رواية وميض الحب الفصل السادس عشر بقلم لولى سامى
كانت تقوم بإعادة تنظيم المنزل بعد ذهاب زوجها لإيصال اختها فإذا بها تجد رنين جرس الباب يصدح بعد عشر دقائق فقط من ذهابهم لتتعجب وكادت أن تفتح الباب كما هي حتى تذكرت موقف دعاء معها لترتدي اسدالها ثم عادت للباب تسأل عن طارقه لتستمع لصوت ذكوري خشن خافت يقترب من نبرة زوجها لتتعجب وتسأل مرة أخرى عن هوية الطارق لتتلقى الإجابة هذه المرة بشكل أوضح مما ازاد اندهاشها/ أنا يا يمنى افتحي علشان عايز عبدالله …
شعرت بالامتنان لهذه الكتلة الخشبية الفاصلة بينهم فقد تسرب الخوف لقلبها لتقبض على اسدالها وكأنها تتأكد من انها تدثر نفسها به
تراجعت خطوة للخلف فقد عرفت هويته لتجيبه بريبة واندهاش واختصار تام من خلف تلك الكتلة الخشبية /عبدالله مش هنا …
برغم علمه بالإجابة إلا أنه كان يتوقع أن تفتح الباب ويدور بينهم ولو حوار بسيط ولكن باجابتها المقتصرة تلك أغلقت بوجهه كل الابواب ليضطر اجابتها باختصار مماثل ليقول بتلعثم / مش موجود إزاي…
أصلي ماخدتش بالي لما خرج ….
طب لما يرجع ابقي بلغيه اني عايزه ….
حاضر …
كلمة واحدة نطقت بها ليعم بعدها الصمت التام
ظلت خلف الباب تنظر من عدسته حتى رأته وهو يدلف لمنزله ومع كل خطوة كان يتقدمها كان يستدير ينظر لبابها مرة أخرى ..
ظلت تراه وهي تعقد حاجبيها وتحدث نفسها/ معقولة مسمعش عبدالله وهو نازل ؟؟
بعد أن اطمأنت عادت تكمل ما شرعت به ….
………………….
يا بت قومي قابلية الراجل ده جه لحد عندك عايزة ايه تاني ؟؟
كان هذا سؤال استنكاري من والدة هند التي كانت تحثها على مقابلة عبدالله الذي حضر بناء على طلب والدتها ولكن هند لم تكن تعلم ذلك كما أنها كانت ترفض مقابلة لي شخص من طرف زوجها لتجيب على والدتها بالرفض قائلة / يا ماما حرام عليكي انتي وعدتيني امبارح انك هتنفذي اللي أنا عايزاه …
ثم إن عبدالله يجيلي ليه اساسا لانا مراته ولا هو سبب زعلي …
ربتت الام على كتف ابنتها تحاول إقناعها باللين قائلة / طب يا ستي قابليه من باب الذوق يمكن جاي يشوف طلباتك ….
نظرت هند لوالدتها بحزم قائلة / وانا طلباتي معروفة الطلاق …
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم….
نطقت بها والدتها عقب انتهاء مطلب هند لتستطرد قائلة / استهدي بالله يا بنتي انتي معاكي طفلين هتربيهم إزاي …
نظرت هند لعيون والدتها وهي تقول / يا ماما هو انتي فاكرة أنه بيربيهم ولا بيصرف عليهم ده معيشنا نتسول على أهله ….
يا ماما بالله عليكي ما تضغطي عليا لو مش عايزاني معاكي أنا يا ستي هشتغل واشوف شقة ليا واصرف على نفسي وعلى اولادي ….
وتقعدي لوحدك وتبقي مطمع … .
نطقت بها والدتها لتكمل قائلة / استهدي بالله وقومي قابلي الراجل ….
بعد وقت ليس بقليل دلفت هند على عبدالله لتجده يداعب ابنتها الصغيرة ويجلس ابنها بجواره ليستقيم فور دلوفها ليسلم عليها ….
حاول عبدالله جاهدا إقناعها بشتى الطرق بالعودة لزوجها ليصل الأمر من كثرة إلحاح عبدالله ووالدتها إلى شرط عدم عودتها بدون قدوم صبري بنفسه إليها ليرضخ عبدالله لمطلبها المباح ويعود لمنزله اخيرا بعد عناء يوم شاق ……
وصل عبدالله للمنزل ليجد سمر تقابله وكأنها كانت تنتظره …
أبلغته بما حدث مع صفاء ليدلف مسرعا لغرفة والدته فتسرد له ما تم ليوعدها بتقصي الموضوع والوقوف على حله ….
كاد أن ينصرف ليجد والدته تمسك بمعصمه قائلة / استنى عايزاك في موضوع مهم …
عقد عبدالله حاجبيه متسائلا / موضوع غير موضوع صفاء ؟؟
أيوة موضوع اخوك صبري هو مكسوف يكلمك فأنا قولتله ملكش دعوة أنا هكلم اخوك …
نطقت بجملتها حكمت ليزفر عبدالله أنفاسه الغاضبه فهو اعتقد انها تحدثه على مشكلة صبري وزوجته ليقول لها / يا ماما صبري اللي غلطان يضربها ليه وبالشكل ده؟؟
وكل اللي طلبته أنه يشتغل …
وكزته والدته لتصحح تفكيره قائلة / أنا مش قصدي مشكلته مع المزغودة انا قصدي حاجة تانية ….
انزوى ما بين حاجبيه ليتسائل عن مقصدها فتابعت الحديث موضحة / صبري اخوك انطرد من الشغل وكان مضايق ومخنوق وممعهوش فلوس وكان عايز يكلمك تسلفه لحد ما ربنا يرزقه لكن مراته النكدية مصبرتش عليه ووقفت قدامه وهو مضايق يبقى تستاهل اللي يجرالها…
رفع عبدالله حاجبيها اندهاشا لتبرير والدته ثم قال ناقدا / هو البيه ده مبيثبتش في شغالانه واحدة لمدة شهر على بعضه ليه ؟؟؟
اكيد بيطلع عنيهم في الشغل فبيطردوه…
وكزته والدته معاتبه إياه / انت دائما كدة جاي على اخوك مش يمكن اللي بالشغل هما اللي ميتعاشروش ؟؟؟
يا ماما كفاية دلع بقى فيه ……
مفيش شغلانه واحدة بيثبت فيها حتى اللي جبتهاله بنفسي صغرني قدام الناس …
وبعدها يقعد في البيت بالشهر والشهرين يصرف شوية من معاكي وشوية من معايا وفين وفين عقبال ما يشوف شغل جديد …..
لها حق مراته تطفش ….
وكزته والدته مرة أخرى قائلة له بنبرة عتاب / انت كدة دائما جاي عليه وناصف الغريب ….
قصر الكلام هتدي اخوك فلوس ولا اتصرف أنا من معايا !!!
بعد فترة وجيزة وصل فيها اخيرا لمنزله بعد يوم مليء بالمشقة والارهاق النفسي والجسدي ارتمى على اقرب أريكة ماددا ساقه أمامه بإهمال ، ملقي برأسه للخلف بارهاق تام وهو يصدر انين يعبر عن آلام جسده لتاتي يمنى من الخلف تحاول تدليك رأسه لعلها تخفف عنه ذلك الالم ….
ظلت تدلك وهي تفكر اتخبره بقدوم أخيه ام تترك الامر ولا تتطرق إليه ؟؟
انتبهت على جملته المعبرة عن حالته / لفيت كتير اوي …
عقدت ما ببن حاجبيها لتتسائل / ليه رحت فين ؟؟؟
دانا افتكرت انك قعدت مع بابا شوية..
تذكر. حينها دعوة والدتها ليخبرها بها قائلا / صحيح والدك ووالدتك بيسلموا عليكي كتير اوي وعزمونا يوم الخميس عندهم علشان وحشتيهم …
تهللت اساورها وتحدثت بصوت يملئه بهجة وسعادة / بجد يعني هنروح لماما وبابا الخميس؟؟
مجرد نبرتها الفرحة أدخلت السعادة بقلبه وانسته كل معاناته ليجذبها من معصمها ويجلسها على قدميه ثم أخذ يرتوي بالنظر لملامحها وهو يقول / كل شئ بتمنه…
لو فرحتيني زي مانتي فرحانه كدة هوديكي من اول النهار ….
حاوطت عنقه بذراعيها وهب تحدثه بدلال / طب لو حبينا نطول بالقاعدة اعمل ايه ؟؟
ارتسمت الخبث على ملامحه ليجيبها قائلا / يبقى اخد بوسة تنعنشني على طول…
أطلقت ضحكتها الصاخبة لتسأله بدهاء الانثى التي تعشق التدليل /ولو حبينا نبيت ؟؟
سافر بنظراته بين ملامحها لينطق مجيبا على سؤالها بنصف ابتسامة / الطلب ده له استعداداته الخاصة واللي لتبدأ من دلوقتي…
نطق باخر جملته ليهم حاملا إياها وكأنه لا يشتكي منذ قليل من وخزات عظمه لترفرف باقدامهاومحاولة انزال روحها وهي تنطق من بين ضحكاتها / لسه متفقناش نزلني ….
خلاص رجعت في كلامي يا بودي نزلني بقى …
بالفعل استجاب لمطلبها لتجد نفسها ملقاه على الفراش وهو يعتليها ويسألها بخبث واضح / قولتيلي بقى اخترتي أ ولا ب ولا ج ؟؟
انت تعبان وانا خايفة عليك …
برغم أن جملتها لا تحوي اي اجابات إلا أنه اعتبر جملتها بمثابة الإشارة لإجابة ما ليعلق قائلا / يبقى انتي كدة اخترتي ج علشان عايزة تطمني اني سليم…
فور نطقه بذاك وكأنه اصاب الهدف لتطلق ضحكتها الرقيعة فينهال هو على شفتيها يلتهم شفتيها وضحكتها معا…
وصلت ضحكتها تلك لثلاث أطراف أشعلت بقلبهم النار ليتلوى كلا منهم على صفيح ساخن ..
بالشقة المقابلة استمع لضحكتها ذو القلب المريض الذي كان يحاول استرقاق السمع ليشتعل بقلبه النار فينطلق مهرولا لمنزل أخيه يطرق بقوة على باب شقته …
انتفض عبدالله ويمنى فور استماعهم لهذا الطرق الغريب ليعتدل عبدالله وهو يتمتم قائلا / مين هيجي دلوقتي ؟؟
تذكرت يمنى موقف أخيه لتخبره به / صحيح اخوك كان عايزك ونسيت اقولك …
ارتدى ملابسه على عجاله وأمرها بأن تغلق الباب خلفه جيدا بينما هو هرول للباب حتى يرى من يطرق بهذا الشكل العصبي …
فتح الباب ليجد صبري واقفا بعيون غاضبة ليعقد حاجبيها سائلا إياه / خير يا صبري في حاجة…
فور ظهور عبدالله امامه انتاب صبري قليل من التلعثم ليجيبه بتردد / اااه كنت… كنت عايزك …
دلوقتي
نطق بها عبدالله مستنكرا الوقت والطريقة ليزداد صبري توترا فيحاول تبرير موقفه /ااااه…. اه دلوقتي علش ….. علشان ….هي الحاجة مكلمتكش ؟؟
اغلق عبدالله عيونه كمحاولة لكبح غضبه من أخيه الذي يطالب ببجاحة بما لا يحق له كما أنه يتواجد بوقت غير مناسب بالمرة ليفتح عيونه قائلا بنبرة حادة / قالتلي بس انا لو هنفذ اللي طلبته هنفذه تحت شرط واحد …
عقد صبري حاجبيه ثم حاول المرور من جانب أخيه وهو يقول / طب دخلني نتكلم ونشوف شرط ايه اللي بتتكلم عليه …
وضع عبدالله كفه على صدر أخيه ليوقف إياه قائلا / انت مش شايف أن الوقت متاخر وانا عايز انام علشان عندي شغل بدري مش فاضي زيك ….
استوحشت نظرات صبري لشعور أن أخيه يلومه على بطالته …
كاد أن ينطق معترضا ولكن عبدالله لم يترك له فرصه ليكمل قائلا / اللي انت عايزه مقابل انك ترجع هند بعد ما تعتذرلها وفي بيتها غير كدة ملكش حاجة عندي ….
قبل أن ينطق صبري معترضا استطرد عبدالله قائلا / معاك وقت تفكر فيه من دلوقتي لحد ما اروح الشغل بكرة وارجع …..
وانت صاحب القرار ….
عن اذنك علشان عايز انام ….
اغلق الباب بينما صبري ظل واقفا متعجبا شرط أخيه ليلتفت إلى شقته وبخطوات بطيئة غير واعية خطى بها بداخل شقته قائلا وهو يغلق خلفه الباب / يكون مراته قالتله حاجة أو حس بحاجة وعايز يرجعلي مراتي ….
