رواية الطفلة والوحش الفصل السابع والعشرون بقلم نورا السنباطي
كل اللي سمعه يزن، كان أنفاس الجميع المتقطعة، وخبط قلبه اللي بيرجع يدوّي في صدره زي طبل المو*ت.
كانت آرين لسه نازلة من فوق
– في إيه؟! إيه اللي حصل؟!
يزن بصّ لها بسرعة، ومد إيده يمنعها تنزل:
– لا يا آرين… ارجعي، ما تنزليش!
لكنها كانت نازلة… زي المجنونة.
**
وصلت، وشافت المشهد…
ليليان مرمية على الأرض، عينيها واسعين من الصدمة، وندى بتبكي، وفهد واقف متحجر، وإيده على خصره كأنه بيقاوم إنه ما ينفجرش من الغضب.
وراحت عيونها… ناحية الحارس.
الد*م… ريحته كانت طاغية. الورقة… بتترعش في إيد يزن، وصوته مكتوم.
وقعت آرين على الأرض، بإيديها، برجليها، بصوتها… كل حاجة فيها كانت بترتعش وهي بتصرخ:
– لأااا
صرختها قطعت سكون اللحظة…
اتحرك يزن بسرعة، عليها وهو بيحضنها من ضهرها، وغطّى عينيها بكفوفه وهو بيقول بحزم:
– ما تبصيييش! ما تبصيش يا آرين!
بس آرين كانت شافت خلاص…
شافت الد*م…
شافت ج*ثة الحارس…
وشافت الورقة.
قلبها كان بيخبط في صدرها زي طبلة حرب، ونَفَسها بيتقطع.
ـ يزن… هو ما*ت؟!
ـ حد ق*تله؟!
ـ فيييه إيييييه؟!
كان صوتها كله هلع… زي طفلة بتنهار في حلم مر*عب مش قادرة تصحى منه.
**
رعد زعق بصوت عالي:
– طلعوها فوق! حد يطلّعها دلوقتي!
ماري كانت أول وحدة جريت عليها، ونادين ساعدتها، شدوا آرين من الأرض بالعافية، وهي مش قادرة تمشي من الرجفة، صوتها مبحوح وهي بتهمس:
– يزن ..يزن انا عايزة يزن
آرين اتسندت على نادين، وهي بتبكي بتنهيدة طفلة صغيرة:
– ليه؟ ليه حد يق*تله كده؟!
نادين كانت بتحاول تهديها، ودموعها نازلة هي كمان، لكن قلبها كان بيصرخ:
> "في حد عايز يخلّي الفرح يتحوّل لجح*يم!"
**
الشرطة بدأت تعاين، والضابط عمر كان واقف جنب يزن، بيقلب في الورقة وهو بيقول:
– الرسالة دي واضحة… الشخص ده مش بس بيحب مراتك، ده مهووس.
يزن – بنبرة مليانة غِلّ وغيرة:
– وده معناه إنه هيعمل أي حاجة… حتى الق*تل.
ـ ومعناه كمان إنك المستهدف الجاي.
**
في أوضة آرين…
كانت قاعدة على السرير، وعيونها مليانة دمع، ووشها شاحب كأنها شافت كابوس.
نادين جنبها، وماري على رجلها بتطبطب، وليليان لسه مش مستوعبة.
آرين همست بخوف:
– أنا السبب… أنا السبب إنه ما*ت.
ماري ـ لااا يا حبيبتي، انتي مالكش ذنب!
آرين – بصوت مكسور:
– انا السبب
سكتت لحظة… وبعدين قالت:
– يزن في خطر… لازم نمشي من هنا، حالًا!
**
في نفس اللحظة…
يزن كان بيصرّ على كلامه قدام رعد وفهد ويامن:
– مش ههرب. ومش هخليها تهرب.
اللي يق*تل حارس عشان يهددني، يقدر يعمل أكتر.
فهد – بحدة:
– عشان كده لازم نحميها! ماينفعش نسيب آرين مكشوفة، مش بعد التهديد ده.
يزن – بصوت هادي بس قاتل:
– آرين هتكون في القصر… بس من دلوقتي، الحراسة تتضاعف.
كاميرات جديدة، فرق حراسة على مدار الساعة… ومش هنستنى، احنا اللي هنطارد القا*تل.
**
نرجع للأوضة…
آرين كانت قاعدة، ساكتة، بتبص في الفراغ، فجأة وشها تبدّل.
قالت بنبرة خافتة:
– أنا سمعت صوت… قبل ما أنزل.
البنات كلهم بصوا لها بذهول.
ـ صوت إيه؟!
– كان فيه حد… بينده عليا.
– كنت فاكراه اني بتهيألي بس دلوقتي متأكدة.
– كان فيه صوت رخيم، غريب… بيقول:
> "لو مش ليا… مش هتكوني لحد."
سكتت.
الصمت ضرب الأوضة.
قامت ماري بسرعة وخرجت تجري ليزن.
– يزن… آرين سمعته!
– قبل ما تنزل… حد نده عليها.
يزن بص لها… ووشه اتجمّد.
– الصوت ده… هو اللي كتب الرسالة.
– الشخص ده… كان جوه القصر.
**
رعد دخل بسرعة وقال:
– جبنا حاجة غريبة في الجنينة.
ـ إيه؟!
– كاميرا صغيرة… مزروعة جوه شجرة…
ووش يزن وهو بيغنّي لآرين، كان متصور من زاوية تانية…
زاوية محدش يعرف عنها حاجة!
يزن اتكلم، بصوت جامد:
– يبقى القا*تل… مش بس عارفنا.
– ده معانا.
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
شخص لابس كمامة وقف في أوضة مليانة صور مطبوعة…
صور لآرين وهي نايمة، وهي بتضحك، وهي ماشية في الجامعة… صور كلها من شهور
مسك صورة ليزن ورماها على الأرض، وداس عليها…
وقال:
– خلّي فرحتك تكمل يا صيّاد…
بس اوعى تنسى…
> "العرائس الحلوة… ماينفعش تفضل جنب وحش."
ورجع يضحك… بصوت بيصحي الشيا*طين
.
**
رجعنا للقصر…
رعد كان بيتكلم مع الأمن:
– كاميرات المراقبة اشتغلت؟ عايز كل دقيقة اتسجلت من وقت الفرح لحد دلوقتي.
محمد اتوتر، وقال:
– بس في عطل جه على السيرفر الأساسي من 3 ساعات.
يزن بصله بجمود:
– تقصد يعني إن القا*تل دخل… وخرج… من غير ما نعرف مين هو؟!
فهد دخل وقال بنبرة مقلقة:
– في حاجة أغرب…
– إيه؟
– البوابة الأمامية مقفولة بالكود... ماحدش دخل منها.
يعني اللي دخل… كان جوه الفرح أصلاً.
الصدمة خبطت في وش الجميع.
ـ تقصد إيه؟! ـ القا*تل كان واحد من الضيوف؟!
**
الليل اتقل…
وفي أوضة المكتب، اجتمع يزن، رعد، فهد، لؤي ، ويامن وذياد
رعد قال بصوت تقيل:
– في احتمال كبير إن اللي ورا ده مش مريض بس… ده دارسكم كويس.
يزن:
… استخبى وسط الفرح، وسط الزحمة.
فهد:
– لازم ننقل آرين من هنا.
يزن رفض بعنف:
– لا. لو طلعنا من هنا هنبان إننا خايفين
سكت لحظة، وبعدين قال بنبرة حاسمة:
– ولو عايز يلعب… أنا جاهز.
**
الفصل لسه في بدايته…
وفيه أسرار، وجثث تانية، ومفاجآت هتقلب القصر فوق تحت.
دلوقتي القصة بقت أكتر من حب…
بقت صراع بين "الوحش" الحقيقي… ومهووس آرين
##########################
في غرفة المراقبة الخاصة بالقصر…
كان رؤوف واقف قدام الشاشات، بيقلب في تسجيلات تانية، احتياطية، من كاميرات غير متصلة بالسيرفر الرئيسي.
