رواية بلقيس وانا الفصل الرابع عشر
دلفت وهى تكاد تحترق من الغضب وهى تبرطم بصوت عالى وتدفع الباب بغضب
فاكر نفسه مين يعنى
أتاها صوته الساخر من داخل المكتب
عزيز التهامى
لم تتفاجئ من وجوده أو حتى جلوسه على مكتبها استدارت و قفت أمامه
وقالت وهى تدعى عدم الفهم
خير يا مستر عزيز انا عارفه اسمك بتقوله ليه.
وقف أمامها بطوله الفارع ووسامته التى تشبه رجال العصابات فى خشونتها وجرأجت نظراته
وقال بكل صراحه
بجاوبك على سوألك
قالت وهى تدعى البراءة
انا مسالتش
أجابها بمراوغه ذئب ماكر
لاء سالتى
امته
قال وهو يبتسم بخبث
وانتى داخله بتبرطمى وبتقولى فاكر نفسه مين فابقول لك عزيز التهامى
قالت بغضب منه ومن ثقته بنفسه
لاء
مش بتكلم عليك يا محور الكون
ضحك بصخب وأكمل حديثها
وقال بمرح
يا محور اهتماماتى
اندهشت من تحوله السريع فى الحديث والان يمزح
هل يمزح
هتفت بغضب
انت بتهزر
أجابها بجديه مصطنعه
ابدا انا برد عليك يا دكتوره
نظرة له بأعين تطلق شرر
وعارف الترند كمان
ضحك بقهقهه
وقال وهو يحاول أن يتحدث
امال انتى لوحدك اللى عرفاه
دانت متابع بقى
غير مسار الحديث وسألها دون مراوغه لعله يحصل منها على اجابه تهدئ تلك العواصف التى تضرب حياته
قلقتى عليا
كانت إجاباتها أكثر صدمه له من سؤاله المباغت
قالت بصوت هادى خجول وكأنها مغيبه عن الواقع لا ترى إلا هو لا تسمع إلا صوته لا تريد الا أن تجيب عليه
طبعا قلقت عليك
اقترب منها أكثر وسألها بألحاح وكأنه هو ايضا فصل عن ما حوله ولا يريد إلا أن يسمع ما تقوله وسألها بصوت لحوح
ليه قلقتى
أجابت بتلبك فهو محق لماذا تقلق عليه أو تهتم قالت بتلعثم
علشان......أوم لها يشجعها
أكملت علشان خرجت بسرعه من كتب الكتاب خوفت ليكون فيه حاجه حصلت معاك فى الشغل
خوفتى عليا
ماكر عزيز فى اسئلته يستغل صفاء اللحظه
أجابت بلقيس ببرأه
ايوا
ليه خوفتى
هنا فاقت بلقيس من تلك الغيمه التى صعدت لها بإرادتها مع ذلك الماكر وانساقت خلف حديثه كالمغيبه
قالت بصوت جاد وهى تتسرب من بين يديه المحيطه بها بينها وبين الحائط
لازم اقلق عليك مستر عزيز مش شريكى فى المستشفى
هبط هو الآخر من غيمته الجميله حين اعاده صوتها الجاد الى وعيه
سألها وهو ينظر لها بغيظ
كدا بس
إجابته بجديه
اكيد كدا بس
الشغل هيتعطل
قال وهو يشير لها
هاتى الورق اللى عاوز يتمضى
لم ترق لها كلماته المقتضبه ولكنها أعطت له الاوراق وقبل أن يكمل توقيعها
تعالت صافرة الإسعاف خلفها وفى اللحظه التاليه دلفت إحدى الممرضات
وهى تهتف بخوف
دكتوره بلقيس
فيه حادثه والمصابين كتير لوسمحتى محتاجينك فى الاستقبال
تركته وانطلقت تلبى واجبها بينما هو تسمر فى مكانه عندما لمح شخصيتها الجديده كليا عليه
انها شخصية الطبيبه
