رواية بنت الاكابر الفصل الخامس والثلاثون والاخير
-بسرعه يا يونس ،ليليان في المستشفى بين الحياه والمو*ت……
تجمدت الكلمات في الهواء، وكأن الزمن نفسه توقف
على الدرج، وقفت هي متسمّرة، يدها تتشبث بدرابزين السلم، عيناها تتسعان وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة،قلبها يدق في صدرها وكأنه يريد الخروج، وصوت الخبر ما زال يرنّ في أذنها كجرس إنذار لا يتوقف،فعل فاعل من يريد أن يفجعها في شقيقتها ؟
لكن فجأة… انشق الصمت بضحكات عالية، ضحكات غريبة لا تتناسب مع الموقف، كأنها جاءت من عالم آخر،ارتعشت أصابعها، رفعت رأسها ببطء، تحاول التمييز بين الوجوه والأصوات، لتكتشف أن الضحك لم يكن عفويًا… بل كان مقصودًا،لم يمكن تخيلًا 
دلف معتز وهو يرتب على كتف يونس 
-تعيش وتاخد غيرها يا عريس 
نظر إليه يونس بصدمة كاد أن يصيب بصدمة عصبية ،يمزحوا معي ؟
دلف بعده أحمد وزين وهم يكتموا ضحكتهم على هيئة يونس 
-أمال العروسة فين ؟
فاق يونس على أثر كلماتهم، وتذكّر قمر بردائها المكشوف، الذي لم يكن يقبل أن يراها به أحد سواه،ألقى نظرة سريعة نحو الدرج، لكن عينيه لم تلتقطاها.
اغلق الباب وهو مازال في صدمته نظر إليهم بعصبية وهتف 
-ايه سر الزيارة الغير سعيدة اللي مش مرحب بيها والمقلب اللي يقرف دا 
تنحنح معتز في الحديث وبلع ريقه وهو يقول 
-والله يا يونس يا خويا قولتلهم بلاش ،بلاش نقطع عليهم اليوم ،دا لما صدقوا بس اعمل اي بقا هما اللي اصروا وأنا عبد المأمور 
جز يونس على أسنانه بعصبية وهتف 
-أنا هطلع فوق عشر دقايق لو نزلت لقيت حد فيكم هنا ،هبعته على المستشفى ياخد قسط من الراحة هناك 
وصعد على الدرج سريعًا وقلبه يؤلمه عليها وعلى صدمتها بالحديث وهو يستمع أحمد يقول 
-البس حاجة على صدرك يا يونس لتاخد برد 
وقف على الباب وهو يستمع إلى حديثها مع ليليان ،فتح الباب بهدوء وهو يستمع الحديث 
-أنا كويسة يا قمر ،كان نفسي أكون معاكِ في الفرح ،ماتزعليش مني يا قمر والله أنا كان نفسي أعيش حياة جديدة 
هتفت قمر بهدوء 
-حصل خير يا ليليان المهم ركزي في دراستك واوعى تغيبي عن عيون الحرس أنتِ فاهمة ،ولو احتاجتي إي حاجة في وقت متاخر خلي الحرس يجبها 
اومات لها ليليان واغلقت الهاتف ،اقترب يونس وجلس على الفراش بجانبها يضمها له ،استمع صوت دقات قلبها السريعة التي لم تتوقف عن النبض ،رفع انامله وبدا في لم خصلاتها التي تتدلى على وجهها 
-قمر ،اهدي ،خدي نفس دا هزار غبي حقك عليا أنا 
ردت وهى مازلت بين احضانه 
-حسيت إن قلبي هيخرج من مكانه ،كان روحي بتنسحب مني ومتعلقه في النص ،خوفت يا يونس يكون حصل ليها حاجه ،كنت همو*ت لما سمعت الكلام لولا لبسي أنا كنت نزلت فرغت فيهم كل عصبيتي 
حاول يونس تهديتها وهو يسُب هؤلاء الذين قطعوا عليهم يومهم
-خلاص انسي واهو اطمنتي عليها ،يلا قومي البسي ونجهز الشنط ونسافر مش هنستنى حد ههرب بيكِ،يلا 
ابتسمت قمر على حديثة وانه يريد دائما يراها سعيدة فقط 
…….
