رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الرابع والخمسون 


حين وصلت السيارات الي المنزل أخيرا كان الليل قد بدأ يسدل استاره تغطي العتمة المكان بعد يوم شاق طووويل متعب ...الجميع لا يرغب سوي في النوم ... الراحة القصيرة بعد كل ما حدث ... وقفت السيارات في حديقة الفيلا نزل خالد أولا يسرع في خطاه ناحية الحرس يصيح فيهم بعدم السماح لأي مخلوق بالاقتراب حتي من باب المنزل ... عاد إدراجه إلي حيث تقف السيارات ليجد ذلك المعاذ يقف بسيارته خرجت لينا بصحبة مايا وجاسر ... نظر خالد لمعاذ يرميه بنظرات حادة قاتمة ... كتف ذراعيه أمام صدره ابتسم يغمغم ساخرا :
- تعباناك يا دكتور النهاردة اعتقد محتاج تروح تستريح ولا ايه 

ابتلع معاذ لعابه في جرح من كلمات خالد الساخرة رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه يحرك رأسه إيجابا حمحم يتمتم مرتبكا :
- ااه اكيد طبعا ... هبقي اكلم حضرتك وقت تاني ... مع السلامة ... سلام يا لينا .. ابقي طمنيني عليكي

وجه جملته الأخيرة ناحية لينا لتبتسم له تحرك رأسها إيجابا .... عاد معاذ لسيارته يغادر بها المكان بأكمله ... نظر حمزة لجاسم يبتسم في شر يشير له بعينيه لباب السيارة المجاور له ... ابتلع جاسم لعابه خائفا يحرك رأسه إيجابا رغما عنه ... فتح باب السيارة المجاور له ينزل منها في هدوء تام ... لتتوسع عيني لينا في دهشة مما يحدث ... نزل حمزة هو الآخر لتراه يتجه ناحية والدها شبك ذراع في ذراعه والدها يتحركان نحو المنزل ... مال حمزة علي إذن والدها يهمس له بكلمات لم تسمعها ولكنها رأت حمزة وهو يبتسم ابتسامة واسعة ... في الحقيقة كان حمزة يهمس لجاسم بشر 
« ايوة كدة احبك وأنت مطيع ... دلوقتي تطلع علي اوضتك وتبعد عن أوضة اخويا .. ومالكش دعوة بلينا الليلة دي خالص .... والا إنت عارف »

بهت وجه جاسم يحرك رأسه إيجابا سريعا ... لتقطب لينا جبينها متعجبة فيما يتحدث مع والدها وعلي ما هو موافق لتلك الدرجة ... الجميع يتحرك للداخل الا هي لازالت تجلس في السيارة ترفض التحرك من مكانها دمائها تغلي تفور من الغيظ ها هو يثبت لها أنه قادر علي فرض هيمنته عليها دون جهد يذكر يحملها كأنها لعبة صغيرة رغما عنها يأتي بها ... وكأنه لم يفعل شيئا لم يتزوج عليها قبل أيام ... لم يقتل انوثتها بسكين خيانته المسموم اشتعلت أنفاسها غضبا ... اجفلت من شرودها الغاضب علي حركة باب السيارة الآخر البعيد عنها ليطل هو برأسه ينحني بجسده قليلا يسألها مبتسما :
- انتي حبيتي القعدة في العربية ... مش هتنزلي 

اشاحت بوجهها بعيدا عنه تصيح محتدة : 
- لاء مش هنزل أنت مش جبتني هنا غصب عني مالكش دعوة بيا تاني .... إن شاء الله ابات في العربية أنا حرة 

تنهد يمسح وجهه اليوم كان حقا شاق جسده يصرخ من الألم عقله يطرق بعنف لايرغب فقط سوي في النوم بين أحضانها .... دخل الي السيارة يجلس جوارها ملتصقا بها ... يغمغم في خبث :
- وماله دا العربية دي حتي العربية واسعة وتسيع من الحبابيب الف ...

التفتت له تنظر لابتسامته نظرات حاقدة غاضبة رفعت يدها تدفعه في صدره بعنف عله تصيح فيه :
- وأنت مش من الحبايب دول ... واتفضل انزل مش عايزة اشوف وشك ... هي عافية وخلاص

حرك رأسه نفيا يبتسم في هدوء تاام هدوء لا يبشر بخير إطلاقا ... تحرك يخرج من السيارة لتبتسم منتصرة تعقد ذراعيها أمام صدرها ... انتصار لم يدم سوي لحظات صرخت بعنف من المفاجاءة حين وجدته فجاءة يفتح الباب المجاور لها مباشرة ... نظرت له في صدمة حين رأته يخلع سترته يزيح اكمام قميصه للخلف مال بجسده يتمتم متوعدا :
- أنا عارف أنك هتتعبيني يا بنت جاسم 

حملها عنوة رغما عنها لتضربه في صدره بعنف تعض كتفه بأسنانه بغيظ شد علي أسنانه يتحرك بها للداخل يحاول الا يصرخ من الالم ... ابعدت أسنانها عنه تصيح فيه :
- نزلني يا حيوان ياللي ما عندكش دم ... يا بجح ... بكررررهك ... بقولك نزلني

ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يكمل طريقه لأعلي ... استوقفه حمزة قبل أن يصعد بها إلي اعلي وضع يده علي كتفه قطب جبينه يغمغم محتدا :
- ايه يا خالد اللي أنت عامله دا 

ابتسمت لينا تنظر لحمزة ممتنة .. لتختفي ابتسامتها فجاءة حين سمعته يزفر حانقا يكمل منفعلا :
- يا ابني خلي ايدك تحت رقبتها عشان تعرف تحط كفك علي بوقها دي صدعتني يا عم كل دا صويت 
ضحك خالد عاليا بينما تنظر لينا لهما في صدمة ممتزجة بغيظ لتحاول بيديها أن تصل لحمزة تحاول خدش وجهه باظافرها تصيح فيه هو الآخر :
- يا حيوانات أنت وأخوك يا رب تموتوا ... 

ضحك حمزة يلاعب للينا حاجبيه بعبث ... أمسك كتف خالد يهمس لها بدراما حزينة مبالغ فيها :
- شرف العيلة بين ايديك يا ولدي ..

ضحك خالد بخفة يجاري أخيه في الحوار نظر للينا في خبث يغمز لها بطرف عينيه ليعاود النظر لأخيه نفخ صدره يقول مزهوا بحاله :
- ما تجلجش يا أبوي ... العيلة في يد أمنية 

اندفعت الضحكات من كل منهما بعد يوم صعب شاق احتاجت ارواحهم لتلك الضحكات لتكن مسكن يدفعهم قدما ... أخذ خالد لينا متوجها لأعلي ... في الممر المؤدي للغرف توجه الي غرفتهم ليجد لينا ابنته تنادي باسمه من خلفه ... التفت لها يبتسم مرهقا لتزفر هي تردف في ضيق :
- بابا أنا كنت عاوزة اكلم حضرتك في موضع مهم

فتح فمه ليرد لتبادر لينا تتمتم ساخرة وهي تنظر لابنتها :
- بالنسبة لماما اللي متشعلقة بين السما والأرض دي مش شيفاها  

وضعت لينا يدها علي فمها تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها اكثر ... بينما ضم خالد شفتيه يمنع ضحكاته بصعوبة حمحم بحدة يردف :
- طب اسبقيني علي مكتبي وأنا جاي وراكي 

حركت رأسها إيجابا سريعا التفتت تبتعد عنه تسرع في خطاها متوجهة الي مكتبه ليكمل خالد طريقه إلي غرفتهم دفع الباب بساقه ليدخل انزلها برفق علي ساقيها يحتزجها بين ذراعيه يمنعها من الابتعاد عنه ... اقترب بوجهه يداعب أنفها بانفه يتمتم مبتسما :
- تعرفي أن ما دخلتش الأوضة دي من ساعة ما مشيتي ... ما قدرتش ادخلها وانتي مش فيها .... لينا صدقيني انتي أكتر واحدة عارفة أنا بحبك قد ايه .... جوازي منها كان

قاطعته حين دفعت بجسدها بعنف بعيدا عنه ليضطر أن يتركها ابتعدت عنه .... تنظر له بحقد جسدها ترتجف بعنف تصرخ بقهر :
- الكلام دا تضحك بيه علي لينا الهبلة ...وهي صغيرة انما دلوقتي لاء ... لينا اللي كانت بتعشقك مش بس بتحبك ... بس خلاص كل شئ انتهي ... حبك اتشال من قلبي لحظة ما شوفتك حاضنها ... وعرفت أنها مراتك ... أنا بكرهك يا خالد فاهم ... بكرهك 

تنهد حزينا ينظر لها نادما بآسف وتلك الكلمة التي نطقتها اخيرا تنغرز في روحه بعنف تدمي قلبه تستنزف عقله ... تثخن جسده بالطعنات الغائرة ... تحرك يخرج من الغرفة يجذب الباب الغرفة خلفه ... وقف خلف الباب المغلق يستند بجسده عليه يتنفس بعنف قبض يده يصدمها بالحائط جواره بعنف ... تحرك ينزل لأسفل حيث ابنته ... 
______________
علي صعيد آخر في مكان قريب منهم وضع حمزة رأس بدور علي صدره يستمع لها وهي تخبره بنبرة باكية وجسد يرتجف بعنف ما رأته صباحا بعد رحيله ... مسح علي خصلات شعرها برفق يقبل قمة رأسها شردت عينيه في صورة أدهم وهو مسطح علي فراش المستشفي ... انسابت دموعه في صمت ليهمس بصوت خفيض خاوي من الحياة :
- حقك عليا 
لا يعرف إلي من كان يقولها إليها هي ... ام لابنته .... أم لصغيره الملقي علي فراش المستشفي يصارع الموت ... ابتعدت بدور عنه فجاءة قبل أن يحذف دموعه التي تمردت تتهاوي من مقلتيه ... نظرت له متفاجئة من بكائه العنيف الصامت ... للحظات طويلة لم تعرف ما تفعل وهو يغمض عينيه يشد عليهما بعنف لا يرغب في أن يراها وهي تري ضعفه دموعه ... اضطربت حدقتي بدور تسارعت دقات قلبها ... قلبها يحثها لأن تقدم علي تلك الخطوة ... تمد يديها ناحيته وتعاود إبعادها سريعا حسمت قرارها فجاءة لتجذبه ناحيتها برفق تعانقه هي ... تمسح علي رأسه كما كان يفعل هو قبل قليل ... لحظات وسمعت صوت بكاءه يعلو وصوته يتمتم :
- أدهم لو جراله حاجة هبقي أنا السبب ... يا ريت الرصاصة كانت جت فيا ... ااااااه يا بدور قلبي بيتحرق .... ابني بين الحيا والموت .. ممكن ما يقومش تاني ...دا أنا اموت فيها من قهرتي عليه 

- بعد الشر عليك
همست بها سريعا بلوعة صرخت في نبرتها ... لا تجد ما تقوله لتواسيه به ... فقط تمسح علي رأسه عله يهدئ قليلا ... ابعدته عنها قليلا رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تمسح بكفيها برفق ما ينزل من دموعه ... تهمس له بحنو :
- ممكن اقولك حاجة ... في آخر مرة رجعت فيها بيت أسامة طليقي ... من أول ليلة فيه وأنا شوفت عذاب كتير اوي ... تاني يوم لما راح الشغل كنت بنضف البيت قبل ما انزل انضف بيت أمه ... بالصدفة بقلب في قنوات التلفزيون لقيت شيخ بيتكلم عن قيام الليل وعن أن الدعوة فيه مستجابة بإذن الله لو دعيتها من قلبك ... لو الدعاء بتاعك ما كنش فيه شر .. هيستجاب .. حستها رسالة ليا ... لما جه الليل وهو نزل يسهر مع أصحابه جريت جبت سجادة صلاة وصليت ركعتين وفضلت ادعي واعيط أن ربنا يخلصني منه ... بعدها علي طول اتطلقت منه ... قوم صلي وادعيله يا حمزة ... لو كل الدكاترة قالوا حالته ميؤوس منه ... ربنا قادر أن هو يشفيه 

ارتسمت ابتسامة صغيرة مطمئنة علي شفتيه كلامتها تدخل مباشرة إلي قلبه تبعث فيه الامل من جديد ... ابتسمت تربت علي يده :
- أنا هقوم اشوف مايا وهسيبك تصلي 

تركته وغادرت لينظر مكان ما كانت جالسة يبتسم في شرود ... كاد أن يتحرك حين دق هاتفه برقم منيرة جدة أدهم ابتلع لعابه لا يعرف ما يقول لها خاصة وهي سيدة مسنة لن تحتمل مثل ذلك الخبر أخذ نفسا قويا يهدئ به نفسه ... فتح الخط يضع الهاتف علي اذنه ما كاد ينطق بحرف سمعها تبادر بلهفة أم خائفة :
- السلام عليكم ... ازيك يا بيه ... بالله عليك أدهم عندك صح خرج من الصبح بدري ولسه ما رجعش وموبايله مقفول ... انا ناقص انزل ادور عليه في الشوارع

اغمض عينيه متألما يكور قبضته يضرب بها ساقه بعنف مرة تليها أخري هو حتي لا يعرف ما يقول لها هداه تفكيره فئ تلك اللحظة الي كذبة ربما تكون بيضاء رأفة بحالة تلك العجوز تنهد يهمس بصوت هادئ مزيف :
- ايوة أدهم كان عندي ...وأنا طلبت منه يسافر دبي عشان يخلص شغل مهم ... موبايله للأسف اتسرق ... وأنا هتواصل معاكي اطمنك عليك 

سمع صوتها يأتيه من الجانب الآخر يبدو أنها لم تقتنع بكلامه تمام الاقتناع :
- سافر ازاي فجاءة وازاي يسافر من غير ما يقولي ... وبعدين سافر ازاي كمان وهدومه وورقه كله هنا 

يبدو أنه استهان بذكاء تلك العجوز كثيرا ... عاد يغمغم بنفس النبرة الهادئة الواثقة حتي لا تشك في أمره :
- واضح أنك ناسية أن أنا اللي مربي أدهم .... انا أبوه حتي لو مش بالدم ... ورقه وهدومه كلهم عندي زي ما عندك ... وأنا لو طلبت منه يسافر حتي لو الفجر ما يقدرش يقولي لاء 

صمتت منيرة للحظات طويلة قبل أن تلين نبرتها تغمغم قلقة :
- الحمد لله أنه بخير ... أنا كنت هموت من القلق عليه ... ابقي طمني عليه يا بيه وسلملي عليه كتير وقوله يتغطي كويس وهو نايم عشان دايما بينطر الغطا 

ارتسمت ابتسامة شاحبة حزينة علي شفتي حمزة ليسمعها تكمل متلهفة :
- ممكن استسحمك في حاجة يا بيه 

قطب جبينه متعجبا يردف سريعا بلا تردد :
- آه طبعا 

سمعت نبرتها الراجية المتوسلة :
- سامح أدهم أنا عارفة أنك زعلان منه عشان غلطة عملها .. بس هو والله بيحبك أوي ... ووافق علي جوازه من بنتك ... أدهم إبن حلال وهيصونها ويشيلها فوق رأسه وجوا عينيه 

وقف من مكانه يتوجه ناحية المرحاض يريد أن يتوضأمن يحادثه في طريقه :
- حاضر يا حجة ادعيله هو بس يرجع بالسلامة 

أغلق معها الخط يمسك الهاتف في يده تحركت يده تلقائيا تفتح الصور الخاصة به ... ثبتت عينيه علي أحدي الصور له هو وادهم ومايا في أحدي النزهات ... ادمعت عينيه ينظر لابتسامة ولده الواسعة ... يتحسس صورته بأصابعه يتمتم في نفسه راجيا :
- يااااارب
__________________________
علي صعيد آخر في غرفة مكتب وقفت لينا أمام والدها تصيح محتدة :
- أنا عايزة اعرف حضرتك بتعامل معاذ كدة ليه ... أنت تقريبا طردته بعد كل اللي عمله عشاني النهاردة

ابتسم خالد ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم متهكما :
- وعايزاني اعامل جنابه ازاي افرشله الأرض ورد ولا ارمي علي رأسه ياسمين ... انقذك وقولناه شكرا مش فيلم هو 

اشتعلت أنفاسها غضبا كم تكره تسفيه والدها من اي شئ يفعله معاذ حتي لو كان ضخما جللا ... شدت علي كفيها يدوي في رأسها كلمات زيدان واعترافه بحبه لتلك الشقراء . لتصرخ بقهر :
- ريح نفسك هو خلاص خرج من حياتي وشاف حياته ... أنا كمان من حقي اشوف حياتي ... أنت عايزني أبكي علي اطلاله عشان يرجعلي هو اللي باعني ... وأنت اللي قايلي بنفسك اللي باعك بعييه ... ومعاذ اشتري حبي وثقتي ومش هبعد عنه ... عاجلا او اجلا أنا ومعاذ هتجوز ... فارجوك حاول تتقبله ... وتشوف حد تاني غير زيدان اللي بتحبه اكتر من بنتك حتي ... عن إذن حضرتك 

قالتها لتندفع الي خارج الغرفة تهرول الي غرفتها ... ليفك ذراعيه يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف يزفر أنفاسه حانقا يشد علي خصلات شعره ...ابنته العنيدة وذوقها المتدني ... ذلك الشاب المريب ... ما جمع عنه من معلومات لا يشوبها شائبة تقلقه أكثر .. ملف الفتي نظيف أكثر من اللازم .... شتم زيدان في سره لو لم يحضر تلك الفتاة معه لكانت فرصة عودتهم الآن أكبر ... تحرك يصعد لغرفته حيث زوجته الغاضبة ... فتح الباب برفق دخل يغلق الباب خلفه ... التفت حين سمع باب المرحاض ينتفتح خرجت هي تجفف خصلات شعرها بمنشفة صغيرة ... تدندن لحن قديم ... رفعت وجهها ناحيته ترميه بنظرات حادة رمت المنشفة من يدها بعنف تصيح في غيظ :
- أنت ايه اللي دخلك هنا 