الذى اقسم أنها طبيبه ماهره وهو يراها بعد أن انطلق خلفها يشاهدها وهى تبذل كل جهدها ببراعه لتنقذ حياة المرضى
وكأنها تحولت إلى اخطابوط مسيطر
له الف زراع
تشير الى ذلك الطبيب وتملى عليه تعاليمهاوهو يفعل كل ما تقوله وهى تنقذ حياة مريض اخر وتصرخ فى اخر كى يجهز غرفة العمليات واخر كى يقوم بعمل الاشاعات لمريض اخر
سيطرت عليه الدهشه والاعجاب بتلك الطبيبه التى تفعل المستحيل وبتفانى لكى تنقذ حياة الناس
بينما هو يفعل أيضا المستحيل وبتفانى لكى يقضى على حياتهم بتلك التجاره المشبوهه
هنا وصل لقراره وكان هذا المشهد البطولى لها هو الداعم لقراره والذى اعتمده بكل قواه العقلية
لن يسير بعد اليوم فى ذلك الطريق وسيعود منه وايضا لن يترك تلك الطبيبه المقاتله سيحظى بها نعم فهو لا يليق به إلا تلك الملكه العنيده المثابره وايضا التى تثير كل تلك العواصف بقلبه وافضل قرار لكى يحميها هو أن تكون بجانبه
قال وهو يذهب ويتركها لعملها لينهى هو ذلك الطريق الفاسد
هتجوزك يا بلقيس مش ههرب تانى
بلقيس وانا بقلمى هيام شطا
..................................
فى اليوم التالى
وقف أمام ذلك المكتب المهيب وقلبه يرتجف من الخوف
خوف من ذلك القناع الذى سيتخلى عنه وذالك الثوب الذى سيجرد نفسه منه قناع رجل الأعمال الشهير
وثوب الطبقه المخملية التى ينتمى لها
بعد قليل أذن له سكرتير مكتب النائب العام بالدخول
دلف إليه بكل وقار والف سؤال يدور فى ذهنه واهمها ماذا ستكون نظرة اهم رجل فى القضاء له بعد أن يتعرى أمامه
لا يهم المهم هو أن ينجوا بنفسه واهلهله وبها بعد أن أصبح مصدر تهديد لكل من يعرفهم ولا ينكر أنه اختار ذلك الطريق ليحسن صورته إذا انكشفت الحقيقه وايضا لكى ينتقم من عمه الذى أيقن أنه لن يتركه لطريق الاستقامه وأخرا من أجل نفسه من أجل أن يحيى حياه نظيفه تليق بملكة قلبه بلقيس
رحب به وكيل النائب العام فهو أيضا أشهر من النار على علم كما يقولون
قال الوكيل بتهذيب
اتفضل يا مستر عزيز
جلس وهو يحمل فى يده كل الادله التى تدينه وتدين عمه وايضا اشهر رجال الأعمال فى البلد ومسؤولون وغيرهم
ساله النائب العام
اقدر اساعدك فى حاجه يا مستر عزيز
تنحنح ليجلى صوته ويستجمع شتاتا أمره واستعد ليلقى قنبلته
وضع أمام النائب العام جميع الأوراق والمستندات التى بحوذت أخذ نفسا عميقا وبدأ فى سرد قصته منذ أن كان فتى فى العشرين من عمره يسكن هو وأبيه وأمه وأخيه فى ذلك الحى الشعبى كان فى العام الثالث فى الجامعه مقبل على الحياه يحب جارته بل متيم فى هواها ينعم بدفئ عائلته يحب عمه وابن عمه وأخيه الصغير كانت أحلامه بسيطه لا يريد إلا أن يحيا حياه هادئه كحياه ابيه
يتطلع لأن يحسن مستوى معيشته
