رواية عودة الذئاب الفصل الواحد والأربعون 41 بقلم ميفو السلطان

 

 


 رواية عودة الذئاب الفصل الواحد والأربعون بقلم ميفو السلطان

اعذروني إنّي هقول الكلام ده…
بس المرة دي مش قادرة أكتم جوايا،ومش عارفة أعدّي اللي كتبته بجد. ومش عارفه اكتب واواصل واتمني تستنو عليا عالبارت .. 

كل مرة بخلص فيها "بارت"،وبشوف تعليقاتكم…، والانبهار، والدموع اللي بتنزل من قلوبكم قبل عيونكم،ببتسم من ورا الشاشة…بس جوايا؟حقيقي في غصّة بتتولد.
محدش بيشوف الغصّة اللي بتخنقني وأنا بكتب،ولا الوجع اللي بيسكن جسمي،
ولا رعشة إيدي،ولا دموعي اللي بتنزل على الحروف قبل ما توصل ليكم. وجع بيجري في عروقي كإني بتجلد كل مرة بمشهد أنا اللي كتبته بإيدي.
أنا ما بكتبش بخيالي وبس،أنا بكتب ، بأنفاسي اللي بتتقطع، بدموعي اللي بتنزل غصب عني.أنا ما كتبتش مشاهد بس…أنا عشتها... حسّيتها لدرجة وجعتني. بتطلع من جوا روحي. 
عارفين بعد كل بارت؟بقفل على نفسي،
وبسكت،وبحس إني محتاجة وقت أتعافى…
بس الحقيقة؟أنا ما بعرفش أتعافى. لان
كل سطر بكتبه، بياخد مني حتة.كل مشهد موجع، بيخليني أغمّض عيني بعدها بثواني طويلة،بأحاول أرجّع نفسي…بلمس صدري كده وأضغط عليه جايز الوجع يروح وأسال:
"أنا تمام؟"

ومش دايمًا بلاقي إجابة.بس برجع أكتب تاني…وأنزف تاني…عشان الكلمة اللي بتوجعني،هي نفس الكلمة اللي بتوصلكم.
وللأسف…بطلع الاخر.. لا، مش تمام.بسّ بكمل…
علشان بحبّ المشاعر توصل صح.تتحسّ من بين السطور،تتنفّسوها، تعيشوها، تبكوا زيّي وأنا بكتبها.كل نظرة تلمس القلب،وكل وجع… يوجعكم زي ما وجعني وأنا بكتبه.

اللي قرأ البارت قال:
"حلو قوي"بس ما حدّش شاف جسمي بعده عامل إزاي.البارت اللي قرأتموه،كلفني حاجات كتير…مش وقتي ولا مجهودي بس،
كلفني جزء منّي.تعب، إرهاق، دموع مش قادرة أقفّلها،وجع في قلبي مش عارفة أتخطاه.زيّ اللي كتب رسالة وداع لحد مش عايز يودّعه…بس مضطر.حد كان بيرتعش وهو بيكتب مشهد؟
أنا كنت حد نزلت دموعه غصب وهو بيكتب 
.واصعبها رساله عامر خلعت قلبي حرفيا اد ايه فيه ظلم حتي الظلم نفسه طالع بيصرخ من تحت التراب.آنتو ليه كده إيه الدنيا دي انا مت ليه مكملين ظلم.. رساله عامر . عشان اكتبها قعدت أربع أيام اكتبها.. في كل مره اكتب واقف لاني بتعب.. الظلم وحش قوي وأني اوصلهولك وتحسوه بيوجعني قوي.. 

.ايد عامر وهيا بتكتب كنت شايفه دموعه عالورقه.. مهره وهيا بتصرخ أبويا مارجعش ياخد حقه بس إحنا رجعنا كانت بتاخد حته من قلبي.كتبت الجمل اللي خلتكم تبكوا،
بس قبلها… أنا بكيت أكتر منكم. 
كلمه عامر وهو بيصرخ عالورق يااابا.. كانت مغروزه بقلبي.. كلمة يابا كانت نتشه من جوايا. نديم وهو بيصرخ هاتلي حقي يا
رب والله كنت بشهق بعلو الصوت .. اعمل إيه واروح فين كلهم ماسكين في رقبتي هاتيلنا حقنا ماهو مفيش غيرييجيب حقوق ولازم أجيب عشان تيجي الفرحه إللي كلمو مستنينها.. .. أنا مش بكتب علشان أعيّشكم حالة…أنا بكتب وأنا عايشة الحالة.ببكي وأنا بحرك إيدي،
بتقطع من جوّا وأنا بوصف الخذلان والقهر والظلم . 
.

أنا عارفة إني بخسر منّي حاجات كتير عشان أكتب بارت واحد…بس قلبي بيصرّ إن الإحساس يوصل زيّ ما هو:نقي، صادق، ومؤلم.أنا تعبت.بس رغم ده كله…
بكمّل، وبكتب ليه؟.بحبّكم تحسّوا إن الشخصيات بتتنفّسِ. 

وأكتر حاجة بتوجع؟لما اسكت بالساعات بعد ما اقول "تمّ البارت"؟
بتقولوا "الله ع البارت"،بس محدّش شافني بعد ما خلص،محدّش شاف سكوتي بالساعات،ولا وشي اللي مش قادر يضحك،
ولا قلبي اللي بيرفرف كإني جريت مليون ميل،ولا جسمي اللي بيوجعني كأني اتضربت…ومافيش حد داري بيّا

 محدّش بيطبطب على الكاتبة…الكل بيواسوا الشخصية،اللي هي أساسا أنا إللي عملتها ،لكن محدّش بيفكر يسألني.. 
"وإنتِ؟ إزاي كتبتي ده؟ إزاي اتخطيتي بعده.. ؟"

كل بارت، شهادة وفاة صغيرة لجزء فيّ.
وكل مشهد، أنا اللي فيه بصرخ… مش بس البطل.بس ماحدّش سامع.

كنتم بتقروا البارت،واندمجتوا في المشهد،
شُفتوا الوجع، اتخضّيتوا من الكلام،بس نسيتوا تبصّوا ورا الكواليس…نسيتوا إن في حد كتب الوجع ده، وهو عايشه.عارفين حالتي إزاي.. قاعده في الضلمه ماحدش جنبي كنت بكتب وأنا بترعش،دموعي بتنزل على الكيبورد،بكتم شهقة كل ما أكمل مشهد،وأقول لنفسي:
"خلاص… ده آخر واحد هيوجعني بالشكل ده".بس عمره ما بيكون الأخير.

الناس فاكرة إن الكاتبة دي شاطرة، قوية،
ما بتتأثّرش…بس أنا، حرفيًا، بنهار بعد كل بارت.

دايمًا تقولوا: "دمك خفيف"،أنا ببان كده…
اللي بتضحك أحيانًا،واللي بتشعل البهجة بين السطور،لكنها بتنهار خلف الشاشة،
وبتحاول تلمّ شتاتها كل مرة، علشان تقدر تكتب من جديد.

البارت اللي قرأتموه إمبارح؟آه، كان فيه دموع…وكان فيه كسر،بس الكسر الحقيقي كان فيّا أنا.

.أنا مش بخاف أكتب،أنا بخاف من بعد الكتابة…لما يهدى كل صوت،وأبقى لوحدي مع الغُصّة.

وكل مرة بقول: "كفاية…"بس قلبي يرجع يقول: "اكتبي… يمكن ترتاحي."وأكتب، وأتعب، وأبكي…وأرجع تاني.

لإن دي مش قصص،دي أنا.أنا مش الكاتبة اللي بتحكي عن الوجع،أنا الوجع نفسه…
اللي بيحاول يلاقي له صوت وسط الزحمة،
وسط الكلام الكتير اللي بيتقال عن القصة… بس مش عن اللي كتبها.

أنا مش كنت محتاجة حد يقولّي "الله عالبارت" رغم أنكو كمان مابتقولوهاش.. لا ،كنت محتاجة حد يبصلي ويقول:
"أنا شايفك…شايف تعبك، شايف وجعك،
شايف إزاي بتنزفي علشان تكتبي وجع متقن وصدق طالع من جوّه روحك."

أنا مش بكتب علشان أبهر،أنا بكتب علشان أتنفّس.علشان أخلّي الوجع اللي بياكلني،
يبقى مشهد عندكم، يمكن ترتاحوا…حتى لو أنا اتكسرت.
انتو عارفين اني كل ده بمثله بخيالي.. انا وجد ومهره وشجن.. انا الاسمر بجبروته النديم بوجعه وجابر بخسته.. كل مشهد انا بكون البطل فيه الاول بعيشه كلو.. ببقي نايمه ودماغي بتطحن بعضها وكلهم في دماغي.. دي غلب اقسم بالله. ببقي قاعده وسط أهلي وفجأه ألاقي حد خبطني من جوا عايز يطلع يتنفس زينا. 

الموضوع مش كتابه وافكار.. انا بقالي اربع شهور ماكتبت كلمه.. الذئاب في دماغي مش راضيه تدخل حد معاها.. خلوني انحبست في السطور.ودا أكبر غلط ليا..خلوني معاهم بقيت آه بتطلع من قلب صادق تدور علي قلب يحسه.

كتير بعتولي إنهم تعبو من البكا حقيقي بعتذر حقيقي لو طلت الم قلوبكو واداويها كنت عملت.. عارفين أول مره أقول.. أنا بحب اسمع آكتر ما بتكلم انا اساسا مابعرفش اتكلم وعشان كده بكتب لأني مابعرفش أقول آه لحد ولا اشكي لحد عشان كده الوجع بيظهر في الكلمه سامحوني لاني والله غصب عني.. 

والاخر مابطلبش الا كلمه بس تداوي كل الوجع ده ساعات بحس بالبخل أنا بديكو حته مني والاخر بتمر عليها ولا كأنها تساوي... يلا بجمله الوجع.. .. بشكر كل اللي كلمني يطمن عليا بجد كلامكو عندي بالدنيا بفرح قوي زي طفله حد بيطبطب علي قلبها ربنا يطبطب علي قلوبكم وماتشوفو الا كل الفرح.. حقيقي بعتذر... بحبكم قوي...وياريت تصبرو عليا وماتسيبوش الصفحه السراب ياكلها. لان اللي جواها حته مني.....


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1