رواية دعني احطم غرورك الفصل الثالث 3 بقلم منال سالم


 رواية دعني احطم غرورك الفصل الثالث 



ظل عز الدين يفكر فيما حدث الليلة وهو في غرفته ، وكيف أنه كاد أن يودي بحياة أحدهم بسبب تسرعه وغضبه ، فمهما كان الأمر كان لابد أن يحكم عقله 
لكن هناك شيء غريب جذبه لتلك الفتاة ، شيء جعله يتغاضى عن اسلوبه المغرور المتعجرف مع صنف النساء .. شيء ربما هذه الفتاة بلا وعي حاولت تحطيمه 

حاول عز ان يصرف ذهنه عن التفكير بمثل تلك الأمور ، وقرر أن يذهب لممارسة رياضته المفضلة ( الملاكمة ) في غرفة معدة بأحدث الأجهزة الرياضية 

-عز لنفسه: يوووه ، وهو انا هفضل افكر في اللي حصل ده كتير ، ماهي اللي غبية ولسانها طويل ، يعني كنت أسكت على قلة أدبها ، الحمدلله أنها جت ع أد كده ، بس الصراحة هي تستاهل ، ماهو يعني مافيش ولا واحدة غلطت فيك قبل كده ، ده كل البنات بتترمى تحت رجلي وبتستنى اشارة مني ، ع أخر الزمن حتت بت مفعوصة زي دي وتعلم عليا ، لا عاش ولا كان اللي تجي تعلم ع عز الدين

ثم رن هاتفه .. فنظر عز للشاشة ليعرف المتصل
-عز : وهو ده وقته ، انا ناقصك ..
ثم ضغط على زر الايجاب
-حازم : يا برنس ، ايه يا بني تقلان علينا كده ليه ؟؟ فينك مش باين ليه ؟
-عز: اهلا يا زوما ، ولا تقلان ولا حاجة ، ما انا موجود أهو
-حازم: موجود فين بس ، ده انا كل ما اطلبك يا مش بترد يا مطنش ، اللي واخد عقلك
-عز: خدك ربنا يا شيخ ، وهو أنا فاضي للهجس بتاعك ده ، قول عاوز ايه وخلصني
-حازم: هاعوز ايه ، مش ناوي تجي النادي ، الشلة بتسأل عليك كلها !
-عز: ربنا يسهل ، هشوف كده وأقولك
-حازم: طالما قولت هتشوف ، يبقى ننسى أصلا أنك هتيجي ، لأ أنا عاوز رد سريع جاي ولا لأ ؟؟
-عز بنرفزة: حاضر جاي يا سيدي ، حل عن دماغي بقى 
-حازم : اشطا يا برنجي ، اهو ده الكلام التمام .. هنستناك يا معلم تنورنا
-عز: مسافة السكة 

قرر عز الدين أن يلهي نفسه عن التفكير فيما حدث وان يذهب لقضاء وقت طيب مع أصحابه في النادي 

وفي حجرة جانا بمنزل عمها
-جانا : أخ يا ناري ، تفلت بعملتك السودة دي وتطلع بطل قصاد الناس ، ده بعينك ، ان ماطلعته عليك يا عز 
ده انت امك داعية عليك انك وقعت في سكتى ، هسود عشتك لو وافقت تجي العزومة ... 
-دينا: مالك يا جوجو بتهري وتنكتي في نفسك كده ليه ، اللي مضايقك يا قمر؟
-جانا بعصبية : مافيش حاجة
-دينا: كل ده ومافيش اومال لو كان فيه ، كان شكلك بقى عامل ازاي
-جانا: ماله شكلي ماهو زي الفل اهوو ، ولا شيفاني بشد في شعري و بطلع دخان من وداني !!!
-دينا: بالراحة في ايه لده كله ، هي الحالة جتلك ولا ايه ، انا مقصدش ، انا بس شيفاكي مضايقة ..
-جانا: سوري يا دودي يا قلبي ، I don't know what's wrong with me 
دينا : ولا يهمك يا قلبي ، تيجي نغير جو ونروح المول أو النادي
-جانا: اوك ، يالا ننزل نشتري اي حاجة ونعمل شوبينج ، بدل الحبسة السودة دي ، اه دينا بالحق ، نفسي أعرف ليه انكل حسين مصمم اننا نقعد في الشقة دي رغم ان عندنا فيلا تانية احسن وأكبر وأوسع بتاعة العيلة
-دينا : انتي عارفة دادي بيحب الشقة هنا اوي ، بيقول انها كانت فاتحة خير عليه ، وبيتفائل بيها 
-جانا: فاتحة خير ؟؟ ليه ان شاء الله ، حد يسيب الفيلا ويقعد في شقة
-دينا: هي الشقة يعني صغيرة دي يا بنتي 6 أوض كبار وريسبشن 
-جانا: اه برضوه ، بس في الأخر شقة 
-دينا: يعني وعشان خاطر اونكل عاصم الله يرحمه ، أخر أيامه كانت فيها ، وهي اللي فاضله من ريحته as my dad said 
-جانا: أها .. الله يرحمك يا دادي .. وحشني جدا ، بس هو اكيد ارتاح ، مامي كانت بتقول انه كان تعبان في اخر أيامه
-دينا: جدا ، الحمدلله ارتاح ، بس مقولتليش ليه سيبتي لندن وجيتي تعيشي هنا
-جانا: اتخنقت ، وبعدين مامي وجوزها مش فاضين وراهم شغل كتير ، وانا بقعد لوحدي اكتر ، ولما دادي مات أونكل اتصل بيا عشان اجي ، وانا كنت مأجلة نزولي لحد ما جه الوقت لده 
-دينا: ولو اني مش مقتنعة باللي بتقوليه ، لأن اونكل عاصم مات من 3 سنين يعني كنتي هتنزلي من وقتها القاهرة
-جانا : دينا بقولك ايه قفلي ع الموضوع ده ، انا مش ناقصة خانقة
-دينا: طالما قولتي دينا يبقى sure في حاجة ، بس انا مش هضغط عليكي ، يالا بقى نجهز مش عاوزين نضيع وقت
-جانا : اوك