رؤوف – بصوت مبحوح:
– في حاجة… لحظة بس!
– دي الكاميرا اللي على البوابة الخلفية... اشتغلت لحظة واحدة قبل ما تتقفل!
رعد دخل بسرعة:
– شغّل الصورة… بسرعة!
الصورة كانت مهزوزة، ضعيفة، لكن في جسم متخفي رياضي ، لابس سترة سميكة، ووشه مش باين في وشم عقرب علي إيده
بس اللي خلّى الكل يتجمّد…
إنه كان شايل "صندوق صغير أسود" وبيتحرك بمنتهى الهدوء، وكأنه عارف كل زاوية في المكان.
**
رعد تمتم:
– ده مش قا*تل عشوائي… ده شخص مدرّب.
– ودي مش أول مرة يدخل فيها القصر.
***************************************
في نفس الوقت ده، كانت آرين بتتنفّس بصعوبة وهي
نزلت تجري، طلعت ليزن، الصورة في إيدها:
– يزن الصورة دي كانت واقعه جنب الكوميدينو
يزن خَد الصورة، وشاف العلامة اللي في طرف الصورة… رمز صغير محفور تحت الطباعة، علامة زي رأس أفعى ملتفّة حوالين كلمة:
**"Lamia"**
**
رعد صرخ فجأة:
– استنى! الرمز ده… شفته قبل كده.
– ده توقيع معروف لتشكيل إلكتروني بيشتغل على التشفير واختراق أنظمة الأمان…
– بس دايمًا بيتقال إنه مجرد أسطورة… شبكة اسمها Lamia.
يزن بجمود:
– يعني إحنا مش بس قدام مهووس.
– إحنا قدام شبكة... هدفها آرين.
**
في الوقت ده…
كانت نادين خارجة من أوضتها، وبتعدّي من جنب الشرفة الخلفية، لما سمعت صوت حاجة بتتهامس في الجنينة.
قربت ببطء…
وبتشوفه.
شخص واقف جنب شجرة، بيكلم حد على جهاز لاسلكي صغير، وبيقول:
– الهدف بدأ يشك… لازم ننفّذ المرحلة التانية قبل ما تتأمن زيادة.
عيون نادين اتسعت، لكن قبل ما تتحرك…
صوت من وراها قال بهمس:
– صغيرتي الجميلة أليس من العيب الاستماع إلي حديث شخص أخر
لفت… لقت نفسها وجهاً لوجه مع شخص مقنّع.
**
صر*خت نادين بكل قوتها، لكن الإيد كانت أسرع.
حط إيده على بُقها، وجرّها نحية السور الخلفي…
قبل ما يتدخل "ذياد" بقوة، صوته بيهدر:
– سيبهاااا!
هجم عليه، والاشتباك بدأ وسط العتمة!
ضر*بات، ور*كلات، وسك*ينة لمع نصلها للحظة…
لكن ذياد كان أقوى.
وقع المقنّع، وجرى هارب، وفهد لحقه بس ما لحقش يقبض عليه، اختفى في الغابة الخلفية للقصر.
رجع ل نادين وهو بيهلث:
– إنتي كويسة؟!
– نادين، ردي عليا!
نادين كانت منهارة، بس عنيها بتلمع من الصدمة:
– أنا سمعتهم… مش واحد، دول كتير.
**
يزن كان بيسمع من فهد، ووشه اتحول لجماد.
– يعني… فرحنا كان البداية بس؟!
قالها، وبص لمكتبه…
وقام بهدوء قا*تل، فتح درج مكتبه، طلع مسد*س
رعد – بحدة:
– يزن؟!
– انت ناوي على إيه؟
يزن – بنظرة مميتة:
– خلّصنا لعبة الحب.
– دلوقتي نلعب لعبتي أنا
لكن فجأة إستوعب حاجة ولف ل الجميع بزعر وقال ـ ريڤان فين
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم