رواية وميض الحب الفصل الواحد و الثلاثون 31 بقلم لولى سامى


رواية وميض الحب الفصل الواحد و الثلاثون بقلم لولى سامى


استيقظت من نومها متأخرة…
لتخرج للردهة فإذا بها تجد صبري مستغرقا بالنوم على الأريكة …
يبدو أنه عاد متأخرا ….
حمدت ربها انه لم يوقظها فالامس كانت حالتها المزاجية سيئة لدرجة أنها لا تريد رؤيته…
مرت أمامه متوجه للمطبخ لإعداد الفطار ولكنها توقفت لبرهه واستدارت تنظر لهيئته باشمئزاز لتمتم لحالها / ولا حتى دلوقتي طايقة اشوفك …
مسحت على وجهها واكملت طريقها تكمل ما انتوت عليه ….
أنهت الافطار لتوقظ أطفالها لتبدأ الاصوات تتعالى بينهم ….
ولكنها لاحظت أن كل هذا لم يؤثر ولو بشئ طفيف على نوم صبري لتقرر ايقاظه بحجة الافطار بدلا من أن تنتظر انفعاله عليها …
اقتربت منه توقظه ليصل لأنها رائحة سُكره لتتراجع خطوتين للخلف وتنادي عليه ….
استيقظ صبري على مضض وبدون أن يجيب عليها توجه لغرفته ليكمل نومه ….
حمدت ربها أنها ستتناول فطورها بدونه وهي تدعو ربها أن يريحها من ذلك الحقير دائما……
ظلت تطعم أطفالها وعقلها شارد في توقيت تنفيذ انتقامها ….
لتجد أنها لابد من تواجدها بينهم وتفاعلها معهم حتى تعلم بمخططاتهم واوقاتهم فتستطيع فيما بعد تحديد الموعد الحاسم …
أنهت اطعام أطفالها واضاءت لهم التلفاز طالبة منهن وناصحة إياهم بأن لا يثيرون الشغب حتى لا يستيقظ والدهم ويعنفهم وانها ستهبط لجدتهم تخبرها بشئ ما وستعود سريعا…
…………………………..
بالفعل كانت معضلة تفكر بها ليلا ونهارا منذ أن وعدته باعطاءه ذهبها لحين التصرف في باقي أموالها ….
وقفت كالحائرة بين قلقها وامانيها ليتلاعب هو على وتر الامنيات لديها / عارفه يا سمر كل ما احس أننا قربنا نتجمع مع بعض الفرحة متبقاش سعياني …
هنبيع الدهب دلوقتي مع بعض وهفتح من بكرة المكتب وهكتبه باسمك علشان وهيبقى سمر تورز للسفر والسياحة ….
بدأت الاحلام تنمو بمخيلاتها فلم يبخل عليها بمضاعفة تلك الأحلام / وخلال شهرين أو ثلاثة بالكتير هيكون معايا أضعاف ثمن الدهب واجي واتقدملك بس تعملي حسابك احنا دلوقتي في حكم المخطوبين اه ….
علشان لما هتقدملك هشترط ندخل بعد اسبوع علشان أنا مستعجل اوي ……
انتبهت من أحلامها على نبرته المغلفة بالسعادة لتشق الابتسامة ثغرها اخيرا وتهم واقفة وهي تقول بكل حماس / يلا بينا يا وليد …
انتصب متسائلا بريبة / يلا بينا على فين ؟؟
اتسعت ابتسامتها وهي ترى أحلامها تبنى أمامها ولم ينقصها سوى تلك الخطوة لتجيبه بكل ثقة واطمئنان/ أنا موافقة اعمل المحضر…..
واهو بالمرة يريحني من سؤال فين دهبك اللي مكنتش لاقياله إجابة ….
لم ينتظر أن يناقشها بالأمر بل أشار للنادل على الفور وأعطاه تكلفة المشروبات ثم سحبها مهرولا خوفا من تغيير رأيها وأخذ يملي عليها ما ستقوله بالقسم وما ستخبر به أهلها ……
…………………………………
عادت دعاء وفتون من الخارج ليمروا على حكمت للاطمئنان عليها فإذا بحكمت تطلب من دعاء البقاء للحديث معها بأمر هام ….
نظرت حكمت لفتون وهي تشير لها / اطلعي انتي يا فتون عند دعاء لو عايزة ترتاحي شوية يا حبيبتي…
تبادلت دعاء وفتون النظرات لتعلق دعاء على حديث والدتها / أصل سيد فوق مراحش الشغل وفتون هتتكسف تطلع معاه لوحدها ….
