رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل التاسع والثلاثون 

تسمر مكانه ينظر لتلك الواقفة هناك ... صفعته الصدمة بلا رحمة توسعت عينيها تسارعت ضربات قلبه جف لعابه ... والقادم اسوء بالطبع شهد ستخبر لينا بزواجه منها ... لينا بالطبع ستتركه ... سيطر بجهد شاق علي حالة الصدمة التي اصابته يدعو في نفسه أن يمر ذلك الموقف ... خاصة حين رأي لينا تلوح لحسام تبتسم له ... التفت له تردف مبتسمة :
- حسام أهو ... هو بيعمل ايه هنا ... 

رسم ابتسامة كاذبة علي شفتيه ليقبض علي كف يدها يرغب في جذبها للخارج يتمتم سريعا :
- ما يعمل اللي يعمله احنا مالنا .... يلا ورايا شغل ومستعجل كفاية العطلة دي

نزعت كفها من يده تعقد ذراعيها أمام صدرها تردف ساخرة :
- وهي العطلة مني عشان عايزة اطمن عليك ولا من البيه اللي قعد ساعة يرغي مع الدكتورة ... ولا كأنه متجوز نجفة 

زفر حانقا يرغب في حملها فوق كتفها والنزول بها لتصمت ... بينما كادت عيني شهد أن تشتعل غيظا ... وهي تري غريمتها التي لم تحبها يوما هناك جواره ... نظرت لحسام الجالس جوارها يبدو متوترا هو الآخر ... لتميل علي أذنه تهمس مغتاظة :
- مش تقوم تسلم علي ابوك يا حسام

ابتلع حسام لعابه الجاف ليميل ناحية والدته يهمس لها راجيا :
- ماما عشان خاطري وحياتي عندك عديها 
في تلك اللحظة نظرت الممرضة ناحية حسام وشهد تردف في هدوء :
- اتفضلوا حضرتك دورك

ابتسمت شهد في غيظ ... لما لم تنطق تلك الممرضة اسمها كان من الممكن أن تسمعه لينا وتعرف من هي ... قام حسام يمسك بيد والدته متجهين الي غرفة الكشف التي يقف خالد ومعه لينا بالقرب منها .... يتأفف حانقا من عنادها :
- يا لينا قولتلك ورايا شغل هتمشي ولا امشي واسيبك

شدت لينا علي أسنانها في غيظ لتتركه وتغادر اصطدمت في كتف شهد في طريقها لتبتسم لها تردف معتذرة :
- سوري ما خدتش بالي 

ابتسمت شهد في اصفرار تحرك رأسها إيجابا تنظر للينا بكراهية لتقطب الأخيرة جبينها من تلك النظرات التي ترميها بها تولي حسام مهمة الرد ابتسم يردف في مرح :
- ازيك يا دكتورة معقولة دكتورة لينا الشريف صاحبة مستشفي الحياة رايحة تكشف عند المنافسين 

ضحكت لينا بخفة تردف مبتسمة :
- طب ما أنت كمان عند المنافسين أهو ... إنت بتعمل ايه هنا 

ابتسم حسام يلف ذراعه حول كتف والدته يردف في هدوء :
- والدتي بس تعبانة شوية قولت اطمن عليها

وجهت لينا عينيها تنظر لوجه تلك السيدة لتلاحظ أن عينيها تنظر هناك ... مكان ما يقف خالد ... التفت لخالد سريعا قادما ناحيتها ... عاودت النظر لهم تقول مبتسمة : 
- ألف سلامة عليكي ... علي فكرة لو كنت جبت ماما المستشفي يا حسام ما كناش هناخد منك حق الكشف 

يلا يا لينا ... عندي اجتماع مهم في الإدارة ولازم امشي .... اردف بها بنزق يحاول إخفاء توتره من الموقف برمته يتجنب قدر الإمكان أن ينظر ناحية شهد لتحرك لينا رأسها إيجابا تقدمته للخارج وقبل أن يتقدم هو خطوة واحدة شعر بيد شهد تمسك بكف يده ... وجه لها نظرة سريعة ليري في عينيها عتاب صامت ... تشعر بالإهانة مما حدث فالينا الزوجة التي يخاف الجميع علي شعورها اما هي زوجة السر التي يجب أن تبقي في الخفاء ... أليست هي من وافقت في البداية ... جذب حسام يد والدته متجهين الي غرفة الكشف .... ليتنهد هو يغمض عينيه متحسرا .... نزل الي سيارته ليجد لينا هناك ... التفتت له تسأله متعجبة :
- اتأخرت ليه يا خالد مش عمال تقولي متأخر متأخر 
استقل مقعد القائد يخرج هاتفه من جيب حلته يضعه في الشاحن الخاص به في السيارة يغمغم في رتابة :
- كنت بدور علي الموبايل 
أدار محرك السيارة لتنطلق بهم ... اخذ هو دقائق طويلة ليهدئ مما حدث لا يصدق أن ما حدث مر هكذا دون أن تحدث كارثة ... اجفل علي صوت لينا تسأله متعجبة :
- الست والدة حسام كانت بتبصلك وكأنها تعرفك ... ولا يمكن عشان أنت وحسام فيكوا شبه غريب من بعض 

التفت برأسها يلقي عليها نظرة خاطفة ليرتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة ساخرة يردد متهكما :
- او يمكن الست ما كنتش بتبص عليا خالص ... وانتي بس اللي بتجيبي اي مشكلة من الهوا عشان نتخانق 

توسعت عينيها في دهشة تشير الي نفسها تصيح ذاهلة :
- أنا بعمل اي مشكلة عشان نتخانق يا خالد ...إنت بتتكلم بجد ... مالك يا خالد فيك ايه النهاردة 

وقبل أن يجيب علقت السيارة في زحام السير حادث علي الطريق اوقف حركة المرور ... ترك المقود يلتفت لها ليرتسم علي ثغره ابتسامة شاحبة فجائها بقوله :
- لينا هو انتي حبتيني زي ما حبيتك 

قطبت جبينها تنظر له متعجبة ما باله اليوم ولما ذلك السؤال الغريب بعد سنوات طوال .... التفتت بجسدها اليه تهتف في دهشة :
- حبيتك !!! ... ايه السؤال الغريب دا يا خالد بعد السنين دي كلها ... إنت اكتر واحد عارف أنا بحبك قد ايه ...استغنيت 

كانت ترغب في أن تقول انها استغنت به عن الدنيا بأكملها ليقاطعها هو حين اردف في سخرية حادة :
- استغنيتي عن كرامتك عشان عيشتي مع واحد مريض ضربك واغتصبك ... بس اللي نا تعرفيهوش أن المريض دا كان بيتعذب اضعاف عذابك ... كان بيصارع نفسه ... بيموت ألف مرة ... لما يهزمه مرضه ويأذيكي .... التربة القاسية دي انتي السبب فيها 

توسعت عينيها في ذهول تنظر لها مصدومة هل استمع الي حديثها مع ابنتها رمشت بعينيها عدة مرات .... الجمت الصدمة لسانها تسارعت دقات قلبها قلقا من نظرة عينيه الحزينة المعذبة اللي رأتها تصرخ في حدقتيه ... اسبلت اهدابها تنظر له دون كلام ليردف هو ضحك في سخرية يردف بنبرة بائسة تتألم :
- ما تقلقيش أنا ما كنتش بتجسس عليكوا ... دي كانت صدفة ... لما دخلتي اوضة لينا نسيتي الباب مفتوح ... والكاميرا اللي جنب الباب لقطت صوت من غير صورة تعرفي أن أنا بقالي شهور طويلة ما فتحتش الكاميرا .. فتحتها بس عشان اطمن علي البنت ... وسمعت ...

التفت بوجهه لها ينظر لحدقتيها عينيها سحره الابدي لعنة حياته ... رفع إصبعه السبابة أمام وجهها يردف بقهر :
- ما افتكرتيلش ولا حاجة واحدة حلوة ... سنين وسنين ما عملتش فيهم ولا موقف واحد كويس ... تفتكريه .... جبت كل السيئات اللي عملتها وأنا شخص غير سوي شخص مريض ... طب بعد كدة ... بعد ما اتعالجت لا عمري رفعت ايدي عليكي ولا نيمتك ليلة زعلانة ... كنت بحاول علي قد ما اقدر اعوضك عن اللي شوفتيه وصبرتي عليه ... كنت شايل جميلك جوا قلبي ... اي واحدة تانية ما كنتش هتقدر تستحمل ... انتي صبرتي عليا فضلتي جنبي ... دا مش ضعف ولا قلة كرامة زي ما كنتي بتقولي ... انتي في عز ضعفك اقوي في عينيا مما تتخيلي .... عارفة شعوري ايه وانتي بتقولي للينا ... أنا استحملت عشان كنت خايفة من اي حل تاني ... زي اللي بني قصر كبير ... قصر بيهرب من الدنيا كلها فيه قصر بيلاقي فيه الأمان والراحة والحب .... وفجاءة اتهد ... بكلامك دا قدرتي تهدي جبل ما قدرتش تهده مصايب سنين ... أنتِ قهرتيني يا لينا !!!