وبدأت الفتاتين تستعدان للنزول ...

عودة مرة اخرى لفيلا عز الدين الكيلاني ..
كان عز قد أتمم استعداده للنزول ، فالتقى بوالدته على الدرج 
-عايدة: ايه يا حبيبي ، نازل رايح فين الوقتي ؟ نفسي اقعد معاك شوية ، مش بشوفك خالص 
-عز: حازم والشلة منتظريني في النادي ، ليه يا ست الكل ما انا قدامك اهوو ، اسيب الدنيا كلها عشانك واقعد معاكي
ثم انحنى و قبل وجنتي والدته ....
-عايدة : بكاش زي ابوك ، نسخة منه يا حبيبي ، ربنا يباركلي في عمرك وافرح بيك قريب
-عز: ااااخ ، طالما قولتي الدعوة دي يبقى في حاجة ، ها يا أمي ، قولي في ايه
-عايدة: مافيش يا بني والله ، نفسي افرح بيك واطمن عليك قبل ما أموت
-عز: بعد الشر عليكي يا أمي ، اكيد موضوع دارين صح ؟؟
-عايدة: هو أنا مكشوفة أوي كده ، مالها البنت يا حبيبي ، زي القمر والف مين يتمناها والكل بيجري وراها
-عز: ههههههههههههه بيجروا وراها اصلها حرامية ، بصي يا ماما ، دارين دي لا عمرها هتكون الزوجة اللي بتمناها ، دي بنت مقضايها مع كل واحد شوية ، وبعدين دي مدلوقة اوي عليا عشان انا مش قابلها فبلاش بقى نفتح السيرة دي تاني ، وخليها تاخد واحد من الألف اللي بيتمنوها 
-عايدة: يعني مافيش فايدة !!
-عز: لأ يا ماما ، كبري بقى منها ، يالا أشوفك بعدين ، سلام
-عايدة بضيق : مممم ، سلام يا حبيبي 

في مكان ما بالنادي كانت الشلة كلها مجتمعة في انتظار وصول عز الدين 
-حازم : هو قالي جاي متقلقوش يا جماعة
-لوجي: بجد يا زوما ، اخيرااااا هيحن علينا عز باشا ويجي النادي
-ياسمين: اووووف بقى ، متبقيش واقعة اوي يا لوجي ، هو اه جان وتقيل ورهيب في طريقته بس لازم نتقل برضوه
-لوجي: أنا واقعة فيه من زمان بس هو يعبرني بس ويحن ... هيييح !!! 
-دارين بتأفف: بت انتي وهي ، محدش ليه دعوة بعز ، انتو فاهمين ، ده بتاعي أنا ، يخصني ، كل واحدة تروح تشوف حالها بعيد عنه ، فاهمين ولا أعيد تاني

وهنا قاطعها عز : تعيدي ايه يا دارين لأحسن مسمعتش كويس
-دارين بتردد: عز انت جيت يا بيبي ، miss you بجد 
-عز : ايه بيبي دي ؟؟ هو انتي شيفاني عيل بريالة قصادك ، خفي شوية يا دارين
-دارين: مالك يا عز مش طايقلي كلمة ليه ، you know you're so important to me
-عز بقرف: خلاص خلصنا ، ايه الجديد عندكو ؟؟

وظل الحوار دائراً بين أفراد الشلة حول أخر الأخبار ، وبين لحظة وأخرى يشرد عقل عز فيما حدث على اليخت قبل يومين

في صباح اليوم التالي وكعادته متآنقاً حينما يذهب إلى عمله ، يشعر بالاطراء والغرور كلما مر بالموظفات اللاتي يتهامسن عليه ومبدين اعجابهن به ، وأثناء توجه عز إلى مكتبه 
-ريم: مستر عز ، يوسف بيه والد حضرتك عاوزك تروحله المكتب الوقتي ، وبلغني أبلغك بده أول ما توصل 
-عز: تمام يا أ. ريم ، حطي الملفات دي على مكتبي ، وأنا هروحله

ذهب عز إلى مكتب والده ،وفوجيء بوجود حسين الدمنهوري مع والده ويضحكون سوياً
-يوسف: تعالي يا عز يا بني ، عمك حسين جاي بنفسه يشكرك ع اللي انت عملته مع جانا ، ويعزمك تتغدى معاه ومع الأسرة
-عز: شكراً يا بشمهندس حسين ، مافيش داعي لده كله ، انا معملتش إلا الواجب ، وشكراً على عزومة سيادتك بس أنا أسف مش فاضي ومش هاقدر أحضر ، بس شكراً مرة تانية
-حسين بنبرة حزن : مش هتيجي ليه بس يا بني ؟؟ ده انت عملت فيا معروف كبير مقدرش انساه ، ده انت انقذت روح بنت اخويا الغالي ، لأ اي رفض مش مسموح بيه ابدااااا ، جرى ايه يا يوسف متكلم ابنك ؟؟

-يوسف: في ايه بس يا عز ، الشغل يستنى ، لكن عمك حسين لأ ، ينفع كده تكسفه ، خلاص يا حسين هو هيجي وانا معاه ، مش هنكسفك
-حسين: هستناك يا عز يا بني بكرة تتغدى معانا ، ده جانا بنفسها عاوزة ترحب بيك وتشكرك
-عز في نفسه : جانا تشكرني لأ هي هتشـ...... ، انا مش طايق امها أصلا يبقى هاروح اقعد معاها ازاي
يوسف مقاطعاً: ها يا بني ؟؟ ريح عمك حسين وقوله انك موافق
-عز على مضض : حاضر يا بشمهندس
-حسين بفرحة: ايه بشمهندس دي ، ده احنا عيلة ، ده انت زي ابني ، انت تقولي يا عمي
- عز: حاضر يا عمي 

ثم شكرهم حسين وترك المكتب على أمل اللقاء بهم غداً ، وما إن خرج حتى اعترض عز على هذه العزومة
-عز: ايه يابابا ، انت بتدبسني ؟؟ يعني هي عافية 
-يوسف: وفيها ايه يا بني ، الراجل عاوز يشكرنا وجاي لحد عندنا يبقى نرده ؟؟
-عز: خلاص مكنتش قضية ، حاجة تزهق ، وهو أنا ناقص وجع دماغ
-يوسف: هي كلمة يا عز ، هنروح بكرة لعمك حسين ، واتفضل بقى على مكتبك شوف شغلك ولا هنقضيها كلام طول اليوم ؟؟

خرج عز الدين والغضب يعتريه ، هاهو مضطر إلى أن يقابل تلك الفتاة المزعجة مرة اخرى

وفي منزل حسين الدمنهوري
-حسين: يا سهير ، يا سهير ، انتي فين ؟؟
-سهير: أيوه يا حج حسين خير ؟؟
-حسين: اومال فين البنات ؟ مش باينين ولا ايه ، انا عاوز أقولك حاجة 
-سهير: البنات جوه في الأوضة أعدين بيقسوا الحاجات اللي اشتروها من المحلات امبارح
-حسين: طيب اعملي حسابك يا سوسو ، جايلنا ضيوف بكرة ، يوسف صاحبي وابنه عز الدين ، انا عزمتهم ع الغدا عشان اشكر عز ع اللي عمله مع جانا
-سهير: وماله يا حاج يأنسوا ويشرفوا ، انا هجهزلهم وليمة بحالها ، وكويس سنية هتكون موجودة بكرة من بدري وتساعدني
-حسين: طيب بلغي البنات بقى عشان يستعدوا
-سهير: حاضر يا حاج

ثم توجهت سهير حيث تجلس جانا ودينا سويا لتقاطعهن
-سهير: جهزوا نفسكوا يا بنات خلاص ابوكوا عزم عمكم يوسف وابنه عز ، هيجوا يتغدوا معانا بكرة 
-جانا والدهشة تعتريها: نعم بتقولي ايه يا أنطي؟؟ هو عمل اللي في دماغه برضوه وعزمه
-سهير: اه يا حبيبتي ، ده واجب وانتي عارفة اما عمك حسين يحط حاجة في دماغه
ثم تركتهم ورحلت ، والغضب تملك من جانا التي أخذت تسب وتزفر في ضيق
-دينا: مالك يا جوجو ، ايه اللي مزعلك عزومة زي اي عزومة عادي يعني
-جانا بضيق: هاهاها ، انتي هتقوليلي ، دي عزومة غير اي عزومة ، نهايتك جت بدري بدري وعلى ايدي 
-دينا: بتقولي ايه يا جوجو مش سمعاكي
-جانا: متخديش في بالك ، انا بقول يالا نستعد ، استعنا ع الشقى بالله ... 

( واخذت تردد في نفسها وتتوعد وابتسامة ماكرة تعلو شفتيها : إنها الحرب ، وكل شيء مبـــــاح ، ومتنساش انت اللي جبته لنفسك يا حلو وجيت لحد عندي برجليك ... )

....................

تعليقات