رواية وميض الحب الفصل الثامن عشر بقلم لولى سامى
لتهتف بذعر وتردد/ شفت …..شفت تعبان….
أيوة تعبان كبير كان هيدخل من شباك المنور ….
رفرف باهدابة مذعورا ومتفاجئ مكررا جملتها الغريبة / تعبان!!!! وفي منورنا ؟؟
ثم تسائل بغير تصديق / انتي متأكدة ولا بيتهيألك ؟
سؤاله الاخير اثار جنونها لتصرخ بصوتها كله / شفته….. شفته …..
بقولك شفته بعيني مش بيتهيالي ..
مجرد عصبيتها المفرطة وذعرها الزائد أكد له أن الأمر ليس بهين ليربت على كتفها بغرض التهدأة وقال / خلاص خلاص اهدي انت ….
أنا هتصرف …
هجيب حد ينظف المنور كويس ونتأكد أنه مفيش حاجة…
هدرت بمطلبها / الشباك يتقفل …
يتقفل خالص …
يتقفل حديد وخشب وسلك …
من الواضح أن الأمر جدي برغم غرابته ليومأ موافقا / حاضر ….حاضر هعملك كل اللي انتي عايزاه بس اهدي انتي …
– النهاردة…
نطقت بكلمتها الأخيرة بحزم ليشعر أنه بمأزق ليطلب منها تأجيل الأمر / النهاردة مش هينفع يا حبيبتي ممكن بكرة …..
لمجرد تصورها أنها ستجلس بمفردها مرة أخرى وهو بالعمل وتكون عرضه لهذا الوغد جعلها تنتفض صارخة / مينفعش……
صدقني مينفعش تروح الشغل وتسيبني لوحدي….
مينفعش …
أخذ يبحث عن حل يطمأن به قبلبها ليقترح قائلا / طب انزلي اقعدي مع اخواتي تحت لحد ما اروح مع صبري نصلح هند ونجبها ووعد ليكي بكرة ه……
قطعت استرساله سائلة بتلعثم / هو ….. هو انت هتخرج مع صبري ؟؟
تعجب من سؤالها ليعتقد أنها تريد مصاحبتهم من باب التغيير ليعجب بالفكرة فيقترحها عليها / لو عايزة تيجي معانا…..
لا ….
قبل أن يكمل جملته قطعتها بصرامة ليعقد جبينه متعجبا من حالتها لتردف هي كمحاولة اخفاء توترها الشديد لتقول بخفوت// مش قصدي ….
أنا يعني ….. قصدي اقول ….
خلاص هقفل عليا كويس لحد ما ترجع بالسلامة…
تعجب بل اندهش أكثر من انقلاب حالها للنقيض ليومأ برأسه مؤكدا عليها / متأكدة انك عايزه كدة ؟؟
اومأت بدون نطق ليرفع حاجبيها ويردف قائلا / براحتك طبعا بس لو حسيتي انك خايفة انزلي تحت على طول ….
لم ترغب بالتعليق واكتفت بهز رأسها مرة أخرى بالموافقة
فبالطبع لن تهبط للأسفل لتحتمي بهم بل هم مصدر ذعرها الأساسي……
يكفي انها اطمأنت أن ذلك الوغد لن يكن موجودا طوال فترة زوجها بالخارج والغد ستذهب بالباكر لوالدتها ….
………………………….
كان يجلس خلف مكتبه منكب على جهاز أمامه يبدو أنه يصلحه ….
دلفت عليه دون أن تنطق بكلمة فلم يشعر بوجودها من شدة تركيزه بما في يده …
حاولت إجلاء حنجرتها ربما لفتت نظره إليها وبالفعل عقد حاجبيه حين انتبه لعطرها ليسحب نفسا عميقا ليتأكد مما يشتمه ثم اتبعه برفع رأسه ليتأكد من حدسه لتتسع حدقتيه وانتفض واقفا يتساءل بريبة / هو ده حقيقي ؟؟
– نعم …
كانت اجابتها بكلمة واحدة فحواها أنها لا تعي معنى سؤاله ليتنحنح ويردف قائلا بعد أن انتبه لحاله/ متخديش في بالك …
واقفة ليه ؟؟
اتفضلي اقعدي ….
