رواية اوجاع الماضي الفصل الثامن والعشرون
الهام: طيب بس ازاي؟
عوف: بالفلوس، كله بالفلوس، اندهي بس انتي على الممرضة.
(لتضرب الهام الجرس وتأتي الممرضة)
عوف: (يدس في يدها مبلغ من المال)
الممرضة: فلوس إيه ديه؟
عوف: اسمعي الكلام اللي هجوله زين.
الممرضة: جول.
(ليبلغها عوف بما يريد)
الممرضة: حاضر، من عيني.
(وتتركهم وتذهب)
عوف: وله يهمك يا ست الستات، ولدك هياجي ف حضنك وهنخرجه من المشتشفي من غير ماحد يحس بينا.
أما في منزل عياش
(يصل شمس)
شمس: أنا جيت يا أبا، وياريتني سمعت كلامك من الأول.
عبدالرحيم: عشان تعرف بس إن أبوك كان عنده حج ف كل اللي بيعمله.
(ثم ينظر شمس إلى ملك)
شمس: إيه ده؟ إيه جاب البت ديه هنا؟
عبدالرحيم: ما هو أنا اللي كنت باعتها عشان تجيبلي الأخبار.
(ليمثل شمس أنه تفاجأ)
عبدالرحيم: إيه رأيك ف أبوك؟
شمس: أيوه بس عز وعياله هياخدوا كل حاجه.
عبدالرحيم: على جثتي.
شمس: أنا فكرت ف حاجه.
عبدالرحيم: جول.
شمس: هخطف جميلة بت عز، ومش هخليهم ياخدوها غير لما جدي يكتبلنا كل حاجه.
عبدالرحيم: عافيه عليك، طالع لأبوك.
عبدالرحيم: ومين اللي هيخرجها من البيت؟
شمس: ملك هتروح لها وتقولها تعالي نتمشى شويه.
عبدالرحيم: براوه عليك.
ملك: وأنا تحت أمركم ف أي حاجه.
عبدالرحيم: نسيت أقولك، ملك تبقى عروستي، هنتجوز بعد ما ناخد كل حاجه.
شمس: ألف مبروك.
شمس: أمي تستاهل عشان واقفه معاهم.
عبدالرحيم: بكره نطرد الكل ونبقى إحنا أسيادهم.
شمس: اللي تشوفه يا أبا، ونزار كمان معانا.
عبدالرحيم: أيوه كده، أنا أقول إني خلفت رجاله صح.
شمس: حبيبي يا أبا.
عبدالرحيم: ياله يا ملك، انتي روحي خرجي البت جميلة من البيت.
شمس: طيب هنودوها فين؟
عبدالرحيم: عند عجور ف الجبل.
شمس: فكره زينه عشان محدش يعرف طريقها.
ملك: ها، أروح أنا.
عبدالرحيم: خلي بالك على نفسك يا قشطه بالعسل انتي.
ملك: عنيا يا قمر.
أما في منزل الحج حامد
(يصل عبدالكريم)
الحج حامد: تعالي نجعد ف المكتب.
عبدالكريم: حاضر.
إكرام: هاتي تلفونك وتعالي.
إكرام: حاضر يا أبا.
(ليدخلوا المكتب)
حامد: اسمع يا عبدالكريم، حجك إنك تتجوز مش عيب ولا حرام.
عبدالكريم: أتجوز؟ بس أنا...
حامد: اسمع الحديث للآخر، عشان انت ضحكوا عليك، وشرفك بقى ف الأرض.
عبدالكريم: بتقول إيه؟
حامد: تعالي يا إكرام، وهاتيلي التلفون واطلعي ناديلي على عز والوزير.
إكرام: حاضر.
(ليفتح حامد التليفون)
حامد: مش ديه صورك مع مراتك الجديدة؟
حامد: خدامة بنتي؟ مش ده صوتك؟
حامد: اسمع بقى...
(لكن المفاجأة لما عز ينده)
عبدالكريم: مين اللي بعتلكم الحاجات ديه؟
حامد: ولاد الحرام كتير.
حامد: تعالي يا عز، اتفضل يا باشا.
عز: خير يا أبا، فيه إيه؟
حامد: سلم على جوز أختك.
عز: لمؤاخذة... خُتش باللي إزيك يا عبدالكريم.
الوزير: أهلاً بيك يا شيخ، سمعت إنك شيخ الجامع؟
حامد: بعد إذن حضرتك يا باشا، شوف كده التحاليل اللي على التليفون.
كمال: هات يا حج.
