رواية حورية العمران الفصل السادس عشر بقلم أروي عبد المعبود
- طلقني!!
إتصنم مكانه ومش قادر ينطق من كلمتها اللي نزلت عليه زي الرعد، وأخيرًا إتحرك وركع قدامها وقال بقلب موجوع:
- أنا مستعد أقتل نفسي حالاً، بس أطلقك!! على جثتي!!
بصتله بغضب وقربت منه وإبتدت تضربه بقوة في صدره وهي بتصرخ بعنف:
- قولتلك طلقنييي!!! طلقنييي!! أنت ايه مابتحسش!! أنا بكرررهك!! عاااارف يعني ايه بكرهك؟!
غمض عينه من قساوة كلماتها، مسك إيديها وبص لعيونها وقال بحزن:
- أرجوكي يا سارة إهدي وتعالي شقتنا نتفاهم بهدوء!
هزت راسها بالنفي وبعدت عنه وقالت بسخرية:
- نتفاهم في ايه معلش؟! ماهي كل حاجة واضحة أنا مش مُغفلة لدرجة دي! ياريتني سمعت كلام ماما وبابا! كانوا كلهمم صح بس كنت معمية علشان بحبك!! ياريتك كنت قد الحب اللي حبيتهولك!! أنت واحد خاين!!
كان لسه هيتكلم ولكن قاطعه شريف اللي قال بعقلانية:
- بصي يا بنتي، يعلم ربنا أنتِ غالية عندي قد ايه وأنتِ عارفة كده كويس! وأنا ضربت ابني من غير حتى ماسمع منه تبريرات بمجرد بس ماشوفت دموعك، لكن بعد اللي سمعته وبعد اللي قاله ودي فعلاً صورة متفبركة وأظن إنك عارفة شكل جوزك كفاية.. أنا مش طالب منك غير إنك تطلعي معاه وتتكلمي معاه بهدوء وبالعقل، أكيد حد بيحاول يفرق بينكم...
كنت لسه هتعترض على كلامه، ولكن خديجة إتكلمت:
- طب وغلاوتي عندك يا سارة، مش أنتِ بتعتبريني أمك؟ إطلعي معاه وإسمعيه... ولو كان بيكدب أوعدك هخليه يعمل اللي يريحك!.
بصتله وقالت بغضب:
- هنتكلم! بس لو طلع بيكدب عليا، ساعتها... هعمل اللي في دماغي!!
إبتسم حازم ومسك إيديها إلا وأن شدتها منه، إتنهد بحزن وهز راسه بقلة حيلة وبدأو يطلعوا لشقتهم... قفل الباب وقعدت على الكنبة وبصتله وهي مستنية كلامه، قرب منها وقعد قصادها على الأرض وقال بإبتسامة:
- ممكن أفهم بقى ياستي ايه كلمة طلقني دي؟؟ أنا مش عايزك تزعلي وتغضبي من غير ما نفهم ونتكلم بهدوء، بصي ياحبيبتي.. أنا وعهد الله مابكذب عليكي وفعلاً ده مش أنا، وأنا أقسم بالله كنت في الشركة طول اليوم ولو عاوزاني أتصلك بأي حد يأكدلك على ده معنديش مشكلة!! بس أنا مش عايز دموعك الغالية دي تنزل *حط إيده على بطنها وكمل بحب* وبعدين أنتِ حامل ياروح قلبي... كده الواد هيطلع نكدي!
إبتسمت غصب عنها، فـ رفع إيده ومسح الدموع اللي على خدها وقال بحنان:
- أوعدك هعرف مين اللي عمل كده، ومبقاش أنا لو ماخليته يندم قبل ما يفكر ينزل دمعة منك *كمل بغيظ* على فكرة بقى أبويا أول مره يلطشني بالقلم كده!! بس أنتِ تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا... فداكِ مليون قلم ياقلب حازم.
بصت لعيونه بفرحة، حتى والموقف كبير وكانت السبب فـ إن أبوه يمد إيده عليه لأول مره بس برضو بيتعامل معاها بالهداوة والحب، قام وقف وباس جبينها وقال بهزار:
- ها، حنيتي ولا قلبك قاسي؟
ودت وشها بعيد عنه، فـ ضحك وقال وهو بيرقص بطريقة مُضحكة:
- أنت قلبك قاسي... أوي أوي! أنت مش بتحس... كده كده!
ضحكت بخفة، فـ إبتسم وقرب منها وقال بحب:
- أيوة كده يا حبيبتي... أضحكي الدنيا كلها تضحك!
