رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل الثاني 2 بقلم صفاء حسنى

 

رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل الثاني بقلم صفاء حسنى

كان واقف بعيد عن صحابه، ماسك سندوتش في إيده، بس مش قادر يبلع لقمة.
عينه مش ثابتة… بتلف تدور على حد.
مش أي حد…
عيونها.

(في سره، وصوته الداخلي هادي وحزين):
"أنا معرفش اسمها…
بس فاكر عيونها كويس…
كانت خايفة، ساكتة، وبتشكرني بصوت واطي كأنها مش مسموحلها تتكلم."

لف وشه على المدرسة الأزهرية اللي جمبهم… فاضية.

(بتنهيدة):
"كان نفسي أشوفها تاني…
بس شكلها اختفت، زي ما طلعت فجأة… راحت فجأة."

سكت لحظة، وبص حواليه، ولما لقاهم بيضحكوا ويزعقوا، رجع يسرح تاني:

(بصوت داخلي):
"عيونها مش عادية…
كان فيها حاجة بتشدني…
كأنها عاوزه تقول حاجة ومش قادرة."

قرب من سور المدرسة، ووقف يبص على البوابة الجديدة اللي سمع إن فيه بنات ا

متكلم بصوت واطي):
"يا ترى… هي هنا؟
ولا راحت ومش هتيجي تاني؟"

خائنة خلف جدران الحب 
الفصل التاني الكاتبة صفاء حسنى 

فلاش باك 

الأب طلع على البيت.وهو يتجنن 
الشارع اتقلب لجبهة تفتيش.
كل أفراد المجموعة اللي كانت هتنفذ العملية، اتمسكوا واحد ورا التاني.
بس هو لا …
كان لسه في البيت، ساكت، مرعوب، وبيفكر.

العمارة اتقلبت على دماغها، عربيات شرطة في الشارع، ضباط بيخبطوا على كل باب)

إيمان واقفة جوه الأوضة، مرعوبة، وصوت أمها بينده عليها:

الأم:
إيمان! الشرطة جاية تفتش! بسرعه دخلت ايمان !

جريت عند رهف اللي كانت واقفة بترعش، وقالتلها:

إيمان (بصوت متوتر):
الورق.. لازم نخبّيه! لازم!

رهف (بسرعة وهي بتجري على أوضتها):
تعالي ورايا!

فتحت ظهر عروسة قماش كبيرة، وبدأوا يخبوا جواها كل الرسائل اللي بينهم.

رهف (بهمس):
محدش هيلاقيهم هنا.

في الوقت ده، كان الضابط واقف في الصالة، بيفتش، وبص في عيون الأم بحدة:

الضابط:
جوزك شغال إيه يا مدام؟

الأم (بثبات):
بشمهندس في شركة بترول.

الضابط خد بطاقتها، وبص فيها.

الضابط:
هنتحرّى عليه.. وهنرجعلكوا.
إحنا بناخد بيانات كل سكان العمارة والمجاورين.
تم التحقيق مع الكل والكل طلع ورقه سليم 

بعد اسبوع 
(مقر سري – تحت الأرض، إضاءة خفيفة – رجال بيحطوا ورق على الترابيزة، وكل واحد لابس لبس مدني بسيط)

اتعقد الاجتماع بعد ما انتهت تحريات الشرطة، واتكلم الراجل الكبير في المنظمة وهو بيبص في عين الأب:

القائد:
الوضع هادي… بس لسه الشرطة حاطة عينها.
علشان كده، لازم ترجع تعيش حياة طبيعية.

الأب:
تقصد إيه؟

القائد:
يعني بنتك تروح المدرسة… ومراتك تروح السوق.
تفتحوا الشباك… تسلم على الجيران.
تضحك.
تعمل دورك… عشان محدش يشك.
يرجع الاب ويبلغهم بالقرار الا انطلب منهم 

(في أوضة إيمان، ماسكة الحبل في إيديها، والرسالة الأخيرة من رهف مكتوب فيها):
"كل حاجة عدت، مش عارفه اشكرك ازاي "

كانت إيمان قاعدة على طرف السرير، ضهرها للشباك وبإيديها الصغيرة ماسكة الحبل اللي رابطها بعالم تاني…
بعالم فيه نور، وحب، وأمل اسمه رهف.

