![]() |
رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل السادس والثلاثون بقلم دينا جمال
وقف بسيارته أسفل البرج السكني الفاخر الذي يسكن فيه بصحبة والده وشقيقته .... أليس هو والده الذي انتشله من مستقبل موحش في دار الأيتام ... يكن له بالفضل والجميل منذ أن كان طفلا هو من تولي تربيته وتعليمه الي ان صار ما هو عليه اليوم أدهم السويسي مهندس البرمجيات الأول في شركة والده !!
قبض علي المقود بعنف تسود حدقتيه غاضبا يكاد ينفجر كلمات ذلك المحقق تدوي كالرصاص في رأسه
« والد حضرتك كان شغال عامل في شركة حمزة باشا السويسي ... حصل ملابسات كتير في قضية موته واتقفلت من كل حتة وخرج حمزة براءة من القضية عشان علاقاته الكتير ... واللي عرفته أن والدة حضرتك اتوفت لما اتولدت .... فالناس ودتك دار ايتام وحمزة اتبناك من هناك »
توسعت ابتسامته السوداء قتل والده كان السبب في البداية في تدمير حياته ليوهمه بعدها أنه الحمل البرئ الذي انتشله من ضياع صبه هو نفسه فوق رأسه .... تهدجت انفاسه يشد علي قبضته سيأخذ بثأره, علي حمزة أن يدفع الثمن غاليا ....وهل يملك اغلي من مايا طفلته الحبيبة ... للحظات اضطربت دقات قلبه مايا عشقه الاول .. نبتة حبه البريئة كيف يؤذيها لتعد روح الانتقام تسيطر علي عقله .... سيأخذ مايا ويجعل حمزة يعاني .... نزل من سيارته متجها الي منزله بالاعلي وقف أمام الباب المغلق ليأخذ نفسا قويا يسيطر به علي سيل مشاعره الغاضبة وضع مفتاحه يفتح الباب دخل ليري حمزة يجلس علي مقعد في الصالة الواسعة أمامه الكثير من الأوراق ... رفع حمزة وجهه له ما أن رآه لترتسم إبتسامة حانية علي شفتيه :
- اخيرا قررت تيجي البيت بقالك اسبوع بتبات برة
غصبا رسم ابتسامة باهتة علي شفتيه تنهد يردف في هدوء :
- ابدا أنا بس كنت مخنوق قولت ابعد شوية
قطب حمزة جبينه قلقا قام من مكانه متجها ناحيته ربت علي كتفه يردف في حنو :
- من ايه يا ابني ... لو متضايق عشان البنت اللي اسمها جوري طلعت مخطوبة حبيبي في ألف بنت تتمناك ... دا أنت أدهم السويسي مش اي حد
تهدجت أنفاس أدهم غضبا ينظر لقاتل والده يقف أمامه يتباهي به للحظة تمني ان ينقض عليه يمزق عنقه ... دمائه اشتعلت تغلي فوق مرجل الانتقام لا يعرف كيف ابتسم هو فقط رسم جاسر لا حياة فيها فوق ثغره يحرك رأسه إيجابا ... ليترك حمزة ويصعد الي الطابق العلوي اخذ طريقه إلي غرفته ... دخلها يغلق الباب وقف في منتصف الغرفة التي تربي فيها حياته كذبة ... تربي بين أحضان القاتل .... وضع يده علي فمه يصرخ بلا صوت ... قلبه يتمزق شعور قاتل بالألم ينهش كل ذرة فيه سقط علي ركبيته أرضا يبكي بعنف جسده يحترق من الألم ... التفت ناحية باب الغرفة حين سمع صوت دقات خافتة تلاها صوت مايا الهامس :
- أدهم إنت جوا ... أدهم إنت صاحي
توسعت ابتسامته ليمحي بعنف تلك الدموع التي سقطت من عينيه ليهب سريعا فتح باب الغرفة يجذبها للداخل ... دفعها بعنف علي باب الغرفة المغلق ينظر لها يبتسم ابتسامة مختلة واسعة .... بلعت هي لعابها تقطب جبينها متألمة من تلك الدفعة العنيفة نظرت له لتبتسم تهمس خجلة :
- أنا فرحت أوي لما سمعت صوتك ... انت جيت ...
حرك رأسه إيجابا ينظر لها يقيمها بنظراته دون أن يعطيها اي فرصة لتكمل ما تقول كان يستبيح حرمة ثغرها تلك المرة وهي واعية في كامل وعيها .... تصمنت هي مكانها تنظر له في صدمة عينيها متسعتين في ذهول لا تصدق أن أدهم يفعل ذلك ... ابتعد هو عنها يلهث بعنف يشعر بالغضب منها ومن نفسه ومن حمزة قبل الجميع احتضن وجهها بين كفيه ليراها تنظر له حزينة مصدومة لما فعل ذلك .... انسابت دموع عينيها تنظر له في ألم ... بكل ما كانت تفعل قبلا كانت علي اتم ثقة أن أدهم لن يؤديها لن يقترب منها أبدا .... مسح هو دموعها بيديه ليهمس بصوت اجش :
- بحبك يا مايا ... بحبك وهفضل أحبك لآخر نفس فيا
حركت رأسها ايجابا لتشعر به يضمها بين أحضانه تشبثت بقميصه بقوة تهمس بصوت باكي ضعيف :
- أنا بحبك اوي يا أدهم ... عشان خاطري ما تسبينش تاني ابدا
ابعدها عنه يكوب وجهها من جديد لتلمح في عيني أدهم نظرة خبيثة اخافتها كثيرا أقترب من أذنيها يهمس بصوت خفيض نبرة بها من الوعيد ما بها :
- اسيبك ... أنا عمري ما هسيبك ابدا يا مايا ما تقلقيش يا حبيبتي ... لا انتي ولا ابوكي
____________________
لينااااااا .... صرخت بها لينا الشريف لتهب فزعة من نومها تصرخ باسم ابنتها بعلو صوتها انتفض خالد علي صوت صراخها ليهب جالسا جوارها يسألها فزعا :
- في ايه يا لينا مالك يا حبيبتي
حركت رأسها نفيا بعنف تبكي تتساقط دموعها بعنف امسكت بتلابيب ملابسه تصيح بتلهف باكية :
- لينا يا خالد .. لينا بنتي مش كويسة ... لينا فيها حاجة ....صدقني يا خالد لينا مش كويسة
تنهد يسكت تلك الغصة التي طرقت في قلبه من صراخ زوجتها الفزع ... ليضمها لصدره يطوقها بذراعيه اسند رأسه بذقنه يهمس بحنو :
- حبيبتي اهدي ... لينا كويسة ... مع زيدان هتلاقيهم نايمين اصلا ... اهدي انتي بس
حركت رأسها نفيا بعنف لتنتفض من بين ذراعيه امسكت ذراعيه تغرز أظافرها في ثنايا ملابسه تصيح باكية :
- بقولك بنتي مش كويسة ... أنا حاسة بيها ... اتصلي بيها ... يا اما نسافرلها دلوقتي بنتي فيها حاجة
توسعت عيني خالد في ذهول من شراسة لينا الغير معتادة بالمرة بالنسبة له ... حرك رأسه إيجابا يلتقط هاتفه يحاول طلب رقم زيدان مرة واثنين وثلاثة ... لتمسك هي هاتفها تحاول الاتصال بابنتها ولا رد ... تنهد هو ينظر لها يهتف فئ نزق :
- ما بيردوش يا لينا ... الساعة 3 الفجر اكيد نايمين ...اهدي يا حبيبتي دا اكيد كابوس ... أنا جاي قبل العشا كنتي انتي نايمة واكيد ما صلتيش فأكيد دا كابوس
بدأت تهدئ قليلا حركت رأسها ايجابا لتضطرب حدقتيها تشعر بغصة مؤلمة تخنق قلبها ... ابنتها ليست علي ما يرام .... رفعت رأسها تنظر لخالد حين شعرت به يسمح بيده علي شعرها لتسأله :
- أنت جيت أمتي
ابتسم لها يبعد خصلات شعرها عن وجهها اسند رأسه علي صدره يغمغم برفق :
- ما أنا لسه قايلك قبل العشا بنص ساعة لقيتك نايمة علي غير عادتك ... شكلك كان مجهد جدا فمارضتش اصحيكي ...
حركت رأسها ايجابا لتنتفض من بين ذراعيه فجاءة بعنف تنظر له في شك تسأله دون مقدمات :
- أنت جيت النهاردة المستشفي
رفع حاجبه الأيسر مستهجنا طريقتها العنيفة ... ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه ... يتذكر رسالة حسام التي ارسلها له
« بابا صحيح ... دكتورة لينا جت مكتبي سألت عليك .... أنا قولتلها أنك جاي ليها بس لما مالقيتهاش قولت تستناها عندي وجالك تليفون مستعجل فمشيت ... محسوبك حسام في الخدمة دايما »
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه ... ليعاود النظر للينا ابتسم يحرك رأسه إيجابا يردف :
- ايوة جيت ... كنت جاي اشوفك ... بس مالقتكيش ... قولت استناكي في مكتب الواد اللي اسمه حسام ، صاحب زيدان ... بس محمد كلمني كان في اجتماع مهم في الإدارة فكان لازم امشي علي طول ...
كلامه لم يطمئنها بالعكس زادها شكا ... فهو يقول نفس الكلمات التي قالها حسام لدرجة أنها شعرت أن الاثنين حفظا نفس الكلام ليقولاه لها .... او أن ذلك ما حدث فعلا وهي فقط تتوهم الشك ... نظرت لعيني خالد لتراه يبتسم نظرات هادئة ابتسامته الواثقة لا تغادر ثغره ... تنهدت يآسه تحرك رأسها إيجابا لتعاود إسناد رأسها علي صدره ليربت علي ظهرها برفق كالطفلة الصغيرة :
- نامي يا حبيتي ...
أغمضت عينيها دقائق وبدأ عقلها ينسحب من الواقع من جديد ابتسم هو حين رآها قد غطت في النوم ليمسح بيده علي وجهها قبل جبينها ..... جذب الغطاء يدثرها به جيدا ليذهب عقله لتلك المشادة التي حدثت بينه وبين صديقه كلمات وجمل تتضارب داخل رأسه قبل أذنيه .... بدأت بصراخ صديقه الغاضب حين علم أنه تزوج بشهد توسعت عيني محمد في دهشة ليهب واقفا يصيح فيه غاضبا :
- نهارك اسود ...اتجوزتها طب ولينا ... لينا عرفت
تنهد في ألم يحرك رأسه نفيا يردف بنبرة حزينة مثقلة :
- لا يا محمد ما عرفتش ... أنا متجوزها في السر ... وجوازنا علي ورق بس
ضحك محمد ساخرا ليعقد ساعديه أمام صدره يردف متهكما :
- يا سلام صدقت أنا كدة وشهد بقي موافقة علي كدة ... شهد بنتنقم منك بجوازها منك ... مستحيل توافق علي الكلام دا
ابتلع هو لعابه الجاف نظر لصديقه تنهد يردف حائرا :
- شهد موافقة علي أن الجواز يكون في السر ... أنا يعني ضحكت عليها وفهمتها اني لمستها ... بس دا ما حصلش
شد محمد علي اسنانه يتنهد حانقا من أفعال صديقه ليقترب من مكتبه يصيح فيه بحدة :
- ما شاء الله عليك جيت تكحلها عميتها خالص .... طالما اتجوزتها يا بيه يبقي لازم تعدل بينهم ... ما ينفعش تدي لواحدة حقها والتانية لاء ... طلقها يا خالد أنت بستنزف نفسك يا ابني .... شهد بس عايزة تنتقم منك علي اللي حصل زمان
عاد من شروده علي حركة لينا بين ذراعيها تنادي بصوت خائف علي ابنتها وهي نائمة ... ظل يمسح علي شعرها الي أن نامت مرة اخري بينما هو يفكر في كلمات محمد لا يعرف ماذا عليه أن يفعل لأول مرة يشعر بذلك العجز ...
____________________
في صباح اليوم التالي .... باكرا قرابة الساعة السادسة ... في أحدي غرف الضيوف ... فتح مراد عينيه فجاءة متأففا من ذلك البعوض الذي تغذي علي دمه طوال الليل ... انتفض من فراشه يصيح حانقا :
- ايه القرف دا أنا عارف بيناموا في الناموس دا إزاي ... ناموس وحر وقرف
قالها ليتوجه الي شرفة غرفته يفتحها علي مصرعيها بعنف ....وقعت عينيه عليها صبا الصغيرة تقف في حديقة البيت تطعم الدجاج توسعت ابتسامته كذئب وجد حمل وديع كوجبة غداء شهية ... سريعا اتجه الي المرحاض الملحق بغرفته اغتسل وبدل ملابسه وقف أمام المرآة في غرفته ينظر لانعاكس صورته يبتسم في زهو شاب بمثل وسامته سيكون فخ رائع لمثل تلك الصغيرة التقط زجاجة عطره يضع منها بغزارة ... خرج من غرفته ينظر هنا وهناك الممر فارغ هادئ ... ابتسم لينزل بخفة الي أسفل ينظر هنا وهناك ... سمع اصوات قادمة من ناحية المطبخ .... ليسرع إلي الخارج أغلق باب المنزل خلفه سريعا توجه الي ذلك الجانب البعيد في الحديقة وقف خلف صبا يردف بصوت هادئ :
- صباح الخير
شهقت الفتاة فزعة ما أن سمعت صوته قادما من خلفها فجاءة التفت سريعا تضع يدها علي قلبها تتنفس بعنف تهمس في ارتباك :
- صصباح النور حضرتك
ضحك بخفة ليجلب مقعد صغير من الخشب رآه ملقي في احد الجوانب جلس عليه ابتسم يغمغم في مرح :
- حضرتك ... بذمتك دا منظر حضرتك ... مراد اسمي مراد يا آنسة صبا ... احنا نتفق تقوليلي مراد من غير حضرتك وأنا اقولك آنسة من غير صبا
ضحكت صبا خفية لتضع يدها علي فمها تتجنل النظر لذلك الغريب المرح ... حركت رأسها ايجابا تعدل من وضع حجاب رأسها بارتباك ... لتكمل وضع الطعام للدجاج والافراخ الصغيرة ... سمعته يهتف من خلفها بهدوء :
- قوليلي يا صبا انتي في سنة كام ...
التفت له ابتسمت مرتبكة لتحمر وجنتيها كعادتها حين ترتبك او تخجل حمحمت تهمس بصوت خفيض :
- أنا خلصت 3 اعدادي ورايحة اولي ثانوي
توسعت ابتسامة مراد يخترزها بعينيه شبر بشر بينما هي تنظر ناحية الدجاج خجلة منه ... تنهد في حرارة يزدرد ريقه يراقبها الي أن انتهت لتستأذن منه وترحل وقف هو يراقبها وهي تغادر ليهمس بصوت خفيض ولكنه مسموع :
- تحل من علي حبل المشنقة بنت الايه ...
مش صغيرة اوي يا مراد انك تبصلها .... جاء صوت شاهي الساخر من خلفه مباشرة لتختفي ابتسامته التفت لها يبتسم في خبث مردفا بتهكم :
- ايه يا شاهي اللي مصحيكي بدري قايمة تحلبي الجاموسة
ضحكت شاهي بخفوت ساخرة مما يقول لتجذب يده في ركن بعيد عن الأنظار ... لفت ذراعيها حول رقبته تهمس بغنج :
- وحشتني يا روميو ... وحشتني أوي ... ابنك ما بيبطلش خبط ليل ونهار عايز بابا
توسعت ابتسامة مراد يلف ذراعيه حول خصرها يهمس في خبث :
- حبيب ابوه اللي هيأكلنا الشهد ... أنا جبت معايا ورق التنازل عن المطعم ... في سهرة حلوة مع جاسر تخليه يمضي عليها ونخلع ولا من شاف ولا من دري
عقدت شاهيناز ذراعيها أمام صدره تنظر له حانقة لتهمس في غيظ :
- وست صبا اللي بتلف وراها مش هتخلع معانا
ضحك مراد ساخرا ليقبض علي رسغ شاهيناز يغمغم في مكر :
- يا حمارة افهمي صبا كتكوت صغير سهل يتلعب في دماغها ...ونقضي ليلة حلوة اصورها تبقي كارت إرهاب لو جاسر فكر يغدر بعد حوار المطعم نبقي ماسكينوا من ايده اللي بتوجعه
توسعت عيني شاهي في ذهول لتهمس في إعجاب :
- شيطان يا روميو إبليس يتعلم منك
تعالت ضحكاته الشيطانية الساخرة .... بينما في الأعلي ... في غرفة سهيلة تحديدا ... بين أحضانها تنام براحة تتوسد صدره ما مر بالأمس لم يكن سوي حلم سعيد بالطبع حلم ... صوته هو أخرجها بعنف من فقاعة المشاعر التي اغرقتها فيها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ قطبت جبينها للحظات طويلة تحاول استيعاب أنها تنام بين أحضان جاسر ... توسعت عينيها علي آخرهما حين اقترب منها قبل جبينها يهمس لها بشغف :
- صباحية مباركة يا عروسة ... مبروك يا حرم جاشر رشيد الشريف !!!!!!!!!
___________________
حين بدأ يفتح عينيه من جديد ... ألم شديد ينهش عقله ... كأن مطارق من حديد تدق في رأسه ... تقرع طبول الألم تنهش جسده ولكن رنين هاتفه المتواصل يرغمه علي الاستيقاظ .. مد يده يبحث عن هاتفه الي أن التقط ... رؤيته المشوشة رأي اسم خاله يضئ علس سطح الشاشة فتح الخط يلقي الهاتف علي اذنه يهمس بنبرة ضعيفة متعبة :
- أيوة يا خالي
ضحك خالد ساخرا يردف متهكما :
- ايوة يا خالي ... أنت لسه نايم يا بيه .. احنا داخلين علي الضهر ... ما شبعتش من دور العريس ... فين لينا
مسح وجهه بكف يده عقله لا يزال مشوش لا يتذكر ما يحدث تنهد يهمس بنزق :
- اكيد نايمة يا خالي ... هفوق واكلمك ... سلام
اغلق الخط مع خالد ليتأوه بألم حين حاول القيام ألم بشع ينهش رأسه استند بكفيه علي سطح الفراش يستند جالسا ... لتتوسع عينيه في صدمة حين رأي صدره العاري ... ماذا حدث هو حقا لا يتذكر قطب جبينه يحاول تذكر آخر ما يطرق رأسه أنه كان يرتشف كآس عصيره وبدأ يشعر برأسه تثقل ... بعد ذلك لا شئ ذاكرته بيضاء ... كيف وصل لهنا وأين لينا ... بحث عنها جواره علي الفراش لا احد .... قام سريعا يترنح في مشيته يهتف باسمها قلقا :
- لينا انتي فين يا لينا ... لينا
اخذ طريقه لخارج الغرفة ما كاد يتحرك خطوتين تجمدت ساقيه كأنها التصقت بالأرض توسعت عينيه تكاد تخرج من مكانها كانت أمامه ملقاه ارضا جوار فراشها اشبه بجثة مليئة بالكدمات تغرق في دمائها .... للحظات ظن أنه يحلم اغمض عينيه يعاود فتحها سريعا يدعو فقط أن يكن حلما ... فتح عينيه ليجد الحقيقة القاسية تتجسد أمام عينيه صرخ باسمها ليركض اليها يخبئها داخل صدره يصيح باسمها فزعا انهمرت دموعه يصرخ :
- لينا .. لينا ... لينا ردي عليا يا حبيبتي لا يا لينا مش حقيقي ... لاء انا ما عملتش فيكي كدة ردي عليا يا حبيبتي ...... لا يا لينا دا انتي الحاجة الوحيده الحلوة اللي في حياتي مستحيل اكون وسختك اااااااااااه ياااااارب ... ردي عليا يا لينا
منظر دمائها افزعه قام يبحث عن اي شئ يستر بها جسدها ملابسها الممزقة لا نفع منها ... احضر فستان ابيض اللون كان اول ما وقعت يده عليه يبكي يكاد يراها بصعوبة من عنف بكائه ... يحاول ستر جسدها به الي أن انتهي حملها يركض من الغرفة ومن الفندق بأكمله وضعها في سيارته .... يشق غبار الطريق وجد هاتفه الآخر يدق مرة تليها أخري برقم حسام ... صديقه ... شقيق لينا ... فتح الخط يريده فقط بجانبه في تلك اللحظات ما أن كاد يرد سمع صوت صديقه يهتف في مرح كعادته :
ايه يا عم موبايلك التاني ما بتردش ليه اسكت أنا جايلك في الطريق قدامي ربع ساعة وابقي عندك جاي ارخم علي...
قاطعه يصرخ بحرقة :
- لينا بتموت يا حسام ... لينا بتموت
صرخ حسام فزعا :
- يعني ايه بتموت ... أنت فين وأنا اجيلك
انهمرت دموع زيدان في عنف اختنقت نبرته يحاول اخبار صديقه باسم المستشفى :
- أنا طالع علي مستشفي (......)
صاح حسام فيه بحدة :
- هسبقك علي هناك ... ما تتأخرش
اغلق كل منهما الخط نظرة اخيرة القاها زيدان علي لينا قبل أن يدهس مكابح السيارة بعنف وصل امام المستشفى ليجد حسام ينتظره في الباحة هرول الأخير الي سيارته فتح باب السيارة المجاور لشقيقته لتتوسع عينيه في فزع حين رأي فستانها الابيض الملوث بالدماء نظر لزيدان يصرخ فيه :
- أنت عملت فيها ايه هقتلك يا زيدان لو كنت اذيتها
حمل شقيقته بين ذراعيه ليركض بها الي داخل المستشفى لتقابله أحدي الممرضات التي ابتسمت بغنج ما أن رأته تردف بترحاب حار :
- ايه دا دكتور حسام دي المستشفي نورت عاش من شافك يا دكتور
صاح حسام فيها وهو يركض ومعه زيدان :
- افتحيلي أوضة الطوارئ بسرعة
هرولت الممرضة تفتح له الغرفة بينما انهار زيدان ارضا يخفي وجهه بين كفيه ... اقترب احدي الممرضات تسأل زميلتها :
- هو مين دكتور حسام يا بت
ابتسمت الممرضة بولة تردف بحالمية :
- دكتور حسام دا احسن دكتور اتعين في المستشفى ... كان عايش في السعودية ولما جه اشتغل هنا سنة ونص تقريبا بس ساب الشغل لما والده مات ... ورجع القاهرة بس دكتور سكر .... يا نهار اسوح احنا واقفين نرغي ادخلي بسرعة ساعديه وأنا هروح ابلغ المدير
دخلت أحدي الممرضات الي غرفة الطوارئ لتهرول الاخري الي مكتب المدير وزيدان حاله كما هو يجلس جوار الغرفة يستند برأسه الي الحائط حائر ضائع مشتت خائف ... في كابوس نهاية له يتمني فقط أن يكن يحلم ... صدم رأسه في الحائط خلفه بعنف لتنهمر دموعه تغرق وجهه رأي رجل يهرول الي غرفة الطوارئ ومعه فتاة اخري والممرضة ... دخلا الي غرفة الطوارئ .... لحظات وخرج الرجل فقط ...... مرت دقائق طويلة ثقيلة قبل ان يخرج حسام يبحث عن زيدان عينيه حمراء قانية يبحث عن زيدان ما أن رآه جالسا انقض عليه يقبض علي تلابيب ملابسه يصرخ فيه غاضبا :
- بتغتصب اختي يا حيوان أنا هموتك ... علي اللي عملتوا فيها
حرك زيدان رأسه نفيا بعنف يحاول أن يراها من زجاج الغرفة صرخت دموعه يكبح صرخات قلبه نظر لحسام يهمس بضياع :
- أنا مش فاكر حاجة .... موتني حقك ... بس طمني عليها الأول
ضحك حسام في سخرية مريرة نفض زيدان من يده يهتف متهكما :
- اطمنك عليها ابدا يا سيدي شوية برد ...عندها نزيف ... اصلها بعيد عنك جوزها الحيوان اغتصبها ... عايزين نقل دم جسمها شبه اتصفي ... لولا اننا لحقنا النزيف كانت ماتت
نظر حسام لزيدان في حسام يتوعده بالويلات ليتوجه الي بنك الدم في المستشفى ... كيس واحد لن يكفي يحتاج للمزيد ... توجه سريعا لغرفة الطوارئ ... وقف أمام زيدان يحادثه بغلظة :
- فصيلة دم لينا O وأنا فصيلتي B ما اقدرش اديها دم .... التور بقي المرمي قدامي فصيلته ايه
استند زيدان علي الحائط وقف أمام حسام يهتف سريعا بتلهف :
- خد دمي كلوا أنا ينفع اتبرعها
ابتسم حسام ساخرا يقبض علي يده يجذبه خلفه بعنف يردد متهكما :
- كتر خيرك والله هنتعبك
جلس زيدان علي مقعد في معمل التحاليل عقله يسرح في مدي بعيد يراها وهي تضحك تركض تعانقه تغني ... ابتسم في حرقة ليحترق فؤاده ألما يكوي جسده حين صفعته صورتها الأخيرة غارقة في الدماء .... تشنج جسده بألم يغزو اوصاله لم يشعر بحسام وهو يأخذ منه الدماء .... هو وهي في عقله اجفل من شروده علي مجموعة من الأوراق ارتمت علي وجهه ليجد حسام يقف امام يصيح محتدا :
- دم البيه في منشطات وحبوب هلوسة ... ماشاء الله واخد كمية حبوب محترمة كانت كفيلة انها تجيب اجلك ... مش كانت موتتك أحسن ... لولا اننا لقينا ممرضة تتبرعلها بالدم بدل دمك ال.... كان زمانها ماتت
التفت زيدان برأسه ينظر لصديقه ... رأي حسام الألم والحسرة ينهشان عيني زيدان لتتسارع أمام عينيه مشاهد قديمة سريعة كل مشهد فيهم زيدان وهو يقر له بعشقه الذي لا ينتهي للينا ... كيف يؤذيها كيف هو أكثر من يعرف كم يعشقها ... ابتلع حسام لعابه الجاف ليجذب مقعد يجلس أمام صديقه مد يده يمسك بكتفه يهمس له متعجبا :
- أنت ما تآذيهاش يا زيدان ... أنا اكتر واحد إنت بتحبها قد إيه ... ايه اللي حصل
التفت زيدان لحسام ينظر له كطفل شريد ضائع رفع كتفيه يهتف فئ خواء نبرة خالية من اي حياة :
- مش فاكر ... مش عارف ... الحاجة الوحيدة اللي عارفها أن ابوك هياخدها مني ... لاء مش هسمحله ياخدها مني ابدا ... أنا ما أذيتهاش والله ما اذيتها ...