جلس بأقرب أريكة وهو يفكر مع نفسه بصوت عالي / يعني علشان هيسلفني قرشين هيتحكم فيا؟؟
تذكر أنه اغلق بوجهه الباب ليضيق عيونه حاقدا وقال / طبعا هو يتحكم فيا ويقضيها هو بالطول والعرض….
ماشي يا عبدالله بكرة نشوف مين اللي هيضحك في الاخر!!
بالداخل عاد عبدالله بحال غير الحال لتتعجب يمنى من تبدل حاله فتسأله عن سبب تغيره ليطلق تنهيدة عميقة ثم يبدأ يسرد لها ما تم بمنزل هند وما طلبته منها والدتها لتتندهش يمنى قائلة / ايه ده ازاي الست تقبل على بنتها كدة ؟؟
كان رد عبدالله بسيط ومقنع بالنسبه له فقال لها / بتحاول تحافظ على بيت بنتها …
بأنها تقلل كرامتها وتقبل لها الإهانة ؟؟
كانت هذه جملة. يمنى الاعتراضية ليجيبها عبدالله/ مادام في عيال مبقاش في كرامة وإهانة واهي تتنازل شوية علشان المركب تمشي …
بنبرة غاضبة وكان الموضوع يخصها شخصيا علقت قائلة / مركب ايه اللي تمشي يا عبدالله ده اخوك عدمها العافية وضاربها وهي عريانة وكمان عايزنها ترجع كدة من غير ما يتناسب وتقولي المركب تمشي دي المركب هتغرق بالشكل ده …
استشعر عبدالله تحاملها على أخيه برغم أنه لا ينكر أن حديثها صائب إلا أنه يرفض طريقتها بالحديث ليعلق قائلا / في ايه يا يمنى الست راضية وقولتلك جوزها هيروح لحد عندها يراضيها …
فلنفرض يا ستي جوزها كان متنرفز وهي مرحمتوش ؟؟
اتصرف غلط معاها اه بس برضه تستحمله وتعدي شوية علشان العيال …
ولا لو حصل بينا حاجة هتعلقيلي المشانق ومش هتخربي البيت علشان كلام فارغ ؟؟
فجأة وجدت الحديث يتجه لاتجاه اخر لتقضب جبينها متسائلة / ايه اللي خلاك تفكر كدة انت ممكن تضربني وبالطريقة البشعة دي ؟؟؟
أجابها بقليل من العصبية قائلا / أنا مقولتش كدة بس كل واحد وله هفوات ايه مش هتعديلي هفواتي خالص ؟؟
وكان بسؤاله هذا القى بقلبها الرعب وكأنها تراه لأول مرة لتتراجع للخلف قليلا ثم تسطحت على الفراش معطيه إياه ظهرها وسحبت الغطاء تدثر به حالها ثائلة بخفوت / تصبح على خير…
لم يجيبها الإجابة المعتادة بل أخذ يعدل من وضعه ويستلقي هو الآخر واعطاها ظهره وهو يتمتم بصوت مسموع لها / بدأنا القرف بقى الواحد مش ناقص قرف برة علشان يرجع يلاقيه في البيت كمان …
عيشة تقصر العمر …
فور استماعها لجملته لا تعرف كيف ومتى انسالت دموعها مع شعورها بالغربة الذي يتسلل لقبها ويزداد يوما بعد آخر ….
من كثرة التعب لم يمر دقيقتين إلا وقد استمعت لصوت انفاسة المنتظمة بعد أن كانت غاضبة ومتلاحقة لتتاكد من أنه غاص بنوم عميق …
حاولت هي الأخرى تكفكف دموعها وتستسلم للنوم إلا أن عقلها لا يكف عن التفكير وتأنيب حالها بتدخلها فيما لا يخصها لتصل لنتيجة واحدة وهي أن لا تتدخل مرة أخرى بأي موضوع خاص بأخوته إلا إذا كان يخص حياتها الخاصة ……
………………
منذ قليل بالاسفل استمعت دعاء لضحكتها لتوكز سيد الغافل بجوارها لينتفض سائلا / في ايه يا دعاء ؟؟
بنبرة غاضبة إجابته / في أن كل الناس بتقعد مع مرتاتها وتاخد وادي في الكلام وانت زي الطور ترجع تاكل وتنام …
اغلق سيد عيونه بنعاس ثم اعتدل من رقدته ليجلس مستندا على نافذة الفراش قائلا بهدوء / خير يا حبيبتي اديني قمت اهو عايزة تتكلمي في ايه ؟؟
شفت اللي حصل لصفاء اختي ؟؟
تفتكر هتطلق خلاص ؟؟
لو أطلقت مش هستحمل زن العيال بتوعها ….