(ليأخذ كمال التليفون ويقرأ)
كمال: التحاليل ديه باسم عبدالكريم، وبتقول إنه عقيم، وعنده عقم من الدرجة الأولى، يعني يستحيل يخلف.
عبدالكريم: حضرتك بتقول إيه؟ ده أنا اتجوزت، ومراتي حبلى!
عبدالكريم: وإكرام هيّا اللي عاقر.
(لتدخل عليهم إكرام)
إكرام: لا يا جوزي، انت اللي عقيم، أنا فيا الخلفة، بس قلت ده قدري، وعشت معاك، وما رضيتش أطلق منك واتجوز غيرك، عشان أبقى أم، وقلت أرضى بنصيبي.
عبدالكريم: ده أكيد ملعوب منك، عشان عرفتي إن مراتي حبلى، وانتي عاقر!
كمال: انت يا بني آدم، التحاليل اللي قدامي بتقول إنك عقيم، يعني عمرك ما هتخلف.
عبدالكريم: يعني قصدك إن عواطف مش حبلى مني؟
إكرام: (تمسك سلسلة فيها مصحف) ورب المصحف ديه، انت عقيم.
(ليتركهم عبدالكريم غاضب ومتجهًا إلى منزله)
---
وها هي ملك قد وصلت إلى منزل الحج حامد
ملك: إيه، هو مافيش حد ولا إيه؟
(لترى حامد ينزل من على الدرج)
ملك: ده انت كنت مستني بقى؟
حامد: شُفتك من الشباك، هاه، عامله إيه؟
ملك: الحمد لله، تمام.
ملك: فين الباشا؟
حامد: مش عارف، استني طيب لما أطمن عليكي.
ملك: مافيش وقت.
(لتخرج عليهم إكرام من المكتب)
حامد: أمال بابا وأنكل كمال فين يا عمتو؟
إكرام: جوه في المكتب مع جدك.
ملك: تمام، أنا هدخل لهم.
(لتدخل عليهم ملك)
ملك: الخطة نجحت، وشمس في البيت عندنا، وأنا المفروض أخرج جميلة عشان شمس يخطفها ويساوم عليها.
كمال: كده تمام أوي، اسمعي يا ملك، خدي الجهاز ده، اديه لشمس وخليه يسجل كل حاجه بتحصل.
كمال: ده جهاز حديث جداً، بعت جبته من مصر، بيسجل ويصور في نفس الوقت.
ملك: حاضر، هيّا جميلة فين؟
عز: مش عارف، الجد...
ملك: نايمه في جناح شمس مع حامد الصغير، الواد متعلق بيها جوي.
ملك: هطلع أندهلها، عن إذنكم.
(لتتركهم ملك وتصعد إلى جميلة، لتجدها محتضنة الطفل وتلعب معاه)
ملك: شمس، ياله، مافيش وقت، الخطة بدأت.
جميلة: حالاً، هغير وأجي معاكي.
الطفل: رايحة فين يا ماما؟
جميلة: هجيبلك حاجه حلوه وأجي على طول.
الطفل: أوعي تعملي زي أمي ومتجيش تاني.
جميلة: أوعدك، هاجيلك يا قلب ماما.
الطفل: وأنا هستناكي لغيت ما تيجي، بس أوعي تتأخري.
جميلة: (تقبّله) من عيني الاتنين، بس هنتفق اتفاق.
جميلة: تسمع الكلام وتاكل أكلك كله.
الطفل: حاضر.
جميلة: هروح أنا أغير هدومي.
(ثم تخرج جميلة ومعها ملك)
حامد: اخو جميله ملك خلو بالكم من بعض ولو حسيتو باءي حاجه مريبه اتصلوا بيا.
ملك: تمام.
حامد: روحي انتي بقا يا جميله وسيبني مع ملك شويه.
