رواية الشهاب السماوي الفصل الرابع 4 بقلم هاجر نور الدين

 

رواية الشهاب السماوي الفصل الرابع بقلم هاجر نور الدين

_ إتفضل إمسك التيشرت دا إمسح بيه الشبابيك.

قالتها وهي مُنفعلة وبتحدف التيشرت اللي جه في وشي، إبتسمت وقولت وأنا بشيلهُ من على وشي:

= حبيبتي تسلم إيدك.

ولكن ملامحي إتبدلت بمجرد ما بصيت على التيشرت اللي كنت جايبهُ بـ 800ج وقولت بإنفعال وعيون واسعة:

_ لأ لأ، هاتي آي حاجة تانية من عندك، دا غالي دا وبحبهُ.

بصتلي وهي مُبتسمة بسخرية وشماتة واضحة وقالت:

= ما النار مسحت فيه من ورا وعملت حرق مدور في نُص التيشرت، يعني كدا كدا بايظ.

لفيت التيشرت بسرعة وفعلًا كلامها صح، مسحت بيه وشي، دموعي اللي لسة منزلتش وبعدين قولت وأنا باخد نفسي وبحاول أهدى:

_ عادي يا حبيبتي فداكِ.

بصتلي بإستغراب وقالت:

= وفدايا أنا ليه، هو أنا اللي ولعت في الشقة؟

إبتسمت وأنا بتصنع الهدوء عشان متعصبش عليها وتحبني وقولت:

_ أيوا يا حبيبتي إنتِ اللي نزلتي وإنتِ مولعة على الأكل وقولتيلي إبقى فكرني كمان نص ساعة أرجع البيت عشان أطفي على الأكل، لإنك تقريبًا كنتِ بتعملي خروف مش فاهم نص ساعة إي اللي على النار!

فضلت ساكتة شوية وبعدين قالت بكل براءة:

= طيب أنا مش فاكرة أنا كنت بطبخ إي فعلًا ولا إني عملت كدا أصلًا، ولكن لما حكيتلي الموضوع فهمت إنك إنت اللي غلطان لإني قولتلك فكرني وإنت معملتش دا.

بصيتلها بذهول وقولت وأنا بجز على سناني:

_ أنا السبب، يعني أنا إتشغلت فـ بقيت أنا سبب الحريقة!

جاوبتني تاني بلا مبالاة وقالت وهي بتمسح الحيطان:

= أيوا، حتى لو مشغول المفروض تهتم بالتفاصيل والكلام اللي بقولهُ وتفتكر.

إتكلمت وأنا على وشك الجلطة:

_ إذا كان إنتِ نفسك مفتكرتيش!

جاوبتني بهدوءها وبرودها اللي هيخليني أتغابى عايها وقالت:

= لإني إعتمدت على حيطة مايلة.

مسكت تيشرت تاني من جنبي وحدفتها بيه بكل غيظ، أول ما جه في راسها وهي بتمسح الحيطة بصتلي بغضب وقالت:

= إي دا؟

إبتسمت وقولت بهدوء:

_ بديكِ تيشرت تاني تمسحي بيه عشان اللي في إيدك داب خالص يا حبيبتي.

خدتهُ وهي بصالي بتحذير وبعدين قالت بملل وتعب وهي بترميهم الإتنين في الأرض:

= بقولك إي، الشقة بجد مش هتنضف بالشكل دا، لازم نجيب حد ينضفها لإن دي أثار حريق ولو فضلنا إسبوع بحالهُ مش هتنضف، وأنا تعبت.

وقفت وحطيت إيدي في وسطي وقولت بتعب:

_ أنا كمان تعبت والله، خلاص أنا من رأيي نروح نقعد في شقة والدتي عقبال ما نجيب حد يرجعلنا الشقة جديدة.

إبتسمت وقالت بسعادة:

= أخيرًا هرتاح، هدخل آخد شاور وألبس وننزل.

إبتسمت عليها وقعدت فضلت مستنيها لما خرجت وبعدين دخلت أنا ونزلنا، وأنا في طريقي لبيت والدتي طول ما أنا سايق كنت بشوف شهاب في كل شارع.

ودا بجد، يعني بالعربية السريعة، كنت بشوف شهاب على الطريق كذا مرة، مش عارف من كتر ما أنا بكرههُ بتهيأ بيه للدرجة دي ولا إي بالظبط.

بس الأكيد إنهُ بيتهيألي لإن مفيش بني آدم ممكن يبقى موجود في كذا مكان بالشكل دا.

وصلنا بعدها للشارع اللي فيه شقة والدي الله يرحمهُ وبعدين فتحت باب الشقة وقبل ما ندخل مسكت مريم إيدي وقالت:

_ مش تخبط الأول!
إنت قليل الذوق كدا على طول؟

بصيتلها بجنب عيني ودخلت، دخلت ورايا وهي مترددة ومكسوفة وكإننا ضيوف بجحين زي ما قالت!

قفلت باب الشقة وهي عمالة تبُص يمين وشمال، بعدين بصتلي وقالت بتساؤل:

_ هو مفيش حد هنا ولا إي؟

إتكلمت بتنهيدة وقولت وأنا بحط الشنط على جنب:

= لأ مفيش، وعشان مش فاكرة يعني والدي ووالدتي متوفيين.

بصتلي بصدمة وقالت وكإني خدعتها وغشيتها:

_ إنت جايبني شقة فاضية وتقولي عند والدتي ومش عند والدتي!

بصيتلها بذهول وصدمة أكبر وقولت:

= إنتِ الخبطة أثرت على دماغك ولا إي يا مريم، إنتِ مراتي وبعدين هو شقتنا مكناش لوحدنا يعني ولا هو عشان مسمى عند والدتي!

عدلت شعرها وقالت بحمحمة وهدوء:

_ هي بتتقال كدا، المهم الشقة شكلها متربة وبقالها كتير متفتحتش، إنت اللي هتمسح عشان أنا تعبت من المياه وبوشت، وأنا عليا يا سيدي هغير الفرش.

إتنهدت وبصيت للسقف وقولت بصوت واطي وندم:

= ياريتني ما سمعت كلامك يا حازم، حتى وإنتِ فاقدة الذاكرة بتستنصحي عليا وقادرة!

إتكلمت بتساؤل وقالت:

_ بتقول إي، علي صوتك لو معترض يا حبيبي!

بصيتلها بإبتسامة وقولت:

= حبيبك!
لأ مش معترض خالص، يلا بينا.

بعد حوالي ساعة خلصنا تنضيف وترويق الشقة، قعدنا إحنا الإتنين على الكنبة وإتكلمت مريم وقالت بتعب:

_ حسبي الله ونعم الوكيل، بسمع اللي واخدين حد من مستشفى دول بيخلوهم يرتاحوا ويشوفوا طلباتهم، لكن يخلوهم يروقوا شقتين دي جديدة!

إتكلمت بإعتراض وقولت:

= على فكرة بطلي ظلم شوية، أنا تعبان معاكِ من الصبح، وبعدين مستحيل كنت أقدر أخلصها لوحدي!

بصتلي بجنب عينيها وبعدين غمضتها وقالت:

_ أنا جعانة.

إتكلمت بإبتسامة بعد ما إتعدلت وقولت بحماس:

= وأنا كمان، نطلب بيتزا؟

فتحت عينيها وبصتلي بإبتسامة وقالت:

_ شرقي ويبقى كدا فل أوي.

قومت فعلًا طلبت الأوردر وبعد شوية وصل ونزلت إشتريت حاجة ساقعة وشوية سناكس نقعد عليهم.

بدأنا ناكل وهي إتكلمت بتساؤل وإحنا بناكل وقالت:

_ طبيعة علاقتنا كانت إي، يعني كنا مبسوطين مع بعض ولا كان في مشاكل؟

بصيتلها بتردد وقولت بتمثيل الطبيعة:

= بُصي هو آي إتنين متجوزين بينهم مشاكل مش هكدب يعني، بس عايزة الصراحة؟
أنا اللي كنت بعمل المشاكل وأنا برضوا اللي مقدرش أعيش من غيرك، عشان أبقى صريح معاكِ برضوا كنت بعمل حاجات كتير بتضايقك وإنتِ كنتِ كل مرة بتسامحيني عشان بتحبيني، وأنا والله بحبك بس يمكن أخطائي كتيرة شوية.

بصتلي بتأثر وقالت بتساؤل:

_ أخطائك دي اللي هي كانت إي؟

إتحمحمت وقولت بجدية وندم وأنا مبتسم بهدوء:

= أخطاء محبش أفتكرها لإني قررت أبطلها، قررت معملش آي حاجة تاني تضايقك مِني، قررت إني لازم أبقى قد الحُب اللي بتديهولي وأقدملك أكتر منهُ، قررت أتغير بجد عشان مضايقكيش تاني.

سكتت شوية وهي سرحانة، مسكت إيديها وقولت بإبتسامة:

= مريم أنا بجد دلوقتي عرفت قيمتك أوي، مستحيل أقدر أتخلى عنك أو أتخيل حياتي من غيرك في يوم، كل اللي أنا عايزهُ دلوقتي هو إنك تبقي معايا ومتبعديش عني أبدًا.

إبتسمت وقالت وهي بتمسك إيدي بإيديها التانية:

_ أوعدك لما أفتكرك هقدر كل الكلام اللي إنت قولتهُ، بس إنت فاهم يعني أنا غصب عني، أنا دلوقتي ذكرياتي عنك مش موجودة، وكل ذكريات الفترة بتاعتك من حياتي متبدلة بـ شهاب وإن هو حبيبي، يمكن كان الإكس عشان كدا!

بصيتلها بجفاء وغضب وبعدت إيدي من إيديها وقولت بقمص:

= هو إي اللي شهاب حبيبك دا!
بقولك أنا جوزك وشهاب دا مكانش موجود أصلًا يا مريم، أنا جوزك وذكرياتك معايا بقالها 4 سنين، الـ 4 سنين ضاعوا كلهم!

كانت بتحاول تلاقي إجابة تجبر خاطري بيها وهي مترددة، وقبل ما تجاوبني باب الشقة خبط.

قومت وأنا بتنهد وفتحت الباب وكانت الصدمة، قولت بغضب ممزوج باللا وعيّ:

_ شهاب!

كان واقف وفي إيديه علبة حلويات وبوكيه ورد ومُبتسم جدًا وقال:

= وحشتكم صح؟


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1