رواية أسير العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم نور الهادي

 

 


رواية أسير العشق الفصل التاسع عشر بقلم نور الهادي

فتحت الباب بعصبية لقت واحدة واقفة قدام آدم، ولبسها لا يوصف، وهو مرمي على السرير صدره باين ومش واعي.
بص لها آدم برؤية مشوشة:
– أسير؟
قالت سوزان
– إنتي مين؟ امشي بدل ما أبلغ الأمن، إزاي دخلوكي باللبس ده؟!

بصتلها أسير بنظرة قاتلة وقالت:
– شيلي إيدك من عليه.

قربت منها بخطواتها الهادية، وظهر فؤاد اللي وقف مصدوم ووشه اتقلب لما شاف أسير، حس إنها كارثة جاية.

وقفت قدام سوزان وقالت بهدوء مرعب:
– قولتلك شيلي إيدك.

مسكت إيدها بشدة، سوزان صرخت، فأسير قربت منها، رفعت راسها بابتسامة صغيرة، وفجأة ضربتها خبطة قوية على دماغها، وقعت سوزان على الأرض من غير نفس.

أسير: 
– أنا مراته... يعنى فاهمة؟ مراته.

فؤاد اتجمد مكانه، حط إيده على بُقه من الصدمة، وفضل يبص لها بخوف.

قربت من آدم وهو بيقول بصوت مهزوز:

– أسير...

قالتها وهي بتمسك قميصه اللي مرمي على الأرض، ساعدته يلبسه وحطت دراعه على كتفها تسنده، وهو بيترنح عليها.

قالتله بهدوء:

– حاول تمشي لحد ما نوصل.

فؤاد حاول يساعدها، لكنها قالت بجمود:

– لأ، أنا هقدر أشيله.

وهما ماشيين، بص فؤاد على سوزان اللي مرمية على الأرض وقال:

– دي... ماتت؟!

بص ناحيته بخوف، وخرج بسرعة من المكان وقفله 

خرجت اسير بأدم من ذلك المكان القذ.ر، بيكون فؤاد بيدور على تاكسى وبص يمين وشمال

بصيتله اسير قالت-اطلب من على اي ابلكيشن

لسا بيخرج تليفونه وقفت عربيه عندهم كانت عارفه العربيه كويس دى بتاعت عاصم الى نزل وبصيتله بشده من وجوده هنا

فؤاد- اى الى رجعك؟!

اسير- رجعه؟! انت كنت هنا كمان

عاصم-نا جيت عشان حد قالى انه شاف آدم هنا

قال فؤاد- بتكد.ب على مين دى اسير يعنى عرفاك أكتر مننا، ادم مبيجيش هنا ولما جه هنا كان عشانك

عاصم-عشانى؟! لى هو حد قاله انى كنت هنا.. نا قاعد ف المكتب ف الشغل

-مكتب؟!!

اسير- مش وقته

فتحلها عاصم باب العربيه بص لاخوه الى كان نايم ع نفسه ومش فى وعيه قال

-كوباية تعمل فيه كده... اساعدك اشيله عنك

-سوق انت انا هخليه جنبى

سكت لما مانعت ودخلت وهى ماسكه فيه بص لفؤاد الى كان مضايق منه قال

-الى اخوك فيه بسببك

-بسببى انا ولا انت
- جه من قلقه عليك

-وانت تقوله لى انى هنا، فكرنى عيل ولا برياله عشان تعرفه مكانى

-انا كنت بساله عليك لانى مصدقتش انى شوفتك ولما سألني انت فين مخبيتش عليه وعرفته ممكن ينتشلك من الى انت فيه

-ينتشلنى؟!! لا وانت الى قاعد فى المسجد وفى ايدك سبحه... منتا كنت فى نفس المكان الى انا فيه

اسير قالت- هتمشي ولا لااا

بص فؤاد لاسير مشي عاصم وركب العربيه وانطلق بيها اضايق فؤاد قال

-غبى مش مدرك انه بيضيع نفسه

فى العربيه كان عاصم بيسوي وبيبص فى المرايا على اخوه الى حاضناه اسير كان بيفتكر الى عملته لما شافت سوزان واضايق انه ساب اخوه هناك عسان كده رجع وشاف الل كان هيحصل بس اسير قامت بالواجب.. كانت شبه الأنثى الشرسه، انها لم تفعل هذا معه لما شافت ريتاج ام انها كانت متيقظه انه خا.ين اما ادم.. ادم ملكها ولما شافت واحده حاولت تلمسه وتاخذه غصب عنه ضربتها بعنف وكأنها بتقولها ده جوزى انا بس

كانت اسير تح.ضنه وبتمسح بايدها على وشه وهو نايم على نفسه مبيقاومش لانه ببساطه فى حض.ن مراته

قال عاصم- بتحبيه

نظرت له اسير من سؤاله فهل يتحدث إليها وكانت عينه ف عينها

عاصم-بتحبيه اوى كده

اسير- لو عندى حب زياده هحبه فوق حبى

-من امتى

-من اليوم الى حسيت معاه بلامان وبقيت عايزاه هو بس

نظرت الى ادم سكت عاصم وكأن كلامها كان كافى يسكته خالص بص قدامه وزاد سرعته

وصِلوا أخيرًا للبيت، وأسير نزلت من العربية وهي شبه شايلة آدم، التعبان بين إيديها كأنها بتحميه من العالم كله.
قرب عاصم منها، وعيونه مليانة تناقض، وقال:

– ابعدي، هساعده.

– أنا هعرف أطلّعه.

– وانا متضايق... شوفت شكله؟!

– ليه؟ هو انت السبب فـ اللي حصله؟

سكت شوية، ونظرلها كأنه بيبحث عن براءة ما، ثم قال بصوت منخفض:

– لا.

مدّ إيده وخد أخوه من بين إيديها، شايله بهدوء، وطلع بيه على شقته.
أسير فتحت الباب، ومشيت وراهم، دخلت الأوضة، وهو نزل آدم على السرير بلُطف، وقالت له:

– شكرًا.

قربت من آدم علشان تعدّل وضعه، وقلعت له الجزمة، وعاصم كان واقف بيتفرج في صمت.
التفت آدم في نومه، وعاصم حس بالثقل، كأن شقيقه بيحمله مش بس بجسده، بل بكل اللي كتمه جواه.
خرج عاصم وقفل الباب وراه.
الحمد لله إنه ما شربش، لأن وقتها كان شكله هيبقى باين... وهيتورّط أكتر، وهيبان على حقيقته.

أسير قرّبت من آدم، ورفعت راسه بحنية، حطّته على المخدة، وغطّته كويس.
نطقت بصوت ناعم:

– أنا آسفة...

بصّ لها آدم من بين غيم النعاس، قال بصوت مبحوح:

– آ... أسير...

قعدت جنبه، ومدّت إيدها تطمّنه، حضنته برقة من غير كلام.
قالت وهي بتلمسه:

– خلاص... انت معايا، في بيتك.

مدت الغطا عليهم، وهو بهدوء قرب منها، وحط راسه على حضنها كأنها أمانه الوحيد.
كان بيخبّي وشه فيها وكأنه بيهرب من كل تعب الدنيا.

نظرت له، عيونها مليانة حب ووجع، ومدّت إيدها تمشيها على شعره الأسود الناعم،
وبإيد تانية كانت بتلمس وشه بحنية ساكنة، بتحاول تسرق من الوقت لحظة فيها كل الونس اللي كان مفتقده.

مرت صوابعها على خصلات شعره بهدوء، وهو في سكونه كأن نفسه ارتاح،
وهي حاسّة إنها أول مرة تشوفه كده... هش وضعيف... لكن حبيبها.