سحبت البَكَرَة، ولقت رسالة جديدة ملفوفة كويس، بخط رهف اللي بقى حافظاه:

رسالة رهف:
"كل حاجة عدّت… مش عارفة أشكرك إزاي!
أنتِ عارفة عمّو بدر الدين إيهاب وعمّو محمد محسن؟
شكروني كتير… وقالولي إني بطلة!
وواحد فيهم قالي: لما تكبري ممكن تشتغلي في الشرطة، علشان إنتِ كنتِ مركّزة في كل تفصيلة."

إيمان ابتسمت والدموع في عينيها…
مسحت طرف عينها، ومسكت القلم، وكتبت على نفس الورقة:

رسالة إيمان:
"وليه لأ؟!
تشتغلي في الشرطة… وتحمي ناس كتير.
بس وقتها لازم تحميني أنا كمان…
وتنقذيني من السجن اللي أنا فيه!"

سكتت لحظة، وكتبت بخط أصغر تحتها:

"على فكرة…
بسبب اللي حصل،
بابا وافق أروح المدرسة…
كأن باب السجن اتفتح شوية."

سحبت البكرة ورجّعتها على الحبل،
وقعدت تبص من الشباك لبكرة الخشب وهي بتتحرك بهدوء مع الهوا…
وحسّت إنها مش لوحدها في الدنيا دي.

📍 بداية اليوم الدراسي – جو الصبح باين عليه عادي… لكن البيت فيه توتر خفي

إيمان كانت واقفة عند باب الشقة، شنطتها متعلقة على ضهرها، ومامتها واقفة جنبها بتعدل الخمار.

الأب خارج من الأوضة، صوته عالي وخطواته تقيلة، ولما شافهم واقفين كده...

وقف قصادهم، عينه في وش بنته.

الأب (بغل وصوت غليظ):
بصوا بقى…
متفتكروش إنكم هتفضلوا في "الحرية" دي كتير!
ده بس لحد ما الشرطة تهدى وتنام.

إيمان (نزلت عينيها فورًا، وإيديها شدت على طرف الشنطة)

الأب (قرب منها، وكلامه بيخرّ نار):
وبعدين… قلبي مش مرتاح.
المنظمة كلها بتشك إن فيه خاين وسطنا!
وأنا مش عايز يكون الخاين ده من أهل بيتي!!

الزوجة (بصوت مخنوق):
حرام عليك يا راجل… دي بنتك.

الأب (بحدة):
بنتي ولا مش بنتي… اللي هيقرب من ظهرنا يتكسر!

إيمان (في سرّها وهي خارجة من الباب):
"كل نفس بتتنفسه… ممكن يكون الأخير."
إيمان نازلة من العمارة، لابسة جلباب نظيف وخمار طويل، وشنطة المدرسة على ضهرها.
خطواتها بطيئة، لكن وشها فيه ابتسامة بسيطة جدًا… كأنها بتتذوّق الحرية لأول مرة من شهور.

إيمان (بصوت داخلي وهي ماشية):
"الحمد لله يا رب… أخيرًا اتنفّست."

في طريقها للمدرسة
ماشيه على رصيف ضيق، الشمس لسه طالعة، بس هي مش شايفة غير ظِل كبير بيجري وراها في خيالها… ظل أبوها.

كل خطوة تقرب من المدرسة، كأنها خطوة هروب من عالم مهدد.

(الصبح – شارع جانبي فاضي نسبيًا، الجو برد خفيف، وإيمان ماشية بحذر)

كانت إيمان لابسة جلباب واسع لونه كحلي، وخمار طويل مغطي شعرها ونصف جسدها … ماسكة شنطة المدرسة بإيدها، وخطاها بطيئة وهي بتبص حوالينها.

