![]() |
رواية بقايا قلب مكسور الفصل الثامن عشر بقلم رباب حسين
تجلس حائرة ما بين أمها وصديقتها لا يتوقفان عن لومها..... ليتهما يشعران بما أشعر به فليس الأمر بيدي فقلبي ليس ملكي..... إنه ملكه هو..... إشتياقي له يفوق الحد وقلبي يخبرني بأن أذهب إليه ولا يهم إذا كان يحبني حقًا أم لا وأكتفي فقط بوجوده بجواري....أعلم أن ما يقولاها صحيح بحسابات العقل ولكني فقدت عقلي
حسناء : لما يجي عمر يا جالا لازم تعتذريله
جالا : أنا متضايقة منه عشان اللي قاله لأدهم ومش عشان أدهم عشان شكلي أنا..... إزاى مفكرش فيا وهو بيقول حاجة زي كده؟
صفاء : يا بنتي ولما أدهم يلاقي راجل غريب في البيت هيبقى شكلك حلو مثلًا؟! .... ما هو لازم يقول هو هنا ليه
جالا : يقول إنه الدكتور بتاعي..... وهو فعلًا كده لكن هو عمل كده عشان يبعد أدهم وخلاص
حسناء : وإنتي بقى متضايقة عشان أدهم هيبعد صح؟
جالا في غضب : يووووه خلاص بقى
قطع حديثهم طرق الباب فنهضت حسناء وفتحت لتجد عمر وحسن ودخلا معًا فنظرن جميعًا إلى عمر الذي يبدو عليه الضيق فقالت صفاء : تعالى يا عمر..... متزعلش يا أبني منها
عمر : أنا بس مش فاهم هي عملت كده ليه
حسناء : الموقف كان صعب عليها برده يا عمر.... معلش إستحملها شوية
نظر عمر إليها وجدها صامتة لا تتحدث فقال : على العموم أنا جيت بس عشان خاطركم لكن أنا لسه عند قراري ولما جالا تقرر هي عايزة إيه تبلغني
ثم نهض عمر ليذهب ولكن قامت حسناء بدفع جالا كي تتحدث فقالت : هتروح معايا عند المحامي ولا لا؟
عمر : لو عايزاني أروح معاكي مفيش مشكلة
ثم طرق الباب وفتحت جالا فوجدت أمامها رعد وزين فعقدت حاجبيها وقالت : خير جايين ليه؟
رعد : مدام جالا لو سمحتي عايزين نتكلم معاكي ضروري
أفسحت لهما جالا الطريق وأغلقت الباب خلفهما ووقفت حسناء وقالت لزين : جي هنا ليه؟..... مش كفاية اللي عملته
زين في خجل : أنا عارف إني غلطان وجي عشان أصلح الغلط اللي عملته
عمر : مين دول أصلا؟
حسناء : ده زين ورعد البودي جارد بتاع أدهم
عمر : وجايين ليه؟!