بعد مرور عدة ساعات كان يونس يقود سيارته وهى بجانبه ،رفضت السفر بالطائرة وارادت أن يكون الوقت لهم فقط ،وحتى بدون حراسة 
كانت تمسك بذراعه وتستند عليه وهى تبتسم له 
-تعرفي أنا مبسوط جدًا مكنتش اتخيل إني هعيش السعادة دي كلها 
ابتسمت له بحب وهى تقبل أحد وجنتيه بحب 
-أنا معرفتش السعادة غير معاك يا يونس
-سافروا كيف يا ولدي ،ستك بتچهز حالها علشان تروحلها 
وضع زين سباته على خصلاته وهو يقول
-والله يا جدي هو دا اللي حصل ،يونس رن عليا بلغني إنهم في الطريق وكمان سافروا بالعربية ومن غير حرس 
خرجت زهرة وهى تضع عبائتها عليها وتقول بعجلة 
-يلا يا حج أنا چهزت وچهزت الوكل ،علشان العرسان 
هتف الجد وهو ينظر إلى زين 
-قول يا خويا چول لستك 
دلف أحمد وهو يقول 
-عادي يعني يا جدي ،سافروا كده كده كانوا هيسافروا بكره مجاتش من يوم يعني 
صدمة الجدة من الحديث وهتفت بدهشة 
-كيف يا ولدي ،اكده يا قمر كنت عاوزة اطمن عليها 
جاء صوت معتز وهو يمسك بيدة تفاحه 
-متقلقيش يا تيتا هيا فل الفل كمان 
لمعت عين الجدة ،لكن مُحمد المحمدي اقترب من معتز وهتف
-وأنت عرفت كيف انها زينه يا معتز ؟
وضع زين يده على جبهته وهو يقول 
-هيفضحنا ابن الورمة 
-انطق يا واد 
ارتعب معتز من صوت الحج العالي وقص عليه كل ما حدث ،هتف أحمد 
-ما شاء الله مستناش ياخد أول قلم حتى
 صاح بهم الجد بعصبية 
-كيف تعملوا اكده ،عقلكم كان فين ،مقلب زي اكده يوقع قلبها وكمان ليلة الصباحيه يا ولدي كيف !!؟ دا ستك هتمو*ت وتروح من صبحية ربنا وأنا اقولها لا نهدى شويه ،وانتم من النجمة تعملوا اكده ،راعوا إن بقى في حياتها راجل ،ومهما يكون بيحبكم برده عاوز مرته تكون ليه مش كل شويه حد ينطله ،ولا كانكم عيال والله 
التفت إلى أحمد …وأنت سايب مرتك ورايح معاهم والله كاني بكلم شويه عيال 
كانوا ينظروا إلى انفسهم بإحراج فهم ارادوا المزح معهم فقط 
………
في منزل أحمد 
كانت سما تجلس على الفراش والقلق يتضخم بداخلها،تمسك في يدها اختبار الحمل هذا الاختبار الخامس في هذا الشهر 
"عودة للماضي"
في المشفى التي تتابع بها سما ،كانت الطبيبة تتحدث بعملية 
-يا مدام اللي حضرتك يتعمليه دا قلق عليكِ جدا ،هيحصل حمل لكن امته دي حاجه ربنا وحده اللي عالم وكمان متنسيش إن الرحم دلوقتي ضعيف بسبب اخر حمل لان كمان الضرب اللي حضرتك تعرضتي ليه دا أثر كتير على حضرتك 
كانت سما تستمع إلى الحديث وعيناها لا تعرف سو الدموع فقط حاولت الطبيبة تهدئتها لكن كان دون فائدة 
"عودة للحاضر"
قامت بفتح الأختبار ويدها ترتجف من الخوف ،قامت باستخدام الأختبار وبعد دقايق وجدت لو الاختبار تغير وظهر الشريط الاحمر الذي يدل على وجود حمل 
نظرت إليه بصدمه وهى لا تصدق قامت بفتح اختبار اخر فهى تشتري الكثير من الاختبارات وتخبئهم من أحمد حتى لا يوبخها بسبب افعالها ،وقامت بإعادة الاختبار مرة أخرى وظهر إيجابي "حامل "
