رواية حين التقيتك الفصل الخاتمة
كانت هدير تتابع حركات جعفر الغريبه و تلاحظها طوال تلك الايام
يظل يتحدث مع اخوتها و حين تقترب منهم يصمتوا جميعًا و كأنهم يرتبون لشيء ما
هى بالاساس تشعر ببعض الضيق من بعد ذلك اليوم الذي مر عليه اكثر من اسبوعان حين قامت بتزين الغرفه دليل على موافقتها و استعدادها لتكمله حياتها معه و هو رفض و كلماته تترد داخل عقلها دون ان تفهمها (( انا عارف .. و فاهم بس انت يا هدير انظلمتي كتير .. و شوفتي كتير و من حقك كل السعاده اللى فى الدنيا … تسمحيلي اعوضك ))
لكن ظهور هؤلاء الاصدقاء التي لم تكن تعلم عنهم شىء … بهيئتهم الاجراميه التى تشبه كثيرًا هيئه جعفر ومحادثاتهم الطويله و خروجه المتكرر معهم كل هذا يثير بداخلها الشكوك و الظنون
لكنها لا تستطيع ان تتخيل اى شىء سيىء منه … هو صاحب القلب الكبير … الحنون … الذي يسعدها دائما لا يبخل عليها باي شىء
خاصه من بعد ما حدث منذ يومين دلفوا سويا من باب البيت الكبير يضحكان لتقابلهم زينب بسعاده و هى تقفز فى اتجاه جعفر الذي حملها بين ذراعيه يقبلها بحنان ثم بدء فى دغدغتها لتملىء البيت بصوت ضحكاتها العاليه السعيده و خرجت والدتها من المطبخ و هى تقول
– اغسلوا اديكوا و تعالوا بسرعه المحشي سخن
بعد ان اجتمعوا جميعا حول طاوله الطعام قال جعفر
– تسلم ايدك يا ماما بجد مفيش عظمه كده
– الف هنا يا ابني
اجابته بابتسامه حانيه حين نظر الى هدير و قال
– هدير بقا من النهارده هتتعلم كل الأكل الحلو ده ما هي بقت فاضيه بقا
نظرت اليه هدير بحيره و قالت باندهاش
– ما انا بعرف اعمل محشي يا جعفر و عملته ليكم قبل كده .. بس ايه حكايه اني بقيت فاضيه دى ؟!
ابتسم و هو يقرب يده من فمها يطعمها (( صابع محشي )) و قال موضحًا
– علشان هتسيبي الشغل يا قلب جعفر
احمرت وجنتاها خجلًا حين ضحكت فاطمه ضحكه صغيره و نظرت والدتها الى الجهه الأخرى ليكمل هو كلماته موضحًا
– اوعى تفتكري انى عايز الغي شخصيتك .. ابدا و الدليل على كده انى كنت سايبك تشتغلي طول الوقت اللى فات ده … بس بجد يا هدير أنتِ تستحقي انك ترتاحى … تبقى فى بيتك معززه مكرمه و اللى تأمري يجي لحد عندك و ربنا يقدرني و اجبلك الدنيا كلها تحت رجلك
ظلت صامته تنظر اليه عيونها تحكى قصه عشق كبيره و على شفاهها ابتسامه سعيده تصف احساسها بالامان و الراحه و السكينه … احساس بالراحه بعد طول تعب
احساس المسافر فى الصحراء لأيام و أيام و حصل على اول شربه ماء بعد عطش طويل
اخذت نفس عميق و كأنها كطفل صغير لاول مره يتنفس لاول مره تشعر بهذه الراحه و انها قادره على ان تعتمد على احد و تلقى على كتفه كل همومها و يكون هو على قدر هذا الحمل
لم يشعروا بوالدتها و اخوتها حين غادروا المطبخ الا حين قرر جعفر ان يقبلها لتدفعه الى الخلف بخجل ليضحك و هو يشير لها ان المطبخ خالي الا منهم فقط لكنه وقف و قبل جبينها و غادر المطبخ تاركها خلفه تتلون خجلا
عادت من افكارها على صوت فرقعه اصابع جعفر امام وجهها و هو يسألها بقلق
– سرحانه فى ايه يا ديرو ؟
ظلت تنظر اليه بصمت ثم قالت
– و لا حاجه انا كويسه
يعلم جيدا بما تفكر و يعلم انها تشعر بالشك و الضيق لكن قريبا جدا سوف تعلم كل شىء و تفهم
اقترب منها و قبل جبينها و هو يقول
– طيب عايزه حاجه من بره
– هو أنتَ خارج بردوا ؟
قالتها بضيق شديد ليبتسم و يقبل جبينها من جديد و غادر دون ان يرد على سؤالها
لتنفخ الهواء بضيق و هى تقول
– نفسي اعرف ايه اللى غيرك كده بس يا جعفر
~~~~~~~~~~
صعد الى سيارته و هو يتصل بأنور يسأله عن اخر الاخبار
– كله تحت السيطره يا كبير
– مش بخاف انا الا من الكلمه دى …. خاطر فين ؟
اجابه جعفر بعد ان ضحك بصوت عالي ليجيبه خاطر قائلا بصوته الجهوري
– انا هنا يا كبير … و كل اللى آمرت بيه تم و احنى جاهزين لاى اوامر تانيه يا عظمه
– يا ابني بطل تطلع عليا القاب مره يا كبير و مره يا رياسه و مره يا عظمه
ضحك جعفر و هو يقول كلماته مازحاً حين قطع انور كل هذا المزاح قائلا
– هنفذ امتي يا عظمه ؟
– بكره يا صاحبي … اى تأخير زياده عن كده اخوكم هيتقطع و يتعبى فى اكياس سودا
قال جعفر مازحا ليضحك اصدقائه قائلين فى صوت واحد
– الله يرحمك يا رجوله العظمه خايف من المدام
ليضحك جعفر بصوت عالى و قال بمرح
– لازم اخاف يا ابني دى الحكومه
و اغلق الهاتف حين وصل امام ذلك البيت المهجور الذى مازال يضم حنفي و مفتاح
دلف الى البيت و مباشره الى غرفتهم ليجدهم هناك على نفس وضعهم القديم
اقترب منهم و هو يسحب خلفه ذلك الكرسي الخشبي و وضعه بشكل عكسي و جلس فوقه ليصله صوت مفتاح الضعيف و هو يقول بتوسل
– مين هنا … حرام عليكم ارحمونا بقا … توبه من دى النوبه مش هنقرب من جعفر و عيلته تاني
– و انت تقدر اصلا ؟!
قالها جعفر بقوه مقاطع لسيل كلمات مفتاح الذى قال سريعا
– انا اسف يا جعفر باشا اسف يا جعفر بيه … توبه و الله ما هقرب منك تاني همشي من البلد كلها لو انت عايز
كان جعفر ينظر اليه و على وجهه معالم التقزز و الاحتقار فى حين زحف حنفي على الارض حتى وصل الى قدم جعفر يقبلها بتوسل و هو يقول
– ارحمني انا كده هموت … مش هتشوف وشي تاني و هنسى ان ليا مره و عيال بس ارحمني انا مبقاش فيا حيل حتى لو عايزني اروح للشرطه و اعترف بكل حاجه هروح
ابعد جعفر قدميه و وقف عن الكرسي ثم تحرك ليفك قيودهم ثم قال
– اللى حصل ده قرصه ودن … قرصه ودن صغيره … المره الجايه مش هتكون عاهه مستديمه هتكون موت … و اللى يفكر يقرب من عيلتي هدفنه حي
و تحرك ليغادر المنزل دون ان ينظر خلفه … لقد طوى تلك الصفحه من حياته … فما مر عليهم خلال الاسابيع الماضيه كافي لهم و سوف يجعلهم ينتبهون لخطواتهم القادمه اذا استطاعوا السير من جديد
~~~~~~~~~~~~~~
عاد الى البيت ليجد الظلام فى استقباله اخذ نفس عميق و هو ينظر الى الطابق العلوي بعيون مليئه بالحب و الشوق قائلا
– اصبري بس لبكره يا قلب جعفر و نبضه … اصبري بس لبكره
دلف الي المطبخ حتى يعد لنفسه كوب قهوه لكنه وجدها تجلس هناك تمسك بكوب القهوه الخاص بها ترفع يديها كل دقيقه و اخرى تمسح دمعه صغيره تنحدر من عيونها الى وجنتيها لم يتحمل ليقترب منها سريعا و جلس على ركبتيه امامها و هو يقول بخوف
– مالك يا هدير … انت كويسه ؟
نظرت اليه و انهمرت دموعها بغزاره ليضمها بقوه و هو يقول بقلق
– مالك يا حبيبتي أنتِ تعبانه فيكى حاجه ماما و اخواتي كويسين ؟
اومئت بنعم ليقول بتوتر و حيره
– طيب في ايه ؟
ظلت تفرك يديها بقوه ثم قالت بتوتر
– هو انا زعلتك فى حاجه
قطب جبينه باندهاش ثم رفع حاجبه المقسوم و هو يقول باستفهام
– ايه اللى هيزعلني منك يا ديرو ؟ و ايه اللى خلاكي تفكري كده ؟
خرجت منها شهقه عاليه و هى تمسح دموعها بظهر يدها كالاطفال ثم قالت
– انت متغير معايا اوى و مش
– و مش ايه يا ديرو ؟ مش ايه ؟
قاطعها و هو يسأل بأندهاش لتصمت تنظر اليه بخوف
ليكمل هو قائلا
– هو أنتِ مش عارفه قيمتك عندي ايه … طيب تعرفي لو فتحتي قلبي هتلاقي نفسك ساكنه جواه و مفيش غيرك … أنتِ بتجري فى دمي أنتِ روحي و كل عمري
– طيب متغير ليه ؟ مش على عوايدك و طبيعتك معايا ليه ؟
قالت من بين دموعها و شهقاتها … رغم ذلك الحب الكبير الواضح داخل عيونها
ليبتسم ابتسامه صغيره مشاغبه و قال
– كل الحكايه انى مشغول مع انور و خاطر فى كام موضوع كده هخلصهم و اروق و افضالك يا جميل
ابتسمت بسعاده ليقول هو بحب صادق و بعض المرح
– ايوه كده فين الضحكه دى من اول القعده … ستات غاويه نكد
لتضرب كتفه بقوه ليرفع حاجبه و هو يقول
– بتمدي ايدك عليا يا هدير !
لتهز راسها بلا عده مرات ثم قالت بدلال
– ده انا بنفض الجاكيت كان عليه تراب يا سي جعفر
ليضحك بصوت عالي قائلا بغرور مصطنع و هو يمسك ياقه قميصه
– حلوه سي جعفر دى اثبتي عليها بقا يا امينه
لتضحك و شاركها هو ضحكاتها ثم مد يده لها لتضع يدها فى حضن يديه لتقف امامه ليحاوط كتفيها و هو يسير بها مغادرًا المطبخ قائلا
– علشان متقوليش متغير انا بكره طول اليوم هكون بره عندي شغل كتير ماشي
اومئت بنعم و هى تقول ببعض الخجل
– ربنا يعينك و يقويك و حقك عليا
ليضع يديه على فمها و قال بقوه حانيه
– متكمليش … و متعتذريش أنتِ و بس تأمري و انا أنفذ أنتِ ملكه قلبي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى صباح اليوم التالي
استيقظت هدير من النوم تشعر بهدوء غريب فى المنزل
غادرت الغرفه بعد ان اخذت حمام ساخن … و أبدلت ملابسها
نزلت السلم و عيونها تبحث عن اخوتها او امها و لكنها لم تجد احد نظرت فى الحديقه وجدتها خاليه تمامًا
توجهت الى المطبخ لتجد والدتها تقف هناك تعد شىء ما لم تتبينه
فاقتربت منها لتلتفت بدريه لها بابتسامتها الحنون و قالت
– صباح الخير يا ديرو
ابتسمت هدير بسعاده فهى تشعر بالسعاده حين ينادونها بهذا الاسم …. الاسم الذى يدللها به جعفر اول من فكر ان يطلق عليها اسم دلع
– صباح الخير يا ست الكل
و اشارات الى الخارج و هى تقول باستفهام
– اخواتي فين ؟!
عادت بدريه بتركيزها الى ما كانت تقوم به و هى تقول
– خرجوا مع جعفر من الصبح
اقتربت تضع امامها الصحن المليء بالشطائر و اكملت
– افطرى علشان عايزه اروح انا و أنتِ مشوار
– مشوار ايه ؟
قالت هدير باستفهام لتقول بدريه ببعض الخجل و هى تمسك خصلات شعرها
– هنروح الكوافير
رفعت هدير حاجبيها باندهاش لتكمل بدريه قائله بنفس الخجل
– محتاجين نهتم بنفسنا شويه … و بعدين يا ديرو علشان جعفر ديما يشوفك حلوه و متجدده
لم تناقش هدير والدتها فكانت بالفعل تفكر فى كلماتها
و بالفعل انتهت من تناول وجبتها و ابدلت ملابسها و ذهبت مع والدتها لكن كان هناك ما يعكر مزاجها … جعفر لا يجيب على اتصالاتها حتى اخوتها و لا تفهم السبب و والدتها هادئه تمامًا بشكلٍ مريب يثير الفضول
~~~~~~~~~~~~~~~
حين وصلت الى الكوافير شعرت ان هناك شىء غريب الجميع يتعامل معها بشكل مميز و غريب و كأنهم يعلمون من هى و بعد عده دقائق كانت الصدمه
حين اقتربت منها والدتها و بين يديها كيس كبير كتلك الاكياس الخاصه بفساتين الاعراس و الحفلات
و ازداد الامر غرابه و اندهاش حين وجدته فستان ابيض رقيق يشبه فساتين الاميرات التى كانت تسمعها و تتخيلها فى الحواديت التى كانت تستمع اليها و هى صغيره
و بعد الكثير من الوقت … كانت تقف امام المرآه تنظر الى نفسها باندهاش و هى ترى نفسها عروس بفستان الزفاف حلمها التى لم تتوقع يومًا ان يتحقق
لمحت والدتها تقف خلفها انعكاس صورتها فى المرأه بفستان ازرق رقيق و حجابه الخاص بهيئه لم تحلم يوما ان ترى والدتها بها و الدموع تملىء عيونها
كانت تفكر ان بفضل جعفر كل احلامها تتحقق دون اى مجهود منها
دموع السعاده و الرضا التى تلمع فى عيون بدريه و هى ترى ابنتها عروس كالملاك لمست قلب هدير الذي يشبه الاطفال الان فى السعاده بيوم العيد
اقتربت منها بدريه و وقفت امامها تنظر اليها بابتسامه حانيه و قالت
– و اخيرا يا بنتى اخيرا شوفتك بفستان الفرح حلم حلمت بيه من اول مره شلتك بين ايديا
ضحكت من بين دموعها و تجمعت الدموع فى عيون هدير خاصه حين اكملت والدتها قائله
– جعفر قالي على كل حاجه … هو عايز يعملك فرح كبير … عايزك تحسي إنك عروسه بجد … زيك زى كل الينات مش عارف يفرحك ازاى و لا يعمل ايه و لا ايه ربنا يبارك فيه و يحميه من كل شر و يسعدكم يا بنتى
ربتت على كتفها و قالت بقلب ام تنصح ابنتها
– خلى بالك منه … جعفر راجل حقيقي حطيه فوق راسك و جوه عينك
اومئت هدير بنعم لترفع بدريه يدها تمسح تلك الدمعه التى انحدرت من عيون ابنتها و قالت
– النهارده مفيش دموع النهارده فى سعاده فى فرح فى زغاريد و بس
لتزغرد جميع الفتايات التى فى مركز التجميل بسعاده لتكمل بدريه كلماتها
– تعالوا يا بنات ظبطوها عريسها مستنيها بره
و خلال ثوان كنت تقف خلف باب مركز التجميل تنتظره
تنظر ارضا بخجل حين لاحظت تقدم خطواته منها و مع كل خطوه تقترب منها تجعل جسدها ينتفض بين خجل و خوف و سعاده كبيره لا تستطيع وصفها
وقف امامها ينظر الى رأسها المنحنى قليلا و ذلك التاج الكبير الذى يلمع فوق راسها المغطى بالتل الابيض يجعلها كملكه من ملوك الحكايات خاصه و تلك الطرحه تخبي ملامحها الذي يذوب بها عشقًا و جنونًا
مد يده يرفع الطرحه عنها و هو يقول
– سبحان من خلقك و صورك … ارفعى عيونك يا هدير خليني اشوف عيونك و اشوف نفسي و حبي جواها
رفعت عيونها تنظر اليه ليقترب يقبل جبينها و هو يقول
– مبروك يا احلى عروسه … و استعدي المفاجئات كتير اوى
و مد ذراعه لها لتحاوط ذراعه بذراعها … و بدأت بالسير معه وسط زغاريد والدتها و بعض الفتايات العاملات فى مركز التجميل
~~~~~~~~~~~
تجلس جواره بالسياره تنظر اليه بسعاده غير مصدقه لكل ما يحدث … عيونه تحكى عشق كبير لا يستطيع ان يصفه بالكلمات لكن قلبها يشعر بما داخل قلبه لانه يشبه ما بداخل قلبها
لم تنتبه الى الطريق و لا الى اين يذهبون و لم تنتبه ايضا الى من يسوق السياره كل ما كان يشغل بالها هو و تلك النظره بداخل عيونه و هذا الحلم الذي يتحقق
توقف السياره ليقول هو بابتسامه واسعه
– مستعده ؟
اومئت بنعم ليغادر السياره و دار حولها و فتح لها الباب لتفاجىء بنفسها فى حارتها القديمه و بالتحديد امام بيتها القديم الذي يجلس والدها امامه على كرسي متحرك لا حول له و لا قوه و بجانبه شخص لا تستطيع تحديد هويته تشعر انها تعرفه لكنها لا تتذكر ايضا يجلس فوق كرسي متحرك و يده معلقه يعوقه
انتبهت لاخوتها الذين يرتدوا بدلات تشبه بدله جعفر و اختيها الذين يرتدوا فستان يشبه فى اللون فستان والدتهم لكنه بموديل شبابي لطيف
ايضا ذلك المسرح الكبير الاضائه و التل الابيض و الزهور المنتشر فى المكان يجعله افضل من افضل قاعه افراح
و اهل الحاره جميعا … هؤلاء الناس الذين شهدوا عذابها لسنوات الان يشهدون على نصرتها و فرحتها … يشهدون على حياتها الجديده الحياه الكريمه التى تستحقها هى و اخوتها و والدتها
جلست فى المكان المخصص لها لكن جعفر وقف فى منتصف المسرح الكبير و قال بصوت يصل الى الجميع القاصي و الداني
– النهارده فرحي على هدير … هدير مراتي من سنه تقريبا … كتبنا الكتاب علشان احميها من ابوها اللى كلكم عارفينه النهارده فرحي عليها النهارده يوم عيدى و فرحتي الكبيره
ثم نظر الى هدير و قال بابتسامه كبيره
– مبروك عليًا أنتِ يا هدير
لترتفع الموسيقي فى نفس اللحظه الذى خلع فيها جعفر جاكت بدلته و القاه بعيدا و اقترب منه صديقيه و قاما بنفس ما فعله و بدأوا فى الرقص و جعفر يحرك كتفيه و هو ينظر الى هدير و هو يردد كلمات الاغنيه
(( جاني في ملعبي جميل والنبي
عينيه فاضحاه ويداري ليه بقى
قمر م السما لوحة مجسمة
صداع من كتر السمسمة ))
كان أنور و خاطر يرقصان بمهاره خاصه فى تلك الحركات الشبابيه و يقوم حسام و علي بتقليدهم بسعاده كبيره و فاطمه و زينب يقفون بجانب اختهم الكبيره كذلك بدريه التى تشاهد كل ما يحدث بسعاده لا تستطيع وصفها
اقترب جعفر منها و امسك يدها لتقف امامه ليكمل و هو يفرد ذراعيه بجانبها مع حركه كتفيه الرجوليه التى تخطف انفاسها
(( جاني في ملعبي جميل والنبي
عينيه فاضحاه ويداري ليه بقى
قمر م السما لوحة مجسمة
صداع من كتر السمسمة
خطر نظرته قمر ضحكته
وقلبي ازاي يداري فرحته
عينيه مقربة عمل كهربة
يا اهلا بيه يا مية مرحبا ))
امسك يديها يجعلها تدور حول نفسها و هى تضحك بسعاده كبيره كأنها فراشه ملونه فى حديقه غناء واسعه
(( جاني ف حتتي وجت فرصتي
اسيبه ازاي ده على جثتي
جاني بيبتسم موديل يترسم
جمال فتان عايز فنان
جاني في ملعبي جميل والنبي
