رواية جريمة بالحى الشعبى الفصل الثالث بقلم حمدى المغازى
خدت السماك معايا وروحنا على البيت عنده ومعانا قوة من المباحث.. لكن أول ما وصلنا.. لاحظت ان البلاط اللي على الأرض متركب جديد.. ومش متثبت كويس.. شديت السرير عشان أكشتف أن في كمية ملح كبيرة جدًا محطوطة تحته.. وفي ريحة بشعة خارجة منّه.. خرجت برة الشقة لأن الريحة كانت لا تطاق.. أشبه بريحة العفن.. طلبت الطب الشرعي والجنائي ييجوا فورًا.. لأني كنت متأكد إن هلاقي جثة ابتسام يسري هنا.. وأمرت العساكر تحفر الأرض وبعد عشر دقايق.. سمعت صوت العسكري من جوة بيقول...
- ألحق يافندم.
دخلت جري وساعتها شوفت بعيني جثة مُتحلله ومتغطية بالملح.. كانت جثة ابتسام وده باين من شعرها الطويل.. أمرت العساكر تكمل حفر وتفتح الشبابيك.. بعدها خرجت وطلبت من باقي القوة تمشي الناس اللي بدأت تتلم.. ماكنتش قادر أتخيل بشاعة القاتل وطريقته في إخفاء الجثث.. شخص يقتل اتنين ويدفنهم تحت بيته.. وياكل.. ويشرب.. وينام فوق الجثث.. ايه الجبروت ده؟!.. مروا ساعتين كانوا العساكر خلصوا الحفر.. ووصل فريق الطب الشرعي والجنائي.. رحبت بهم وبدأوا يشوفوا شغلهم.. وفي وسط ما كانوا بيرفعوا الأدلة لاحظت إن اخصائي الأدلة الجنائية بيحط حاجة في كيس الأأحراز بعدها جابه وجه ناحيتي.. وأول ما وقف قدامي قالي...
- إحنا فتشنا البيت كويس.. لقينا 3موبايلات.. اتنين منهم للمجني عليهم.. وواحد للقاتل.
- طب لاقيتوا سلاح الجريمة؟.
- اعتقد وده اللي حضرتك هتتأكد منّه بعد تقرير الطب الشرعي.. إن الجريمتين تمّوا عن طريق الخنق.
- تمام شكرًا.
خرجت من مسرح الجريمة بعد ما عينت حراسة مشددة على البيت.. وامرت العساكر ماتخليش حد يدخله لحد ما التحقيق يخلص.. بعدها ركبت عربيتي ورجعت المكتب.. وهيثم جاب السماك معاه في البوكس وحصلني على هناك.. ولما دخلنا قعد قدامي السماك وهو باصص في الأرض.. ووقتها سألته...
- قولي بقى.. قتلتهم ليه؟.
- كان لازم يموتوا ياباشا.. واحدة لمّتها من الشوارع بعد ما كانت مطلقة ومرمية رامية الكلاب.. والتاني كنت بعتبره في مقام عيل من عيالي وطعني في ضهري وفي شرفي.. الحكاية بدأت لما رجعت في يوم بدري من الشغل عشان كنت تعبان شوية.. سمعتها بتكلم حد في التليفون.. رميت ودني معاها لقيتها بتضحك وبتتمايص معاه.. الدم غلي في عروقي.. بس هدّيت نفسي وتمالكت أعصابي.. وبعت حد يراقبها في فترة غيابي.. وساعتها اكتشفت إنها بتقابله برة المنطقة وفي بينهم كلام كبير.. وقتها حطيت الخطة وقررت إني أقتلها.. بس أكتر حاجة صعبتها عليا.. هي إني هخفي جثتها فين؟.. لحد ما خطرت في بالي فكرة إني احفر واشيل البلاط وادفنها تحته.. ولو على الريحة.. جهزت كمية ملح كبيرة في البيت.. حتى هي استغربت وسألتني ليه كل الملح ده.. قولتلها إني جايبه للسمك ويومين وهشيله.. واللي فرق معايا اكتر إن مافيش ولا كاميرا مراقبة في حارتنا.. ما انتَ شوفت سعادتك.. حارة قديمة وضيقة.. ماحدش كان مهتم يجيب كاميرا.. واليوم اللي قررت خلاص إني هخلص منها فيه.. جبت مخدر وخدته وانا مروح.. حطيته في الدوا بتاعها.. وكنت ظابط ميعادي على ميعاده بالظبط.. هي شربت من هنا ومافيش دقايق لقيتها دايخة وواقعة على الأرض.. جيبت المخدة وفضلت اخنق فيها لحد ما روحها طلعت في أيدي.. بعد كده حفرت ودفنتها ورجعت كل حاجة زي ما كانت.. اللي اختلف إني غيرت مكان السرير وخليته فوق جثتها.
- طب ويسري.. قتلته إزاي؟.