 

صحى آدم وهو حاسس إن دماغه بتلف، فتح عنيه على نور الشباك اللي داخل بهدوء، ولاقى نفسه في بيته… على السرير، متغطي وهدوء غريب حوالين المكان.
قعد على طرف السرير، حاطط إيده على راسه، والصداع كأنه طالع من قلبه مش من جمجمته، افتكر شظايا من اللي حصل… الصور اللي شافها، المواقف، الصوت… وكل حاجة كانت ضباب.

دخلت أسير، وقالت بابتسامة مغموسة في القلق:
– صحيت أخيرًا.

بصّ لها، وافتكر نظرتها، ولمستها، وكل اللي حصل قبل ما يغمى عليه.

قالت وهي بتقرب منه:
– دماغك مصدعة، مش كده؟

مدّت له كباية ميه وقرص مسكن، وحطّتهم في إيده بلطف.
– خد ده… هيهدي الصداع شوية، غالبًا من اللي حصل امبارح.

سكت، وخد منها اللي بتدهوله، وبصلها بصوت محمّل بالندم:
– أنا فاكر… كل حاجة.

– كويس.

– أسير… أنا معرفهاش البنت دي، معرفش جات منين، ولا إيه اللي حصل، أنا حتى مش فاكر إني دخلت المكان ده أصلًا…

كان باين عليه التوتر، وحاسس إنه في موقف مش قادر يثبّت فيه رجليه.
– عارف إنك مضايقة، بس… صدقيني…

قاطعته بهدوءها المعتاد:
– متبررش، يا آدم. أنا عارفة إنك مش النوع ده، وواثقة فيك. وبالنسبة للزبالة اللي حاولت تدخل حياتنا، فـ أنا اتصرفت.

اتفاجئ من كلامها… ومن شجاعتها.

قربت منه، ومسكِت إيده، وقالت:
– بس قولي، إيه اللي خلاك تروح هناك؟ وشربت إيه؟

– أنا؟… ما شربتش حاجة بإيدي… بس يمكن، اتقدّم لي حاجة معرفش عنها حاجة… يمكن كان في حاجة متظبطة.

افتكر هي الشابين اللي كانوا موجودين هناك، وافتكر الكوب اللي اتمدّاله بدون تفكير…
"عاصم زمانه جاي"، قالتها في نفسها، وقلبها بيشد.

اسير– آدم؟

– أنا اتغبيت… صدقتهم… كنت فاكّر إني لو شاركتهم هيسيبوني أعدّي، كنت فاكر إني بحمي نفسي… بس لقيت نفسي في حفرة.
-اتغبيت ف اى

–  إزاي رجعت؟ فؤاد هو اللي ساعدك؟

– لا… عاصم.

تجمّدت ملامحه، والشر بان في عينه، افتكر اللي شافه: عاصم، البنات، الضحك، الأذى، وكل حاجة كانت ماشية فيه زي السكاكين.

– عاصم فين دلوقتي؟

– طلعك هنا، وخرج بعدها.

وقف آدم بسرعة، الغضب بيتدفق من كل خلية فيه، ولما مرّ جنبها، قالت بخوف:
– رايح فين؟!

نزل آدم اول ما دخل لقى عاصم قاعد قدام أمه

عبير– إنت كمان ما رحتش شغلك ولا إيه؟

ماستناش رد، ومسك أخوه من دراعه وجذبه جنبه، عينه مش بتفارق عينه وقال بصوت عالي:

– عملت فيا إيه؟ إزاي تسيب أصحابك يدوّقوني حاجة من غير ما أعرف، وتخلوا واحدة تاخدني أوضتها كده؟

عبير بصت فيهم بتوتر، وقامت وقالت:

– آدم! في إيه؟!

عاصم حاول يفك نفسه من قبضة أخوه، وقال بنبرة هادية مصطنعة:

– سيبني نتكلم، في إيه؟! أنا ما عملتش حاجة.

آدم انفج.ر فيه:

– إنت كنت موجود… بعينك شُفتك وسط اللي بيحصل، ومع كده ما وقفتش!

– يا جدع إنت اللي رحت المكان ده برجلك!

عبير حطت إيدها على صدرها وقالت بدهشة:

– حد يفهمني في إيه بيحصل!

عاصم قال بنبرة باردة:

– آدم كان في سهرة امبارح، و…

آدم قاطعه بغضب:

– بطل تلف وتدور! قول الحقيقة… قول إنك كنت موجود، وإنك سايب أصحابك يعملوا اللي هما عايزينه!

– ما حصلش! أنا جيت لما سمعت إنك هناك، وجيت أخرجك.

– لأ، انت كنت هناك من الأول، وشوفتك… فؤاد شافك قبلي، وانت قاعد معاهم وانتو بتضحكوا وبتتفرجوا!

عاصم اتنرفز وقال:

– وماله! أنا مش طفل! كنت مع أصحابي في سهرة عادية.

آدم بص له بصدمة وغمغم:

– سهرة عادية؟! وسط بنات، وضوضاء، وحاجات تبوظ العقل، دي تبقى عادية؟!

عبير حاولت تهدي:

– معلش يا آدم، هو لسه صغير، اندفع شوية، بس بيتعلّم.

آدم لفلها وقال:

– بقى دا اسمه شباب؟! أنا محسس إني أنا اللي عجزت! ومش معنى إنه صغير يعمل كده!

عاصم حاول يتكلم:

– آدم…

آدم رفع صوته:

– جاوبني على سؤال واحد… لو أصحابك كانوا موجودين، كانوا هيتضايقوا من اللي حصل؟
وسؤال تاني… لو اللي حصلي امبارح كان مُدبّر؟… وكان ليك يد فيه؟

سكت عاصم، ما قدرش يرد. ساعتها آدم بص له بنظرة كلها وجع، وقال:

– خلي بالك… أنا مش هعدّيها تاني.
عبير بصوت متوتر:
– اهدى يا آدم، ماينفعش كده.

آدم بانفعال وهو بيرفع صوته:
– أهدى؟! أنا شربت حاجة غريبة دخلت جسمي وأنا مش في وعيي، بسبب مين؟ بسببهم! شافني وأنا متلخبط ومش قادر أقف، خد بعضه ومشي، سابني كده كإني ماعنديش قيمة!

عاصم وهو بيحاول يدافع عن نفسه:
– أنا ما هربتش.

آدم بسخرية موجوعة:
– ما هربتش؟! بعد اللي حصل ده وتقول ما هربتش؟!.. أنا هسألك سؤال واحد: لما شوفتني كده، في الحالة دي، ليه ما وقفتش جنبي؟!

سكت عاصم، ملامحه تشوشت لما افتكر المشهد... أخوه بيقع، وواحدة من البنات بتحاول تمسكه، وأصحابه بيستعجلوه يخرج... وساب آدم وراه ومشي.

آدم بص له بقهر:
– انت إزاي بقت أناني كده يا عاصم... إزاي؟!

عاصم بصوت واطي:
– ماكنتش أقصد، اللي حصل خرج عن إيدي...

آدم بقهر وغضب:
– متدخلش حياتي تاني... أنا عرفت دلوقتي إيه اللي ضايقك من وجودي امبارح... بس ولا عذر، ولا سبب، ممكن يخليني أبلع اللي عملته.

مد عاصم إيده كأنه هيهديه، بس آدم زقه بعنف، وقال بصوت عالي:

– متقربليش... لو كملت ممكن أخرج عن شعوري أكتر، وساعتها مش هضمن نفسي.

عاصم بانفعال:
– أنا ماكنتش أعرف اللي هيحصل! صحابي كانوا بيهزروا، هزارهم تقيل، و…

آدم قاطعه بحدّة:
– ده مش هزار... ده تهور وقلة ضمير، اللي عملته معايا ملوش وصف غير إنه خيانة وغدر.

