رواية ادريان الفصل الرابع والاخير
" أرى في ملامحك حديثا "
كلمة قالتها روزالين وهي تبتسم فزفرت ليزا الهواء من فمها تقول
: إنه مختلف ! هناك ما يجذبني نحوه لكني أعود للتذكر ما فعله ولا أستطيع أن انظر لوجهه ، ثم أعود و انجذب من جديد !
تنهدت روزالين تقول بهدوء
: صغيرتي ، لقد تغير ! ، كنت لأوافقك الرأي لو أنه لم يتغير للأفضل، أدريان نشأ نشأة قاسية كانت عامل أساسي في شخصيته القديمة ، لكن ما أن نسى كل شيء أصبح رجل رائع .... ويحبك !.
كادت أن تجيبها لكن رنين هاتفها حال بين ذلك لترى أن المتصلة هي سيليا !
اجابتها لتقول الأخرى
: مرحبا ليز ، أريدك في أمر هام ، هل تأتين إلى ****** الان ؟
تنهدت ليزا لتقول
: حسنا ، أنا قادمة .
اغلقت الخط لتخبر روزالين بما حدث .
" إنها قادمة الآن !"
قالتها سيليا بحماس ليبتسم هانك قائلا
: حسنا شكرا لك ، حين تأتي وتسلم عليك اتركيها لي ، إشتقت لها وأريد مصالحتها بأسرع وقت ومبارك عليك أدريان!.
إتسعت إبتسامتها أكثر بشوق شديد
تم الأمر وأتت ليزا ونهضت سيليا لتتفاجئ ليزا التي جملتها الصدمة بظهور هانك أمامها فجأة ليقول بهدوء كي لا يثير الشبهات
: أمامي دون كلمة حتى لا يلحظ احد ! إشتقت إليك !
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
"مرحبا سيليا، أين ليزا ؟ "
قالها أدريان قلقا لتأخر ليزا عن موعد إنتهاء دوامها لتقول بسخرية
: اوهوه ، ألا تعلم؟ لقد رحلت مع جيرارد ، حبيبها .
قطب حاجبيه وأصبحت الكلمات تتداخل في رأسه ليمسكها من كتفيها بعنف يقول
: من جيرارد ؟! ليزا لا تعرف أحدا بهذا الإسم ، أين ذهبت ؟!
ارتعبت سيليا لتقول بتوتر
: م ما شأني أنا ، ل لقد طلب حبيبها أن يراها ليصالحها ، أخبرني انكما مخطوبين فقط لتثير غيرته ، ل لقد ذهبت بالفعل إليه!
دفعها أرضا ليغادر المكان بسرعة يتعقب هاتفها ، الوغد ! لقد رتب للأمر جيدا !
لحسن حظه وجدها أخيرا فإنطلق بأقصى سرعة يعبر الطريق ذاته !
*******************
في قلب الغابة هبط من السيارة وهو يسحبها خلفه حتى وصل نحو كوخ مهجور فدفعها داخله ، هذه المرة بلا رجال وبلا اعوان ! لقد فقد أدريان ذاكرته ، وليبحث كما يحلو له !.
*****************
كان يقود السيارة بسرعة مجنونة وهو يتابع هاتفها ، يبدو أن هانك لم ينتبه للهاتف لوضعها أياه على وضع الصامت داخل جيبها وليست بالحقيبة التي ألقاها خارج المقهى !
...............
ضربات وصراخ عال هو كل ما تستطع سماعه من داخل الكوخ!
وقف لاهثا بعدما أدمى ملامحها تماما وباقي جسدها ليمسك خصلاتها قائلا
: لقد أقسمت أن أُريك المو^ت ولا تطالينه بسهولة ، والوقت معنا وأدريان فاقد للذاكرة إذا فاليبحث خلفك كما فعل سابقا !.
ألقى بها أرضا حتى لا تلفظ أنفاسها بين يديه بسهولة وذهب ليجري مكالمة بينما هي نائمة على الأرض خائرة القوى !
أتى ببالها ما حدث سابقا ومجيء أدريان الذي جعلهم يتركونها له ببساطة خوفا من بطشه ! ، بكت وارتجفت بخوف وهي تتذكر ملامحه وكأنها تناديه! الآن فقط أدركت أنه لم يكن الخطر وإنما الأمان ! ، لم تتذكر أدريان السابق بل أدريان المراعي اللبق الذي تعرفت عليه مؤخرا !
انكمشت على نفسها من البرد والألم لترى باب الكوخ أمامها مفتوح وهانك في الخارج فلم تفكر ! ، تحاملت على آلامها لتحاول الهرب، إنه محق ، من يأتي لنجدتها دوما لا يذكر شيئا ولن يصل إليها ، من الألم لم تفكر ، كان بإمكانها أن تتصل به لتعلمه بمكانها لكنها لم تشعر بالهاتف في جيبها من شدة الضر^بات التي تعرضت لها !.
" إلى أين ياصغيرة؟!"
توقفت مكانها صارخة ما أن أمسك هانك بها من خصلاتها يجرها إلى النهر !
لقد تعمد ! ، تعمد تركها تشعر بالحرية ثم يمسك بها كنوع من أنواع الت^عذيب النفسي!
تحرك الهدف مجددا لكنه إقترب ، اخذ مس^دسه وكل ما يلزمه وهبط من السيارة حتى لا يراه أحد رجال هانك حتى بدأ بسماع أصوات صراخ عرفها على الفور !
" ألم أخبرك ؟ سأريك ما هو أبشع من الم^وت ! "
قالها بينما يجثو على ركبتيه يغمر وجهها داخل الماء وما أن يبقى رأسها إلى الاسفل حتى تبدأ أنفاسها بإنسحاب يسحبها للأعلى من خصلاتها ليعيد الكرة قائلا بملل
: هيا ! تحملي قليلا ! مازال أمامك برنامج حافل ! ما حدث معك محض بدايات!.
" وأنت ما تبقى لك معي هي النهايات !"
قالها أدريان الذي قام بسحبه بعيدا طاعنا أياه في خصره حتى لا يموت فسقط هانك أرضا يتلوى من الألم والصدمة ! كيف أتى وكيف تذكر !
بينما أدريان أخرجها من الماء يطالع وجهها بغضب وهي بين الوعي واللا وعي إبتسمت له قبل أن تغمض عيناها بإغماء ثم تفتحهما من جديد فوضعها أرضا راكضا نحو هانك بعزم ! هم من جنوا على أنفسهم! لقد وعد نفسه أن لا يقتل مجددا أو يكون سببا في إزهاق روح ، لكنهم من تعدوا حدودهم معه .
قام بجره من على الأرض أمام نظرات ليزا الزائغة إلى داخل الكوخ قبل أن تسمع صوت صراخ وتكسير ! لقد قام بكسر عظامه ثم استمعت لصوت طلقات متتابعة ثم لا شيء!
خرج أدريان بعدها لاهثا ليجثو بجانبها يقول بقلق وهو يتفحص جراحها
: يا إلهي، ليز اجيبيني ، هل ترينني؟ أن آسف، لم أقدر على حمايتك هذه المرة أيضا ..
كان يفحص جسدها بسرعة يطمئن أنه لن يؤذها بحمله لها قبل أن يحملها بين يديه راكضا بها إلى مكان سيارته قبل أن يقول وهو يقوم بوضع الحزام لها
: حبيبتي ، سأذهب لأنهي هذا الأمر وأعود ، كان علي فعل ذلك منذ زمن لكنني كنت وعدت نفسي ألا الوث يدي مجددا ! لكن لأجلك ...أختلف الأمر!
كانت تريد أن تمنعه من الرحيل، تريد الحديث معه ....تريد ... إحتضانه! ، لكنها ببساطة لم تستطع رفع يدها حتى ! .
نظرت إلى الطريق الذي يذهب إلى الكوخ لترى نارا شعواء جعلتها تفتح عيناها بصدمة وخوف لتفتح باب السيارة وتهبط منها مرتعشة ، كانت خائرة القوى لها كانت تسقط كلما تحركت لكنها واصلت التقدم زحفا ! ، ليس الآن أدريان ، ليس الآن!