رفع يده يمسد جبينه براحة يده انثني جانب فمه بابتسامة صغيرة يتمتم ساخرة :
- انتي زورك ما وجعكيش من الصريخ بقالك 3 ساعات بتصوتي .... كفاية نفوخي ضرب من صوتك أنتي وبنتك 

ضحكت ساخرة تحرك يديها بدراما مبالغ فيها تتمتم متهكمة :
- احنا آسفين لجلالتك يا خالد باشا ..ازاي طبعا نرفع صوتنا في حضور فخامتك 

زفر حانقا ما بال نساء البيت تلك الأيام ... ضيق عينيه قليلا يفكر في نفسه غاضبا لأنه دللهم ... عليه أن يعقد الخناق من جديد ... زفر بصوت عالي يصيح محتدا:
- لينا وبعدين 

اقتربت منه بخطي سريعة وقفت امامه تنظر في عينيه مباشرة تصيح بشراسة :
- عايز تعرف وبعدين ... وبعدين أنا مش هفضل علي ذمتك دقيقة كمان ... وبعدين أنا ما بقتش طيقاك ... وبعدين طلقني وخلي عندك دم ... وبعدين أنت اكتر راجل بجح في الدنيا 

مسح وجهه بكف يده عدة مرات يستعيذ من الشيطان الرجيم قبل أن يصفعها علي فمها الذي لا يتوقف عن رميه بطلقات حادة عنيفة ... قبض علي رسغ يدها الأيسر ابتسم ابتسامة سوداء شد علس أسنانه بعنف يتمتم علي مضض :
- لينا ... أنا لحد ماسك أعصابي وبقول مصدومة ... فكفاية كدة عشان أنا مش عايز ااذيكي ... خلي الليلة دي تعدي علي خير 

شدت رسغها من يده بعنف عادت للخلف عدة خطوات تنظر له لا تحيد بعينيها عنه تتنفس بعنف قلبها يغلي علي مرجل نار متقدة لا تنطفئ :
- أنت فاكر أن أنا خايفة من تهديدك ... حلو اوي ضحكتني أنا مش عايز ااذيكي أنت ما بتعملش حاجة في حياتك غير أنك بتأذيني ... كل ما بتقفل جرح ترجع تفتح واحد اسوء منه ألف مرة 

لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح بجنون تحرك في الغرفة حركات مضطربة سريعة يصرخ غاضبا :
- كفاية بقي حررررام عليكي أنا هلاقيها منين ولا منين .... اموت نفسي عشان ترتاحوا كلكوا ... أنا تعبت والله العظيم تعبت 

قالها ليتركها ويندفع ناحية المرحاض يصفع الباب خلفه بقوة جعلت جسدها ينتفض وقفت جوار الفراش تغمض عينيها تعتصر قبضتها هو الجاني لمل يتصرف بأنه المجني عليه ... لما دائما يقلب الحقائق ضدها ... لحظات وسمعت الباب ينتفح فتحت عينيها تختلس النظر له لتجد ملابسه مبتلة تغرق في المياة ... قطبت جبينها مدهوشة هل استحم بملابسه ... دخل الي غرفة ملابسهم ... غاب للحظات ليخرج من الغرفة يمسك منشفة صغيرة في يده يجفف خصلات شعره ... مر من جوارها ليقبض علي رسغ يدها يجذبها خلفه رغما عنها نظرت له في غيظ حين دفعها برفق لتجلس على احد المقاعد في الغرفة وهو مقابل لها ... استند بمرفقيه علي فخذيه يسألها تعبا :
- هنفضل علي الحال دا لحد امتي 

ابتسمت ساخرة تشيح بوجهها بعيدا عنه تتمتم بنبرة قاطعة :
- لحد ما تطلقني 

مد يده يمسك فكها برفق تام يدير وجهها ناحيته حرك رأسه نفيا يتمتم مبتسما في سخرية :
- للأسف مش هطلقك ... شوفيلك حل تاني 

مدت يدها تدفع يده بعنف تنظر له بشراسة فتحت فمها قبل أن تنطق بحرف وضع كفه علي فمها يمنعها من الحديث نظر لمقلتيها يبتسم مجهدا ... تنهد يردف باشتياق :
- ما تحاوليش تعيشي في شخصية مش بتاعتك يا لينا ... الموضوع بيأفور منك ... لينا انتي عارفة وواثقة اني عمري ما اخونك ... وعارفة كمان إني بعشقك بجنون ... أنا عارف اني غلطت لما اتجوزتها بس ما كنش في قدامي حل تاني .. والله يا لينا ما لمستها ... ما قدرش اصلا ألمس واحدة غيرك ... أنا كنت ناوي اطلقها اول ما تعمل عملية قلبها سواء سامحتني او لاء ... ابقي علي الأقل كفرت عن جزء من ذنبي في حقها ... سامحيني يا لينا ... قلبك عمره ما قسي يا لينا 

ازاح يده من علي فمها ببطئ لتظل هي صامتة للحظات طويلة ... ارتسمت ابتسامة أمل علي شفتيه ينظر لها يرجوها بعينيه أن تغفر خطأه ... حركت مقلتيها لتصطدم بعينيه ابتسمت تقول متهكمة :
- خلصت ... طلقني 

زفر حانقا لتختفي ابتسامته ... يشد علي أسنانه بعنف لينا لا تسمتع له لا فائدة من الحديث معها ... تركته وقامت متجهة ناحية الفراش تسطحت عليه ... بعيدا عند الجانب الآخر ... قام هو الآخر يكفي ما حدث ... تسطح جوارها .. كان يظنها ستصرخ تغضب كحالها في الآونة الأخيرة ليتفاجئ من صمتها الغريب ... اراد مشاكستها فتمتم ساخرا :
- ما صوتيش ليه ... البعبع جه ينام جنبك 

ظلت صامتة للحظات ... قبل ان تلتفت له بالكامل ووجهها صار مقابل وجهه ابتسمت ابتسامة باهتة تتمتم متهكمة :
- يعني أنا لو صرخت أنت هتقوم أنت بتعمل اللي عاي مزاجك دايما. .. حتي لو غصب عني ... جبتني من بيت بابا لهنا غصب عني ... قعدتني معاك في اوضة واحدة غصب عني ... مش هستغرب دلوقتي يعني

تبطأت أنفاسه لحد كبير الغضب بات يؤلمه .. وهو غاضب أغلب الوقت ... قام سريعا من الفراش يغرق رأسه تحت صنبور المياة علها تطفئ غضبه ... عاد الي الفراش من جديد المياة تقطر من رأسه بغزارة ... وضع رأسه علي الوسادة جوارها يوليها ظهره ليسمعها تتمتم ساخرة :
- كدة هتتعب علي فكرة 

- يا ريت يمكن ترتاحي وتحسي أنك خدتي حقك مني ساعتها ... 
تمتم بها بنبرة ساخرة خاوية من الحياة ... لتتنهد هي حانقة القت برأسها علي الفراش تنظر للسقف شاردة ... هو المخطئ والآن هو الغاضب ... تنهدت قلقة عضت علي شفتيها تنظر ناحيته بطرف عينيها لتجد الوسادة غارقة في المياة ... زفرت حانقة من نفسها ... لتهب سريعا التقطت منشفة صغيرة التفتت تقف أمامه تمد يديها بالمنشفة له اشاحت بوجهها تتمتم بتعالي وكأن الأمر حقا لا يعينها :
- نشف شعرك هتتعب 
لم يمد يده حتي ليأخذها لتزفر حانقة جلست عند الجزء الفارغ جواره تجفف له شعره كأنه طفل صغير ..ابعدت الوسادة من تحت رأسه تلقيها بعيدا ... حين انتهت رأته ينظر لها ... رأت في عينيه نظرة شاردة مضطربة زفرت تسأله علي مضض :
- مالك

حرك رأسه نفيا يثبت عينيه علي نقطة في الفراغ يتمتم شاردا :
- تفتكري مين اللي عايز يأذينا 

رفعت كتفيها لأعلي كأنها تخبره بأنها لا تعلم ...ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه يتمتم :
- لو بس اعرف هو مين ... عايز يأذيني ... يجي يأذيني أنا ... مالوش دعوة .. أنا عايش في رعب ليأذي حد فيكوا 

لانت نظراتها قليلا فقط تنظر له مشفقة حزينة علي حاله مما يقول .. تنهد يكمل مبتسما :
- أنا مستعد والله اروح اسلم نفسي ليه 

توسعت عينيها في فزع تنظر له مذعورة لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم فزعة :
- كدة ممكن يموتك

انتصف جالسا يمسك بكف يدها اطال النظر لمقلتيها يتمتم مبتسما برضا :
- لو موتي هيمنع عنكوا الاذي ... فأنا هبقي اكتر من سعيد أن ما حدش فيكوا هيتأذي 

شهقت بذعر مما يقول لتحرك رأسها نفيا بعنف قبضت بكفيها علي تلابيب ملابسه انهمرت دموعها تصيح بحرقة :
- اسمعني كويس ... أنا صحيح مش طيقاك ومش عايزة احبك تاني ... بس ما تجبش سيرة الموت تاني ابداا ... أنت هتفضل عايش وكويس وهتلاقي اللي عمل كدة وتقتله .... حتي لو بعدنا عن بعض أنت فاهم 