- ده بقى سعادتك اللي خططت وتكتكت له عشان ماحدش يشك فيا.. بس زي ما بيقولوا غلطة الشاطر بألف.. وأنا ماكنتش عامل حسابي ولا جه حتى في بالي إن حضرتك هتجيب سجل المكالمات.. أصل انا راجل دقة قديمة ياباشا.. وماليش في الكلام ده.. يادوب الواتس اب اللي بيقولوا عليه ده عشان شغلي.
- ماتغيرش الموضوع يا سماك وكمل.
- حاضر ياباشا.. لما خلاص قررت إني اخلص من يسري هو كمان.. عملت بينه وبين عدلي مشكلة.. قولتله إن عدلي عليه ليا فلوس ومش راضي يجبها.. وطبعًا ده غلط.. بس القصد من كده إن يسري يروح لعدلي ويقوله على الفلوس.. وطبعًا عدلي ما هيصدق مشكلة ورمي بلا جه لحد عنده.
- طب ايه اللي خلاك متأكد إن يسري هيقول لعدلي اللي قولته ده؟.
- ماكنش يقدر مايقولش ياباشا.. الواد كان عايز يفضل قريب منّي وحضرتك عارف ليه.. بعدها مسك هو وعدلي في بعض وسمعت إن الخناقة بينهم كبرت.. لدرجة إن عدلي هدد الواد بالقتل.. وفي اليوم اللي هدده فيه.. رنيت عليه الفجرية قولتله تعالالي البيت وأنا هحميك من رجالته لينفذ تهديدة.. خاف يطلع من بيته.. فبعتله مرزوق.. واول ما وصله البيت سابه ومشي.. وساعتها دخل قعد على الكنبة وانا عملت إني رايح الحَمّام.. جيبت الحبل وجيت من وراه وخنقته.. لحد ما روحه طلعت في أيدي.. فحرت ودفنته جنبها.. وقتها بس حسيت إني ارتحت.
- طب والريحة ماحدش في الجيران علق عليها؟.
- الريحة ماكنتش باينة أوي بسبب الملح اللي دفنته معاهم وعليهم.. لكن في كام شخص لاحظ.. قولتله يمكن فار ولا قطة ميتة هنا ولا هنا.. ولأن سمعتي في المنطقة كانت زي الجنية الدهب فماحدش شك فيا.
- أنا ماشوفتش أبشع منك.. مهما عملوا كنت اصبر لحد ما يكون معاك دليل قوي على العلاقة بينهم وبلغ.. والقانون هيجيبلك حقك.. أو حتى طلقها.. لكن انت اخترت الطريق الصعب.. عشان ترضي غرورك وكبرك.. وقتلتهم ووصلت نفسك لحبل المشنقة.
- لو رجع بيا الزمن هقتلهم تاني.. هقتلهم ألف مرّة.. اصل ياباشا المرة اللي تخون تموت.. والراجل اللي يعض الايد اللي اتمدتله يستاهل الموت.. بس اللي نفسي أفهمه.. كان فيه ايه زيادة عنّي؟.. ليه عملت كده؟.
قبل ما ارد عليه الباب خبط.. ودخل هيثم.. قعد قدام السماك وبص له لثواني قبل ما يبصلي ويقول...
- بعد ما فرغنا موبايلات المجني عليهم.. أتاكدنا إن فعلًا كان بينهم علاقة.. ومواعيد غرامية.. ولما فرغنا موبايل السماك أكتشفنا إن له علاقات نسائية كتير جدًا.. وفي برضه مواعيد لمقابلات في شقق الستات دي. وكمان لقينا شات قديم بين ابتسام والسماك بتطلب منّه الطلاق.. وبعتتله صورة له في حضن واحدة.
بصيت للسماك وسألته...
- ايه رأيك في الكلام ده؟.. طب ما هي طلبت منّك الطلاق أهو يا سماك.. ده ياراجل انا مش هستبعد تكون عملت كده عشان اللي عملته فيها.. أنا مش ببر لها الخيانة.. لأن دي حاجة لا تُبرر.. بس ايه اللي يخلي واحدة زي دي تقبل تتجوز واحد في سنك؟.. وبعد كده تخونه!.. أصل هي خدتك عشان فلوسك.. يبقى مش هتفكر في حاجة تانية.. بس برضه ماتنساش إنها لحم ودم.. واكيد لما عرفت ببلاويك وطلبت منك الطلاق وأنت رفضت بدأت الخلافات تحصل بينكوا.. عايرتك.. قومت ضربتها.. قامت خانتك.. مالهاش أي معنى تاني.. أنت مش ملاك يا سماك أنت شيطان واتكشف.. وفي كلا الحالتين هتاخد جزائك.. الفرق إن قبل كده.. الناس كانت هتتعاطف معاك وهيشوفوك بطل وضحية.. إنما دلوقتي هيشوفوك قاتل.
تمت بحمدالله.