اقتربت لتصرخ بإسمه بهلع حين رأت الكوخ يحترق بالكامل تحاول النهوض لكنها كانت تسقط مجددا حتى حاولت لتقف للمرة الثالثة وهذه المرة لم تسقط ! إذ أن هناك يد قوية أمسكت بها وتحملها فنظرت له بلهفة وإذا به أدريان يطالعها بقلق يقول
: ما بك ؟ هل هجم أحد على السيارة! لكنه كان وحيدا بلا رجال !
بكت بعنف قبل أن تتسبب له بإضطراب حاد حين قامت بإحتضانه بوهن تقول
: ظ ظننتك اذيت نفسك ! خفت أن تكون داخل الكوخ .
نظر إلى الكوخ المحترق بالكامل وقد تم طمس كل معالمه من شدة النيران ليبتسم قبل أن يضمها هو الآخر ، لا يصدق أنها لم تشمئز من لمسه كما العادة !
عادا نحو البيت وأثناء ذلك أخبرها بالمختصر عن ما حدث ليحملها مجددا إلى حجرتها مخرجا لها ثيابا جديدة وللعجب فقد تركته هذه المرة يطهر لها جروحها المنتشرة على يدها وقدمها ووجهها ليقول بعدما انتهى
: سأدخلك إلى الحمام لتغيير ثيابك وتنظيف جسدك وحين تنتهين نادني حتى نعالج جروحك .
لم تتحدث إنما أومأت له فأصابه القلق مما هو آت معها!
مر بعض الوقت لم تطلب منه الصعود فقلق ليدخل لها الغرفة فوجدها مازالت في الحمام ليقول
: أأنت بخير ؟! ، اجيبي ، تحتاجين المساعدة ؟
اجابت بصوت واهن
: تعال !.
قطب حاجبيه ليدخل سريعا فوجدها تجلس على حافة حوض الاستحمام بثيابها النظيفة تقول
: لم أستطع الخروج، وناديتك من هنا لم تسمعني لذا انتظرت مجيئك .
رفع حاجباه وهو يتقدم منها يحملها برفق للخارج ، إذا هي واثقة تمام الثقة أنه سيأتي إليها !
إبتسم بجمود وهو يرفع البنطال إلى نصف ساقها ليرى ما حدث به ! الوغد اللعين ! جثى أمامها أرضا ليعالج ما حدث وكل أفكاره ذاهبة نحو باقي الأوغاد! لقد وعد نفسه أن يبتعد عن هذا الطريق لكنه سيفعلها مجددا ، هذه المرة فقط ولأجلها هي !.
قاطع افكاره صوتها الواهن تقول بإهتزاز
: إذا بعد كل شيء ، انت لم تفقد ذاكرتك! .
توقفت يده للحظة قبل أن يعود لما يفعله قائلا
: بلا، لكن بدأت الأحداث تعود لرأسي بالتدريج .
هل عليه أن يخبرها بما في قلبه ؟! أجل ! كفى ما فاته ، سيصل معها إلى حل هنا والآن !
قاطعت هي أفكاره تقول
: ولماذا لم تخبرني ؟! لماذا تعمدت أن تظل كما أنت ؟!
تنهد دون النظر إليها قائلا
: لم أرد رحيلك ، و ... أردت أن امحو تلك الشخصية إلى الأبد، أعجبني أدريان الجديد أكثر وتمنيت أن أجعل حياته أفضل ! .
رفع وجهه لها ليقول
: تتمنين لو انني ما زلت فاقدا للذاكرة ليكون من السهل تركي صحيح ؟! لأن أدريان القديم يريدك في حياته حتى لا تقومي بفضحه!
احتشدت الدموع داخل عيناها لتشهق باكية تقول بإدراك لأول مرة ترى الأمر من هذا الزاوية
:لا ! أدريان القديم كان متخبطا ما بين شخصين! أدريان القديم كان قادرا بمنتهى السهولة أن يسلمني لهم او يقم هو بقتلي ، أدريان القديم لو كان وحشا لما تمسك بوعد وعده لنفسه أو لغيره !
كان مصدوما من حديثها ليقول مبهوتا
: أدريان القديم قتل صديقة طفولته بدم بارد !.
بكت اكثر وهي تستحضر الصورة في عقلها لتقول
: ل لأنها كانت م ميتة بكل الأحوال ب بسبب ما تم حقنه في جسدها! ا أنت فقط ر رحمتها من الألم الذي كانت ت عانيه .
فتحت عيناها الدامعتان له لتقول وهي تغطي فهما بيدها
: ما ماذا كان ليحدث لي لو ..لو أنك مازلت فاقدا للذاكرة وبالفعل أخبرتك سيليا انني رحلت مع حبيبي ! ، ل لكنت الآن..... من حسن حظي أن ذاكرتك عادت ..
اغمضت عيناها بعنف تحاول محو كل تخيلاتها وجسدها يرتجف لتشعر بيده تمسك يدها بقوة ليقول بثقة
: حتى لو حدث ذلك ما كنت تركتك أبدا ولأتيت بك من باطن الأرض !
حرك يده على وجهها يمسح دموعها برفق يكمل بمزاح
: إذا أنتِ لن تخافي بعد الآن من كلا شخصيات أدريان ؟
حركت رأسها بلا وهي ما تزال تبكي ليكمل مبتسما
: ولن أرى رعبا في عيناك كلما ظهرت أمامك فجأة ؟
حركت رأسها مجددا وهي تجفف دموعها ليقول من جديد
: وستوافقين أن تحيي معي باقي حياتنا لأنني أحبك ولا اتخيل حياتي من دونك ولن أسمح لك بالرحيل؟
إبتسمت من بين دموعها لتقول بقناعة تامة
: أجل أوافق ، لكن ...أنت لم تسأل كيف عرفت أمر ميا !
ابتسم لها بدفء يقول
: لأن فضولك دوما ما يوقعك معي وأنا واثق أنك بحثتِ خلفي وعرفت أشياءً كثيرة .
إبتسمت مجددا ليقول بعزم
: هذا جيد ! اذا لنبدأ بخطواتنا من الآن .
لم تفهم كلماته واتسعت عيناها حين قام بحملها مجددا ليريحها على السرير ويسحب عليها الغطاء قبل ان يغادر الغرفة ويعود مجددا حاملا جهازه اللوحي يقول بينما يجلس إلى جوارها
: خذي ، هذه دار**** للأزياء ، أختاري فستانك وأنا سأتحدث مع متعهد حفلات وسأتفق مع أحد دور الازياء على تصميم أزياء للأطفال في دار الرعاية ليحضروا الزفاف ، وأيضا سأتصل بروزالين لأخبرها بالأمر !
كان فمها مفتوحا بصدمة لتقول بصوت هامس مهتز
: ا أنت اا إنتظر! راعي شعوري على الأقل! لقد تم إختطا^في وضربي وهناك رجل م^ا ت أمامي ، لأعبر الصدمة على الاقل!.
قال هو ببروده المعتاد
: الوغد كان لابد من ق^تله منذ زمن بعيد ، والصدمة أفضل علاج لها هي الصدمة! ستتعافين حين ترتدي الفستان الأبيض واقفين في حفل زفافك ثم تسافرين معي إلى أي مكان يعجبك !.
وظل يحادثها في أمر الزفاف وبالفعل لم يترك لعقلها فرصة في التفكير فيما حدث قبل ساعات!
عرفت روزالين بأمر الزفاف وكانت أكثر من سعيدة بكل تأكيد بينما أصاب سيليا الإحباط حين عرفت فأخبرها أدريان إنها رفضت طلب جيرارد لأجله وأنها تحبه مثلما يحبها!
انتشر خبر وفاة رجل الأعمال هانك بعدما تأكدت السلطات أن الج^ثة كانت له وتم تقييد القضية ضد مجهول في سرعة عرفت ليزا أن أدريان تصرف !
عقب هذا الخبر هرب كلا من ليون وجون ولم يعد هناك مم يتربص لليزا وأصبحت في مأمن .
زفافهم كان بسيطا حضره معارفهم فقط واطفال الملجأ الذين تهافتوا لإحتضان أدريان الذي تقبلهم بحب مبتسما قبل أن يقترب من ليزا يحتضنها بين يديه ليتحركا راقصين وهما يبتسمان لبعضهما وعيناهما تروي الكثير والكثير من الحكايا .
◇◇◇◇◇◇
تمت بحمد لله