جالا : هنعرف..... إتفضلو عايزين تقولو إيه؟
رعد : أدهم رجع البيت وقلنا حاجة عايزين نتأكد منها
زين : جالا هو أنتي بجد إتخطبتي؟
نظرت جالا إلى عمر ثم عادت النظر إليه وقالت : وده هيفرق فيه إيه؟
رعد : لا يفرق كتير..... مش ممكن بعد ده كله وفي الأخر لما أدهم يلاقيكي يرجع يقولنا مبتحبنيش ومخطوبة لغيري..... ده حتى حرام
ابتسمت جالا في تهكم وقالت : اه حرام عشان أنا فكرت أعيش حياتي بعد ما هو طردني منها وعايش حياته مبسوط ومرتاح..... إنتو بتقولو إيه؟ ولا هو عشان صاحب الشركة شايفين أي غلط بيعمله صح وزي الفل
زين : مين ده اللي عايش حياته؟
رعد : ده واضح إنك مش عارفة حاجة خالص
عمر في غضب : أظن الكلام ده كله ملوش أي لازمة.... كل واحد فيهم قرر يعيش حياته مع شخص تاني والطبيعي إنهم يطلقو..... معرفش ليه إنتو مستغربين وجايين تتكلمو في الموضوع ليه أصلًا
رعد : عشان عارفين إن أدهم ميستاهلش ده كله.... وبعدين هي اللي قررت تعيش حياتها مع حد تاني لكن أدهم لحد دلوقتي مش شايف حد غيرها
ضحكت جالا بقوة ثم قالت : مش شايف حد غيري إزاى؟.... طيب ومراته مش شايفها
نظر رعد وزين إلى بعضهما في حيرة ثم قال زين : مرات مين؟
جالا : نور مرات أدهم
رعد : أنا قلت مش فاهمة حاجة...... أدهم لا متجوز نور ولا غيرها..... أدهم متجوزش حد غيرك
حسناء في غضب : كفاية كدب بقى...... أكيد هو اللي باعتكم عشان تعملو التمثيلية ديه عليها ويا عالم المرة ديه هترموها فين بعد ما يقتلها
زين : إحنا مش بنكدب عليكو..... أدهم مش متجوز
عمر : إحنا جينا وشفنا تجهيزات الفرح
حسن : وأنا سألت العمال اللي هناك وقالو إن ده فرح أدهم
رعد : اااه.... فعلًا كان فيه فرح في الفيلا بس مش فرح أدهم ونور زي ما أنتو فاهمين ده كان فرحه على واحدة كده مدام إلهام دبستو فيها وأصلًا الجوازة متمتش
جالا : طيب ما أنا معايا حق لما قلت إنه عايش حياته بدليل إنه راح خطب وأتجوز ولا فكر يسأل عليا حتى
رعد في غضب : عشان كان فاكر إنك ميتة..... أمه فهمتنا كلنا إنك متي وعملت قبر فاضي باسمك وأدهم كان فاكر إن هو اللي قتلك بإيده
نظرو جميعًا إلى رعد في صدمة فأردف زين في حزن : أدهم بقاله ٥ شهور ميت وهو عايش وسطنا..... إنتي مش عارفة اللي حصل فيه ولا عارفة هو مر بإيه...... واللي يقهر بجد إنه بعد ما قعد يدور عليكي زي المجنون بعد ما الدكتور حسن خفى وجودك في المستشفى ومامتك غيرت عنوانها إنه لما يلاقيكي يطلع حتى مش في بالك
جالا في غضب : بس إنت قولتلي إنه مش بيحبني
زين : كدبت..... زي ما كدبت عليكي وقولتلك إنه بيحب نور وبيكلمها
جالا : طيب ما هو فعلًا كان بيكلمها وقدامي في الشالية قبل الحادثة بيوم واحد
رعد : اللي أعرفه إن أدهم عملها بلوك من ساعة ما أنتي طلبتي منه كده
جالا في غضب : بقولك سمعته بودني ديه بيقولها نعم يا نور في التليفون
رعد : معرفش ده حصل إزاى بس إجابة السؤال ده عند أدهم مش عندي..... كل اللي أقدر أقولهولك ربنا يوفقك في حياتك بس صدقيني مش هتلاقي حد يحبك زي أدهم.... مبروك الخطوبة..... يلا يا زين