بتتلفت يمين وشمال، كأنها مستنية حاجة تحصل… أو خايفة من حاجة تحصل.

كل خطوة بتقرب بيها من المدرسة، كانت بتحس قلبها يدق أسرع.

وفجأة...

خبطت في حد!

وقعت شنطتها واتبعترت الكتب والكشاكيل على الأرض.

إيمان (بصوت مخضوض):
آسفة! آسفة والله!

رفع رأسه، ولد طويل، باين عليه في الصف الإعدادي، أكبر منها بكام سنة.
عينيه واسعة، وعنده كاريزما غريبة، ساعدها يلم الكتب.

الولد (بابتسامة خفيفة):
مش مشكلة، خدي بالك وإنتي ماشية.

إيمان (بخجل وهي بتاخد كتاب من إيده):
شكرًا… ربنا يكرمك.

عينيهم اتقابلوا لحظة…
كانت لحظة صغيرة، لكنها سابت أثر.

إيمان مشيت بسرعة، بس جواها كان في دوشة مش مفهومة، وكل ما تبعد خطوة كانت بتفتكر اللي حصل من أسبوعين…

إيمان قربت من باب المدرسة، ولسه حاسة قلبها مش ثابت.

رفعت إيدها، مسحت عرق خفيف على جبينها، وقالت في سرّها:

"كل حاجة ممكن تنكشف في أي لحظة."

خائنة خلف جدران الحب 
الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل الثاني 

📍 الخائنة خلف جدران الحب

في المدرسة المقابلة – في ساحة أولاد
صديقه يساله 
مالك يا مومن مش على بعضك 
مؤمن محمد محسن يقف الواقفة ده

 سال صاحبه وهو بيبص باندهاش للمدرسة اللي جنبهم.

مؤمن:
أنا مكنتش أعرف إن فيه مدرسة بنات جنبنا!

صاحبه (ضحك):
ما هو أنت عندك حق…
دي مدرسة أزهري، والبنات اللي فيها كلهم لابسين جلابيب وخُمُر طويلة.
شكلهم متدينين أوي… عشان كده مش بيلفتوا نظر حد.

مؤمن (ابتسم بخفة):
واضح إني هبدأ أركز أكتر بقى…

– رهف كانت،متابعة بتسمع 
عينها على مؤمن… ووشها شد.

رهف (في سرّها):
"لا… مش هاسمح لها تتقابل معاه تاني."

تمر الأيام…
والرسايل ما بين رهف وإيمان ما وقفتش.
الكاتبة صفاء حسنى 
بَكَرَة الخشب ملفوف عليها منديل، متعلقة بحبل ما بين بلكونة رهف وبلكونة إيمان.
كل واحدة تشد، تقرأ، ترد.

وفي المقابل، إيمان بتساعدها في المذاكرة، وتحل لها الواجبات، وخلّتها من الأوائل.

بس… العين لسه مترصّدة العمارة.
وفي مرة، أحد الجيران بلغ إن في حركة غريبة حوالين المدرسة الأزهرية، وإن في شخص ممكن يكون بيستخبى وراها.

الكاتبة صفاء حسنى 
(رهف في أوضتها، قاعدة على السرير، جنبها الورق اللي بتوصله من إيمان، وقلمها في إيدها)

كانت بتبص على كل كلمة مكتوبة من إيمان…
بس عنيها مش ثابتة، تفكيرها مش في الجواب…
تفكيرها كان في مؤمن.

رهف (في سرّها):
"بيسأل عليها كل يوم… بيدوّر عليها زي المجنون.
ما ينفعش يقرب منها… إيمان طيبة بس مش هتفهمه زيه."

مسكت ورقة فاضية وبدأت تكتب:

"معلومات مريبة داخل مدرسة البنات الأزهرية،
ورق بيتنقل بين الطالبات بشكل متكرر،
فيه بنات بيبدّلوا رسايل في الحصص،
المدرسة مش آمنة."

طوت الورقة، وخلّتها توصَل لمؤمن عن طريق البريد السري اللي بينهم.

في المدرسة – بعد كام يوم
الشرطة دخلت المدرسة الأزهرية.
أبواب اتقفلت، تفتيش في الشنط، وصرخات بنات بتسأل: "في إيه؟!"

إيمان كانت مرعوبة…
بس رهف كانت واقفة فى مدرستها من بعيد بعينين ما فيهمش دمعة.

رهف (في سرها):
"أنا آسفة يا إيمان… بس أبوكي لازم يخاف.
لازم يعزلك عن هنا وتتنقل من المدرسه ده مش اقدر اخبيك عن مومن كتير …"

الكاتبة صفاء حسنى 

ريس المنظمة واقف قدام الأب، عينه محمرة من الغضب، وصوته بيرجّع في المكان:

ريس المنظمة (بحدة):
إنت لازم تنقل بنتك من المدرسة فورًا!
واضح إنها بتتكلم مع بنت من البنات هناك.
وكده عرفتني مين الخاين اللي كان بيهرّب المعلومات…
بنتك!

الأب (صُدم، صوته نزل):
بنتي؟!!
يعني… إيمان هي اللي…

ريس المنظمة (بصرخة):
آه!
بنتك السبب في كل ده!
لكن عقابها… مش دلوقتي.
لازم نخرج من المأزق الأول… الشرطة لسه مترصدة، ولازم نخلّيهم يهدوا.

الأب (مرتبك وهو بيقرب):
طيب أنقلها فين؟
أعمل إيه؟
أنا عايز بنتي تتربى على أصول الدين مش تروح مدرسة عامة مشتركة!

ريس المنظمة (بضحكة مستفزة):
الدين؟!
بنتك خرجت عن السطر!
دلوقتي هنحطها وسط ولاد القاضي والنائب…
ونشوف هي وصلت ليهم إزاي!

الأب (خبط إيده على الترابيزة):
طب وانا أتصرف إزاي؟!

ريس المنظمة (ببرود مرعب):
اسأل جارك… عن المدارس اللي ينقلوا فيها البنت.
اظهر بدور الأب الضحية.
قول إنك خايف عليها من أجواء المدرسة، وإنك عايز تنقلها لمكان أفضل.
سيب الباقي علينا.

المشهد ينتقل – الأب راجع البيت

كان ماشي في الشارع زي الضحية… ووشه مرسوم عليه حزن كاذب.
قابل الجار اللي ساعده قبل كده وقاله:

الأب (بصوت مخنوق):
أنا تعبان من اللي بيحصل…
المدرسة هناك مش مناسبة، فيها بنات مش كويسين.
أديني بس اسم مدرسة كويسة، تكون قريبة، محترمة، دينية، وتكون بنتي فيها بأمان.

الجار:
عندك مدرسة بنتي… فيها بنتى اسمها رهف، مؤدبة، وفيه ولد ابن القاضي كمان… المدرسة كويسة.

الأب (بصوت داخلي):
"هي دي… المكان اللي المنظمة عايزه ترميها فيه."

الجار والد رهف (قال للأب):
أنا شايف إنك تنقل بنتك للمدرسة التانية…
مع بنتى هناك، أأمن.
المدرسة دي مشكوك فيها!
هز راسه الاب عندك حق شكرا جدا 
دخل 
الأب البيت مولّع!
ضرب الباب برجله، ووشه أحمر من الغضب.

الأب (بيصرخ):
مين سمحلك تتقربي من حد؟!
قلت ميت مرة ممنوع ترفعي عينيكي!
ممنوع كلام! ممنوع صداقات!
أنا عارف إنك ورا اللي بيحصل!

إيمان (بتترعش ودموعها بتنزل):
أنا ما عملتش حاجة… والله العظيم يا بابا ما عملتش…

بس صوته كان أعلى من دموعها… وإيده كانت أقسى من خوفها.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1