هي تودي عيالها لابوهم يشيل همهم بلا عيال بلا هم …
نظر سيد لها بعيون تخلو من اي تعابير لتتعجب دعاء من نظراته سائلة / مالك بتبصلي كدة ليه ؟؟
مش عايزة نسعى على حوار الحمل ده تاني يا دعاء ؟
زاغت انظارها فور انطلاق سؤاله الغير متوقع لتتغلغل الدم ع بمقلتيها وهي تجيبه بغضب مكبوت / يعني أنا مستحملة ومش بحاول اجرحك وبابعد عنك اي اطفال تحسسك بعجزك وات مصر تفكرني وتنكد عليا …
لوهلة شعر سيد بتأنيب الضمير ليحاول احتضان وجهها بكفيه إلا أنها أزاحت كفيه ليستطرد قائلا / أنا آسف يا حبيبتي مش قصدي طبعا …
أنا قصدي نكسف تاني يمكن بقى في علاج ….
انسابت الدموع على وجنتيها وقد تبدل حالها من دعاء القوية لدعاء الهشة وهي تقول بصوت يقطع نياط قلب سيد / أنا لولا بحبك واختارت اكمل معاك حياتي مكنتش ضحيت بالعيال …
أنا لو مش عايزة عيال صفاء ده علشانك انت علشان تضايقش كل ما تشوفهم…
أنا أمنية حياتي يكون عندي اطفال بس من حبي فيك تنازلت عن الحلم ده …
يبقى مش بعد كل ده محدش يجرح فيا غيرك …
جذبها سيد لاحضانه وهو يكرر اعتذاره عما بدر منه لتكفكف دموعها وهي بين احضانه لتقول بدلال / أنا مينفعنيش الاعتذار الحاف ده انت تعزمني بكرة على الغدا …
ليمسد سيد على ظهرها ثم أخرجها من أحضانه ونظر لها بشوق بدأ في عيونه ويده تسللت لازرار منامتها قائلا / بس كدة عيوني ليكي …
أمسكت كفه التي تعثو فيها فسادا لتساله ببراءة / انت بتعمل ايه ؟؟ هو أنا مصحياك علشان كدة!!
بعيون تقطر عشقا اقترب سيد يلثم وجنتيها مع كل كلمة / أمال ….. مصحياني….. علشان….. ايه ….
ثم إننا محتفلناش ….. بفرح اخوكي….. ينفع كدة ؟؟
مع نطقه لاجر جملته دفعها للخلف لتطلق صرخة كانت نهايتها بجوفه …….
…………………………..
بغرفة سمر كانت تتلوى على فراشها وهي ترى أن زوجة أخيها تنعم بما حرمت هي منه …
ظلت تتنفس حقا وغلا وتتوعد لها فهي لم تتركها بالصباح تنعم بالراحة والمساء تنعم بالحب والدلال حتى استمعت لصوت شجارهم وكأنها موسيقى تكرب اذانها لتتسطح على فراشها وبدأت تنعم بنوم هادئ بعد أن ارتاح قلبها قليلا …
أما بغرفة سمر جلست تنيم صغارها وهي تشعر بالقهر من عائلتها التي من المفترض تكون اول الداعمين لها إلا أنها شعرت أنهم ينتظرون سقوطها مما جعلها تشعر بالاختناق فاستقامت تفتح باب غرفتها بهدوء تام وتنظر منه بتحفز حتى تأكدت خلو المكان بالخارج وأن الجميع متواجد بغرفته لتعود لفراشها وتخرج هاتفها تجري به اتصالا بعادل تخبره برغبتها بالعودة وانهاء ما اتفقوا عليه إلا أن الأخير أبى ذلك إلا بعد حدوث ما ينتظره …..
لتعود مرة أخرى لقوقعتها وهي لا تعرف ماذا تفعل معهم أو مع زوجها بعد أن يتأكد من شكوكه ..