بصت لعيونه وهمست بهيام:
- بحبك!
سقف بإيده زي الأطفال وقال:
- أيييوووه كده... أمووت أنا يا ناااس!
عند عمران وحورية "
مسكت في دراعه وبصتله بخوف:
- أنا خايفة، بابا ممكن يـ...
قاطعها وقال:
- لا عاش ولا كان اللي يمس شعره منك طول مانا عايش!
إبتسمتله وقالت بعشق:
- بحبك أوي يا عمران، ربنا يديمك ليا!
- قلب عمران!
قالها وباس راسها، إتكلمت ماسة بغيرة:
- طالما هي قلبك أنا أبقي ايه؟
ضحك ونزل لمستواها وقال بحب:
- أنتِ ماستي ونور عيون بابا وروحه!
حضنته ماسة فـ إبتسم وملس على شعرها، بصتلهم حورية بعدم رضا، فـ رجع وقف تاني وقال بإبتسامة:
- بتغيري يا كوتي؟! دي بنتك!!
بصتله بغيظ وبدأت تخبط على الباب، لحظات وكانت فتحت زينة الباب... أترمت حورية في حضنها وضمتها بقوة وهي بتقول بفرحة:
- مااااما!! وحشتينيي أوي!!
دمعة من عيونها نزلت وقالت بسعادة:
- وأنتِ كمااان ياقلبب ماماا!
بِعدت عن حضنها وقالت بلهفة:
- عاملين ايه؟؟ وبابا عامل ايه؟! كويس!!
هزت زينة راسها وقالت:
- بابا هيموت ويشوفك!
دخلت حورية بسرعة، وإبتسمت زينة لماسة وقالت:
- حبيبة تيتا!! تعالي!
حضنتها ماسة وهي بتقول بسعادة:
- تيتاااا وحشتيني!!
ملست على شعرها وقالت بحنان:
- وأنتِ كمان يا قلب تيتا
بصت لعمران وقالت بإبتسامة:
- عامل ايه يا زعيم؟ إتفضل!
ردلها الإبتسامة بهدوء ودخل، لاقاها بتحضن محمد بقوة، فـ قلب عينه بملل، ملس محمد على وشها وقال بإشتياق:
- كده برضو يا حورية تغيبي عن بابا كل ده؟ هان عليكي تسيبيني متعذب كده مستنيكي؟!
بصتله وقالت بحزن:
- والله غصب عني يا بابا كان في مشاكل كتيرة أوييي و....
قاطعتها ماسة وهي بتجري عند محمد وبتصرخ بسعادة:
- جدو!!!!
إبتسم محمد وفتح دراعاته... حضنته ماسة وقالت بفرحة:
- كنت واحشني أوووي يا جدو!!
إبتسم وباس جبينها وقال بإبتسامة:
- وأنتِ كمان يا حبيبة جدك!
قرب منه عمران وقال بهدوء:
- إزيك يا عمي أخبارك ايه؟!
رد عليه ببرود من غير ما يبصله:
- كويس!
بص عمران لحورية فـ بصتله بأعتذار وشورتله يقعد، قرب منها وقعد جمبها وقال بإبتسامة:
- معلش يا حورية أعمليلنا كوباية قهوة علشان عايز أتكلم مع عمي محمد لوحدنا شوية!
إبتسمت وقامت أخدت ماسة ودخلوا هما التلاتة المطبخ وسابوا محمد وعمران، إبتسم عمران وقال:
- ايه الطريقة دي بس يا عمي؟! مش حضرتك بتعتبريني زي ابنك؟!!
رد عليه بهدوء:
- كنت بعتبرك زي ابني بس بعد اللي حصل وبعد الطريقة اللي عاملت بيها بنتي!! مبقتش ابني!
إتنهد عمران بعمق وبدأ يتكلم:
- أسف والله، بس حضرتك أنت مش عارف شعوري لما أكتشف إن مراتي اللي أنا بحبها تكون ميتة بعد الشر يعني عليها وبعد سبع سنين أكتشف إنها عايشة عادي وحضرتك تكون عارف!! أكيد يعني هتبقى صدمة بنسبالي أنا مكنتش مصدق وكنت حاسس إني بحلم أو بتخيل!! بس لما حكت كل حاجة صدقني أنا إتغيرت وكنت بعاملها بما يُرضي الله، وجبت حقها من كل اللي أذوها ومع إني كنت هموت بسبب أمجد ابن الكلب ده بس هو اللي مات وأخد جزاته، وأنا طلقت سعاد ودخلتها السجن بتُهم كتيرة ومش هيخرجوا من السجن غير على قبرهم هي والكلاب اللي ساعدوها يعملوا كده في حوريتي... وأنا وعهد الله كنت بحاول أعوضها وإشتريتلها شقة تانية وعيشنا فيها لأني عارف كويس أوي إنها بتفتكر اللي حصل في شقتنا، ومكناش قادرين نجيلكم علشان ولاد الكلب كانوا مخلين ناس تراقبيني وكنت هتصاب بس عرفتهم ولبستهم قضية برضو، يعني كل ده حصل والمفروض حضرتك تعذرني وأنا حقيقي أسف جدًا!