ادمعت عيني حسام علي حالة صديقه وشقيقته جذب زيدان يعانقه لينفجر الأخير في البكاء شد علي جسد صديقه ... يصيح من بين شهقاتها :
- مش اذيتهاش أنا مستحيل أاذيها يا حسام ... دي روحي حد يأذي روحه ...
ابعده حسام عنه قبض علي ذراعيه يهتف فيه بحزم :
- زيدان اهدي واحكيلي اللي حصل
حرك الأخير رأسه إيجابا سريعا ليحكي لصديقه أخر ما يتذكره اخفي وجهه بين كفيه يردف في ألم :
- دا اللي حصل مش فاكر اي حاجة تانية ...لاء استني
رفع زيدان رأسه سريعا يقطب جبينه يعيد ما حدث بالأمس في رأسه هب واقفا يهتف سريعا :
- أنا بدأت اتعب بعد ما شربت العصير ... أنا فاكر شكل الواد اللي جابلي العصير كويس .... ورحمة ابويا ما هرحمه
قالها ليندفع خارج المستشفى يركض وحسام خلفه يحاول اللحاق به ... قفز في سيارته نظر لصديقه يصيح فيه :
- خليك مع لينا
استقل حسام المقعد جوار زيدان يهتف محتدا :
- لينا معاها ناس هياخدوا بالهم منها ... ويلا اطلع
ادار زيدان محرك السيارة يقود بجنون عائدا الي الفندق ... مقسما أن يهده فوق رؤوسهم جميعا ... اندفع الي غرفة المدير ما أن وصل توجه ناحيته يقبض علي عنقه يريد قتله ... توسعت عيني المدير فزعا ليصيح زيدان فيه :
- أنا هطلع روحك في ايدي ... خلاص ما بقاش عندي حاجة اخسرها ... هاتلي كل الكلاب اللي كانوا بيخدموا في الحفلة إمبارح
حرك المدير رأسه إيجابا سريعا يحاول تخليص نفسه من يد زيدان لينفضه الاخير بعنف ... طلب المدير جميع العاملين في الفندق دقائق وكانوا كلهم يقفون صفا أمامه في غرفة المدير .... وقف زيدان يبحث بينهم عن ذلك الشاب لا اثر له ... احتقنت عينيه عاود النظر للمدير تلك المرة قبض علي تلابيب ملابسه يجذبه يصرخ فيه :
- أنت هتصيع عليا يلا ... الواد اللي جابلي العصير امبارح فين ... شعره أسود اكرت وبشرته سودا
دا حامد ... هتف بها أحد العمال لينفض زيدان المدير توجه الي ذلك العامل ... ليهتف الأخير بتلجلج :
- في عامل جديد بقاله أسبوع بس في الفندق اسمه حامد ... كان موجود لحد امبارح بليل وبعدين فجاءة اختفي فص ملح وداب
في تلك اللحظة تحديدا دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي ... توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف :
- يا ادي المصيبة أنا جاي حالا !!!!!!
دق هاتف حسام التقطه يفتح الخط حين رأي أحد أرقام المشفي ... توسعت عينيه فزعا ما أن فتح الخط ليهدر بتلهف :
- يا ادي المصيبة أنا جاي حالا
التفت لزيدان يصيح فزعا قبل أن يركض خارج الغرفة :
- لينا وعندها انهيار وعمالة تصرخ بسرعة حصلني
انخلع قلب زيدان مما فعل سمع خوفا عليها في اللحظة التالية كان يقبض علي رقبة مدير الفندق يغرز أصابعه في رقبته يصرخ فيه كليث جريح :
- قسما بعزه جلالة الله .... لو رجعت وما لقيتش الواد لهخليلك تبوس رجلي عشان ماموتكش
صرخ بها ليلقيه ارضا ليركض هو خلف حسام سريعا ... خرج الي سيارته ليجد حسام يستقل مقعد السائق علي وشك الرحيل ... قفز جواره يصيح في الجالس جواره كل لحظة :
- بسسسرعة يا حسام
كل منهما خائف كلمة قليلة عن ذلك الشعور القاتل الذي ينهش قلب زيدان تحديدا ... يكاد يموت ذعرا عليها عينيها حمراء آثار الدموع لم تجف من فوق صفحة وجهه قميصه ملطخ بدمائها .... قلبه يدوي كالرصاص داخل صدره بوقع مؤلم عنيف .... أما حسام ... الغضب كلمة قليلة عما يشعر به .. شقيقته مغتصبة ومن من ... من صديقه ... زوجها الذي هو ادري الناس بعشقه لها ولكن شعور الغضب الذي يتآجج داخله يحثه بشدة علي قتل زيدان للأخذ بثأر شقيقته ... والخوف علي والده حين يعلم ... يعرف من زيدان أن والده حياته بأكملها متعلقة بابنته ... تري ما سيكون رد فعله حين يعلم .... بالطبع لن يكون هين هو حقا خائف علي زيدان من غضب والده .... بعد لحظات مخيفة صامتة وصلت السيارة الي المستشفي ... حرفيا كان يتسابق الاثنين للركض الي غرفتها .... وضع زيدان يده علي مقبض الباب كاد أن يفتحه ليجد حسام يمسك بيده ... نظر زيدان له غاضبا ليرميه حسام بنظرة حادة يهمس حانقا :
- أنت رايح فين ما ينفعش تشوفك إنت خالص ... ما تدخلش يا زيدان حتي بعد ما أنا ادخل
تنحي قصرا عن الباب يستمع بقلب يتفتت الي صراخها المدوي من داخل الغرفة ... نظر حسام لزيدان في ألم ... تنهد يلتقط أنفاسه يتسعيد هدوءه .... فتح مقبض الباب ودخل يغلق الباب خلفه ... التفت يبحث عنها ليراها هناك تجلس تلتصق بظهرها الي الحائط خلف الفراش تضم ركبتيها تحاوطهم بذراعيها .... الطبيبة تحاول بحذر الاقتراب منها لتصرخ بحرقة تصاحبها دموعها :
- ابعدي عننننني ... ابعدوا عنننني .. يا باااااباااا
ادمعت عيني حسام ألما ليقترب من الطبيبة يحادثها بصوت خفيض هامس :
- لو سمحتي اخرجي
نظرت الطبيبة بشفقة للينا لتعاود النظر لحسام حركت رأسها ايجابا تلقي علي تلك المسكينة نظرة أخيرة ومن ثم خرجت ... تقدم حسام خطوة واحدة فقط تجاهها يرفع كفيه لأعلي يهتف بترفق :
- لينا ... اهدي ... كل حاجة هتبقي كويسة ... انتي بس اهدي
حركت رأسها نفيا بعنف تنكمش علي نفسها تزيد من ضم ذراعيها لساقيها تصرخ بحرقة :
- ابعددد عني .... ابعدوا عني ما فيش حاجة هتبقي كويسة ... أنت ما تعرفش ..هو... هو دبحني .... أنا عايزة بابا ... بالله عليك ... كلمه خليه يجي .... أنا عايزة بابا
ظلت تصرخ بأنها فقط تريد والدها كأنها طفلة صغيرة في يومها الدراسي الأول ... في تلك اللحظات كان زيدان يصارع قلبه الذي يصرخ معذبا حين يتناهي إليه صوت صراخها لم يعد يتحمل كل صرخة منها كسوط يجلد روحه ... اندفع في لحظة يأس الي داخل غرفتها ... سقط قلبه صريعا ما أن رأي تلك الحالة التي وصلت لها بسببه دون أن يدري ... شبح شبه جثة
انتشله من دوامته الحزينة صوتها تصرخ بهستريا مذعورة منه :
- ابعد عني ... ابعد عني .... لا لا ما تلمسنيش لا لا ابعد عني
التفت حسام له في تلك اللحظة يصيح فيه غاضبا :
- أنت ايه اللي دخلك أنا مش قولتلك خليك برة ....اطلع برة ... برة يا زيدان
تحركت قدميه للأمام بدلا من الخلف اقترب من فراشها خطوتين تنهمر دموعه علي وجهه يهمس بصوت حزين معذب :
- لينا ... أنا آسف .... أنا والله ما كنت في وعيي ... هما حطولي حاجة في العصير ... ما اعرفش مين .. بس هعرفه وربي هاخدلك حقك منهم ... أنا عمري ما آذيكي صدقيني
حركت رأسها نفيا بعنف نزلت عن الفراش تحاول الابتعاد عن مسرح جريمة يشبه مسرح جريمة اغتال روحها عليها تعود بظهرها للخلف وقفت في أحد اركان الغرفة بعيدا عنه تضم يديها أمام صدرها خرجت صرخاتها الذبيحة المقهورة :
- أنت حيوااااااان ... ما عرفتش تنفذ جريمتك ... ضحكت عليا عشان تنفذها دلوقتي .... طب ليه دا أنا سلمتك قلبي قبل نفسي ..... ليه ترجعني للدنيا تحسسني اني انسانة مش مجرد لعبة مقفول في علبة ازاز ... تديني الحياة والأمان وترجع تدفني تاني ... لييييييييه ..... أنا اذيتك في ايييييه .... أنا بس كنت عايزة اعملك مفاجأة .... كنت عايزة اقولك اني بح ...
وسكتت قطمت شفتيها قبل أن تنطق ولو بحرف آخر انهارت علي ركبتيها ارضا تنظر له بكره ممتزج بذعر لتكمل في حرقة :
- أنا بكرهك يا زيدان وهفضل أكرهك لآخر يوم في عمري
أخفت وجهها بين كفيها تنوح في بكاء مرير وهو يقف كالصنم القتيل تنساب دمائه تختلط بدموعه ... هو قتلها ولم يفعل اذاها بذنب ليس له فيه يد ... ود أن يتحرك ناحيتها فقط يريد أن يخفيها داخل قلبه يربت علي قلبها بروحه ... يخبرها أنه كان مغيب سلبوا عقله العاشق قتلوا روحه المحبة والا ما كان فعل بها ذلك ابدا ... تحرك فقط خطوة واحدة ليجد حسام يقبض علي ذراعه يهمس له في حدة من بين أسنانه :
- اخرج يا زيدان كفاية كدة ... اخرج
دون كلمة أخري دفعه حسام حرفيا ناحية باب الغرفة يخرجه منها اغلق الباب في وجهه ليعاود النظر الي شقيقته يكاد يبكي ... لا يعرف حتي ما يفعل أليس هو طبيب النساء الماهر الذي يتعامل مع جميع الحالات وصل إليها ونسي كل ما تعلمه يقف أمامها عاجزا عن التفكير ... يخشي أن يقترب ولو خطوة واحدة ولا يستطيع الابتعاد ... حمحم يهمس بصوت خفيض :
- لينا
لحظات وهي علي حالتها رفعت وجهها له عينيها حمراء تكاد الدماء تنفجر منها تحتضن جسدها بذراعيها ترتجف بعنف توسلته بصوت ضعيف :
- ممكن تتصل ببابا او ماما او حتي جاسر ارجوك أنا محتاجهم اوي ... عايزة استخبي في حضن بابا ... ارجوك وحياة ولادك ... أنا هموت من الوجع !!
انتفض في وقفته يسألها سريعا بتلهف خائف :
- ايه اللي واجعك وأنا اجيبلك علاجه
ضربت علي قلبها بعنف لتصيح بحرقة باكية :
- قلبي واجعني أوي ... روحي بتصرخ من الوجع ... هاتلي ليهم علاج ... مش أنت دكتور هاتلي ليهم علاج ... ارجوك كلم بابا أرجوك
حسنا إلي هنا ويكفي خرجت زمام مشاعره عن السيطرة هرول إليها ارتمي علي ركبتيه علي الارض امامها يجذبها لصدره بعنف يطوقها بذراعيه يشد عليها ... لتصرخ هي خائفة تحاول إبعاده عنها ... هذا لم يدرسه تماما في التعامل مع مثل تلك الحالات .... ولكنه شقيقته طغت مشاعره رغما عنه علي قواعد مهنته اخفي رأسها في صدره يسنده بذقنه ليهمس لها بصوت خفيض ممزق :
- حسام خالد محمود السويسي ... انا وانتي أخوات يا لينا ما تخافيش وانتي في حضن اخوكي
توسعت عينيها في صدمة الا يكفيها ما تلاقي من صدمات وألم ليكمل هو عليها انتفضت من بين ذراعيه تسأله فزعة :
- اخخخويا ازاي ... أنت كذاب ... مش كدة
مد يده في جيب سرواله يخرج بطاقته الشخصية وضعها في يدها لتشخص عينيها فزعا وضعت يدها علي فمها تكبح شهقتها الفزعة ... رفعت وجهها تنظر له مذهولة لتجده يمسك بهاتفه صورة تعرض علي سطح الشاشة له هو ووالدها يعانقه بعنف ووالدها يضحك ... تركت البطاقة من يدها تمسك بالهاتف تنظر للصورة تنساب دموعها في حرقة .... لحظات ورفعت عينيها له تنهمر دموعها بقسوة ... تغرق وجهها .... كانت تحتاج أن تسكن فراغ روحها المؤلم ... قسمات وجهه التي تشبهه والدها اشعرتها ببعض الامان تجاهه خاصة مع الصورة البطاقة ... فلم تعترض حين عاد يضمها بين ذراعيها بل اختبئت فيه تحتمي به تخرج صرخاتها في صدره .... ظلت تبكي تهذي بالكثير الي أن انسحب عقلها عن الواقع .... شعر هو باسكانتها بعد طول صراخ مسح دموعه يبعدها عنه في حذر تنهد يشعر بالقليل من الراحة حين نامت .... حملها في رفق يضعها علي فراش المشفي ... غرز برفق سن إبرة محلول به مهدئ في يدها جذب الغطاء يدثرها به ليسمعها تتمتم فزعة :
- لا يا زيدان عشان خاطري ابعد عني
اغمض عينيه في ألم يشد علي قبضة ... دثرها بالغطاء يقبل جبينها قبلة طويلة ... ليخرج من الغرفة يغلق الباب عليها ... بحث بعينيه عن زيدان ليجده كما هو يجلس ارضا جوار غرفتها يستند برأسه علي الحائط الدموع حرفت طريقها علي وجهه .. نهش الألم قلبه اطفئ روحه ... تنهد يتحسر علي حاله هو الآخر كل منهما ضحية والجاني مجهول الي الآن .... تهاوي يجلس ارضا جوار صديقه ليفتح زيدان عينيه رأي حسام نظرة عينيه الخاوية وكأن الحياة انُتزعت منه سأله بصوت ضعيف :
- هي عاملة إيه دلوقتي
تنهد حسام في آسي مد يده يربط علي كتف صديقه يحاول طمئنته ولو قليلا :
- كويسة هتبقي أحسن .. هي نايمة دلوقتي
حرك زيدان رأسه إيجابا يبتعد بعينيه عن صديقه ينظر الي الفراغ الموحش يتمتم في خواء :
- تفتكر هتسامحني
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه حين سمع صديقه يحاول مواساته :
- هتسامحك يا زيدان ... أنت ضحية زيك زيها .. لما تهدئ شوية هحاول افهمها اللي حصل وأكيد هتسامحك
عاد زيدان يحرك رأسه إيجابا من جديد استند علي الحائط ليقف التفت يغادر يحادث صديقه قبلا :
- أنا راجع الفندق
فقط جملة واحدة تحمل خلفها الكثير قالها ليرجل يجر قدميه يغادر المستشفى بينما ظل حسام ينظر في اثره حزينا متألما الي أن اختفي من أمامه
_____________________
في أسيوط ... في منزل عائلة الشريف ...
في غرفة سهيلة تحديدا
كيف حدث ذلك اعتدلت جالسة علي فراشها تنظر للأمام في ذهول لا تصدق ان ما حدث قد حدث فعلا كانت تظنه حلما وسينتهي ...
Flash back
كانت في غرفتها تتكاد تتميز من الغيظ منذ أن أتت تلك الشاهي تتدلل علي حبيبها هي حقها هي .. هي من أحبته اولا ... عشق مراهقاتها حبيب شبابها ... زوجها هي ليس لها الحق لتتدلل عليه بتلك الطريقة سمعته وهو يحادث والده بأنه تزوجها فقط تصحيح لخطأ فعله وهو مخمور ... إذا هو لا يحبها ولكنه تحمل منه كيف لا يحبها وهي تحمل بطفله ... تكاد تجن قضت ساعات في غرفتها تتحرك هنا وهناك .... رفضت تماما أن تشاركهم في الطعام .... خرجت من طفوان أفكارها الغاضبة علي صوت الباب يدق فردت تلقائيا :
- تعالي يا ماما شروق
فُتح الباب ليطل هو برأسه يردف في مرح كعادته :
- طب ما ينفعش ابن ماما شروق
اخفت ابتسامتها تشيح بوجهها بعيدا عنه هي غاضبا .. حقا غاضبة لن يراضيها بطريقته المضحكة ولا ابتسامته الرائعة ولا غمازتيه التي تتوهم فيهم ... ولا لمعة عينيه التي تسلب لبها ... او بشرته الحنطية التي تطير بجوي قلبها .... لالالا هي لن تتأثر بكل ذلك ... هي غاضبة وستظل غاضبة .... ابتسم جاسر في هدوء ليدخل الغرفة يغلق الباب عليهم بالمفتاح ليضمن عدم اقتحام شاهيناز لغرفتها مرة أخري .... ابتسم ينظر لتلك الغاضبة ليخطو خطاه الي داخل الغرفة ... جلس أمامها علي الأريكة ... نظر للشرفة جوارها تنهد يردف في حالمية :
- المنظر من الشباك يجنن ... بتبصي علي ايه بقي .... علي الجاموسة دي ...
نظرت له بطرف عينيه لتمتم ساخرة :
- لاء علي الحمار دا
رفع حاجبه يتوعدها هو يعرف انها تقصده بكلامها ليمد يده يصفعها علي ذراعه نظرت به غاضبة ليتمتم ببراءة :
- ناموسة
ضيقت عينيها تنظر له في غيظ تشد علي اسنانها غاضبة منه لتتركه وتتوجه ناحية فراشها شدت الغطاء الوثير تختبئ تحته لا ترغب في رؤيته ... اعتلت شفتيه ابتسامة ماكرة ليتجه ناحيتها ابعد طرف الغطاء عن وجهه يستند بمرفقه الأيمن علي الوسادة بجانبها لتصيح فيه غاضبة :
- لو سمحت يا جاسر اتفضل روح لمراتك وسيبني في حالي
مسح علي وجنتها بكفه يهمس لها بحنو :
- طب ما أنا عندها اهو ... بس هي واخدة السرير كله ومش عارف أنام فين
ادمعت عينيها قلبها حزين منه لن تسامحه ابدا كيف يحطم حبها له بتلك البساطة ... اشاحت بوجهها بعيدا لتسمع يكمل ضاحكا :
- أنتِ عارفة بتفكريني بمسلسل الوتد لما عبد العزيز الغلبان يا عيني كل ما يدخل قاعته يلاقي زينب مستغطية باللحاف الأحمر لما جالوا فوبيا من اللون الأحمر يا عيني
لم تستطع أن تمنع ضحكة خافتة تسللت في خبث الي شفتيها فطريقة جاسر المرحة لا تقاوم امتزجت ضحكتها مع دموعها المناسبة اعتدلت تجلس علي فراشها تبتعد برأسها بعيدا عنه لتسمعه يهتف ضاحكا :
- ايوة كدة اضحكي يا شيخة يخربيت اللي يزعلك
التفت برأسها لها لتختفي ابتسامته ينظر لعينيها الباكية ... غص قلبه ألما وهو يراها تنظر له بتلك الطريقة ... دائما ما كانت تنظر له علي أنه طوق نجاتها ... أما الآن فعتابها الصامت له يصرخ في عينيها ... مدت يدها تسمح دموعها ليسمعها تتحدث بصوت خفيض مختنق :
- جاسر وحياة اغلي حاجة عندك طلقني ... أنا بترجاك أهو
توسعت عينيه ينظر لها في صدمة لتتقابل حدقيتها مع عينيه امسكت بكفي يده تترجاه باكية :
- جاسر أنا حبيتك والله حبيتك أوي ... كنت طوق النجاة بتاعي ... كنت بشوف حنيتك علي لينا ونفسي احس بيها ... انت عارف انا ماما ماتت وأنا صغيرة وبابا لما اتجوز بعدها ... مراته لا كانت بتحبني ولا بتكرهني ما كنتش بتتكلم معايا خالص ... لحد ما بابا طلقها ... بس ربنا عوضني ... عوضني بلينا وعمو خالد ومامتها .... وأنت .... بس أنت مش من حقي يا جاسر ... أنت من حق مراتك وابنك ... طلقني جاسر عشان خاطري ... أنا مش هستحمل واحدة تانية تشاركني فيك ... ولا هقدر اخدك من مراتك وابنك ...
قبض علي ذراعيها بكفيه يجبرها علي النظر رفعت حدقتيها الباكية اللي عينيه تترجاه بنظراتها الصامتة أن يفعل ولا يفعل معا ... ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه يهمس بشغف :
- أنا بحبك ... بحبك يا قلقاسة ... أنا بس ما كنتش حابب اظلمك معايا لحد ما اعرف حقيقة مشاعري ناحيتك ... بس اتأكدت اني بحبك .. في الكام اللي بعدتي فيهم عني ... كنت حاسس بقلبي بيتحرق وأنا عارف أنك زعلانة وانتي بعداني عنك وأنا مش شايفك قدامي وانتي بتضحكي ... وبتجننيني بشقاوتك ... طلع هو دا الحب يا قلقاسة ... يا احلي قلقاسة شافتها عيني في يوم
انفجرت دقات قلبها كالمضخات تطرق بعنف داخل صدي روحها جاسر يصارحها بحبه ولكن بعد فوات الأوان ... لا فائدة من اعترافه الآن هي لن تتقاسمه مع زوجة أخري ابدا ... أرادت التحدث ليبادرها هو قائلا :
- أنا عمري ما حبيت شاهيناز يا سهيلة وجودها في حياتنا مؤقت ... أنا لولا عارفك مجنونة وممكن في لحظة عصبية تبهدلي كل حاجة كنت قولتلك الحكاية كلها ...أنا عايزك تتأكدي بس من حاجة واحدة اني بحبك وعمري ما عرفت يعني ايه حب غير معاكي أنتِ بس يا قلقاستي
ارتسمت إبتسامة صغيرة علي شفتيها ليمسح دموعها يقبل جبينها يهمس لها :
- والله بحبك
ابتعدت برأسها عنه بلعت لعابها تسأله في غيظ :
- طب ومراتك
تنهد يآسا كان محقا حين قرر بعدم اخباره بخطته سهيلة سريعة الغضب ولسانها لا يمكن التحكم فيه بسهولة ... ابتسم لها يقرص وجنتها برفق :
- ما قولتلك ... وجودها في حياتنا مؤقت ... وما تسأليش علي اللي في بطنها خالص ... لاني حاسس أنه انتفاخ اصلا
ضحكت سهيلة رغما عنها لتتوسع ابتسامته يلاعب حاجبيه في مكر يردف مشاكسا :
- فاكرة لما قولتيلي ... اقول لابويا ايه يا سي خضر .... أنا اجولك تقولي لابوكي ايه يا بنت المستخبي ....
تعالت ضحكاتها تنظر له في ذهول آخر ما عرفته أن جاسر مد يده واغلق إنارة الغرفة ... وحينذ ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .... مولااااااااي
Back
عادت من بحر ذكرياتها لتتنهد حائرة لا تنكر انها سعيدة لاعتراف جاسر لها بحبه ولكنها حقا قلقة ماذا سيحدث بعد ذلك ... اجفلت علي يد جاسر تقرص وجنتها برفق كعادته يسألها :
- سرحانة في ايه يا قلقاسة
ابتسمت في حيرة تحرك رأسها نفيا تهندم خصلات شعرها المبعثرة من أثر النوم ليطبع قبلة علي جبينها يردف :
- يلا ننزل نفطر
حركت رأسها ايجابا تتمتم بخفوت :
- هغير هدومي الأول
قام يتجه لخارج الغرفة يقصد غرفته ليغتسل ويبدل ثيابه ما أن دخلها قطب جبينه متعجبا حين وجد شاهيناز تقف امامه اسرعت إليه تعانقه تهمس باشتياق :
- وحشتني اوي يا جاسر ... ما جاتش امبارح ليه ... علي فكرة امبارح كانت ليلتي أنا .... وبعدين ابنك ما نيمنيش طول الليل نازل خبط خبط ... عايز بابا .... وبابا مطنشنا خالص
فك ذراعيها من حول عنقه يبعدها عنه اتجه الي دولاب ملابسه يخرج ثيابه يتمتم فئ برود :
- أنا حر يا شاهيناز ... ما تطلعيش هرمونات الحمل عليا ... وامبارح كانت ليلة سهيلة مش ليلتك واتفضلي بقئ عشان عايز اخد دش
اقتربت منه تعانقه من الخلف تلف ذراعيها حول صدره تهمس بنعومة سامة :
- جاسر أنت زعلت مني أنا آسفة ... أنت بس بتوحشني اوي وعيزاك علي طول جنبي ... ما تزعلش مني يا حبيبي أنا ما اقدرش علي زعلك ابدا
تأفف حانقا بالكاد يمنع نفسه من دق عنقها وها هي هنا تتمايل كالحية ... ابعدها عنه يلقي بملابسه علي الفراش وقف أمامه يعقد ذراعيه أمام صدره يردف في حدة :
- شاهيناز أنا مش فايق لدلعك علي الصبح ..
امتعضت ملامحها في حزن كالهرة الصغيرة اقتربت منه تتمسح برأسها على صدره بطريقة مقززة أثارت اشمئزازاه ليسمعها تهمس بنبرة باكية :
- أنا آسفة ما تزعلش مني ....أنا بس بحبك ... بحبك أوي
قالتها لتندفع ناحيته تقبله ...توسعت عينيه يدفعها عنه بعنف خاصة مع تلك الشهقة الفزعة التي سمعها تأتي من خلفه رأي سهيلة تقف عند باب الغرفة تنظر له في صدمة ... تمسك هاتفه يبدو أنه كان يدق وهي احضرته له لتري ذلك المشهد الرائع ... دفع شاهيناز بعيدا عنها يركض خلفها يصيح باسمها لتدخل الي غرفتها تصفع الباب في وجهه تغلقه بالمفتاح عليها من الداخل ليشد علي أسنانها يهمس في غيظ :
- يخربيت الأفلام العربي كان لازم يعني تيجي فئ آخر مشهد ما أنا بقالي ساعة بزق في الزفتة
____________________
وصل الي الفندق ليتوجه مباشرة الي غرفة المدير الذي هوي قلبه ما أن رآها توجه اليه يكاد يخر صريعا من الخوف ارتجف يتلجلج قائلا :
- والله يا باشا قلبنا عليه الدنيا كلها ... ما لقيناش غير صورة بطاقة ليه ... بس الولد عنده حاجة عايز يقولها لحضرتك
توجه زيدان بعينيه الي ذلك الشاب ليري شاب نحيف قصير اقصر منه الي حد ما نحيف للغاية عرف أنه احد عمال الفندق اقترب منه الشاب يهمس بصوت متلجلج خائف :
- حضرتك هنا كل مجموعة بيباتوا في أوضة وأنا كنت بايت أنا وحامد في أوضة واحدة ... قرب الفجر النهاردة صحيت علي صوت حد بيتكلم بصوت براحة كدة فتحت عينيا نص فتحة لقيت حامد بيلبس هدومه وبيكلم واحدة في التليفون بيقولها :
-أنا نفذت المطلوب ... حطتله اللي قولتيلي عليه ... فلوسي كاملة ... طيب انا هرجع
القاهرة دلوقتي .. سلام
بعدها بدأ يلم هدومه بسرعة وهو بيلم هدومه وقع منه الموبايل وخرج من باب الفندق اللي ورا وكان في عربية مستنياه بس وهو بيلم حاجته وقع منه الموبايل ... اهو يا باشا
مدت الشاب يده بالهاتف الي زيدان ليأخذه الأخير منه قبض عليه بعنف يتوعد لها بأن يسلخ روحه حيا ما أن يضع يده عليه ... عليه أن يتحرك بسرعة قبل أن يختفي او يُقتل !!!
تحرك الي غرفته ما أن فتح بابها غصة عنيفة خنقت قلبه ... دخل بخطي بطيئة يشعر بالألم يحرق اوصاله مع كل خطوة ... مائدة العشاء عليها ورقة مطوية ... مد يده يفتحها ليجد فيها ما فتت شظايا روحه المنهكة
« من لوليا لزيدان ... تعرف اني حبيت الدلع دا
منك اوي .... شكرا لكل حاجة حلوة عملتها عشاني ... شكرا عشان رجعتني انسانة تعيش من جديد ... شكرا عشان استحملت من اللي ما حدش يستحمله بصراحة وكنت صابر عليا ... لو فضلت اقولك شكرا مش هتكفي من هنا لسنة جاية .... زيدان أنا بحبك ... بحبك أوي
لوليا »
صرخ قلبه حين ضم تلك الورقة لصدره يقبض عليها بعنف آخر ما تبقي له منها ... خطي لداخل غرفة نومهم ... الغرفة التي جمعت عشقهم ... المنظر كان مروعا الغرفة وكأن اعصار ضربها ... الكثير من الفوضى ودمائها هناك علي الأرض لمح بطرف عينيه شئ يلمع مد يده يلتقطه ... يرفعه بين أصابعه ... القلادة التي جلبها خالد لابنته تحمل اسمها ... كلمة لينا كانت تلطخها الدماء ... وضع القلادة في جيبه ليجفل علي صوت رنين هاتفه بحث عنه ليراه ملقي أسفل الفراش واكثر من تسعين مكالمة من رقم خاله ... التقطه ليجده يدق.من جديد خاله مرة أخري ... ابتسم ساخرا يسخر من حاله قبل الجميع فتح الخط يضع الهاتف علي أذنه ليهاجمه اعصار غاضب يصيح فيه :
- أنت فين يا زفت ... دا أنا هطلع عينك اربع ساعات يا حيوان بتصل بيك وبلينا وبنمرتك الزفت الفندق ما بتردش .... دا أنا لو ميت مش نايم كنت صحيت .... لينا فين عايز اكلمها
ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيه يكاد يقسم أن خالد أن طاله الآن سيدق عنقه لأنه فقط لم يرد علي الهاتف ... تري ما سيفعل حين يعلم ما حدث بابنته هو علي اتم استعداد أن يتحمل منه اي شئ إلا أن يأخذها منه لن يسمح له من الأساس .... اجفل علي صوت خالد يصيح فيه :
- روحت فين يا زفت ... ما تنطق لينا فين
تنهد يهتف في هدوء خاوي من اي مشاعر :
- لينا نايمة يا خالي ... بكرة الصبح بدري هنكون عندكوا .... سلام
قالها ليغلق معه الخط توجه يضب ملابسه وملابسها مقسما أن يذيق ذلك الفتي الويلات هو ومن خلفه
______________
في مكتب خالد السويسي .... اغلق الخط مع زيدان ليعتصر القلق قلبه شئ ما خاطئ يحدث ... نبرة زيدان اختفائهم الغير مبرر ... تهرب مدير الفندق من أن يخبره أين ذهبوا يؤكد له ذلك ... شئ سئ حدث لابنته أن صدق حدسه سيقيم الدنيا فوق رأس زيدان ... اجفل علي صوت الباب فتح بعنف لتدخل لينا تصيح بلوعة تكاد تبكي من خوفها علي ابنتها :
- ردوا عليك يا خالد لينا ما بتردش عليا أنا خايفة علي البنت أوي
رسم ابتسامة واسعة علي شفتيه ليقترب منها لف ذراعه حول كتفها يغمغم ضاحكا ليطمئنها :
- آه يا ستي ردوا عليا الجزم ... كانوا بايتين في كامب وموبايا لينا ضاع لسه مكلمني دلوقتي خارجين يتعذوا برة ...
