رواية أجنبي الفصل الواحد و الثلاثون بقلم الهام رفعت
حين فتح الباب استنشقت رائحة مميزة، لكنها مريحة، وكانت نبضاتها تتسارع، لا تعرف لما. ربما وجودها هنا لأول مرة، ربما الآخر هنا وهي قريبة منه، ولم تخف توترها من القادم.
زفرت بقوة ثم هبطت من الطائرة في تردد وهي تحمل الصغيرة التي غفت في الطريق على
كنفها، فأسرع أندرو يحملها عنها قائلا في لطف:
Thank God for safety-
الحمد لله على السلامة
تصنعت ليلة بسمة صغيرة وهي ترد:
Thanks Andrew-
!I thought Noah was coming-
شكرا أندرو
ثم نظرت حولها وهتفت في دهشة :
ظننت نوح سوف يأتي!
أجاب وهما يسيران معا تجاه السيارة
He has an urgent mission-
لديه مهمة اضطرارية
لم تعلق ليلة وبداخلها استهزات، فأي مهمة أفضل من حضور ابنته، وأخته أيضا، عند
وصولهما للسيارة جلست بالخلف ثم ناولها أندرو الصغيرة، قال:
المكان ليس بعيدا عن هنا.
أومات ولم تتكلم أيضا حين شرعت السيارة في التحرك حتى وصلت للفيلا لم يتحدث أندرو معها في شيء، فهيئنها ليست بخير، ووجومها عجيب.
ترجلت ليلة وهي تتطلع حولها في إعجاب، فأخيها لم يبخل في اختيار المكان كعادته، ثم
ابتسمت فدائما ما يعيش في رفاهية متجاهلا ما يزعجه.
قبل أن ثلج للداخل انتبهت لأحد رجال أخيها يسرع نحوهما مضطرنا، هتف وهو ينهج :
مستر اندرو، نوح بيه كان مع واحد في القسم اسمه حسين، وبعد شوية خرج وحمزة بيه
واحده مع رجالته وطلع بالعربية على قبلته.
قطبت ليلة جبينها غير متفهمة حديث هذا الرجل، لكن بدا لها الأمر خطيرا، ثم انتبهت لـ
أندرو يرد عليه مزعوجا
حدث ذلك متى ؟!
أجاب الرجل متجهما
من ساعتين أو أكثر شوية
تبدلت تعابير أندرو للغضب فخاطبته ليلة في فضول:
!?What happened Andrew, is my brother okay-
ماذا حدث أندرو، هل أخي بخير؟!
لم يستطع تخبئة الأمر عليها، فرد محتقنا :
!Mr. Hamza found Mr. Noah and took him to his villa-
السيد حمزة، وجد السيد نوح وأخذه لفيلته!
فغرت فاهها في صدمة، هتفت مستنكرة
Who is he to hurt my brother?! How dare he-
من هو حتى يأذي أخي ؟!، كيف تجراً.
رد أندرو محاولا الهدوء:
!!......... He dared, Miss Laila, he dared-
!!...............لقد تجزاً أنسة ليلة، لقد تجز
مرت عليه ظروف جفة، لم يكن حينها بذا الضعف وقلة الحيلة، ومنذ حضر هنا ذهخيت حدة حزنه جلس السيد منصور في المسجد في جانب معزول يقرأ القرآن، وحين يتوقف كان يدعي لأخته الوحيدة بأعين دامعة، فمنذ تغيبت لم يذق طعم الراحة، من عند باب المسجد وجده رامي بالداخل ما زال موجودا حتى بعد انتهاء وقت الصلاة، فشلح حذائه ثم دخل.
دنا منه في هدوء ثم جنا على ركبتيه أمامه، خاطيه نبرة منخفضة
خالي!
نظر له السيد منصور بعد أن صدق، قال:
خیر یا رامی؟!
عاليه رامي في ود:
يا خالي الوقت اتأخر، وإنت لسه هنا.
تنهد مكروبا ثم أوماً له لينهض بعدها منكنا عليه، خاطبه السيد مستفهما:
مرات خالك جات من عند شهد ؟!
رد وهو يمسك بيده ناحية الخارج
أنا وصلتها وقالتلي إن حضرتك لسه هنا، فجيت أناديلك.
سار السيد منصور برفقته في الحارة بطلعة كمدة، ردد عفونا :
یا تری يا زبيدة عاملة أيه، أنا خايف عليها وقلبي مقبوض.
ذاك الحديث يسخر من قلقه تجاه والدته، فيهنت تعابيره في غيابها، قال مناشدا:
إن شاء الله هتلاقيها وهتكون بخيرا
أثناء سيرهما لمحا اقتراب السيدة هنية منهما، ثم جمدا نظراتهما عليها، وتعجبا من طلعتها
القطوب، حين وقفت أمامهما هتفت في قلق:
ما فيش حد في شقة شهد.
ثم أضافت وهي ترفع تليفونها المحمول:
وبرن على تليفونها مقفول
سألها السيد مندهشا:
رئيتي على جوزها ؟!
هو كمان مقفول من إمبارح
أجاب رامي بدلا عنها فمنذ الأمس وهو متغيب، ملأ الوجل قلب السيد ولم يستطع تخمين
وجودهما ضاق بالأمر ذرعا وقال:
هو أيه اللي بيحصل معانا ده، زي ما يكون حد قاصد يعمل فينا كده !