عقدت حكمت ما بين حاجبيها فقد تعقد الأمر فعبدالله بشقته وصبري بشقته حتى سيد بشقته فماذا تفعل …..
نظرت تجاه فتون لتقول لها كاقتراح / طيب يا حبيبتي لو عايزة تريحي ادخلي اوضه صفاء نامي شوية ….
ولو مش جايلك نوم ياريت تدخلي تنضفي المطبخ لحسن البت سمر معملتوش النهاردة …..
استشعرت دعاء أن والدتها تريد الاختلاء بها بمفردها كما ادركت فتون نفس الأمر لتقرر تركهم والاسترخاء قليلا بغرفة صفاء لعلها تستطيع التواصل معه ومعرفة إذا كان توصل للاوراق ام لا….
بالفعل توجهت لغرقة صفاء وفور أن تأكدت من وصد الباب خلفها اخرجت هاتفها من حقيبتها وأجرت مهاتفة به ولكنها وجدته مشغول بمهاتفة أخرى ….
تريد أن تعلمه بوصولهم فأرسلت له رسالة دونت بها أنهم عادوا الان …
وصلت الرساله له ليزيح الهاتف من فوق أذنه ويقرا الرسالة ليحاول إنهاء المحادثة سريعا / المهم بلغهم اني عرفت غلطي وراجع لكم ندمان وخجلان بس مطمن من قلوبكم وأنكم هتسامحوني….
انا كل اللي مخليني هنا دلوقتي أن الحاجة الوحيدة اللي هتبرد ناري شوية اني لازم اخد بتاري وتاركم وتخليها تندم على كل لحظة حب عشتها معاها وكان جزاءها الخيانة….
اغلق الهاتف واجري اتصالا بفتون يعلمها باقي مخططه دون الخوض بتفاصيل / هتخرجي دلوقتي وتقولي انك هتقابلي واحدة زميلتك …
وانا هستناكي في اخر شارع المأمون….
لم يطيل بالحديث حتى أنه لم ينتظر ليستمع لرأيها بل اغلق المكالمة ووقف بالنافذه متواري خلف نافذته ….
انتظر لحظات حتى يعلم بخروج فتون والتي كانت تقف بالاسفل متعجبة من أسلوبه الجديد…
فلم يكن صارم لهذا الحد ولم يكن قليل الذوق هكذا من قبل ….
هندمت من ملابسها وسحبت حقيبتها ومرت مرة أخرى على حكمت لتخبرها برحيلها لمقابلة زميلة لها ….
ارتاحت ملامح حكمت قليلا وهي تعلق قائلة / يااااه مكنتش عارفه اتكلم وهي هنا ….
تعجبت دعاء من حالة امها فمنذ متى وهي تفعل لأحد حساب هكذا ….
أشارت لها حكمت لإخراجها من تعجبها / يا بت متسغربيش الحوار كله على فتون علشان كدة مش عارفه اتكلم وهي هنا ….
اتسعت حدقتي دعاء وهي تتساءل باندهاش / مالها فتون هي عملت حاجة غلط يا ماما ….
نفت حكمت توقع دعاء قائلة / لا بصراحة البنت زي الالماظ علشان كدة بفكر نجوزها لاخوكي ….
عقدت دعاء حاجبيها وهو يحاول استخلاص المعلومة/ اخويا مين ما الاتنين متجوزين !!!
نظرت حكمت لدعاء بابتسامة شيطانية وهي تسرد عليها خيوط مكيدتها / هجوزها عبدالله ونبقى كسرنا يمنى ….
ومش بعيد عبدالله يعشق فتون اكتر من يمنى ….
البنت نغشة ولذيذة بس في مشكلة …
برغم تعجبها من الأمر إلا أنها تجاوبت مع والدتها وهي تتساءل عن المشكلة بالموضوع وتحاول توقعها / اه عارفة المشكلة أن عبدالله يوافق …
غمزت حكمت بإحدى عينيها وهي تطلق صوت رافض بشفايها ثم أوضحت قائلة / لا عبدالله هيتجوزها غصب عنه دي مفيهاش مشكلة …
عقدت دعاء حاجبيها ناظرة باستفسار لتردف حكمت بتوضيح / المشكلة اخوكي صبري عينه من البت فتون وعايز يتجوزها على المذغودة مراته …
وطبعا رافض خالص أن عبدالله يتجوزها قوليلي اعمل ايه معاه …..
كانت تقف خلف الأبواب فور أن علمت أن حكمت ودعاء يتناجيان لتحاول استرقاق السمع ….
جحظت أعينها ووأدت شهقاتها قبل مولدها بايديها حين استمعت لجملتهم الأخيرة ….
لم تتوقع أن تصل بهم الدناءة لهذا الحد ….
بل والأدهى أنها لم تتوقع أن تفوق قذارة زوجها كل الحدود….
تعلم أنه محبي بل مهرول خلف أي تاء مؤنثة…
كانت تظن أنه يميل للعبث ليس إلا…
ولكنها لم تتوقع أن يصل الأمر برغبته في الزواج عليها ….
حاولت العودة للاستماع لباقي المخطط ولكنها استمعت لأرجل هابطة على الدرج لتتوجه للدرجة مدعية الصعود فإذا بسيد يمر من جوارها مهرولا بملامح مقتضبة دون حتى أن يلقي عليها السلام كعادته…..
تعجبت من حاله ولكنها لم تهتم لتعود مرة أخرى للاسفل ولكن من الواضح
أنهم انهوا خطوات المخطط لتعود لادراجها ثانية وهي تقرر الإسراع في مخططها للانتهاء من تلك الافعى وابنتها الحية لتخدم نفسها وتنقذ الباقي من العائلة …..
………………………………….
أنهى حمامه وعاد يحاول الاتصال بها مرارا وتكرارا وهو يعد طعام خفيفا لا يتجاوز عن اخراج الحبن من المبرد……
بعد أن أعد وجبته مع استمراره بالاتصال بها وجد أنها قد حظرت هاتفه ….
ليستشيط غضبا قائلا بصوت غاضب / حظر يا يمنى !!
هي حصلت حظر!!!!
دي محصلتش وأحنا مخطوبيين !!!!
اوصلك إزاي طيب ؟؟؟
ادخل كل الصحون الذي أخرجها من المبرد مرة أخرى دون أن يقضم منها لقمة واحدة …..
فقد شعر بالاحباط لمجرد أنها لم تجيب على هاتفه ….
توجه لغرفته ينظر لمحتواياتها ويتساءل متعجبا كيف كان يفرشها بكل سعادة والان أصبحت خاوية عليه ….
لعن غباءه وانعدام حكمته في عدم وزن الأمور …
عرف خطأه ولكنه لم يعلم كيف يصلحه فمن الواضح أنها تغلق جميع الطرق إليها ….
ظل يتذكر كيف كان يراضيها ايام خطبتهم ولكنه وجد أنهم لم يصلوا نهائيا لأمر الحظر هذا …
شعر بصعوبة الموقف والموضوع ليخفق قلبه رعبا من فقدها …..
وعندما توصل فكره لهذه النقطة انتفض من مكانه واقفا يزرع ارض شقتهم ذهابا وإيابا كالمجذوب وكأنه سيجد الحل في هرولته تلك ….
وللأسف فمع كل خطوة منه كان يتذكر موقف يزيد من الموقف صعوبه ليسب نفسه بالغباء والتفاهه …
توقف فجأة حينما تذكر موقف اختها وكيف قذفها بالباطل …
كما تذكر انتفاضة جاسر من اجلها ليجد أن بداية الخيط من اختها عبر جاسر ….
فإذا اصلح موقف اختها حتما ستهدى عليه قليلا وربما تستمع إليه مرة أخرى …..
امسك هاتفه يجري اتصالا بجاسر الذي لم يجيبه بالمرة الاولى ….
ولكنه لم يستسلم فأرسل إليه رسالة دون بها / عيب حركات العيال دي ….
رد عليا علشان عايزك ….
ثم أعاد الاتصال به مرة أخرى ليجد من يجيبه بقليل من العصبية / وهي كانت حركة طرد بنت في عز محنتها حركات رجالة !!!
ولما تسمع بودنك قذف محصنات من غير ما تتأكد كانت حركات رجالة !!!
اخص عليك يا عبدالله كنت واثق فيك لدرجة خلتني اتفاجئ بموقفك حقيقي…..
شعر بدناءة حاله ….
فإذا كانت هذه رؤية جاسر عنه فما بالك برؤية محبوبته وزوجته التي من المفترض أن يكون مصدر سندها وأمنها….
لم يستطيع التفوه بكلمة بعد كل هذا ليشعر جاسر أنه قد قسى للحد الممكن على رفيق دربه فقرر التوقف عند هذا الحد الان ليسأله باقتضاب / خير كنت عايز ايه ؟؟؟؟
توقف عبدالله لوهله ثم اقدم على الاعتذار قبل البدء في رغبته / أنا بجد مش عارف اقولك اسف على ايه ولا ايه !!!
