رواية فاتورة قلب الفصل العاشر بقلم چنا عطية
يونس كان ماشي مع سلسبيل وجابوا عصير وفضلوا يتكلموا ويهزروا ويونس اللي كان مركز معاها ومع حركاتها وطريقة كلامها ،
كان حاسس ان قلبه بيتنفس و روحه مبسوطة ، كان بيضحك من قلبه وكلامها كان زي العسل على قلبه كان حاسس انه مش بيتعامل مع سلسبيل القديمة الرخمة اللي طريقتها سرسجية،
لا بيتعامل مع سلسبيل الرقيقة واللي دمها خفيف واللي صوتها واطي وهاديء.
يونس بهدوء وهو بيبصلها بإبتسامة :
"ما انتي طلعتي رقيقة وطريقتك انوثية اهي ، ليه اول ما قابلتك فرجتي عليا امة لا إله إلا الله"
سلسبيل وقفت و بصتله برفعة حاجب وقالت :
"تقصد ايه بكلامك دة هااا تقصد ايه"
يونس بضحك وهو بيبصلها :
"خلاص والله آسف بهزر مش اكتر"
سلسبيل بصتله بضحك وقالت: "بحسب"
يونس وهو بيبص في ساعته وقال بتفاجيء:
"دة بجد؟ ، بقالنا ساعة ونص بنتمشى ومحسيناش بالوقت"
سلسبيل طلعت تليفونها وبصت في الساعة واتكلمت :
"ايوة فعلاً بقالنا فترة كبيرة تعالى بقى نعدي الطريق ونرجعلهم"
استغفر الله العلي العظيم واتوب اليه🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
عند ادهم وعائشة كانوا ماشيين بيتكلموا ويهزروا وادهم كان محافظ على المسافة بينهم
ادهم بهزار وهو بيبصلها :
"بالله عليكي يا عائشة خلي اخوكي يخف عليا شوية ، يابنتي دة قبل كده ضر،،بني بالبو،،كس عشان سألته عليكي ، اومال لو عرف اني عايز اتقدملك هيعمل ايه!"
عائشة بإبتسامة وهي بتبصله :
"يا ادهم انت عارف كويس اوي يونس بيغير عليا اوي وبيخاف عليا من الهوا كدة "
ادهم بضحك وهو بيبص قدامه :
"ايوة عارف يا عائشة بس البو،،كس لحد دلوقتي فاكر وجعه دة وشي ورم اسبوع ، دي ايد من لحم وعضم زينا ولا من حديد"
عائشة ضحكت بخفوت وقالت :
"انت اهم حاجة اتكلم معاه بهدوء وفاتحه في موضوع انك تتقدملي وكدة ولو قفلت جامد يعني انت معاك رقم جدو يعني"
ادهم بإبتسامة :
"وماله ياستي دة انا لو هكلم وزير السفارة الأمريكة موافق"
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
كانت نهاد ماشية مع ايمن وضحى وعرفت ان سلسبيل مع يونس استغربت واتنفست براحة وقالت تسيبها على راحتها ،
ورجعوا تاني يقعدوا في المكان وساعتها كان كل واحد جه وقعدوا
عائشة بإبتسامة وهي بتبص لجدها:
"المشي حلو ليك يا جدو الدكتور قال لازم تتمشى شوية عشان ركبتك"
ايمن بهدوء وابتسامة:
"اه الحمدلله مشيت شوية والهوا حلو كدة يرد الروح"
يونس كان بيبص لسلسبيل من تحت لتحت وكإن عينه مش قادرة تنزل من عليها بس بعدين غض بصره ووبخ نفس
يونس وهو بيبص في ساعته وبلطف :
"يلا بينا يا جدو؟ الوقت كده بقى متأخر وانت لازم ترتاح."
ايمن وهو بيكمل آخر رشفة شاي وبيبص للبحر :
"هو الواحد عمره بيزهق من البحر؟ بس معاك حق… العيال اللي زيك لازم يناموا بدري!"
يونس بضحك :
"عيال إيه بس يا جدو! دا أنا اللي شايلك وراجع بيك!"
الجد وهو بيقوم بهدوء :
"ماشي يا عم، يلا بينا… بس خليك سايق بالراحة، أصل العضم بيشتكي من الهزات!"