ولم يحلم فى يوم من الأيام أن يصبح الملك الا بعد أن توفى ابيه فى حادث تفريغ حموله فى أحد الموانى الذى كان يعمل بها أبيه وعمه
عاش ايام عصيبه بعد وفاة امانه فى الحياه ليتحمل هو مسؤوليه عائلته الصغيره فى الحجم الكبيره عليه فى المسؤوليه
بعد أشهر من وفاة أبيه وعمله مع عمه فى ذلك الميناء
بدأ يظهرعلى عمه بوادر الطرف والغنا
إلى أن أتى له عمه خليل وطلب منه أن يكون معه فى عمل سيصل إلى المينا
لم يكن الأمر صعب هم فقط سيخرجون عدة صناديق من الشحنه قبل الكشف عن الشحنه
لم يسأل أنهى عمله البسيط مع عمه فى تفريغ حمولة الشحنه ولكن ما أثار دهشته هو المال الكثير الذى أخذه مقابل هذا العمل الضئيل
ولكنه تغاضى عن الأمر فهو لا ينكر أن المال اغوا عينيه والعمل لم يكن مرهق كحال العمل الذى يقوم به كل يوم وهكذا توالت الأعمال مع عمه إلى أن استطاع أن ينهى دراسته فى العام الأخير من الجامعه وبعدها قال بكل وضوح لعمه خليل
انا مش هشتغل فى المينا تانى يا عمى
هدور على شغل بشاهدتى وان شاء الله هلاقى
قال خليل بسخريه
بالتوفيق يا عزيز بس شهادة ايه اللى هتصرف عليك وعلى امك واخوك
اجابه عزيز باحتقار لكى يخبره أنه يعلم طبيعة عمله
انت عارف يا عمى وانا عارف ان حراسة شحنه وتهريب صندوق ولا اتنين منها قبل التفتيش والكشف عنها
مش شغل مظبوط واكيد الصندوق ده بيكون مخالف وانا فاهم كدا كويس
اجابه خليل بمكر
يعجبني ذكائك يا عزيز
وعلشان كدا عاوزك معايا ايدى فى ايدك نكبر الشغل ونعدى من الفقر
نفض عزيز يد عمه عنه وقال بغضب
لاء يا عمى مال حرام تانى لاء انا هشتغل وهعيش انا وامى واخويا بالحلال
قال خليل بسخريه
شغل ايه اللى هيعيشك ويكفى مصاريف امك واخوك يا عزيز
قال عزيز بقناعه هلاقى يا عمى
تركه وانصرف ليقابل حبيبة طفولته وشبابه
دره
أتت إليه بلهفه وسألته
اتأخرت ليه يا عزيز
قال وهو يجلس أمامها يحتضن كفها الصغير.
معلش يا حبيبتي كنت فى مشوار شغل.
سالته بلهفه
لقيت شغل
أجابها بيأس
لاء بس هلاقى أن شاء الله
وهكذا أصبح عزيز كل يوم يبحث عن عمل أو يعمل اى عمل يجده حتى يستطيع الانفاق على أخيه وأمه دون اللجوء لأعمال عمه المشبوهة
الى أن اتصلت به دره فى يوم وهى تبكى
عزيز الحقنى عمى هيجوزنى واحد تانى
بالطبع لم ييقف مكانه وذهب هو وأمه كى يخطبها ولكن عمها رفضه بحجة أنه شاب
وحمله ثقيل كما قال عمها
أمه وأخيه
وابنة أخيه لن تنتظره
جاء إليه خليل يضغط عليه بتلك الورقه
ايه رايك يا عزيز تيجى معايا تانى ونكبر شغلنا ونكبر به
اجابه عزيز برفض تام
قال خليل انا بس عامل على مصلحتك
قال عزيز يمنى نفسه بالامل الكاذب
دره هترفض العريس يا عمى ساله خليل بمكر متاكد انها هترفضه.
اجابه عزيز بتأكيد بعد أن أكدت له دره أنها ستنتظره حتى يستقر وضعه المادي.