(لتتركهم)
حامد: ملك انا عاوز اقولك حاجه
ملك: قول
حامد: هنا مش هينفع تعالي ندخل الجنينه
ملك: حاضر
(ليخرج حامد ومعه ملك الي الجنينه)
ملك: قول بقا عاوز ايه
حامد: انتي عمرك حبيتي؟
ملك: لا
حامد: ولا ارتبطتي؟
ملك: برده لاء
حامد: وأنا كمان زيك بس اول ما شوفتك قلبي دق دقه غريبه مش هقول أنه حب لكنه اعجاب واعجاب شديد كمان
ملك: طاب لما يبقا حب ابقا قوللي
حامد: انتي ايه مش حاسه؟
ملك: مش بتقول اعجاب
حامد: انا بقا اروح لعبدالرحيم هو بيحبني وبيدلعني ده بيقول لي قشطه بالعسل
حامد: بغيره ملك اظبطي انتي حبيبتي انا لوحدي
ملك: ايوه كده انطق يا حضره الرائد حامد
حامد: يعني كنتي عاوزاني اعترف
ملك: واعترفت من اول قلم
حامد: طاب عشان خاطري خلي بالك من نفسك
ملك: طاب انا بقا بحبك
(وتتركه ملك وتدخل المنزل)
حامد: هو اللي انا سمعته ده بجد ولا يمكن سمعت غلط؟
(ليدخل حامد المنزل ليجدها جالسه)
حامد: ملك انتي قولتي حاجه واحنا ف الجنينه؟
ملك: انا قولت ايه؟
حامد: قولتي بحبك
ملك: انا شاطره خليتك اعترفت بصره احنا الاتنين اعترفنا
(لتنزل عليهم جميله)
جميله: بتعملو ايه؟
حامد: جميله انا عارف انك هتفرحيلي انا بحب ملك
جميله: ما انا عارفه وهيا كمان بتحبك ياله ياست ملك خلينا نلحق
حامد: جميله انا معنديش اغلي منكم
جميله: ربنا يخليك ليا يارب
ملك: مش هتدخلي لجدك؟
جميله: هدخل اهو
(لتدخل جميله عليهم)
كمال: جميله لو عاوزه نغير الخطه ومتروحيش خليكي يا بنتي
جميله: حق اكمل يا انكل
الجد: متخافش عليها شمش معاها وربنا جبل الكل
عز: جميله
جميله: متقلقش عليا
(لتتركهم جميله وتخرج)
الجد: مش عارف اشكرك ازاي يا باشا
عز: هو فيه ايه؟
كمال: انا هقولك فيه ايه انا والحج اتفقنا اننا نقرب جميله وشمس من بعض الاتنين مجروحين وهما اللي هيداوو بعض
عز: قد ايه انته جميل يا كمل رغم اللي حصل لأكمل وبرده بتفكر لغيرك
كمال: ابني الله يرحمه ده قدره ومش عشان ابني مات يبقي جميله هيا كمان تموت أن عارف ان اكمل هيكون سعيد لما يشعر أن جميله سعيده ف حياتها
(ليحتضنه عز)
عز: ربنا ميحرمنيش منك يا صاحبي
كمال: انا انسان قبل ما اكون وزير
كمال: أما اكمل ابني انا عارف أنه ف مكان احسن ف جنه ربنا سبحانه وتعالى
عز: ونعمه بالله ايه ده احنا اتلهينا ونسينا عبدالكريم احسن يروح يعمل حاجه ف عواطف ديه
كمال: متقلقش إنشاءالله خير
أما في منزل عبدالكريم
(نجده يصل وهو غاضب)
عبدالكريم: عواطف يا عواطف فينك
عواطف: انا هنا اهه
عبدالكريم: عاوز اعرف الواد اللي ف بطنك ديتي واد مين؟
عواطف: واد مين كيف يعني ولدك ومن صلبك
عبدالكريم: ازاي وانا راجل عجيم
عواطف: جطع لسان اللي يجول عليك كده انته راجل وسيد الرجاله
عبدالكريم: التحاليل اللي علي تلفون إكرام بتجول اني عجيم وكمان ايه اللي وصلها صورنا مع بعض وحديتنا كمان؟
عواطف: بمثيل الزعل طاب وهو احنا عمرنا اتصورنا مع بعض؟
عبدالكريم: له عواطف
عواطف: طاب جول لنفسك تلجاه نزار ولد اخوها هو اللي عمل كده لما عرف أننا مجوزين هو سهانا وصورنا
عبد الكريم: والتحاليل؟
عواطف: طاب هما دول يخفي عليهم خافيه يدهم طايله وتلجاهم زورو التحاليل ولو مش مصدجني تعالي دلوك نروحو نعملو تحاليل عشان تتاءكد أن اللي ف بطني ولدك بس بعد متعرف انا ها اخد عيالي وامشي ما هو انا كده ماليش حظ ولا بخت مع حد
عبدالكريم: يعني هو ولدي؟
عواطف: مبجولك تعالي نعملو تحاليل حالا ياله
(ليشعر عبدالكريم أنه ظلمها)
عبدالكريم: انا طالع وجاي
عواطف: له تعالي نعملو التحاليل ياله عشان تعرف انك ظلمتني
عبدالكريم: له يا بت الناس انتي مرتي واللي ف بطنك ولدي ومن صلبي واللي مش عاجبه يخبط رأسه ف الحيط
(ليتركها عبدالكريم يذهب الي منزل الحج حامد)
أما الهام
(هاهي تصل إلي المنزل ومعها عوف ووالدته)
ام عوف: تعالي ارتاحي علي مسويلك الوكل
الهام: بحزن خدي الواد ديتي معوزاش اشوفه
ام عوف: رضعيه وهاتيه
الهام: له خدي هاتيله لبن صناعي انا جرفانه من شكله
ام عوف: هاتي اجيبله
الهام: البنات فين؟
ام عوف: مع مرت ولدي
الهام: هيا نوال مرت عوف؟
ام عوف: بخبث له عوف مش متجوز ديه مرت ولدي الكبير مسافر بيشتغل ف مصر علي باب الله
الهام: خدي فلوس بزيادة وهاتي كل اللي ناجص
ام عوف: بطمع هاتي ياحبيبتي
(لتتركها ام عوف وتدخل شقتها)
ام عوف: بت يا نوال خدي الواد ديتي شربيه اي حاجه أمه مرضياش ترضعه جرفانه من شكله
نوال: الواد ديتي شكله بخوف جوي
ام عوف: خلاص ارزعيه في أي حته واجفلي عليه
نوال: له يا اختي انا خايفه من شكله
ام عوف: يا بت ده مستكف
نوال: كمان مستكف
ام عوف: بجولك ايه سيبيه معايا وروحي هاتي الطلبات خدي نوال ديه فلوس المغدوره
ام عوف: بت روحي وانتي ساكته اه واسمعي شكلها عينيها علي عوف عشان ساءلتني انتي مرته جولتلها له ديه مرت الكبير وهو شغال ف مصر عوف مش متجوز
نوال: نعم يا اختي؟
ام عوف: عارفه لو كدبتيني جدامها هخلي عوف يجطع جسمك بالسكين وانتي مجربه ضرب عوف زين
نوال: وعلي ايه اسكت علي الأجل هينوبني من الحب جانب
ام عوف: طاب ابجي دخليلها بناتها عاوزاهم هيا
نوال: ده البنته لا بسين دهب كتير
ام عوف: كله هيبجا لينا واكيد كمان البت ديه معاها فلوس كتير ودهب
عوف: تمام جوي كده اتحنجل انا عليها
نوال: وبعدهالك
عوف: هتسكتي وله اجوم ابجك بالسكين اجيب مصارينك
نوال: وعلي ايه
ام عوف: ايوه كده خليكي عاجله
أما عبدالكريم
(ها هو قد ذهب إلى منزل الحج حامد)
عبدالكريم: بصوت عالي كلامي للكل عواطف مرتي وحبلي ف ولدي واللي يجول غيره ذنبه علي جنبه
عز: انته جصدك ايه؟
إكرام: همله يا عز خليه هو كده حابب يعيش كده زي الاطرش ف الزفه
عبدالكريم: انتي طالج يا إكرام وبالتلاته كمان
إكرام: والله لو معنديناش ميت كت رجصت وزغرت
عز: خليك بجا راجل وابعتلها ورجتها
(مع دخول بسيوني عليهم)
بسيوني: صوتكم عالي كده ليه؟
عز: عبدالكريم طلج إكرام
بسيوني: بسعاده باديه عليه طاب وايه يعني والله مكان يستاهلها الست إكرام ست الكل تعالي يا عز انا عاوزك
(عز: تعالي نطلعو نتمشو)
ليخرج عز ومعه بسيوني
عز: خير يا اخويا فيه ايه؟
عز: انا عارف أنه مش وجته
عز: انا كده عرفت انته عاوز ايه لساك رايد إكرام وبتحبها
بسيوني: يشهد ربنا اني زيك زي انته عمرك ما حبيت غير صافيه انا عمري ما حبيت غير إكرام لكن احنا التنين كتمنا الحب ف جلوبنا وجولنا نتجوزو ونعيشو وانا والله من بعد إكرام متجوزت عمري مبصيتلها اي نظره عفشه تجرحها أو تجرحني
عز: ما احنا ف الهوا سوا لكن الظاهر أن الجدر ليه جول تاني
بسيوني: اظاهر كده يا صاحبي ونسيبي
عز: اه يا اخويا ما لبستك خلاص
بسيوني: عنديك مانع؟
عز: بفرحه ده يبجا يوم المني والله بس نخلصو الاول من اللي احنا فيه ديتي ويحلها ربك إنشاءالله
بسيوني: ربنا يخرجنا من المرار ديتي علي خير ويجازي عبدالرحيم اس النصايب كلها