نهاد وهي بتقوم واتكلمت بإبتسامة:
"واحنا كمان لازم نمشي الوقت اتأخر ومينفعش نطول اكتر من كدة... يلا يا سلسبيل... يلا يا ضحى"
يونس بسرعة وهو بيبص لنهاد:
"طب يا طنط تحبي اوصلكوا؟"
نهاد بإبتسامة:
"لا شكراً يابني احنا هناخد اي تاكسي ونروح"
ادهم وهو بيسلم على الجميع:
"سلام يا يونس...سلام يا جدو.. سلام يا شو.. قصدي عائشة"
يونس بصله وهو مغمض عينه وادهم ضحك وراح ركب عربيته ومشى ونفس الكلام يونس اللي سلم على نهاد وابتسم للباقي ومشى ونهاد وسلسبيل وضحى ركبوا تاكسي ومشوا
لا إله إلا الله وحده لا شريك له🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
بعد الخروجة بالليل في أوضة نهاد وسلسبيل، نهاد بتشيل الايشارب من على راسها وسلسبيل بتشيل طرحتها في الدولاب
نهاد بصوت هادي وهي بتبتسم لنفسها في المراية :
"يونس بقى راجل … ما شاء الله، كل مرة بشوفه بيكبر في نظري أكتر."
سلسبيل بهدوء، وهي بتلمّ هدومها :
"آه… محترم قوي، وبيفهم كمان. دماغه كبيرة."
نهاد بصت لها من المراية بنظرة جانبية :
"إنتي دايمًا بتدافعي عنه كده؟!"
سلسبيل ضحكت بخجل وحاولت تهرب :
"لا والله! أنا بس بقول الحقيقة…"
نهاد قربت منها وهي بترفع حاجبها بابتسامة دافئة :
"الحقيقة ساعات بتطلع من القلب قبل اللسان…
بس يا ترى قلب مين؟"
سلسبيل سحبت المخدة والغطا وغطت وشها بسرعة :
"مامااااا بقى...بلاش كلامك دة"
نهاد ضحكت وقعدت جنبها وطبطبت على ضهرها :
"أنا مش بقول حاجة، بس الأم قلبها بيحس…
ويمكن كمان… بيتمنى."
سلسبيل بهمس وهي متغطية بالمخدة :
"بيحس بإيه.. تقصدي ايه يعني يا ماما"
نهاد بإبتسامة:
"بتفكريني بيا انا وابوكي الله يرحمه كنت اول ما بشوفه بعمل زيك وامي اما كانت تكلمني افضل اعمل زيك بالظبط ،
متخبيش يا سلسبيل عشان باين عليكي اوي ومش محتاجة تخبي.. انا امك! "
سلسبيل قامت وشالت المخدة من على وشها واتكلمت بخجل :
"يا ماما انا معجبة بأخلاقه واحترامه وحرصه ان يغض بصره وثقافته وشخصيته وشكله كدة"
نهاد ضحكت جامد واتكلمت:
"طب ما تختصري كل دة بإنك معجبة بيه لما انتي معجبة بكل دة"
سلسبيل وهي بتهز راسها بخجل:
"يعني مجرد اعجاب مش اكتر يعني! "
نهاد بتساؤل وابتسامة فيها دفيء:
"وهو بقى معجب بردوا؟"
سلسبيل بخجل واضح:
"يعني تقدري تقولي كدة، بس انا يا ماما مش عايزة اهاود دماغي وافكر في اي حاجة تانية غير مستقبلي انا عايزة اشتغل وابقى محامية مش عايزة اي حاجة تشغلني عن حلمي"
نهاد بتفهم وهي مبتسمة لها بحنان:
"ومين قال يا ست سلسبيل ان اللي في دماغك هيعطلك عن مستقبلك.. انتي مشوفتيش المتجوزين وفي نفس الوقت بيتعلموا وبيكملوا مستقبلهم.. انتي اللي تقدري تعيشي حياتك وتكملي مستقبلك بخطتك ودماغك"
سلسبيل اخدت نفس واتكلمت ببعض من الخجل:
"يا ماما انا مش عايزة اتعلق... بس قلبي لسة فيه كلام"
نهاد ابتسمت لها وباست راسها واتكلمت:
"اللي زيك قلبه أبيض بس لازم قلبك يكون مربوط بعقلك!
على العموم لو يونس في شعور تجاهك هييجي البيت من بابه واللي في الخير يقدمه ربنا"
وسابتها وسلسبيل في حيرة وخجل وتفكير في يونس واخلاقه وكلامه والخروجة كلها نامت في نوم عميق وهي مبتسمة
الله اكبر الله اعظم🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
نهاد في أوضتها – قافلة الباب وقاعدة على الكرسي قدام التسريحة – بتسرح شعرها وبعينها لمعة تفكير
نهاد بتتكلم مع نفسها وهي بتبص في المراية:
"سبحان الله… البنت كبرت في لمح البصر…
من إمتى بقت بتتكسف لما حد يجيب سيرة يونس؟
ومن إمتى ضحكتها تبقى خجولة بالشكل ده لما يبصلها؟"
(سكت لحظة وهي بتفكر)
"هو مش غريب يعني… يونس محترم، وكلامه قليل، ونظراته محسوبة…
بس برضو… فرق السن مش كبير، والقلوب مش بتقيس بالسن."
نهاد بهمس وهي بتبص لقدّام كأنها بتكلم أبو سلسبيل :
"لو كنت معانا، كنت سألتك…هينفع؟... ينفع بنتك تحب؟"
(نفسها يتقطع شوية… تسكت وهي بتغمض عينيها لحظة)
"أنا مش هسيبها تضيع في مشاعرها.....
بس بردوا لو في خير.. انا اللي هفتحلها الباب بإيدي"
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الليل ساكن، والبيت هادي، الكل نام. يونس قاعد لوحده في أوضته، قافل النور، سايب لمبة خافتة شغالة. ماسك المصحف في إيده، لكنه مش قادر يركز. يقفله بهدوء، ويسنده على صدره… وسرح.
يونس في نفسه :
" سلسبيل انهاردة كان كلامها رقيق،
بس ثانية انا ليه بفكر فيها كدة على طول وبرتاح وانا بتكلم معاها"
سند ضهره على الحيطة، وبص للسقف. عينه فيها قلق، قلبه متلخبط.
يونس:
"كل مرة بشوفها، بحس قلبي بيرتاح…
بس برجع أقول لنفسي دة مش حب… ولا إعجاب…
ولا يمكن يكون حلال مينفعش افكر فيها طول الوقت ولا حتة ابصلها كدة"
قام من مكانه ، ودخل البرندة اللي في اوضته، والهوا كان بيلاعب وشه… كأنه بيصحّيه من تفكيره.
يونس يهمس:
"أنا عارف ربنا، ومينفعش أسيب قلبي يسرح كده…
المفروض أستخير… وأشوف، لو فيها خير ربنا هيقربها،
ولو شر… يصرفها عني برحمته."
قفل البرندة، وراح اتوضى، صلى ركعتين في الضلمة… ولما يسجد، صوته يبقى خافت جدًا وهو بيقول:
يونس في السجود :
"يا رب… لو سلسبيل فيها خير ليّ في ديني ودنياي، قرّبها مني بالحلال"
وخلص يونس صلاة.. وفتح مصحفه وفضل يقرأ فيه شوية، وعينه بتقرأ الآيات بثبات ورفق.. لحد ما عينه جت على آية
{ وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ، عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا}
ابتسم يونس وقرأ الآية كذا مرة وقال :
"حتى اسمها مذكور في الجنة ، اكيد مش صدفة الآية دي اقرأها دلوقتي،
يارب لو من نصيبي اجعل طريقي ليها حلال ، ولو مجرد اختبار اصرفه عني برحمتك."
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
بيمر الوقت وبتمر الأيام واللي يونس خلاص رسمياً نزل شغله بعد انتهاء اجازته ورجع يشتغل تاني بنفس الحماس ، وكان لسة بيفكر في انه ياخد خطوة لقدام مع سلسبيل وهي انه يروح يطلب ايدها!!
اما بقى حفلة تخرج عائشة وسلسبيل كانت بتقرب يوم ورا يوم وتقرب وتقرب لحد ما يبقى فاضلهم بس يومين!
مروا اليومين وجه اليوم المنتظر وهو تخرج سلسبيل وعائشة
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
حفل تخرج سلسبيل من كلية الحقوق
(في ساحة كبيرة مزينة، الطلبة لابسين زي التخرج، أهاليهم واقفين بالكاميرات والورد والدموع. الشمس نازلة بهدوء، والجو فيه فرحة وغصة في القلب.)
سلسبيل (لابسة روب التخرج، لفة طرحتها بطريقة شيك ، ووشها فيه دموع وابتسامة، بتدور بعينيها وسط الناس، وبتلاقي مامتها وأختها ضحى واقفين بيزغّطوا وبيعيّطوا في نفس الوقت.)
ضحى (بتركض ناحيتها وهي ماسكة بوكيه ورد صغير):
"يا محاااامية يا محااااامية! مبروووووك!"
