![]() |
رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل الحادي عشر بقلم رباب حسين
تتوالى الصدمات تعصف بها من كل جانب وكأن كل من حولها يخبرها بأن مكانها ليس هنا حتى الطفل التي رفضت العلاج لأجله تركها وحيدة بعد أن كان أخر من تبقى لها في هذه الدنيا.... وبرغم ما تشعر به من ألم الفراق إلا أن فراقه كان أقوى مما تتخيل..... رحل وبقى عدة أسئلة كلها تُختصر في لما؟ أما الأجابات فكانت ليس عندها ولا سبيل لديها لتعترض على قضاء الله فهو لديه حكمة لا يعلمها إلا هو....ظلت تنظر إلى الفراغ الذي يحيط بها لا عائلة لا زوج لا صديق.... لمن تشكو؟..... لمن تذهب؟..... أين تذهب؟.... هل تبقى وحيدة حتى يلتهمها المرض وينهي حياتها
كانت لاتزال تنظر إلى الباب الذي خرج منه يوسف بعد أن قال أخر كلمة قطعت كل ما كان بينهما..... كلمة واحدة كافية لتزلزل كيانك من الداخل وتنهي كل شئ بلحظة..... دخل الطبيب من الباب وجدها قد استيقظت فقال لها : مدام روح حمد الله على السلامة..... أنا عايز حضرتك تقعدي معانا كام يوم عشان الأشاعات بتاعتك فيها حاجة عايزين نتأكد منها
نظرت له وحدثته بلغة الإشارة وقالت : عارفة
نظر لها وقال : أنا مش بفهم لغة الإشارة أسف..... فين زوج حضرتك أو مين المقيم معاكي من إمبارح
أماءت له برأسها بلا فقال : طيب أنا عايز حد أتواصل معاه
نظرت روح بجوارها فوجدت حقيبة يدها وبها الهاتف فنزعت المحلول من يدها ونهضت ودخلت المرحاض وهي تشعر بالألم تحت صوت الطبيب الذي يمنعها من نزع الدواء ثم خرج ليبحث عن رقم الشخص الذي أدخلها إلى المشفى..... خرجت روح بعد قليل بعد أن بدلت ثيابها وأخذت حقيبتها وذهبت..... عاد يوسف إلى المنزل ووجد إيمان تستعد للخروج للذهاب إلى المشفى وتفاجأت بدخول يوسف فقالت له : رجعت ليه؟.... روح خرجت معاك؟
يوسف : لا رجعت لوحدي
إيمان : طيب كنت أصبر لما أقعد مكانك جنبها
يوسف : ملوش لزوم يا ماما..... مبقاش لينا علاقة بيها خلاص..... أنا طلقتها
فتحت إيمان عينيها في صدمة وقالت : طلقتها وهي لسة مسقطة إبنك!.... إنت مجنون يا يوسف.... فيه حد يعمل كده؟
يوسف : مش لما يكون إبني الأول
رفعت إيمان يدها وصفعته على وجهه وقالت في غضب : إنت إزاى تتهمها إتهام زي ده من غير دليل؟ .... ديه التربية اللي ربتهالك أنا وأبوك
نظر لها يوسف في هدوء وقال : لو إبني ليه مقالتليش؟..... ليه مجتش وقالتلي أنا حامل؟
إيمان : هي كانت عارفة؟
يوسف : أيوة
إيمان : برده معندكش دليل.... إفرض طلعت ظالمها وهو إبنك فعلًا؟
يوسف : مش ده السبب الوحيد اللي خلاني أطلقها..... شكلها لما عرفت إن آسر مات..... عياطها وحزنها عليه بالشكل اللي شفته ده أكدلي إنها بتحبه ده غير إنها بتتهمني إن أنا اللي قتلته
إيمان : يا أبني ديه في حالة نفسية سيئة ده غير لما تعرف إنها سقطت وخسرت أخوها في يوم واحد عايزها تعمل إيه تقوم ترقص؟!
يوسف : ماما كفاية نضحك على بعض أكتر من كده حتى يا ستي لو فعلًا كلامك صح وأنا ظلمتها.... هي مش بتحبني ولا عايزاني.... وبعدين قالتلي نفس الكلمة اللي بجد بتوجعني قالتلي إني مبحسش ومعنديش قلب..... خلاص يا ماما اللي بينا بقى صعب يتنسي ولا يتعدى
إيمان : يا إبني ديه ملهاش حد.... طيب على الأقل كنت اصبر لما تقف على رجليها وتخف من صدمتها
قاطع حديثها إتصال هاتفي فستقبلت المكالمة وقال المتصل : حضرتك مدام إيمان اللي كانت مع مدام روح مراد في المستشفى؟
إيمان : أيوة أنا حصل حاجة؟
المتصل : الدكتور محتاج يتواصل مع حضرتك شخصيًا..... ثواني هحولك على مكتبه
إنتظرت إيمان قليلًا ويوسف يسألها عما يحدث فقامت إيمان بفتح السماعة الخارجية وبعد قليل تحدث الطبيب : أهلًا بحضرتك مدام إيمان.... أنا أسف على الإزعاج بس أنا مش عارف أتفاهم مع مدام روح لإني للأسف مش بفهم لغة الإشارة
إيمان : مفيش مشكلة يا دكتور إتفضل
الطبيب : الحقيقة بعد عملية الإجهاض مكنش فيه سبب واضح عشان الجنين ينزل فطلبت أشعة للمريضة وتحاليل بس للأسف إكتشفنا إن فيه ورم في الكبد ولازم تبدأ مرحلة العلاج
فتح يوسف عينيه في صدمة وقالت إيمان في ذعر : أنا جاية لحضرتك حالًا
أنهت إيمان المكالمة ونظرت إلى يوسف الذي ينظر إلى الفراغ في صمت وكأنه قد فُصل عن العالم الخارجي وأمسكت إيمان بذراعه بقوة وقالت : بسرعة يا يوسف لازم نروحلها
خرج يوسف ولحقت به إيمان وذهبا إلى المشفى وسأل يوسف عن الطبيب المعالج وذهبا إلى غرفته وقال الطبيب : أنا رجعت لأوضة المدام بعد ما كلمت حضرتك بس ملقتهاش في الأوضة.... واضح إنها سابت المستشفى..... تقدرو حضراتكم توصلو لمكانها وترجعوها تاني
نظر يوسف إلى إيمان في حيرة ثم قال : هو حضرتك بلغتها بالمرض
الطبيب : أنا قولتلها فيه حاجة غريبة في التحليل والأشعة فعملت حركة بإيدها مفهمتهاش
يوسف : ممكن تقلد الحركة؟
قام الطبيب بعمل الإشارة له فنظرت إيمان إليه في صدمة وقالت : كانت عارفة؟!
نظر لها يوسف في صمت وتوقف عقله عن التفكير ثم قالت إيمان : كده أنا فهمت..... روح عرفت وهي في أسيوط إنها عيانة وآسر هو اللي كان معاها ووداها المستشفى عشان كده كان مسندها وهي داخلة البيت.... وأنا مستغربة أكلها قل ليه وشكلها مرهق من ساعة ما رجعت
يوسف : طيب مقالتش ليه عشان نعالجها
إيمان : فيه أسئلة كتير أوي مش عارفين ليها إجابة وأولهم دلوقتي وأهمهم هي فين؟
يوسف : مش عارف..... مش ممكن تروح لأهلها استحالة تسافر هناك وهي تعبانة كده وكمان هي باعت كل حاجة هناك هتروح تقعد فين؟
إيمان : هي أكيد هنا في القاهرة..... متعرفش حد هنا يعرفها؟
يوسف : لا..... مكنش فيه حد غير آسر
إيمان : طيب يا دكتور إحنا هندور عليها ونرجعها
خرج يوسف وإيمان وذهبا إلى السيارة وجلس يوسف ينظر إلى الفراغ..... يشعر بألم وضيق تنفس وكأنه يصعد سلم لا ينتهي ثم قال في صوت مخنوق : هي فين..... راحت فين طيب؟
إيمان في غضب : لولا إني عارفة إنك بتحبها وكل ده من غيرتك عليها كنت سمعتك كلام يزعلك ويوجعك طول عمرك..... فيه حد في الدنيا يطلق مراته وهي في الوضع ده؟!..... وليه بتشك فيها كده ليه؟
يوسف في غضب : منار فضلت تقنعني إن بينهم حاجة.... لحد ما شفت الصور بعيني
إيمان : منار ديه عايزة تخرب بيتك عشان بتحبك وممكن تعمل أي حاجة عشان تبقى ليها..... منار كانت فاكرة إنك لو فكرت في جواز هتفكر فيها هي وبس ولما جت ولقتك متجوز فجأة إتجننت
يوسف : طيب أعمل إيه..... أجيبها منين؟!..... هي.... هي ممكن تموت؟
نظرت له إيمان في حزن ورتبت على عاتقه وقالت : نلاقيها وبعدين نعالجها حتى لو سافرت برا تتعالج..... البت ديه مبقاش ليها غيرنا ولازم نقف جنبها
يوسف : أنا هردها
قاد يوسف السيارة وعاد إلى المنزل وقام بالإتصال بأحد شركات الأمن وطلب منهم البحث عنها وأرسل لهم بياناتها وصورة لها ثم خرج يبحث عنها في الفنادق ولكن لم يعثر عليها فبدأ يبحث في الفنادق الصغيرة القريبة من المشفى ولكن دون جدوى ثم قام بعمل بلاغ رسمي في قسم الشرطة وأبلغ الضابط المسئول عن قضية آسر أن روح مفقودة..... انتصف الليل ويوسف لايزال يبحث عن روح لكن دون جدوى..... كانت منار تتصل به طوال اليوم حتى تطمئن عليه فتلقى المكالمة وأبلغها بما حدث وأنه يبحث عنها ثم أنهى المكالمة..... اشتعل غضب منار فقد ظنت أنها اقتربت من تحقيق غايتها وتصبح زوجة له وينهي علاقته بروح نهائيًا ولكن تحطم حلمها وخططتها في لحظة.... قامت منار بالإتصال بسليم وأخبرته بقتل آسر واختفاء روح فقال في صدمة : كيف إتجتل؟.... ومين اللي جتل الحزين ديه؟
منار : التحقيق لسة شغال والجثة بتتشرح
سليم : مفيش حد يعمل إكديه غير يوسف..... هو شاكك إنه على علاجة بمرته واتجتل في بيته عيكون مين غيره.... وكمان عتجولي إن روح وجعت وسجطت أكيد شافهم مع بعض فجتله
منار : لا طبعًا يوسف عمره ما يعمل حاجة زي ديه
سليم : فكري فيها عاد مين ليه موصلحة يجتل الواد ديه؟
منار : معرفش بس يوسف مش كده..... يوسف ميقدرش يأذي حد..... سيبك بس من الموضوع ده وخلينا في المهم.... روح كانت حامل وسقطت وطلع عندها ورم في الكبد كل ده ومحدش يعرف
سليم : كيف أمها.... أمها ماتت بنفس المرض
منار : يعني هتموت زيها تفتكر
سليم : تبجى خراب لو ماتت وهي على ذمته..... كل حاجة هتروح منينا إكديه
منار : طيب هنعمل إيه؟
سليم : مخبرش..... بس مفيش غير حل واحد أنا عدور عليها يمكن ألاجيها جبل ما يوسف يلاجيها وهفضل وراها لحد ما تطلب الطلاج منيه
منار : وأنا هفضل جنب يوسف عشان ينساها خالص
عاد يوسف إلى المنزل ووجد إيمان تنتظره بالأسفل واقتربت منه فور دخوله وقالت في قلق : ها لقيتها؟
يوسف : لا.... دورت في الفنادق حتى الفنادق الصغيرة ملقتهاش.... أنا بس مش عارف هي تعرف حد هنا ولا لا
إيمان : معرفش
يوسف : أنا تعبان أوي يا ماما.... حاسس بفراغ جوا صدري..... بتنفس بالعافية حاسس إن مفيش هوا
إيمان : ده زعل يا حبيبي
يوسف : ممكن.... لأن لما بابا مات حسيت بكده برده..... طيب أعمل إيه؟
إيمان : كفاية كده يا يوسف النهاردة واطلع إرتاح..... إنت منمتش من إمبارح
تركها يوسف وصعد إلى غرفته ولكنه توقف ينظر إلى باب غرفتها فذهب إليها وجلس على فراشها وأمسك وسادتها يستنشق عبيرها الذي تركته عليها... كان الألم يزداد داخل صدره فوضع يده على رأسه في يأس..... رفع رأسه بعد قليل فوجد دفتر بجانب الفراش فأمسكه وفتحه فوجد به بعض العبارات التي كتبتها روح