ايوا دره هتستنانى
وان خلفت وعدها علشان الفلوس هتعمل ايه
اجابه عزيزبقليل من الغضب
استحاله تعمل كدا
انقضى شهر ودره تقابله وتخدعه أنها ستنتظره
الى أن علم خليل أنها تمت خطبتها على أحد الرجال الأثرياء
استغل خليل هذه المعلومه ودبر لقاء مع دره واتصل على عزيز لكى يعرف حقيقة دره
اخبره خليل أنها تمت خطبتها وتخدعه ولكنه لم يصدق عمه
قال خليل بفحيح ثعبان ماكر
لو مش مصدقنى تعالى اسمع بودانك
قابلها خليل بعيدا عن البيت بحجة أنه يريد منها أن تنتظر ابن أخيه
أتت فى الموعد
قال لها وهو يدعى دور الأب الصالح
دره يا بنتى عزيز بيحبك وهيعمل كل حاجه علشان يسعدك
إجابته بمكر
انا كمان بحبه يا عمى وهستناه
سألها بخبث
يعنى انتى رفضتى تاجر الفاكهه اللى اتقدم لك
ظهر التوتتر على وجهها وقالت وهى تدعى البراءه
حضرتك عرفت
أجابها وهو. يقصد كل كلمه حتى يثبت لعزيز كذبها
اه عرفت وعرفت كمان أن فرحك كمان شهر ليه كدا يا بنتى تضحكى على عزيز
إجابته وهى تدعى دور المظلومه المغلوبه على أمرها
اعمل ايه يعنى يا عمو خليل عمى غصب عليا وانت عارف انا يتيمه وهو اللى مربينى
قال بمكر وهو يعرف أن عزيز يستمع إلى كل كلمه بينهم
يعنى تضحكى عليه عرفيه على الأقل انك اتختبطى لغيره
قالت وهى تقوم لتغادر
هو مفروض يفهم لوحده انى مقدرش استناه هو ظروفه صعبه وانا كمان يبقى يسيبنى اشوف مصلحتى وهو كمان وقوله كل شئ نصيب
قبل أن تغادر مسك خليل بيدها وألقى اخر ما فى جعبته حتى ينصاع له عزيز
قال بصوت ادعى فيه الالم والانكسار
والحب اللى بينك وبين عزيز
قالت دره بتجبر
حب ايه يا عمو الحب مش بيأكل حد الفلوس هى اللى بتعمل كل حاجه ممكن اشترى بها الف واحد يحبنى بس الحب رخيص مش بيشترى حد
نزلت كلمتها على إذن عزيز وكأنها خناجر مسمومه لم يظهر لها عزيز بعدها
وكل ما حدث أنه قال لعمه
هنبدا شغل امته يا عمى
وهكذا اخد خليل عزيز إلى ذلك الطريق أكثر من ثمانية عشر عاما أو يزيدوا اصبح فيهم عزيز قي شءؤ
ملك تجارة السلاح والعمله والادويه الفاسده ويتاجر شكل شئ واى شئ لكى يملك المال الذى يستطيع به شراء كل شىء كما قالت دره واول شئ اشتراه بأمواله هى دره نفسها ليخبرها ويخبر نفسه أنه الآن يملك المال ويستطيع شرائها وايضا يملى عليها شروطه وأولها أن تتخلى عن زوجها وابنتها الوحيده وهى بالفعل وافقت لتثبت له نظريتها الخبيثه
اذا وجد المال اصبح كل شىء متاح
حتى الحب يباع ويشترى
الى أن ظهرت له بلقيس ملكة قلبه التى قلبت كل الموازين وكل القواعد ليسلم لها ويغير كل ثوابته لأجلها
وبعد أن كان يقول أنا عزيز الملك أصبح يقول
هى بلقيس ملكتى
أنهى كل حديثه أمام النائب العام وهو يقول
دى كل المستندات اللى تدين كل اللى قولت اسمائهم يا هشام باشا
وكل المعلومات اللى تدين عمى وانا معاهم
مسك النائب العام المستندات وسأله سؤال واحد