سلسبيل حضنتها وهي بتضحك ودموعها بتنزل :
"الله يبارك فيكي يا روح قلبي!"
نهاد كانت ماشية على مهّلها، عينيها حمرا من الدموع، بتحضن بنتها :
"أبوكِ كان هيفتخر بيكي أوي النهاردة يا سلسبيل... كان دايمًا بيقول: "بنتي هتبقى محامية تشرفني"."
سلسبيل وهي بتبص للسماء ودموعها بتنزل بهدوء :
"حاساه هنا يا ماما... يمكن مش شايفينه بس أنا حاسة بيه... حاسة إنه فخور بيا."
ضحى خرجت ميدالية فضة صغيرة من جيبها فيها صورة باباهم واديتها لسلسبيل.
ضحى بإبتسامة :
"كنت محتفظة بيها للمناسبة دي... علشان تحسي إنه معاكي، حتى لو مش باين."
سلسبيل (بتاخدها وتبوسها وتركبها في سلسلة وتحطها على صدرها):
"هتفضل جنبي طول عمري."
(المذيع يعلن اسمها في الميكروفون: "الطالبة سلسبيل محمد عبد الرازق" قامت بخطوات ثابتة على المسرح وهي شايلة في قلبها كل الذكريات، وتستلم شهادتها وسط تصفيق قوي من ضحى وأمها.)
سلسبيل بصوت داخلي :
"انت يا بابا... اللي زرعت الحلم فيا... والنهاردة أنا بقطفه."
سلسبيل واقفة على المسرح، لابسة روب التخرج، بتتمالك دموعها وهي ماسكة الميكروفون. القاعة كلها سكتت تسمعها.
سلسبيل بدموع :
"النهاردة مش بس نهاية رحلة... النهاردة بداية لحلم أكبر.
أنا وقفت هنا وأنا شايلة في قلبي حد غالي جدًا... والدي، اللي كان دايمًا بيقولي: "الحق بيتكلم... وإنتي صوت الحق."
مكنش معانا بالجسد، بس كان في كل لحظة، في كل ورقة، في كل ليلة مذاكرة، كان بيشجعني بصمته اللي متخزن جوايا.
النجاح ده ليه، والماما، وضحى، ولكل أم واب وأخ وأخت صدقوا فيّا وأنا نفسي كنت بشك.
النهاردة أنا بقولها بفخر... أنا بنت أبويا.
أنا سلسبيل... محامية العدالة اللي حلم بيها بابا... وهحققها بإذن الله."
تصفيق حار،ونهاد كانت بتعيط، وضحى ضرخت وقالت: برافوو يا سلسبيل....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
في ساحة الكلية، الزينة متعلّقة في كل حتة، والزغاريد بتدوي من كل صوب، الطلبة لابسين الروب الأسود والكاب، والكل بيضحك وبيتصور. عائشة واقفة متوترة، بتحاول تخبي دموعها وهي ماسكة ملف التخرج. فجأة بتسمع صوت أخوها بيهتف من بعيد
يونس بضحكة فخورة :
"أوووووه يا خرّيجة يا تقيلة! ده أنا قلبي بيطير من الفرحة!"
عائشة بتلفّلهم ودموعها في عينيها، بتجري عليه وتحضنه حضن طويل مليان مشاعر.
ايمن وهو ماشي بخطوات بطيئة نسبياً ويونس بيسنده:
"الله اكبر يا بنت ابني... دي حفيدتي بقت خريجة!... دة انا قلبي بيطير من الفرحة!"
عائشة بصوت مكسور :
"كنت بتمنى بابا وماما يبقوا هنا... يشوفوني زيك كده فرحانين بيا..."
يونس وهو بيحضنها جامد :
"بس أنا هنا، مش بس أخوكي... أنا أبوكي وأمك وكل الدنيّا دي ليكي.
شوفتك النهارده وانتي واقفة قدامي لابسة روب التخرج... حسّيت إن اللي راحوا مبسوطين دلوقتي، بيزغردوا في السما."
عائشة بتضحك وسط دموعها، ويونس بيخرج من جيبه علبة صغيرة فيها سلسلة دهب بسيطة.
يونس وهو بيقدملهالها :
"دي ماما كانت شايلها ليكي... قالتلي أديهالك يوم ما تكبري وتوصلي لحاجة حلوة.
مبروك يا دكتورة الترجمة، فخورة بيكي السما كلها."
عائشة بتاخد السلسلة وبتبوسها، وبعدين تبص ليونس:
"لو مكنتوش في حياتي ... مكنتش عرفت أوصل للي أنا فيه."
يونس وهو بيضحك والدموع في عينه :
وإحنا لسه ما خلصناش! دي بداية الحكاية بس.... كبرتيني يا عائشة.. البنت اللي كنت بلعب معاها وبشيلها على ضهري واحنا صغيرين بقت خريجة"
عائشة بضحك وهي بتمسح دموعها:
"انت اللي كبرت نفسك وانت بتفكر فيها... انت عارف بقى مين هي"
يونس اتحرج وبعدين ابتسم وغير الموضوع وقال:
"احم احم طيب تعالى نتصور صورة كلنا نوثق فيها اللحظة"
والمشهد انتهى وهما بيضحكوا والسلسلة واضحة في الصورة، كانت يونس على اليمين وايمن على الشمال وعائشة في النص حاضناهم... الصورة كانت مليانة دفيء وامان واضح فيها
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم🦋
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بقلمي جنى احمد🤍
البيت مليان ورد، صور، ضحك، ودموع. سلسبيل لابسة ترينينج مريح بعد ما خلعت روب التخرج، قاعدة على الأرض جنب أمها اللي بتحضن بوكيه ورد، وضحى قاعدة بتقلب في الصور على الموبايل.
الأم وهي بتشوف صورة لسلسبيل على المسرح :
"شايفة؟ وشك منور زي القمر، كنتِ طالعة شبه أبوكي أوي النهاردة..."
سلسبيل بتضحك ودموع في عينيها:
"كنت حاسة إني ماشية وهو سندني... حتى وأنا لوحدي على المسرح، كنت سامعة صوته في ودني بيقولي: "ارفعي راسك، انتي بنتي."
ضحى وهي بتقلب الصور :
"بصي بقى، أنا هطبع الصورة دي في برواز كبير، ونحطها جنب صورته في الصالة... علشان تبقى شايفة إنه لسه عايش جوانا."
سلسبيل بتحضن أختها :
"وانتي كمان يا ضحى، لما تتخرجي، أنا اللي هفضل أزغّرط وأعيّط زي المجانين."
نهاد وهي بتبص للبنتين وبتدعي بصوت هادي:
"يارب دايمًا تفرحوا... وتكونوا سند لبعض زي ما أبوكم كان سند لينا."
♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مرور اسبوعين.
في مكتب الأدلة الجنائية اللي في القسم
(الكاميرا بتلف حوالين المكتب، أوراق القضية مبعثرة على المكتب، ملف مفتوح، صور من كاميرات مراقبة وأقوال شهود)
أدهم كان واقف قدام السبورة البيضاء بيرسم خريطة زمنية :
"بص يا يونس… المتهم خرج من البيت الساعة 9:17، الكاميرا بتاعة محل “الحمد” صورته 9:22، وبعدها اختفى لحد ما الضحية اتبلغ باختفائها 10:05.
ده معناه إن عنده حوالي 40 دقيقة مش معروف مكانه فيهم. دي نقطة ضعف لازم نشتغل عليها."
يونس كان قاعد على الكرسي، ماسك القلم، بيقلّب في الصور لكن عينيه سرحانة :
"مم… تمام…كمل يا ادهم''
أدهم بصله وهو بيحس إن صوته بيروح في الهوا:
" يونس؟... أنت سامعني؟! من ساعة ما جيت وانت سرحان"
يونس فاق بسرعة وابتسم ابتسامة باهتة:
"آه آه، كنت بفكر في الحتة بتاعة الكاميرا… يعني، هو ممكن يكون لف من شارع جانبي."
أدهم واقف ومركز فيه :
"بتفكر في حتة الكاميرا ولا بتفكر في سلسبيل"
يونس وهو بياخد نفس وبيبص للملف :
"لا عادي يعني مش بفكر جت في بالي..."
أدهم وهو بيقعد قدامه وبيتكلم بهدوء:
"يونس انا هسألك سؤال واحد بس... انت بتحبها بجد.. ولا مجرد إعجاب"
يونس وهو بيتنهد:
"هتصدقني يا ادهم لو قلتلك مش عارف؟.."
ادهم بإبتسامة وهو بيطبطب على كتفه:
"قلبك دليلك يا يونس.. وانت محترم وعارف ربنا كويس ولو في ذرة حب في قلبك هتدخل الباب من بابه...
يلا قول بقى انا صاحبك بتحبها؟ "
يونس خفض راسه واتكلم بخجل:
"اووف يا ادهم ايوة يا عم بحبها"