لم يعطيها فرصة النطق بحرف آخر جذبها لأحضانه يعانقها بشدة يزرعها بين دمه ولحمه حتي لا تهرب من جديد ... حاولت دفعه بعيدا عنها تتمتم حانقة :
- خلاص إنت استحلتها أبعد عايزة أنام

لم يبتعد فقط ابتسم واغمض عينيه ليغط في نوم عميق لم يعرفه منذ أن رحلت ... قطبت جبينها متعجبة حين شعرت بحركة أنفاسه المنتظمة ... حاولت الابتعاد عنه لتشعر بيده تشدد على احتضانه خائف أن تهرب وهو نائم ... زفرت أنفاسها حانقة تحاول إبعاده من جديد لتسمعه يهذي وهو نائم :
- ما حدش هيأذيكوا ... ما حدش ابدا 

انقبض قلبها ألما علي حاله ... رفعت يدها تمسح علي رأسه برفق 
_____________
- يا غبي 
صوت حاد تلاه صوت صفعة قوية دوي من ذلك البيت الضخم البعيد ... 
- أنا عملت ايه غلط 
- أنا قولتلك ابعت رسالة لحد بتتصرف من دماغك ليه
- أنا قولت لما يتقبض علي أخوه اكيد هيتشتت اكتر 
- وما فكرتش أنهم بالرقم اللي بعت منه هيعرفوا يوصلولنا
- دا لو الرقم متسجل دا خط مضروب من اللي بيتباع في الشارع .. بعت منه الرسالة وكسرته

- أول وأخر مرة تتصرف من دماغك انت فاهم وتنفذ علي طول الخطوة الجاية مش لازم نستني اكتر من كدة .. 
- حاضر 
_________________
ها هو الصباح يشرق بخيوطه الأولي يبدد ظلام الخوف والقلق والوحدة ... علي الرغم من جسدها الشبه محطم بعد ما حدث لها ... الا أنها استيقظت باكرا علي غير العادة .... نفضت عنها الغطاء توجهت الي المرحاض تغتسل فتحت نافذة غرفتها علي مصرعيها اغمضت عينيها تسمح لهواء الصباح العليل بأن يدخل رئيتها ليتسلل لعقلها صوته وهو يقول :
- صاحية بدري يعني مش من عواديك

توسعت عينيها فزعا التفتت حولها سريعا تبحث عنه لا أحد فقط هي وصوته الذي يقتحم رأسها كل حين وآخر ... تنهدت متعبة ... تحركت بقدميها تود دخول الشرفة لتقف حركتها لو دخلت ستقع عينيها علي شرفة غرفته المجاورة لغرفتها وسيعود سيل من الذكريات المؤلمة لاقتحام عقلها من جديد ... تحركت للخلف بحذر تنظر للشرفة بارتباك كأنها شبح مخيف ... تحركت لخارج الغرفة بأكملها حيث غرفة جاسر كانت تظنه نائما فتحت الباب بخفة حتي لا تزعجه لتقطب جبينها متعجبة حين رأته يقف أمام شرفة غرفته حمحمت بخفة ليلتفت لها يبتسم ابتسامة شاحبة يتمتم :
- ادخلي يا لينا 

دخلت الي الغرفة توصد الباب خلفها اقتربت منه لتسعل بعنف من دخان السجائر الكثيف الذي يلتف حوله ... سعلت عدة مرات تحاول إلتقاط أنفاسها ... اخذت السيجار من يده تطفئها بعنف نظرت له حانقة تتمتم محتدة :
- من امتي وأنت بتشرب سجاير يا جاسر 

ضحك ضحكة ساخرة طويلة حرك رأسه يتمتم شاردا :
- مش فاكر ... أنا اصلا ما بحبهاش بشربها بس لما ببقي مخنوق عشان اتخنق زيادة 

نظرت له حزينة مشفقة وقفت جواره مباشرة ربتت علي ذراعه السليم برفق تتمتم :
- جاسر أنا واثقة أن سهيلة ما سقطتش اللي في بطنها 

توسعت عينيه في دهشة مما تقول التفت لها برأسه سريعا ينظر لها راجيا أن ما تقول صحيحا لتحرك رأسها إيجابا تؤكد كل حرف تقول :
- سهيلة بتحبك اوي يا جاسر من واحنا في ثانوي ... مستحيل تسقط ابنك حتي لو مجروحة منك ... بلس أن سهيلة بتعشق الأطفال دي لو شافت طفل بيعيط في الشارع هتعيط معاه ... مستحيل ابدا تقتل أبنها ... أنا عارفة أنا بقولك إيه كويس ... سهيلة ما سقطتش الجنين وبكرة تقول لينا قالت

رقص قلبه فرحا من كلماتها التي بثت له الامل من جديد ... سعادة لم تدم سوي لحظات وتبددت حين بدت الحقيقة المرة تهدل كتفيه حين عاد يهمس في ألم :
- انتي كدة قلقت اكتر راحت فين وهي حامل ... أنا خايف ليحصلها حاجة او حد يأذيها ... أنا هتجنن من التفكير 

عقدت جبينها تفكر للحظات قبل أن تتوسع عينيها تتمتم سريعا بلهفة :
- الرقم ... الرقم اللي سهيلة اتصلت منه لسه عندي علي الموبايل ... اكيد بابا يقدر يوصل لمكانه

ابتسم جاسر في سعادة يعانقها بقوة ابعدها عنه يتمتم فرحا :
- انتي أحسن اخت في الدنيا ابتسمت لأنها اسعدته سرعان ما اختفت ابتسامتها حين تذكرت أن هاتفها انكسر حين دفعها المجرم أرضا ... شدت علي أسنانها لن تخبره لن تبدد فرحته ... يمكنها إصلاح الهاتف عند اي مركز صيانة ... وتنحل المشكلة ... اجفلت من شرودها علي صوته يغمغم متلهفا :
- أنا لازم أسافر دلوقتي لأني سايب الحية في البيت ... أول ما عمي يعرف المكان ارجوكي قوليلي 

ابتسمت تطمئنه تحرك رأسها إيجابا ... 
_________________
- تاتا خطي العتبة ... تاتا واحدة واحدة 
تمتمت بها سارين وهي تضحك في مرح لينظر عثمان لها مغتاظا يتمتم حانقا كطفل صغير :
- ايه تاتا دي يا ست سارين ... انتي بتكلمي عيل صغير 

ضحكت سارين بخفة تقرص خد عثمان تتمتم ضاحكة :
- انت حبيب قلب ماما يا عثعث يا صغنن 

احتقن وجهه غضبا لتنفجر هي ضاحكة ... المشهد الآن كالتالي عثمان يقف جوار مقعده المتحرك يستند علي عكاز طبي في يده اليسري واليمني تلتف حول رقبة سارين يتحرك خطوات ثقيلة للغاية يجر قدميه جرا ... يلهث بعنف يتعرق بغزارة ... فقط بضعت خطوات قليلة ووقف يتمتم لهاثا :
- كفاية يا سارين مش قادر حاسس اني بجر جبل ... كفاية
حركت رأسها إيجابا سريعا نظرت حولها سريعا تبحث عن المقعد لتجده هناك بعيدا ... ابعدت ذراعه عنها تتمتم سريعا :
- ثانية واحدة 
هرولت تشد مقعده بلهفة تحركت ناحيته تساعده علي الجلوس علي مقعده جذبت مقعد تجلس امامه تتمتم مفتخرة به :
- أنا حقيقي فخورة بيك ... بدأت تتحرك اهو يا عثمان 

رفع وجهه ينظر لها بيأس اطفي حدقتيه ليتمتم :
- تفتكري في أمل 

هزت رأسها إيجابا سريعا تنظر لعينيه امسكت بكفيه تشد عليهما تتمتم سريعا :
- طبعا ....كنا فين وبقينا فين ... عثمان أنت بدأت تتحرك تاني ... الباقي كله مسألة وقت وهيرجع الصياد الساحة ... ثق في كلامي

ابتسم لها ممتنا لا يعرف حقا كيف يمكن أن يشكرها علي كل ما فعلت لاجله فتح ذراعيه علي اتساعهما لترتمي بين أحضانه تعانقه بقوة ويختبئ هو بين أحضانها ... ابعدها عنه قليلا يحتضن وجهها بين كفيه يتمتم مبتسما:
- نتيجتك هتطلع النهاردة خليني اقولك ... إن مهما كان مجموعك ... هتدخلي الكلية اللي نفسك فيها ... حتي لو ما جبتيش مجموعها ...
بس أنا واثق أنك هتجيبي مجموع كبير 

ابتسمت فرحة تعانقه من جديد ليشدد علي عناقها قلبه يطرق بعنف باسمها هي فقط
____________
علي صعيد آخر بعيدا جدااا عن سابقه فرق التوقيت بينهما ساعة واحدة ... هي الآن العاشرة في مصر والتاسعة في لندن .... وقف حسام ومعه زيدان أمام غرفة العمليات اليوم الموعد المحدد لاجراء عملية والدته ... يدعو كل منهما أن يمر الأمر علي خير وتنجح العملية ... هرول الطبيب ناحية المختص بحالة والدته ما أن رآه قادما من بعيد يسأله متلهفا :
- ستكون بخير أليس كذلك
ابتسم الطبيب يحاول أن يطمئنه ربت علي كتفه يقول مبتسما :
- سنبذل قصاري جهدنا لا تقلق ...

تحرك الطبيب ناحية غرفة العمليات ليتهاوي حسام علي المقعد يخفي وجهه بين كفيه يدعو بلا توقف .... جلس زيدان جوار ربت على ساقه يشد من ازره :
- هتبقي بخير يا حسام اطمن بإذن الله هتنجح العملية 

حرك حسام رأسه إيجابا يحاول الأبتسام ... مرت نصف ساعة تقريبا ... قبل أن تعلو أصوات صيحات قادمة من الناحية الاخري وصوت رجل يصيح قلقا مذعورا :
- ارجوكم انقذوا زوجتي أنها تلد ... تنزف الدماء بغزارة 
وصوت الممرضة تحاول تهدئة الرجل :
- اهدي ... اهدي سننقل زوجتك لغرفة العمليات حالا 

رفع حسام وجهه بعد أن التقطت أذنيه الصوت قاومت رغبته الطبية في أن يعرف حالة السيدة فالنزيف ليس بالشئ الجيد إطلاقا ... تنهد حائرا نظر لغرفة العمليات للحظات ... ليتحرك يتجه الي مصدر الصوت ... سمع صوت صياح الطبيبة يبدو أن هناك شيئا خاطئ يحدث :
- بسرعة حضروا غرفة العمليات الجنين سيختنق 

تقدم ناحيتهم يتمتم في هدوء :
- يمكنني المساعدة أنا طبيب ...

نظرت له الطبيبة في ريبة ليخرج جواز السفر الخاص به ... يريه إياها ... تنهدت الطبيبة قلقة تحرك رأسها إيجابا ... دخل حسام إلي غرفة التعقيم ... وسريعا الي غرفة العمليات ... حرفيا كان كمن يركض في سباق لأجل أن ينقذ حياة كل من آلام والطفل مع كثرة النزيف وانقطاع الحبل السري عن الجنين الوضع كان اسوء مما يكون ولكنه في النهاية نجح حمل طفلة صغيرة علي يده تصرخ للحياة أنها جاءت .... نظرت لوالدتها يبتسم يتمتم :
- أنها فتاة 
ابتسمت المريضة مرهقة تحرك رأسها بإيماءة بسيطة ضعيفة ... اخذت منه الممرضات الفتاة ... خرج هو من غرفة العمليات ليجد الزوج يهرول إليه يسأله متلهفا :
- ارجوك زوجتي وابنتي. بخير أليس كذلك 

حرك حسام رأسه إيجابا يبتسم في هدوء يتمتم :
- مبارك لك رزقت بفتاة جميلة ... 
تحرك ليغادر ليجد الرجل يهرول خلفه سريعا يستوقفه :
- انتظر انتظر إنت من انقذت حياة ابنتي وزوجتي ... تيمنا بما فعلت أنت من ستختار اسم الفتاة

غزت ابتسامة صغيرة شفتي حسام وطيف سارة يتجسد امام عينيه ليتمتم شاردا :
- سارة

اعجب الرجل بالاسم كثيرا وتركه يهرول الي زوجته ... اسرع حسام الخطي الي غرفة العمليات لا يرغب سوي في الاطمئنان علي والدته ليجد زيدان يهرول إليه يعانقه بعنف يصيح فرحا :
- مبروك يا صاحبي العملية نجحت 
__________________

عذرا للتأخير 💔

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الرابع والخمسون 
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
- مبروك يا صاحبي العملية نجحت 

ابتسامة واسعة سعيدة شقت شفتي حسام تدافعت دقات قلبه كأنها دفوف تزف إليه الفرح ... انسابت دموعه تسقي روحه فرحا .. ترك صديقه ليكمل طريقه راكضا الي حيث غرفة الجراحة وجد الطبيب يقف هناك جواره أحدي الممرضات ... ابتسم له الطبيب ما أن رآه يحرك رأسه بالإيجاب بأن والدته بخير والعملية تمت علي خير ما يرام ...هرول حسام ناحية الطبيب يعانقه بقوة كأنه ابيه انسابت دموعه يتمتم بصوت لاهث ممتن :
- أشكرك ... حقا أشكرك ... لا أعرف كيف يمكنني شكرك

ضحك الطبيب العجوز بخفة يبعد حسام عنه ربت بكفهه علي وجهه يقول مبتسما :
- أتعلم تذكرني برجل رأيته منذ سنوات طوال ... كنت في بداية حياتي المهنية .. وكنت اعمل كطبيب للنساء ... جاء بزوجته المسكينة كانت حالتها متدهورة ... اضطررنا لإزالة الرحم لتحيا ... كنت أراه دائما يقف أمام غرفتها يبكي ... يقول لي دائما ... انقذها لا اريد اطفال هي طفلتي ولا ارغب في سواها ... مازلت أتذكر لمعة عينيه حين تحسنت وباتت علي ما يرام عانقني بقوة وظل يصرخ أن زوجته باتت بخير ... ولكني أصبت بالاكتئاب بعدها ... وعزمت علي تغيير تخصصي ... حين أتذكر ذلك الرجل ادعو الله ... إن يحفظ عشقه لزوجته 

ابتسم حسام ينظر للطبيب يبتسم في سعادة ... ليربت الاخير علي كتفه يتمتم برفق :
- العملية نجحت ولكن يجب أن تبقي والدتك تحت الملاحظة حتي نطمأن عليها خوفا من حدوث مضاعفات ... لا تقلق ستصبح علي ما يرام ... والدتك تم نقلها الي غرفة (980) 

قالها ليترك حسام ويغادر متوجها الي عمله وقف حسام في مكانه للحظات يبتسم تتسارع أنفاسه في سعادة تحي قلبه ... تحرك يبحث بين أرقام الغرف سريعا الي أن وصل لغرفة والدته وقف خارجا ينظر لها يبسط كفيه علي سطح الزجاج ادمعت عينيه كطفل صغير يتمتم مع نفسه :
- هتبقي كويسة يا ماما ... خلاص العملية نجحت كلها كام يوم وهتبقي أحسن من الأول ... أنا عارف أنك خبيتي عليا عشان ما تزعلنيش ... بس لو كنتي

قطم شفتيه لم يستطع أن يذكر كلمة موت واسمها في جملة واحدة حرك رأسه نفيا بعنف يتمتم :
- بعد الشر عليكي ... أنا مش هستحمل يجرالك حاجة ... دا انتي دنيتي كلها ... ياااارب 

نظر لوالدته نظرة أخيرة يودعها مؤقتا ... التفت برأسه يقطب جبينه متعجبا أين زيدان كان معه قبل قليل ... مسح دموعه بكفه يخرج هاتفه حاول الاتصال به ليجد هاتفه مشغول ... تحرك يبحث عنه يسأل الممرضات أن كانوا رأوه لتخبره أحدي الممرضات أنه توجه لحديقة المستشفي شكرها ليتحرك يبحث عن صديقه 

في الحديقة تحرك زيدان يجلس علي مقعد جوار شجرة كبيرة يحتمي بظلها ... يستنشق الهواء بعنف يحاول أن يرخي أعصابه المتوترة علي اوتار مشدودة بعنف ... الأيام الماضية كان القلق يقتله خوفا علي صديقه ... والآن انتهي كل شئ ... ابتسم يستند برأسه لظهر المقعد يبتسم في ألم يغمض عينيه ... مر طيفها أمامه ليتنهد بحرقة ... لما لا تترك رأسه ... لعنة عشق شربها كأسا لتقيده عمرا ... 

شعر بحركة جواره وقبل أن يفتح عينيه سمع صوت صديقه يتمتم متعجبا :
- ايه يا ابني اللي جابك هنا .. قلقتني عليك لما اختفيت فجاءة ... مالك يا زيدان ... أنت كويس

تنهد الاخير بحرقة يخرج أنفاسه المشتعلة ارتسمت ابتسامة باهتة علي شفتيه تحرك يستند برأسه علي كتف حسام فتح عينيه قليلا يتمتم ساخرا :
- وأنا من امتي كنت كويس ... من ساعة ما وقعت في عشق اختك ... وأنا ما بقتش كويس ... مش عايزة تخرج من دماغي بشوفها في كل حتة ... حتي وأنا نايم بشوفها في كل أحلامي 

أراد حسام أن يخفف عن صديقه ولو قليلا .. فأبعده عنه بعنف يقبض علي تلابيب ملابسه بعنف قطب ما بين حاجيه يتمتم محتدا :
- يا ليلة اللي خلفوك مش فايته ... بتحلم بأختي ازاي يعني ... بتحلم بيها ازااااااي ... العااااار ولا التاااار  

ضحك زيدان رغما عنها يحرك رأسه نفيا ينظر لصديقه يآسا ... حمحم بخجل مصطنع يجاري صديقه يتمتم في حرج :
- ما اقدرش اقولك اصلها احلام للكبار فقط 

توسعت حدقتي حسام في حدة قاتمة افلت صديقه ينظر حوله ليجد حجر متوسط الحجم جوار أحدي الاشجار مال سريعا ينظر لزيدان متوعدا في شر :
- دا أنا هفتح دماغك عشان ما تحلمش بيها تاني 

اندفع حسام ناحية صديقه ... ليدفعه زيدان بعيدا عنه ... يركض في ارجاء الحديقة وحسام خلفه كأنهم أطفال وحسام يصيح فيه :
- ولااا والله لاضربك ... وأنت اللي كنت فاكرك صاحبي طلعت تعرفني عشان خاطر اختي ...

صاح زيدان من بين ضحكاته العالية وهو يركض بعيدا :
- يا ابني اهمد الله يخربيتك ... الناس تقول علينا مجانين .... هتفتح دماغي هقول لسارة بنت خالي عمر أنك كنت بتعاكس بنت طنط منال اللي في الرابع 

وقف حسام للحظات ينظر للحجر في يده بينما زيدان يقف علي مقربة ينحني للامام قليلا يلهث بعنف ...ليصيح من الألم حين اصطدم الحجر فئ ساقه بعنف طفيف مسد ساقه بكف يده ينظر لحسام مغتاظا ليبتسم الأخير في فخر ... ارتمي كل منهما جوار الآخر علي أحد مقاعد الإستراحة يلهثان وبقايا ضحكات خافتة تخرج من بين شفتي كل منهم ... نظر حسام لصديقه للحظات قبل أن تتغير نبرته إلي الجدية حين اردف :
- طالما لسه بتحبها اوي كدة حاول تاني يا زيدان ... ما تسيبهاش تضيع من إيدك ... ما تخليهاش تتجوز اللي اسمه معاذ دا 

ارتسمت ابتسامة ألم مريرة علي شفتي زيدان .. يحرك رأسه بالنفي ... زفر أنفاسه الحارقة تشرد عينيه في الفراغ ليتمتم بنبرة عذاب تتألم :
- أختك ما حبتنيش يا حسام ... هي ممكن تكون اتعودت علي وجودي ... شالت لي جميل اني رجعتها تعيش حياتها تاني ... بس ما حبتنيش ... ما قدرتش تشوف الحب اللي في قلبي ناحيتها ... فكرك أنا مش بتعذب كل لحظة وأنا بفكر انها بتشوفه بتكلمه ... بتضحكله ... نار بتكوي قلبي ... بس واضح انها بتحبه هو ... وأنا اللي كنت عايش في وهم كبير ... أنا اللي عارف إن اللي حصلها مني مش سهل تنساه بس 

ادمعت عينيه ليحرك كفيه بانفعال يكمل بحرقة :
- بس أنا يا اما قولتلها شوفي ايه يرضيكي وأنا اعمله ... أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني .... حاولت وحاولت وحاولت ... بس هي رفضت ما لانش قلبها ولو دقيقة واحدة ... اعمل إيه تاني يا حسام ... أنا تعبت حبي لأختك استنزفني ... وياريتني عارف اخلص منه 

مسح وجهه بكف يده مرة تليها أخري وأخري وأخري رفع وجهه ينظر لحسام يبتسم في ألم يحاول تغير دفة الحوار :
- ماما وحشتني أوي ... نفسي اروح احط رأسي علي رجليها زي ما كنت بعمل وأنا عيل صغير وتفضل تلعب في شعري لحد ما أنام ... كان بيبقي اعمق نوم أنا بنامه في حياتي 

قطب حسام جبينه متعجبا ظنا منه أن زيدان يشتاق لوالدته الحقيقة ... قرأ زيدان في عيني صديقه تعجبه مما قال لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيه يتمتم :
- لاء أنت فهمت غلط ... مرات خالي هي اللي وحشتني ... مش حد تاني 

ابتلع حسام لعابه مرتكبا ... يريد أن يسأله سؤالا ولكن بداخله شعور قوي يمنعه من أن يفعل ذلك زفر أنفاسه الحارقة يحسم قراره .. فغمغم يسأله متوترا :
- طب ومامتك اللي ولدتك ما بتوحشكش ... ما بتفكرهاش خالص ... أنا آسف لو سؤالي هيضايقك ... مش عاوز تجاوب عليه بلاش 

ارتفعت شفتي زيدان بابتسامة قاتمة مزيج من السخرية والألم انحني بجسده قليلا للأمام يستند بمرفقيه علي فخذيه يتمتم متهكما :
- طب قولي افتكرلها ايه حلو ... او حتي توحشني ليه ... يا جدع دا ما كنتش بتسأل فيا اصلا ... من ساعة ما اتجوزت .... بس ربنا عوضني بجد والله ... بمرات خالي ... في الدنيا كلها ما فيش ست بحنتيها وطيبة قلبها ... عارف زمان أوي من الحاجات اللي مش ناسيها ابدا ... لما كان عندي 12 سنة تقريبا كان في المدرسة ... مدرسة بتضايقني ما كنتش بحب اروح المدرسة بسببها وطبعا لو كنت قولت لخالي كان راح هد المدرسة علي دماغ الكل فما رضتش بصراحة ... قولتلها هي ... مرات خالي شخصية كيوت جداا ... بس فجاءة لقيتها اتحولت والله أنا نفسي خوفت منها ... خدتني من ايدي وراحت علي مكتب المدير بتاع المدرسة
Flash back
وقفت لينا أمام المدير المرتجف خوفها ينظر لها قلقلا حين علم هويتها او بالادق هوية زوجها صفعت لينا سطح المكتب امامه بعنف تصيح بشراسة :
- أنت عارف أنا لو قولت لخالد هيعمل فيكوا اييييه .... أنا جايبة ابني يتعلم ولا يتعقد .... يعني ايه المدرسة بتضربه وبتسلط زمايله يضايقوه ... أنا عايزة المدرسة دي قدامي حالا 

حرك المدير رأسه إيجابا سريعا امسك هاتفه يطلب من السكرتيرة استعداء المدرسة لحظات ودخلت فتاة طويلة القامة ترتدي حذاء ذو كعب رفيع جعلها أطول ترتدي « جيبة » سوداء تصل لمنتصف فخذيها وقميص من اللون الأحمر .... تلطخ وجهها بمساحيق بكثيرة مبالغ فيها وقفت في منتصف الحجرة تعقد ذراعيها تردف متشدقة في تعالي :
- خير يا سيادة المدير حضرتك عايزني وأنا عندي حصة ليه 

كاد المدير أن يتحدث حين قاطعته لينا توجه حديثها لتلك الواقفة أمامها :
- أنا اللي عيزاكي يا أستاذة ... اقدر أعرف الهانم بتضرب ابني ليه 

ابتسمت المدرسة ساخرة تنظر للينا باستخفاف تتمتم في براءة :
- أنا ضربته لا طبعا ما حصلش ... ابنك اللي انطوائي وعصبي وبيكلمش حد خالص والاولاد بتخاف منه 

ابتسمت لينا في شر ابتسامة هادئة اكتسبتها من خالد ... ان تهدي تماما قبل أن تمزق لحم فريستها ... اقتربت لينا من الواقفة بعيدا عنها بخطوات هادئة منتظمة ... علي حين غفلة صفعتها بعزم ما تملك من قوة شهقت الفتاة بعنف من ألم الصفعة لتقبض لينا علي تلابيب ملابس الواقفة امامها تصيح بشراسة :
- أنا ابني مش كداب .. أنا ما ربيتهوش علي الكدب لو عمل مصيبة بيجي يقولئ عليها ... انتي بتضربيه وبتخلي زمايله يتنمروا عليه ... يا دي عقدة نقص عندك يا حد مسلطك عليه 

نفضتها لينا بعيدا عنها تنفض يدها بإيباء كأنها كانت تمسك بقمامة ابتسمت تتمتم في هدوء :
- علي العموم أنا كلمت جوزي وهو قدامه دقايق ويبقي هنا وهو هيعرف دي عقدة نقص ولا حد مسلطك عليه 

جوزك جه يا حبيبتي خلاص ... اردف بها خالد بهدوء يبتسم في توعد قاسي .... دخل إلي الغرفة ينظر لزيدان الصغير يبتسم له يطمئنه ... ليعاود النظر لزوجته يقول مبتسما :
- حبيبتي خدي زيدان واستنوني برة شوية 

نظرت لينا للفتاة تبتسم ... لتسمك بيد زيدان تأخذه معها للخارج تغلق الباب عليهم 
Back
خرجت ضحكات عالية من بين شفتي زيدان يحرك رأسه نفيا يبتسم فئ حنين :
- طلع معتز هو اللي مسلطها واداها فلوس عشان تعمل كدة ... بس لو تشوف شكلها وهي خارجة من المكتب ... ماسكة جزمتها في ايدها مسخرة ... لسه فاكر منظر مرات خالي وهي واقفة تزعق وتقولهم أنا ابني ما بيكذبش ... 

ابتسم حسام ذكرياته مع والده كانت سعيدة ولكنها مسالمة أكثر من اللازم ... اجفل الإثنين معا علي صوت يعرفه زيدان جيدا وسمعه حسام قبلا يصيح فرحا :
- زيداااان 

رفع الاثنين وجهيهما معا ينظران لتلك القادمة تركض ناحية زيدان في دهشة ليصيحا معا في ذهول :
- انجليكا !!!
_______________
في مصر ... في منزل خالد السويسي ... تحديدا في غرفة نومه بالأعلي ... بعد ليلة نوم عميييقة رغم كل ما حدث الا أنه غط في سبات عميق .. يكفي أنه بين أحضانها ذلك أكثر من كافي ... فتح عينيه قليلا يتثأب ناعسا ليبصر وجهها أمام تنظر له ترميه بنظرات حانقة مغتاظة .. زفرت تتمتم ساخرة :
- اخيرا صحيت ... اوعي بقي سيبني مش كفاية ما عرفتش أنام بسببك امبارح ودلوقتي مش عارفة اتحرك

نظر لوضعهم ليجد الحال كما هو عليه ذراعيه تلتفان حولها بعنف ينام علي كتفها ... فك وثاق ذراعيه لتعتدل في جلستها تتأوه متألمة تتمتم حانقة :
- مش معقول كنت حاسة أن عضمي هيتكسر ... أنت فاكر نفسك خفيف ... وطول الليل تحلم وعمال تتكلم وتترعش وتحضن فيا زيادة ... 

انتصف جالسا يمسح وجهه بكفيه من أثر النوم يحرك رأسه عله يستفيق ... قطب جبينه من جملتها الأخيرة نظر لها يسألها متعجبا :
- أنا ما بتكلمش ولا نايم ولا بترعش .. امتي حصل الكلام دا .. وكنت بقول إيه 

رفعت كتفيها لأعلي بلامبلاة تتمتم ساخرة :
- ما اعرفش ما كنتش مركزة ... كنت عايزة أنام ومش عارفة 

ابتسم في شحوب مد يده يمسك بكف يدها الموضوع جوارها ... رفعت وجهها إليه حين فعل التحمت مقلتيها في مقلتيه ... يبحث عن عشقها له في عينيه ابتسم حين رآه ... صحيح أنه كان يختبئ خلف أمواج غضبها منه ولكنه هناك لم يمت ... تسارعت أنفاسها تنظر له تعاتبه ... ليفيض الندم موجا من حدقتيه .. ابتسم ابتسامة صغيرة يتمتم :
- زعلك وحش اوي يا لينا ... زمان مش زمان اوي يعني لما كنت بتزعلي مني ... فين الاخطبوط بتاعك صحيح ... اللي بتروح قالبة وشه فيبان شكله زعلان وأنا افضل اراضي فيكي لحد ما تقلبي شكله ويرجع مبسوط تاني ... 

ادمعت عينيها تتذكر كم كانت ساذجة حتي في غضبها منه كانت تسامحه ببساطة ... ببضع قطع حلوي ... ولعبتها الغاضبة ... مسحت دموعها سريعا بيدها الاخري قبل أن يراها اختنق صوتها وهي تتمتم :
- عشان كنت عبيطة ...وكانت خناقتنا بتبقي تافهة علي حاجات بسيطة ... كنت فاكرة أنك مش هتجرحني تاني يا خالد خلاص ... بس كالعادة كنت غلطانة ... المرة دي انت قهرتني مش بس جرحتني ... اتجوزت عليا كتبت واحدة تانية علي اسمك ... رميت نفسك في حضنها 

حرك رأسه نفيا سريعا يغمغم متلهفا :
- والله يا لينا ما لمستها ... اقسملك اني جوزنا بس علي ورق 

نزعت يدها من يده بعنف تضع كفيها علي اذنيها انهمرت دموعها بحرقة تتمتم بقهر :
- بس .. بس ... ما تكملش ... مش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة ... ارجوك اخرج ... سبني أنا عايزة أنام 

نظر لها للحظات تنهد عاجزا عن فعل اي شئ ... تحرك من جوارها ... لترتمي علي الفراش توليه ظهرها تضم ركبيتها لصدرها تبكي بعنف لم تعرفه في الأيام الفائتة ... لم يحتمل تركها في حالتها تلك التف سريعا حول الفراش يجلس علي ركبتيه امامها ... افزعه وجهها الشاحب عينيها الحمراء دموعها المهراقة بلا توقف ... تحتضن ركبتيها بذراعيها بعنف ...حاول احتضانها لتدفعه بعنف ابتعدت تنظر له كارهة أمسك بذراعيها يشد عليهما برفق يهمس راجيا :
- عشان خاطري كفاية يا لينا ... ما تعمليش في نفسك كدة ...أنا هو قدامك ... خدي حقك مني ... زي ما أنتي عاوزة ... وحياة اغلي حاجة عندك كفاية ... أنا مش هستحمل اشوفك في حالتك دي .... طب قومي صرخي اعملي اللي انتي عيزاه ... كفاية بالله عليكي يا لينا 

مدت يدها تجذب الغطاء بعنف تختبئ أسفله يسمع صوت بكائها العنيف أسفله ... لحظات صمت قبل أن تصيح فيه بقهر :
- اخرج ... اخرج مش عايزة احس بوجودك معايا حتي ... امشي

ابتلع لعابه قلبه تتدافق دقاته بعنف خوفا عليها من حالها الغريب تلك ... تحرك رغما عنه يجر ساقيه لخارج الغرفة القي عليها نظرة اخيرة تنهد بحرقة قبل أن يخرج يغلق الباب خلفه .... التفت خلفه ليجد لينا ابنته تهرول ناحيته تمسك هاتفها في يده مدته له ما أن رأته تتمتم مبتسمة :
- بابا معاذ علي الموبايل عايز يكلم حضرتك ..

زفر أنفاسه حانقا ... التقط الهاتف من يدها يضعه علي اذنه زفر حانقا يتمتم بتعالي :
- نعم ... خير 

حمحم الأخير حرجا تلعثم قليلا يحاول تجميع جملة مفيدة :
- اااا ... ااا حضرتك أنا ككنت ععايز اخد من حضرتك ممم ... ميعاد كتب الكتاب ... بما أن لينا مش حابة فكرة الفرح ... ففف ايه رأي حضرتك نعمل حفلة بسيطة في اي مكان يعجب حضرتك ... ونكتب الكتاب واخد لينا 

- تاخد مين يا روح امك
صاح بها خالد فجاءة بشراسة مفزعة ... لتشهق لينا في صدمة مما قال والدها توا ... نظرت له غاضبة لتصيح محتدة تدافع عن قرارها :
- في ايه يا بابا ... ازاي تشتمه كدة ... أنا موافقة علي اللي معاذ بيقوله .... ويا ريت حضرتك تحدد ميعاد كتب الكتاب 

رمي ابنته بنظرة حارقة غاضبة شد يده التي تمسك الهاتف بعنف يجز على أسنانه يطحنها بضراوة قبل أن يزمجر غاضبا :
- طالما الهانم واخدة قرارها جاية تقولي ليييه .. عايزة تتجوزيه ... اتجوزيه ... بكرة تعرفي أن الندم مش هينفعك 

وجه حديثه للطرف الآخر يصيح محتدا :
- أنت يا إبني آخر الاسبوع تجيب معاك المأذون ... 
دون كلمة أخري أغلق في وجهه الخط ابعد الهاتف عن أذنه ينظر لابنته نظرات حادة قاتمة لتقابله بنظرات تحدي ثابتة .... أعطاها ذلك الهاتف الاسود الصغير مرة أخري ... ليتركها ويغادر نظرت في اثره تتنفس بعنف للحظات لتهرول عائدة لغرفتها ... ارتمت علي فراشها تلهث بعنف لتقع عينيها علي جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بها « اللاب توب » تلك الصورة التي بعثها لها ايميل مجهول صورة لزيدان وهو في لندن ... وتلك الانجليكا ترتمي بين ذراعيها وهو بالطبع يحتضنها ... والدها يريدها أن تحيي علي اطلاله تبكي والاخير في شهر عسل مع الشقراء لا يهتم بها من الاساس ... شدت علي أسنانها بعنف تنظر للصورة نظرات حارقة غاضبة تتمتم متوعدة :
- زي ما نسيتني أنا كمان هنساك ...
______________________
علي صعيد آخر ... انتظرت بفارغ الصبر الطريق الفاصل بين منزل عمها والمستشفي المحتجز فيها قلبها ... طوال الطريق في السيارة مع والدها وهي تدعو له أن يكون بخير علي ما يرام ... تتمني فقط تتمني أن يكن استفاق من ثباته المخيف ... كم اشتاقت له ... نظرة عينيه ابتسامته ... كلاماته ... صمته يقتلها ... وقفت سيارة ابيها اخيرا هي وسيارات الحراسة المكثفة التي تلحقهم ... نزلت سريعا من السيارة تتحرك بتلهف تسبق والدها الي غرفته كل خطوة يزيد الأمل في قلبها أن تراه مستيقظا ... تبدد أملها بالكامل ادمعت عينيها حين رأته من خلال زجاج غرفته كما هو نائم في ثباته الخاص ... جواره طبيب وممرضة ... تحركا للخارج في لحظة قدوم والدها الذي هرول ناحية الطبيب يسأله قلقا :
- طمني يا دكتور أدهم حالته ايه دلوقتي

نظر له الطبيب مشفقا حرك رأسه نفيا كأنه يخبره أن لا جديد كما هو اغمض حمزة عينيه متألما يدعو داخل قلبه يصيح راجيا :
- ياااارب 

تجاوز الطبيب يدخل الي الغرفة لتتبعه مايا سريعا جلس جوار فراش إبنه يمسك بكف يده ينظر له للحظات طويلة لم يجد ما يقوله فبدأ يحادثه غاضبا :
- أدهم إنت يا ولد ... فتح عينيك بقي وبطل رخامة .. خلاص يا سيدي عرفت أنك غالي عندنا كلنا ... قوم يا أدهم بقي كفاية دلع 

انسابت دموع مايا تنظر لوالدها مشفقة قلبها يتمزق بين حالة والدها الحزينة البائسة ... وحالة قسيم روحها الحرجة ... تقدمت من الفراش تجلس من الناحية الأخرى تمسح علي خصلات شعره بخفة تهمس له بصوت خفيض ينزف ألما :
- قوم يا أدهم .. عشان خاطري ... طب عشان خاطر بابا يا أدهم ... صعبان عليا أوي ... أنت مش عارف حالته عاملة إزاي ... قوم يا أدهم ... 

ابعد حمزة يده عن يد أدهم يمسح بها دموعه التي تساقطت رغما عنه لتتوسع عيني مايا في دهشة شهقت من الفرحة لتتمتم سريعا بتلهف :
- الحق يا بابا أدهم بيحرك صوابعه

نظر حمزة سريعا ناحية ادهم وقلبه يدق فرحا ليجد يده كما هي ساكنة لا تتحرك قطب جبينه ينظر لابنته متعجبا لتغمغم سريعا بتلهف :
- والله العظيم لما حضرتك كنت ماسك ايده وسيبتها كان بيحرك صوابعه كأنه بيدور علي ايدك

نظر لابنته مشفقا ربما هي فقط تتوهم ولكن لا مانع من التجربة عاد يمسك بيد أدهم من جديد يحادثه بحنو كأنه طفل صغير :
- أدهم إنت سامعني يا حبيبي مش كدة ... أدهم .... أدهم فاكر لما خدت عربيتي وأنت في ثانوي ودمرتها خالص ... وعملت فيها ناصح ورحت فاكك جزء من السقف الحديد بتاع الجراش وقعته عليها كأنه هو اللي وقع قضاء وقدر مش أنت اللي كسرتها 

ابعد يده من جديد يتابع بتلهف عن كثب لحظة اثنتين ثلاثة ... الي أن بدأت أصابع الأخير تتحرك من جديد حركات خفيفة للأمام وللخلف كأنه يبحث عن يد والده ... صاحت مايا فرحة :
- مش قولتلك بيحرك صوابعه 

انسابت دموع حمزة فرحا ليهب سريعا من مكانه يتمتم متلهفا وهو يهرول للخارج :
- أنا هنادي الدكتور 
_______________
أما علي اتجاه آخر لم نزره منذ وقت طويل في منزل عمر وتالا ... فتح عمر الباب باب المنزل بعنف لتدخل تالا وخلفها عمر الذي صاح فيها حانقا :
- خشي يا تالا هانم عجبك الفضايح اللي عملتيها في الاجتماع دي

اسبلت تالا عينيها في براءة تشير لنفسها متفاجائة تتمتم مدهوشة :
- أنا ؟!!! ... هو أنا يعني عشان شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير ابقي عملت فضايح ... كانت بتتلزق فيك ولا لاء 

خرجت سارة علي صوت شجارهم من الخارج تدعو في نفسها الا يعودا لما كانا عليه قبلا فسارين ليست هنا الآن لتؤازرها ... حمحمت ما أن دخلت الي الغرفة تسألهم متوترة :
- انتوا بتتخانقوا ليه

قرأ عمر خوف ابنته من نظرات عينيها القلقة المضطربة ... فتقدم ناحيتها سريعا امسك بيدها برفق يجذبها إلي اقرب مقعد جلست وجلس جوارها يشير ناحية تالا التي تجلس على المقعد لهم بإريحية شديدة وكأنها لم تفعل شيئا ليغمغم عمر مغتاظا :
-اشهدي يا سارة مامتك ضربت العملية في الاجتماع النهاردة

صاحت تالا معترضة تدافع عن نفسها :
 - أنا ما ضربتهاش أنا شديتها من شعرها ودلقت عليها العصير

شهقت سارة في فزع ... تنظر لوالدتها مدهوشة ليصفع عمر جبينه براحة يده ابتسم يتمتم ساخرا :
- اتفضلي يا ستي ... وكدة ما ضربتهاش ... خلت الشركة خسرت الصفقة ... لأن عندها اعتقاد أن الست كانت بتحاول تعاكسني 

أحمر وجه تالا في غيظ لتهب واقفة تصيح بشراسة :
- لا يا حبيبي دي كانت بتتحرش بيك وأنت عامل عبيط ... كل شوية تخبط فيك وكأنها مش قاصدة وعمالة تنعملي في صوتها ... وعمالة فيك ومسيو عمر .. مسيو عمر ... ما أنا بعرف اتكلم فرنساوي أنا كمان 

ضحك عمر ساخرا يشير لوقفتها يتمتم متهكما :
- دا مش منظر واحدة بتتكلم فرنساوي دا منظر واحدة خارجة من تهمة قتل مع سبق الإصرار 

ضحكت سارة رغما عنها وضعت يدها علي فمها سريعا تمنع ضحكاتها حتي لا تغضب والدتها ... ليغمز لها عمر بطرف عينيه يشاكسها ... انتفخت ادواج تالا غضبا اقتربت تود الإنتقام حين شعرت فجاءة بدوار يعصف برأسها دون سابق إنذار ترنح جسدها بعنف قبل أن تسقط أرضا في لحظة غائبة عن الوعي ؟!!!
_____________
ومن هنا لهناك وقفت احدي الطائرات في مطار القاهرة الدولي ... لينزل ثلاثتهم رجلين وامراءة ... تحركا للخارج انهي أحد الرجلين كافة الإجراءات ليتوجها الي اول سيارة اجري تقابلهم جلس رجل وامراءة علي الاريكة الخلفية والشاب جوار السائق ... تحركت السيارة بهم الي حيث عنوان محدد .. التفت الشاب ينظر للجالسين يتمتم مبتسما :
- هو جدو جاسم هنا صح 

ابتسمت السيدة بخفة تحرك رأسها إيجابا تضيف مبتسمة :
- ايوة يا حبيبي أنا لما كلمته امبارح قالي أنه في بيتك خالتك 

نظرت بعدها لذلك الجالس جوارها شارد عينيه يصرخ فيهم القلق تعجبت من قلقه تسأله :
- مالك يا إسلام 

تنهد يزفر انفاسه القلقة يتمتم شاردا :
- قلقان علي بدور ... كل ما أما اكلمها تقولي أنا كويسة وبخير ما تقلقش ... وجوزها بقالي مدة طويلة بحاول اكلمه موبايله دايما مقفول ... أنا هوصلك عند اختك واطلع علي بيتها علي طول 

ابتسمت تحاول طمئنته ربتت علي يده تردف تطمئنه :
- ما تقلقش بإذن الله هي بخير وكويسة أنت بس بتقلق عليها زيادة 

التفت لها يحاول الابتسام يتمني فقط ان تكن حقا بخير ... دقائق اخري ووصلت السيارة الي منزل خالد ... تعجب إسلام من حالة التفتيش المكثفة التي قام بها الحراس لسيارة التاكسي .... قبل دخولها ... ما إن دخلا صاح السائق حانقا :
- بقولك ايه يا عم عايز تكمل مشوارك شوفلك سواق غيري ... هو دا بيت وزير ولا ايه .. دا ناقص يخلعوا عجل العربية ودي عليها أقساط 

زفر إسلام حانقا اعطي للسائق نقوده ... ليتركهم الأخير ويرحل تقدمت شمس سريعا من باب المنزل وخلفها إسلام وجاسم الشاب علي اسم جده ...دقت شمس الباب عدة مرات ليُفتح الباب بعد دقائق ... وظهرت بدور من خلف الباب توسعت عينيها في صدمة ما أن رأت أخيها ... بينما شقت هو الابتسامة شفتيه هرول ناحيتها يعانقها بقوة يتمتم متلهفا فرحا :
- بدور حبيبتي طب كويس إني لقيتك هنا ... أنا كنت لسه هروحلك البيت وحشاني يا قلبي ... اومال يا أسامة جوزك الرخم وخالد وسيلا الصغيرين
تجمدت بدور بين ذراعي اخيها تنظر للفراغ في فزع لا تعرف حقا ما يجب عليها أن تقوله 
____________________
بعد بحث مضني في شوارع القاهرة حل الليل دون ان يصل لشئ ... فقرر العودة إلي منزله ليضع حدا فاصلا لكل شئ ... ليأخذ بثأره .. لينتقم مما فعلت به ... وقفت سيارة الاجري امام منزله نزل حاسب السائق ليتجه بخطي سريعة غاضبة الي داخل المنزل دق الباب بعنف لتفتح له الخادمة سريعا ... صدح صوته الغاضب الحاد ما أن وطأ بقدميه إلي المنزل :
- شاهيناااااااااز


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1