جلست بالمقعد الملاصق لمكتبه وأخذت تتلفت يمينا ويسارا تتمعن بالمكتب ومحتوياته لتعلق قائلة/ منظم اوي وذوقك حلو بالمكتب …
عدل من لياقة قميصة وهو يعلق على حديثها بزهو / هندسة بقى مش اي كلام …
عبست ملامحها معلقة / مغرور اوي
أطلق ضحكته ثم قال معلقا / طبعا يا بنتي هما المهندسين اي حد ….
سحبت نفسا عميقا تحاول السيطرة على أعصابها من هذا المتغطرس…….
ساد الصمت بينهم للحظات حتى باغتها جاسر بسؤاله / جايالي مخصوص ولا بتدوري على حاجة ؟؟
عفوا فهو ليس متغطرس فقط بل واحمق أيضا …
كان هذا تعليقها على سؤاله في نفسها لتحاول الإجابة عليه بنوع من الترفع / وهجيلك مخصوص ليه !!
أنا اصلا معرفش انك هنا…
رفع حاجبيه مشككا لتردف هي حديثها / كنت بدور على مهندس شاطر يصلحلي اللاب توب بتاعي وسالت قالولي على المحل بتاعك بالخامس ومكنتش اعرف أنه انت…
شقت ثغره ابتسامة طفيفة تعبر عن احساسه بكذبها ولكنه أراد أن يتماشى معها وبنفس الوقت يكيدها فنطق معلقا / يعني سألتي عن اشطر مهندس ودلوكي عليا يبقى عندي حق بقى لما اتغر ….
– هنشوف ….
إجابته بكلمة واحدة وكأنها ستعقد له امتحان ….
ابتسم وهو يحرك رأسه بلا فائدة ثم مد يده لتعقد حاجبيها سائلة / نعم عايز ايه ؟؟
اللاب توب مش جاية علشان تصلحية !!!
انتابتها حالة توتر لترفع إليه حاسوبها المحمول وتسلمه إياه ….
فتح شاشته ثم بعد لحظات أطلقت تعليقها / تحب أشيل الباسورد علشان تعرف تشتغل عليه ؟؟
أدار شاشة الجهاز لها لتفاجئ أنه فتحه بالفعل لتتسع حدقتيها وتتسائل / ازززاي !!!
ابتسم بجانب من فمه متهكما / ما قولنا هندسة قالوا اطلعوا من البلد …
– مغرور اوي ….
نطقت بتعليقها الساخر فما كان منه إلا تحريك رأسه قائلا / برضه !!!
بعد دقائق معدودة من فحص الجهاز رفع نظره من عليه لينظر لها مضيقا عيونه متسائلا / قولتيلي جاية تصلحي اللاب توب وان الزيارة مش مقصودة !!!
حركت كتفيها للأعلى مجيبه بثقة / طبعا …
أردف حديثه وعلى وجهه ابتسامة طفيف. كمن كسب رهان ما / غريبة…
الجهاز اللي قدامي مفيهوش حاجة بايظة ….
رمشت باهدابها وهي تشعر بحالها وقد أوقعت نفسها بمأزق …
لم تكن تتخيل أنه سيكشف خدعتها بهذه البساطة ….
جف حلقها وشعرت وكان الأرض تميد بها ليشعر هو بحالها فيحاول إنقاذها / ولا انتي قصدك على التطبيقات اللي مش شغالة ؟؟
وكالغريق الذي يتعلق بقشايه سحبت نفسا عميقا وقالت مكرره / أيوة أيوة ….
في عندك حاجات وقفت مش عارفه من ايه ….
افتكرت أن اللاب باظ …
برغم أنه لا يوجد اي تطبيقات متوقفة إلا أنه أراد أن ينقذها أمام نفسها ويرحم خجلها ليعلق قائلا / تمام هما بس محتاجين ابتديت ….
ويكون من نسخة اصلية علشان ميقفوش تاني ….
وراكي حاجة لمدة ساعتين ؟؟؟
يا له من يوم المفاجأت لتتسائل بغير تصديق / هما فعلا محتاجين ساعتين ؟؟
مش كتير اوي على الابتديت ساعتين!!!
ابتسم ساخرا وقال معلقا / انتي تطلبي بمزاجك اللي انتي عايزاه …..
وانا احدد الوقت اللي أنا شايفه ….
ها مقولتيش تشربي ايه ؟؟
……………………………………..
وصل عبدالله وصبري إلى منزل هند واستقبلتهم والدتها بترحيب حار مما أثار في نفس صبري الاطمئنان والثقة أن موقفه قوي ليتحدث بكل ثقة / ينفع اللي بنتك عملته ده يا ام هند ؟؟
انتي ربتيها أنها تعصي كلام جوزها …..
وكل يوم تنكد عليه ….
ومصدرالي الوش الخشب دائما لما كرهت الواحد في عيشته……
وكزه عبدالله حتى يصمت إلا أن الأخير لم يصمت فاتبع قائلا / أنا لولا اخويا واخواتي اللي بتشتكي منهم هما اللي اتحايلوا عليا علشان ارجعها أنا مكنتش خطيت بيتكم تاني…..
هنا شعرت والدة هند بخطأها وكيف أنها أهدرت حق ابنتها لتنظر لعبدالله بلوم ربما تدارك الأمر ليضغط عبدالله على قدمه قائلا / عايزين نشوف الاولاد يا حاجة نعمات…..
بصوت حازم نطق من بين أسنانه/ وحشين باياهم وعمهم اوي يا ام هند…..
كادت تنهض إلا أن دلوف هند الثائر عليهم منعها فقالت بعصبية / بقى أنا اللي نكدية ولولا محاولة اخواتك مكنتش جيت ؟؟؟
لاااااا خليك ومتسمعش كلام حد وترجع النكدية …
كاد أن ينطق إلا أن عبدالله اغلق فمه الذي يقطر سما ليعلق عليها قائلا / حقك عليا أنا يا هند هو ميقصدش صدقيني ….
ولا يقصد يا استاذ عبدالله….
ده واحد مبيحمدش ربنا على حاجة ….
وانا تعبت منه خلاص وهي وقفت لحد كدة خلاص ….
فور أن استمع لجملتها وأنها تريد إنهاء كل شئ تذكر مخططه فلم يكمل إلا بها ليرفع يدي أخيه عن فمه ويقف مدعي الانكسار قائلا بنبرة مهزومة / مقدرش استغنى عنك يا هند …
حقك عليا يا ام العيال ….
فور نطقه بجملتيه تحجرت كل العيون عليه غير مصدقة لما تفوه به ليكمل باقي حديثه / وحشتيني انتي والعيال يا هند ومش هقدر اروح من غيرك …
كالذي وجد ضالته ارتسمت الابتسامة على شفاه والدتها لتقترب منه تربت على كتفه بتشجيع له / ربنا يكملك بعقلك يا ابني ويخرج الشيطان اللي ما بينكوا ….
يا ماما انتي صدقتيه ؟؟
ولأنها تعلمه جيدا برغم استماعها بأذنها حديثه إلا أن قلبها وعقلها لا يصدقه وكذلك أخيه الذي انتبه من صدمته على جملة هند وبرغم أنه يتفق معها في احياسها إلا أنه يجب عليه الإصلاح بينهم ….
ليقترب هو من هند كمحاولة لتهدأتها / اغزي الشيطان يا هند اهو اعترف بذنبه وجالك لحد عندك …..
كادت أن تجيب عبدالله إلا أن حديث زوجها أوقفها متيبسة مكانها فهو كالحاوي الذي لا تخلوا جعبته من الحيل / حقيقي يا هند أنا سألت شيخ علي اللي بيحصلنا وقالي اني معمولي عمل اني مشتغلش واكون عصبي على طول …..
بس متقلقيش الحمد لله العمل اتفك ودلوقتي بقيت احسن وهنزل اشتغل ….
كادت أن تصدق ما استمعت إليه فالسحر مذكور بالقرآن إلا أن عقلها أشار لها بسؤال ما لتلقيه على مسامعه قائلة / عمل ايه يا صبري أنا أعرف يا اخويا أن الأعمال بتتعمل للناجحين علشان يفشلوا….
انت بقى اللي هيعملك عمل هيكون علشان ايه إنشاء الله ؟؟
سؤال لم يخطر بباله ليلتفت إلى أخيه يساله العون الذي كان بدوره يقف عاجزا عن تفسير مبرر أخيه ..
اي عمل واي شيخ يتحدث عنه هذا المعتوه…
فوجئ بسؤال هند ونظرة أخيه إليه ليحاول الخروج من هذا المأزق قائلا / يالا يا هند لبسي الاولاد ويالا مع جوزك ….
وفي بيتكم ابقي شوفي موضوع العمل ده وابقى شغلوا قرآن ورقية شرعية مش هتضر لو في عمل تبطله ولو مفيش اهي تهدي العاصي …
يالا ربنا يهديكم ….
لم تجد بد من الانصياع لهم فوالدتها تقف صامتة وهي تحارب بمفردها لتزفر تنهيدة قوية تعبر عن مدى غضبها وعدم رضاها ….
اتجهت للداخل تعد حقيبتها وابناءها للعودة للجحيم كما تسميه …..
ولكن بشخصية جديدة وأسلوب مختلف فإذا كان نصيبها أن تتعايش مع إناس وقحة فيجب أن تكون هي أكثر وقاحة …….
……………………………
جلست تفكر في معضلتها فاليوم انتهى وغدا عند والدتها وبعد ذلك ماذا ستفعل ؟؟؟
ظلت تفكر طويلا دون الوصول لحل يرضيها أو بالأحرى لحل بدون مشاكل …
قررت أن تؤجل الأمر قليلا ربما بالغت هي في تقديره ويكفي حاليا اغلاق النافذة نهائيا وأخذ الحيطة في التعامل …
استقامت تهيئ ذاتها لزوجها فقد مر يومين بلا أي وفاق بينهم لتقرر تجنب الخلافات جانبا اليوم وتعيش اللحظة من رفيق روحها …
بعد قليل نظرت بالمرأة وهي راضية عن نفسها تماما وكلها تأكيد أنها ستحوذ على إعجابه …
أعدت المائدة بكل ما لذ وطاب لديها واضاءت الشموع لتطفي على الاجواء جو رومانسي …
أغلقت جميع انوار الشقة واضاءت الانوار الجانبية الخافتة لتتحول الشقة لمكان مريح للأعصاب ومثير للمشاعر …
……………………….
بالاسفل وصل عبدالله وهند وزوجها وأطفالهم …
كاد أن يصعد عبدالله إلا أن والدته نادت عليه وعلى صبري ليدلفا سويا …
حين وجدت حكمت دلوف أبناءها بدون زوجة صبري لتعقد ملامحها وتهتف قائلة/ فين مراتك يا صبري ؟؟
خرج صبري ينادي على هند التي وصلت لمنتصف الدرج لتجز على أسنانها وتجيبة دون أن تستدير ليهتف بها قائلا / تعالي سلمي على امي عايزة تشوفك والعيال وحشوها…..
قبضت بكفيها على أيدي أطفالها حتى تألم الاولاد دون أن تشعر لتنظر إليهم وتعود إدراجها خلف صبري …
دلف صبري لتلحقه هند التي فور دلوفها أستمعت لمعاتبة حكمت لها / ينفع كدة يا بنت نعمات ؟؟
في واحدة عافلة تسيب بيتها علشان مشكلة تافهه زي دي ؟؟
كادت أن تتفوه هند إلا أن حكمت أكملت منهيه الحوار التي بدأته للتو وهي تشير بكفها / خلاص مش عايزة اسمع حاجة …..
بعد كدة متعمليش كدة تاني علشان مش كل مرة هتطلعي بمزاجك وهترجعي عادي…
تمتمت هند بداخلها / إلاهي تطلع روحك يا بعيدة مبتتهديش ابدا …
لتستطرد حكمت تحكماتها / وحطي في راسك يا بنت نعمات عندنا الست اللي بتطلع بنجيب غيرها …
يعني متفتكريش كل مرة هتسلم الكرة …
همست هند بداخلها / نفسي اشوف مين هترضى بخيال المآتة ابنك يالا خليني ساكتة …
لاحظت حكمت تحرك شفتاها لتسالها عما تتفوه به / بتقولي ايه يا بنت نعمات …
قلبت هند عيونها بسأم ثم رسمت ضحكة صفراء لم تتخطى شفتاها معلقة / بستغفر ربنا يا حماتي وبطلب منه يلهمني الصبر ….
– جدعة اصبري على بيتك ليروح لغيرك ….
يالا يا صبري خد مراتك واطلعوا وابقى عقلها بقى …
كادت أن تخرج من باب غرفتها إلا أن الجملة التي نطقت بها حكمت اوقفتها لحظة حينما قالت / واعملوا حسابكم كلنا معزومين عندك بكرة يا صبري يعني الغندورة تطلع تروق مكان ما كانت سايبة البيت علشان هنكون عندها من الصبح نفطر سواء فوق ….
ولا عندك اعتراض يا مرات ابني ؟؟؟
حينما لاحظت حكمت عدم التفاف هند ألقت بسؤالها الاخير لتجبرها على الرد والموافقة المرغمة وبالفعل استدارت هند وبنفس الضحكة السمجة علقت قائلة من تحت اسنانها/ تشرفوا يا حماتي……
ثم التفتت لزوجها أمام الجميع قائلة بنبرة عالية تصل لمسامع الكل / ابقى هات اكل علشان عزومة بكرة يا صبري علشان الثلاجة والمطبخ فاضيبن ….
عن اذنكم ….
ألقت بجملتها التي اجزمت أنها حرقت جميع الدماء …
وبالفعل فور انصرافها جميعهم نظروا لبعضهم لتنطق صفاء معلقة / مكنش له لزوم يا ماما تحرجيها قدامنا ..
ثم إنها لسه هتروق النهاردة كنتي اجلتي العزومة دي ليوم تاني خاصة صبري مش معاه فلوس ….
نظر صبري لاخته وهو يشعر بالحنق مما حدث ليعلق قائلا / لا امي عندها حق تتبهدل في ترويق الشقة وبكرة يطلع غينها في العزومة …
ألقت دعاء سؤالها / وهتجيب الاكل منين يا فالح ؟؟
ولا هتعزمنا على ماية ناشفة ؟؟
التفت صبري لأخيه قائلا بترجي / عبدالله هيسلفني لحد ما اشتغل واردهومله على داير مليم ….
ولا هتكسف اخوك يا عبدالله.؟
دون أن ينبت ببنت كلمة وضع كفه بجزلانه يخرج بعض العملات الورقية ويضعهم بكف أخيه ثم قال معلقا/ برغم اني مش موافق على الفكرة بس امك زنقتنا ….
أنا طالع سلام عليكم…
سلم عبدالله أخيه النقود وقبل أن يخطو خارج الغرفة تذكر عزومته عند حماته ليعود ملتفتا ويقول بترجي / ما تأجلي عزومة صبري لبعد بكرة يا ماما واهو نبقى الجمعة وكلنا متجمعين …
ضيقت حكمت عيونها وهي تسأله / واشمعنا بعد بكرة في عندك حاجة بكرة ؟؟
ابتلع عبدالله غصته وهو يقول بصوت خافت / مانتي عارفة يا حاجة اني رايح مع يمنى عند اهلها ….
أطلقت دعاء مصمصا من فمها وهي تعلق قائلة / طب متأجل انت عزومة والدتها ولا خايف لا السنيورة تزعل !!!
التفت عبدالله لدعاء يجيب على سؤالها وهو يقول / يا دعاء احنا مع بعض كل يوم ….
لكن دي من ساعة ما اتجوزت مراحتش لأهلها فأكيد هتزعل …
ثم إني قايل من فترة واحنا لسه محددين عزومة صبري يبقى مين اللي يتأجل …
بكل صفاقة وتحكم أطلقت حكمت جملتها قائلة / خلص الكلام قولت عزومة اخوك بكرة يبقى بكرة أنا مش عرجع في كلمتي ….
وابقى راضي السنيورة وخدها بعد الغدا عند اهلها ويبقى اتغديت معانا….
واتعشيت معاهم مفيهاش حاجة….
اغلق عيونه استسلاما وأومأ برأسه ثم خرج ليلحق به صبري قائلا / فلوس العزومة ملهاش دعوة بالفلوس اللي هتدهاني احنا اتفقنا قبل تدبيسة امك …
لوح عبدالله بكفه وهو يجيبه / تدبيسه ملهاش اي لازمة يالا هدخل أنا بقى وربنا ييسر ويسترها …
…………………….
كادت أن تجلس إلا أن رنين جرس الباب صدح لتنظر لنفسها بالمرأة ثم توجهت مسرعة للباب ..
كادت أن تفتح إلا أنها استمعت لضجيج بالخارج يبدو أنهم أتوا بهند أطلقت تنهيدة راحة واطمأن قلبها قليلا يبدو أنها قيمت الأمر بشكل خاطئ فإذا كان ينظر لغير زوجته فما كان ليرجعها …
ظلت تنظر من العين السحرية ولم تفتح برغم أن زوجها طرق الجرس اكثر من مرة حتى اطمأنت أن زوجها فقط من يقف منفردا على الباب …
كان يبحث بجزلانه عن المفتاح فقد اعتقد انها غفيت إلا أنه وجد الباب ينفتح أمامه ولم يراها فدخل لتغلق هي الباب وتستند بمظهرها هذا عليه قائلة بهمس وتعنغ / معرفتش افتحلك الباب وانا بالشكل ده استنيت لما هما دخلوا …..
فور رؤيته لهيئتها اشتعلت نظراته وقلبه وشقت الابتسامة ثغره ليقول بصوت هامس / وحشتيني …
مالت بكتفها بدلال وهي تجيبه / مش باين اني وحشتك ….
اقترب منها واجتذبها من خصرها لتلتصق بصدره لتحيط بذراعيها عنقه بينما هو يمرر أنظاره بين عيونها وشفتاها المكتزة بعشق واضح قائلا / كل حاجة فيكي وحشتني …
اقتطف قبلة سريعة من جانب فمها ثم نظر لعيونها قائلا / عشر دقائق هاخد شاور واجيلك على طول ….
دلف المرحاض ينفض عن كاهله هموم اليوم من عمل وصراعات ثم انتهى سريعا ليخرج لغرفته واضعا المنشفة بجزءه السفلي فقد نسيى أخذ ملابسه …
وبرغم أنه وجد ملابسه على الفراش فيبدو أن يمنى قد أعدتها له إلا أنه شعر بارتخاء عضلاته وانحلال اعصابه ليرتمي على الفراش مقررا الراحة لبضع دقائق ثم يهم بارتداء ملابسه….
كانت تزين المائدة وتعد كؤوس العصير لتضعها على المائدة ثم دلفت لتنادي عليه فإذا بها تجده مرتمي على الفراش كالخرقة البالية لم يستطيع حتى ارتداء ملابسه ….
لوهلة رق قلبها على حاله ولكنها بلحظة استشاطت غيظا فأخذت توكزه كمحاولة لايقاظه وهي تقول له / هو يا نتخانق علشان اهلك…
يا تنام تعبان من مشاوير اهلك !!!
ايه مش هيبقى ليا وقت في حياتك ابدا …..
اصحى يا عبدالله دانا عملالك جو رومانسي ميتعوضش وسفرة حلوة ….
علشان في الاخر تنام وتسيبني …..
دانا مطولتش منك غير بوسة …..
اعمل كل ده علشان بوسة ….
اصحى بقى ….
بين كل جملة والأخرى كانت توكزه لعله يستيقظ ولكنه كالمغيب أو كالذي يحتسي شراب مخدرا ولولا أنفاسه العالية وتقلبه يمينا ويسارا كنوع من الاعتراض على وكزاتها لاعتقدت أنه غائب عن الوعي ….
لوحت بكفيها واستقامت تطفئ الشموع وتزيل كل ما أعدته إلا أنها تذكرت أنه ينام عاريا لتعود مرة أخرى تلقي عليه الغطاء بعصبيه ثم وكزته مرة أخرى بغضب وهي تحدثه وكأنه يستمع إليها /نام نام …
ثم أخذت تقلده بتهكم عما كان يذكره ايام الخطبة / اه يا يمنى لو قدامي دلوقتي متعرفيش كنت هعمل ايه ؟؟؟
اه يا يمنى نفسي اكلك اكل ….
اه يمنى امتى نبقى في بيت واحد …
ثم عادت لطبيعتها وهي تعلق على كل ما سبق قائلة / معرفش انك هتسيبني وتنام وهتاكل رز مع الملايكة …
قال بحبك قال….
…………………
منذ أن عادت وهي في حال غير الحال تجلس هائمة تتذكر خفة ظله وذكاءه وثقته بنفسه التي كانت سببا أساسيا في انجذابها إليه ….
اعتدلت بجلستها على الفراش حين تذكرت اختها وهي تعدد صفات زوجها لها قبل زوجها فقد كان يحمل نفس الصفات يا للكارثة فمن الواضح أنها تقييم بشكل خاطئ مثل اختها …
دلكت جبينها وهي تحسم أمرها بعدم التمادي في مشاعرها تلك ولتوأدها منذ ولادتها …
بالجهة المقابلة كان متمددا على الفراش يبتسم كلما تذكر سذاجتها وحيلها المكشوفة ..
شعر بحاله مختلف معها ولكنه كان متخوفا من صلة القرابة التي تجمعهم فإذا تمادى بالأمر كما يريد ربما أضر هذا بأطراف اخرين ليقرر عدم التمادي في هذه العلاقة
وجعا على قلب اختار بيده الفراق
ليذيق نفسه العذاب ويتجرع لوعة الشقاق