قال ما قال ليبتعد بوجهه عنها يمسح دموعه التي تمردت رغما عنه تغزو وجنتيه ... بينما هي ساكنة مكانها تنظر له في فزع فقط تحرك رأسها نفيا انتفضت كمن لدغها عقرب ارتمت بجسدها عليه تعانقه تجذب وجهه إليه تصيح من بين شهقاتها العنيفة :

- لاء يا خالد اوعي تقول كدة أنا بحبك .... بحبك اوي وأنت عارف كدا كويس ...اوعي تفكر ولو لحظة انك ما حبتكش او اني بطلت أحبك .... انت في دمي وروحي ... إنت فهمت كلامي غلط خالص والله

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا يسخر من حاله قبل كلامها .... لتنتفض جالسة أمسكت ذراعيه تنظر له في حدة تصيح بحرقة صاحبتها دموعها :
- ما تضحكش الضحكة دي ... أنا بحبك ... انا بس كنت خايفة ... خايفة لبنتي تطلع مستسلمة سلبية زيي ... عاطفتها بس اللي هتسيطر عليها وتبقي نسخة ضعيفة مني ... 

نزع يديه من يديها ينظر لها نظرات خاوية من اي مشاعر يشير لنفسه يتمتم متهكما :
- بنتك عمرها ما هتبقي زيك ... لانها مني واخدة دمي ... جيناتي يا دكتورة ... ما تقلقيش عليها ... اقلقي منها ... دي بنت السويسي 

حركت رأسها نفيا بعنف تمسك بكفي يده تهتف سريعا بتلهف :
- بردوا بنتي ومن حقي أخاف عليها ... وخصوصا وأنا شايفاك بتهمش دوري في حياتها ... لينا محتجاني زي ما هي محتجاك

قبل أن يتكلم سمع صوت زامور السيارة الواقفة خلفه ليدرك أن السيارات بدأت بالتحرك وهو لا يزال يقف جذب كفي يده يعيد تشعيل محرك السيارة ينطلق بها الي وجهتهم ... من الجيد أن زجاج سيارتهم لا يعكس ما يحدث بالداخل والا كانت مشحانتهم ملئت جميع صفحات التواصل الاجتماعي ... وجه انظاره للطريق امامه يتمتم في خواء :
- وأنا مش عايز حد يحتجاني بعد كدة ... اعملوا اللي انتوا عايزينه ... أنا غلطان لأني دايما خايف عليكوا ... دايما حاطط خطط عشان بس احميكوا ... اعملوا اللي يعجبكوا  

وصمت لم يردف بحرف آخر ... وهي لم تنطق بحرف فقط تنساب دموعها في صمت .... وقف بالسيارة امام المستشفي الخاصة بها اشاح بوجهه بعيدا عنها يتمتم في هدوء :
- انزلي يلا 

ابتلعت لعابها مدت يدها ناحية مقبض الباب فتحته لتعاود إغلاقه من جديد التفتت له تهمس مرتبكة :
- أنا عايزة اروح البيت 

رأت يديه وهي تشدد وثاقها علي المقود لم يلتفت بوجهه حتي جل ما حدث أنه تمتم في برود وكأن الأمر بأكمله لا يعنيه :
- انزلي خدي عربيتك وروحي لو عايزة تروحي 

توسعت عينيها في دهشة خاصة أنه مد يده يفتح الباب المجاور لها ظلت تنظر له في ذهول لا تصدق أنه يفعل ذلك ... ليمر أمام عينيها ذلك العرض القصير الذي حدث بينهما مئات المرات 
( - هوصلك البيت وأرجع شغلي يا لينا
- يا خالد فرقت ايه يعني أنا هروح بعربيتي وبعدين جايلي مخصوص من شغلك عشان تروحني ... كدة هتتعب يا حبيبي وأنت اصلا بتتعب من السواقة 
 - كلامك فيه إتهام صريح إني عجزت ودا لن ارضي بيه ابداا ... وبعدين اي تعب عشانك راحة ليا ... يلا اركبي بقي عشان ما اتأخرش )

كان يدعوها للدخول والآن يطلب منها الخروج بمعني آخر يطردها خارج سيارته .... نظرت له للحظات لتمد يدها تصفع باب السيارة بعنف التفت له تهتف محتدة :
- مش هنزل يا خالد ارميني برة العربية لو عايز بس أنا مش هنزل 

لم ينطق بحرف واحد فقط ادار محرك السيارة وانطلق الي وجهته
__________________
علي صعيد آخر .... في كلية الطب ... كانت تجلس علي مقعد صغير في مقهي الجامعة ( كافيتريا ) تنتظره ... أخبرها أن لديه قريب يعمل في شؤون الطلاب وسيساعدهم في استخراج الملف دون جهد يُذكر .... وبالفعل لم تمر سوي ربع ساعة علي الأكثر لتجده يقترب من طاولتها يمسك في يده مجلد به اوراقها وضعه امامها علي الطاولة يردف مبتسما :
- اهو يا ستي الملف بتاعك ... 

ابتسمت في حماس تلتقط ذلك المجلد تحتضنه بقوة .... لتندثر ابتسامته قليلا تنهد يسألها قلقا :
- أنتي متأكدة يا لينا أنك عايزة تسحبي الملف بتاعك ... فكري تاني احنا ممكن نرجعه ... 

تنهد تأخذ نفسا قويا تحرك رأسها إيجابا تردد في اصرار :
- أيوة يا معاذ ... أنا عمري ما حبيت الكلية دي ... حتي الامتحانات كانوا تقريبا بينجحوني عشان خايفين من بابا ... أنا نفسي أدرس إدارة أعمال .... كفاية بقي أنا مش هخليهم يتحكموا في حياتي تاني 

تنهد قلقا عليها ابتسم يحاول تشجعيها لتندثر ابتسامته فجاءة نظر الجميع في لحظات ناحية تلك السيارة التي وقفت في فناء الجامعة ... فُتح باب السائق لينزل زيدان بحلته السوداء قميصه الذي يماثلها سوادا ... يضع نظارة شمس كبيرة فوق عينيه ... يستند علي كعاز طبي في يده اليسري .... ابتلع معاذ لعابه خائفا ما أن رآه وكيف ينسي ما فعله به ... حاول بإستماته رسم الشجاعة علي قسماته ... تقدم زيدان ناحية طاولتها لتتحرك من كرسيها وقفت تنظر تريد المغادرة ما كادت تتحرك خطوة واحدة شعرت بيه تقبض علي رسغ يدها ... يجذبها لتعود للخلف التفت له نزعت يدها من يده بعنف تنظر له بشراسة لتهمس بصوت خفيض غاضب من بين أسنانه المشدودة :

- أنت ايه اللي جابك هنا ... أنا مش قولتلك اطلع من حياتي مش عايزة اشوفك ... 

تدخل معاذ سريعا هب واقفا اتجه يقف بالقرب منهم يهتف سريعا يحاول تهدئة الوضع قبل أن يزداد سوءا :
- لينا اهدي بس ... احنا في الجامعة وسط الناس 
توجه بانظاره لزيدان في حركة شجاعة غير محسوبة وقف امام لينا حاجزا بينها وبين زيدان نظر لزيدان يتحداه بنظراته ليردف :
- اعتقد بعد لعبة البيه مالكش الحق أنك تجبرها ترجع تعيش معاك تاني ... لينا بتحبني أنا وأنا كمان بحبها ... 

لم يكد ينهي كلامه سقط أرضا علي ظهره حين دفعه زيدان بقدمه السليمة في صدره بعنف ليسقط أرضا يتأوه من الألم ... صرخت لينا باسمه هرعت إليه ليقبض زيدان علي رسغ يدها يمنعها من التحرك .... تقدم هو ناحيته يدني من جسده الملقي أرضا يبتسم ساخرا :
- أنا قولتلها حد يسيب الأسد ويبص للمعز ... الكلاب عمرها ما تعوي علي السباع ... يا معزة بيه

قالها ليجذب يدها خلفه يتجه بها الي سيارته بينما هي تصرخ فيه أن يتركها تشتمه بكل ما تعرف من سباب ... ليلتفت لها يصيح فيها محتدا :
- قسما بعزة جلاله الله .... لو ما مشيتي علي العربية لهرجع افرلغك مسدسي كله في دماغي ... ضربوا الاعور علي عينيه قال خسرانة خسرانة .... أنا ما عنديش حاجة اخسرها ... مستعد اقتله والبس البدلة الحمرا عادي جدا 

حسنا يبدو أن زيدان اصابه مسا من الجنون ... خافت حرفيا من أن ينفذ تهديده ويقتل معاذ ... تحركت معه في هدوء مشتعل ... تحركت ترغب في أن تجلس علي المقعد الخلفي ليعترض طريقها يفتح الباب الأمامي ...توسعت عينيها تنظر له حانقة ذلك المجنون دفعها حرفيا لتجلس علي المقعد رغما عنها ... اغلق الباب عليها ليستقل المقعد المجاور لها ... ينطلق خارج الجامعة ما أن اطمئنت انهم ابتعدوا بالقدر الكافي حتي لا يعد ويقتل معاذ كما هدد التفتت له تصرخ فيه :
- نزللللني افتححح الزفت دا ونزلني 

وحين لم يعيرها انتباهها من الأساس صرخت غاصبة تحاول بقبضتيها جذب مقبض الباب بعنف عله يُفتح ... لهثت بعنف جراءا تلك الجذبات العنيفة ومن شدة غضبها ايضا التفتت له تصرخ فيه :
- يا مريض ... إنت اكيد مش طبيعي بتهددني بيه عشان اجي معاك .... افتح الزفت دا ونزلني أنت ... بدل ما هصوت وألم عليك الناس 

انعطف بالسيارة فجاءة ليدخل الي الصحراء توسعت عينيها هلعا وهي تراه يدخل بها الي فيافي الصحراء النائية .... لا منقذ لها من براثنه إن سولت له نفسه بإيذائها ... توقفت السيارة في منتصف الصحراء .... لتسيطر بصعوبة علي خوفها لن تدعه ينتصر مرة أخري التفتت له رسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تردد :
- طبعا جايبني هنا ... عشان تعرف تعمل فيا اللي أنت عايزه ... وانا مستنية ايه من واحد زيك ... مريض ... شيطان 

في تلك اللحظات كان هو يصارع نفسه بشراسة الا ينقض عليها ويخنقها حتي الموت ... ابيضت مفاصل يده من عنف عصره للمقود تحتها ... وقد طفح به الكيل صدح صوته عاليا غاضبا يتألم :
- كفاية بقي كفاية ... اخرسي مش عايز اسمع صوتك ... أنتي ايه يا شيخة ما عندكيش دم ما بتحسيش ... قلبك دا حجر ...أنا عمري ما اذيتك .... طول عمري واقف جنبك وفي ضهرك .... كانت غلطة وغلطة غصب عني ...

جذب الأوراق القابعة امامه يلقيها علي وجهها يردف صائحا :
- الورق أهو .... واسالي اخوكي .... كان محطوطلي حبوب هلوسة ...معاذ بيه بتاعك لو كان بيحبك بجد كان اتمسك بيكي مهما حصل دا باعك من اول قلم ... سنين وأنا رافض افتح قلبي لاي واحدة غيرك ... سنين وأنا عايش بس عشان أحبك .... لكن انتي ما بتحبيش غير نفسك ... مبروك يا لينا عرفتي ازاي تكرهيني فيكي ... بس غدر بغدر بقي ... مش هطلقك هسيبك متعلقة كدا لا طايلة سما ولا أرض ولو شوفت الكلب اللي اسمه معاذ دا جنبك تاني هقتله واقتلك ...
_____________________
في أسيوط تحديدا في منزل رشيد الشريف ...في غرفة رشيد ... تحسنت حالته قليلا بات يقدر علي الاتكاء قليلا ... ابتسم حين سمع دقات علي باب الغرفة يأذن للطارق بالدخول لتدخل سهيلة تبتسم متوترة ... تنظر أرضا حمحمت تهمس بصوت خفيض :
- ماما شروق قالتلي أن حضرتك عاوزني 

ابتسم في حنو يحرك رأسه إيجابا ربط علي الفراش جواره يهمس لها برفق:
- تعالي اقعدي يا سهيلة ... عايز اتكلم معاكي كلمتين 

تقدمت تجلس علي طرف الفراش جواره ليمد يده السليمة يربط بها علي رأسها تنهد خرجت من بين شفتيه تنهيدة حارة مثقلة بالهموم ليردف نادما :
- أنا اذيت يا جاسر من زمان ... كنت دايما بفرض عليه كل اللي يعمله كنت برفض وهو عيل صغير يلعب مع أصحابه ... كنت عايزه راجل من صغره ... كنت عايزه سند يشيل حمل العيلة من بعدي زي ما انا شيلته من بعد ابويا الله يرحمه ... لما خلص ثانوية عامة ... لقيته بيقولي أنا عايز ادخل كلية سياحة وفنادق عايز ابقي طباخ ... اتصدمت دا هيشيل حمل العيلة ... دا كبيره يشيل الحلة من علي النار 

ضحكت سهيلة بخفوت علي ما يقول الآن عرفت من أين آتي جاسر بخفة دمه هذه ... حمحم رشيد يكمل نادما :
- أصر أنه يدخل الكلية اللي هو عايزها وزعق في وشي دي حياتي وأنا حر فيها ... في لحظة غضب لطشته بالقلم مش هنسي نظرة عينيه ابدا ... لكن مصلحة العيلة عندي كانت اهم من رغبات مراهق مش عارف مصلحته من وجهه نظري ... خدت ورقه وقدمت في كلية الهندسة الزراعية ... في القاهرة ... الاربع سنين بتوع الكلية ما نزلش فيهم ولا مرة ما كنش عايز يشوفني كان بيرد علي مامته وأخته ويتحججلهم أنه مش هيقدر ينزل ... كنت بعرف اخباره اول بأول من خالد جوز عمته .. واتخرج ومسك أرض العيلة .. بس فضل حلمه جواه ... تصدقي أنا فرحت اوووي لما عرفت أنه فتح المطعم اللي نفسه فيه ... كل حاجة كانت في حياة جاسر كانت بالاجبار يا سهيلة حتي جوازه منك ... أنا اجبرته عشان الصلح بين العيلتين ... بس هو بيحبك

رفعت وجهها تنظر لوالده سريعا عينيها دامعة حزينة حركت رأسها نفيا تنفي ما يقول ليبتسم لها يردف في مرح :
- انتي بتكذبيني يا بنت ... صدقيني أنا عارفه كويس بيحبك ... وبيحبك اوي كمان ... شروق قالتلي أن بقالي اسبوع وزيادة في أوضتك ما بتخرجيش خالص ... وجاسر نايم في أوضة الضيوف ... لو ما بيحبكيش كان راح نام عند مش فاكر اسمها ايه دي ... صدقيني يا بنتي جاسر بيحبك ... 

تنهدت سهيلة حائرة لتضطرب حدقتيها منذ أن رأت تلك الحية تقبله في غرفته وهي ترفض حتي الخروج من غرفتها لم تتحدث معه بأي شكل كان .... قلبها ينزف ألما ... شعرت انها كانت فقط لعبة يلهو بها ... بين أحضانها قبل ساعات والآن تراه بعينيها بين أحضان اخري ... 
اجفلت من شرودها علي صوت الباب يفتح ونبرته المميزة تصدح فئ مرح :
- لا لا لا سهيلة وبابا دا ايه العشق الممنوع دا 

توسعت عينيها في دهشة مما يقول ... نظرت له في غيظ لتتوه عينيها في قسمات وجهه اشتاقت له ... اشتاق قلبها فقط للنظر إليه ... بينما صدحت ضحكات رشيد يحادث ابنه زاجرا إياه :
- اتحشم يا واد

لاعب جاسر حاجبيه مشاكسا ليجذب سهيلة من يدها بغتة لف ذراعه حول كتفيها يردف في مرح :
- أهو قلب علي ذئاب الجبل 

اخفت ضحكاتها بصعوبة تتلوي بين يديه عله يتركها ليميل علي أذنيها يهمس لها في خبث :
- اتوحشتك جوي جوي يا جلجاسة 

لم تعرف اتضحك أم تخجل توردت وجنتيها تخرج منها ضحكة خفيفة ليتمتم رشيد حانقا :
- يا عصافير ... لاء عصافير ايه يا عصفورة وغراب الحب ... روحوا حبوا في اوضتكوا .... 

تعالت ضحكات جاسر المتلذذة بخجلها لتخفي هي وجهها بين كفيها خجلة من كلام والده ... لتهشق فجاءة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه أمام ابيه !!!!!!!!! ...... صاحت فيه أن ينزلها بينما نظر هو لوالده الذي تمتم ضاحكا :
- رايح فين يا خضر 

رسم ابتسامة خبيثة علي شفتيه يتمتم ضاحكا :
- لا يا ابا أنت عارف اني مش جبان بس اني اعزل ... لافيني سلاح وعد الجثث يا ابا 

امسك رشيد الوسادة المجاورة له يلقيها عليه بيده السليمة يردف ضاحكا :
- امشي يا اهبل من هنا ... مش كنت خلفت دكر بط كان نفعني عنك

توقف جاسر يعقد جبينه يفكر بعمق لا يتناسب تماما مع الموقف :
- تصدق صح دكر البط مع حلة ورق عنب وملوخية بالطشة ... يا رتني كنت دكر بط يا جدع كان هيبقي طعمي حلو اوي

انفجرت سهيلة ورشيد في الضحك علي ما يقول ليأخذ جاسر سهيلة ويغادر الي غرفتها ... انزلها ارضا توجه ناحية الباب يوصده بالمفتاح عليهم من الداخل نظر لها في شر يتوعدها لتضطرب حدقتيها قلقا من نظراته الغير معتادة بالنسبة لها .... ليرفع هو كفي جلبابه الصعيدي الأسود يتمتم متوعدا :
- اسبوع يا سوسو ... اسبوع قافلة عليكي الباب .... واقعد اتحايل عليكي تفتحيه ما ترضيش ابدااا ... فاكرة لما قولتلك يوم فرحنا 
تخيلي كدة كان طلع العريس عتريس في نفسه ... اللي هو بتاع عتريس محكم رأسه وحالف ما اخرج تاني من الدار دا .... أنا بقي هوريكي دماغ عتريس لما تتربس 

تقدم ناحيتها لتتوسع عينيها في هلع ... يتقدم هو للامام لتعود هي للخلف تنظر له متوجسة من اي فعل مفاجئ منه .... وكالعادة وكما يحدث في مثل تلك الحالات دائما ... ارتطم ظهرها بالحائط خلفها ... ابتلعت لعابها الجاف لتهمس بصوت متوتر خائف :
- اااوعي تكون فاكر أنك كدا بتخوفني .... او اني هنسي واسامحك علي اللي شوفته ... كانت في حضنك بتبوسها يا جاسر ... كل كلامك عن حبك ليا كان كذب مش كداا 

لانت تعابير وجهه كان يرغب فقط في مشاكستها كما يفعل دائما .... تنهد حزينا ليقترب منها امسك كفي يدها ... يشدد علي احتضانهما دمج مقلتيه بعينيها يهمس بصوت خفيض عاشق :
- والله يا سهيلة هي اللي اترمت في حضني ... قبل ما انتي تيجي كنت بحاول ابعدها عني ... أنا مش خاين يا سهيلة ... ولا بلعب بمشاعر بنات الناس ... عشان أنا عندي أخت اخاف عليها ... صدقيني يا سهيلة أنا بحبك وما بلعبش بمشاعرك .. وهي اللي اترمت في حضني تقريبا شافتك جاية قالت تغيظك ... وانتي بتديها الفرصة كاملة بحبستك هنا ... شاهيناز ما بتحبنيش يا سهيلة هي بس عايزة تغيظك وتقولك أنا خدته منك ... أنا بحبك أنتي 

ادمعت عينيها لتنكمش قسمات وجهها ارتمت في صدره تنفجر باكية تشد بيديها علي تلابيب ملابسه تصيح من بين شهقاتها العالية :
- طلقها يا جاسر ... مش هقدر استحمل تشاركني فيك ... طلقها عشان خاطري

ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا دون كلام يسمح علي شعرها برفق .... ابعدها عنه يلثم جبينها بقبلة طويلة عاشقة ابعدها عنه يمسح دموعها يردف في هدوء :
- سهيلة ايه رايك في الحجاب ... أنا عايزك تتحجبي 

قطبت جبينها متعجبة من طلبه رفعت كتفيها تغمغم في توتر :
- مممش عارفة ... بابا دايما كان بيقولي براحتك ... 

صدم جبينه بجبينها برفق يغمغم في هدوء مرح :
- بابا حر يقول براحتك ... انما أنا بغير علي حرمة بيتي ... شعرك القمر دا من حقي أنا بس اشوفه ...وبعدين مش انتي بتصلي 

حركت رأسها ايجابا ... ليكمل مبتسما :
- ينفع تقفي تصلي من غير حجاب 

حركت رأسها نفيا سريعا ليمسح علي شعرها بكف يده يردف بهدوء رزين :
- ربنا سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز 
«وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [النور: 31].

توسعت عينيها في دهشة تنظر لجاسر في ذهول لم تكن تعرف ابدا أن جاسر صوته عذب هكذا وهو يقرأ القرآن ... اخرجها من صدمتها حين اردف هو بنفس النبرة الرزينة :
وليضربن بخمرهن على جيوبهن أمر إلهي من ربنا للنساء المؤمنات بضرب الخُمُر على الجيوب، والخُمُر يا ستي جمع خِمَار
 وخمار المرأة لغة العرب هو مَا يُغطِّي رَأْسها ... دا ببساطة ... ها إيه رأيك

هو في قول بعد قولك يا سي خضر ... اردفت بها بابتسامة صغيرة مرحة لتتوسع ابتسامته يضمها إليه يشعر بارتياح وسعادة يغزوان كيانه .... ابعدها عنه يتمتم بتلهف سعيدا :
- صبا عندها طرح كتير تقدري تاخدي منها اللي تحبيه علي ما نروح أنا وانتي نشتري كل اللي تحبيه ... 

ارتسمت ابتسامة حانية علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا 
بينما في الخارج وقفت تحت ظل شجرة كبيرة تحميها من أشعة الشمس اللاهبة وقت الظهيرة في حديقة منزلهم الخلفية .... تتلفت حولها هنا وهناك لتتوسع عينيها في تلهف حين رأتها قادمة هناك تمشي نحوها بخطي سريعة متلهفة ... وقفت امامها تتلفت حولها هي الاخري تتأكد أن لا أحد يراهم لتخرج من تحت طيات ملابسها ورقة صغيرة اقتربت منها تهمس بصوت خفيض :
- اهو يا ست شاهيناز ... الشيخة مرجانة بتقولك تحطوله في اي وكل او شرب وهو هيبجي كيف الخاتم في صباعك ما هيرفضلكيش طلب واصل

ابتسمت شاهيناز تلتقط الورقة سريعة من الخادمة تقبض عليها بخفة لتضع في كف الخادمة مبلغ كبير من المال تهمس له بسعادة :
- خدي دول حلاوتك ولو طلعت صادقة هديكي قدهم عشر مرات

توسعت ابتسامة الخادمة تدعو بتلهف أن يصيب السحر هدفه .... التفتت تغادر سريعا بينما وقفت شاهيناز تنظر للكيس في يدها تبتسم في خبث تتمتم متوعدة :
- صبرك عليا يا جاسر إنت وست بتاعة بتاعتك ... إن ما خليتك خاتم في صباعي ما ابقاش أنا 
_________________


«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل التاسع والثلاثون 
      الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وقفت شاهيناز تنظر للكيس في يدها تبتسم في خبث تتمتم متوعدة :
- صبرك عليا يا جاسر إنت وست بتاعة بتاعتك ... إن ما خليتك خاتم في صباعي ما ابقاش أنا 

شهقة مرتعدة صحبتها دقات قلبها التي انفجرت خوفا حين شعرت بيد تحط علي كتفها ... ابتلعت لعابها الجاف وفي رأسها أسوء الاحتمالات ... تنهدت ترفز أنفاسها بارتياح حين سمعت صوته يسألها متعجبا :
- ايه يا شاهيناز بتعملي ايه !!

التفتت له تضع يدها موضع قلبها تتنفس بعمق وراحة زفرت نفسا حارة كاد يقتل قلبها خوفا ... نظرت لمراد الواقف أمامها يعقد ذراعيه أمام صدره يعقد جبينه متعجبا من حالة الذعر التي تملكتها .... بينما غمغمت هي في نزق : 
- هو أنت يا مراد حرام عليك خضتني يا أخي 

رفع حاجبه الأيسر في تهكم ينظر لذلك الكيس الشفاف الذي تشد عليه قبضة يدها وكأنها تمسك بكنز ثمين ارتفع جانب فمه بابتسامة سخيفة يتمتم متهكما :
- سلامتك من الخضة يا قلبي ... واقفة هنا بتتلفتي حوالين نفسك زي الحرامية ... وايه اللي في ايدك 

ارتسمت ابتسامة انتصار شامتة علي شفتي شاهيناز تلوح بما في يدها امام وجه مراد تردف في خبث :
- دا عمل ... هيخلي جاسر زي الخاتم في صباعي ... هخليه يمضي علي الورق ونخلع 

خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتي مراد ... التقط ما في يدها ينظر لمحتوايات الكيس الشفاف بإزدراء يردف ساخرا :
- شوية التراب دول هيخلوا جاسر زي الخاتم في صباعك ... خلاص يا شوشو خدعك كلها خلصت ... روحتي لبتوع الدجل والشغوذة وكتكوت دول نصابين يا قلبي 

احتدت عيني شاهيناز في غيظ تشد علي أسنانها لتمتم حاقدة :
- اعمل إيه بس ... البيه ما بينفعش معاه اي إغراء لوح تلج ... دا حتي لما اتخانق مع الزفتة سهيلة ... قولت هيجيلي ولا عبرني ... لولا بس إن فاكر أن اللي في بطني ابنه كان طلقني ... 

التفتت لمراد تأخذ منه ذلك الكيس تنظر لما داخله بانتصار :
- وبعدين البت انتصار الشغالة قالتلي انها كانت بتحب واحد متجوز وهتموت وتتجوزه راحت للست اللي اسمها مرجانة وعملتله عمل ... ساب مراته واتجوزها هي ... وبقي زي الخاتم في صباعها ... المهم انت .. عملت ايه مع البت صبا 

دس مراد يديه في جيبي سرواله الجينز يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة يتمتم في مكر افعي سامة :
- بالهداوة عشان ما تخافش ... صبا كتكوت صغير زي ما قولتلك ما يتاخدش قفش ...كله بالحنية بيجي 

ارتسمت ابتسامة خبيثة ماكرة علي شفتي شاهيناز لتمد يدها تطوق عنق مراد تغمغم في خبث :
- يا حنين أنت يا ميرو ... بقولك ايه اوعي تحبها ... تلعب عليها ماشي ... تحبها لاء ... إنت بتاعي أنا لوحدي 

خرجت ضحكة خبيثة ماكرة من بين شفتي مراد ليمد يده يفك ذراعيها من حول عنقه يتشدق ساخرا :
- طب شيلي ايدك لحد يشوفنا ... وبطلي شغل الرقصات دا ... سلام مؤقت يا قلبي 

قالها ليلتفت يغادر المكان بأكمله ... توجه لخارج البيت بأكمله يتمشي بين طرقات البلد يفكر ... شاهيناز البلهاء لولا أنه يحتاجها لتنفيذ الجزء الأخير من خطته لكان القاها بعيدا منذ البداية .... جاسر كم يكرهه جاسر يملك كل شئ عكسه ... يملك المال والأهل يحقق ما يحلم به ... اما هو ... فشاب فقير تربي في منزل جدته والدته والده بعد أن انفصل والديه لم ينعم بدفئ وجوده بين أسرة يوما ... شريد دائما كطير طريد لا يرغب احد في أن يراه ...ومن هنا لهنا يسير شاردا الي أن لمحت عينيه علي مرمي بصره هناك صبا الصغيرة في طريقها تعود للمنزل تتحرك بخفة كطائر صغير نقي برئ ... يرغب هو في سفك دماء براءته ... 
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتي مراد ... يتذكر انه سمع من جدته يوما أن والدته انجبت فتاة ... لديه هو الآخر شقيقه ولكنه لم يراها يوما ... ابتسمت صبا خجلة ما أن وقعت عينيها علي مراد ... تقدم هو ناحيتها وقف بالقرب منها بعيدا عنها قليلا اخفضت هي رأسها ارضا ليتمتم هو برفق زائف :
- كنتي فين يا صبا 

حمحمت في خجل تهمس بصوت خفيض متوتر :
- مراد ما ينفعش نقف نتكلم في الشارع ... احنا في البلد مش في القاهرة ... عن إذنك 

قالتها لتتخطاه بخطواتها السريعة تعود سريعا الي منزلها ... ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه ليركل أحدي الحجارة بقدمه يتمتم متهكما :
- ماشي يا صبا ... اتكي علي الصبر 
______________
وقفت سيارة خالد فجاءة دون سابق إنذار امام مبني الإدارة الذي يعمل فيها .... ليفتح الباب المجاور له ... نزل وتركها تجلس في السيارة ... توسعت عينيها في دهشة تنظر لمقعده الفارغ في السيارة ... ترمش باهدابها بعجب ... خالد تركها في السيارة ونزل ... نزلت سريعا من السيارة تحاول اللحاق به ... لتراه يمشي هناك في نهاية ... يمشي في هيبة جعلت قشعريرة عنيفة ترجف جسدها ... تقدمت تمشي بخطي سريعة ناحيته ... دخل مكتبه تقدمت لتدخل خلفه لتجد العسكري الواقف أمام غرفة مكتبه يعترض طريقها :
- رايحة فين حضرتك .... دا مكتب سيادة اللواء لو عايزة تعملي محضر ... اتفضلي من هنا 

اشار لها الي ممر آخر لتعقد جبينها في ضيق ... سيادة اللواء عليها أن تأخذ الاذن لتدخل اولا لمكتب زوجها انتفخت غيظا مما حدث ما أن فتحت فمها لتتحدث رأته يفتح باب غرفته من الداخل ليشير للرجل الواقف :
- سيبها تدخل 

أدي له الواقف التحية ليفسح لها المجال لتدخل ... توجهت لداخل الغرفة تغلق الباب عليهم ... وقفت بالقرب من مكتبه تعقد ذراعيها أمام صدرها تنظر له في غيظ للحظات لتجلس علي المقعد المجاور لمكتبه .... هو يجلس ينظر في الأوراق أمامه لا يعيرها انتباها من الأساس ... تحركت برأسها تنظر لإجراء غرفته لترتسم ابتسامة حانية علي شفتيها تتذكر ما حدث قديما
Flash back
حين اخذها معه لعمله لأول وآخر مرة ... اشارت الي مكتبه الاسود تهتف منبهرة : 
-هو دا مكتبك 

هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة : عجبك 

هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة لتشير الي كرسي مكتبه : ممكن اقعد علي الكرسي دا 

خالد ضاحكا؛ انتي تقعدي في المكان الي انتي عايزاه 
اتجهت سريعا ناحية كرسي مكتبه تجلس عليه بشموخ 
لينا بحزم : احم احم ، إنت يا ابني قول للعسكري يعملي شاي بلبن 

سقطت علي ركبتيه ارضا من شدة الضحك ظل يضحك حتي ادمعت عينيه 
هتف من بين ضحكاته : شاي بلبن دا ايه الظابط النيتي دا 

نفخت خديها يغيظ من ضحكاته لتهتف بحزم مصطنع : أنت يا متهم بطل ضحك 
وقف امامها يهز رأسه إيجابا يقبض علي شفتيه حتي لا ينفجر ضاحكا 
Back
كانت ذكري سعيدة رغم كل ما مر بهم في تلك الفترة الا أنا كانت ذكري سعيدة أما الآن فهو يجلس امامها واجما ... غاضبا لا ينظر ناحيتها حتي ... ابتسمت تتحرك من مكانها توجهت ناحية مقعده وقفت جواره تهمس في نعومة :
- هو أنا ممكن اقعد علي الكرسي دا 

رفع وجهه عن الأوراق أمامه يرميها بنظرة فارغة خالية من اي مشاعر ... عاد بظهره للخلف يستند بظهره الي ظهره مقعده الوثير ليرتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة :
- وأنتي برة ... العسكري قالك ايه 

قطبت جبينها متعجبة ما يقول ليعلو ثغرها ابتسامة ساخرة تردف متهكمة :
- ما ينفعش تدخلئ دا مكتب سيادة اللوا خالد السويسي

حرك رأسه إيجابا يبتسم باصفرار يردف في برود :
- اديكي قولتيها ... مكتب سيادة اللوا خالد السويسي ... انتي بقي سيادة اللوا 

شدت علي أسنانها لتعلو أنفاسها الغاضبة تنظر له حانقة لتبعد الاوراق امامه بحدة جلست علي سطح المكتب امامه تنظر لعينيه مباشرة تردف في ثقة :
- ايوة أنا سيادة اللوا ... عارف ليه عشان أنا وسيادة اللوا كيان واحد ... روح واحدة زي ما هو دايما بيقول .... يا لينا انتي روحي وحياتي وعمري كله فاكر يا سيادة اللوا

حرك رأسه نفيا في هدوء تاام عقد ذراعيه أمام صدره يغمغم متهكما :
- لاء مش فاكر ... زي ما انتي بردوا ما افتكرتيش ...واتفضلي انزلي ارجعي كرسيكي والافضل تروحي ... 

هي حقا تكره وجه خالد حين يكون غاضب تنهدت غاضبة ... لتنزل تتحرك عادت لمقعدها ... لحظات ودق باب مكتبه ليدخل زيدان وخلفه لينا ابنه خالد ... توسعت عيني لينا الشريف في دهشة ما أن رأت ابنتها تدخل بصحبة زيدان ... ولكن الدهشة لم تستمر كثيرا 
حين اندفعت لينا ناحية مكتب والدها تصيح بشراسة غاضبة :
- بابا ... قول للبيه خليفة حضرتك في الملاعب يبعد عني خالص ... مالوش دعوة بيا ... دا جالي الجامعة وشدني بمنتهي الهجمية ... وبيقولي مش هطلقك ... هسيبك متعلقة لا طايلة سما ولا أرض .... قوله يطلقني بالذوق بدل ما والله هرفع عليه خلع وهخلي سيرته علي كل لسان 

رفع خالد وجهه ينظر لابنته للحظات ليعاود النظر لزيدان ... التقط الأوراق الموجودة أمامه يغمغم في لامبلاة :
- اولعوا في بعض ... أنا ماليش دعوة اللي عايز حاجة يعملها ... تسحبي ورقك من طب تبطلي دراسة خالص ... تتطلقوا .. تموتوا بعض ... أنا ماليش دعوة ... مش انتوا متضايقين أن اننا بخطط حياتكوا .... خططوها انتوا 

ضغط علي زر صغير في مكتبه ليدخل حارسه الشخصي ... نظر خالد له يتمتم في هدوء :
- حسن ... خد الهوانم روحهم 

نظرت لينا الشريف لزوجها للحظات نظرة طويلة بها مزيج من العتاب والغضب .... قامت تلتقط حقيبة يدها بعنف أمسكت بيد ابنتها ... تحركتا لخارج الغرفة لتصفع لينا الباب خلفها بعنف ... ليبتسم خالد ساخرا ... ارتمي زيدان بجسده علي المقعد يحرك ساقه المصابة للأمام وللخلف يتأوه بصوت خفيض ليغمغم خالد ساخرا :
- ايه يا حبيبي سلامتك اتكسرت ولا لسه 

التفت زيدان برأسه ناحية خالد ... تجهم وجهه ينظ لخالد في غيظ ... زفر أنفاسه الحادة يتمتم حانقا : 
- بنتك رجعت تقابل الزفت اللي اسمه معاذ دا ... بس المرة دي وهي مراتي علي ذمتي ... شكلي حلو بالقرون مش كدة ... لاء دا أنا اقتله ولا أنه ياخدها مني تاني 

ابتسم خالد ساخرا ينظر لزيدان في تهكم يردف :
- حلو اقتله ... وأنا بإيدي هرميك في السجن .. وتلبس البدلة الحمرا وعشماوي مستنيك 

اعتدل خالد يستند بمرفقيه علي سطح المكتب تنهد حائرا ألن تنتهي مشاكل تلك العائلة ابدا :

- ما تبقاش غشيم ... بطل الغباوة اللي عندك دي ... فين روح سوما العاشق يا عم العاشق ... أنت عامل عملة سودا حتي لو ما كنتش في وعيك ... دا مش هيغير اللي حصل ... وجه معاذ بيه طينيها زيادة ... الواد دا يا أما فعلا بيحبها وبياخد حقه من اللي عملناه فيه ...يا مزقوق علينا من حد وساعتها ورحمة ابويا لهدفنه حي .... شوف هتعمل ايه بالعقل أنا مش هتدخل في الموضوع دا خالص ... واتفضل يلا علي مكتبك 

زفر زيدان أنفاسه حانقا ليلتقط عكاز يده تحرك لخارج الغرفة ... بينما التقط خالد هاتفه يطلب رقم ما يغمغم بجملة واحدة :
- عايزاك تجبلي كل المعلومات عن معاذ ناصف الحسيني 
_______________
علي صعيد آخر في منزل شهد ... دلفت الي المنزل بصحبة حسام ليتوجه معها سريعا يجلسها علي أحد المقاعد جلس أمامها علي ركبتيه ... قبل كف يدها يهمس بارتياح :
- الحمد لله يا ست الكل الدكتورة طمنتنا عليكي ... دا أنا كنت هموت من الخوف عليكي لما تعبتي 

ابتسمت شهد ابتسامة شاحبة لتمد يدها تربط علي رأس حسام بحنو ... عينيها شاردة حزينة شعور القهر مؤلم ظنت انها اعتادت عليه ولكن ما شعرت به اليوم اشد ألما مما تصورت ... رأته بصحبتها ... كان يضحك معها ... يلف ذراعه حول كتفيها يحتويها في صدره .. وهي تقف هناك لا يحق لها حتي الدفاع عن حقها فيه ... اجفلت علي صوت حسام يقول في مرح :
- أنا عايز افهم انتي ليه ما رضتيش تخليني ادخل معاكي الكشف بتتكسفي مني يا بيضة 

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتي شهد ... لتقرص وجنته بخفة تهتد في حدة زائفة :
- بس يا ولد يا قليل الادب إنت ... قوم يلا غير هدومك علي ما احضرلك الغدا .. عملالك ملوخية بالارانب هتاكل صوابعك وراها 

ابتسم حسام باتساع ليهب سريعا يردف في مرح :
- عشر دقايق وهو في الملوخية قصدي علي السفرة 

ضحكت شهد علي أفعال ابنها ... اخذت طريقها لمطخبها الصغير يتردد في اذنيها حديث الطبيبة :
- يا مدام شهد انتي سيبتي حالة القلب تتدهور ... بشكل ما ينفعش معاه علاج ... لازم عملية ... ونسبة نجاحها كمان مش مضمونة 

ادمعت عينيها تمسح عبراتها المتساقطة بكف يدها تهمس مع نفسها بصوت خفيض حاني تتلمس صورة حسام :
- هتوحشني اوي يا ابني ... ربنا عوضني بيك عن كل اللي شوفته في حياتي ... ضحكتك بس بتحسسني اني ما خسرتش حاجة بالعكس كسبت الدنيا وما فيها 

بينما في غرفة حسام ... تهاوي بجسده علي فراشه يتنهد حزينا علي حال والدته ... ولكن ماذا في يده ... هي من حكمت علي نفسها بتلك التعاسة ... ادمعت عينيه يتذكر نظرة الألم التي رآها في عيني والدته ليلتقط هاتفه سريعا يطلب رقم والده لحظات وسمع صوت خالد يردف قلقا :
- أنت كويس يا حسام والدتك حصلها حاجة

حرك رأسه نفيا تلقائيا وكأن والده سيراه هكذا ... تنهد يغمغم في خفوت حزين :
- احنا كويسين يا بابا ... أنا بس عايز اطلب من حضرتك طلب 

رد خالد سريعا دون تردد :
- طبعا اللي أنت عايزه كله

ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة علي شفتي حسام حمحم في حرج يهمس متوترا :
- ممكن حضرتك تكلم ماما تطمن عليها ...بعد موقف النهاردة ..ااا 

لم يجد ما يقوله أيخبره أنها حزينة مقهورة تتألم ... اغمض عينيه يضعط بإصباعيه السبابة والابهام علي جانبي عينيه المغلقة ليسمع صوت والده يقول :
- حاضر يا حسام أنا كدة كدة كنت هكلمها عشان اعرف انتوا ليه كنتوا عند الدكتور 

ابتسم حسام في سعادة يشكر والده ليغلق معه الخط ... يشرع في تبديل ملابسه ..

بالقرب من غرفته في غرفة المطبخ تحديدا دق هاتف شهد الخاص ... لتمسك منشفة المطبخ الصغيرة تجفف بها يديها مدت يدها تلتقط هاتفها لتتسع عينيها في دهشة تبتسم ساخرة منذ متي وهو من يتصل ... انتظرت للحظات تستعيد ثباتها ... لتمسك هاتفها تفتح الخط وضعته علي أذنها تهمس بصوت خفيض :
- السلام عليكم 
لحظات وسمعت صوته الهادئ ببحته الخاصة يردف :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... انتي كويسة طمنيني عليكي 

توسعت عينيها في دهشة هل حقا اتصل ليطمئن عليها ... ارتفع جانب فمها بابتسامة متهكمة تردف ساخرة :
- طمني أنت علي المدام ... كنت خارج معاها من اوضة الكشف خير مالها 

حمحم يتنهد في حنق يرغب في أن يهرب بعيدا عن تلك المشاكل .. هدنة قصيرة فقط يرتاح ولو قليلا ويعود إليهم من جديد زفر انفاسه يغمغم في هدوء :
- أنا اللي تعبان يا شهد مش هي ... أنا كنت متصل اطمن عليكي ... الدكتورة قالتلك ايه 

خبت ثورتها قليلا حين علمت أنه هو المريض تنهدت تهمس بخفوت متوتر :
- أنا كويسة ... حسام بس هو اللي بيقلق زيادة عن اللزوم ... هو أنت مش ناوي تيجي قريب

لاء جاي في اقرب وقت بإذن الله ... خلي بالك من نفسك ... ولو عوزتي حاجة كلميني ... غمغم بها في هدوء زائف ... هو حقا يرغب في أن يقف في منتصف الشارع ويصرخ بأعلى صوته ... ما يحدث حقا أجهد أعصابه ... اغلق معها الخط لتجلس هي علي المقعد الصغير أمام الموقد رغما عنها ابتسمت ليدخل حسام في تلك الاثناء يغمغم في ضيق كطفل صغير جائع :
- يا ماما أنا جعان وانتي بتحبي انتي والحج في التيلفون ... جعااان يا نااااس اكلوني لهفضحكوا 

تعالت ضحكات شهد تلقي عليه أحد فردتي خفها المنزلي ليتفادها بسهولة يغمغم ضاحكا وهو يراقص حاجبيه :
- ما جتش فيا ما جتش فيا 

انفجرت شهد ضاحكة علي أفعال ابنها التي لا تتناسب مع سنوات عمره التي تزيد عن الثلاثين لتسمعه يغمغم في حدة مضحكة :
- خمس دقايق لو ما لقتش الاكل قدامي هنزل اتغدي عند طنط ندي اللي في الدور التاني 

نظرت شهد له متعجبة لتقرر مجاراتها تسأله مستفهمة :
- طب ايه اللي هينزلك تحت اوي كدة ...ما تروح تتغدي عند طنطك منال تحتينا علي طول 

ابتسم حسام في اتساع حرك رأسه إيجابا يغمغم في ولة :
- اصل انتي مش فاهمة ... طنط منال بنتها حلوة ... انما طنط ندي بنتها مزة ، صاروخ 

توسعت عيني شهد في دهشة لتلتقط خفها الآخر تلقيه عليه تصيح فيه بغيظ :
- امشي يا سافل يا ناقصة رباية ... والله لاقول ابوك يا حسام ... 

ضحك حسام بضحب يفر من أمام والدته متجها الي طاولة الطعام لترتسم علي شفتيه ابتسامة راضية ... فهو علي اقل تقدير استطاع رسم الضحكة علي شفتي والدته بعد ما حدث 
_______________
علي صعيد آخر ساعات قضاها في عمله ... يهرب من مشاكل البيت في مشاكل العمل ... قبل الغروب بقليل خرج من عمله الي سيارته الي المقابر ... وقفت بسيارته خارجا ليتجه علي قدميه الي الداخل ... الي قبر والده وقف أمامه ثابتا للحظات يقرأ الفاتحة يدعو به بالرحمة .... لحظة اثنتان ثلاثة وأنهار ثباته جلس علي ركبتيه أمام قبر والده لتنساب دموعه دون أن يشعر يحادثه كطفل صغير خائف :
- الحمل تقل اوي يا حج ... ما بقتش قادر أشيل ... بتتهد من كل حتة ... بنتي واللي حصلها. .. ولا لينا إنت اكتر واحد عارف أنا بحبها قد ايه ... حاسس بخنجر مولع في قلبي من كلامها .... عمر اتصل يشكيلي من أن مراته طالبة الطلاق وعايزني اشوفله حل ... حتي حمزة ، حمزة بيلعب لعبة يا خوفي لتيجي علي دماغه هو وبنته في الآخر ... ولا شهد حاسس بالذني هيموتني من ناحيتها ... لما شافتني النهاردة في العيادة شوفت في عينيها نظرة قهر ... كنت بتحل مشاكل العيلة كلها بكلمتين .... أنا مش عارف ... مش قادر ... حاسس اني ضعيف ... بيمثل دور القوي 

لحظات طويلة ينظر لقبر والده يبكي في صمت .... ليتحرك بعد قليل نفض الغبار عن ملابسه .... يتحرك لقبر قريب من قبر والده ينظر للاسم المكتوب علي سطحه ليرفع يديه يقرأ له الفاتحة ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيه يردف :
- ايوة يا عم شهيد في الجنة وسايبنا هنا نتوحل في الأرض .... ابنك مش طالعلك ليه يا زيدان .... واخد غباوتي ما شاء الله عليه .... آه صحيح أنا كسرتله رجله ... والله كان هاين عليا اكسرله دماغه ... بس إكراما ليك بس ما عملتش كدة ... فاكر لما قولتلي أنا هسميه خالد عشان يطلع رخم زيك ... أهو طلع كربونة ... مبسوط كدة يا سيدي ... وحشتني أوي يا صاحبي مصيرنا في يوم نتقابل 

رفع يده يؤدي له التحية انزلقت دمعة من عينيه اختنقت نبرته وهو يقول :
- سلام يا صاحبي 
خرج من المقابر ... الي سيارته هو حتي لا يعرف إلي أين سيذهب
_______________
علي صعيد آخر بعيد للغاية .... تحديدا في منزل حمزة السويسي ... يقف أدهم متأنقا كعريس في ليلة زفافه شعره مصفف بعناية رائحة عطره تفوح تملئ المكان .... دس يديه في جيبي سرواله يعلو ثغره ابتسامة خبيثة ماكرة اليوم ... يوم الحساب .... اليوم سيدفع حمزة الثمن غاليا .... ومن افضل من مايا صغيرة والدها المدللة ليترجع حمزة بها مرارة ما فعل .... منذ آخر محادثة بينهم ومايا المسكينة حبيسة غرفتها ترفض الخروج منها بعد أن .... flash back 

في ذلك اليوم الذي ربح فيه حمزة الجولة الأولي حين تمت الصفقة لصحاله ... كان هو في غرفة مايا يحاول استمالتها قام أدهم يتجه ناحيتها ليسمعا معا صوت حمزة يصدح من الاسفل ينادي عليهم .... نظرت مايا له نظرة طويلة حزينة لتلتفت وتغادر ... بينما وقف أدهم مكانه يتوعد له :
- وربي لاحسرك عليها يا حمزة يا سويسي زي ما حسرتني علي ابويا 

قالها ليصدم صدره موقع قلبه بعنف يردد بصوت حاد غاضب :
- وأنت أخرس بقي ... فرحان أنه كسب الصفقة يا مهزق ... لاء يعني لاء هاخد حقي يعني هاخده !!
زفر أنفاسه الحارة يلحق بها الي أسفل ليجدها تجلس علي المقعد المجاور لمكتب والدها جلس أمامها ينظر لحمزة يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه :
- خير يا بابا حصل إيه 

حمحم حمزة في ارتباك لا يعرف من أين يبدأ كلامه حقيقة ...زفر أنفاسه يردف في هدوء رزين :
- بصوا يا ولاد انتوا خلاص كبرتوا وأنا كمان كبرت .... كل واحد فيكوا بكرة يتجوز ويبقي ليه بيت وحياة خاصة بيه ... دي سنة الحياة ... وما ينفعش أنا ابقي دخيل علي حياتكوا بعد كدة ... ومش هقدر أعيش لوحدي ... ممكن تشوفوها أنانية مني ... بس هو احتياج ... احتياج لحد يشاركني الباقي من عمري ... عشان كدة أنا قررت اتجوز 

شهقة عالية خرجت من بين شفتي مايا لتهب واقفة توسعت عينيها تنظر لوالدها ذاهلة ... يتزوج والدها يتزوج بإمراءة أخري بعد وفاة والدتها ... حركت رأسها نفيا في عنف تصرخ باكية :
- لاء طبعا أنا مش موافقة ... تتجوز يعني ايه تتجوز ... أنت عايز تتجوز بعد ماما لا طبعا مش هيحصل ... 

هب حمزة واقفا ينظر لابنته في حدة ليصفع سطح المكتب بكفيه بعنف يصدح صوته غاضبا :
- انتي اتجننتي يا بنت ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي ... ويكون في علمك منك ليها أنا بس ببلغكوا ... أنا مش عيل صغير وعارف كويس أنا بعمل إيه 

نظرت مايا لوالدها للحظات تبكي في صمت تعاتبه بنظراتها .... لتركض الي غرفتها تصفع بابها عليها .... هنا تحديدا ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتي أدهم يرسم تحديدا ما سيفعله 
Back
اجفل أدهم من شروده الخبيث حين شعر بحركتها خلفه ... التفت لها وابتسم اقترب منها خطوتين وكان امامها كوب وجهها بين كفيه يتمتم في مرح :
- 3 إيام بقنع في البرنسيسة مايا انها تخرج من اوضتها .... يلا يا بيبي محضرلك ليلة مش هتنسيها ابدااا 

ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها تنظر له في عشق ... امسك ذراعها يلفه حول ذراعه من الجيد أن حمزة لازال في الشركة ... اخذها في سيارته متجها بها الي ملهي ليلي شهير ... التفت له ترفع حاجبيها متعجبة تسأله :
- هنروح ديسكو بجد ... أنت عمرك ما وافقت اني أروح هناك

ابتسم ابتسامة شيطانية علت ثغره .... ليمد يده يمسك كف يدها يرفعه الي فمه يقبله .... يغمغم في نعومة سامة :
- طبعا أخاف عليكي تروحي لوحدك انما أنا دلوقتي معاكي ... أنا عايزك تسيبلي نفسك الليلة خالص .... هعيش ليلة ولا في الاحلام 

