فى الحديقه جلس سليم فى أحد الأركان وسند ظهره على الشجره خلفه وأخذ ينظر للظرف بيده فى حزن ثم فتحه وأخرج الورقه وبدأ يقرأ
" إبنى سليم .... أنا عمرى ما فرقت بينك وبين فارس أبدا فى المعامله .. كنت دايما بعتبركوا واحد فى كل حاجه .. من أول ما كبرت قدام عينى وأنا شايف فيك نفسى .. حسيتك نسخه منى زى منا بردو شايف سليم الصغير نسخه منك .. علمه يا سليم إلى أنا وأبوك علمنهولك زمان وأنت صغير .. من أول مره شفتك وأنت شايل رؤى أول ما إتولدت وأنا شفت فى عنيك نظره حب حسيتها مع إنك كنت طفل ... وزاد إحساسى ده لما رؤى كبرت شويه وكانت دايما بتتحامى فيك أما أجى أزعق لها أو لما فارس أو حازم يضايقوها .. كنت بشوفك دايما بتدافع عنها ومبتقبلش إن حد يضايقها .. ساعتها قولت رؤى إن شاء الله هتكون لسليم ..مش محتاج أوصيك عليها عشان عارف قد إيه بتحبها ولا هقولك متزعلهاش .. بس هقولك كبروا الحب إلى إتولد بينكوا من وأنتوا أطفال ... عايزك يا سليم تبقى قوى وعايزك تبقى مكانى فى البيت .. أنا عارف إن موتى هيأثر على فريد عشان كدا عايزك تقف جنبه وتسنده .. حاول تعوضه عن غيابى يا بنى .. وخلى بالك من فريده حطها فى عينك يا سليم .. أنا عارف إنها هتتعب فى بعدى ..وصيتى ليك البيت إلى تعبت فيه أنا وأبوك عشان نكبره عايزك تحافظ عليك .. أنا عارف إن المسئوليه كبيره عليك .. بس أنت قدها ولو كان عندى شك فى إنك مش هتقدر تشيلها مكنتش سلمتهالك .. إلى يقع فيهم قومه من تانى يا سليم .. خليك فى ضهر كل واحد فى العيله .. لو أنت وقعت كلهم هيقعوا وراك .. كون قوى عشان ميضيعوش ... وخلى بالك من نفسك يا بنى وبطل السواقه بسرعه .. أشووفك بعد سنين كتير أووى .. ربنا يديك طوله العمر يا حبيبى .. أشوف وشك بخير ...... أبوك عز "
كان سليم يقرأ الوصيه والدموع تنهمر من عينيه كالأمطار ودموعه قد إختلطت بالكلام المكتوب على الورقه
فنظر أمامه فى حزن وهتف قاائلا : المسئوليه كبيره أووى يا عمو .. كبيره أووى
ثم نكس رأسه فى حزن وظل يبكى
فى ذلك الوقت كانت رؤى قد إستأذنت هى الأخرى من الجميع وذهبت إلى الحديقه لكى تلحق بسليم وما إن وصلت الحديقه حتى بحثت عنه بعينيها إلى أن وجدته يجلس بعيدا مستندا بظهره على الشجره فتوجهت إليه ... وما إن إقتربت منه حتى وجدت جسده يهتز ويبكى بصوت مرتفع فهتفت بإسمه
رؤى : سليم
ما إن سمع سليم إسمه حتى مسح دموعه بسرعه وأدار وجهه للجهه الأخرى ... فإقتربت منه رؤى وجلست بجانبه وهتفت قائله
رؤى : سليم
لم يرد سليم وظل موجه رأسه للجهه الأخرى فمدت يدها فى تردد وأدارت وجهه إليها وما إن تطلعت بعينه حتى هتف قائله
رؤى : مكسوف منى يا سليم .. مكسوف تعيط قدامى
سليم : مش عايزك تشوفينى وأنا كدا يا رؤى .. عايزك دايما تشوفينى قوى
رؤى ببكاء : أنت هتفضل طول عمرك قوى يا سليم .. أنا متأكده من كدا .. بس إحنا بشر ولازم يجى علينا وقت ونضعف شويه .. عيط يا سليم .. مينفعش تكتم كدا الحزن جواك
سليم ببكاء : عمو عز .. شيلنى مسئوليه كبيره أوى .. مش عارف هقدر أشيلها ولا لا .. خايف أوى يا رؤى أووى
رؤى : بابا طالما شيلك أنت المسئوليه فيبقى متأكد من إنك هتقدر تشيلها يا سليم .. أنا جنبك وعارفه إنك هتكون قدها
بكى سليم بشده ... ثم إرتمى فى حضن رؤى وظل يبكى وهو يهتف : أنا تعبان أوى يا رؤى .. خليكى معايا متسيبنيش
إنتفضت رؤى فى البدايه ما إن إرتمى سليم بأحضانها ولكنها مدت يدها فى تردد وربتت على شعره فى حنان
أما فريده فبعد فتره قصيره أخذت الوصيه الخاصه بها وصعدت إلى غرفتها وما إن وصلت الغرفه حتى فتحت الباب بهدوء ودخلت ومن ثم أغلقته خلفها ووقفت تنظر للغرفه بحزن وهى تتذكر كل مكان كان يجلس فيه عز وكل ذكرياتهم سويا فى تلك الغرفه
ثم ترقرت الدموع فى عينيها وهتفت قائله : ربنا يرحمك يا حبيبى
ثم سارت بإتجاه الدولاب وفتحته وأخذت تنظر إلى ملابس عز .. ثم مدت يدها وأخذت قميصه وقربته من أنفها وإستنشقت رائحته التى مازالت عالقه به ...... ثم أبعدته عن أنفها وأغلقت الدولاب وذهبت بإتجاه الفراش و جلست عليه وأراحت ظهرها للخلف ووضعت القميص جوارها وفتحت الظرف وأخرجت الورقه من داخله .... ثم أخذت نفس عميق وفتحت الورقه وبدأت تقرأ
" حبيبتى ديده ... أنا عارف إنك زعلانه وعارف إنى خلفت بوعدى معاكى وسيبتك ... بس أنتى عرفه إنه مكنش بإيدى ... أنا عشت معاكى يا فريده أجمل أيام حياتى وربنا رزقنى منك بأجمل أربع أولاد ... حبى ليكى عمره ما قل ولا ثانيه .. بالعكس كان دايما بيزيد .. كل ما كنت بكبر فى السن وكنت بشوفك جنبى كنت بتعلق بيكى أكتر زى ما أكون طفل ومش قادر يسيب أمه ... فاكره يوم جوازنا .. وقتها الدنيا مكنتش سيعانى وكنت عايز أعملك أى حاجه أنتى عيزاها .. أنا عارف إنك تعبتى معايا كتير ولولا فضل ربنا عليا وكرمه وبعد كدا وجودك فى حياتى مكنتش هوصل للى أنا وصلته طوول عمرى ده ... فريده أنا كنت أما بشوفك كل يوم قدامى .. كنت بشكر ربنا على إنه أدانى نعمه كبيره وكنت بدعيه إنه يقدرنى إنى أحافظ عليكى .... عايزك تخلى بالك من ولادنا يا فريده ... كونى ليهم الأم والأب هما مهما كبروا هيفضلوا بردو محتجينلك .... عوضيهم عن غيابى .. وفارس كونى معاه دايما أنا عارف إن موتى أثر فيه جامد .. هو يمكن يكون قدامكم قوى بس أنا متأكد إنه من جواه متدمر .. وحازم يا فريده وصيتى ليكى تجوزيه لدينا ... وسليم ورؤى جوزيهم كمان متسيبهمش ولا تأجلوا أى حاجه .. أعملوا كل حاجه زى ما كنا مرتبينلها كأنى موجود بالظبط .. شجعى رؤى عشان ترسم وتنشر لوحتها فى المعرض .. قوليلها المعرض ده بابا حطه أمانه عندك يا رؤى حافظى عليه .. سليم أنا عارف إنه راجل وهيحافظ على رؤى وعليكوا ... ولميس وصيها دايما على جوزها يا فريده .. علميها إزاى تحبه ومتزعلوش زى ما كنتى دايما بتعملى معايا .. علمى ولادنا يا فريده إن المشاكل فى البيوت حاجه أساسيه بس المهم إننا منكبرهاش ونحلها ومنخليهاش تأثر على حياتنا ولا تدمر الحب بينا .. علميهم الحب وخليهم يبقوا زينا ... إحكيلهم عن حياتنا ومشاكلنا إلى ميعرفوهاش .. قوليهم كنت بعمل إيه عشانك وأنتى كنتى بتعملى إيه عشانى عشان بنحب بعض .. مكناش بنقول إشمعنى أنا .. أو إشمعنى أنتى ... لا كل واحد فينا كان بيحاول يسعد التانى من غير ما يبص التانى هيعمل إيه .... عشان كدا حياتنا كانت حلوه .... أنا بحبك أوى يا فريده ... من أول مره شوفتك فيها وأنا حبيتك ومن ساعتها قلبى ده مدخلوش أى واحده غيرك ... هتوحشينى أووى يا عمرى ... يارب دايما تكونى بخير ... زورينى دايما يا فريده .. أنا هستناكى علطول تجيلى عشان تحكيلى أخبارك .......... حبيبك عز "
ما إن أنهت فريده قراءه الوصيه حتى أجهشت بالبكاء بشده وإحتضنت القميص الخاص بعز ومالت على الفراش وأخذت تبكى وهى تهتف : يارب الصبر من عندك ..... إزاى هقدر أكمل من غيرك يا عز إزاى
**********************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت فريده من نومها على صوت طرقات على باب غرفتها ففتحت عينيها ببطء ووجدت نفسها نائمه بملابسها كما كانت بالأمس وبيدها وصيه عز وقميصه فإعتدلت على الفراش وترقرت الدموع فى عينيها ما إن نظرت ولم تجد عز وتذكرت كل ما حدث ولكنها إنتفضت ما إن سمعت طرقات على الباب مره أخرى فهتفت قائله
فريده : مين ؟
سنيه : أنا يا ست فريده
فريده : تعالى يا سنيه .. إدخلى
فتحت سنيه الباب ودخلت بهدوء وهتفت قائله
سنيه : محدش نزل خالص عشان الفطار والساعه بقت 11 .. ولما روحت عند أوضه فارس أناديله .. جنى قالتلى إنه مش راضى ياكل ومش عايز ينزل وحازم كمان ورؤى عملوا كدا ومحدش رضى ينزل ياكل وسليم خرج من الصبح ولسه مرجعش ودكتور فريد قاعد فى الجنينه
فريده بهدوء : روحى يا سنيه حطى الفطار على السفره وقوليلهم كلهم ينزلوا عشان أنا عيزاهم
سنيه : حااضر
ثم إستدارت سنيه وتوجهت للباب وفتحته وخرجت وأغلقته خلفها فى هدوء ... ثم توجهت لغرفه فارس وطرقت الباب وبعد لحظات فتحت لها جنى
جنى بهدوء : أيوه يا داده
سنيه : الست فريده عايزاكوا كلكوا تنزلوا تحت
جنى : بس فارس مش راضى ينزل
سنيه : هى بلغتنى كدا يا بنتى
جنى : طيب يا داده أنا هحاول معاه تانى
أومأت سنيه برأسها فى هدوء ومن ثم توجهت إلى غرفه حازم وأبلغته بما قالته فريده .. ثم توجهت لغرفه رؤى أيضا وأبلغتها ... وكذلك توجهت إلى فريد وأبلغته
فى غرفه فارس وجنى
ما إن أغلقت جنى الباب حتى توجهت إلى فارس والذى كان يجلس فى الشرفه ووقفت أمامه ونزلت على ركبتيها .. ثم وضعت يدها على كفه الممدوده على قدمه وهتفت قائله
جنى : فارس .. هتفضل كدا لحد إمتى ؟
لم يجيبها فارس وأشاح بوجهه للجهه الأخرى فهتفت قائله
جنى : طب ممكن تاكل حاجه .. ماما عايزانا ننزل كلنا تحت دلوقتى .. يلا يا فارس متزعلهاش
فارس والدموع تترقرق فى عينيه : مش قادر يا جنى .. مش قادر أنزل ولا أشوف حد
جنى : عشان خاطر ماما يا فارس .. أنت لازم تقف جنبها يا حبيبى .. يلا يا فارس أنا جنبك
ونهضت جنى وأمسكت بيده تسحبه لكى ينهض وبالفعل إستجاب لها ونهض ونزلوا سويا للأسفل
أما فى غرفه رؤى
فكانت رؤى جالسه على الفراش تبكى ثم أخذت الهاتف من جوارها وإتصلت بسليم ... وما إن أجابها حتى هتفت قائله
رؤى : سليم .. أنت فين من الصبح .. داداه قالتلى إنك مش فى البيت ؟
سليم : جاى يا رؤى .. 10 دقايق وهكون فى البيت
رؤى : طيب أنت فين .. عرفنى
سليم : بعدين يا رؤى .. أما أجى هبقى أقولك
رؤى : طيب يا سليم .... سوق براحه
سليم : حاضر
أغلقت رؤى الهاتف ونظرت بجانبها فوجدت سليم الصغير مازال يغط فى نوم عميق فإقتربت منه وقبلته فى حنان
......... فلاش بااااك .........
بعد أن صعد الجميع لغرفهم إقتربت جنى من فارس وهتفت قائله
جنى : فارس .. مش هتطلع ؟؟
فارس : لا .. أنا رايح أوضه بابا شويه
وبالفعل تركها فارس وذهب بإتجاه غرفه والده الخاصه بالرسم ودخل وأغلق الباب خلفه .. فنكست جنى رأسها فى حزن .. ثم نظرت إلى سليم الصغير وهتفت قائله
جنى : يلا يا سليم عشان نطلع فووق
سليم الصغير : عايز أتفرج على الكرتون
جنى : بعدين يا حبيبى .. يلا دلوقتى
نكس سليم الصغير رأسه فى حزن فذهبت إليه جنى وقبلت وجنته وحملته وهتفت قائله
جنى : بص بابا تعبان دلوقتى وكلهم ناموا ... مينفعش نشغل التليفزيون عشان ميصحووش .. يلا بقى نطلع فووق عشان ننام يا قلب ماما
وافقها سليم الصغير فأنزلته إلى الأرض ثم أمسكت يده وصعدوا سويا للطابق الثانى ومن ثم توجهوا إلى غرفتهم
وما إن دخلوا الغرفه حتى أغلقت جنى الباب خلفها وأبدلت ملابسها وأبدلت لسليم الصغير ملابسه هو الأخر
وبعد فتره قصيره توجهوا إلى الفراش لكى يناموا وأصر سليم الصغير على أن ينام بجانب والدته ورفض النوم بفراشه
وبعد فتره
صعد فارس للغرفه وأبدل ملابسه وما إن إقترب لينام بالفراش حتى وجد سليم الصغير ينام فيه فأيقظ جنى
فارس : جنى .. جنى
جنى بنوم : فى إيه يا فارس
فارس بغضب : إيه الى منيم سليم هنا
جنى : مرضاش ينام فى سريره
فارس بعصبيه : يعنى إيه مرديش ؟
جنى : فى إيه فارس .. وطى صوتك شويه .. ليه كل العصبيه دى ؟؟
فارس بعصبيه : مجنون أنا يعنى عشان بزعق من غير سبب .. قومى يلا ونيميه فى سريره
جنى بغضب : فارس الولد هيصحى من صوتك .. محصلش حاجه لكل ده يعنى
حينها إستيقظ سليم الصغير على صراخ والده ووالدته فنظر لوالده بخوف وإقترب من والدته وإلتصق بها فنظر له فارس بغضب وهتف قائلا
فارس بغضب : إتفضل قووم روح سريرك .. إيه إلى منيمك هنا
سليم الصغير بخوف وبكاء : أنا مش بحبك .. أنا هقول لعمو سليم وجدو عز عليك
ونهض الطفل من الفراش وجرى بإتجاه الباب وفتحه ونزل للأسفل فنظرت جنى لفارس فى غضب وهتفت قائله
جنى بغضب : ليه كدا يا فارس .. ده طفل ميفهمش حاجه
ونهضت وإرتدت إسدالها ونزلت خلفه بسرعه .. أما فارس فزفر فى ضيق وتوجه خلفهم
وما إن نزلت جنى للأسفل حتى وجدت سليم الصغير يقف أمام غرفه الرسم الخاصه بعز يبكى ويطرق على الباب بيده الصغيره ويحاول فتح الباب ولكنه لم يستطيع نتيجه لقصر طوله فظل يبكى بشده فجرت جنى ناحيته بسرعه وهتفت قائله
جنى وهى تحتضنه : يا حبيبى جدو مش هنا .. بطل عياط يا قلب ماما .. وبعدين بابا مش قصده يزعقلك .. بابا بيحبك .. بس هو تعبان شويه
سليم الصغير ببكاء : جدو فين يا ماما ؟ .. أنا هقوله يضرب بابا
جنى : جدو مسافر يا حبيبى .. يلا تعال نطلع فووق ننام
أخذ سليم الصغير يصرخ ويبكى ويتلوى فى أحضان والدته فصرخ فارس فيه
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : بطل عياط .. سامع
أخذ الطفل يصرخ بشده كلما صرخ والده
فارس بعصبيه : مش سامع قولتلك إيه .. هو أنا كلامى مبيتسمعش .. أضربك يعنى
وكاد أن يضربه فأمسكت جنى بسليم الصغير بشده وأدارت جسدها للجهه الأخرى وخبأته بأحضانها وهتفت قائله
جنى بخوف : لا يا فارس .. أنت هتضربه
فى تلك الأثناء نهض سليم ورؤى من الحديقه ما إن إستمعوا لصراخ فارس وتوجهوا بسرعه إلى الفيلا وما إن دخلوا حتى وجدوا فارس يصرخ فى سليم الصغير ويوشك على ضربه وجنى تمنعه فتوجه سليم إليه بسرعه وأمسكه وهتف قائلا
سليم بغضب : إيه إلى بتعمله ده أنت إتجننت .. فى حد بيصرخ فى طفل كدا
فارس بغضب : عشان أنا كلامى مبيتسمعش
سليم : خلاص يا فارس .. الولد بيصرخ من الخوف .. كفايه كدا
ثم توجه سليم إلى سليم الصغير وأخذه من جنى وقبله وهتف قائلا
سليم بهدوء : بس يا حبيبى .. معلش .. أنا هضربلك بابا
ثم وجه حديثه لرؤى : رؤى خديه وإطلعوا فووق خليه معاكى النهارده
رؤى بهدوء : حاضر
وبالفعل أخذت سليم الصغير من سليم وقبلته وصعدت به إلى غرفتها .... وما إن صعدت رؤى حتى إقترب سليم من جنى وهتف قائلا
سليم : إطلعى أنتى يا جنى لو سمحتى .. أنا هقعد مع فارس شويه
جنى بهدوء : طيب
وصعدت جنى إلى الطابق العلوى .. وما إن صعدت حتى هتف سليم قائلا
سليم : ممكن أفهم إيه إلى بتعمله ده ؟؟ ... فى حد يزعق لطفل صغير كدا
فارس بغضب : هو إلى مبيسمعشى الكلام
سليم : هو عشان مبيسمعش الكلام تقوم تصرخ فيه كدا .. ليه كدا يا فارس ؟؟
فارس ببكاء : أنا تعبان يا سليم موت أبويا كسرنى .. مش قادر أستحمل والله .. غصب عنى
إحتضنه سليم وأخذ يربت على ظهره فى حنان
سليم : أنا معاك يا فارس وفى ضهرك دايما .. بس عشان خاطرى .. إهدى شوويه مينفعش تبقى كدا عشان خاطر إبنك على الأقل
إبتعد عنه فارس وأخذ يكفف دموعه ثم هتف قائلا
فارس : طب انا هطلع أشوفه
سليم : لا .. خليه شوفه بكره .. بلاش دلوقتى عشان ميعيطش أكتر
فارس : طيب
سليم : يلا إطلع أوضتك لمراتك .. وأنا رايح أنام .. تصبح على خير
فارس : ماشى .. وأنت من أهله
وبالفعل صعد فارس إلى غرفته
وما إن دخل حتى وجد جنى نائمه فى الفراش ولكنه لاحظ إهتزاز جسدها فعلم أنها تبكى .. فأغلق الباب خلفه بهدوء وتوجه إلي الفراش ... وما إن وصل إليه حتى جلس بجوارها وإقترب منها ووضع يده على شعرها وهتف قائلا
فارس : جنى
لم ترد جنى بينما زادت شهقات بكاءها فأداراها فارس إليه وهتف قائلا وهو يضمها إلى صدره
فارس : أنا أسف .. حقك عليا يا حبيبتى
جنى ببكاء وهى تدفع فارس بعيدا عنها : وسع يا فارس .. أنا زعلانه منك
شدد فارس من إحتضانها ولم يدعها تبتعد وهتف قائلا
فارس : معلش يا جنى إستحملينى شويه الفتره دى .. أنا والله تعبان أوى
جنى وهى تحتضنه : أنا بحبك أوى يا فارس .. وهضل دايما جنبك
فارس وهو يقبل جبتها : وأنا كمان بحبك .. ربنا يخليكى ليا
ثم بعد فتره راحت جنى فى سبات عميق وما إن أحس فارس بنومها حتى أبعدها برفق عن صدره ونهض من جوارها وتوجه للشرفه وجلس على الكرسى وأخذ يتطلع أمامه فى حزن
.... عوده إلى الوقت الحاضر ....
بعد فتره قصيره
نزل الجميع للأسفل وجلسوا على الطاوله وجلست فريده فى مكانها وتركت كرسى عز فارغا
فريده : كل يوم كلنا هنتجمع هنا على السفره وهناكل مع بعض .. دى كانت وصيه عز .. وهنفذها ومش عايزه أى حد يخلف بوصيته ولا يقول فى مره إنه مش هينزل
فى تلك اللحظه أتى سليم وما إن دخل حتى توجه ليجلس على الطاوله وهتف قائلا
سليم : أنا أسف على التأخير
فريده : سليم تعال هنا .. أنت هتقعد هنا
سليم بدهشه : إيه !
فريده : عز الله يرحمه لما خلاك مسئول وإداك المسئوليه مع أبوك كان عارف إنك قدها وعشان كدا أنت هتقعد مكان عز .. تعال يا سليم
ذهب سليم إلى الكرسى وتردد فى الجلوس عليه ولكن فريده نظرت إليه وهزت رأسها إيجابا كى تشجعه على الجلوس فجلس سليم
فريده : من هنا ورايح .. مكانك هيبقى هنا يا سليم
أومأ سليم برأسه إيجابا .. وأكمل الجميع فطورهم
وأثناء تناولهم للفطور نزل سليم الصغير على السلم وهو يفرك عينيه وما إن وصل إليهم حتى ذهب إلى سليم فحمله سليم وأجلسه على قدمه
سليم : صباح الخير يا حبيبى
سليم الصغير بنعاس : صباح النور يا عمو
جنى : تعال يا سليم هنا .. عشان تاكل
نزل سليم الصغير من على رجل سليم وتوجه إلى جنى فحملته وأجلسته بجوارها وأخذت تطعمه .. وما إن إنتهوا جميعا من الفطور حتى ذهبوا ليجلسوا جميعا بالحديقه
وأثناء جلوسهم بالحديقه هتف فارس موجها حديثه لسليم الصغير
فارس : سليم
نظر إليه سليم الصغير فى خوف وحزن ولم يرد .. فنكس فارس رأسه فى حزن .. ثم نهض وتوجه إليه وما إن وصل إليه حتى نزل على ركبتيه وهتف قائلا
فارس : أنت زعلان منى ؟؟
نظر إليه سليم الصغير وترقرت الدموع فى عينيه وهز رأسه إيجابا ... فأمسك فارس يده وقبلها فى حنان وهتف قائلا
فارس : أنا أسف .. متزعلش من بابا .. بابا بيحبك
سليم الصغير : لا .. أنت بتزعقلى .. أنا هقول لجدو عليك
فارس : لا أنا بحبك .. .. تيجى نلعب أنا وأنت سوا
هز سليم الصغير رأسه فى فرح .. فإبتسم له فارس وإحتضنه
ثم ذهب سليم الصغير ليحضر الكره الخاصه به وأخذ يدفعها بقدمه الصغيره بإتجاه فارس وفارس يردها إليه وظلوا يلعبون لفتره
وفى المساء
كان سليم يقف بالحديقه شاردا كعادته منذ وفاه عز .. يفكر بكلام عز ووصيته له وفجأه أخذ يغنى بصوته العذب والدموع تترقرق فى عينيه
لفيت كتير .. شفت المصير
الى انتهاله .. ناس كتير
القاه أنا
فى الدنيا ليه .. دايما نهايه محزنه
جوايا خوف ... من كلمه الظروف
تبقى طريق .. للوحده تذلنا
اوعدونى ... تبقوا جنبى تطمنونى
اوعدونى .. مهما كان مش هتسيبونى
يوم ما اروح .. والدنيا تدارينى
والوحده تنادينى ... زرونى مره كل عيد
اشوفكوا حتى من بعيد
اوعدونى لو يوم لقيت .. نفسى انحنيت
واحتجت من ضعفى ... بلاش تتأخروا
الناس تغيب .. بس أنتوا لازم تفضلوا
خايف أكون .. فى الدنيا وحيد
عمرى يهون .. أضيع وأنتو بعيد
إوعدونى ...تبقوا جنبى تطمنونى
إوعدونى ... مهما كان مش هتسيبونى
وفى تلك الأثناء جاء سليم الصغير وأمسك بقدم سليم كأنه يقول له ببراءته المعتاده : أنا معك
فنظر له سليم والدموع تنهمر من عينيه .. وحمله وإحتضنه ... وكان يتطلع عليهم فارس بأعين دامعه من شرفه حجرته فأتت جنى وإحتضنته من ظهره ... أما رؤى فكانت هى الأخرى تقف فى شرفه حجرتها وهى تبكى وتتطلع إلى سليم
أما فريده فكانت تقف فى الحديقه تستمع إليه والدموع تنهمر من عينيها وجلست فى ركن بعيد تتذكر عز وذكرياتهم سويا
*********************************
وبعد مرور ثلاثه أيام
توجه سليم وفارس مره أخرى إلى القاهره للعوده إلى العمل .... وخلال فتره عملهم لاحظ فارس عصبيه سليم وشروده الدائم .... وكان يحاول دوما التحدث معه وكان سليم يحاول إشغال نفسه فى العمل بكثره فموت عز قد أثر عليه بشكل كبير .. ومع ذلك كان سليم يحاول قدر الإمكان أن يبدو متماسكا أمام فارس ويحاول هو الأخر التخفيف عنه
أما فريده فكانت دوما فى المساء تنام وهى محتضنه لملابس عز ولا تغفو إلا بجوارها ..
أما فريد فكان يحاول إشغال نفسه بالمرضى والمستشفى لكى يخفف عن نفسه ذكرى رحيل عز
و رؤى كانت تذهب للمرسم يوميا وتجلس به وتتطلع إلى لوحات عز وتبكى
أما حازم فكان منشغلا هو الأخر فى عمله .. فعلى الرغم من مزاحه وروحه المرحه دوما إلا أن موت عز أثر فيه وكسر شيئا كبيرا بداخله
وإستمر كل أفراد العائله فى العمل .. كل منهم يحاول أن يلهى نفسه عن التفكير والحزن ..
وإستمر فارس وسليم كذلك فى التدريب ولم ينزلا الأسكندريه لفتره طويله وكانوا يطمئنوا على العائله بالهاتف وعوده حازم ووجوده مع العائله فى تلك الفتره هو ما جعل فارس وسليم مطمئنين إلى حد ما