على ثقتك اللي اتهزت فيا ، ولا تحاملي عليك ووقوفي في وشك لما حاولت تقوم اختي ….
ولا على حقكم المهدورة من زمان وانتوا بكرم اخلاقكم مرضتوش تقولي أو تحاولوا تستردوه أو حتى تقاطعونا …..
بس وعد مني يا جاسر هحاول اصلح كل ده …..
وهرجع عبدالله اللي انت عارفه ……
شعر جاسر باضطراب نفسية عبدالله واختلاج روحه بين عائلته وأحبابه ليحاول تغيير نبرة الحوار فقال ممازحا / سيبك مني ومن كرم أخلاقي ووفرجني هتتنيل تعمل ايه مع يمنى….
ولا دي مش في مخططاتك…
ابتسم عبدالله ورد قائلا / يابني دي هي دي سبب اني افكر فيك اساسا …
* اه يا ندل يا خسيس وانا برضه اقول الدخلة دي وراها حاجة…
أطلق كلاهما ضحكة مجلجلة ليعلق عبدالله على ضحكتهم / بجد وحشني الكلام معاك ….
بس يا مراهق لما انت بدأت سكتك مع يسرا مقولتليش ليه كنت داريت عليك …
*اتنيل انت كنت شايف قدامك من المشاكل اللي انت فيها!!
هو انت فاكر اني مش واخد بالي!!
دانا بقول ربنا يكون في عونك…
أطلق جاسر تعليقه الصريح والذي أوضح لعبدالله أن كل شيء كان ظاهر للجميع الا هو ….
فاغمض عينيه متأثرا بغفلته الكارثية وناعتا ذاته بالغباء الحاد…
أطلق عبدالله زفرة حارة تحمل لهيب جوفه ثم تحدث بصوت خاوي من السعادة محاولا الاستعانة بصديق عمره وأخيه الذي لم تلده أمه / دبرني يا وزير…
أنا لجأت لك بعد ما فشلت محاولاتي من أنها ترد حتى عليا …
اتصلت ومردتش …
بعدت رسائل ومردتش…
لحد ما عملت ليا بلوك …..
تخيل يا جاسر تعملي بلوك على كل الابلكيشنس!!!
تعجب جاسر من محاولات عبدالله البعيدة وكأنهم مازالوا بمرحلة التعارف ليسأل مستفسرا / معلش هو انتوا اتنين حبيبة خايفين اهاليكوا يعرفوا !!!
يعني محاولتش ليه تروحلها عند اهلها مانت عارف مكانها ….
أطلق عبدالله تأفف وهو يجيب على تساؤل جاسر بضيق / علشان لو ظهرت قدام ابوها دلوقتي خاصة وهي لسه زعلانة مني هيسمعني كلمتين أنا في غنى عنهم …..
لم يكمل جاسر الحوار ولم يدعه يكمل قوله ليقول له بعصبية / يا سلام….
ما تسمع ولا تتنيل ماهي اكيد ياما سمعت من أهلك ….
ثم مانت تستاهل بصحيح اي حاجة يعملها أو يقولها ….
والنعمة انت لو جوز بنتي مقعدهاش لحظة على زمتك ….
* طب وسع زمتك شوية يا نجم وخف علينا أنا جت لك علشان تتصرف مش علشان تعقدها في وشي…..
تأفف جاسر مكملا / بص يا عبدالله انت لازم تعرف انك علشان ترجع يمنى من بعد ما فقدت فيك الثقة هتتعب اكتر من بداية تعارفكم ….
فلازم تستحمل وتواجه وتحاول لأنها تستاهل ….
ولو مش هقدر على كل ده يبقى من اولها بلاها احسن …..
فور أن استمع لآخر جملته انتفض رافضا المبدأ ذاته / لا بلاها ايه …
أنا مستعد اعمل اللي تقولي عليه بس ممكن نأجل خطوة والدها شوية ……
ووالله متقلقش هو نفسه مش هيهدى الا لما ينشف ريقي عليها أنا عارفه ده راجل مش سهل ……
بس …..بس في حل تاني مؤقت ….
عقد جاسر ما بين حاجبيه متسائلا / حل ايه اللي مؤقت ؟؟
*انك تمهد ليا الدخول من ناحية يسرا …
أنها يعني……
لم يدعه جاسر يكمل مقصده ليقاطعه جاسر وينهره / هى مش دي يسرا اللي طردتها من بيتك !!!
مش دي يسرا اللي اتكلموا عنها بالباطل!!
تخيل بعد كل ده اروح اجبلها سيرتك مش بعيد تتف في وشي …..
لم يستطيع عبدالله أن يعلق بل شعر بخيبة الأمل وان كل الطرق قد اغلقت بوجهه ليزم شفتيه ويسأل برجاء / طب وبعدين ايه الحل ؟
صمت جاسر قليلا يفكر …
وبرغم أنه يعلم أن مستقبله مع يسرا متعلق بموضوع يمنى وعبدالله إلا أنه لم يريد أن يفصح لعبدالله عن أي محاولات سيقوم بها …..
نطق اخيرا بعد صمت دام بين الطرفين لوهلة وهو يتعمد مواجهته لذاته / قبل ما تفكر تصالحها إزاي…
فكر هتقولها ايه مبرراتك علشان تسامحك ….
لو معندكش مبررات زي ما الموضوع واضح يبقى على الأقل فكر هتصلح الوضع إزاي علشان تضمن لها ان الغلط مش هيتكرر تاني ……
فكر كويس يا ابن عمي في الموضوع ده ….
ولما توصل لإجابة السؤالين تعالي ساعتها نفكر نصالحها إزاي …..
وكأنه وضعه في مواجهه أمام ذاته ….
حقا كيف سيطلب منها السماح دون أن يفكر في إصلاح الوضع ….
اغلق الهاتف وجلس يفكر مليا حتى تذكر شرط والدتها قبل الزواج بتوفير مسكن خاص بهم بعيدا عن بيت العائلة ….
ولكن هل عائلته ستوافق على الأمر ام أنه سيواجه هنا مشاكل أخرى معهم ؟؟؟
جلس يفكر للأمر ويخطط له حتى استمع لصوت صراخ قادم من أسفل…
………………………………………
دلفت للمنزل تصطنع البكاء المرير والحسرة ….
هرولت دعاء للخارج فور استماع صوت اختها ….
لتجدها جالسة على اول أريكة تندب حظها بالردهه لتتبعها حكمت بخطوات وئيدة…
تساءلت دعاء عن سبب بكاءها الحار هذا إلا أن الأخيرة لم تجيب بل اكملت بالندب والصياح….
حاولت دعاء تهدأتها لمعرفة السبب حتى نطقت الأخيرة اخيرا من بين نحيبها بكلمات متقطعة لم يدرك أحدهم منها شيئا ….
لتعاود دعاء السؤال مرة أخرى ربما فهمت / بتقولي ايه …براحة واهدي علشان مش فاهمين …
ما كانت سمر مصطنعة هذا الموقف ولكنها كانت تبكي بالحقيقة لخسارتها في ذهبها وكأن قلبها يشعر أنها خسرته للابد …..
نطقت اخيرا جملتها بصراخ وهي تضرب على فخذيها وكأنها أدركت الان فداحة فعلتها قائلة / الدهب اتسرق مني ….
دهبي كله اتسرق …..
جحظت العيون بها لم يستوعب أحدهم منطق جملتها ….
كيف تسرق بوضح النهار وبمصوغات ذهبية كانت ترتديها ….
لتمسكها دعاء من أكتافها وتهزها بعصبية محاولة إدراك الأمر ناهرة بها بصوت عال/ انتي بتقولي ايه !!!!
دهبك اتسرق إزاي وانتي لبساه ؟؟؟
اتسرق إزاي ردي عليا ؟؟؟
هرول كل من بالمنزل للاسفل ليروا سبب هذا الصراخ…
فور. وصول عبدالله هرولت سمر تجاهه وهي تترجاه بنظرات راجية / الحقني يا عبدالله دهبي اتسرق يا اخويا ….
دهبي وتحويشة عمري انسرق كله….
وضعت هند كفها على فمها لتكتم شهقاتها بينما صبري تقدم ناحيتها ماسكا إياها من أكتافها وادارها تجاهه وهو ينهرها ويهزها سائلا / دهبك اتسرق إزاي يا بت ؟؟؟
يخرب بيت سنينك….
انتي عارفة جرام الدهب دلوقتي يسوى كاااام ؟؟؟
انطقي اتسرق إزاي ؟؟
ولا قلعتيه بخاطرك لحد ؟؟؟
حاول عبدالله تهدأة الأمر ليجذبها تجاهه محاولا تهدأتها وناهرا أخيه على عصبيته المخيفة / ما براحة يا صبري في حد بيسال حد كدة ؟؟
بتقولك اتسرقت يبقى نهديها مش نزعق فيها ….
