك معايا دايمًا
- شكرًا لوجودك في حياتي، عمري ما كنت أتخيل إن حياتي كل يوم هيبقى فيها جديد وكاسرة للروتين بشقاوتك وحلاوتك، هتصدقيني لو قولتلك إن مقالبك دي هي اللي كانت معيشاني، لقيت فيكِ اللي طول عمري بدور عليه وكنت دايمًا أسمع إن
"الشقاوة تغلب الحلاوة ما بالك لما يجتمعوا الاتنين!"
- بس يظهر الفترة الجاية هتشتاق لشقاوتي!
- ليه هتعقلي لاقدر الله؟
- للأسف مضطرة.
- أنتِ تعبانة!
- ليه بتقول كده!
- أصل العقل اللي نزل عليكِ عمره ما كان سكتك.
- يا بايخ.
ضحك بعد ما ضربته في كتفه وأخدني قعدني وقعد جنبي وهو بيوطي صوت الأغاني:
- قوليلي مالك.
- مش قولتلك إني جبتلك هدية.
- أها.
- دي هديتك.
طلعت لكلوك أطفال وحطيته بين كفوفه وهو فضل متنح لحد ما شوفت دموعه بتنزل على اللكلوك وهو بيبوسهم وبعدها بينزل على الأرض ساجد
"الحمدلله يارب الحمدلله"
- أنتِ مبتهزريش صح؟
- بعد فرحتك دي لو كنت بهزر كنت هتمنى هزاري يقلب جد.
- يعني أنا هبقى أب؟
- وأنا هبقى أم.
قلوبنا نبضاتها بقت أسرع بس خطواتنا بقت أبطأ وشقاوتنا بقا أهدأ وتصرفاتنا بقت مسئولة وجه اللي يغير مننا ويخلينا أب وأم مسئولين، وصدق اللي قال العيال هي اللي بتربي والديها مش العكس.
- هي بتصوت ليه يا دكتورة؟
- عندي انتفاخ هموت منك.
- مراتك بتولد يا أستاذ.
- يانهار أبيض أنا لسة مخلصتش كورس تربية الأبناء خلوه في بطنها خلوه.
- حتى الكورسات اتراكمت عليه يا دكتورة ولديني بدل ما أفتح نفوخه ااااه.
كنت ببص ليه وهو نايم على سريري وابنه جنبه وأنا قاعدة عالكنبة والممرضة جت استغربت أي مقعدني كده!
- جوزي ولد ربنا يوعدك.
- ده ولا كأنه لسة طالع من العمليات مش أنتِ.
الممرضة ضحكت ولسة بتمد ليا أيديها بالعصير خطفه منها:
- كنت محتاجه والله شكرًا.
- ده بتاع مراتك.
- والله! نور؟ أي ده حمد لله على سلامتك.
- الله يسلمك بقولك
- قوليلي.
- محتاجة أفرد ضهري حبة لو مش هضايقك.
- بس كده عيوني.
رميته بمخدة كانت جنبي وبعدها انفجرنا من الضحك والممرضة ضربت كف على كف قبل ما تخرج بعد ما قالها وهو بيضحك إنها أول ولادة ليه فمش عنده خبرة يتصرف إزاي.
- ده الله يكون في عون مراتك.
- خدي استني هنا قصدك أي بكلامك ده ...
- سيبك من الممرضة وقولّي هتسميه أي؟
قام سندني وجابني جنب ابني أخدته في حضني وهو باصصلنا وبيقول:
- أسميته يحيىٰ.
- يحيىٰ! اللهمّ أنبته نباتًا حسنًا وبارك لنا فيه.
رددت الاسم بكل حُب وإحنا بنبص لثمرة حُبنا ومن هنا يبدأ فصل جديد وُلد وتجدد معه قصة حب لا تنتهي "أسميناه يحيىٰ
لـ الست نور