ارتسمت ابتسامة واسعة عاشقة علي شفتيها تحرك رأسها إيجابا سريعا .... دقائق ووصل بها أمام الملهي ... نزل من السيارة التف حولها يفتح لها الباب لتنزل هي وضعت يدها في يده تتجه بصحبته الي الداخل .... اصطحبها الي أحدي الطاولات ... لتتوسع عينيها بانبهار تشاهد ما يحدث ... بينما ينظر هو لها يبتسم في شر .... بحث بعينيه عن ذلك الشاب ليجده هنا ... غمز له بطرف عينيه ليفهم الشاب اشارته يحرك رأسه إيجابا .... عاد هو بظهره للخلف يغمض عينيه يعلو ثغره ابتسامة خبيثة .... لحظات واتي النادل يضع امامها كوب عصير فراولة ... وامامه كوب عصير برتقال .... اعتدل حمزة جالسا يمد يده لها بالكوب لتبتسم له في براءة التقطت الكوب منه ترتشف منه وهو يراقبها دقائق مرت أن تبدأ هي تشعر بدوار حاد يعصف برأسها مالت بجسدها للخلف تنظر له بالكاد تفتح مقلتيها تهمس بصوت خفيض متعب :
- ااادهم أنا دايخة اوي .... تعالا نر

ولم تكمل اغمضت عينيها رغما عنها تسقط نائمة خرجت من بين شفتيه ضحكة خبيثة يتحسس بكفه وجهها لتسود عينيه حقدا ... مال يحملها بين ذراعيها يخرج بها من المكان الي سيارته .... غرفة الفندق المجاورة التي حجزها قبلا ... دخل بها الي الغرفة يضعها برفق علي الفراش لتتوسع ابتسامته يعلو ثغره ابتسامة شيطانية يشرع في خلع ثيابه .... مشهد يحدث ويتكرر ... باختلاف التفاصيل هنا الشيطان انتصر .... ربح جولته وانتصر في حربه .... ابتعد أدهم عن مايا يلهث بعنف ينظر لبقعة الدماء الحمراء التي غزت الفراش ... ليلتقط هاتفه يلتقط عدة صور له بصحبة مايا يرسلها لحمزة بعدها جملة 
« دم بنتك قصاد دم ابويا اللي أنت قتلته ... حقك ما تسيبهوش ابدا ... دا كلامك وأنا خدت حقي » 

ارسل الرسالة لحمزة ليعاود النظر لتلك النائمة ... لا تدري ببشاعة ما حدث ... امسك زجاجة مياة جوارها يرش منها القليل علي وجهها لتبدأ شيئا فشئ فتح عينيها .... ابتسمت في وهن ما أن وقع عينيها علي وجهها ... حاولت أن تتحرك لتصرخ فزعة حين رأت جسدها العاري شدت الغطاء تخبئ جسدها به تتلفت حولها في فزع وقعت عينيها علي بقعة الدماء لتتوسع عينيها في فزع ... التفت برأسها ناحية ادهم تحرك رأسها نفيا بعنف عقلها ينفي مجرد الفكرة انهمرت دموعها تصرخ باكية :
- لالالا ... دا كابوس اكيد كابوس إنت ما تعملش كدة يا أدهم ... صح صح أنت ما تأذنيش كدة ... ما ترد عليا .... أنت ساااااااكت لييييييه 

لا لا لاء أنا مش خاين ... انا ما آذيهاش ...فتح عينيه سريعا بعد أن كون المشهد كامل في عقله ... شعر بحقارة ما كاد يفعل .... انتفض يعتدل في جلسته ليجد النادل يضع أمامها كوب عصير الفراولة كادت مايا أن تلتقطه ليدفعه أدهم من يدها بعنف سقط ارضا يتهشم الي فتات لتلتف له توسعت عينيها في دهشة :
- في ايه يا أدهم !!!

دون كلمة قام سريعا يجذب يدها خلفه .... يتوجه بها الي سيارته يردف محتدا :
- يلا هنمشي دا مش مكانك ... ولا مكاني ... يلااااا

فتح باب سيارته يدفعها داخلها بعنف ليقفز خلف المقود يقود بجنون تلك المشاهد التي نسجها عقله تتراقص امام عينيه شيطان يغويه لأن يكمل خطته الدنيئة .... هي تحاول فقط أن تفهم ما يحدث :
- في ايييه يا أدهم ... شوية هنخرج وشوية تشدني وهنروح ... ودا مش مكانك ... في ايه ما تفهمني

حرك رأسه نفيا بعنف يتنفس بحدة يصيح غاضبا :
- مش خاين أنا مش خاين ... هو قتله لكن أنا ما اقدرش اقتلك 

قطب جبينه تنظر له متفجاءة ماذا يقصد أدهم ... هل حقا كان يريد قتلها .. ما إن وصلا الي المنزل ... دخل فقط يريد أن يهرب الي غرفته يختبئ تحت غطاء فراشه يبكي ... ما إن فتح باب المنزل .... رأي حمزة يجلس علي مقعد في منتصف الصالة يضع قدما فوق أخري ينظر له بحدة يكاد يحرقه بنظراته .... هب واقفا تقدم ناحيتهم يجذب مايا بعيدا عن أدهم ليهوي بكفه بعنفه علي وجه الاخير صفعة قاسية ... شهقت مايا مرتعدة مما حدث ... بينما اخفض أدهم رأسه ارضا خاصة حين صدح صوت حمزة الغاضب :
- ايييه ما كملتش خطتك ليه .... رميت من ايديها الكوباية ليه .... اطلع برة بيتي ... أنا ربيت تعبان ... لما فكر يلدغ ... لدغ أبوه اللي رباه ... برررة اطلع برررة

رفع أدهم وجهه له عينيه حمراء دموعه تهبط بلا توقف نظر لحظات ليتفجر صائحا :
- أنت قتلت أبويا .... أنت اللي قتلته ... أنا بس كنت عايز أخد حقي بس ما قدرتش ... ما قدرتش ااذيها .... أنا بحبها 

صدمة عصفت بعقل تلك المسكينة والدها من قتل والده ... نظرت لوالدها فزعة ليترك حمزة يدها توجه ناحيته وقف أمامه مباشرة يعقد ذراعيه أمام صدره يتشدق ساخرا :
- غبي وهتفضل غبي .... أنا عرفت انك بتدور ورا أهلك ... أنا اللي بعتلك الواد يقولك أن أنا السبب في موت أبوك 

توسعت عيني أدهم في صدمة ليحرك حمزة رأسه إيجابا .... يردف ساخرا :
- ابوك هو السبب في موته يا بشمهندس .... ابوك كان شغال عامل بنا في الشركة ... كان بيشارك في بني الشركة ... في يوم جالي تقرير من الصيانة أن الحبال اللي بيستخدموها العمال عشان يطلعوه للادوار العالية محتاجة تتغير وما حدش يستخدمها ... جريت علي الشركة والحمد لله كان لسه ما حدش بدأ شغل ... والكل يشهد حذرتهم بدل المرة عشرة ما حدش يستخدم الحبال ... اشتغلوا في الدور الأرضي بس .... وكل العمال شهدوا علي كلامي ... ابوك بقي الله يرحمه قرر يعمل فيها شجيع السيما ... ويطلع بالحبال ... العمال حذروه بس هو ما سمعش الكلام .... الحبال اتقطعت بيه ووقع ميت .... لان في شهود اني بلغت العمال ... وشهادة العمال اللي حذروا أبوك ... ما كنش فيه قضية اصلا ...ومع ذلك كان الذنب هيموتني ... لما عرفت أن عنده ابن صغير 3 سنين وودوه الملجئ ... كنت بدفع فلوس كتير اوي لمديرة الملجئ عشان يعملوك أحسن معاملة ... لما مايا ماتت قولت عمري مش مضمون أنا لازم اتبني طفل يكون سند لأخته لو حصلي حاجة ... ساعتها إنت اول واحد جه في بالي ما اترددتش لحظة جريت جري علي الملجئ واتبينتك ... كنت عاوز اعوضك بكل الطرق عن موت أبوك ... ودا كان جزاتي ... لما عرفت انك بتدور علي اهلك .. بعتلك طرف الخيط ... وقولت ابني هيدور ويعرف الحقيقة كلها .... ابني كان عايز يدمر أبوه ... يغتصب بنتي ... 

سقط أدهم علي ركبتيه أرضا يهجش في البكاء كطفل صغير مذنب .... رفع وجهه ينظر لحمزة يهمس من بين شهقاتها العنيفة :
- سامحني يا بابا ... سامحني شيطاني كان عاميني .... أنا آسف ... سامحني 

ابتعد حمزة للخلف ينظر لادهم في حدة قلبه يكاد يتفتت من الألم ارتدي قناع من الجليد علي قسمات وجهه يردف في برود :
- أدهم وحيد سليمان ... دا اسمك الحقيقي اللي كنت عايز تعرفه ... اطلع برة بيتي ... تقديرا بس أنك ما اذتش مايا ... هوديك بنفسي لجدتك في مصر 

هب أدهم واقفا سريعا يحرك رأسه نفيا توجه ناحيته يردف راجيا :
- بابا سامحني أنا آسف 

اشار له حمزة بيده أن يتوقف ...اشار بسبابته لباب منزلهم يصيح غاضبا :
- قولتلك أنا مش أبوك ... امشي اطلع برة يلا بررررررررة .... 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1