تنفست الصعداء صحيح أنها لا تزال تشعر بالقلق ينهش قلبها ولكن كلام خالد طمئنها علي الأقل ... رفعت رأسها إليه تسأله قلقة :
- طب زيدان ما قالش ليك هيجوا أمتي
ابتسم في توسع يردف مبتهجا :
- بعد بكرة الصبح بدري هيكونوا عندنا يعني كلها بكرة بس وهتشوفي لوليتا
اتسعت ابتسامة لينا تصفق في حماس هي حقا مشتاقة لرؤية ابنتها علي اقل تقدير لتسكت ذلك الصوت القلق الذي ينهش قلبها بلا رحمة .... خرجت من الغرفة لتعد الغداء لتختفي ابتسامة خالد ... هناك شئ سئ حدث لذلك هو لم يخبر لينا بموعد وصولهم حتي يطمئن بنفسه
__________________
علي صعيد آخر وصل زيدان الي المستشفى ... توجه الي غرفتها ينظر لها من خلال زجاج الغرفة لم يري شيئا بفعل ذلك الستار الذي يحجبها عنه رأي احدي الممرضات تمر ليوقفها سريعا دس في يده 200 جنية يهمس لها :
- ادخلي الاوضة وشدي بس الستارة جزء صغير ... دي مراتي اللي جوا والله
حركت الممرضة رأسها إيجابا لتدخل الي الغرفة وجدت حسام يجلس جوار تلك المريضة ابتسمت تقول في احترام :
- حضرتك محتاج حاجة يا دكتور
حرك حسام رأسه نفيا لتقترب الممرضة من الستار شدت جزء صغير يسمح لزيدان برؤية ما يحدث في الغرفة لتأخذ علبة دواء فارغة وترحل ... ابتسمت لزيدان ما أن خرجت من الغرفة لم يعرها الأخير انتباها فقط توجه ينظر لها يشتاق حقا لرؤيتها ...وكانت هناك تضع رأسها علي كتف حسام تنساب دموعها في صمت وجهها النضر بات هزيل شاحب متعب .. شفتيها شبه زرقاء ... حسام يتحدث هو لا يسمع ما يقول ولا يهم هو فقط يريد رؤيتها
في الداخل ما أن استفاقت من غفلتها القصيرة تمنت أن يكن ما حدث حلم ليس سوي حلم وستصحو منه ولكنه حقيقة واقع انهمرت دموعها تشد بيديها علي الفراش جوارها تتذكر أحداث ما مر بها بالأمس فيما اخطئت ليفعل بها ذلك ... هي أحبته أهذا هو خطئها أنها أحبته وهو ماذا فعل قتلها هي وحبها معا .... صوت باب الغرفة جعلها تنظر بذعر للفاعل كان هو حسام ... شقيقها كما قال وتلك صدمة أخري لديها شقيق !!! كيف لا تعرف ... ابتسم حسام لها ليقترب يجلس جوارها علي الفراس اسندها تجلس علي الفراش ليشعر بجسدها يميل اسند رأسها علي كتفه يهمس لها بحنو :
- لينا أنت جسمك ضعيف ولازم تاكلي اي حاجة
شعر بحركة رأسها البسيطة ترفض ما يقول ليسمع نبرة صوتها الخافتة :
- مش هقدر ... صدقني ... أنا عايزة امشي ارجوك ما تخليهوش ياخدني رجعني لبابا
مد يده يمسح بكفه علي شعرها يهمس لها بحنو :
- حبيبتي زيدان ما كنش
قاطعته تصيح بنبرة ضعيفة منهارة :
- مش عايزة اسمع اسمه أرجوك لاء
تنهد حزينا ليضمها لصدره ظل يربت علي رأسها الي أن نامت .... وضعها علي الفراش من جديد ليخرج الي زيدان وقف يناظره بنظرات احباط يآسه ليمد يده يربط علي كتفه قبل أن ينطق بأي حرف سمع زيدان يهتف في هدوء مُقلقِ :
- احنا لازم نكون الصبح في القاهرة ما اقدرش اسافر واسيبها هنا .. اديها مهدئ عشان تفضل نايمة لحد ما نوصل
تنهد قلقا يحرك رأسه إيجابا ليعاود الدخول الي غرفة لينا .... ينفذ ما قاله زيدان
بعد أن انتصف الليل بساعات قرابة الثالثة فجرا كانت سيارة زيدان تشق طريقها عائدا الي القاهرة يتذكر ملامح ذلك الفتي جيدا ملامحه مطبوعة أمام وجهه ... سيفتك به فقط يجده ... معه صورة له وهاتفه وصورة من بطاقته ... ماذا يريد أكثر ليجده ويدق عنقه حتي الموت .... بين لحظة واخري يوجه نظرة الي تلك النائمة علي الأريكة الخلفية شتان ما ذهبوا عليه وما جائوا به ... بينما حسام كان نائما من شعوره بالارهاق بعد مجهود ذلك اليوم
بعد الفجر بساعتين وصلت السيارة ... وقفت في حديقة منزل زيدان ايقظ حسام لينظر له الأخير تعبا يردف قلقا :
- هتعمل ايه يا زيدان
ابتسم زيدان في خواء يحرك رأسه نفيا :
- مش عارف زي ما تيجي تيجي بقي ... أنا اهم حاجة عندي دلوقتي أن لينا تبقي كويسة ... غير كدة مش مهم ... انا عارف حظي من زمان مش جديدة يعني
نظر حسام لصديقه في شفقة ليربط علي كتفه يحاول مواساته بأي شئ تنهد يقول تعبا :
- أنا هروح اطمن علي والدتي وارجعلك علي طول ...
تحرك زيدان ينزل من السيارة حمل لينا بين ذراعيه ليترك السيارة لحسام بعد أن ترك الأخير سيارته في المشفي .... حمل زيدان لينا يتوجه بها الي غرفتهم وضعها فيها ليجلس جوارها يمسح علي وجهها برفق يحادثها بتعب مؤلم :
- ما تمشيش .... ما تبعديش عني تاني دا أنا ما صدقت !! .... كان حلم واتحقق .. كتير عليا انه يكمل ... لازم يبقي الحلم قصير اوي كدة .... اوعي تكرهيني يا لينا ... أنا عيشت عمري كله عشان أحبك .... صدقيني لما الاقي اللي كان السبب في اللي حصل هطلعلك روحه هجيبه تحت رجلك يبوس رجلك عشان ارحمه ...
ابتعد عن الفراش بحذر حين رآها بدأت تفتح عينيها شيئا فشئ بدأت تطل علي الدنيا من جديد لتتوسع عينيها فزعا حين رأته يقف أمامها تجمد جسدها لتزحف للخلف تضم ركبتيها لصدرها تنهمر دموعها تحرك رأسها نفيا بعنف كالمجانين ليتحدث هو :
- ما تعمليش كدة أنا همشي بس ارجوكي ما ترجعيش زي الأول ... عشانك مش عشان اي حد في الدنيا ...
قاطعهم صوت دقات عالية علي باب المنزل نظر لها يبتسم فئ ألم :
- بابا جه
اتجه الي خارج الغرفة ليلقي عليها نظرة اخيرة طويلة .... توجه الي أسفل يفتح الباب ليندفع خالد الي الداخل ينادي علي ابنته بصوت عالي ... حارسه الذي يقف خارجا اخبره انهم وصلوا فجاء هو راكضا ... قاطع صياحه باسم ابنته صوت زيدان يهتف :
- لينا فوق في اوضتها
نظر خالد لزيدان ليشعر بالقلق يتسرب لقلبه ... زيدان مجهد متعب نظرة عينيه منطفئة ... قسمات وجهه تصرخ من الألم أراد أن يسأله عما حدث ولكن لسانه رفض قلبه ينتفض علي ابنته ... أخذ طريقه الي غرفة ابنته يركض ... وصل الي الغرفة فتح بابها بعنف لتشخص عينيه فزعا حين رآها بحالتها تلك ... نهش الخوف عينيه ليقترب دخل الي الغرفة يصيح فزعا :
- مالك في ايه ... أنتِ عاملة كدة ليه !!!