رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل السادس عشر 16 بقلم رباب حسين


رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل السادس عشر بقلم رباب حسين 



يا من خطفتي الأنفاس وكأنك خلقت من تفاصيل لا تشبه البشر.... من همس الندى حين يلامس أوراق الورد.... من دفء الشمس إذا ابتسمت لعيني صباحًا.... ومن سكون الليل حين يهمس للعاشقين بالحنين.... فكلما نظرت إليك تعلم قلبي لغة جديدة.... لغة لا حروف لها تُقال بنظرة.... تُفهم من إرتعاشة قلب.... تحفظ بين نظرتين.... كان صمتك يُغري الحروف أن تخرج من مخبئها وعندما صدى صوتك لغى جميع الأصوات داخل عقلي كأنه يكتب قصيدة أو يعزف موسيقى على أوتار روحي فهو الجمال الذي أحتل قلبي أجمل إحتلال.... إنتي الحلم الذي لم يكتمل بعد فهل تترفقي بقلبٍ أرهقه الإشتياق؟

وصلا إلى المشفى وتم أخذ يوسف إلى غرفة العمليات ليخرجو الرصاصة من ذراعه أما روح فدخلت الطوارئ وأخذت بعض المسكنات وظلت بغرفة لتستريح قليلًا وأعطوها بعض المحاليل الطبية..... أبلغت المشفى إيمان بما حدث وجاءت مسرعة وعندما علمت أن يوسف بالعمليات واطمئنت أن الرصاصة بذراعه وطمئنتها أحد الممرضات أن العملية تسير على نحو جيد سألت عن روح وذهبت إلى الغرفة ووجدت الطبيب يتحدث معها وقال : إحنا هنعمل مسح ذري دلوقتي عشان نبدأ العلاج

أماءت له روح ونظرت إلى إيمان التي دخلت الغرفة فقال الطبيب : لما نجهز هبعت حد من الممرضات تاخدك

ذهب الطبيب واقتربت منها إيمان وقالت : إنتي كويسة يا حبيبتي؟!..... كده يا روح تمشي وتسيبيني.... كنتي تعالي وأنا أبهدل يوسف على اللي عمله

تحدثت روح قائلة : كان لازم أبعد بعد الكلام اللي قاله يوسف

نظرت لها إيمان في صدمة واحتضنتها وقالت : إنتي بتتكلمي يا روح.... الحمد لله يارب

ابتعدت عنها وقالت : يوسف كلامه ساعات بيبقى صعب بس قلبه طيب

روح في حزن : لا..... يوسف عمره ما قالي كلمة حلوة..... عمره ما عمل حاجة تحسسني إنه عايزني..... وجي بعد ده كله يشفق عليا ويقولي بحبك عشان أتعالج

إيمان : لا مش بيقولها شفقة.... يوسف فعلًا بيحبك

روح : لا.... وعمري ما هصدقه..... اللي بيحب بيبان عليه.... يوسف جامد جدًا حتى الضحكة مش بيضحكها في وشي..... حتى لما اتكلمت وسمع صوتي أول مرة مفرحش.... بصي إنتي فرحتي إزاي؟ هو لا

إيمان : إهدي بس يا حبيبتي..... أنا هفهمك كل حاجة عشان لازم تعرفي..... وبما إن يوسف كان مقرر يقولك كل حاجة فا أنا هقولك..... يوسف مريض يا روح.... عنده مرض اسمه لامفرداتية.... المرض ده بيخليه عاجز عن التعبير عن مشاعره وكمان ميحسش بيها..... بس يوسف بيحبك وحس بده لأول مرة..... أنا فاكرة نظرته ليكي أول مرة جابك البيت.... يوسف عمره ما بص لواحدة كده وكمان قرر يتجوزك بسهولة مع إنه كان رافض الفكرة..... إنتي أول واحدة يوسف يقول عليها حلوة وأول حد يوسف يساعده..... يوسف حبك من أول نظرة بس طبعًا محسش بده ومع الوقت بدأ يحس بيه بطرق تانية

روح : مش فاهمة..... منين مش بيميز المشاعر ومنين حس إنه بيحبني بطرق تانية.... زي إيه يعني؟

إيمان : يعني يوسف من ساعة ما اتجوزك وهو مش بيعرف ينام غير وإنتي جنبه.... هو يا حبيبي مكنش فاهم بس لما بعدتي وسافرتي أسيوط جيه وقالي وأنا قولتله إنه كده يبقى بيحبك..... قرر ساعتها إنه يقولك كل حاجة لما ترجعي بس طلع موضوع آسر الله يرحمه ومنعه يعمل أي حاجة