تخوفت السيدة هنية وقالت:
وجوزها ممكن يكون حصل معاهم زي زبيدة.
من وقت جريمة القتل اللي حصلت وزبيدة خايفة ومش مطفئة، وكمان خايفة على شهد
ارتعب من الفكرة ككل، ولشدة حيرته تساءل جانا
رجح رامي تفكيرها، وعجز عن استشفاف من المتسبب في هذا، وكذلك السيد منصور الذي
فين حسين ................!!
لم يتعجب من الطريقة الوقحة والمستهجنة في حقه حين أتوا به هكذا، واستسلم ولم يقاوم، الأمر الذي جعل فؤاد يعدل عن معاملته بسوء حين جلبه إلى فيلته حيث زوجته لميس التي تجلس بجواره بخيلاء والأخير وافقا أمامها ثابتا وصامدا، وبعد فترة من
مطالعتها له خاطينه متشددة :
انت جاي هنا علشان تطلق بنتي يا حسين، والمأذون شوية وجاي.
حدق بها حسين في جمود للحظات، وكان عقله يفكر بوالدته فقط، ولم يهتم بنانا بمعاملتها
له وتحقيرها إياه، قال:
- هتجبريني يعني ؟!
أخرجت ضحكة منهكمة وهي ترد في ثقة أزعجنه
وأجبر عيلتك كلها
ابتلع حسين إهانتها ومن هيئته أبان أنه لا يبال بتهديدها له، فقال معترضا
بس أنا مش مطلق.
رغم أن الرد أزعج لميس كانت متأكدة من سيطرتها على الأمر ولو استخدمت أفظع الطرق
للتنفيذ فجلست هادئة خارجيا، بعكس ورد التي تقف بالأعلى تستمع له وابتسامتها تصل الأذنيها والفرحة طغت عليها، فهذا يعني تمسكه بها، ثم تحركت لتهبط الدرج حيث هو، وعند
هبوطها استوقفها في المنتصف حين استئناف كلامه في جد:
غير بشرط واحد
وقفت مبهوته وعينيها عليه في صدمة، فتساءلت لميس ساخرة:
شرط أيه ده، وهو إنت جاي تتشرط عليا !
انتبه حسين لـ ورد، لكنه لم ينظر إليها، فرد في إصرار غريب
أبوة مش هطلق غير بشرط، ولو متنفذش يبقى اقتليني بقى علشان تخلصي مني
جلست ورد على درجة السلم وقد اغرورقت عيناها، وفكرة عدم حبه لها بعد اقترابهما تقتلها.
فقد أهانها هكذا، فتبدلت نظراتها للضيق نحوه، وودت بالفعل قتله، حد أنها لم تبدي ندما
على ما اقترفته في حقه سابقا، بينما تشدد حسين في طلبه ولم يهتم بتذمر لميس أو رفضها، فوالدته الأغلى عنده، ولن يهنا مطلقا حتى يجدها. فنظرت لميس لـ فؤاد الذي أشار لها يعينه أن تستمع له، ولا داع للدخول في مناوشات مزعجة، فتنهدت لميس في غيظ وهي نسأله:
و شرط ايه ده إن شاء الله ؟!
بدون تردد قال حسین
تساعديني ألافي ماما، هي مخطوفة، وأنا متأكد!
قطبت وجهها مستنكرة أن تفعل ذلك، فتدخل فؤاد حانقا
ما في شرطة بتبحث عنها، لازمتنا أيه!
هو دا شرطي
نهضت لميس ولم تتحمل حماقته وتبجحه في الحديث هكذا، وقبل أن تنهره أو تعلن رفضها تقدمت ورد منهم وهي تحدقه بنظرات عدائية خاطبت والدتها متفعلة:
اعملي ماما اللي عاوزوه، أنا مش عاوزاه، لأنه مش هيطلق علشان أمه اللي اتهمني بغيابها
احتدت نظرات حسين نحوها وهتف مونحا إياها:
أمي دي اللي هي عمتك، احترمي نفسك وإنت يتتكلمي عليها.
استاءت لميس من أسلوبه الفظ مع ابنتها فأهانته:
تتكلم زي ما هي عاوزة، إنت مين وعيلتك مين، أنا بغبائي زمان اللي خليت بنتي يقت يتقرب
ليكم
سيان عن ذاك النزاع القائم، كانت فرحة فؤاد بحديث زوجته تعجبه، وأحب كراهيتها لما
مضى وارتاح داخليا، تم وقف بجانب زوجته وايد كلامها مخاطبا حسين في ضيق مختلق حسين أعرف حدودك كويس وورد من هنا ورايح بنننا، يعنى واحدة مننا، فكلامك معاها نحساب
لمعت عينا لميس بإعجاب من حديث زوجها، ثم ضمت ابنتها إليها في حماية، التي نظرت لـ
حسين مستشعرة كم الألم الذي به الآن، فعزة نفسه فوق كل شيء، ولأنه يبغض تلك المعاملة، كان حسين مستجمعا قواه، وفقد تحمله، وأدرك أن زواجه ذاك غير متوافق، فقرر
أن يستغله أفضل، وبكل هدوء وعزيمة قال:
!!................شرطي يتنفذ هطلق، غير كده لا
بغرفته، أراح جسده لبعض الوقت على تخته، فجميع أعضائه تؤلمه، ووجه بالتأكيد مشوه بفضل لكمات الوعد الضارية، تم زمجر في غضب حين يأتي على باله عنف الآخر نحوه، وما فعله به و برجاله حين وقف أمامه واكتشف هوية بسهولة، ثم تشفى به وهو يتذكر كيف
خاطبه الأخير بنيرة حملت القلق:
حمزة، لا تفضح أمري هنا الأمر ليس لعبة.
اتسعت بسمة حمزة المنتشية وهو يطالعه في مرح، قال:
طول عمرك مجنون متخيلتش توصل بيك تعمل كل ده
لاحظ نوح نظرات حسين لهما وغرابته من حديثهما معا، فخاطب حمزة يتوسله
حمزة، أرجوك لا تفعل شيء هنا.
وافق حمزة في غرور على طلبه هامشا في أمر:
عاوز الست تكون عندي
لاحظ نوح رجال حمزة في تأهب من حوله، فأسرع يوافق:
سأفعل، هي لك.
رفع حمزة رأسه في تفاخر، ولم يطل الحديث حتى لا يرتاب أحد في الأمر، خاصة حسين الذي أظلم عينيه من حديثهما الجانبي، ولم يرتاح له. تم تفاجأ حين وجد الرجل الغريب
يأخذ أدريان قائلا:
بلا معايا
فورا منعه حسين متذمرا
واخده فین دا جاي معايا، مالك بيه ؟!
نظر نوح له منوتزا فتحدث إليه بدلا من حمزة :
سوف أعود حسين لا تقلق.
رد حسین مكفهرا
انت مالك وماله، عاوز منك أيه الراجل ده ؟!
لم يحيب نوح، فاستبعد حسين أن يكون مرغمًا على الذهاب معه، فذاك أمريكي وضرر أحد له يخلفه أضرار جسيمة، وتابع ذهابه مع الآخر منهكا، وأخذ يفكر ما الرابط بينهما فحديثهما سويا مألوف، وتساءل في ريبة :
معقول أدريان يعرف الراجل ده................!
سار معه بكل هدوء وتحفز، ومع كل خطوة نحو الخارج كان يرتب كيف يخرج من تلك
النكبة، بالأخص والرجال من خلفه تراقيه في استعداد، وعند وصولهما للسيارة المصفوفة
بالخارج خرج الأمر عن السيطرة ونوح يلتفت لـ حمزة بغتة ويضرب وجهه مغلولا ففقد الأخير اتزانه، وقبل أن يسرع الرجال في التدخل الفاه نوح عليهم وأخد يركله في بطنه وجسده مع الآخرين كي يهرب منهما، ولكن لكثرتهم الغلبة حين تحلقوا من حوله، ولضراوته لم يستطع أحد ضربه، بل كل منهم كان يمسك به من جميع جسده لتقييده، وبصعوبة حتى
تمكنوا وسط تشنج نوح، فصاح غاضبا:
سوف تندم حمزة، من أنت حتى تفعل ذلك معى
حين تحكموا به نظر له حمزة دامي الوجه فأنفه تنزف وفمه أيضا، كانت نظراته النارية تعبر عن هدى غيظه منه، رد عليه
أنت اللي هتدفع تمن اللي عملته فيا دلوقتي، ومتخافش هتروح مكان مبطيقوش ومش أنا اللي هعمل
لم يهتم بشغف نوح في معرفة ماذا سيفعل معه، ثم تابع امرا رجاله
دخلوه العربية، وإياك يهرب منكم.
فاق حمزة من شروده عصيب الطلعة نتيجة خبط الباب، فقد أخبرهم الا يزعجه أحد، ثم اعتدل جالسا وهو يتأفف نهض ليتحرك ويفتح للغليظ المرابط على الباب، حين فتحه
وجده بیتر، سأله حمزة متوحشا
كل حاجة تمام ولا فيه حاجة حصلت ؟!
جاوب بيتر مؤكدا:
كل شيء تمام سيدي الأمر لا يخص السيد نوح
ضيق حمزة عينيه فأكمل بيتر مترددا
الأنسة ليلة بالأسفل، وتريدك....................!!
وقفت منتصف الشقة التي من المفترض أنها عش الزوجية، ثم جابت بنظراتها الساخرة الأثاث وكل شيء، وأدركت سوء الوضع بينهما قادما توجهت ديما لتجلس متكثة على عكاز ليعاونها على السير فإحدى ساقيها متضررة خاطبت أختها مختمة وهي تسند العكاز بجانبها : شوفتي الشقة عاملة إزاي، لا وفين، في عمارة قديمة في مكان حقير زي ده.
انفعلت ديما وهي تتحدث، فشعرت شيرين بها وهي أيضا لم تكن راضية عن حركة سيف السخيفة، بينما والدتها كانت صامتة، وملامحها أبانت ضيقها وحزنها جلست شیرین بجانبها وقالت:
سيف بيعمل كده علشان المبلغ اللي بابا خلاه يمضي عليه أنا فهماه، عاوز الطلاق يجي منك.
غضت ديما من معاملته الجافة معها، ولم تبدى رفضها لذا الوضع، فنظرت لها السيدة راقية وقالت:
هتوافقي على المهزلة دي يا ديما.
انعقد لسانها متفهمت السيدة رضاها لحبها للأخير، فهتفت متبرمة:
كان حمزة ابن الناس المحترمين أقل منه في أيه، دا ولد قليل الأدب لما يقعد بنت عمه في
مكان مصرف زي ده.
تدخلت شرين لتحمد ضيق والدتها:
مش وحش للدرجة يا ماما
حملقت بها السيدة مستهزئة، بينما قالت شيرين ذلك لمعرفة تعلق أختها بالأخير، رغم أنها
مفتت الأمر ولم تحبذه من البداية، لكن احترمت رغبة أختها تهضنت السيدة راقية مشمئزة
مش قادرة أقعد هنا دقيقة واحدة أنا هستناك يا شيرين في العربية، وهبقى ابعتلك خدامة تنضفلك القرف ده
قالت جملتها الأخيرة لـ ديما ثم انصرفت وهي تغمغم في حنق فتنهدت شیرین و خاطبت
أختها في ملل:
متأكدة مش هنستحملي، الله يكون في عونك، أنا زي ماما مش مستحملة.
اختنقت ديما وقالت:
دخليني أوضة النوم ارتاح فيها مش قادرة، وعاوزة تمشي انت كمان اتفضلي.
هتفت شيرين عابسة :
مش قصدنا نتخلى عنك المفروض تتحملي نتيجة اختيارك.
تهكمت من كلامها في غيظ
ما بابا اللي جوز هولي، هو ذنبي لوحدي اختیاري ده
بورت شيرين موقف والدها:
علشان اللي عمله معاك سيف، وكان علشان عنادك معاه، شوفي وصلت لايه دلوقتي
وصلت ديما لقمة ضجرها من عنابهم الدائم لها ولم تكترث هنفت
اتفضلي روحي لماما مش عاوزة حد يخدمتي ..............!!
بالتأكيد لن تترك أخيها هكذا، ولم تتوانى للحظة في القدوم الفيلة الآخر، ثم وقفت تنتظره
في الردهة بانفعالات مختلفة، وبالأكثر كانت مضطربة من رؤيته، ومع ذلك شددت من قوتها التصل لأخيها، ثم تأجج توترها حين رأته يهبط الدرج في خفة، وكانت للهفة حمزة أثر جعلته بتناسى آلامه حين وقف أمامه لم يصدق عينيه وهي تطالعها في شوق وجراءة ضايقتها، بينما نظرت له في قلق أخفته، فوجهه مغطى بالكدمات، وأدركت بأن أخيها هو الفاعل جاءت لتتحدث منطق مغرضا
I missed you-
اشتقت لك
تجاهلت ليلة حديثه في تماسك مزيف، سألته مزعوجة:
!?Where is Noah, Hamza-
ابن نوح، حمزة ؟!
هذا ما توقعه حمزة في مجينها إلى هنا، فخاطبها في سام
Of course you ran away from my grandfather, you're only loyal to your-
brother, Laila
بالطبع هربت من جدي، أنت ولائك لأخيك فقط ليلة.
استهزأت من كلامه
?Will you have Hamza-
هل سيكون لك أنت حمزة !
رد ضامرا حنقه تجاه برودها نحوه
Why not, you would die of longing when I traveled anywhere-
لما لا كنت تموتين شوقا حين أسافر لأي مكان
التزمت ليلة هدوئها واعتزمت اتخاذ أمرا يخصهما، لتنهى تلك العلاقة المتنافرة، فأرغمت نفسها بعد تردد كبير أن تقول:
... Of course I will miss you Hamza, you are my little brother, and I af-
بالطبع سوف أشتاق لك حمزة، فأنت أخي الصغير، وأنا خا......
قطع كلماتها صارخا
اخرصي
!Shut up-
ضمنت ليلة متجنبة انفعاله فهي تعرف كلامها سوف يزعجه، قبل أن يؤلمها، تراجعت قليلا
حين اقترب منها وقال ساخطا
Do you see me as a child in front of you? Look at me well, Laila. Look at-
what I am doing and what I did to your brother. I will get everything هل تريني صغير أمامك، انظري إلى جيدا ليلة، انظري ما أفعله، وما فعلته بأخيك، سوف
أحصل كل شيء
مررت بصرها على وجهه، ثم هتفت تيرة أظهرتها هادئة :
Look at yourself Hamza, and what my brother did to you-
انظر أنت لنفسك حمزة، وما فعله أخي بك
وعي حمزة المنظره، بالطبع مقرف نفض التعليق على استهانتها به وقال في مغزى
?Don't you like the way I look tonight-
ألم يعجبك شكلي الآن ليلة !
خشيت أن يتجرأ عليها بطريقة غير مهذبة، انتقاما من إعلان رفضها له الواضح، فسألته متوترة:
!?What do you want Hamza-
ماذا تريد حمزة ؟!
قلص المسافة بينهما فتعالت دقاتها، أكمل ماكزا:
What do you think, you are in my place now, you are bold enough to-come to me
ما رأيك، أنت الآن في مكاني، أنت جريئة حتى تأتي إلى
تنفست في هدوه غير مكترثة لنظرات ولهة نحوها، بل هتفت تعيد سؤالها :
!?Where did you take my brother-
أبن أخذت أخي ؟!
ذاك الصراع والنزاع بينه وبين أخيها جعله يفطن أنه لن ينالها يوما، ولهذا وبدون تراجع
خاطبها في حدة:
Your brother is not here, Laila. He is on his way to your grandfather-أخيك ليس هنا ليلة، هو في الطريق إلى جدك.
ثم أكمل جاذا غير مبال بصدمتها:
You will be here with me-
أما أنت فستكونين هنا معي.
وحين وضع يده على خصرها صرخت وتعالى استغائها، الذي أتى على أثره أندرو وبعض الرجال متأهبين في حالة حدوث مكروه لها، والأقطع كان دخول رجال حمزة معهم والجميع في حالة تشابك مقتربة على الحدوث والأسلحة النارية مرفوعة على بعضهم، فنظر لهم حمزة متفاجنا، وكانت دهشته الكبيرة حيم شحدت ليلة قواها وخاطبته وهي تدفعه بعيدا عنها :
!!........... If you go too far Hamza, you will find this place a pool of blood-
ان تماديت حمزة سوف تجد هذا المكان بركة دماء .................!
أعدت الطعام لهم ولم يستلد أحدهم تناول شيء، فجلست معهم بالصالون كتيبة مثلهم، ثم
فتح السيد منصور الحديث مشدوها:
حاجة غريبة الكل يختفى كده
ثم نظر لـ حسين وجده جامد الهيئة، خاطبه مترقبا
هتعمل ايه يا حسين، معقول اللي بيحصل ده
خرج حسين من زوبعة تفكيره وحنكته في حل ذاك اللغز من حوله، هتف محدقا أمامه:
قلبي حاسس أدريان ده وراه حاجة.
انتفض قلب السيدة هنية فابنتها معه، فهتف السيد منصور مستفهما:
تقصد ايه يا حسين؟!.
تصلبت نظرات الجميع عليه بالأخص رامي فقد جاء عن طريقه، فهنف حسين بأنفاس عالية: الست اللي ماتت دي قرايبها كلهم في أمريكا، وبعدها هو يجي، ويدخل بينا ويكون واحد متنا.
استنكر السيد حديثه مقطنا
مش معقول يا حسين، أيه اللي يخليك متأكد.
كانت حالة حسين عنيفة بسبب غياب والدته، ولم يلبث لحظة حتى يدرك ما حوله، فقد سبق وتهجم على شفتهم غرباء، فهتف مستاء:
لما كان معايا في القسم، كان فيه كلام بينه وبين الراجل اللي اشتكى أمي، وشكلهم يعرفوا بعض
لطمت السيدة خديها في خفة وهي تولول:
يا دي المصيبة، أكيد عمل في شهد بنتي حاجة، وهي عاجزة وحالتها بالبلا
تدخل رامي مترددا:
لا يا حسين أدريان كلنا معاه عيش وملح، وكان كويس معانا وكثير وقف جنبنا
سخر حسين في حنق:
مش لما يكون اسمه أدريان الراجل قدامي نداه نوح.
صاحت السيدة منتحبة
كان مع بنتي في الحرام، يا فضحيتنا
صدم الجميع بحديث حسين، ولأن الأمر حساس وملامس للأعراض كانوا يرفضوا تصديقه وكل منهم يفكر بطريقة ما، واسترجاع الماضي لكشف ثغرة تدين الأخير، ولم يجدوا مطلقا. بينما اختلف الوضع مع حسين، الذي ظل يبحث ولم يكل أو يمل الفترة الدائرة، فربما هناك ما هو مخفى يبحثوا عنه، وربما شكهم بأمه سبب ارتباطها بتلك القضية، ووجعه قلبه عليها،
فريما تعاني الآن، ثم خاطبهم في عزم:
أنا لقيت اللي هيساعدني أوصل لماما
ثم أضاف متوعدًا، ومتجاهلا حالتهم التائهة :
بس أدريان ده لو طلع ليه علاقة مش هرحمه ............!!
احترس حين أبلغه بأن سيدهم في الطريق إلى هنا على متن طائرة خاصة مخذرا، فاستجاب مارك لخبر غوست و استنجد ببعض من معارفه داخل المطار متخفيا فرجال السيد سليمان
هنا، وقف معه أحدهم بغرفة ما قائلا:
Mark once the plane lands you can't even see him-
مارك بمجرد هبوط الطائرة لن تستطع حتى رؤيته
خاطبه مارك مستصغرا مكانته .I thought you were valuable and useful here, Louis-
لقد ظننتك لويس ذو قيمة وفائدة هنا
تضايق لويس من استهانته به قائلا:
You should have told me before Mark, now the situation is complicated-
كان عليك إخباري من قبل مارك، الآن الوضع معقد
ضيق مارك نظرائه واستعمل مكره وهو بحثه مرددا:
Don't you have the ability to return the plane to Cairo Airport, for-
.example
أليس لديك القدرة على عودة الطائرة لمطار القاهرة مثلا.
كان لويس يفكر في ذلك ولكن وجده ليس سهلا، هتف:
...It's not easy, Mark, wi-
الأمر ليس سهل مارك، ف...
قاطعه مارك في دهاء:
Say there's a person on the plane carrying a bomb, it'll definitely come-
.back right away
فلنقل أن الطائرة عليها شخص يحمل قنبلة ما، بالتأكيد سوف تعود فورا
رمقه لويس في ظلمه، معجبا بطريقة تفكيره
You're a damn Mark, so you're the best of Mr. Noah's men-
انت لعين مارك، لذلك أنت الأفضل في رجال السيد نوح
ابتسم مارك معتزا بنفسه، هتف:
Come on Louis, do what's required, and don't be afraid, we'll deal with-!!......your lie
هيا لويس، نفذ المطلوب، ولا تخاف سوف تتعامل مع كذبتك ........!!
ابتعد عن جده والرجال من حوله، ثم وقف جاننا يتحدث هاتفيا مع والدته التي تلج باتصالاتها المتكررة، والتي ظلت توبخه وتنعته بألفاظ احتفارية لسعيه وراء الأخيرة التي لم
تعطيه اهتماما خاطبته مهتاجة :
فوق بقى يا الياس الست هربت عند حبيب القلب
ضايقته بكلامها، ومع ذلك هتف منكزا:
حمزة جايب أخوها هنا أهو معقول هتبيع أخوها ليلة مستحيل تكون لـ حمزة، ومتأكد هو اللي بيجري وراها
ضجرت السيدة صابرينا من حماقة وبلاهة ابنها، فقالت:
اللي تشوفه بس متجيش تشتكي بعد كده
أنهى إلياس معها الاتصال متأففا، فحديثها مصيب، ثم تحرك ناحية أبيه والجميع، وعند وصوله مجددا لهم كان هناك حالة من الهرج والمرج، ثم لفت انتباهه حديث جده الغاضب !!.......How did the plane come back, what's happening here is nonsense-
كيف عادت الطائرة، ما يحدث هنا هراء...........!!
طوال الطريق البالغ من المطار للفيلا وهو يجتهد في استعادته وعيه حد أنه لعن ذاك حمزة. فيبدو أنه أعطاه جرعة كبيرة من المخدر، ثم استعان بعقار ما عجل من عملية الإفاقة، انتظر أندرو بعدها أن يفتح عينيه، ففعل ذلك نوح بطلعة خاملة، فخاطيه أندرو
Come on man, toughen up-
هيا يا رجل هو عزيمتك
نظر له نوح في ضعف، وأخذ وقت لا بأس به حتى تيقظ من غيبويته المفتعلة وسط ترقب أندرو له تأمل نوح ما حوله وعقله يتذكر تدريجيا ما حدث، ثم اضطرب فجأة لينظر لـ أندرو
الذي يبتسم لها بسخافة، ليخبره أنه بفضله خرج من ورطته فرك نوح وجهه متجاهلا إياه
سأله:
!?What happened-
ماذا حدث ؟!.
أخبره اندرو باختصار خطة حمزة اللعينة في عودته الأمريكا ليقع تحت وطأة جده، فسبه
نوح ممتعضا:
IDamn you Hamza-
عليك اللعنة حمزة !
هتف أندرو متعقلا:
You're making something up Noah, now go see your daughter, since she-
Iwoke up she's been asking about you
لا تفتعل شيء منهور نوح، الآن اذهب لرؤية ابنتك منذ استيقظت وهي تسأل عنك .!
دق قلب نوح وتغيرت ملامحه للصبوة والحنين، فقد مرت أشهر دون رؤية ابنته، أو حتى سماع صوتها، إلا من بعض الصور المرسلة إليه فور وصول السيارة لم يلبث حتى ولج للداخل ثم وجدها مع أخته بالردهة تنتظره، وبمجرد رؤية الصغيرة له صرخت فرخا
وركضت نحوه متهللة ولسانها يردد:
Dad-
رفعها نوح الأحضانه مستنشقا رائحتها في توق جم وهو يخاطبها في لطف:
فتاني الرائعة( My wonderful girl-
لامست الصغيرة وجهه أبيها بكفيها غير مصدقة أنها معه، قالت:
اشتقت إليك يا أبي) I miss you, dad
أغدقها نوح بقبلاته الحارة معربا عن محبته الكبيرة لها، أيضا انضمت ليلة لهما وهي تتأمله
مبتسمة وقد أتستها الألفة بينهما. انتبه لها نوح وألقى نظرة فقط عليها ولم يحادثها كانه
!?Are you mad at me Noah-
يتجاهلها حين عاد يقبل ابنته ويلاطفها، فبهتت قسمات ليلة وهي تسأله حزينة:
هل أنت غاضب منى نوح ؟!.
جاهد نوح ألا يظهر ضيقه تجاه أخته أمام ابنته، ثم وجه بصره إليها وخاطبها في غضب هي
من أدركته
!?Why did you go to him-
لما ذهبت اليه ؟!
اصطكت أعضاؤها من وجوم ملامحه التي خلفها بالتأكيد هياج مدروس، بررت متوترة
!For you Noah-
من أجلك نوح!
زم شفتيه ولم يجادلها كثيرا فقط الآن، قال:
!We'll talk later, Laila-
سوف تتحدث لاحقا ليلة !
ابتلعت ريقها فقد باتت صورتها في عين أخيها فاحشة، ثم صمتت و تابعت محبته لابنته. انتبه نوح لـ شهد تقف عند مقدمة السلم بالأعلى تحدق بهم في تجهم، حيث خفنت أن ذاك الحقير اللعين متزوج من فتاة أخرى وأيضا لديه طفلة منها، واستنكرت محبته لها هي، فتلك الفتاة جميلة ولطيفة في ماذا تتميز هي عنها ؟!، وهنا فقد فطنت أنه زير نساء، ثم ألقت عليه نظرة احتقار وتوجهت حيث الغرفة .....................
كأي قناة طائعة بارة، جاءت إليه حين علمت بمرضه الأيام الماضية، ثم جلست على طرف
تخته تناوله حبة الدواء، ارتشف السيد منير الماء ليبتلعها، وحين أسند ظهره حتى لم يبدي
شكرا، فقط لامها
بقالي كام يوم راقد كده كنت فين؟!
رکت موقفها بنبرة هادئة :
محدش قالی یا بابا افتكرت أمجد خليته يمسك مكانك وخلاص
احتقن وهو يعلق
وطبقا علشان مخاصمة أخوك الصغير مفكرتيش تسالي.
وجدت لميس أن المناقشة سوف تتفاقم في الحديث عما فعله مع ابنتها فسكنت، بينما هو
استمر يتابع متبرها
كل ده علشان حتة بنت جبتيها من واحد شحات
ضمرت لميس سأمها وقالت:
يا بابا دي ينتي، أنا غلط زمان وينتي هتحمل وجودهها
لقط آخر كلماتها وهتف:
طيب بما إنك هتتحمليها، ليه بقى طمعانة بنتك تاخد مني حاجة.
هنفت بعدم رضی
دي أملاك ماما.
ومين اللي بيشغلها وكبرها لماما، مش أنا.
رد عليها متهكما فتنهدت لميس و اعتزمت عدم الحديث كي لا تزيد عليه مرضه، قالت:
خلاص یا بابا متجهدش نفسك بنتي وأنا مسؤولة عنها.
لاحظت لميس الراحة على تعابيره حين قالت ذلك وودت السخرية، هي أيضا ابنته ومن
الواضح أنها الأخرى لن تحصل على شيء، لذا سوف تفعل ما بوسعها لاسترجاع ما سلبه منها، وبالأخص حقها في أمومة ابنتها. انتبهت له يريد النوم، فدئرته في اهتمام لابد منه ثم
نهضت لنتركه.
عند هبوطها الدرج وجدت أمجد ومعه عمهما السيد طاهر، وصلت إليهما ورخيت يعمها، الذي استأذن لرؤية أخيه، بينما أراد أمجد المغادرة فمنعته بطلعة قطوب، نظر إليها موثرا فتهکمت
خايف تواجهني، متخافش لو خارج هسيبك مش هعملك حاجة
رسم الصلابة وهو يرد:
أنا مبخافش من حد، وأروح مكان ما أنا عاوز وفي أي وقت.
تأملته لميس باهتة، فهذا من كانت ترعاه صغيرا وتخفي مصائبه كبيرا، والآن يعض اليد التي
مدت له، خاطبته بملامح غير مفسرة وهي تشير ناحية الباب
أخرج يا أمجد، اتفضل
تحرك أمجد ناحية الخارج ساخرا منها فهو غير منتظر أمرها له، فتتبعته لميس بنظراتها ولم تشفق على ما سيحدث له كونه غدر بأخته التي لم تبخل في منحه محبتها وحسن معاملتها ....!!
مستاء من انقلاب حالها، خاطبها مندهشا
رفعت يده لتصفعه حين وضع يده عليها دون حياء، وفشلت حين قبض على رسغها بقوة
ما بك سوف نتزوج، لقد وافقتي من قبل على الزواج، والرجل بالأسفل ينتظرنا!
شحدت قواها ودفعته بكل ما بها من عزم فتراجع نوح متفاجنا، بينما هي صاحت نافرة :
أنا دلوقتي مش موافقة، هو الجواز بالعافية
هذا نوح وسألها كابحًا ضيقه
ما الذي حدث لتغيري رأيك
رمقته بنظرة دونية وهتفت معترضة :
مزاجي كده، ما تروح تشوف غيري.
أدرك نوح سبب تبديل قرارها فقد قرأ أفكارها، هتف عايشا:
الفتاة التي رأيتها بالأسفل اختي.
ارتخت أعضاؤها المشدودة قليلا، ثم تساءلت مندفعة :
والبنت الصغيرة ؟!
ابتسم نوح مستشفا أن ذاك سبب ضيفها بالفعل، قال:
هذه ابنتي ؟!.