عينيه فاضحاه ويداري ليه بقى
جاني ورحتله ما انا ارتحتله
خلاص مبروك دة انا فرحتله ))
عاد يوقفها امامه و يمسك بيدها الاثنان يقبلهم بحب و اكمل كلمات الاغنيه و هو ينظر الى عيونها يهديها كل كلمه من كلمات الاغنيه
(( ايديه مسلمة ومستسلمة
في قلبي خلاص عينيه معلمة
كلامه دندنة و رق وغنا
بقولكم ايه دة جايلي انا ))
ترك يديها ليحاوط خصرها بحنان يضمها الى صدره بحب و هو يتمايل معها بهدوء لا ترى غيره و لا اسمع صوت سوا صوته و كأن العالم كله اختفى من حولهم و لم يبقا سواهم و تلك اللحظه فقط
(( تبان لهفته في شوق نظرته
وشكله جرئ اوي حضرته
جاني في ملعبي جميل والنبي
عينيه فاضحاه ويداري ليه بقى
قمر م السما لوحة مجسمة
صداع من كتر السمسمة
والله والله الهوى غلاب
افتحوله ده دق الباب
والله والله الهوى غلاب
افتحوله ده دق الباب
جاني في ملعبي جميل والنبي
عينيه فاضحاه ويداري ليه بقى
قمر م السما لوحة مجسمة
صداع من كتر السمسمة
جاني في ملعبي ))
كانت بجوارها والدتها و اخوتها حركات جعفر و كل ما قام به معها لقد حقق لها احلامها من دون ان تخبره هى بها و كأنه يجلس بداخل عقلها يعلم بماذا تفكر يعلم احلامها و يحقهها كامله
انتهى العرس سريعا رغم استمراره لقبيل الفجر بقليل الا انها شعرت بأنهم دقائق مجرد دقائق صغيره من كثره السعاده … كانت تجلس بجانبه داخل السياره متوجهين الى بيتهم … بيتهم الذي اصبح جنتنا على الارض خاصه و هو بيتها و بيته بيته هو بالتحديد جعفر … جعفر قلبها ابتسمت و هى تتذكر رقص جعفر مع اصدقائه بالمديه كم كانت خائفه عليه لكنه كان ماهر و كانت حركاته مع اصدقائه بها تناغم و تناسق و كأنهم طوال حياتهم يرقصون تلك الرقصه
حين وصلت الى البيت كانت و الدتها و اخوتها و صديقه خاطر ينتظرون امام الباب و ترجل أنور من السياره و انضم الى خاطر حتى ترحل جعفر و عروسه لتبدء وصله رقص شبابيه جديده وسط تصفيق اخوتها و زغاريد امها حتى استيقظوا اهل الحى جميعا يشاركونهم فى سعادتهم
~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف الى الغرفه و هو يحملها بين ذراعيه كعصفور صغير و كانت هى تحاوط عنقه و تخبىء وجهها فيه بخجل وضعها على السرير برفق و جثى على ركبتيه امامها ينظر اليها بحب … بلهفه و شوق و قال بصدق
– النهارده بس اقدر اقول انك مراتي … النهارده انت عروستي … النهارده قدرت اديكى حقك و افرحك … النهارده اقدر اقول انى استحق اكون جوزك يا ديرو
رفعت يده الى شفتيها تقبلها بحب كبير و داخل عيونها شوق و قالت. بصدق
– دلوقتي فهمت كلامك و فهمت انت ليه كنت متغير فهمت كل حاجه يا جعفر … جعفر قلبي
ليضحك بصوت عالي ثم قال
– عارف ان اسمي مش رومانسي
– اسمك احلى اسم نطقته فى حياتي
ظلت نظراتهم تحتضن بعضها بحب و عشق فى نفس الوقت كان جعفر يمد يديه برفق يخلع عنها حذائها لتشهق بصوت عالي ليبتسم و هو يقف بطوله الفارع و جسده الرياضي يقول
– قومى يلا خلينا نصلي ركعتين لله … خلينا نبدء حياتنا بطاعه الله و رضاه
~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عشر سنوات
اوقف جعفر سيارته امام البيت و ترجل من الكرسي المجاور له ابنه باهر صاحب التسع سنوات عابس الوجه و ترجل جعفر ليفتح الباب الخلفي و ترجلت ابنته هديه صاحبه الخمس سنوات تنظر الى والدها بغضب
ليبتسم ابتسامه صغيره ثم نظر الى ابنه و هو يقول
– انا مردتش اتكلم قدام اختك بس اللى انت عملته غلط
– يا بابا ده قليل الادب بيعاكس اختي و عايزني اسكت
قال باهر بغضب طفولي ليضحك جعفر و هو يضرب كف بكف ثم قال
– يا ابنى ده طفل عنده خمس سنين يعاكس ايه بس
حاوط جعفر كتف ابنه و قال بسعاده
– حلو انك تغير على اختك و تخاف عليها و تحميها لكن كمان لازم تتعلم تتصرف بالعقل
لوى الصبى فمه ببعض الضيق ثم قال
– حاضر يا بابا
– لازم تصالح اختك
قال جعفر بإقرار ليومىء الصبي بنعم ليقول جعفر ببعض المرح
– طيب يلا تعال ندخل بقا اكيد خلانك و خالتك فاطمه كمان وصلوا
ابتسم الصغير و دلف الى البيت بمرح ليقابله علي و هو يقول
– حبيب خالو … بقا راجل اهو ما شاء الله و بقا طولى كمان
احتضن باهر علي بقوه و هو يقول
– حمدالله على السلامه يا خالو اخبار الشغل ايه وحشتني اوى
– انت كمان وحشتني و الشغل تمام يا بطل بعد الغدا هحكيلك كل حاجه
قال علي ذلك و هو يجذب باهر الى الاريكه الكبيره التي يجلس عليها حسام الذى لم يستطع الوقوف بسبب الجبس الذى يحاوط قدمه بسبب لعبه كره القدم فى الجامعه
و كانت بدريه تجلس تشاهد اولادها و احفادها بفخر و سعاده
اقترب جعفر من هدير التى تقف فى المطبخ تعد الغداء فهذا التجمع العائلى يحدث مره فى الشهر بسبب انشغال اخويها بدراستهم و عملهم و زواج فاطمه التي تعيش مع زوجها فى محافظه اخرى
قبل جانب عنقها و هو يقول
– وحشتيني يا ديرو
ضربت يديه التى تحاوط خصرها و هى تقول
– بطل قله ادب و اطلع صالح بنتك
قالتها هدير و هى تبتسم ابتسامه يعلمها جيدا
ليتحرك بصمت فهو يعلم جيدا دلال ابنته التى لن ترضا ابدا الا اذا صعد هو لها
و بالفعل صعد اليها طرق الباب فلم يستمع لرد فطرقه مره اخرى و هو يقول
– هديه بابا
فُتح الباب ببطىء … ليبتسم و هو يكمل فتح الباب و نظر
اليها تجلس على السرير تعطيه ظهرها بعد ان فتحت الباب
جلس خلفها و هو يقول
– هديه بابا هتفضل مخصماني
التفتت اليه تنظر اليه بضيق ليقول و هو يمسك يدها
– اخوكى كان خايف عليكى صحيح هو اتصرف غلط بس كان بيحافظ عليكى
كانت تستمع الى والدها بصمت داعب خصلات شعرها الطويله و هو يكمل
– هو هيجي يصالحك بس أنتِ كمان لازم تسمعي كلامه لانه اخوكي الكبير و بيخاف عليكى ماشي
اومئت بنعم و هى تقف على قدميها تحتضنه بقوه ليقبل اعلى راسها و قال قبل ان يغادر الغرفه
– بدلي هدومك بسرعه و انزلي ماما عامله اكل يجنن النهارده
بعد ذلك ببعض الوقت كان الجميع يجتمع حول طاوله الطعام الكبيره الموجوده فى الحديقه الواسعه تحت شمس الشتاء الدافئه يستمتعون بدفئها و دفىء اسره كبيره مترابطه و محبه حلموا بها جميعا ذات يوم
كان جعفر يمسك بيد هدير و هو ينظر الى عائلته الكبيره زينب التى اصبحت الان فى بدايه المرحله الثانويه
و التى اصبحت تخجل كثيرا منه بعد ما كانت لا تفارق حضنه ابدا
و فاطمه التي تزوجت الاخ الاكبر لصديقتها المقربه و الذي يعمل فى احدى المحافظات و تكمل دراستها هناك
و علي الذي اصبح مهندس فى احدى الشركات الهندسيه الكبيره و حسام الذي مازال فى سنته الاخيره من الجامعه و اولاده هدايا الله له من حب حياته هدير ملكه قلبه و روحه الحلم الذي من الله عليه بتحقيقه لتصبح زوجته و عائلته
اصبح له عائله كبيره بعد ما كان وحيد تمامًا بلا اهل
اصبح له حياه رائعه بمسؤليات مختلفه كان هو على قدرها و يحمد الله على ذلك
تمت
مشهد هدية من #حين_التقيتك
غادرت هدير الغرفه غاضبه و اغلقت الباب خلفها بقوه لينظر هو الى الباب بغضب اكبر و تحرك حتى يلحق بها لكنه توقف قبل ان يفتح الباب ثم ضرب الحائط بقبضه يديه بقوه و عاد يجلس على السرير و هو يهز ساقه بقوه
و عقله يدور فى دوائر من الافكار لا تنتهي و ليس لها نهايه
كيف تشك به ؟ … كيف تقف امامه تتهمه بالخيانه ؟ كيف صور لها عقلها و بعد كل تلك السنوات ان ينظر و لو نظره خاطفه لاى امرأة اخري غيرها
اخذ نفس عميق و هو يتذكر كل ما حدث
حين كان يجلس فى مكتبه بالمصنع بعد ان اصبح مسؤل التسويق و المشتريات و ذلك بعد سنوات من العمل و الاجتهاد و رغم عدم حصوله على شهاده جامعيه الا ان ثقه الحج صاحب المصنع هى ما جعلته يصل الى ذلك المنصب فوجىء بها تقف عند باب غرفه متكبه تنظر اليه و الى من تجلس امام مكتبه بنظرات تحمل الكثير من الغضب و الحزن و ايضا نظره لم يستطع تفسيرها فى لحظتها لكنه الان فهمها انها نظره عدم التصديق و الخزلان
لكن منذ متى تحضر هدير الى المصنع دون ان تخبره
و كانها اليوم اتت حتى تراه فى هذا الموقف بدء عقله يهدء من ثوره غضبه و يرتب افكاره بهدوء
ان ما حدث معه منذ الصباح غريب حقا .. اتصال مجهول لشخص لا يعلم من هو .. و حين اجاب الاتصال لم يصله رد من المتصل
و حضور تلك العميله التي لا تريد شراء شىء من الاساس هو اصبح خبير فى هذا الامر … حين يجلس مع احد العملاء من اسلوب حديثه و حركه جسده يعلم اذا كان جدي فى الشراء و التعامل مع مصنعهم او لا
و هذه السيده كانت من النوع الثاني .. لم تريحه نظراتها ابدا و خاصه و هي تلوك تلك العلكه بتلك الطريقه الغريبه التى تتنافى تماما مع فستانها غالي الثمن
قرر ان يتحدث اليها عليه ان يسألها ما سبب زيارتها اليوم له و كيف تتهمه بذلك الاتهام
لكن صوت وصول رساله على هاتفها الملقي بجانبه على السرير اوقفه قليلا حيث وقعت عينيه على تلك الكلمات التي جعلت النار تشتعل فى رأسه
(( أنتِ أكيد اتأكدتي دلوقتي ان جوزك قعدك فى البيت علشان هو يتسرمح على حل شعره براحته .. و متبقيش تقولي بيحبني بثقه اوى كده ))
ترك الهاتف فى مكانه بعد ان كتب الرقم على هاتفه .. و تحرك ليقف فى الشرفه قليلا يحاول ترتيب افكاره و ربط كل الاحداث ببعضها
وجدها تجلس هناك تحت المظله الكبيره تبكي
المه قلبه بشده و قرر ان يذهب اليها عليه ان ينهي الامر من الواضح انها تتعرض لضغط منذ مده طويله و عليه ان يطمئنها الان ثم يأخذ حقه و حقها ممن تسبب فى كل هذا
تبكي بصمت دموعها تغرق عيونها و وجنتيها رغم انها لا تصدق ما رأته و الذي لم يكن بالكثير لكن كلمات تلك الفتاه و بعض الصور التي ارسلتها لها من داخل المصنع و هو يقف مع بعض الموظفات او عاملات الورش او العميلات تجعل نار الغيره تشتعل داخل قلبها و جعله يفقد المنطق فى افكارها خاصه و هى اصبحت تدمن حبه و وجوده في حياتها
لكن ما يؤلمها هو صوته العالي و عدم اهتمامه بالم قلبها
لكن ظل كبير حجب عنها اشعه الشمس الحارقه جعلها ترفع عيونها لتجده ينظر أليها بإبتسامته المميزه بخشونتها المنبعثه من ملامحه الرجوليه و ذلك الجرح الذي يظهر فى وجهه كعلامه تجاريه مميزه تجعله يزيد وسامه فى عيونها لكنها الان حزينه منه
فأخفضت عيونها ارضا ليجثوا على ركبتيه امامها و امسك يديها يقبلها بحب و احترام و قال
– انا اسف يا هدير انى عليت صوتي عليكي بس انا عمري ما تخيلت انك ممكن تشكي فيا
رفعت عيونها اليه و قد اشتعلت بها نار الغيره من جديد و قالت
– يعني بتخوني و ليك عين كمان تزعق فيا
ارتفع حاجبيه الى منابت شعره من صدمه تحولها و كلماتها اللذيذه التي تجعل قلبه يقفز الان كطفل يلعب فوق شبكه مطاطيه يعلوا و يهبط بسعاده و انطلاق
لم يستطع ان يمسك ضحكاته اكثر من ذلك ليضحك بالفعل بصوت عالي
ليكون دورها فالاندهاش لكن بغضب شديد
فقطبت جبينها و لوت فمها وحين لاحظ هو تلك الحاله صمت و اقترب من جديد يمسك يديها و هو يقول
– انا عمري ما خنتك و لا عمري افكر انى اعمل كده عارفه ليه ؟ علشان أنتِ ماليه قلبي و عيني أنتِ حب عمري كله … أنتِ الحلم اللي حلمت بيه و مصدقتش انه اتحقق
صمت لثوان ثم اكمل قائلا
– يا هدير انا لحد النهارده بصحى فى عز الليل ابص عليكي و أتأكد انك نايمه جمبي و انى مكنتش بحلم
رفع يديه يحاوط وجهها و هو يقول بتأكيد
– انا مقدرش على بعدك و لا اقدر افكر حتى فى كده و بعدين
نظرت اليه باستفهام ليكمل هو كلماته
– مينفعش تسلمي عقلك لحد غيران منك لحد بيتمني انه يخرب علاقتنا
كانت نظرات الصدمه و عدم الاستيعاب ظاهره على ملامحها الرقيقه ليقول هو موضحًا
– أنتِ كنتي ناسيه تليفون فوق فى الاوضه و اللى دخلت الشك جواكي بعتت رساله و انا قريتها
– يمكن بطلت تحبني .. مليت او زهقت
ليضع يديه فوق فمها يسكت سيل كلماتها و هز راسه يمينًا و يسارًا و عيونه رغم انها لا تبتسم الا انها مليئه بالحب و قال
– انا حتى لو بقيت تحت التراب هفضل احبك
ليكون دورها ان توقف سيل كلماته ليقبل يديها بحب و ابعدها قليلا لكنه ظل محتفظ بها بين يديه و بدء فى سرد كل ما ادركه بعد ما حدث و علم من تسببت فى كل هذا و وعدها ان ينهي الامر بشكل يعيد اليها كرامتها امام من حاولت مضايقتها و زرع الحزن داخل قلبها
فى صباح اليوم التالي استيقظ مبكرا و ظل يتأمل ملامحها لعده ثوان ثم طبع قبله حانيه على جبينها و غادر السرير ثم الغرفه و الي المطبخ مباشره حتى يعد لها الفطار يريد ان يجعل اليوم مميز فما سيحدث اليوم لن تتخيله و لا فى احلامها
استيقظت هدير نظرت لمكان جعفر فلم تجده نظرت الى الساعه لتجد ان الوقت مازال باكرًا غادرت السرير و توجهت الى الحمام ادلت ملابسها و غادرت الغرفه وحين وصلت الى الدرج سمعت صوت يأتي من المطبخ
اقتربت بهدوء و وقفت عند باب المطبخ تتابع ما يحدث بابتسامه سعاده
جعفر يقف امام المقود يعد البيض و باهر يعد السلطه و هديه تضع الاطباق على الطاوله بعد ان وضعت الزهور داخل المزهريه الصغيره التى تتوسط الطاوله
اخذت نفس عميق و هى تحمد الله على تلك العائله الرائعه و المميزه التى رزقها الله بها عادت بنظرها الى جعفر الذي يوليها ظهره و قالت بهمس
– ازاى شكيت فيك ؟ ازاى ؟
اغلق جعفر المقود و التفت ليجدها تقف هناك فابتسم و هو يقول بسعاده
– و اخيرا الملكه صحيت
وضع ما بيده على الطاوله و قال بمرح
– اشرقت الانوار مولاتي الملكه
و وقف باهر و هديه بجانبه و انحوا ثلاثتهم بإحترام لتضحك بسعاده و هى تقترب منهم تضم باهر و تقبل راسه ثم ضمت هديه و قبلت وجنتها
ثم اقترب من جعفر تحاوط عنقه و قبلت جانب فمه ثم اقتربت من أذنه و هى تقول
– انا اسفه يا جعفر قلبي .. بس اكيد انت عارف انه من حقي اغير عليك و لا ايه ؟
ليضحك بصوت عالي ثم قال بمرح و سعاده
– حقك طبعا ومفيش حد له حق فيا غيرك انت و القمرين اللى جمبك دول
لتبتسم بسعاده و راحه … وظلت تحتضن نظرات عينيه بنظراتها التي تحكي حب مشابه حين قال باهر بصوت عالي
– الاكل هيبرد احنى جعانين
ليضحك جعفر بسعاده و هو يسحب لها الكرسي ليجلسوا يتناولوا طعامهم وسط ضحكات و سعاده الجميع
بعد اكثر من ساعه كانت تجلس جواره فى السياره متوجهان الى المصنع لا تعلم سبب اصراره على ذهابها معه و لكنها نفذت ما قاله بصمت هذا حقه خاصه و هو يقول
– انت ليكي حق و انا ليا حق و انا متعودتش اسيب حقي
اوقف السياره فى مكانها المخصص و ترجل منها ينظر اليها فترجلت هى الاخرى و اقتربت منه ليمسك يديها و دلفوا الى المصنع امام الجميع و بين نظرات تدعوا بالسعاده و عيون تتمني ان تحصل على تلك السعاده التي حصلت عليها هدير و ان يرزقها بزوج كجعفر رجل ندر وجوده فى هذا الزمان.
و عيون حاسده حاقده لا تحب الخير لغيرها و تتمنى زواله
وصل جعفر الى مكتبه و هدير تسير بجانبه تشعر بالفخر و السعاده و خاصه و هى تنتبه الان لكل تلك النظرات و تفهم كلمات جعفر لها بالامس و تستوعب كل حرف فيها
كان يعلم جيدا من هى تلك الفتاه التى راسلت هدير و يعلم جيدا تأثير ما قام به الان عليها و توقع وصول رساله لهدير و بالفعل هي لم تجعله ينتظر طويلا و وصلت لها بالفعل لتبتسم هدير له ثم اقتربت منه و هى تقول
– انا اسفه يا جعفر سامحني انا عملت كده من غيرتي عليك و حبي ليك
– و انا مش زعلان منك يا قلب جعفر من جوه انا بس عايزك تثقي ان قلبي ملكك انت بس و مفيش واحده تملا عيني غيرك
كانت تستمع لكلماته و هى تبتسم بسعاده حقيقيه لكنها قالت بتوتر
– هتعمل معاها ايه ؟
اخذ نفس عميق و هو يفكر … ان تلك الفتاه تشبه هدير كثيرا فى ظروفها اخوه معلقين برقبتها و حمل والدها المريض فوق كتفيها لكنها ابدآ لا تشبه هدير فى اخلاقها و تحملها للمصاعب و ايضا فى قلبها الطيب الذي لا يحمل اى ضغينه او كره لآحد
نظر اليها بحيره لتقول هى بهدوء
– انقلها من المصنع هنا لفرع المصنع الجديد حرام تقطع عيشها
ليقترب منها يقبل جبينها بحب و قال مؤكدا
– هعمل كده فعلا
ثم انحنى يقبل يديها و هو يقول بحب صادق فى صوته و نظره عينيه و نبضات قلبه التى تكاد يستمع اليها كل من فى المصنع
– ربنا يخليكي ليا يا قلب جعفر و دقاته
– و يخليك ليا يا جعفر قلبي
تمت بحمد الله