قرب منه، وبص له في عينه وقال بنبرة هادية لكنها موجعة:

– الطريق اللي انت ماشي فيه... آخره مش حلو، واللي بيبدأ بالضياع بين سهر وبنات، بينتهي بخسارة كل حاجة حقيقية.

بص لأمه وقال:

– فهميه... يمكن يسمعك.

عاصم شد نفسه وقال بحدة:
– أنا قولتلك، ما تتدخلش ف حياتي تاني... نصايحك دي مش عايز أسمعها.

سكت آدم لحظة، وبعدين قال بجفاف:

– أنا مش زعلان على اللي حصل ليا، قد ما موجوع إن مراتي كانت مضطرة تدخل مكان زيه، وتشيلني بالمنظر ده... بسبّبك.

خرج آدم وهو بيكتم غضبه، وساب الباب مفتوح وراه.
عاصم بص له بعجز، وعبير دموعها نزلت على خدها وقالت:

– إزاي تعمل كده في أخوك؟ إزاي تسيبه في مكان زي ده؟

عاصم بانفعال:
– ماما... ماكنتش متوقّع اللي حصل، صحابي كانوا بيهزروا معاه، وكنت هطلعه.

عبير بحدة:
– تقوم تسيبه هناك لوحده؟!

– ما سبتوش، كنت راجعله...

– طب ازاي أسير جابته؟

عاصم اتنرفز وقال:
– يوووه بقى!

دخل أوضته وقفل الباب وراه بعصبية

ادم قاعد مع اسير فى شقتهم

اسير شايفاه مضايق اليوم كله قالت

-لسا الصداع موجود

مكنش حابب يذكر موضوع الصداع وانه كان سكران

وقفت اسير وراه وعملتله مساج بايدها فى راسه نزر لها ادم 

-اسير...

قاطعته قالت- اهدا مفيش حاجه مستاهله تضايق نفسك عشانها

-شايفه الموضوع عادى، بعد الى سمعتيه كل الى حصلى امبارح كان من وراه.. ةنا روحت هناك عشانه وقلقان عليه اخد ده منه

-عاصم رجع وكان شايلك امبارح وقلقان علبك بردو

-مكنش قلقان هو عمل كده عشان الى اتسبب فيه

-ماشي بعنى اضايق من نفسه وحس بالذنب

-الى حصل مش عادى يا اسير

سكتت اومات له قالت-خلاص متزعلش نفسك، الى حصل حصل وخلص

سكت من مساجها الى بيخليه مسترخى تنهد عمق نظرت له وحسيت انه ارتاح شويه لما مسك ايدها تكمل كملت بابتسامه

كان أحمد واقف جنب عربيته، قال بابتسامة:

– مقالكش كان عايزنا ليه؟

– لا، ماقاليش.

– أكيد هيشكرنا على سهرة امبارح، كانت د.مها خفيف.

– وسوزان؟ ماكلمتكش؟

– لا، بس واضح إنها كانت مبسوطة.

– زي ما كانت مبسوطة بعاصم، ولما ملقتهوش، راحت لأخوه.

ضحكوا سوا، وفجأة وقفت عربية ونزل منها عاصم، ملامحه كانت مش طبيعية.

قال أحمد وهو بيضحك:

– يا هلا باللي جانا...

لكن قبل ما يكمل، عاصم وجه له لكمة مباشرة في وشه. اتصدم أحمد، وقال:

– إيه اللي بتعمله ده؟!

قبل ما يلحق يستوعب، كانت اللكمة التانية نازلة على صاحبه التاني، واللي وقع خطوتين لورا من المفاجأة.

قال أحمد بغضب:

– إنت داخل تتخانق ولا إيه؟!

عاصم بص لهم بنظرة نار وقال:

– إنتو حطيتوا إيه لأخويا؟!

قال صاحبه وهو بيعدل نفسه:

– حطينا له إيه إزاي؟! ماحصلش...

– لو اللي شربتوهوله كان فيه حاجة ممنو.عات، أنا مش هسكت، اللي حصل لان ده مفهاش استهبال، والنتيجة ممكن كانت تكون مصيبة.

– ده كان مجرد حاجة خفيفة ويس.كى... زي ما بيتقال عليه حاجة أجنبية... مش أكتر.

عاصم بص له بحدة:

– حاجة خفيفة؟! ده أخويا وقع وهو مش واعي، واللي أنقذه مراته وصاحبه. تخيلوا لو ماكانش حد هناك! كنتو هتتحاسبوا إزاي؟

سأل أحمد بدهشة:

– مراته؟!

– آه، مراته شالته من المكان اللي أنتو كنتو فيه، بعد ما بهدلتوه. أنا قلت تلهوه، مش تعملوا فيه كده. ده كان أول مرة يشر.ب، وإنتو عارفين يعني إيه أول مرة.

سكتوا، فقال التاني:

– اتخانق معاك؟!

– أكيد اتخانق معايا، وعرف إني كنت هناك، وفؤاد شافني، فبقت الصورة كاملة.

– فؤاد مين؟!

– جارنا، وكان هناك وشفنا. الموضوع كبر، وأنا مش طايق نفسي من اللي حصل.

أحمد قال وهو بيحاول يهدّي الموقف:

– طيب ما هو جه برجله، وإحنا يمكن زودناها في الهزار، بس أخوك كمان كان متحفز أوي، دخل كأنه بيواجهك... على فكرة، الحركات دي مش لايقة على سنك، إنت مش عيل.

عاصم بص له وقال بحدة:

– مين قالك إنه شايفني كده؟ الموضوع بيني وبينه، ومتدخلش.

أحمد رفع إيده وقال:

– براحتك 

فى اليوم التالى، كان آدم فى الورشة فى بريك القهوة. لابس هدومه النظيفة وبيجهز كأنه ماشي.
وقف قدامه عربية نزل منها عاصم. بص له آدم وقال ببرود:

– غرببه جيت الورشه وانت مبتقبلش تمشي فى شارعها

عاصم:
– جايلك إنت، مش الورشة.

آدم بخفة ظل ساخرة:
– طب حاسب على هدومك، الوحل هنا مش بيرحم.

دخل آدم الورشة، ولحقه عاصم.

– هتفضل تدي ضهرك كده؟

– جاى تقول إيه يا عاصم؟

عاصم قال بجدية وهو بيقرب:
– بكره أنا وريتاج هنروح نختار الشبكة.

آدم، بدون انفعال:
– مبروك.

عاصم بسرعة:
– اللي حصل امبارح أنا مكنتش أعرفه. والله ما كنت أعرف، وهزقتهم النهارده الصبح... أنا مكنتش سبب. ولا شاركت في اللى حصل. هزارهم السخيف هو اللي ودانا في داهية.

آدم ساكت.

عاصم، بابتسامة مريرة:
– لو عايز تشفى نارك وتضربهم، تعالى وأنا أوديك ليهم.

آدم، بحدة هادية:
– أنا عايز أضربك إنت.

عاصم اتفاجئ، وسكت. بص له آدم وكمل:
– شوفتني يا عاصم؟
شوفتني ولا لأ؟
اديتني ضهرك ولا لأ؟

عاصم، وهو بيكدب علشان يعدّي الموقف:
– لا، مشوفتكش... لو شوفتك كنت رجعتلك، والله.

آدم عارف الحقيقة، لكنه ما كملش الجدال.
قالها بهدوء:

– خلاص يا عاصم.

عاصم، متردد:
– خلاص بجد؟

– قلتلك خلاص، ومتفتحش الموضوع تاني.

عاصم حضنه، آدم ربت على ضهره بجفاف. مش قادر يسامح بسهولة.

آدم بص له وقال ببرود:
– اعتذر صح، يا عاصم.

عاصم، وهو بيبلع غروره:
– أنا آسف... تمام كده؟

آدم، بابتسامة باهتة:
– اعقل شوية.

عاصم ضحك وقال:
– أكتر من كده إزاي؟!

– اعقل في طريقك... إنت هتتجوز وهتبني بيت.

عاصم، وهو بيحاول يخفف الجو:
– هشوف من وراك... لو طلعت خلفتك كويسة، هفكر أجيب!

آدم سكت من كلامه، واتأثر بكلمة "خلفة" اللي لسه بيوجع منها.
سلم عليه عاصم ومشي.
آدم بص لنفسه، وقال جواه:

– لو كنت لابس هدومي المتوسخة... كان زمانه ما حضنيش أصلاً.

في الفجر، كانت أسير نايمة جنب آدم، لكن عينيها كانت مفتوحة، وذهنها سارح في حاجة تانية.

فضلت تبصّ على الدولاب وهي غرقانة في تفكيرها.

آدم سأل بهدوء وهو مغمض:

– بتفكّري في إيه؟

بصّت له، وقالت بابتسامة خفيفة:

– إنت صاحي؟

– أهو، ردي بقى ع السؤال.

– كنت بفكر ألبسلك إيه النهارده لما ترجع من شغلك.

فتح عينه ونظر لها وقال بلُطف:

– طب أقوم أنا أختار!

ضحكت وقامت، وقالت:

– بما إنك صحيت، قوم نقعد شوية مع بعض.

– إنتِ صاحيّة بقالك كتير؟

– لأ، لسه زَيّك، بس معرفتش أنام تاني.

– تحبي نخرج؟

نظرت له وقالت بنعومة:

– لا، أنا بحب أقعد هنا جنبك... أكتر من أي خروجة.

ابتسم وهو بيبصلها،

– آدم، مش شايف إن الصور اتأخرت قوي؟

استغرب وقال:

– الصور معايا من يوم السبت.

– السبت؟! ليه ماورّتنيش؟

– نسيتي؟! الأيام دي بتنسَي كتير.

– عادي، المهم... فين الصور دلوقتي؟

– في الدُرْج.

قامت بسرعة، وبدأت تفتح الأدراج، ولما لقت شنطة الاستوديو، عينيها لمعت، ورجعت على السرير، وولّعت كل الأنوار.

– اصحى بقى، لازم نشوفهم سوا!

فتحت ألبوم الصور وابتدت تتصفح، أول صورة كانت ليهم سوا، بصّت ليها

– شايف كنا حلوين قد إيه!

– كنااا؟! هو إحنا عندنا كم سنة يعني؟! بتحسسيني إننا بنتفرج على صورنا واحنا في التسعين.

– أتمنى يعدي علينا ميت سنة، ونفضل قاعدين كده جنب بعض، نفتّح الصور ونضحك ونفتكر.

ابتسم آدم لها وهو مستلقي على السرير، رجعت أسير تقلّب في الصور، ووقفت عند صورة هو شايلها فيها، فنكزته في كتفه بابتسامة.

آدم قال بنبرة مشاكسة:

– تراهنيني إنها طلعت حلوة؟

– إنت مستفز، عارف كده؟ كان لازم نبقى عاقلين شوية لحد ما نخلص الصور.

ضحك وهو بيشاور على رأسه:

– أنا مجنون... زي ما بتقولي دايمًا.

اتغاظت منه، لكن ضحكت وهي بتكمل تقليب الصور واحدة ورا التانية، وهو بيبصلها كأنه مش مصدق إنها لسه معاه... وإنه فعلاً قدر يخطفها من فرحها، ومن صور كانت هتتوثق فيها مع حد غيره.

أسير قالت وهي بتتأمل إحدى الصور:

– كان يوم حلو جدًا... دي كانت أجمل ليلة ممكن أتخيل إنها تحصل ليا.

بصّت له بخجل لما لاحظ إنها سرحت، قالها:

– نعم؟!

قالت بسرعة علشان تغيّر الموضوع:

– عايزين نعمل صورة كبيرة ليا وليك نعلّقها على الحيطة.

– حاضر... تؤمري.

قالت وهي بترفع شنطة الصور:

– الشنطة دي تقيلة، ولسه فيها صور تانية.

فتحتها، وفجأة وقفت مكانها لما لمحت صورة متبرّوزة، اندهشت وهي بتطلعها من وسط الصور، وتأملت تفاصيلها، والتفتت ناحيته وقالت بدهشة:

– عملتها إمتى؟

– كنت موصي عليها بعد ما خلّصنا تصوير.

– شكلها حلو أوي... فعلاً تحفة.

– فرحان إنها عجبتك... وعقبال ما نطبع صورة أكبر ونعلقها زي ما بتحلمي.

قربت منه وباست خده وقالت:

– عارفة إنك بتتريق، بس أنا مبسوطة، ومش هتستفزني.

خدت البرواز وراحت تحطه على الكومود جنب السرير، وبصّت له وقالت بابتسامة فيها دلال:

– شكله حلو أوي هنا... عشان تشوفني كل شوية.

ضحك وقال:

– ما إنتي قدامي على طول، هعوز الصورة ليه؟

– يبقى نحط صورة في محفظتك.

وقف آدم، وشالها فجأة على ذراعيه، فصرخت بدهشة وضحكت:

– آدم! أنزلني!

قال وهو بيبصلها بحنية:

– صورك كلها معايا... في قلبي قبل أي حاجة.

نظرت له برقة وقالت:

– طيب نزلني بقى.

– تدفعي كام؟

– اللي إنت عايزه.

قالها وهو بيقربها ليه أكتر:

– اللي أنا عايزه ف إيدي.

ضحكت، وحاولت تهرب منه بلُعب، وهو لسه شايلها وضاحك.

وفي الصباح، كان آدم بيستعد للخروج للشغل، وفجأة رن جرس الباب.

آدم قال وهو بيقفل أزرار قميصه:

– خليكي... أنا هفتح.

فتح آدم الباب فلقى أخوه واقف، باصص له بنظرة فيها حيرة.

قال آدم باستغراب: – عاصم؟ إنت مش رايح الشغل؟

رد عاصم وهو بيعدّل جاكتته: – رايح... بس كنت عايز أتكلم معاك قبل ما أروح.

– طب اتفضل.

دخل عاصم وقعد، وقال بصوت منخفض: – ماما...

– مالها؟ حصلها حاجة؟

– مضايقة.

– من خناقتنا امبارح؟

– لا... من موضوع تاني.

آدم بص له ينتظر يكمل، فقال عاصم:

– ماما حالفة لو اتجوزت ريتاج مش هتدخل بيتي.

– نعم؟ ليه؟ مالها... إنت عملتلها حاجة؟

– لا طبعًا... انت عارف إني مقدرش أزعلها، بس هي رافضة الجوازة دي تمامًا.

– طب فهمني بقى على طول.

– عرفت سعر البيت اللي هنشتريه... واللي لسه ف تقسيط. خوفت.

آدم عقد حواجبه وقال: – بيت؟ بيت إيه؟

– واحد ف أكتوبر... رحت أنا وريتاج وعجبها، وكنت ناوي أمضي العقد، بس لما عرفت ماما... وقفت كل حاجة.

– بس هي كانت حاضرة الاتفاق، وموافقة من الأول!

– أيوه بس لما عرفت المبلغ اتوترت.

– كام يعني؟

– مليون ونص.

آدم بص له بحدة وقال: – مليون ونص؟!!!

– أيوه، ما تقوليش كتير... إنت عارف أسعار الشقق اليومين دول.

– بيت إيه اللي بمليون ونص يا عاصم؟! إنت متأكد إنك هتعرف تسدّده؟

– زي ما حوشت مليون، هقدر أكمل.

آدم سكت وبص له، ونظراته كلها تساؤل وريبة. دايمًا عنده إحساس إن دخل أخوه مش مفهوم... وإنه بيصرف أكتر بكتير من شغله الحقيقي.

عاصم قال بتوتر: – أعمل إيه دلوقتي؟

رد آدم بصوت ثابت: – اعمل اللي شايفه صح.

– طب وماما؟

– ماما؟! هي معاك... ومش هتزعل منك. حتى لو كانت زعلانة دلوقتي، مستحيل تقاطعك عشان الجوازة، ولا تمنع نفسها من إنها تشوفك. دي أكتر واحدة هتكون أول زوّارة ليك ف بيتك.

عاصم قال وهو بيبص له بقلق: – واثق كده ليه؟

: – عشان بتحبك... نسيت بابا كان دايمًا بيقول عليك إيه؟

سكت آدم للحظة، ونظراته راحت بعيد... كأنه رجع بالزمن.

فلاش باك

عبير كانت قاعدة ف الصالة بتقطّع فاكهة وبتأكّل عاصم في فمه وهو قاعد بيذاكر، وقالت له بحنان: – كل يا حبيبي علشان تتغذى وتفضل مركز.

في نفس الوقت، الباب اتفتح ودخل زوجها من الشغل، وكان آدم معاه، لابس هدوم متسخة شوية من الورشة اللي بيروحها مع أبوه.

قالت عبير وهي بتقف بسرعة: – البسوا جزمكم، أنا لسه شايلة المشمّة ومسحاها... مش عايزة شحم يمشي ف البيت.

آدم لبس جزمة تانية من غير ما يقول ولا كلمة.

أبوه دخل وبص لعاصم، وقال: – مش ناوي تنزل معانا يا عاصم؟!

هزّ راسه بتردد. عبير ردت بسرعة: – سيبه يذاكر، آدم بيساعدك خلاص. يلا يا آدم علشان تتعشى.

ضحك الأب وقال: – أنا بقول ينشف شوية وياخد حرفه زيي.

ردت عبير وهي بتأكّل عاصم: – لسه صغير، وهو عارف يعمل إيه. ثم عاصم شاطر، مكانه في الجامعة... ده هيبقى دكتور أو مهندس.

ضحك الأب وقال وهو بيبص لآدم اللي بيغسل وشه ورجليه: – آدم الوحيد اللي شايلني... بيشبهي، وعشان كده أنا راضي عنه طول العمر. إنما عاصم شبهك، يا رب دلعك ما يبوظهوش.

قالت عبير، وهى بتحاول تخبي الغضب: – ابني الصغير، وأعمل اللي يريحني. ده فلذة كبدي.

ضحك الأب وقال: – كلّيه بقى... بدل ما يفلت منك، (قلب أمه).

رجع للمشهد الحالي

عاصم قال بحزن: – الله يرحمه...

كان لقب "قلب أمه" دايمًا ملازم له من أيام الطفولة، مش بس عشان عبير كانت متعلقة بيه، لكن لأنه دايمًا كان بيخليها تبتسم، وكانت شايفاه ابنها اللي حيوصل للقمة.

آدم قال: – يعني بابا مكانش بيستحملك من فراغ... وماما بتحبك، أكيد بتقولك كده عشان تشدك تقعد معاها شوية.

عاصم بصله وقال: – ولو كانت بتتكلم جد؟

آدم اتنهد وقال: – خلاص، هننزل دلوقتي ونوفّي موضوع المليون ونص ده.

عاصم قام وهو بيقول: – بس متجبش سيرته قدامها... بتتغير لو سمعت الرقم. هستناك تحت.

– ماشي.

قام عاصم، وقبل ما يخرج، عينه وقعت على المرايا، فشاف فيها انعكاس أسير وهي واقفة جوه، لابسة بيجامة قصيرة من الساتان، شكلها هادي وبيشبه البيت.

اتسمر شوية مكانه، حس بغرابة من فكرة إنها دلوقتي مراته أخوه، وبتعيش معاه تحت نفس السقف... رجع بص قدامه ونزل من الشقة كلها وهو حاسس بتقل مش مفهوم ف صدره.

دخل آدم الأوضة، قال بهدوء: – هناكل تحت.

ردت أسير: – عادي، كنت هنزل... ما نزلتش لعمتو خالص امبارح، ولا حتى سلمت عليها.

بصت له وقالت: – ممكن أنزل أساعدها في العشا بدل ما تجهز كل حاجة لوحدها؟

ضحك وقال: – هننزل سوا، يلا.

أومأت له، وراحت تلبس فستان بسيط ناعم، ونزلوا سوا. لما وصلوا الصالة، كانت عبير قاعدة على الأرض، بتقطع البسلة بهدوء، وعاصم قاعد على الكرسي، ماسك تليفونه.

لما شاف أسير وهي نازلة، افتكر صورتها اللي شافها من فوق، وحاول ينفض تفكيره عنها، لكن اتضايق من نفسه إنه اتشتت كده.

آدم ابتسم وقال: – إزيك يا ماما؟

-مروحتش شغلك بقالك كتير

-هما يومين الى غيبتهم

-بقيت تعقد كتير يا ادم

سكتت وكأنها بتلمح لسبب وهى اسير انها بتضر.ه

اسير-اساعدك يا عمتو

نظرت لها خدت منها الطبق تكمل بدالها قعدت عبير وبصيت لولادها

اسير قامت وسابتهم لسا عبير هتقوم قال ادم-استنى يماما

-عايز حاجه باادم

-اعقدى عايز اعرف انتى مضايقه لى

-هو مقالكش

-قالى

-ولسا بتسالنى؟!!!

-عشان مش شايف سبب لضيقك

نظرت له بشده قالت-بتقول اى يا ادم

-انتى مش عارفه ان عاصم هينقل لبيت هو وريتاج وطبيعي يشترى

-بمليون ونص والله اعلم غير الفوائد الى بالقسط

نظر ادم لاخوه قال-  ف أكتوبر يعنى منطقه راقيه وجديده والمساحة والبيت والموقع كل حاجه تقول ان يستاهل اكتر من مبلغ ده، أنا ممضيتش غير لما اتاكدت

قالت عبير-بعنى مضيييت

تنهد قال ادم-ماما الاسعال عاليه ف الشقق

-ده ع المحاره لسا هيتوضب ب٥٠٠الف غيرهم، ابوها بقا هيساعده ولا احنا واخدنها من المريخ

-عاصم موافق مش معترض ودى حياته، انتى مش دايما مقتنعه برايه

-الا ف الجوازه دة

-عشان الفلوس

-انتو عارفين ممكن يحصل اى

عاصم-مش هيحصل حاجه متقلقش فؤاد اصلا هو الى جايب البيت وهيضمنه بنفسه يعنى بيساعدنى عكس منتى فاكره

سكتت قال عاصم- ماما صدقينى البيت جميل وريتاج كويسه بس بتعمل تصرفات غبيه شويه.. بس بتحبك

-متطلعنيش انى بكر.هها

-انا مقولتش كده ياحبيبتى بس هى مش هتاخدنى منك ولا تبعدنى عنك مفيش واحده تقدر تعمل كده

سكتت قرب منها تنهدت قالت-انت حر بس مترجعش تندم بعدين

قامت قالت روح غير عشان ناكل

اوما لها بصتلهم الاثتنين قالت- انتم اتصالحتو.. ادم انت لسا زعلان من عاصم

سكت ادم وبص لعاصم قال- قفلنا الموضوع بلاش تذمريه تانى

مشيت بص عاصم لادم قاا- شكرا يا ادم انك وضحتلها

راحت عبير المطبخ قالت-اما نشوف اخرتها

بصيت لاسير قالت-مااك اختفيتى يومين لى كده

-لا مفيش كنت تعبانه شويه 

-عقبال ما يرزقك بتعب الحمل

سكتت اسير من الى قالته عمتها

عبير-انتى بتخرج كتير لى الفتره الى فاتت

- كنت بجيب طلبات

- وهتروحى امتى لدكتوره مش المفروض ادتك معاد.. طولت اوى.. ده على اسبوع

سكتت اسير نظرت لها عبير

ادم-ماما، قدامكم كتير

عبير-لا هنحط الاكل اهو

اوما لها بص لاسير وخرج بيخلصو تحضر فى الاطباق ويرصو ع السفره

ادم قرب من اسير- مالك

-ماليش

كانت ملامحه باهته فجأه، قعدو على السفره وهما بياكلو

عبير-بقالكم كتير منزلتوش

ادم- اسير كانت عامله اكل ومقدرتش اقاومه وانزل

ابتسمت اسير لانها معملتش حاجه ونامو

عبير-طبعا هتعمل اكل حلو منا الى معلماها

كان عاصم مستمع لهم فقط

عبير-مارديتش صحيح يا اسير

-ف اى يا عمتو

-ع الدكتوره انتى لما خرجتى روحتلها ولا اى

سكتت اسير وزالت ابتسامتها

ادم- ممكن نخلى كلامنا لبعد الاكل

عبير مش اطمن

اسير-اه روحتلها

-يعنى النتيجه طلعت مقولتيش ليه
-نسيت
-دى حاجه تتنسى

عاصم ينظر اليهم وهو لايفهم شيء

عبير- ها عملتو اى ف الخلفه، طمنتكم...انتو الاتنين تمام، انت عملت يا ادم
-اه
-وبعدين
ادم-احنا تمام يماما عملنا تحليل وطلع هو بس تاخير مس اكتر
-ف وسائل تقولكم عليها

اسير - الوسائل متنفعش معايا
عبير-لى
-للاسف ف مش.كله فيا مش هعرف اخلف

نظرو لها جميعا وبصلها ادم من الى قالته

عبير بقلق-مشكله اى

ادم-مفيش مشاكل يماما انا بس...

اسير- انا مبخلفش

اتصدمت والتقى عاصم الصدمه مثلهم

عبير-مبتتلفيش ازاى يعنى

اسير-هى دى النتيجه

عبير-يعنى اى مبتحلفيش متردى، طلع ف عيب منك

ادم بغضب- ماما

نظرت له عبير قالت-انت بتزعق لى، مش لازم افهم

ادم-مفيش حاحه مش مفهومه خلاااص

-خلاص؟! مش هعرف اشوف ولاد ليك يا ادم

تنهد بضيق قال- دى حاجه وبيت اسير، ارجوكى متدخليش

سكتت وهى تنظر لهما وباين انهم اتفقوا هيكملو والموضوع مش فبالهم رجعت قعدت مكانها وبصيت لاسير الى كان كلامها جادل وقالتها ف وشهم ومهماش

ادم بص لاسير - كلى

كان هياكلها وقفت ايده قالت ابتسامه هادئه

-كل انت انا شبعانه

كانت هتقوم مسك ايدها قال- كملى اكلك

-قولتلك شبعانه عشان كده اكلتى خفيفه... عن اذنكم

قامت وراحت الحمام تغسل ايدها ادم نفسه اتسدت هي كمان مش عشانه بل عشانها هب وأنها مطلتش واكيد زعلت من كلام امه

عاصم-الكلام ده بجد يا ادم

نظر اليه قال-مش وقتك خالص يعاصم

قام  هو كمان عبير- كل يا ادم

-بالهنا والشفا يماما

نظرت له مشي بصيت لعاصم ال قال

-مش هيخلفو

-متقولهاش ف وشي ي يعاصم كفايه انا قلبى وج.عني خلقه

افتكرت غضب ابنها والاتنين مكالوش قالت

-نا قولت حاجه غلط.. سدمتى مكنتش تستحق الانفعال ده ولا انا قولت حاجه تزعل.. نا على ما قدر سكت.. خدت الصدمه وسكت ونا بجور جوايا بيغلى من الى قالته

تنهدت قالت-كان مستخبلنا ده فين بس

اسير طالعه ع السلم مسك ادم ايدها قال

-لى قولتى كده

-لى قولت اى

-لى منعتينى اتكلم واتكلمتى انتى

-ادم انا مش فاهمه قصدك

دخى الشقه وهى ف ايده وقفل الباب غشان يعرفو يتكلمو، قال ادم

-بتقولى حاجه زى دى لى يا اسير

-عمتو سألتني وانا كان لازم اقولها

-تقوللها انا مبخ.لفش

-مش دى الحقيقه

-ولو الحقيقه كده تفصل مبينا احنا ومتقوليش كده لحد

- عايزنى اكد.ب يعنى واحطها بأمل فارغ

- انتى لى بتمحى قدرة ربنا ف ثانيه وخلتيها مستحيل

 نظرت له من كلامه قالا-انت كمان لسا حاطط امل يا ادم

-اسيى انا عندى امل طول منا عايش

-ولو املك اتك.سر ترجع تلومني

-انا عمرى معمل كده لى فكرانى انى قرار مبنى ع الأمل انا بحبك يا أسير

- ومضايق لى من الى قولتتته، مش لازم يعرفو

- كنا نقول اى حاجه ان هنتابع مع دكتور ف مشاكل والمشاكل دى منى انا... أنا إلى مب.خلفش عشان متتلاميش انتى

- انا معملتش كل ده عشان ف  الاخر اخليك تقول ان العيب منك

نظر لها ادم من قولها ضاقت ملامح اسير قالت

-ادم، لو زعلان ا زعلى فمتزعلش انا متقبله كل حاجه

-هتعانى من كلام ماما يا اسير بالى قولتيه

-نا ميهمنيش كلام حد، الى يهمنى كلامك وقرارك انت

قالت ده بإنهاء الحديث فال ادم

-ونا مش عايز غيرك

قرب منها ومسك وشها قال-متزعليش من كلامى انا بس اضايقت انك قاطعتينى واتكلمتى انتى

-لما نقول الحقيقه دلوقتى هنكتم كلام كتير قدام

-الى انتى شايفاه يا اسير

-انا مش زعلانه منك

-وماما، اتمنى ميكونش ماما زعلك

-مزعلتش حصل خير...مش هتروح شغلك، اتاخرت

- خلى بالك من نفسك

اومات له ودنها ومشي بصيتله امه وهو نازل بس هو خرج علطول

فى المساء ادم قاعده فى الورشه وفؤاد معاه قال

-انا قولت هسمع خبر وف.اتك ف الاخبار

-لى بعنى

-لسير تد.بحك ولا حاجه

نظر له ادم قال فؤاد-يعم انت مشفتهاش دنا كنت قلقان عليك اسيك معاها... ده مسكت واحده قدها مرتين لو.يت دراعا واديتها حتيت رو.صيه... البت اتر.مت على الارض مغم.ى عليها

نظر له ادم، فاى فؤاد

-بس انا اتاكدت من نبضها لقيتها تمام اسير بس كانت ف حاله لا يعلى عليها.. قالتها ده جوزى شيلى ايدك من عليه

ابتسم ادم قال فؤاد- نا بفكر احب واجرب حوارات المتجوزين

-انا بقول انك كفايه كده فعلا بقينا ف التلاتين لو مكنتش اتجوزت اسير طانت ماما جوزتنى من الشارع زى العانس

-خير خير

-مالك راجع بظرى وشكلك متعكنن عليك

-كنت ف قض.يه مع الست الى كنت رايح المكان ده عشانها وقبل ما تقولى شغلك هيوديك فى دا.هيه فأنا كنت مضطر اروح وحصل الى حصل بقا

-كمل

-المهم كنت معترض معاها ع شوية حجات فى القضيه لانها هتخسرها النهارده جتلى بورقه لزوجها متجوز عر.فى وطلعت متفبر.كه

-وهى تعمل كده لى

-حببت تخل.ه جوزها وتاخد بنتها وتتجوز فزوجها هتكون معاه الحضانه وبكده تقول ان جوزها مش كويس وبيخو.نها والبنت غلط تكون معاه

-وزجوها فعلا مش كويس

-كلهم عايزين يحرقو ف بعض

-الورقه اكيد هتبان انها مز..وره

-لا مهى من الحك..ومه

بصله بشده قال- ده ازاى وبتقول انها مز..وره

-لانها مش حقيقه هى عرفتنى كل حاجه، راحت مكتب ور.شيت موظف هناك خلصلخا الورقه فى يومين وخد الى فيه النصيب

نظر له ادم قال- مر.تشي يعنى

-اه اومال، بيمشي مصالح بعض.. أنا مره شوفت واحد بنى على أرض مخا.لف ودفعلهم عشان يسكتهم وميوقعوش البيت عليه والموضوع خلص

-انت ازاى تقول كده.. المشكله انهم موظفين يعنى امانه

جه ف دماغه ادم جملة اخوه

"وانت هتعىف تحوش كليون يعاصم"

"هحوشهم زى جبتهم قبل كده"

وكأن فلوسه الى صؤفها ع جوازته الاولى شهل يعوضها، لى افتكر اخوه بكلام صاحبه.. مستحيل يكون اخوه كده لانه عافر ومش عيضحى بوظيفته بالساهل

فؤاد- فئه حقيره هتلاقى فلوس بتجيلهم هوا، كلهم كده يا ادم عشان كده مبتكنش عارف مصدر فلوسهم دى منين.. بيكون من تقض.ية المصالح

-متقولش كلهم، البلد كويسه هما دول بس الى مبوظينها

-هتفرق بقا.. اه صم انا نسيت ان اخوك ف مجلس كمان مش موظف عادى

سكت ادم سرح فؤاد قال- بيكسبو كام دول، الوفات اكيد

ف اليوم التالى عبير قاعده معملتش فطار

خرج عاصم قال- ماما

-نعم

-انا هفطر ف الشغل

-كدا كده معملتش فطار النهارده

-ده لى

-مش قادره

-مش قادره ولا ملكيش نفس

نظرا إليه قالت-هيكون ليا نفس ازاى

-انتى زعلانه ع ادم

-اكيد نش كنت عايزه افرح بولاده

- ادم يقدر يبقا عنده ولاد عادى.. اسير هى الى هتعانى وتزعلى عشانها

- انا زعلانه عشانهم الاتنين فكرك ان ادم بس الى يهمنى.. ثم انت قصدك اى، يتجوز مثلا

- هيعملها

-ادم بيحب اسير يعاصم.. وأعتقد انت بتشوف الحب ده دلوقتى

نظر لها قال- انا مقولتش هبكرهها او يسيبها، قولت يخلف من غيرها وده إلى بيعمله اى راجل وتفضل هي ف قلبه عادى

-فكرك ان اسير ممكن تقبل ان يبقالها ضره

-قصدك انها ممكن تكلب الطلاق

-اكيد

سكت عاصم لانه عارفها فعلا، عبير قالت

-انا بس لو افهم منهم، يا اما ناس دكاتره قالتلها مبتخلفوش وربنا رزقهم بعيل واتنين وخمسه

-بتبقا حالات يماما

-خلاص يعاصم اقفل ع الموضوع

-وادم رأيه اى، مش معترض

-مفيش حد يعارض ع القضاء ومن زعله من كلامى واضح انه قابل زراضى ومتفقين ع ده عشان كده اسير اتكلمت لان ادم عادى بالنسباله

-امممم الكلام سهل بس معتقدش انه هيستمر

-يعنى اى

-انا مقتنع بكل حاجه يماما لكن ان حط يتنازل بكون اب.. اسير مثلا بتعشق حاجه اسمها أطفال لو العيب من ادم هتسيبه او هيوصلك لحل للانفصال دلوقتى اة بعدين

عبير -بتقول لى كده يعاصم

-انا مش قصدى افول على علاقتهم

-بس انا عايزه اقولك ان حب ادم استثناء

نظر إليها قالت بثقه- ادم بتنازل عادى عشان اسير يتناول عن الدنيا كلها.. حبه ليها دام سنين لجد مناله فكرك هيفرط فيها...

سكتت لما فالت كده نظر لها عاصم بشده قال

-سنين؟! سنين ازاى يعنى هما مش متجوزين من خمس شهور

عبير بتقوم قال عاصم-ماماا

وقفت قال عاصم- هو ادم... ادم كان معجب باسير لما كانت خطيبتى

مش عارفه تقوله ازاى انه بيحبها من طفولته من قبل ما تحبه ومن قبل ميرتبطو

عاصم-اييه

عبير- انا بقولك انهم حبو بعض وانت عارف ادم مستحيل يزعل اسير وده من زمان ولو ع حساب الخلفه... بس مش اكتر، ثم انت بتسال لى عن زمان ودلوقتى

-لأن كلامك ف ثقه غريبه كأنهم متجوزين من سنين

-الحب ملهوش مده، ولا انت مش مقتنع بده مع ريتاج

وكتمت تقصد انه حبها فى وقت قصير واتنازل عن فرحه بسببها بس كيف يخبرها انه مسبش الفرح بايده قال

-لو كان بايدى احضر...

-تحضر؟! الموضوع اتردم بتراب متفتحوش خلاص يا عاصم، انت خاطب واخوك اتجوزها.. اموركم استقرت بلاش تتلغبط
سكت خد بعضه ركب عربيته ومشي ع شغله

ادم كان خارج من البيت
-ادم
نظر لصوت حبيبته لقاها واقفه ف البلكونه رفعت البوكس بتاعه ابتسم ووقف ولسا هيدخل مشيت هي خرج ونزلتله دخل وخده منها قال

-حاسس انى رايح المدرسه

-مش مهم المهم مسيبكش منغير اكل ابقى زوجه وحشه اوى

خده منها قال- جبنه روحى سايحه

اومات له بابتسامه قالت- متتاخرش

-حاضر، خليكى فى الشقه لحد ما ارجع

باس رأسها دق قلبها خرج وهى نظرت له بابتسامه بتتامله وهو بيمشي دخلت شافت عمتها كانت قاعده بتتفرج ع التلفزيون قالت

-اسير

-نعم

-لنا تفضى انزلى اعقدى معايا شويه

بتردد لانها مش عايزه تغتح معاها سيرة خلفه تانى وادم قالها تعقد فوق عشان كده، قالت

-حاضر

 عاصم فى مكتبه بيفتكر كلام امه وهى بتستهبل ميفتحش سيرة فرحه هو واسير

لى ميفتحوش، لى مقتنعين انه هر.ب وسابها ومكنش عايزها، لو مكنش عايزها هيكمل لى

سكت لانه دلوقتى خاطب لى بيفكر ف الى فات دلوقتى، مش ده ال. كان عايزه.. اسير بقيت لادم وهو هيتجوز ريتاج.. لى بيرجع حسباته لورا.. كأنه..  كأنه ند.مان

رن تليفونه نزل قابل ربتاج لما شافته ابتسمت حضنها لأنها جت ف الوقت المناسب تمنع تفكيره

دق قلبها من حضنه قالت- عاصم احنا ف الشارع
بعد تنها وابتسم لانها بقيت تهتم بالنقطة دى
-جايه لوحدك

-لا ماما كعابا ب العربيه قالت إن مينفعش نروح نشوف البيت لوحدنا
- انت مقولتليش ان اسير جت معاكم عن الدكتوره
-اه معأنى عرضت عليها كده وخلاص بس واضح انها كانت مهتمه تيجى وخدت جلسه اطول مع الدكتوره
-متعرفيش لى
-اممم مش فاكر بس اعتقد عن تحليل... بس ظه كان مم يومها والدكتوره قالتلها تتواصل معاها... لى ف حاجه
-استغربت بس لما عرفت
-عرفت اى، انها جت معانا.. ولا انت بتسأل لى اصلا
-عادى مجرد سؤال
نزلت امها سلم عليها عاصم قالت- يلا هنروح نلا اى

ربتاج- هركب انا مع عاصم وخلى السواق يلحقنا

ركبو سوا هنا الاتنين ومشيو 

اسير نزلت قعدت مع عمتها لما العشا قرب عشان تساعدها لو محتاجه حاجه، كانت عبير ساكته مفتحتش كلام بتبص ف الساعه قالت

-عاصم اتاخر لى

رجع ادم من شغله شاف اسير مع أمه قال

-هغير وانزل

اومات له طلع ع فوق بيدخل الحمام يغسل وشه بيخرج يفتح الدولاب ياخد هدومه بس بيقف لما يلاقى ظرف معمل فى هدوم اسير خده وبيفتحه بيعرف انه نتيجه التحاليل

اتنتش من ايده وكانت اسير

ادم- ده من المعمل

اسير- بتفتح دولابى لى يا ادم، ده فى خصوصياتي

-خصوصيات، مبينا؟!!

استغرب منها قال- كنت بدور ع هدومى ولقيته

-وبتفتحه لى

-كنت عايز اشوفه

-تشوف اى انا قيلالك كل الى فيه ولا كلمة عقي.مه عايزه تشوفها بنفسك

-اسير، قولتلك متقوليش غ نفسك كده.. أنا كنت عايز اشوفه مش اكتر

-هتغير حاجه مثلا، اتفضل اقرأ

-ف اى يا اسير مالك

سكتت تنهد وعرف ان الموضوع حساس بالنسبالها وبتتعصب لما بيرجع يتفتح قال

-انا كنت عايز اخد هدومى مس اكتر لو انى اشوفه هيضايقك فارمى بلاش حد مننا يشوفه

تنهدت قالت- متزعلش منى انا حاده شويه الفتره دى

-محصلش حاجه

خد هدومه من الدولاب ودخل الحمام بتطبق اسير الملف وتروح ترميه فى الز.باله

بيوصلو على البيت وكان ف شخص مستنيهم يوريهم المكان

-اتفضلو

دخل وامها بصيت للبيت قالت- ده ليا عيتوضب

علصم-اه اكيد مش هيكون كده

دخلت ريتاج قالت- هنعمل ف شغل كتير ده يا ادم.. ونبنى دور فوق لا دورين

نظر لها قال- نبنى؟!!

-اه

-ده لى

-نكبر بيتنا يبقا بسلالم زى الى برا

-ريتاج.. أنا بعد الجواز مش هيكون معايا فلوس ابنى

نظرت له قالت- يعنى اة

-يعنى هصرف فلوسي كلها ع البيت وتوضيه والفرح هتعمل ف قاعه بسيكه لبنا احنا كعائله

-انت بتهزر يعاصم صح

قالتها بضحك لكنه نظر لها بجديه قال- مظنش ف هزار ف كلامى

-لا مهو انت لازم تكون بتهزر لأنى مش هعمل فرح عادى انا هعمله كبير يلم صحابى ومعارف بابا كلهم عايزهم يقولو عليا اى

سكت عاصم وهو باصصلها

ريتاج- معلش فلوس ازاى امال هنصرف منين اكيد مش هنعيش ع القد صح

-انا مبقولكش هشحت انا بقول هقتصد ومعايا مرتبى يعيشنا مرتاحين.. التوصيل هيكون خفيف لحد ما ظبط امورى يعنى مش هعرف اعمل ديكور كويس اصلا عشان تقولى نبنى

-انت.. انت لازم تكون بتهزر يعاصم، ده بيتى بيت عروسه هتتجوز

-انا جبته عشانك شقته كانت جاهزه من كله وممكن اغيرلك كل حاجه فيها

-أنا مش هعيش ف البيت ده وف الشارع هناك

اضايق عاصم قال- الى قدامك عايش ف البيت ده والشارع هناك

- دى حياتك انت مش حياتى انا،نو واي اعيش هناك

جت امها قالت- ف اى مالكم

ريتاج- عاصم

عاصم-انا قولت الى عندى اى كلمه تانيه نكملها بعدين لوحدنا

سكتت لما قالها بحده ومشي بصتلها امها قالت- هونا غريبه

-مفيش حاجه يمامى

عاصم خرج فى الجنينه الصغيره وخرج سجايره ودخن

" عاصم الشقه تحفففه"

جه صوت اسير فى عقله افتكر زمان لما كانت أول مره تطلع الشقه بعد اما سمحتله امه يوريهالها

كانت وقتها الشقه على الصوت ناقصها تكسير حيطان لان نظامها مش مظبوط

عاصم"لسا يا اسير معملتش فيها حاجه"

"بس تخيل لما نعمل اى حاجه خفيفه هتكون جميله اوى، هى مش محتاجه اصلا ممكن نلونها احنا"

" كمان، وانتى الفن مقوى قلبك"

" متستقلش بيا ممكن اقلبهالك جنه، هى جنه اصلا.. الهوا فيها حلو اوى"

مانت تلتف يمينا ويسارا وكأنها واقفه فى قصر مش شقه على الطوب الأحمر، لقد كانت تريد العيش معه فى اى مكان حتى ولو ف اوضته تحت عند امه كانت تستقبل هذا إلا أن تتحسن ظروفه رغم أنه ميسور الحال

نفس دخان سيجارته دفعه واحده

-عاصم

جت ريتاج نظر. لها قال- اتفرجتو عليها

-اه، انت زعلت منى

-لا هزعل لى؟!عشان حتة التقدير يعنى

-انا بقدرك يا عاصم

-كنتى عرفتى انى كده بسببك

-نا مكنتش اقصد،متزعلش منى نا معاك ف اى حاجه هنوضبها خفيف ونحاول نلاقي سعر كويس مع القاعات

تنهد منها قربت منه قالت- مش زعلان صح

-يلا عشان نمشي

فى اليوم التانى صحى ادم ملقاش اسير جنبه قام باستغراب، خرج قال-اسيير

مرديتش عليه لانها مكنتش ف البيت بص فى الساعه شاف رساله مكتوبه على الترابيزه زى مكان بيسبلها رساله يعرفها ان سايب فلوس ليها

"أنا نزلت اجيب مستلزمات البيت وجايه" 

ابتسم دخل المطبخ يشرب بيقفل باب التلاجه وقف لما لقى زباله مركونه ع جنب ومش محطوطه فى مكانها

اسير فى السوبر ماركت بتمسك زبدة الفول السودانى

-هتبقى حلو... بس لا، ادم عنده حساسيه منها

جابت زلده عاديه وحاسبت

بتخرج من السوبر ماركت بعد اما جابت طلابات الى محتاجاها بتدخل البيت وتطلع ع شقتها وتقفل الباب

-نا رجعت

كأنها بتبلغه بوجودها ابتسمت من الهدوء الغريب بالت- متأخرتش صح.. انت نايم ولا اى

دخلت اوضتها لقيته قاعد على الكنبه قالت

-هعمل النهارده الاكله الى بتحبها

حطيت الشنط على الترابيزه لقيته صامت ملامحه غريبه مافيه قالت
-لسا صاحى ولا اى

بتشوف الملف الى ف ايده وهنا بينقطع صوتها وتبصله بقلق

ادم تحدث اخيرا- هى دى نتيجة التحاليل

بينبض قلبها رفع عينه ليها المنطفيه واتمنيت متشوفهاش

قالت-ادم...

-ردى عليا ده التحليل الى مكنتيش عايزانى اشوفه

سكتت رفعه ادم ليها قال- العيب كان منى انا... أنا إلى مبخلفش!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1