كان بيسمعه بذهول وبعد ماخلص قال:
- معقول كل ده حصل وأنا معرفش!!! بس كنت حتى إتصل بيا وعرفني مش تسيبني كده!!
بصله عمران بإعتذار:
- حقك عليا أنا أسف، وبعدين أنت مابركتليش يعني!!!
رفع محمد حاجبه بإستغراب، فـ إبتسم وقال:
- هكون أب للمرة التانية... حورية حامل!
إبتسم محمد بسعادة وقال:
- ألف مليووون مبروك!!
إبتسم عمران وبدأو يتكلموا شوية لحد ما حورية طلعت هي وماسة وزينة، قربت من عمران وقالت بإبتسامة تهكمية فهم قصدها:
- إتفضل يا حبيبي!
ردلها الإبتسامة بخبث وقال:
- تسلم إيدك ياقلب حبيبك!!
قعدت جمبه وهمستله بسخرية:
- متاخدش الموضوع بعشم أوي!
رد عليها بغمزة:
- هنشوف!!
فضلوا يتكلموا كتير وماحسوش بالوقت، فتح عمران تليفونه وقام وقف وقال بإبتسامة:
- طب بالإذن بقى يا عمي!
قام وقف قصاده وعقد حواحبه وقال:
- أنت هتبات هنا!!!
رد عليه عمران بإبتسامة:
- معلش يا عمي... يوم تاني بقى!
هز راسه بالنفي:
- قسمًا بالله لأتباتوا هنا إنهاردة!!
بص لحورية اللي هزتله راسها بالموافقة، إبتسم وقال:
- خلاص ماشي!
ردت زينة بإبتسامة:
- روحي يا حورية أنت وجوزك أوضتك وأنا هاخد ماسة ماسة تنام في حضني علشان وحشااني أوي حبيبة تيتا!
إبتسمت ماسة ومسكت في إيديها بسعادة، بصلها عمران بخبث، فـ زفرت بضيق ومشيوا دخلوا الأوضة، قفل عمران الباب وقال:
- ايه الطريقة دي يابت! ماتتعدلي كده!
نفخت وقالت بضيق:
- عمران!! عدى الليلة دي على خير ويلا ننام!
ضحك وقال وهو بيقرب منها:
- لدرجة دي بتغيري عليا!
لفتله وقالت بدموع مكتومة:
- أيييوة يا عمران!! بغيير عليك حتى من عيوني! أنا بحبك أووي!! أنت مش عارف قد ايه أنا بحبك وعايزاك تكون ليا لوحدي!!
شدها لحضنه وقال بحب:
- ياقلب عمران أنا ليكي لوحدك!!! ومش ممكن واحدة غيرك تاخدني منك! صدقيني أنا بتاعك أنتِ وبس!
حطت راسها على صدره وقالت بغيرة:
- ده أنا أقتلك وأقتل أي واحدة تفكر تقرب منك!! أنت بتااااعي!! فااهم!!!
ضحك بقوة وملس على ضهرها وقال:
- فاهم!
بِعدت عن حضنه وبصتله وقربت منه وباسته بحركة جريئة منها، إتصدم ولكنه فرح أوي وبدأ يبادلها بحب....
في صباح يوم جديد "
فتحت عينيها بنعاس وبصت جمبها ملقتهوش، قامت بتعب وبدأت تلبس هدوم من اللي عندها في الدولاب وسرحت شعرها وخرجت، لقته قاعد مع محمد وبيتكلموا في شغل، قربت منهم وقالت بإبتسامة:
- صباح الخير.
إبتسم محمد ورد عليها:
- صباح النور يابنتي، تعالي إقعدي!
قربت منهم وقعدت جمب عمران اللي غمزلها بمشاكسة، بصتله بخجل ووكزته بخفة في دراعه، فـ إبتسم وبدأ يكمل كلامه مع محمد، شوية ونفخت بملل وقالت:
- أومال فين ماما وماسة؟؟
رد عليها عمران:
- مامتك جوا في للمطبخ وماسة معاها
هزت راسها بهدوء وقامت دخلت المطبخ، إبتسمت حورية وقربت منهم وقالت:
- بتطبخوا من غيري!! إخس!
ضحكت ماسة وقربت منها وشدتها من إيديها وقالت:
- تعالي يا ماما، أنتِ اللي كنتي نايمة!
ضحكت وهزت راسها وبدأت تساعدهم...
بعد وقت، إبتسم عمران وقال:
- أظن كفاية أوي كده، هنروح احنا بقى!
إتكلمت زينة:
- طب ماتقعدوا شوية!!
هز عمران راسه بالنفي وقال:
- معلش والله مش هنقدر!
رد عليه محمد بإبتسامة:
- خلاص ماشي براحتكم، بس أبقوا تعالوا تاني!
هز عمران راسه وسلموا عليهم ومشيوا، إبتسمت حورية وقالت:
- بجد كانوا واحشني أوي!!
ضحك عمران بهدوء، وفي وسط ماهما ماشيين بالعربية، قربت منهم بنت صغيرة بتبيع ورد:
- ورد يا عمو..!
وقف عمران العربية وقال بإبتسامة:
- ورد طبيعي؟!
هزت راسها وقالت:
- طبعًا!!
أخد عمران منها وردة وشمها وقال بإنبهار:
- ريحتها تحفة أوي!! هاخدهم منك كلهم!!
إبتسمت البنت وبدأت تدعيله:
- ربنا يبارك في حضرتك يا عمو!
أخد عمران منها الورد وحاسبها ولسه هيمشي إلا وأن قاطعته حورية:
- عمران، البنت شكلها جعانة هاتلها أكل يمكن معهاش فلوس كفاية تجيب!!
هز عمران راسه ونزل من العربية ونده عليها:
- يا عسل!!
لفتله وفربت منه وقالت بإبتسامة:
- نعم يا عمو، عايز حاجة!
حط إيده على كتفها وقال بحنان:
- أنتِ جعانة؟؟
بصت بعيد عنه، فـ إبتسم وقال:
- طب خلاص إهدي بس، أنتِ عندك أب أو أم أو أخوات؟؟
هزت راسها لحزن وقالت:
- عندي ماما، وأنا بشتغل علشان مش أجيبلها فلوس العلاج وبابا سابنا!
بصلها عمران بشفقة وقال:
- طب تعالي معايا... متخافيش أنا معايا مراتي وبنتي في العربية!
هزت راسها وبدأت تروح معاه، ركبها عمران العربية جمب ماسة ولفلها وقال بإبتسامة:
- أنتِ عارفة اسم علاج ماما ايه؟
هزت راسها وبدأت تقوله اسم العلاج، إبتسم وقال:
- خلاص هجيب أكل وعلاج وهنروحك لماما!
هزت راسها بسعادة، نزل عمران وراح يجيب العلاج المطلوب، بصت حورية ليها وقالت بإبتسامة:
- أنتِ اسمك ايه بقى؟
ردت ببراءة:
- شروق... اسمي شروق يا طنط!
إبتسمت وقالت:
- وأنا حورية *وشاورت على ماسة وكملت* ودي ماسة بنتي!
بدأت تتكلم معاها لحد ما عمران جيه:
- خدي يا عسل ده العلاج وده الأكل، قوليلي فين بقى المكان اللي أنتوا عايشين فيه علشان أروحك!
بدأت توصفله المكان وهو هز راسه وشغل العربية وراح للمكان المطلوب، وقف وقال:
- هو ده؟!
هزت راسها وقالت بحزن:
- أيوة، احنا عايشين هنا!
بص عمران لحورية وقال:
- حورية، هروح أوصلها وأشوف لو هي ووالدتها محتاجين حاجة وأجيلك على طول!
هزت راسها بهدوء، فـ نزل وهي نزلت معاه ودخلوا العمارة اللي كانت قديمة نوعًا ما، إبتسمت وقالت:
- إتفضل يا عمو أدخل!
نزل لمستواها وقال بحنان:
- قولي لماما الأول ياحبيبتي
هزت راسها ودخلت وبعد لحظات رجعتله تاني وقالت:
- إتفضل يا عمو.
دخل عمران الشقة ومنها للأوضة... ولكنه إتصدم لما شافها وهمس بعدم تصديق:
- خلود!!!
إتسعت عينيها بذهول:
- الزعيم!!!!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم