رواية يتيمة في قبضة صعيدي الفصل الثالث والثلاثون بقلم نرمين حمدى
عز قام من السرير بصدمه كادت ان تقتله وبنبره قاتله: انتي بتقولللللللي اااااايه؟
غيبوبببببه ااااية؟
انا لسه جاي المستشفي دي امبارح وانتي تقوليلي غيبوبه من سنه ونص؟
فياض: ياعز دا اكيد مجرد حلم لكن انت من سنه ونص عملت حادث سير ودخلت في غيبوبه ومن ساعتها وانت مفوقتش غير دلوقتي؟
عز فجأه بقي بيكسر في الاجهزه وبيرمي كل حاجه حواليه، السرير قلبه، طاقم التمريض اتلم حواليهم
: حلمممممم... بقولك متجوزها.. دي مراتي وحبيبتي وكل ماليا تطلعععع حلم... حلم ايه وزفت ايه اية التخريفففف ده
الدكتور جيه علي صوت الزعيق كل الي في المستشفي اتلموا حوالين غرفه عز: فيه ايه.. ايه الي بيحصل هنا
... عز؟! انت فوقت؟!
عز اتجهه ناحيته: قولهم يادكتور.. قولهم اني جيت هنا امبارح.. انا كنت مضروب بالرصاص صح؟... قولهممممم ساكت ليهههه
الدكتور: رصاص اية ياعز؟... انت جيتلي في حادث سير ودخلت في غيبوبه لمده سنه ونص
عز اخد بعض الخطوات لورا: انتو كدابين... ولو مقولتوش فين ملك.. انا هدور عليها بنفسي... ملك مش حلم.. ملك مينفعشششش تكون حلم والله مينفع انا بحبهاااااااا مش هعرف اعيش من غيرهاااااا يااااارب... انا معرفتش معني الحب غير معاها... ملك كانت قدامي.. كانت بتكلمني، كنت بلمسها واخدها في حضني
كمل كلامه وهو راكع علي الارض: ازاااي تطلع حلم ازاي.. دي وصيتي وانا ضيعتها، ازاي يعني مش هشوفها تاني.. طيب ازاي هنام في الاوضه وهي مش فيها، ازااي تخليني اعشقها وبعدين تسيبني لوحدي كدا
ثم صرخ بألم: مللللللللللللللك والله مهعرف اعيش من غيرك.. والنبي متعملي فيا كدا... وحيات اغلي حاجه عندك انا مش هقدر اكمل من غيرك
الكل بقوا حوالبه بيبكوا بحرقه عمرهم مشافوا عز كدا
جليله بوجع: بقي عز الي عمره معرف يحب... لما يحب بالطريقه دي تطلع حلم.. ياوجع قلبي عليك يابني
الدكتور بعدم فهم: ملك؟ مين ملك انا مش فاهم حاجه
ماهر: عز كان بيحلم بوحده اسمها ملك طول الفتره دي وللاسف لما صحي افتكر انها حقيقه
عز بغضب قام: متقووووولش حلم... ملك حقيقه... وهلاقيها.. بيكم من غيركم هلاقيها وهثبتلكم انها حقيقه
تليفوني فين
فياض: اهو
عز اخد تليفونه وبيدور علي رقم ملك ايده بترتجف من الخوف انه ميلقهاش دور كتير بس مفيش رقم لملك، مفيش صوره ليها علي تليفونه، مفيش رساله من علي الواتساب، مفيش اي حاجه ليها كله اتمحي، مفيش اي حاجه موجوده
عز: رقمها... رقمهاااااااا كان هنا... كانت بتكلمني كل يوم، رسايلها فييين، صورهااااااا
بقي بيدور وصوابعه بتتهز لحد مالتليفون وقع منه: راااااااحت كل حاجه راحتتت.. راحتتتت
عز فجأه خرج برا الاوضه واتجهه ناحيه البيت
جليله وماهر وفياض ورقيه جريوا وراه
فياض بقلق: عزززززز ياعزززز
عز ركب العربيه يده علي رأسه من كتر الصداع، شغل عربيه وبأقصي سرعه علي البيت
جليله: بسرعه يافيااااااااض امشي ورااااه
&&&&&&&&&&&
في القصر الحرس اول مشافوا عز بدأو يطلقوا الرصاص فرحا بقدومه والخدم تقول: حمدلله علي سلامتك ياعز بيه
هو مكانش شايف ولا سامع كل ده.. مكانش في دماغه غير ملك، طلع بسرعه علي اوضته، فتح الباب، بس مشمش ريحتها في الاوضه ذي كل مره، جري علي الدولاب، فتحه بجنون بإيده الي بتترعش، قلب في الهدوم رماهم علي الارض، ملقاش اي هدوم تخصها، فتح الادراج ملقاش كريماتها.. برفاناتها... ملقاش اي حاجه تخصها، رمي الادراج علي الارض كسر المرايا: فيييييييييين.. فين حاجاتك فييين.... كانو هنا، هدومك ملهاش أثر... هتجننننننن ياملك، اتجه ناحيه السرير قلب المرتبه
جليله وفياض وماهر ورقيه وصلوا وشافوا منظر الاوضه، هدومه واقعه في الارض، الادراج متكسره، برفاناته.. ساعاته.. كل حاجه متكسره
ماهر: كفايه ياعز الي بتعمله في نفسك وفينا ده تقبل انها حلم ياخيييي
جليله واقفه تعيط ومش قادره تتكلم
عز اصلا مش سامعهم ولا شايفهم: اوضتها.. اه اكيد كل حاجاتها في اوضتها
طلع يجري علي اوضتها فتح الباب، ليجد كل اثاث الاوضه متغطي بالقماش وكأن الاوضه محدش دخلها من سنين، شال كل الاغطيه دي بجنون: فارشين الحاجات دي ليه... ملك كانت هنا.... شويه اغبيه
جري علي دولابها، فتحه، ملقاش اي حاجه، فتح الادراج لقاها فاضيه: يعنننننيي ايه؟! يعنييييييي اية ياملك فيننننك اختفيتي مره وحده ليييييه
وفجأه بص لباب الحمام المقفول: أه قولي كدا بقي... مش هتبطلي حركاتك دي، فضل يخبط علي بابا الحمام ولسه مصدوم: افتحي ياملك... افتحي انا عارف انك جوه... لو زعلانه مني اطلعي وانا هراضيكي... بس متعمليش كدا.. يلا ياحبيبي.. يلا يانور عيني.. يلا والنبي، افتحي قلبي هيقف وربنا...
جليله: ياعز ارحم نفسك البنت دي مش موجوده.. مش موجوده يابني متوجعش قلبي اكتر من كدا
عز بزعيق: محدش يقول عنها مش موجوده... ملك قاعده انا مش مجنون عشان اتخيل كل ده.. بقولك انا عشت معاها 6 شهور كنا متجوزين عارفه يعني اية متجوزين
وفجأه كدا جايه تقوليلي مش موجوده... انتو مش مصدقين صح، انا هجبلكم الوصيه الي جبهالي عبد الرازق
عز نزل تحت لاوضه المكتب فتح درج المكتب، طلع الاوراق، رمي كل الورق في الارض وهو بيدور علي الوصيه بس مفيش اي وصيه كانت موجوده... فتح الخزنه دور في وسط الورق برضو ملقاش: ازاااااااي؟! ازااااااي يااااارب متعملش فيا كدا... يارب يطلع الي انا فيه دلوقتي هو الي حلم... مش هقدر اتحمل انها تبعد فجأه كدا... الوصيههه كانت هنا فينهاااااااا
ثم تذكر الحج عبد الرازق الي جاب ملك لحد عنده جري علي عربيته وطلع علي الحج عبد الرازق
جليله بعياط: يعني لما اخيرا فوقت ورجعت لينا ياعز.. ترجع بكل الوجع والكسره دي... ربنا ميكتب الكسره الي انت فيها دلوقتي علي حد ابدا يابني
فياض: نصيره يعرف انها وهم بس هو في صدمه دلوقتي... مش هيستوعب بسهوله
رقيه: معقول الي انا شيفاه دا... معقول عز حب وحده بالطريقه دي، دا قلب الدنيا عليها
ماهر: بصراحه الله يعينه علي الي هو فيه... مجرد التفكير في الي بيحصل صعب
&&&&&&&&&&&&&&&
في بيت الحج عبد الرازق