أخذ صبري يدور يمينا ويسارا وهو يسب ويلعن ناطقا بعصبية مفرطة / ده دهب يعدي الربع مليون ….
يا ريتني كنت خدته أنا ….
حاول عبدالله تهدأتها واجلاسها إلا أنها انتبهت حواسها للمبلغ الذي ذكره أخيها لتتسع حدقتيها متسائلة برجفة / قولت كام يا صبري ؟؟
التفت صبري تجاهها وانقض علي مقعدها التي اجلسها عبدالله عليه ممسكا بيديه مقبضي المقعد حتى أنها باتت محاصرة به ليزغر لها وهو ينهرها / ايه مكنتيش عارفة يسوى كام ؟؟؟
يبقى الدهب متسرقش ولازم تقوللنا ودتيه فين؟؟
كاد أن ينقض عليها بالضرب إلا أن عبدالله امسكه مرة أخرى وأبعده عن سمر التي جحظت أعينها وشعرت بالخطر الحقيقي ليقترب عبدالله منها متسائلا / ممكن تهدي وتحكلنا اللي حصل …
هنا تذكرت الدور الثاني التي يجب أن تتقنه …
لتبدأ بسرد الأحداث بتتابع حتى لا تخطئ فالأمر الان لا يحتمل اي أخطاء فهناك من ينتظر خطأ منها / رحت للدكتور وكشفت ورحت الصيدلية اللي جنبه اجيب الدواء…
اشتريت الدواء وطلبت اوبر علشان كنت حاسة بدوخة ….
جت عربية بعد نص ساعة ركبت معاه وقولتله على العنوان وغفلت شوية علشان الصداع كان هيطلع من عيوني ….
فجأة صحيت على نغز في دراعي…
ببص حوليا لاقتني في صحراء ولاقيت السواق ماسك مطوة وبيهددني …
يا اما اقلع الدهب كله يا يموتني وبرضه هياخد الدهب ….
كانت كل الأوجه موجهه لها وهي تسرد احداث السرقة وكأنها تسرد قصة مشوقة جدا …
حتى نطقت بالنهاية/ طبعا قلعت الدهب واخده ومشي ولاقيت تاكسي تاني ركبته وطلبت يوديني لأقرب قسم ….
عملت المحضر ده وجيت على هنا ….
* واللي اخد الدهب سابلك الفلوس اللي في الشنطة والموبايل ؟؟
لم تتوقع مثل هذا السؤال الصادر من صبري لتنظر إليه بتيهه ولم تجيبه سوى بعودتها للبكاء مرة أخرى ….
اخذت دعاء وحكمت يطلقون الصراخات والعويل ليقف عبدالله مقيدا لا يعرف ماذا يفعل …
جلست هند بمقعد بنهاية الردهه تشاهد فلمها المفضل في تفاصيل الانتقام بهذه العائلة وهي ترى حسرة كلا منهم على فقدان ذهب سمر …
لتتوقع ردود أفعالهم حينما تنفذ ما بعقلها …
حتما ستسقط عليهم الطامة الكبرى ….
لم يحتمل صبري على التحمل لينطلق عائدا لشقته وأخذ يستعد للرحيل لمقابلة من تصفي باله وتنعش قلبه …..
مسح عبدالله على وجهه بعد أن هدأ من عويل دعاء وحكمت قليلا ثم توجه لسمر لمحاولة طمأنتها / ادخلي نامي دلوقتي يا سمر وانا هروح القسم واحاول اتابع الموضوع متقلقيش….
فور استماعها لذهاب عبدالله القسم إذا سيعرف أن وليد من كان معها لذلك حاولت أشغاله باقصى قدر قائلة / لا متخرجش وتسيبني أنا مرعوبة يا عبدالله الموقف كان وحش جدا ….
بجد كنت مرعوبة ….
احتضنها عبدالله وجلس يهدأ من روعها قليلا …….
……………………………..
وصل صبري لمنزل ميريهان وهو بحالة نفسية سيئة للغاية…
فالامس عرض عليه زواج أخيه من فتون واليوم فقد ذهب اخته الذي يرى أنه أحق به …
دلف مباشرة لغرفتها دون أن يطلق حتى سلامه عليها…
تعجبت ميريهان من أسلوبه الجديد فهي ما إعجابها به أنه لا يحمل هم أو مسؤولية تجاه شيئ فهي ترى أنه غير نكدي على حد قولها ….