روح : بس هو خاني وأنا في أسيوط

نظرت لها إيمان في تعجب وقالت : خانك؟!..... جبتي الكلام ده منين؟ 

روح : يوم ما سافرت بليل يوسف مردش عليا خالص وتاني يوم الصبح جالي فيديو ليه مع منار

إيمان : منار ديه عايزة تخرب بيتك..... يوسف عمره ما يعمل كده أنا مربياه على أسس وشديت عليه جدًا بسبب المرض اللي عنده..... لأن قوته مع عدم الإحساس كان ممكن يبقى وحش عشان كده رسخت فيه أنا وباباه حاجات كتير ومن ضمنها إنه لا يمكن يلمس بنت غير لما تبقى مراته وأنا متأكدة إن يوسف ميعملش كده أبدًا

صمتت روح قليلًا ثم قالت : بس أنا شفتهم في الجنينة سوا وكمان منار كانت بتقرب منه جدًا وهو ممنعهاش

إيمان : يوسف مش عايز منار ولو عايزها ما كانت قدامه من بدري

روح : يعني هو بيحبني؟

ثم تذكرت عندما وقف أمامها ودمعته تنساب على وجنته ويشير إلى قلبه وقال :"فيه وجع هنا..... وجع مش قادر استحمله.....أول مرة أحس كده..... مش قادر أعيش من غيرك..... مش عارف أتنفس وإنتي مش جنبي..... أنا..... أنا بحبك يا روح" 

فنظرت إلى إيمان وقالت : عشان كده عمره ما بصلي بحب وقالي مش هعرف أبصلك كده؟

إيمان : يوسف مش بيعبر نهائي..... يعني عمره ما ضحك ولا عيط ولا بان عليه زعل.... هو غضب فقط وده طبعًا بسبب وراثة الجينات من والده وكل مشاعره بتخرج في غضب بس

روح : بس أنا شفت دموعه وهو بيقولي بحبك

إيمان : عشان بيحبك بجد.... صدقيني يا بنتي يوسف بيحبك

روح : طيب ليه قالي إن منار مرياته؟ وليه كان دايمًا رافض يبعدها عنه؟

إيمان : عشان منار كانت دايمًا جنبه وبتقوله يعمل تعابير إيه بوشه قدام الناس عشان محدش يعرف بمرضه.... ده السبب اللي خلى يوسف يقرب منار منه مش أكتر لكن حب وعلاقة بينهم محصلش..... ومن ساعة ما حبك وهو بدأ يفهم تعبيرات الوش منك..... صدقيني يوسف إتغير كتير بسببك وإنتي بقيتي دليل ليه عشان يعرف إحساس الناس اللي قدامه إيه.... من الأخر إنتي قاموس المشاعر بتاعه

صمتت روح قليلًا ثم قالت : أنا عايزة أشوفه

إيمان : هو لسه في العمليات

دخلت الممرضة وأخذت روح لعمل المسح الذري وتم حجزها في المشفى هذه الليلة أما يوسف فخرج من العمليات وعاد لوعيه قبل الليل ووجد إيمان جالسة بجواره فقال لها : روح فين يا ماما؟ 

إيمان : متخفش عليها يا حبيبي..... في المستشفى والممرضات معاها

حاول أن ينهض فأمسكت إيمان يده وقالت : رايح فين؟ 

يوسف : شكلها كان تعبان أوي.... هطمن عليها

إيمان : مش هينفع تروح تشوفها النهاردة..... عملت مسح ذري وإنت لسه خارج من العمليات بلاش..... هي هتنام لأن واضح إنها مكنتش بتنام كويس من الخوف

يوسف : طيب أشوفها بس من بعيد..... أعرف بقت كويسة ولا لا

إيمان : يا حبيبي بقت كويسة وأنا قعدت اتكلمت معاها وحكيتلها كل حاجة وهي عرفت الحقيقة ومستنياك كمان

يوسف : عرفت؟! ووافقت تفضل معايا؟

إيمان : روح بتحبك يا يوسف مش هتمشي

عاد يوسف ليستلقى بالفراش ثم قال : مازن مات؟

إيمان : الظابط قالي إنه مات..... وعرفت إن رنا جات استلمت الجثة..... مش عارفة المفروض نعمل إيه؟

يوسف : ولا حاجة..... هي دفعت تمن اللي زرعته في ابنها

وفي الليل.... يوسف وروح ينتظران سطوع الشمس حتى يلتقيان معًا..... يعد اللحظات كأنها نجوم تسقط من السماء واحدة تلو الأخرى... كل دقيقة تمضي تقربني من اللقاء... من تلك اللحظة التي تحتويني فيها عيناك فتصبح وطني وتصبح أضلعي وسادة رأسكِ وينتهي عذاب قلبي من فراقكِ.... حل الصباح وذهبت روح إلى غرفته فوجدته نائم في هدوء..... هدوئه التي كانت تظنه دليل عشقه لغيرها أما الآن فأصبحت تراه من الداخل تحاول أن تفهم ما يشعر به ولا يعبر عنه..... سأتحمل هذا فقط لأجلك.... فتح يوسف عينيه فوجد روح تجلس على الكرسي بجواره وتبتسم له فنهض مسرعًا وقال : إنتي كويسة؟

نظرت له روح وقالت : ليه مقولتليش؟.... ليه خلتني أفهمك غلط؟

يوسف : عشان مفيش حد هيستحمل يعيش معايا وأنا كده.... وأنا كان جوايا حاجة من ساعة ما شفتك أول مرة مش عارف هي إيه..... كان عندي فضول إني أفضل جنبك

روح : وبدل ما تقرب مني كنت بتبعدني عنك وبتقربها هي منك.... إنت جرحتني كتير أوي يا يوسف.... لما صدقت إني خاينة.... لما جبتها البيت قدامي وسيبتها تقرب منك بالشكل ده وأنا ممنوع حتى ألمسك غير بإذن...... لما احتفلت بعيد ميلادك معاها وأنا لا..... هي تبقى جنبك وأنا واقفة على السلم بغني معاهم بقلبي ودموعي على خدي..... مش كفاية إني مش هبقى معاك السنة الجاية

أمسك يوسف يدها وقال : بعد الشر..... إوعى تسيبيني يا روح.... حقك عليا أنا مكنتش أعرف إنك بتحبيني ومنار الله يسامحها كانت بتشككني فيكي إنتي وآسر

نهضت روح وجلست بجواره على الفراش ونظرت له بحب داخل عمق عينيه وقالت : خلاص مش زعلانة..... بس بما إني عرفت إني بقيت قاموسك للمشاعر فالنظرة اللي في عيني ديه نظرة حب..... لو لقيت أي واحدة بتبصهالك تبعد عنها فورًا.... أنا غيورة ومجنونة

يوسف : حاضر

روح : ومنار تبعد عنها خالص

يوسف : بعدت خلاص حتى رفدتها

ابتسمت روح وكادت أن تضع يدها على وجهه ولكن توقفت وأرجعتها فنظر لها يوسف وقال : بعدتي إيدك ليه؟

روح : مش عايزة أضايقك.... أنا فاكرة الشروط على فكرة متقلقش

أمسك يوسف يدها ووضعها على وجنته وقال : مفيش شروط..... أنا كلي ملكك دلوقتي..... إنتي مش عارفة أنا كنت حاسس بإيه من غيرك

اقتربت منه روح وطبعت قبلة رقيقة على وجنته ثم ابتعدت عنه ونظرت إلى جليد عينيه وصمتت.... أمسك يوسف يدها ووضعها على قلبه وقال : يمكن عينيا مش قادرة ولا عارفة تبصلك بحب زي ما نفسك تشوفيها بس اسمعي قلبي وإنتي تتأكدي إنه بيحبك إنتي بس

ضحكت روح وقالت : ياااااه.... ديه أحلى جملة قولتهالي من ساعة ما عرفتك

يوسف : ضحكتك حلوة.... وصوتك حلو أوي

روح : أنا مستغربة صوتي بصراحة

يوسف : عشان أول مرة تسمعيه ممكن..... بس لما سمعته وإنتي بتعيطي وبتبصيلي كده كنت عايز أجرى أخدك في حضني..... بس إحنا فيها يعني

جذبها يوسف إلى أحضانه وأخذ يرتب على ظهرها وقال : هعوضك عن كل غلطة عملتها في حقك..... بس لازم تتعالجي

ابتعدت عنه نظرت له في حزن وقالت : هتتعب معايا أوي يا يوسف

يوسف : مش مهم..... أتعب بس إنتي تخفي وتفضلي معايا..... أنا جنبك ومش هسيبك وهنعدي المرحلة ديه سوا

