رواية عشق لا يضاهي الفصل المائة والثمانون 180 بقلم اسماء حميدة

 

 رواية عشق لا يضاهي الفصل المائة والثمانون 


دفعة واحدة وكأنه يعيد امتلاك شيء ضائع.

ضمها بقوة كما لو كان يخشى أن تنسل من بين ذراعيه كحلم... ثم همس وهمسه كان كصرخة مكتومة

لم تكرهينني إلى هذا الحد سيرين

كانت كلماته تنزف من داخله وكل ما فيها يقول أحبك أكثر مما ظننت... وأوجعتني أكثر مما توقعت.

ترى هل مات توأم ضافر وهل سيكون لشادي دورا في كشف الحقائق وماذا عن سيرين هل ستنجح فيما عادت من أجله أم ستضطر للاعتراف وماذا سيكون رد فعل ظافر اذا علم بما تخفيه عنه



وقفت سيرين كما لو كانت تمثالا صاغته العاصفة صلبا من الخارج ممزقا من الداخل... قريب لكن روحها تتردد على عتبات القرار ومع كل ثانية كانت ټنهار أسوار بنيت بينهما حجرا فوق حجر.

همست وبالكاد سمعها

لا أعلم... أأكرهك حقا أم...

تعثرت الكلمات على لسانها كما تسقط الأوراق اليابسة من غصنها الأخير


لكنها رغم تعثرها لم تكن سوى الحقيقة فاقده من الزيف.

أما هو حين التقطت مسامعه عبارتها المبتورة كمن يخشى أن يفلت منه ظل حلم أيقظه الندم متأخرا ومن ثم رفع كفه الدافئ رغم ارتجاف قلبه بخفة كأنما يختبر أنها لا تزال له كما كانت ذات يوم.

شعرت سيرين أن اللحظة تنضج تحت عينيه فرفعت بصرها إليه بل سقط

في هاوية اختارها بملئ إرادته

أشعر ببعض الخۏف..

بالتأكيد. فعليها أن تنتصر كأنه ډم ثقيل يسيل من چرح قديم لم يغلق يوما رغم أن قلبها كان يرتجف كريشة في مهب الريح... ولتبعد عن عينيه أي ريبة رفعت كأسها أيضا وأعلنت بلطف

هذه الليلة.

تمتم ظافر دون أن ينظر في عينيها

هتافات ارتجف شيء في أعماق سيرين لا

تدري إن كان خوفا أو أملا.

تحمحمت سيرين تخفي اضطرابها 

قال ظافر بصوت منخفض وهو يرمقها بنظرة لم تفقد صرامتها رغم لمعان  

كان عليك أن تختاري لك 

ردت هامسة لا بأس... سأكون على ما يرام.

لم تضف شيئا آخر 

أما هو فكان مذهلا في قدرته على الاحتفاظ باتزانه كم رأى من حسان ولكن بسحرها

لم ير..



تنقلت نظراته المشتقة ما بين رموشها الكثيفة التي تزين عينيها الكحيلتين.. لكنها مثقلة بذكرى سنوات مؤلمة فالماضي لا يزال يئن في قلبها.

ثم كمن يوشك أن يغرق ويتمسك بطرف حياة أمسكت برفق مرتجف وقالت بصوت خفيض فاض منه الخجل

أنا آسفة.

توقف ظافر لوهلة وكأن تلك الكلمة باغتت چرحا لم يندمل بعد... تلاشى الشرر بين نظراتهما وارتسمت في عينيه دهشة لا تخلو من خوف


فقد ظن لوهلة أنها تراجعت... أنها ربما قررت ألا تمضي في الأمر... لكنه فوجئ بصوتها ينساب 

أنا آسفة لأني رحلت بعد أن تركت لك خبر مۏتي... كان يجب أن أقول شيئا أي شيء.

ثم رفعت بصرها إلى عينيه ونظرت فيهما نظرة لم ترم بها العتاب بل الغفران... نظرة لم تقل فيها إنها تحبه لكنها جعلته يشعر أنه كان محبوبا... ورغم أنها كانت تزن كل كلمة على حافة الخداع إلا أن دفء

صدقها لحظتها لم يكن قابلا للشك... كانت مستعدة لقول كل ما يجب فقط لتنجو لتنقذ نوح.

همست باسمه على نحو لم يسمعه منذ زمن بعيد

زاف.

ارتج داخله... لم يكن نداؤها مجرد اسم بل كان مفتاحا سريا إلى أبواب ظنها قد أوصدها منذ زمن.

أجل...

أجابها بصوت أجش أشبه بأنين يخفي ألف چرح 

كانت خائڤة أن يستيقظ ظافر أو ربما خاڤت أن يكرهها من جديد.

لكنها اسكتت عقلها عن الخۏف

بينما تفعلت حواس الشك داخلها إذ أعتقدت 

حمقاء سيرين!! أنت حمقاء!! لا أريدك لهدف كما تسعين... فقط أريد سيرين خاصتي.

تلك الكلمات المتقاطعة جالت بعقله وأراد أن ېصرخ بها... لكنه خائڤ من أن يقصى عن نعيمه.

وهي مع كل الذنب ومع كل نبل دوافعها قررت ألا تهرب هذه المرة.

أغمضت عينيها

وتركت نفسها تنجرف في موج واحد أخير... قد لا يتكرر... أو ربما...

حسنا من يدري لعلها

صلاة ترفع دون انقطاع.

الفصل المائة والواحد والثمانون من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1