تركت الفتيات التي كانت تجلس بصحبتهم وتوجهت إلى الغرفة لفتحها وتقف على بابها مستنده بتعنغ سائلة / يعني جاي متأخر وتدخل كدة من غير لا احم ولا دستور ؟؟
لوح صبري بذراعه وهو يقول بتأفف / سيبيني يا ميريهان دلوقتي علشان مخنوق ومش فايقلك…
أصدرت شهقة عالية وطويلة وقد ظهرت على طبيعتها غير التي كانت تبدو عليها وهي تقترب منه وتتحدث باستخفاف / لا يا كتكوت انت متجيش تنكد علينا هنا ….
البيت ده للفرفشة وانت هنا يا عنيا بتشتغل علشان تحافظ على الفرفشة ….
هتقدر تعمل كده. يا اهلا وسهلا مش هقدر وهتعيشنا في غم معاك يبقى منعطلكش ….اه …..
وجد ذاته مجبر على وئد ضيقه والا فقد هذا المأوى هو الآخر …..
زفر بانفاسه واعتدل من رقدته يصطنع الابتسامة ويقترب منها قائلا بتودد / هو أنا أقدر على زعل الباشا ….
دانت باشا يا باشا ….
التفتت ميريهان تعطي له ظهرها بدلال وهي تصطنع الثقل قائلة / مانت جاي تنكد على الباشا يرضيك ده ….
وصل لعندها ثم سحبها بشدة لترتطم بصدره ….
أدارها لتواجهه وهو ينظر لها بتغزل مقدما اعتذارا مبطنا / داحنا نبوس الايادي بس الباشا يرضى علينا …
ثم أمسك بكفها طابعا قبلته بداخلها لتطلق هي ضحكتها الرنانة وكادت أن تخرج من أحضانه إلا أنه شدد على خصرها قائلا إليها وهو يغمز بإحدى عيونه / رايح فين بس يا باشا …..
احنا لازم نعتذر ونبوس كل شبر في القمر بتاعنا ….
أنهى جملته وهم بحملها لتطلق صرخة صاخبة يتبعها ضحكة مثيرة ليغلق هو باب الغرفة بقدمه ويتجه بها نحو الفراش وهو يؤكد لها / أنا هنا علشان نفرفش الباشا يا باشا …..
كادت أن تطلق ضحاتها إلا أنه ابتلعها داخل جوفه بقبلة حارة اججت من مشاعرهم ليغوصا معا بكامل رضاهم في بئر المحرمات………
………………………………………..
وصلت فتون للمكان المنشود …
اخذت تتلفت يمينا ويسارا باحثة عنه بكل مكان يراه نظرها …….
لا تعلم لما طلبها !!!
ربما ليشكرها على ايقاظه من غفلته بعد أن تأكد بنفسه ….
عندما تأخر قليلا تسلل الشك الى قلبها وباتت الهواجس تتلاعب بعقلها ….
ربما أراد إخراجها من المنزل حتى يحدث زوجته بما وجده ….
اذا فلابد لها من الفرار …
كادت أن ترحل إلا أنها استمعت لصوته وهو يناديها من خلفها / فتون رايحة فين ؟؟
استدارت تحاول تصنع الابتسامة وقبل أن تلقي السلام ألقت سؤالها / هو حضرتك طلبتني ليه ….
نظر لها لوهلة دون أن يجيب ثم أطلق زفرة حارة قائلا / هتعرفي دلوقتي يا فتون ….
تعالي معايا …..
استقلت السيارة بجواره وانطلق هو متوجها لمنطقة أخرى وربما محافظة أخرى هي لا تعلم ….
ظل الصمت يخيم عليهم حتى قطعته بسؤالها المكرر إلا أنه لم يجيبها بل القى سؤال لها / انتي بقالك قد ايه مطلقة ؟؟؟
تعجبت من السؤال قليلا فقد كانت تنتظر إجابة سؤالها ولكنها إجابته / يعني تقريبا ٣ شهور ونص ….
أصل البيه لما طلقني كان قاعد عند عشيقته وفضلت ادور عليه ٣ شهور….
اسال عند كل اللي اعرفهم واروح عند اللي معرفهمش …
لحد ما وصلت له وعرفت أنه طلقني علشانها ….
بعدها سيبت له البيت وجيت عندكم ؟؟
لم يكتفي بهذا السؤال بل اتبعه بسؤال آخر وكأنه يريد أن يشتت انتباهها / قولتي انك عايزة تنتقمي من دعاء وامها علشان كانت السبب للي انتي فيه ….
احكيلي إزاي كانوا السبب ؟؟
لم تعرف لماذا اخرجت له كل مكنونات صدرها فأخذت تسرد قصتها منذ الصغر وكيف كان لحكمت دورا هاما ومدمرا بحياتها ….
وقد تأكدت من ظننها حينما أقامت معها فترة عن قرب…
لترى تحكمها وتسلطها وعنادها الذي قد يصل لتدمير اعز ما لديها في مقابل تحقيق عنادها أو هدفها…..
اخذت تسرد وتسرد ما يتعلق بها وما لا يتعلق بها ….
وللحق هو كان مستمع جيدا بل ومحفزا على الاستمرار ….
انتبهت أثناء حديثها بيافطة معلق عليها ( اهلا بكم بمحافظة الغربية ) عقدت ما بين حاجبيها لتلتفت إليه تسأله / هو انت لك ناس في الغربية ؟؟؟
ابتسم تصف ابتسامة ثم أجابها باختصار شديد/ لا .
فجأة تحولت لتسأل بقليل من العصبية. / طب احنا رايحين فين ؟؟؟
نظر لها بكل هدوء دلوقتي تعرفي بعد خمس دقائق بالظبط….
اخذت تتحدث بعصبية وصوت عالي وتهديد / لو مقولتليش دلوقتي رايحين فين هحدف نفسي من العربية ….
لم يجيبها بل ضغط بإصبعه فجأة على زر أمامه لتغلق الابواب اليكترونيا ….
فور أن رأت فعلته أطلقت صرخة وهي تقول له / قولي دلوقتي رايحين فين بدل ما اصوت والم عليك أمة لا اله الا الله….
مر دقيقتين ليتوقف فجأة بالسيارة فإذا بها ترتد بمقعدها حتى أنها كادت أن تصطدم بالزجاج الامامي….
فور. توقفه اخذت تتفقد المكان حولها ليلتقطها من حيرتها قائلا / هتدخلي معايا محل الدهب اللي هناك ده دلوقتي على اساس انك مراتي ….
هنبيع الدهب كله وهنمشي …سامعاني كله…
جحظت عيونها فلم تتوقع نهائيا أنه يستخدمها في أمر كهذا ….
اكمل هو موضحا / انا جبتك هنا بعيد عن أي جواهرجي لأن أغلبهم هناك يعرفوني….
لكن هنا اعتقد مش هيدققوا في اسمك واسم صاحبة الفاتورة …
مجرد هيشوفوا ست وراجل داخلين بدهب ومعاهم فواتير يبقى الدنيا تمام …
مش طالب منك غير انك تمثلي انك مراتي حاليا وأننا في ضائقة مادية فاضطرينا نبيع الدهب …
كانت تستمع له بعيون مذهولة وعقل مشلول فكيف تتصرف بموقف كهذا لم يحدث بحياتها من قبل ….
في لحظات حسبت الموقف وحسمت أمرها أن لا خيار أمامها سوى الموافقة مادام ليس به أي لمحة حرمانية ….
فهو مالك الشئ وله الحق في التصرف فيه كيفما يشاء …
لتومأ برأسها وفي لحظة تحولت تماما …
سحبت من يده حقيبة المصوغات ثم هندمت ثيابها وتقمست الدور تماما وكأنه زوجها حقا /تعالى بس يابو محمود …
نطقت بجملنها وتوجهت مباشرة تجاة المحال بكل ثقة بينما هو تعجب من تقلبها المفاجئ ليزداد تعجبه حينما دفعت باب المحال وكررت جملتها مرة أخرى أمام العاملين وبصوت واضح للجميع /والنبي لانت جاي يابو محمود …بكرة ربنا يعوض عليك ياخويا وتجبلي الاحسن منهم…
نطقت بجملتها ودلفت داخل المحال فاتبعها سيد بخطوات وئيدة وكأنه يتبعها على استحياء وملامح مبهوته جعلت من العاملين يتوقعون حالهم بأنه زوج يصارع عثرات الزمن ليتكأ على سنده بالحياة …
وكم تكررت عليهم مواقف عدة كهذه …
وضعت الحقيبة امام العامل وهي تقول بكل ثقة حسدها هو عليها / والنبي يا اخويا عايزين بيعة للدهب ده بس متجورش علينا وحياة ابوك ….
نظرت تجاه سيد بكل حبور واطمئنان وأخذت تربت على كفه الموضوعة على الطاولة وكأنها تطيب خاطره /والنبي ما تزعل بكرة تعوضني باللي احسن منهم ..
* معاكم الفواتير ؟؟
أطلق العامل سؤاله لتلتفت هي تجيب عليه وهي تخرج الاوراق من الحقيبة وتمد يدها بهم / أيوة يا اخويا معانا….
اتفضل اهي …..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1