عاد يوسف وروح إلى المنزل وبعد يومين ظهرت نتيجة التحاليل وأبلغهم الطبيب أن الورم صغير وهناك أساليب حديثة للعلاج وسوف تبدأ بالعلاج فورًا..... رحلة طويلة تعصف بالإنسان إلى أسفل قاع اليأس والألم ولكن مهما كانت الرحلة صعبة فوجود من تحبهم بجوارك سند وعون تمضي الرحلة بين كتف ترمي عليه هموم الألم وبين ذراع تتكأ عليه ليصبح كالحائط الفولاذي الذي لا يتهاوى..... كانت تتجافى عن النوم ويظل يوسف بجوارها..... يترك عمله ويركض إليها كلما طلبت منه أن يأتي..... مصدر الأمان وحنيته جعلت الصعاب تمر والضيق يُفرج.... مضت الشهور وبدأت روح تتعافى وتعود لحياتها الطبيعية وزال المرض والحزن وعاشت بين حب يوسف وحنان إيمان..... 

بعد مرور عام وفي صباح يوم استيقظ يوسف على نظرة الحب التي يراها كل يوم في عين روح ابتسامتها التي تنير يومه ثم قالت : صباح الخير يا حبيبي

ضمها يوسف إليه وقال : مسمحتلكيش تقومي

ابتعدت روح مرة وأخرى وهي تضحك ثم قالت : حبيبي أنا لو فضلت جنبك كده مش تسمحلي أقوم أصلًا

يوسف : كويس.... متقوميش

روح : لا يلا قوم بقى عشان تروح الشغل

جذبته وأجلسته بالفراش ثم قالت : يلا نبدأ الدرس

يوسف : والله حفظته

روح : معلش مراتك مجنونة إستحمل شوية.... هبصلك وإنت تقولي هتعمل إيه أو تديني الريأكشن على طول

يوسف : حاضر يا ستي

نظرت له روح في حزن فقام يوسف بتقبيلها على وجنتها فقالت : إيه ده؟!

يوسف : مقدرش أشوف نظرة حزن في عينيكي ومصالحكيش

ابتسمت روح وقالت : اه بس ده معايا أنا.... إوعى واحدة تعملك كده تقوم مصالحها

يوسف : لو مين وقف قدامي زعلان مش هيفرق معايا..... هي روحي وبس

روح : طيب اللي بعده

نظرت له في حب فقال : لا ديه محظورة ديه.... بنهرب على طول..... بس بقولك إيه خلي البصة ديه بليل عشان كده هرجعك للسرير تاني

ثم جذبها لتتوسد ذراعه فقالت : براحة يا يوسف.... إنت بتعاملني على إني لعبة

يوسف : معلش بقى إستحمليني زي ما أنا مستحمل غيرتك..... يا مجنونة تجيبي البت من شعرها في الحفلة إمبارح

روح في غضب : متفكرنيش.... ما هو لو كنت نفذت التعليمات مكنش حصل ده كله

يوسف : ما هي مبصتليش بحب والله

روح : كانت بتغريك يا يوسف

يوسف : وأنا أعرف منين..... المدرسة بتاعتي فاشلة مش بتعلمني كل حاجة

روح : يا حبيبي أنا مش بلحق أغريك أساسًا..... وبعدين فيه موضوع كده عايزة أقولك عليه

يوسف : إيه يا حبيبتي..... تعبانة فيه حاجة؟ 

روح : لا لا..... أنا كويسة..... بس..... أنا حامل

نظر لها يوسف في صمت قليلًا ثم قال : بجد؟

ابتسمت روح وقالت : اه.... بجد.... هتبقى بابا

يوسف : تفتكرى هيحبني؟

روح : أكيد

يوسف : بس هو مش هيفهمني.... وممكن يفتكر إني مش بحبه

روح : مجرد ما هتاخده في حضنك هيحس بحبك وحنانك زي ما أنا غرقانة فيهم

ضمها يوسف وقال : مبروك يا حبيبتي

روح : أنا هنزل أبلغ ماما على ما تغير هدومك وتنزل

بعد وقت نزل يوسف وجلس على الطاولة وإيمان تنظر إليه في سعادة فقال : طبعًا فرحانة عشان الحفيد صح؟

إيمان : جدًا.... والصراحة نفسي تبقى بنوتة

يوسف : اه.... تخيلي بنوتة وتاخد قوتي..... نجوزها إزاي بقى؟! 

ضحكتا وعادت السعادة إلى حياتهم بعد أن خيم الحب على عائلتهم صغيرة وزال كل المرض والحزن 

النهاية

لمتابعه روايات سكيرهوم زورو موقعنا علي التلجرام من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1