" نفسي أقوله الحقيقة..... كنت بتمنى أجرى عليه وأقوله إني حامل في إبنه وأشوف فرحته وهو بيبصلي ونبقى عيلة سوا..... إخترتها هي ليه وسيبتني؟"
"متزعلش يا حبيبي إنت عندك بابا حلو أوي هياخد باله منك حتى لو مش بيحبني هو أكيد هيحبك..... أنا همشي بس هفضل جنبك على طول وأشوفك وإنت بتكبر وأفرح لما تبقى شاطر كده"
" قلبي بيوجعني أوي من كل حاجة..... يوسف وحشني بقالي كتير أوي مشفتوش..... بس خلاص هشوفه النهاردة وهو بيوصلني للعيادة"
" مبصش في وشي لحظة..... هو إزاى مصدق إني بخونه ده لو بص في عينيا بس هيعرف إني بحبه أكتر من نفسي"
" بيحبها هي..... أنا عارفة إنه ندم على جوازه مني بس مش زعلانة.... الحمد لله إنه محبنيش عشان ميزعلش عليا لما أموت..... أنا نفسي أشوفه مبسوط..... نفسي أشوف ضحكته"
" أنا مش عارفة هو هيشوف الكلام ده ولا لا بس بتمنى يصدق إني معملتش حاجة غلط ولا عمري حبيت غيره ولا حد لمسني غيره..... أنا بحبك أوي يا يوسف..... عارفة إني كدبت عليك بس كل ده عشانك..... مش عايزة تزعل عليا لما أموت وتفضل لوحدك زي بابا ما فضل حزين على ماما لأخر يوم في عمره"
" أنا مستنياك يا حبيبي تيجي عشان مبقاش ليا حد في الدنيا غيرك كلها كام شهر وتيجي تنور دنيتي ويمكن تبقى حافز ليا عشان أتعالج مع إني مش عايزة أحارب المرض وفي الأخر أمشي زي ماما وكمان لو خدت علاج إنت هتتأذي وإنت عندي أهم حد في الدنيا حتى لو هموت عشان إنت تيجي مش مهم بس تيجي يا حبيبي"
قرأ يوسف كلماتها التي قسمت روحه من الداخل.... كان يقرأ وهو لا يصدق ما يراه..... تحبني..... لم تخوني.... رفضت العلاج ليأسها من الشفاء وضحت بحبها له فقط ليعيش سعيد مع غيرها..... تبًا.... ماذا فعلت؟
خرج من الغرفة يبحث عن إيمان ووقف أمامها وهو يلهث من شدة الألم الذي يعصف بقلبه وقال : ماما..... بصي روح.... بصي كاتبة إيه.... روح بتحبني.... وضحت بحبها عشاني وبحياتها عشان الولد يجي.... إقري يا ماما
أخذت إيمان الدفتر من يده وهي تنظر له في تعجب من حالته فكان يبدو في حالة يرثى لها ولأول مرة تراه هكذا فأخذت الدفتر وقرأته وملئت الدموع عينيها ثم نظرت إلى يوسف وجدت دمعة تسقط من عينيه لأول مرة..... أول مرة ترى دموعه فنظرت له في ذعر واقتربت منه وضمته إلى صدرها فقال بصوت ضعيف : هتموت..... هتموت يا ماما زي امها صح؟
إيمان في بكاء : لا يا حبيبي..... العلاج أتطور دلوقتي وإن شاء الله هنلحقها..... إدعي بس نلاقيها وإهدى يا يوسف
أشار يوسف إلى قلبه وقال : فيه وجع هنا..... مش قادر أتنفس
رتبت إيمان على قلبه ثم أخذته إلى غرفته وظلت بجواره حتى هدأ ونام
في الصباح استيقظ يوسف مبكرًا بعد أن قضى ليلة مليئة بالأحلام المزعجة فبدل ثيابه سريعًا ونزل إلى أسفل فتقدمت منه إيمان تلحق به قبل أن يخرج وقالت : رايح فين يا يوسف؟
يوسف : هدور عليها..... لازم روح ترجع وأعوضها عن اللي عملته فيها
إيمان : طيب أنا عندي فكرة..... خلي حد واقف قدام عيادة الدكتور النفسي اللي هي بتروحله..... أكيد هتروح هناك عشان مكنتش بتتكلم مع حد غيره في الفترة الأخيرة ولو شافها يبلغك
يوسف : حاضر
خرج يوسف يبحث عنها ومرت عدة أيام ولا أثر لها..... قام يوسف بدفن جثمان آسر لإنه يعلم جيدًا أنه لا يملك عائلة تتكفل بالأمر وأيضًا أراد أن يدفنه في مدافن عائلته كنوع من الإعتذار عن ظنه السئ به.... لم يتوصل التحقيق إلى سبب الوفاة أو من فعل هذا..... في مساء يوم كان يوسف يجلس بالبهو وهو يقرأ ما كتبته روح مرارًا وتكرارًا.... كان يشتاق إليها حد الجنون ولم يعد يهتم بأي شئ في حياته سواها ولا يفعل شئ في يومه سوى البحث عنها..... استقبل هاتفه مكالمة فأجاب مسرعًا فقال المتصل : أيوة يا يوسف بيه..... مدام روح لسة داخلة العيادة حالًا
أنهى يوسف المكالمة وذهب مسرعًا إلى العيادة وانتظر بالأسفل حتى تخرج بعد وقت وجدها تخرج من العيادة فوقف أمامها ونظرت له روح في صدمة ثم ابتلعت غصة في صدرها وقالت : عايز إيه؟
نظر لها يوسف يتأمل ملامح وجهها وشعر بأنه يتنفس فنظر داخل عينيها وقال : أنا أسف
عقدت روح حاجبيها وقالت : مش قابلة أسفك.... سيبني أمشي
أمسك يوسف ذراعها وقال : أنا ما صدقت لقيتك.... أنا بدور عليكي بقالي كتير أوي.... وتعبت من غيرك خلاص مش قادر..... سامحيني عشان خاطري
روح : أسامحك على إيه؟!.... على أنهى سبب... إنك اتجوزتني وإنت مش عايزني أصلًا ولا على إنك اتجوزتني وإنت بتحب واحدة غيري..... أسامحك عشان كنت بتجيب حبيبتك في البيت قدام عينيا وأنا مستحملة عشانك..... أسامحك على إيه يا يوسف.... على إنك خنتني.... ولا إنك شكيت فيا واتهمتني أنا بالخيانة
قاطعها يوسف : أنا مخنتكيش... ليه بتقولي كده؟
أخرجت روح هاتفها وفتحت له الفيديو المصور له ولمنار فنظر يوسف إليه ثم قال : لا والله ماعملت حاجة..... هي اه قربت مني بس أنا سيبتها ومشيت معملتش حاجة غلط
روح : كداب..... اليوم ده أنا فضلت ابعتلك في رسايل وإنت مردتش إلا تاني يوم
يوسف : لا.... أنا ممسكتش الموبايل أصلًا لإني روحت اليوم ده زعلان إنك مش موجودة ومعرفتش أنام بجد من غيرك.... إنتي فاكرة إن فيه علاقة بيني وبين منار؟.... بصي أنا مش هكدب عليكي..... منار في اليوم ده اعترفتلي بحبها فعلًا بس أنا صديتها عشان مش عايز حد غيرك إنتي
روح : للأسف بعد اللي عملته معايا ومعاها قدام عينيا أسفة مش مصدقاك
تركته روح وذهبت فركض خلفها وأمسك ذراعها وجذبها إليه ونظر في عينيها وظهر الألم على وجهه وأمسك قلبه وفرت دمعة من عينيه وقال : فيه وجع هنا..... وجع مش قادر استحمله.....أول مرة أحس كده..... مش قادر أعيش من غيرك..... مش عارف أتنفس وإنتي مش جنبي..... أنا..... أنا بحبك يا روح
نظرت له روح وتعجبت من نظراته فلأول مرة تراه في هذه الحالة ولكن تذكرت كل ما مرت به من معاملته لها وإهماله وظلمه فنفضت يده عنها وقالت : سيبني.... أنا مش عايزاك خلاص
تركته وذهبت وهو يحاول أن يمنعها من الذهاب حتى ركضت من أمامه وعبرت الطريق دون أن تنظر حولها وكادت سيارة أن تصدمها فركض يوسف مسرعًا وأوقف السيارة بيد واحدة وضمها إليه بيده الأخرى فنظرت له روح في صدمة وتوقف المارة يشاهدون ما فعل وتذكرو خالد الوحيد القادر على فعل ذات الشئ ثم حملها يوسف إلى سيارته وأدخلها بها وعاد إلى صاحب السيارة وأعطاه بعض الأموال ليصلح ما حدث لسيارته ثم عاد إلى السيارة