ظلت تردد الكلمة أكثر من مره وتضع يدها على فاها من الصدمة 
وتحمد ربها على ما اعطاها من نعم كثيرة 
………
في الساحل الشمالي 
في أشهر الفنادق التي يقيم بها أصحاب النفوذ الكبيرة لا أحد يقيم به إلا وإن كان ذو سلطة 
كانت تقف في الشرفة تنظر إلى البحر الذي يتنظر إليه تري وجهك من كثرة مياه الصافية ،استنشقت الهواء البارد ، جاء يونس من الخلف وعانقها وهو يدفن وجهه في عنقها ويتمتم 
-الواحد هيحتاج إيه في الحياة غير كده البحر والهوا والوجه الحسن ،حسن اي بس دا وجهه خلاب حاجة كده تحفه ،عاوز اخبيه في حته واقفل عليه ،بقا الناس بيشوفوا الحلاوة دي يا جدعان 
ظل يتغزل بها وهو يتمتم لها ببعض الكلمات الرقيقة التي توصفها وهى تبتسم على حديثه ،لاول مره تستمع لهذا الحديث ،أول مره تحب وتعشق ،فهي كانت تغلق على قلبها لانها تقول دائما لا أحد يستق قلب قمر 
استدارت وكان وجهها مقابل وجهه نظر إلى ابتسمتها وتذكر  أول مرة راها ،قهقة بشدة عندما تذكر ،عقدت حاجبها بغرابة وهتفت
-مالك بتضحك على اي 
ابتعد وهو يمسك يدها ويقول 
-افتكرت أول مره شوفتك فيها،عجبتيني من اولها مش هنكر ،ومش هنكر إن قولت عليكِ مجنونة ،حد يقولي اخيط من غير بينج ،على كده مش هتتعبيني في شهور الحمل ولا اي 
ابتسمت بدلال وهى تتذكر المشهد واتربت تلعب في ازرار قميصه بدلال أمراه خبيثه 
-يا يوني يا حبيبي ما أنت اللي طلعت الأنثى اللي جوايا 
بلع ريقه بصعوبه ووضع يده على خصرها يقربها ليه أكثر ،ويهتف بغزل صريح 
-واي أنثى دي أنثى على حق ،انثى بالمعنى الحرفي يعني كاملة متكاملة 
شعرت قمر بقربة الزائد هربت منه وهى تقول 
-يلا نلبس أنا عاوزه أنزل الماية 
اقترب منها وهى يقول 
-استنى بس بكره انزلك خلينا انهارده هنا 
هزت راسها بالرفض وركضت إلى المرحاض ،بعد دقائق كانت تخرج قمر وهى ترتدي مايوه لا يخفي شئ نهائي ،كان يشرب يونس الماء عندما وقعت عينه عليها وقع الكأس وظل يسعل بقوة من هيئتها كان رداء قطعتين لا يخفي شئ نهائي 
وقف وهو يقترب منها بصدمة 
-اصدميني وقوليلي إنك لسه هتلبسي 
ادعت البرائه ونظرت إلية 
-لا يا يوني دا مايوة تحفه اي رايك مش هتلاقي حد على البيتش لابس زيه 
اوما براسه لها وهتف 
-فعلا مش هلاقي حد ،هو أنتِ كده لابسه يا حبيبتي أنتِ خارجة بهدوء متنفعش حتى البيت يا نهار اسود الطم أنتِ بتهزري صح ،اخدك وانزل اقولهم تعالوا اتفرجوا على المزة اللي في ايدي 
كانت تكبت ضحكتها ،لكن لم تستطيع وهتفت 
-بهزر أكيد مش هنزل كده بس بشوف رد فعلك 
خلص قميصه وهو يشعر بالحراره 
-الله يهديكي ادخلي غيري بدل الصهد اللي حاسس بيه دا حسيت اني هنزل اشتري طرحة ليا من منظرك دا امشي غيري يا حبيبتي الله يهديكي 
قامت قمر بتغير ملابسها وهى تضحك على هيئة يونس وهو يراها هكذا ،بدلت ثيابها وهبطا سويًا وهى تردد في نفسها انها تريد من الأن الفرحة فقط لا الحزن ….
 
.jpeg)