عز بيخبط علي الباب بسرعه، وعبد الرازق فتحله
عبد الرازق: عز بيه؟!!!! انت فوقت امتي.. ألف حمدلله علي سلامتك
عز: مش وقته دلوقتي.. انا جايلك في حاجه ضروريه
عبد الرازق: آمرني ياعز بيه
عز: الوصيه ياحج عبد الرازق.. انت مش جبتلي وصيه لبنت يتيمه عشان تبقي حمايتي
عبد الرازق: أيوة أيوة جبتلك يابني
عز بلهفه: الحمدلله ياراجل ياطيب... فينها بقي فين ملك ياحج عبد الرازق كلهم مش مصدقيني بيقولو ان مفيش ملك
عبد الرازق باستغراب: سلامتك ياعز يابني... ملك ماتت قبل ماانت تدخل في الغيبوبه
عز سند بإيده علي الحيطه بعد مرجله مبقتش شيلاه من الصدمه: انت بتقول ااااأايه؟! ماتتتتت؟ انت اتجننتتتتتت؟! ملللللللك فين متتعبونيش أكتر من كداااااا
عبد الرازق: طيب يابني تعال ارتاح وانا احكيلك كل حاجه
عز بنبره تعب ووجع: مش عايز ارتاح.. قولي ملك فين دي الحاجه الوحيده الي هتريحني
عبد الرازق: بص ياعز يابني من سنه ونص قبل ماانت تدخل في الغيبوبه كان فعلا في راجل صحبي بعتلك بنته وصيه واسمها ملك بس البنت دي ماتت قبل متوصل هنا في جماعه الله ينتقم منهم اخدوا غرضهم منها وقتلوها لما قولتلك الخبر ده انت اضايقت فضلت تزعق وتكسر وبهدلت الدنيا وبعت رجالتك يعرفو مين الي عمل فيها كدا وبعدها انت أخدت عربيتك وطلعت وعملت حادثة ومن ساعتها وانت في الغيبوبه
عز كان بيسمع ومن داخله بينهار لو ماتت فهو هيموت بعدها: معاك صورت البنت دي او اي حاجه تخصها؟
عبد الرازق: ايوة انا عندي صورة ليها
عز تردد انه يقوله هاتها مش عايز تبقي هي دي صوره ملك وفي نفس الوقت عايز اي حاجه من اثرها: ه اتها
عبد الرازق جاب الصوره وعز مسكها وهو بيترعش قلبه بيدق بسرعه ولما شافها ابتسم بوجع الصورة مش صوره ملك... ودا اداه أمل انها ممكن تبقي موجوده
عز حط الصورة مكانها وقرر ياخد أخر خطوه والخطوه دي الي هتحدد اذا كانت ملك حقيقه ولا مجرد حلم ووهم: بيتها... انا لازم اروح اسكندريه دلوقتي
ركب عربيته واتجهه علي اسكندريه عدل
عدت ساعات محدش يعرف عنه حاجه لا هو فين ولا بيعمل ايه
لحد موصل اسكندريه... اتجهه في طريق بيت ملك، ابتسم لما شاف نفس العماره، نزل بسرعه من لهفته ساب باب العربيه مفتوح، جري علي دور شقه ملك، عينه لمعت لما شاف نفس الشقه بنفس الرقم ولكن ايده خايفه تخبط فدي أخر محاوله مش هيقدر يجيبها بعدين
عز اتشجع وخبط خبطتين ايده كانت بتترعش، رجله بتتحرك بعشوائيه، دقات قلبه سريعه
، محدش رد... خبط تاني لحد مخرج يحيي؟! اه يحيي المدير التنفيذي لشركه
عز بمجرد مشاف يحيي ملامح وشه اتبدلت، حس انه متلج، مش عارف يتحرك ولا يتكلم
يحيي: مش معقول عز بيه حمدلله علي سلامتك ياراجل.. اتفضل اتفضل
عز وهو مستغرب كل الي بيحصل دخل ببطئ وهو بتلفت حواليه في الشقه، الغريب ان الشقه مش مختلفه عن شقه ملك
يحيي: في اية ياعز بيه مالك؟!
عز باستغراب: انت اية الي جابك هنا؟!
يحيي بضحك: مالك ياعز بيه دا بيتي القديم وباجي اقضي فيه الاجازه انت لحقت تنساه؟
عز: انا جيت هنا قبل كدا؟!
يحيي: أيوة جيت وقعدنا يومين كمان
عز من تعبه وقع علي الكنبه بتعب حط ايده علي راسه والدنيا بتلف بيه، مش عارف يعمل ايه، كل الي عارفه انه عايز ملك
يحيي حط ايده علي كتف عز: في اية ياعز بيه انت كويس؟!
عز بعد ايده من غير ميتكلم ومشي وهو مش عارف هيروح فين
عز قعد تحت العماره: راااحت... رااحت وخدت كل حاجه حلوه معاها... راحت ومسبتليش أي ذكره غير صورتها الي في دماغي... صورتها الي حتي مش عارف امسكها وابص فيها واخدها في حضني... مسبتليش حاجه من هدومها احتفظ بيها...مشيت فجأه، انا مكنتش مستعد ياملك، كنتي معايا.. كنتي في حضني... وفي يوم وليله تختفي،دا الي بيموت بيبقي أحن من كدا في فراقه علي الاقل بيسيب حاجه ذكره للي بيحبهم.. بس انتي مسبتيش حتي شعره منك قلبي اتكسر كسره عمري متخيلت اني اتكسرها في حياتي
عز وهو قاعد على الأرض قدام العمارة، وسط زحمه الشوارع والناس ماشية حواليه
بص ناحيه السما بعين مليانه دموع مش راضيه تنزل، صوته كان مخنوق وكأنه بيطلّع روحه في كل كلمة:
عز بصوت مبحوح: أنا عز الجبالي...
الراجل اللي عمره معرف يعني إيه يحب
اللي كان شايف إن الحب ضعف، وإن القلوب اللي بترتجف دي قلوب فاضية
أنا اللي مكنتش بصدق إن في ست ممكن تخلي قلبي يحن...
بس النهارده... أنا قلبي مات
سحب نفس طويل و يكمل:
أنا اللي محدش في الدنيا قدر يكسفني ولا يهزني، اتكسرت يا ملك
علشان سلمتك قلبي بإيدي؟
كنت بتضحكيلي، كنتي بتزعلي وبتتصابي وبتغيري عليا
كنتي مراتي... وكنتي حلمي اللي ما صدقت إنه يبقى حقيقه
كنتي كل حاجه يا ملك... وكل حاجه راحت
نظر في الأرض، إيده شدت على حجر صغير جنبه، شد عليه كأنها مسكاه بدل إيدها:
أنا عز الجبالي
اللي خسر عمره وهو مش داري
اللي خسر حب عمره من غير حتى ما يقول لها قد إيه كان عايز يعيش ويموت في حضنها
اللي لأول مره في حياته بيتمنى يرجع الزمن...
مش عشان يعدل غلطة،
بس علشان يسمع صوتها تقول له "بحبك" تاني
وقف بالعافية، صوته بدأ يعلو وهو بيصرخ للسماء:
رجعوهالي!
رجعولي ملك...
خدو كل حاجه، خدو اسمي وخدو سلطتي... خدو أرضي ومالي
بس رجعولي ملك
رجعولي ضحكتها، رجعولي صوتها وهي بتنادي عليا، رجعولي غيرة عينيها
رجعوا لي حضنها، نظرة عنيها، خجلها، غناها، رجعولي ملك
أنا مش هعرف أعيش من غيرها
أنا اتخلقت عشانها... واتكسرت لما راحت
ثم بص لنفسه، ومسح على صدره كأنه بيدور على قلبه المكسور:
أنا عز...
عز الجبالي اللي الكل بيهابه
النهارده... بقي مجرد راجل مشلول...
من غيرها... أنا ولا حاجه
ثم جلس تاني على الأرض، وضم ركبته لصدره كأنه بيحاول يلم نفسه من كتر الوجع، وقال بهمس متقطع:
خايف أنام تاني وملقكيش ياملك، لو انتي حلم فهتكوني أجمل حلم عشته في حياتي وهفضل أنام لحد متيجي تاني، ولو انتي حقيقه ف يارب يجمعني بيكي
توضيح بس عشان الجدل الي حاصل من إمبارح... جماعه كل الروايه حقيقيه يعني كل الي حصل لرضوي وسليم ورقيه وماهر وفياض حقيقي وحصلوا قبل معز يدخل في الغيبوبه.. ملك هي الحااجه الوحيده الي مش حقيقيه، وياريت تصبروا شويه بالله عليكم خلي عندكم ثقه فيا بلاش كلام مستفز والله
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم