رواية مكتوب أن أراك الفصل الرابع بقلم شروق فتحي
لكن الثقة التي ظهرت في كلماته بدأت تتلاشى داخله، إذ تسللت إلى ذهنه فكرة واحدة لم يستطع طردها:
_هل ما أفعله... حقًا صواب؟
في اليوم التالي، كان جالس عمر على الكرسي، وهو نظرهُ معلقة في سقف وهو ويحاول سيطره على أنفاسهُ لكي يستعيد هدوءه، ولكن لم يكن بمفردهُ كان من يجلس معهُ باسل يراقبهُ بصمت، ليضع يديه خلف رأسه:
_وأنتَ ناوي على ايه...وايه الوقت اللي ناوي تنفذ فيه؟!
لم يتحرّك "عُمر"، فقط زفر زفرة طويلة، ثم تمتم بصوت خافت:
_كل حاجه في وقتها المناسب.
مرت الأيام،حتى جاء يوم الخميس المنتظر.
وكانت شروق جالسة على أحر من جمر من كثرة خجلها، وقلبها لا يسأل عن موقفهُ في تلك اللحظة فكانت تزداد نبضاتها أكثر فأكثر، وتضغط على يدها من كثرة توترها الشديد، ليبتسم عمر على توترها الظاهر:
_مالك يا بنتي متوتره كده...اللي يشوفك دلوقتي مش يشوفك لما كنتي في العربية!
لتبتلع ريقها بتوتر، فكأن حلقها جف تمامًا من كثرة توترها، لتحاول تحرير لسانها، وهي مازالت تزداد من ضغط على يدها:
_أنا ساعتها اتفأجأت من تصرفك!
ابتسم وهو يمرر يديه في شعره بعفوية، تلك الابتسامة التى زادت من وسامتهُ، ثم تحدث بنبرة خفيفة:
_أنا نفسي أتفاجأت!(ليكمل بغمزة) بس أحلى مفاجأة!
لتبتسم لا إراديًا بخجل يسيطر عليها.
ليقاطعهم دخول حنين وصديقة شروق، لتتقدم حنين بمزاحها المعتاد:
_كفايه عليكوا كده أوي...انا سبتهم كتير صح يا "نور"!
وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها، وتمازحها بمكر:
_أوي بصراحه...وسعوا بقى كده أنا حاسه في تقارب اوي صح يا "حنين"!
ليرفع عمر احد حاجبيها بدهشة خفيفة، وتعلو وجههُ ابتسامة ماكرة:
_ايه دخول ده...الأمن المركزي دخل علينا مره واحده!
جلست "حنين" بثقة، وهي ترفع حاجبيها ونظراتها يملؤها التحدي، ثم غمزت:
_لأ خد من كده كتير!
هزّ "عمر" رأسه باستسلام، وابتسامة لا تفارق وجهه، ثم قال ضاحكًا:
_ربنا معايا...شكلي داخل على معركة مش سهلة!
🥰✨🖋بقلم شروق فتحي🖋✨🥰
بعد قضاء اليوم، عاد عمر إلى منزلهُ ليخلع سترته، ويستلقى على الفراش ليجد هاتفهُ يهتز، ليمسك ويجد رساله نصية من باسل:
_مبروك يا صاحبي...ربنا معاك في اللي جاي علشان اللي جاي مش سهل!
ليأخذ نفسًا عميقًا وهو يضع الهاتف بجوارهُ، والابتسامة مرتسمة على وجههُ، لكن لا يعلم ما سر تلك الأبتسامة:
_وأنا عارف!
في الجهة الأخرى عند شروق، حنين بسعادة تملئ قلبها، وأعيناها تتراقص من سعادة:
_مش مصدقة يا حبيبتى إن انهارده كانت خطوبتك!
لتبادلها الابتسامة خجولة، تمتزجها الأرتباك لطيف:
_ولا أنا أنا حاسه ان ده كله هيكون مجرد حلم...وهصحى منه في نهاية...دانا كنت لسه عيله من يومين...أمتى ده كله حصل؟!
بعد مرور بعض الوقت، ذهبت شروق لتستلقى على فراشها، وهي تحدق لسقف وهي تأخذ نفسًا عميقًا يحاول أن يبوح عن ما بداخلها، من حيرة، فهي تشعر أن هناك عاصفة من الأفكار، لم تستطع أن تبوح عن ما بداخلها ولكن عقلها يمتلئ من تعقيدات، وتساؤلات، ولكن تجد هاتفها يقاطع شرودها بإهتزاز، لتنظر لتجد رسالة نصية:
_حاسس أنك برضو مش نايمة...أصل الواحد مش عارف ينام في اللية زي دي!
لتبتسم ابتسامة يعمرها الخجل، وهي تتأمل رسالتهُ كأنها تحفظ كلماتهُ عن ظهر قلب، وما أن سكن السكون حولها، حتى علا صوت عقلها هامسًا:
_هل ستجاوبينهُ أم ستفضلين الصمت؟!
ليجاوبهُ القلب:
_لا أعلم أيهم أصح...فأنا مازالت خائف!
لتخرج عن صمتها، وهي تأخذ نفس عميق، وأصابعها لم تستطع أن تخفى أرتجافها:
_مش جاي ليا نوم بس!
وما أن أرسلت رسالة ليتزايد نبضات قلبها وأنفاسها لم تستطع أن تسيطر عليها، وما أن وصل له رسالة، وكأنه كان ينتظر لها على أحر من جمر:
_ولا أنا...بس عارفه أنا كده هعرف أنام وأنا قلبي بيرقص.
لتنظر إلى رسالته، والابتسامة تعلو وجهها، وقلبها يتراقص، لتعانق الهاتف، وهي تزفر أنفاسها بعمق، وكأن هناك حملًا كان يوجد على قلبها، وتلك رسالة أزاحت ذلك الحمل، وتغمض أعينها، والابتسامة مازالت على وجهها، وذهبت في نوم عميق، فَلْتَكُن رسالته آخر ما يلامس عينيها هذه الليلة.
بينما عمر بعدما أرسل تلك رساله لشروق، أرسل لباسل رسالة نصية قصيرة تحمل كلمة واحدة ولكنها تحمل في طياتها أكثر مما تقول كلمتها الوحيدة:
_قربت.