قبل أن تثور تابع موضحا:
توفيت والدتها
سارت شهد قليلا تفكر، فرغم أن تبريره لما رأته أراحها، وجدت من يحرضها على عدم تكملة
الزواج، نظرت له وسألته في حماقة:
يعنى إنت مش جاسوس
مع أنه أقسم ووضح لها عدم ارتباطه بما تهذي به تعيد ذات الحديث، هتف:
قلت لك سابقا الأمر مختلف
كونه لم يخبرها بالحقيقة كاملة كان يقتلها فضولها، ورأت في عينيه أنه لن يتركها، ولحفظ حقوقها مستقبلا هتفت مصرة :
هتوافق على الشروط اللي طلبتها ومهري اللي قولت عليه
بدون تفکیر هز رأسه وقبل دون مناقشة، وما طمأنها أنها جعلته يجلب شيخا نفيا تعرفه ليعقد قرانهما تابع نوح مؤشرات وجهها حين مسحت عليه لتهدأ فتلك اللعينة جميلة بدون
شيء، نفخت شهد وقالت في حزم
زي ما اتفقنا سيبني أخد عليك ......!!
انزوت ليلة جانبا والصغيرة على فخذها تتابع هذا الشيخ ومعه رجلين في اهتمام، ولم
تستوعب للان أن أخيها سيتزوج حقا، واندهشت حين أخبرها أندرو بزواجه منها سابقا باسمه المزيف، ثم جلست في صمت تراقب بدون حتى إبداء رأي فدائما ما يفعل ما يروق له، ثم تنبهت بنزول أخيها الدرج وبجانبه الفتاة أخذتها ليلة بنظرة شمولية وتعجبت من بساطتها، ناهيك من جمالها، بالطبع ذاك ما جذب أخيها، تأففت ولم تعلق وفقط تابعت ما يحدث.
عند هبوط شهد الدرج نفضت بده من عليها لا تريد مساعدته حين تعثرت في نزولها، تحمل نوح نزقها حتى ينتهي الزواج، فبالتأكيد لن ينفذ شرطها المنفر والغبي.
وصلت شهد حتى الشيخ ثم ألقت عليه السلام في ود، والأخير رد بنبرة رزينة ثم جلست
بالقرب متيقنة حالة الرجلين من وضعها ودهشتهما، فهم أقاربها من صلة بعيدة تقريبا، لكن
لم تتكلم في الأمر، ثم انتبهت لـ أندرو الوغد الآخر يتقدم منهم فرمقته في حنق، مال بجزعه
على نوح الذي استعد لعقد القرآن منشرخا خاطبه بهيئة غامضة:
نوح، السيدة زبيدة في المشفى الآن.........!!
فتح عينيه بالكاد لينظر حوله عاقدا جبينه، والحظات من استعادته وعيه انتبه للمكان
اعتدل أمجد ليجلس موضعه مذبذبا وهؤلاء الرجال من حوله، ثم وقعت عيناه على سيف
الذي يجلس على مقعد جانبي يحدق به جاء أمجد لينهض فوجد من يدفعه من كتفه ليبقى
أرضا كما هو، انزعج وهو يعنف الرجل:
انجننت ولا أيه!
رد عليه سيف الساخط مستهزنا:
اهدى يا أمجد.
التفت له أمجد وهتف منفعلا:
تقصد أيه باللي بتعمله دا يا سيف، وإزاي تتجزأ
اشتدت نظرات سيف النارية نحوه، ثم نهض ليقترب منه، وأمجد يتوعد له في نفسه إذا
تمادي، فهتف سيف في غلول:
أنا تعمل معايا كده، أما صحيح ندل دا انت كنت أكثر من أخويا، كنا بتعمل كل حاجة مع
بعض وسرنا كان واحد
ما فعله أمجد كان مجبرا عليه يفضل حزم والده، ولم ينكر رغبته أيضًا في امتلاك كل شيء.
فهتف مشدودا
بابا اللي أجبرني أعمل معاها كده، وإنت عارفه.
على زاوية قمه رسم بسمة متهكمة، قال:
ذا أمره محلول، لأنك دلوقت هترجع كل حاجة.
غضب أمجد فبالطبع وهو هكذا سوف يجبره، بينما أكمل سيف تانزا:
بس اللي عملته معايا حاجة ثانية، لما تخليني اتجوز واحدة مش عاوزها، يبقى هتدفع إنت
الثمن.
قلق أمجد من هيئته، ومن الوضع ككل، فعاد يبرر بنفس كلامه
بابا أجبرتي
لم يهتم سيف وأمره:
دلوقتي هنتنازلي عن كل حاجة
صاح أمجد مستنكرا في ضيق:
كل حاجة مع بابا، أنا مش معايا حاجة
ضبط سيف أنفاسه وقال متشددا:
بس انت مش هتخرج من هنا غير وانت متنازل عن اللي خدته، وعليه تمن جوازني.
شده أمجد من عنفه نحوه واستعمل اللين ليكسب وقت وفرصة للنجاة حتى يتعامل لاحقاء
ثم خاطبه ماكزا:
صدقني بابا باسمه كل حاجة اديني شوية وقت وهر جعلك كل حاجة بطريقتي.
بدا على سيف الرفض، فحته أمجد بنظرات وتعابير وجهه على الموافقة، وبعد فترة تفكير
قاتلة لعبت بأعصاب أمجد نظر سيف له محتقرا اياه، هتف:
موافق يا امجد .........