ليه يا عزيز تكشف نفسك كدا قدامنا
اجابه عزيز بصراحه
علشان عاوز انضف يا هشام باشا
حتى لو هتتعاقب
قال بإقرار
انا راضى باى عقاب
ابتسم النائب العام بود وقال له
احنا هنعتبرك شاهد ملك فى القضيه يا عزيز بشرط
ساله عزيز بهدوء
كل أوامر سيادتك
اجابه بإقرار
طبعا انت عارف قد ايه الاسامى دى تقيله فى البلد
وناس زى دى لازم تتمسك متلبسه
ساله عزيز وهو يفكر
قصد حضرتك انهم يكونوا مع صفقة السلاح
قال عزيز بأقرار حقيقه واقعه
يا فندم الصفقه بتم وانا بدخلها لهم البلد اخد ربع الصفقه لوحدى مقابل تأمين الشحنه والباقى بتوزيع عليهم
قال النائب العام
متقلقش انا هسلم القضيه اللواء رياض اسماعيل وهو هيظبط معاك كل حاجه انت نفذ كل اللى يطلبه منك
اجابه عزيز
حاضر يا فندم
اخذ النائب العام كل المستندات من عزيز بعد أن عرفه على اللواء رياض اسماعيل والذى طلب منه أن يعيش حياته كما هو بكل حذافيرها حتى لا يظهر عليه شى
قال النائب العام لعزيز وهو ينصرف
عزيز
نظر إليه
قال اول ما الما..فيا تكلمك للصفقه الجديده
اجاب عزيز
هبلغ اللواء رياض اول ما اعرف يا فندم
ابتسم له بسماحه و استأذنهم وانصرف
قال النائب العام وهو ينظر إلى اللواء رياض ايه قرآنيه لخصت كل الاسئله التى اجتمعت فى أذهانهم
(انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء)
صدق الله العظيم
صدق اللواء رياض على حديث النائب العام لينصرف وهو يحمل معه اهم وأخطر قضيه قد يتولاها فى تاريخه
.......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا......
وقف خليل هو ويوسف أمام منزل الحاج سالم وما أشبه اليوم بالبارحه فمنذ ستة أشهر وقف سالم نفس وقفة خليل يحاول أن ينقذ ابنته من براثن خليل
واليوم خليل وقف أمام بيت سالم وهو يحاول أن ينقذ مستقبل ابنه
دلفوا إلى البيت وبعد قليل أتى لهم سالم
اخبره أحد رجاله أن هناك ضيوف فى انتظاره وكما توقع سالم أنه خليل ويوسف الذى انتظر مجيئهم منذ مجئ ابنته إليه
لم يسلم عليهم أو يرحب بهم
تولى خليل دفة الحوار
قال بسماجه
ازيك يا حاج سالم
قال سالم بأقتضاب
الحمد لله
تمسك خليل ببرود أعصابه وقال مباشرتا
احنا جاين نصالح رحيل ونعمل لها اللى هى عوزاه
قال سالم بغضب
رحيل مين
قال يوسف بتسرع
رحيل مراتى
زمجر سالم بغضب
مراتك اللى سبتها تيجى فى انصاص الليالى بهدوم نومها
مراتك لسه فاكر تسال عليها بعد اسبوع
مين قالك أن مراتك هنا اصلا
نظر خليل لابنه بغضب وقال لسالم وهو يرسم صورة الأب الحنون
والله يا سالم من يومها واحنا بندور عليها والحمد لله اطمنا من المستشفيات أنها بخير فعرفنا أنها اكيد هنا
قال سالم بغضب
انا معنديش حد يخصك انت او ابنك وبنتى هطلقها يا ابن خليل
غصب عنك واشترى سكاتى وسكات بنتى وطلقها بالمعروف بدل ما ابلغ عنك واجيب القديم والجديد.
هدر يوسف بغضب من تهديد سالم الصريح له
متقدرش تعمل حاجه ورحيل مراتى هخدها غصب عنك وعنها
ولكن خليل سحب يد ابنه المتهور حتى يستطيع التصرف والتفكير فى تلك المشكله الجديده ويفكر كيف يستطيع أن يأخذ رحيل مره اخرى ويأمن حياة ابنه
قال وهو يدعى الغضب من ابنه
يلا يا يوسف واسكت كدا عيب الحاج سالم ابو مراتك ميصحش تتكلم معاه كدا هو عنده حق وانت غلطان يلا دلوقتى ونيجى وقت تانى يكون هدى
قال سالم بغضب من حديث خليل البارد
ولا وقت تانى ولا غيره ومش عاوز اشوف وشك ولا وش ابوك هنا واطلعوا بره
صاح يوسف بغضب وهو ينادى باسمها رحيل انا عاوز اتكلم معاها الاول
بالطبع سمع كل من بالبيت صوت يوسف الغاضب نزلت رحيل درجات السلم المؤدى الى الاسفل وهى تسمع صوت يوسف الغاضب
علمت أنه أتى وحانت لحظة المواجهه
وقفت أسفل السلم ولكن قوتها خانتها تريد أن تخرج كل غضبها
أن تصيح فيه أن يتركها تحيا بعيدا عن خداعه
وجدت أخيها مراد يقف بجانبها وهو يسألها بحنان
مالك يا رحيل
قالت بأقرار حقيقه
خايفه يا مراد
قال متخافيش واحنا كلنا معاك
مسك بيدها وفتح باب الغرفه التى بداخلها يوسف وخليل
ووقف بجوارها يساندها ويدعمها
قالت بجراه لم تعدها بنفسها.
عاوز ايه يا يوسف
وقف يوسف أمامها وهو نادم بالفعل على كل خطئه فى حق تلك الجميله
انا جيت اتأسف لك يا رحيل واصالحك
انا اسف سامحينى يا رحيل وانا هعمل لك كل اللى انتى عوزاه بس سامحينى وارجعيلى
نظرت إلى ابيها الذى قال لمراد بغضب
خد اختك واطلع يا مراد
قالت رحيل لأبيها
بعد اذن حضرتك يا بابا
ثم نظرة إلى يوسف ومراد مازال يمسك بيدها ليدعم قرارها
قالت وهى تنظر فى عين يوسف
طلقنى يا يوسف وده اخر كلام عندى طلقنى وابعد بعيد عنى
قال يوسف وهو يترجاها أن تسمعه
انا عارف انك زعلانه منى بس انا مقدرش اعيش من غيرك
قالت بقسوه تعمدتها حتى تنهى تلك المسرحيه الهزليه
وانا هموت لو رجعت لك لو عندك غلاوه ليا فى قلبك زى ما بتقول طلقنى وابعدوا عن حياتى
مات اى حديث بعد حديثها
خرج يوسف مباشرتا دون أن ينظر خلفه فلا معنى لحديثه بعد أن أنهت كل شئ
انطلق خليل خلف يوسف وهو ينادى باسمه
بينما صفع سالم الباب خلفهم وقال بغضب
فى ستين داهيه
ارتمت رحيل فى حضن ابيها وهى تبكى بحرقه تبكى على نفسها تبكى على سذاجتها بعد أن تركها اسبوع لا يعلم أين هى لم يكلف نفسه عناء السؤال عنها عند ابيها أو حتى يهتم اين ذهبت وحدها فى هذا الليل المخيف أو يذهب خلفها إلى ابيها يبحث عنها فى نفس الليله كان وجدها وكانت هى وجدت له شئ فى قلبها يشفع له
قال لها سالم برفق وحنان
بتعيطى ليه دلوقتى يا حبيبتى لسه عندك امل فيه يا رحيل
أجابت ابيها مسرعه
لاء يا بابا انا بعيط على نفسى على سذاجتى
كنت فكره أنه هيجى ورايا يدور عليا هنا
البيه جاى بعد اسبوع يدور عليا فعلا انا كنت مخدوعه فيه.
قال لها أخيها مراد
بلاش دموع يا حبيبتي خلاص انتى معانا وبلاش تلومى نفسك على اى حاجه وان شاء الله باب هيخليه يطلقك
كلمات أخيها وأبيها ضمدت جرح قلبها من ذلك الحبيب المذعوم التى نجت منه ومن ابيه المخادع
........................................
جلس يونس مع الدكتور ابراهيم
وسأله بألحاح
قولت ايه حضرتك
قال إبراهيم وهو يظهر عليه علامات التردد
والله يا ابنى ما عارف اقولك ايه
قال يونس وهو يمنى نفسه بقرب ذلك اليوم
حضرتك تقول موافق والفرح نعمله اخر الشهر.
طيب حتى ناخد رأى اسيا ووالدتها وكمان فيه حاجات كتير لسه بيشتروها علشان البيت
قال يونس وهو يلح عليه الفيلا مش ناقصها حاجات كتير يا دكتور
وبعدين لسه اسبوعين بحالهم يعنى نكون خلصنا كل حاجه
قال إبراهيم وهو يبتسم على تلهف يونس على زفافه من ابنته
وهما اسبوعين كفايه يا دكتور يونس
قال يونس بجديه مصطنعه
ياه دول كفايه اوى اوى يادكتور وافق انت بس
سلم ابراهيم أمام إلحاح يونس قال له لله الامر يا يونس خلاص يا ابنى الفرح اخر الشهر
قفز يونس وصاح والفرح يملأ صوته
اسييييييا فرحنا اخر الشهر
نزلت بلقيس وآسيا عندما سمعوا صوته العالى
ابتسمت اسيا بخجل على هيئة ذلك المجنون الذى يحتل قلبها يوما بعد يوم بأفعاله المجنونه وحنانه عليها
همست بلقيس بجانب إذن اسيا وهى تمزح معها
الواد اتهبل على ايدك يا سو 😉
......................................
وقفت اسيا وسط تلك الأشياء التى احضرتها امها مع بلقيس وبعض العمال تدخل تلك الاجهزه الى فيلا يونس التى سيعيش فيها هو وآسيا بعد الزواج وبدأت فى وضع كل شىء فى مكانه لتنهى فرش البيت
وقفت بلقيس تضع ملابس اسيا فى تلك الخزانه بينما يونس مثل ظل اسيا يخرج خلفها من حجره إلى الأخرى
قالت له بلقيس وقد ملت منه فهو ملتسق بأختها مثل العلكه
يونس روح روح ومش عاوزه اشوف وشك الا يوم الفرح
قال بتذمر مصطنع وانا عملت ايه يا دكتوره انا بس بساعدكم
دفعته من ظهره حتى تخرجه من الباب هتف وهو يحاول أن يترجاها تتركه
خلاص يا دكتوره هبعد عنها انا هساعدكوا بس
واصلت دفعه وهى تقول
يونس اطلع بره
جرت اسيا خلفها لتحاول أن تمنعها من دفع خطيبها
خلاص يا بلا سيبى يونس بيساعدنى
علشان خاطرى ولكنها واصلت دفعه خارج المنزل وهى تلهو بسعاده مع اختها التى واخير بدأت تحيا من جديد والفضل لله وبعده يونس ذلك الطبيب الجميل
جميل فى خلقه
جميل فى طبعه
جميل فى كل شىء
وفجأه ظهر ذالك الغامض أمامها
وهو ينظر إلى مرحهم ولهوهم بتعجب
توقفت بلقيس عن دفع يونس الذى هتف بسعاده لمجئ اخيه وايضا أمه
عزيز ماما الحاجه نورتو البيت
دلفت الحاجه زينب وهى تقول بوجه بشوش
انا قولت لعزيز يجيب الغدا وناكل كلنا مع بعض زمانك نسيت تجيب غدا يا يونس
قال يونس بحرج وهو يحك رأسه من الخلف
فعلا نسيت يا ماما
ابتسمت بلقيس بمحبه وذهبت لتسلم وترحب بتلك السيده جميلة الروح
قالت بتهذيب اهلا اهلا يا طنط اتفضلى حضرتك
قالت زينب بمحبه اهلابيك يا دكتوره
سلمت عليها وعلى اسيا وآمال قالت زينب خد الاكل اللى اخوك جابه ويلا يا يونس نجهز السفره زمان الجماعه ماتو من الجوع
قالت اسيا وهى تقف
خليك يا يونس انا وبلا هنجهز الاكل
قال يونس بمكر وانا كمان هساعدكو
دلفت اسيا وبلقيس ويونس.الى المطبخ ليعدوا الطعام وبعد قليل استغل عزيز أن اسيا تعد السفره وحدها وقف بجانبها صامت ينظر إليها فقط
لم تتحمل صمته
قالت بغضب
هتفضل ساكت كتير.
اقترب منها وقال بجرأه
وحشتينى
نظرت له والدهشه تعلو وجهها.
ماذا يفعل بها هذا الرجل
وما تلك الجراه
ولاول مره تتلعثم ولا تعلم ماذا تقول
حمل الاطباق من يدها
وهمس بجوار أذنها بجراه
مش هتتكلمى
نظرة له دون حديث
قال مره اخرى وحشتينى يا...دكتوره
تركها وبدأ فى وضع الاطباق على طاولت الطعام وتركها فى تخبطها وهى تسال اى رجل هذا
........بلقيس وانا بقلمى هيام شطا.....
هتف يوسف بغضب حين وقف عزيز يخبر عمه خليل بموعد زفاف أخيه
يعنى ايه هيتجوز اخر الشهر دا انا هعمل مصيبه
زمجر عزيز بغضب وهو يقول.
يوسف ابعد عن يونس وخليك فى مراتك وحياتك
ثم نظر إلى خليل وأخبره بهدوء
عمى انت لازم تكون موجود احنا فى الاول والاخر أهل وانت كبرنا
قال خليل بجديه
اكيد هكون معاكم وجنب يونس.ثم نظر إلى يوسف وقال له بغضب
وانت بدل ما بتتدخل فى حياة ابن عمك فكر هترجع مراتك ازاى وكل الهرى اللى فى دماغك ده تنساه وملكش دعوه بأولاد عمك
قال وهو يحاول كبح غضبه
حاضر يا بابا
تركهم وانصرف ولكنه انتوى أنه لن يخسر وحده
قال بحقد
ماشى يا يونس أن مخليتها جوازه سوده على دماغك مبقاش يوسف
............................
حمل هاتفه فى يده وأرسل لها رساله عبر تطبيق الرسائل
صاحيه
وصلت لها الرساله رأتها حملت الهاتف وهى تجيب عليه بغضب من جرأته معها
أجابت
لاء نايمه
كتب وهو يمزح
وبتردى عليا ازاى
إجابته
من الحلم 😂
قال بمكر
بتحلمى ببا ياه دا انا محظوظ بقى
وهحلم بك ليه
قال بغرور
انا عزيز التهامى طبيعى اكون بطل احلام البنات
كتبت بغضب
مغرور😠
اتصلت به
ضحك وهو يقول ببرد
ازيك يا دكتوره
سالته بغضب عزيز عاوز ايه منى وقصدك ايه بالكلام ده
قال بهدوء
بلا
نعم
تتجوزينى😉❤️