همَّا بالذهاب ونظرت لهما جالا في حيرة تشعر بأن هناك كثير من الأشياء لا تعرف عنها وهناك حلقات مفقودة فقالت : إستنو
نظر لها عمر وحسناء في تعجب وقالت صفاء : جالا
جالا : أنا عايزة أقابل أدهم
رعد : تعالي معانا
صفاء : لا مفيش مقابلات ولا هتروح معاكو
جالا : ماما أنا من حقي أفهم
صفاء في غضب : وأنا قولتلك رجوع لأدهم مش هيحصل ولا هتقابليه
زين : يا مدام أنا مقدر خوفك عليها بس بجد جالا فعلًا متعرفش أي حاجة
صفاء : كفاية إنها عارفة حاجة واحدة بس..... ده واحد حاول يقتلها أخليها تروح تقابله إزاي
زين : عشان كان فاكر إنها بتخونه.... أنا اللي خليته يصدق إن فيه علاقة بينها وبين رامي...... لو عايزين تحاسبو حد على الغلط ده حسبوني أنا لكن أدهم ملوش ذنب في أي حاجة حصلت وأي راجل مكانه عرف إنه مراته خاينة هيقتلها واسألي أي حد من الرجالة اللي واقفة ديه
رعد : مدام جالا..... ديه حياتك إنتي وقرارك إنتي ولو شايفة إنك مش عايزاه فعلًا وإنك هتتجوزي حد غيره يبقى متجيش لأن أدهم مش هيستحمل تديله أمل وترجعي تاخديه منه تاني
قطع حديثه إتصال هاتفي من إلهام فتلقى المكالمة في ذعر وقال : أيوة يا مدام إلهام..... فيه حاجة؟
إلهام في بكاء : أدهم مش بيرد عليا والباب مقفول وأنا خايفة عليه.... إلحقني يا رعد
نظر رعد إلى زين في ذعر وأمسك يده وقال : إحنا جايين..... بس خلي حد من الخدم يكسر الباب وأنا جي حالًا
أنهى رعد المكالمة وقال زين في خوف : فيه إيه؟
رعد : أدهم قافل على نفسه ومش بيرد..... بسرعة يا زين يلا
جالا : لا استنو هاجي معاكم
عمر : يعني إنتي مش سامعة كلام أي حد فينا؟
جالا : أنا كدبت عليك وعلى نفسي زيادة عن اللزوم..... أنا أسفة يا عمر بس أنا مش قادرة أنساه ولازم أفهم إيه اللي حصل ومش هضيع الفرصة ديه من إيدي
صفاء : وأنا مش موافقة عليه يا جالا
رعد : مش هقدر استنى أكتر من كده.... لما تقدري تيجي تعالي.... يلا يا زين
ركضا خارج المنزل ووقفت جالا تنظر إلى آثارهم ثم نظرت إلى صفاء وقالت : أنا هروحله
عمر : لا
جالا : يا جماعة حرام عليكو....خلوني بس أشوفه مرة واحدة أفهم إيه اللي بيحصل
عمر : لو رحتي تنسي إنك تشوفي وشي تاني
نظرت له جالا في حزن وقالت : زي ما أنت عايز يا عمر..... عايز تمشي أمشي..... أنا مش هرجع عن كلامي..... وهروح أشوفه
خرجت جالا من المنزل وركضت وهي تنادي على رعد وزين ونزلت إلى الشارع وجدت السيارة تغادر فظلت تنادي باسم زين وتركض خلف السيارة حتى رآها رعد في المرآة فطلب من زين التوقف وصعدت بالخلف وقالت : أنا جاية معاكو
قاد زين السيارة في سرعة شديدة ولاحظت خوف رعد وزين ولكن لا تعلم ما سر هذا الخوف الشديد وعندما وصلو إلى المنزل صعدوا جميعًا إلى الطابق العلوي ووجدو إلهام تبكي أمام غرفة أدهم وتقول : طيب افتح يا أدهم نتكلم سوا
أدهم في غضب داخل الغرفة : مش عايز أشوف حد..... أي حد السبب في اللي أنا فيه ده مش عايز أشوفه
زفر رعد وزين في راحة عندما سمعا صوت أدهم وقال رعد : كويس الحمد لله..... ده أنا كنت مرعوب يكون عمل في نفسه حاجة
إلتفتت إليه إلهام ووقعت عينها على جالا التي تقف بالخلف فركضت إليها وأمسكت يدها وقالت : الحمد لله إنك رجعتي.....إنتي الوحيدة اللي هتخرجيه من الأوضة
نظرت لها جالا في تعجب.... هل تطلب إلهام هانم مساعدتها؟.... جذبتها إلهام حتى وصلت إلى الباب ثم طرقته وقالت : جالا جت يا أدهم..... افتح الباب..... إتكلمي يا جالا خليه يفتح
نظرت لها جالا ثم اقتربت من الباب وطرقته وقالت : افتح يا أدهم
سمع أدهم صوتها خلف الباب فنظر إليه في غضب ثم ذهب ليفتحه ووجدها تقف أمامه فقال في غضب : جاية ليه؟
جالا : جاية أعرف كل حاجة منك عشان مش فاهمة أي حاجة من رعد وزين
نظر أدهم إليهما وقال : إنتو روحتلها؟
رعد : كان لازم نتدخل مش هنسيبك في الوضع ده ونقف نتفرج عليك
أدهم في غضب : ومين سمحلكم تعملو كده؟..... قعدتو تتحايلو عليها عشان تيجي..... بتقلو مني ليه؟
زين : والله هي اللي قررت تيجي من نفسها
عاد النظر إليها وقال : جاية ليه؟..... سايبة خطيبك ليه وجاية لجوزك مؤقتًا؟
جالا : أدهم أهدى وخلينا نتكلم بالعقل شوية
أدهم : عقل.... هو أنتو خليتو فيا عقل..... واحد راح وقع بيني وبينك وطلعني بحب واحدة تانية وبكلمها وعايز أتجوزها وفهمني إنك بتحبي واحد تاني والتانية عملت قبر فاضي وفهمتني إنك ميته وإنتي رايحة تتخطبي وإنتي لسه على ذمتي..... أجيب منين عقل باللي إنتو بتعمله فيا ده
أمسكت جالا يده واقتربت منه قليلًا وقالت : طيب فهمني..... أنا عايزة أعرف إيه اللي حصل من يوم الشاليه لحد دلوقتي
إلهام : تعالو معايا وسبوهم لوحدهم شوية
ذهبو جميعًا وتحرك أدهم من أمامها وأشار لها بأن تدخل الغرفة فدخلت ولحق بها أدهم وجلس على الأريكة وقال : عايزة تعرفي إيه؟
جلست جالا بجواره وقالت : كل حاجة
قص لها أدهم كل ما حدث وهي تستمع إليه والدموع داخل عينيها وعندما انتهى أمسكت يده ونظرت إلى آثر الجرح الذي بمعصمه ثم قالت في حزن : يعني إنت إنتحرت مرتين
نزع يده من يدها وقال : مش عرفتي كل حاجة..... أمشي..... روحي لخطيبك وأنا بكرة هروح للمأذون واطلقك
ثم وقف وولاها ظهره فقالت : بس أنا مش عايزة اطلق ولا عايزة حد غيرك
نظر لها وعقد حاجبيه فوقفت أمامه وقالت : أنا كدبت عليك في إجابة السؤال..... أنا كنت قصداها
نظر لها أدهم في عدم إستيعاب وقال : مش فاهم..... يعني.... يعني إنتي كان قصدك إنك..... بتحبيني
أماءت له جالا بنعم ودموعها تنساب على وجهها فاقترب منها أدهم وأمسك ذراعيها في اشتياق ثم قال : طيب ليه كدبتي..... وإيه موضوع إنك مخطوبة ده؟
جالا : عمر اللي قال كده لكن الخطوبة ديه مش حقيقية..... أنا بحبك إنت وبرغم إني كنت فاهمة كل حاجة غلط وفاكرة إنك متجوز وإنك أعلنت وفاتي وخدت العزا بتاعي بس عشان تاخد الشركة مني مقدرتش ولا عرفت أبطل أحبك..... كلهم كانو بيضغطو عليا عشان الطلاق وكان معاهم حق ما هما فاكرين إنك متجوز وعايش حياتك مع نور وأنا زي الهبلة قاعدة بعيط عليك ووجود عمر وتعلقه بيا زود المشكلة أكتر لكن أنا قررت أجيلك حتى لو كنت بتكدب عليا زي ما بيقولو كنت هصدق أي حاجة بتقولها عشان مش قادرة أعيش من غيرك
أدهم : إنتي متعرفيش أنا حالتي كانت عاملة إزاى.... أنا مكنتش بتحرك من قدام القبر لا ليل ولا نهار..... كنت بشوفك في كل حتة حواليا حتى في أحلامي..... مكنتش بنام.... كنت ميت ولما لقيت نفسي مش قادر أواجه الحياة وأنا فاكر إني موت حبيبتي بإيدي قررت أسيب الدنيا كلها واروحلك...... أنا تعبت من غيرك أوي ومش مصدق إنك واقفة بين إيديا دلوقتي
جالا : لو كنت أعرف الحقيقة كنت جيتلك جري
وضع أدهم يده على وجهها ونظر داخل عينيها وقال : وحشتيني..... وحشتيني أوي
ثم اقترب منها وقبلها ثم ابتعد عنها قليلًا ونظر داخل عينيها وقال : بالنسبة للشرط.... لسة موجود
ابتسمت جالا قليلًا وأماءت له بلا فاقترب منها وهو يشعر بضربات قلبه وينظر إليها يتأمل ملامح وجهها الذي أشتاق له حد الجنون يداعب خصلات شعرها بيده ثم قال في صوت خافت : أكتر حاجة كانت وجعاني إني كنت فاكر إنك عمري ما هتبقي في حضني..... إزاي تروحي مني من غير ما حتى أضمك بين إيديا
جالا : أنا كنت بموت وأنا فاكرة إنك متجوز واحدة غيري..... كنت بتجنن لما بعرف إنها في حضنك دلوقتي وواخدة مكاني
أدهم : مفيش واحدة في الدنيا ديه تاخد مكانك في قلبي ولا في حضني..... تعبتيني وجننتيني يا مجنونة يا عصبية
جالا في مزاح : طيب ليه السيرة ديه دلوقتي؟
ضحك أدهم وقال : عشان حتى عصبيتك حبيتها
أمسك وجهها بين يديه ثم اقترب منها يقبلها ووضع يده على معطفها لينزعه فأمسكت جالا يده لتمنعه فابتعد عنها وقال : بتوقفيني ليه؟
جالا في توتر : أنا سيبتهم ومشيت وماما متعرفش عني حاجة..... سيبني أروح أفهمها وبعدين أرجعلك
ابتعد أدهم عنها وقال : مينفعش نأجل الكلام ده..... ولا عايزة تروحي عشان عمر؟
جالا : لا لا..... مش عشان حد غير ماما بس
زفر أدهم في ضيق وتركها وذهب عند الباب وفتحه لها وقال : إمشي..... لو كل الناس مهمة عندك غيري فا أمشي..... روحي إعملي اللي إنتي عايزاه ولما تخلصي كل حاجة مهمة في حياتك إبقي تعالي لجوزك بقى
ذهبت جالا إليه وأغلقت الباب وارتمت بين أحضانه وقالت : معنديش أهم منك في حياتي
ضمها في سعادة وضع وجهه داخل رقبتها يستنشق عبيرها ثم حملها ووضعها بالفراش وبعد وقت أصبحت زوجته ثم ابتعد عنها وضمها بين ذراعيه وتوسدت جالا ذراعه وهو ينظر إليها في عشق وقال : فاكرة لما كنا في أسبوع العسل اللي كده وكده ده.... أخر يوم صحيت لقيتك نايمة كده
جالا : إنت شفتني؟
أدهم : اه..... بس عملت نفسي نايم..... مقدرتش أنسى إحساسي ساعتها
جالا : كنت نايمة مش قاصدة يعني
أدهم : أيوه طبعًا..... شيلتي المخدات ونمتي في حضني وإنتي نايمة مش حاسة..... صح صح
جالا في خجل : خلاص بقى.....إنت كنت نايم وأنا قلقت بليل وقعدت أبص عليك وفجأة حسيت إني عايزة أنام في حضنك ومجرد ما حطيت دماغي على صدرك نمت محستش بحاجة
أدهم : الموضوع مش محتاج كسوف..... أنا كنت بمنع نفسي كل يوم عنك بالعافية..... كنت عايز أتأكد من حبك ليا
جالا : أنا عرفت إنك إنت اللي كنت بتعمل حوار العشا ده كل يوم..... كل يوم كنت بقعد إقرا الرسايل اللي كتبتهم لدرجة إني حفظتهم خلاص
قبلها أدهم ثم قال : عايزين نروح تاني بس مش نفس الفندق..... مش ضامن هعمل إيه لو شفت رامي
كادت أن تتحدث فقاطعها قائلًا : مليش فيه..... أنا بغير فيه إعتراض
ابتسمت جالا وقالت : لا مفيش
الخاتمة
بعد مرور خمس سنوات دخل أدهم بسيارته داخل الحديقة ورأى جالا تقف حائرة بين صفاء وإلهام وبينهما سليم
إلهام في إشمئزاز : بلدي.... بلدي
صفاء في غضب : شايفة حماتك..... أنا قولتلك مش عايزة أعيش مع الملزقة ديه
جالا : والله يا ماما ديه طيبة أوي
تدخل أدهم قائلًا : مالكو يا جماعة بس
صفاء : أمك ديه متتعشرش يا أبني..... الله يكون في عونك
إلهام : كل ده عشان بقولك الولد ميقعدش على الأرض ولازم ياكل على السفرة
صفاء : وهو لو كل على الأرض هيبقى مش حفيدك مثلًا
إلهام : لا هيبقى بلدي أوي.... ده حفيد عيلة الحسيني
صفاء : الله يرحم أبوكي كان بيقعد يفطر على باب البيت في الشارع..... يا إلهام الكلام ده تعمليه على كل الناس إلا أنا
اقتربت منها إلهام وأمسكت ذراعها وقالت : بتهزر بتهزر
ثم جذبتها من يدها تحت نظرات التعجب من جالا وأدهم ثم قالت لها في همس : مش إنتي وعدتيني مش هتقولي حاجة عن الموضوع ده يا صفصف
صفاء : دلوقتي بقيت صفصف..... ما كنت بلدي من شوية..... بصي هتستفزيني مش هضمن لساني
إلهام : لا وعلى إيه..... ده إنتي حبيبتي يا صفصف من زمان.... إعملي اللي إنتي عايزاه مع سليم أنا مش هتدخل
صفاء : شطورة
إلتفتا فوجدا أدهم وجالا يستمعان إليهما وملامح الدهشة على وجههمها فقال أدهم : أنا مش همشي من هنا غير لما أفهم كل حاجة
جالا : واضح إن فيه أسرار
إلهام : لا مفيش حاجة..... تعالي يا صفصف نتفرج على المسلسل سوا
ركضا معًا ودخلا إلى المنزل ثم نظر أدهم إلى جالا وقال : إنتي فاهمة حاجة؟
جالا : لا..... بس مش هسكت إلا أما أفهم
اقترب أدهم منها وضمها إليه وقال : مش مهم.... المهم إنهم كويسين ركزى بس إنتي معايا وملكيش دعوى بجد تاني
جالا : أركز أكتر من كده
أدهم : اه واعملي حسابك أنا عاملك مفاجأة آخر الأسبوع والواد اللي واخدك مني ده هسيبه هنا
شعر أدهم بأحد يجذب بنطاله فنظر إلى أسفل فوجد سليم ينظر إليهما فحمله وقال : مش هتاخد ماما في حتة ولو مشيت هاجي معاكم
أدهم : بص بقى إنت تتصرف كده وتنسى أمك لمدة يومين
سليم : لا مش هسيبها..... هي بتحبني أكتر منك
نظر لها أدهم وهي تنظر إلى سليم وتحذره بيده ألا يقول ثم قال أدهم : عرفت منين بقى؟
سليم : ماما قالتلي كده
نظر لها أدهم في تعجب فقالت وهي تركض من أمامه : كده يا سليم..... أخص عليك
ذهب أدهم خلفها وقال : خدي يا بت..... ده أنا هطلع عينك..... خدي هنا
النهاية