رواية موعدنا فى زمن اخر الاقتباس الثانى 2 بقلم مريم الشهاوى

 


رواية موعدنا فى زمن اخر الاقتباس الثانى بقلم مريم الشهاوى

اجرى رحيم مكالمة بهاتفه: "لسه طالعين بعربياتهم.... اه انا متأكد ان العيلة كلها مشيت... مفيش حد اهم حاجة وقفت الكاميرات؟" 

قال عماد صديقه بالهاتف: "كله تمام مفيش ولا كاميرا شغالة في البيت قدرت اتحكم فيهم وهشغلهم بعد مانت تخرج." 

همس رحيم بمكر: "حلو اوى... والحراس؟" 

اجابه عماد بثقة: "متقلقش.... فارس حطلهم منوم هيقعد تلت ساعات اتسحب وخد مفاتيح البوابة وادخل كله امان." 

اغلق رحيم معه مكالمة الهاتف وهو يبتسم بانتصار ثم حمل حقيبته واخذ يخطو خطوات بطيئة نحو المنزل ونجح بمهمة سرق المفاتيح من الحراس وهم نائمون. 

فتح بوابة المنزل الحديدية بحذر، ثم أغلقها خلفه بهدوء ليبدد أي شكوك. تقدم بخطوات حذرة نحو المنزل، وصعد السلالم بتوتر متزايد نحو مهمته "الشريفة" كما يسميها، السرقة. عند دخوله، استشعر الهدوء القاتل الذي يملأ أرجاء المكان، وكأن الجدران تراقبه بصمت.

بدأ في البحث عن أي شيء ذو قيمة، من المجوهرات اللامعة إلى القطع النادرة. كان قلبه يخفق بسرعة، مزيج من الإثارة والخوف. كل قطعة يجدها تزيد من شعوره بالنشوة والغنيمة. عندما وصل إلى غرفة كبير المنزل، المكتب الذي يشتهر بوجود خزنة كبيرة، شعر بشيء من الارتياح، وكأنها غنيمته النهائية. 

فتح باب الغرفة الذي كان يُفتح ببصمة يد صاحب المكتب. لقد حصل على تلك البصمة بمهارة، وكان يرتب لهذه اللحظة منذ أشهر. خلال عملية جراحية أجريت للرجل الكبير حديثاً، تمكن من أخذ بصمته بذكاء وعمل نسخة لها، ليضمن دخول الغرفة بكل سلاسة.

عندما دخل الغرفة، شعر بمزيج من التوتر والإنجاز. كان الجو في الداخل كثيفًا برائحة الكتب القديمة والمستندات المبعثرة. أصوات خطاه كانت تكاد تكون مسموعة فقط له، تتردد في أذنه كنبضات قلبه المتسارعة. ألقى نظرة سريعة على كل زاوية في الغرفة، متمهلاً للتأكد من أن كل شيء كان كما توقع.

وقف أمام الخزنة، وعينيه تلمعان بلهفة. تخيل المال الذي سيجده داخلها وكيف سيغير ذلك حياته ولو لشهر واحد، يغنيه عن هذه الحياة القاسية. في تلك اللحظة، تداخلت مشاعر الطمع والخوف والأمل داخله، مجتمعة لتشكل عاصفة من العواطف.

بيد مرتجفة، أخرج هاتفه وأجرى اتصالاً بصديقه. صوته كان منخفضًا لكنه محملاً بالتوتر، وكأنه يخشى أن يتردد صدى كلماته في الأرجاء. قال بهمس: "ايوا يا طه.... الخزنة دي هتتفتح ازاي؟ " 

قال طه بفخر: "الخزنة دي بتتفتح بباسورد الواد زياد لعيب في البرمجة وغيرناه لبوس الواوا." 

ردد رحيم باستعجاب مما قاله للتو: "ايه يخويا..!" 

ضحك طه بمرح واوضح له اكثر: "اكتب بس وربنا هو كده... بس بالانجليزي boselwawa" 

ضحك رحيم بقهقهة مكتومة وهو يكتب الرقم السري بيد ثابتة. في تلك اللحظة، كان شعور الغلبة والظفر يتملك كل جوارحه. وبعد ثوانٍ، فتحت الخزنة ببطء، كاشفة عن كنوز لا تعد ولا تحصى من الأموال والألماس، متلألئة بوميض كأنها نجوم في سماء معتمة.

وقف رحيم أمام هذه الثروة الطائلة، مذهولاً من حجم الغنيمة. عيناه تلمعان ببريق الانتصار، ويداه ترتعشان من فرط الإثارة. كانت اللحظة تتجاوز مجرد سرقة؛ كانت انتقامًا للحرمان الذي عانى منه طوال حياته. 

تملأه مشاعر مختلطة من الفخر والنشوة والخوف. لقد نجح في ما كان يبدو مستحيلاً. ثروات الرجل الكبير كانت الآن تحت سيطرته، وكأنها تنتظره ليجمعها. في تلك اللحظة، شعر بأن كل الأبواب التي كانت مغلقة أمامه قد انفتحت، وأن العالم بأسره قد أصبح في متناول يديه.

ردد رحيم بفرحة: "يابنلعيبة يا زياد." 

قال طه بجمود وحزازية: "خلص احنا مستنينك برا." 

أغلق هاتفه ببطء، ثم بدأ يعبئ النقود من الخزنة إلى حقيبته بلهفة، حتى أفرغها تمامًا. كانت الأوراق النقدية والمجوهرات تملأ الحقيبة بثقل يتزايد مع كل دفعة. بعد أن انتهى، أغلق الخزنة بعناية، محاولاً أن يترك كل شيء كما كان.

توجه نحو باب الخروج بخطوات حذرة، لكن فجأة تجمد في مكانه. أمام باب المكتب، كانت تقف فتاة في العشرين من عمرها، تنظر إليه بعيون متسعة. كانت ملامحها تعكس مزيجًا من الدهشة والخوف، وكأنها لم تصدق ما ترى.

شعر رحيم بتسارع دقات قلبه، وكأن الزمن قد توقف في تلك اللحظة. ارتبكت أفكاره، وتدافعت مشاعر القلق والتوتر في داخله. حاول أن يستجمع شتات نفسه، ولكن عينيه لم تستطع الابتعاد عن تلك العيون الواسعة التي تراقبه بصمت. 

في تلك اللحظة، كانت الأفكار تتصارع في ذهنه كعاصفة هوجاء. كان يشعر باندفاع الأدرينالين يجتاح جسده، مخفيًا وراءه كل تردد أو خوف. كل ما يهم الآن هو النجاة والهروب، بغض النظر عن الثمن. 

لم يتردد رحيم لثانية واحدة. عيون الفتاة الواسعة والمذهولة كانت تحثه على التحرك بسرعة. قبض بيدٍ مرتجفة على الس كين الذي كان يحمله، وتوجه نحوها بخطوات سريعة ومصممة. 


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1