رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل السابع والخمسون 57 بقلم دينا جمال


رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل السابع والخمسون  بقلم دينا جمال

في مدينة أسيوط ... في حديقة منزل رشيد الشريف .... وقفت سيارة جاسر في الحديقة ... أطفأ المحرك يقبض بيده علي المقبض للحظات طويلة قبل أن يلتفت برأسه لتلك الجالسة علي الأريكة الخلفية تبكي في صمت ... دموع شقيقته الغالية تحرق قلبه تفتته تسلخ روحه .. ولكن خطأها الفادح سيظل شوكة عالقة في قلبه لن يتخلص من ألمها قريبا ... تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة ... قبل أن يلتفت برأسه لشقيقته ينظر لوجهها الاحمر عينيها القاتمة الباكية الحزينة شفتيها المرتجفة ...صبا ليست سوي طفلة ساذجة سقطت في شباك صياد ماهر ... كم أراد أن يطوقها بذراعيه يخبئها في صدره يخبرها إلا تخف ولا تحزن هو جوارها ولن يتركها ابدا .. تنهد يمسك زمام أعصابه يشد علي أسنانه بعنف حين تمتم بجفاء :
- امسحي دموعك واياكي تعيطي جوا ... أنا قولتلهم إني كنت عايز اغير جو فخدتك انتي وغيث وكنا بنتفسح ... مفهوم 

ارتعش جسدها بعنف أثر نبرة أخيها الغاضبة الجافة لتحرك رأسها إيجابا سريعا ...تمسح وجهها بكفي يدها بدت كطفلة صغيرة حزينة تحاول إخفاء دموعها ...مسح جاسر وجهه بكف يده بعنف ليلتف ناحية غيث الجالس جواره ملامح وجه الأخير غامضة خاوية من اي مشاعر ... وربما كثرة ما بها من مشاعر جعلها صعبة القراءة .... حمحم يهمس له بخفوت :
- هات الحاجة من شنطة العربية 

حرك غيث رأسه إيجابا في آلية تامة ... نزل غيث من السيارة تحرك يفتح صندوقها ليخرج منها عدة بالونات كبيرة الحجم ومعها دمية علي شكل ارنب كبير وعدة حقائب بها قطع حلوي كثيرة اخرجهم من الصندوق يتحرك بهم ناحية جاسر الذي نزل توا هو الآخر ... التقط منه تلك الأشياء ليفتح الباب المجاور لصبا مال بجسده يعطيه ما في يده دون حتي أن يبتسم يتمتم بقسوة :
- امسكي دول ... هدايا من اخوكي يا حبيبة اخوكي ... يلا انزلي ...وعلي الله يا صبا عينيك تنزل دمعة واحدة جوا فاهمة

ارتعش جسدها بعنف تحرك رأسها بالإيجاب بلا توقف ... مدت يدها المرتعشة تمسك بتلك الهدايا من يده ... نزلت تسير أمام الإثنين قدميها بالكاد تحملها ... تقدمت تدق الباب لحظات وفتحت لهم أحدي الخادمات ليخطو جميعا إلي الداخل ... ما إن دخلوا بدأت ضحكات جاسر وغيث تعلو بشكل مرح للغاية يتحادثان بطلاقة وكأنهم كانوا حقا في نزهة :
- بس كان يوم عظمة
- جامد جداا ... أنا اول مرة اعرف أن بلدكوا حلوة كدة
- اومال ايه يا عم ... أم الدنيا
ومن ثم بدآ يضحكان من جديد في لحظة قدوم شروق ناحيتهم اجبرت صبا شفتيها علي الابتسام ... ابتسامة صغيرة اخذت جهد شاق لتخرج للنور ... توسعت ابتسامة شروق تتقدم ناحيتهم وقفت جوار صبا تحادثهم ببهجة :
- دا لو الفسحة هترجعكوا مبسوطين كدة ... دا انتوا تخرجوا تتفسحوا كل يوم 

تعالت ضحكات الشباب من جديد ... نظرت شروق لولدها للحظات تقطب جبينها في حيرة تسأله :
- جاسر مش دا القميص اللي إنت كنت لابسه الصبح وأنت خارج

ابتسم جاسر في اتساع ينظر لقميصه الأسود بحاول الا يجعل والدته تشك في اي شئ نفض غبار وهمي من علي اكتاف قميصه يبتسم في زهو :
- بس إيه رأيك في القميص حلو مش كدة ... القميص التاني اتقطع ... وكان شكلي عار فيه ... فجبت دا ... ب250 جنية ايه رأيك

اقتربت شروق تمسك أحد أكمام القميص تتفحص خامته بين أصابعها الخبيرة كأم .... زمت شفتيها تتمتم بامتعاض :
- خامته وحشة كتير عليه اوي ال250 جنية ... لو كنت قولتلي كنت جبتلك خمسة بال250 دول ... 

ضحك جاسر في اصطناع يجبر شفتيه علي الضحك ... ليشاركه غيث الحديث العابث :
- حضرتك عاملة زي ماما بالظبط ... أنا عندي ترنج من خمسة ابتدائي لسه لحد دلوقتي بيجي علي قدي ... اقولها يا ماما كبير تقولي عشان يعيش معاك اسكت أنت مش فاهم حاجة 

الجميع يقف تتعالي ضحكاتهم عداها هي بالكاد تجبر شفتيها علي الابتسام تمنع دموعها بأعجوبة ... نظرت شروق ناحيتها لتختفي ابتسامتها شيئا فشئ .... مدت يديها تحتضن بهما وجه ابنتها بين كفيها تسألها قلقة :
- مالك يا حبيبتي وشك أحمر ليه كدة ... انتي سخنة
مدت يدها تبسطها علي جبين ابنتها قلقة لتتنهد بارتياح تتمتم :
- الحمد لله مش سخنة ... اومال مالك يا صبا ... أنت زعلتها يا جاسر ولا إيه 

اقترب جاسر منهم يطوق كتفي شقيقته بذراعه نظر لوالدته مبتسما يتمتم في مرح :
- زعلتها ... كل الحجات دي وزعلتها ... الجوا برة برد .. وانتي عارفة صبا لما الجو بيبرد وشها بيحمر ... علي رأي ابو تهاني حمار براني 

شد جاسر علي كتف صبا خفية لتضحك في مرح باهت تحرك رأسها إيجابا سريعا تثأبت تتمتم ناعسة:
- أنا هطلع انام تصبحوا علي خير

تركتهم تهرول لأعلي سريعا إلي حيث غرفتها ... نظر جاسر حوله ليعاود النظر لوالدته 
يسألها متعجبا :
- اومال بابا فين مش شايفه ...

- ابوك في المستشفى عنده حالة حرجة ربنا يعينه

تتمت بها شروق في هدوء تبتسم لولدها .. ودعهم غيث يتوجه الي غرفته ليلحق به جاسر ... استوقفهم شروق تسألهم :
- مش هتتعشوا يا ولاد

حرك كل من جاسر وغيث رأسيهم نفيا التفت جاسر لوالدته قبل أن يصعد يعطيها شبح إبتسامة يتمتم بخمول :
- لا يا ماما احنا كلنا لما شبعنا برة .. تصبحي علي خير ...

ودع والدته واتجه إلي اعلي حيث غرفته وقف للحظات أمام غرفة صبا قلبه يحثه للدخول إليه وعقله يرفض يثور عليه .... ابتلع لعابه مرتبكا غاضبا في الآن ذاته ... تنهد في حرقة ليسرع بخطاه ناحية غرفته يدخلها سريعا يغلق عليه الباب .... أما في غرفة صبا الصغيرة ... ما إن دخلت إلي غرفتها القت ما في يدها أرضا تلك الهدايا ما هي الا واجهة حتي يكملوا عرضهم المسرحي المبتذل .... اندفعت الي فراشها تبكي بعنف وتتعالي شهقات بكائها وضعت يدها علي فمها تمنع صوت بكائها ... جسدها يرتجف بعنف تزيد من احتضان ذراعيها لجسدها علها تشعرها ببعض الأمان الزائف ... ساذجة بريئة غبية ... كادت أن تطيح بكل شئ بتهورها الغير محسوب ... شرف العائلة ، اخيها ، سمعة والدها ... كل شئ كان سيضيع لولا مجئ جاسر وغيث ... كم كانن غبية وقعت في شباك العشق الزائف المحرم الممنوع ... عشق كاد يلقيها في النار حية وحمدا لله أنها الآن بخير ... نزعت حجاب رأسها لتتحسس برفق وجنتيها الحمراء أثر صفعات جاسر لها !!!
Flash back
- أنا بكره اخوكي وانتي يا صبا هتبقي الشوكة اللي اغرزها في ضهره ... انتي يا صبا 

ترددت كلماته السامة في عقلها بعنف مخيف يصاحبها رائحة قوية تتحرك أمام أنفها تغزو خلاياها تجبرها علي الاستيقاظ ... فتحت عينيها فجاءة تشهق بعنف تصيح باسم اخيها مذعورة :
- جاااااااااسر 

انتفضت في جلستها تستند بكفيها علي الفراش تلهث بعنف جبينها يتفصد عرقا ... رؤية مشوشة ضبابية شيئا فشئ بدأت تتضحك الرؤية ... رأت جاسر يقف هناك أمام الفراش ملامح وجهه مظلمة غاضبة فزعة وكأنها تري وحشا وليس جاسر اخيها .... توسعت عينيها في فزع تحول لألم حين هوي بكفه علي وجهها بعنف ... صاح غيث فيه ... اندفع ناحيته يبعده ولكن قبل أن يفعل كان كف جاسر الآخر يعرف طريقه لوجنتها الاخري ... ارتمت علي فراشها تشهق في البكاء ... بينما قبض غيث علي ذراعي جاسر يجذبه بعيدا عنها يصرخ فيه :
- أنت اتجننت ... ابعد عنها يا جاسر

نظرت بأعين جاحظة مذعورة لشقيقها وهو يتشاجر مع غيث بضراوة يصرخ فيه :
- ابعد عني يا غيث ... لولا بس زعل ابويا وامي أنا كنت دفنتها .... دا جاية معاه شقته ...أنت عارف كان هيعمل فيها ايه

دفعه غيث بعيدا بعنف قاسي يقف في المنتصف بينه وبين صبا التي ترتجف باكية يصيح هو الآخر محتدا :
- عارف ... بس مش هبعد يا جاسر ... مش هسيبك تأذيها ... آه صبا غلطت ... بس دي أختك إنت أكتر واحد عارفها وعارف تربيتها ... صبا اتضحك عليها ... الحيوان اللي اسمه مراد لعب بعقلها ... ودي مهما كانت لسه عيلة مراهقة مش عارفة حاجة ... بدل ما تضربها فهمها أن اللي عملته دا غلط ... 

توقف صياح غيث ولم يعد يسمع في الغرفة سوي صوت بكاء صبا العالي ... وصوت أنفاس غيث وجاسر العالية الغاضبة ... التفت غيث ناحية صبا ... ينظارها بعتاب صامت للحظات تنهد بعنف ... يحاول أن يبتسم يتمتم في رفق :
- غلط يا صبا ... سلمتي مشاعرك للشخص الغلط ... مشيتي وراه زي العامية ... كان ممكن يضع مستقبلك وحياتك

انهي كلامه بابتسامة صغيرة شاحبة يحرك رأسه إيجابا متمتا :
- بس أنا واثق أنك اتعلمتي من الغلط دا .

هنا تحديدا صدح صوت جاسر الغاضب حين زمجر يصيح :
- وهي مش عارفة أنه غلط ماما ما قالتلهاش بدل المرة ألف ... ولا الهانم خلاص كبرت وقررت تدور علي حل شعرها 

شهقت صبا بعنف تضع يديها علي فمها تحرك رأسها نفيا مرة تليها اخري واخري واخري بهستريا تبكي تنظر لاخيها فزعة لا تصدق أن تلك الكلمات خرجت من فمه هو ... نكست رأسها ارضا تشهق في بكاء عنيف ... لتسمع صوت خطوات غيث تبتعد استطاعت أن تسمع صوته الخفيض وهو يعاتب جاسر :
- اللي إنت بتقوله دا ما ينفعش ... أختك عيلة صغيرة واتضحك عليها ... بلاش العرق الصعيدي ينطر دلوقتي أنت عايش عمرك كله في القاهرة أصلا 

رفعت وجهها ببطي جسدها يرتعش لتضطرب حدقتيها حين وجدت جاسر يقترب ناحيتها رفعت يديها تحتمي بهما خوفا منه ... لتري عيني جاسر الحمراء كالنار تبكي ... رأت اخيها يبكي تنهمر دموعه بعنف وقف أمامها مباشرة يصرخ بحرقة :
- أنا عمري ما هسامحك يا صبا ... انتي كنتي انضف حاجة في حياتي ... كنت مستعد اضحي بنفسي وبمستقبلي بكل حاجة عشانك ... بس لما اعرف أنك مش بس بتحبي واحد من ورانا لاء دا انتي جاية معاه شقته ... عارفة احنا لو ما كناش لحقناكي كان ايه هيحصل ... كان هيغتصبك يا صبا ... عارفة يعني ايه هيغتصبك

- جاسر كفاية بقي 
صاح بها غيث محتدا عليه يُسكت ذلك المدفع الذي انطلق ينفجر في الجميع ... التفت جاسر برأسه ناحية غيث ليعاود النظر لصبا يصيح محتدا :
- كفاية ليييه خلي الهانم تعرفك كان هيحصل فيها ايه
عاود النظر لشقيقته يصرخ بحرقة :
- كان هينش في لحمك زي الكلب المسعور ... ابوكي ما كنش هيستحمل قهرة زي دي ... وماما ... ماما يا صبا ... فكرتي فيها لما تعرف هتموت فيها ... وانتي بقي ... هتعيشي بعار غبائك عمرك كله .... ما حدش بقي بيتجوز مطلقة عشان يتجوز مغتصبة يا صبا !!!

انهي كلامه ليندفع إليها يجذبها لاحضانه يعانقها بقوة وعنف يغرزها بين ذراعيه .... يتأوه من ألم قلبه المحطم انسابت دموعه بعنف وهو يتمتم في حرقة :
- ليه يا صبا ... ليه تعملي كدة فيا ... ليييه 

ظل يضمها لاحضانه بعنف للحظات طويلة قبل ان يبعدها عنه بجفاء ابتعد عنه يمسح وجهه بكفيه بعنف يتمتم في جفاء :
- قومي اغسلي وشك واعدلي طرحتك يلا احنا اتأخرنا اوي 
Back
عادت من شرودها الطويل تغمض عينيها بأسي ... تنعي ببكائها غبائها الذي اوصلها إلي هنا
________________
وقفت لينا السويسي في منتصف غرفة المعيشة في شقة زوجها تنظر بأعين متسعة مذهولة للصالة المزينة بالورود والبالونات التي تحمل أحرف إسمها ... وعلب الهدايا هنا وهناك وكعكعة كبيرة عليها صورتها علي الطاولة القريبة منها ... ابتسمت دون حياة ابتسامة صغيرة تنظر للسعادة حولها ولكن ماذا تفعل وإن كان قلبها بات يكره السعادة ... ادمعت عينيها تنزلق دموعها علي خديها ... تحرك رأسها هنا وهناك لا تنظر لتلك الأشياء هي فقط تبحث عنه كم تمنت في تلك اللحظات أن يخرج من أحدي الغرف ... يتقدم ناحيتها يعانقها لتخبره كم تحبه ... لتعاتبه علي ابتعاده عنه .... اجفلت من شرودها علي جملة معاذ التي قالها ضاحكا :
- دي دموع الفرحة للدرجة دي عجبتك المفاجأة  

حركت رأسها إيجابا عدة مرات .... وجهت انظارها لمعاذ الذي يقف قريبا منها يبتسم ابتسامة سعيدة واسعة ها قد حقق انتصاره وظفر بها أخيرا ... نظرت هي ناحية باب المنزل لتعاود النظر اليه تسأله متعجبة :
- أنت ليه رزعت الباب لما دخلت 

ضحك في حرج ليرفع يده يعبث في خصلات شعره كأنه مراهق خجول ابتسم يتمتم مرتبكا :
- بصراحة دي عادة عندي أنا بحب ازرع اي باب وأنا بقفله ... أنا آسف لو كنت خضيتك

وجهت له ابتسامة صغيرة تحرك رأسها نفيا ... ليلتقط هو حقيبتها يشير لها إلي أحدي الغرف المواجهة لها يتمتم مبتسما في سعادة :
- تعالي ... الأوضة من هنا ... تعالي ، تعالي ما تتكسفيش ... البيت بيتك ... اعتبريني ضيف عندك

رغم خفة ظل معاذ التي تعرفها جيدا الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها حتي بالابتسام يكفي ما فعل والدها لتزداد بؤسأ ...فتح معاذ لها باب الغرفة لتخطو للداخل تنظر لتلك الغرفة الكبيرة معظم ألوانها باللون الأسود القاتم واللون الفضي وهي حقا تكره هذين اللولين .. الا أنها لم تجد امامها سوي أن تبتسم حين سألها معاذ بابتسامة واسعة سعيدة :
- ها ايه رايك في اوضتنا

انتفض قلبها مع آخر أحرف كلمته ... غرفة تجمعهم هي وهو ... في غرفة واحدة ... توترت قسمات وجهها اضطربت حدقتيها في فزع تحاول التماسك قدر الامكان قبض علي كفها بعنف تتنفس بقوة مرة تليها أخري واخري .... الي أن سمعته يقول مبتسما : 
- أنا هروح اغير هدومي في الحمام اللي برة خدي راحتك ... 

تنفست الصعداء ما أن خرج وضعت يدها علي صدرها تتنفس بقوة مرة بعد أخري ... جلست مكانها تقبض علي قماش فستانها بكفيها بعنف تحادث نفسها :
- اهدي يا لينا .... اهدي .... معاذ مش هيأذيكي ... معاذ كويس وطيب .... ايوة ... معاذ بيحبني ودايما جنبي .. مستحيل هيفرض عليا حاجة .... 
تسارعت دقات قلبها تحاول أن تهدئ ... لمحت بطرف عينيها قميص أسود من الحرير ناعم موضوع جوارها علي الفراش ... وجواره المئز الخاص به ... ارتعشت يديها حين امسكته بين أصابعها ... تتحرك به إلي مرحاض غرفتهم ... مرت عدة دقائق قبل أن تخرج ... وقفت أمام مرآة غرفتها تنظر لانعكاس صورتها تبتسم ابتسامة مرتجفة خائفة ... أغمضت عينيها لتشعر بيدين تحاول جسدها وقبلة شغوفة طُبعت علي وجنتها وصوته المميز يهمس لها :
- أنا بحبك
شهقت بعنف فتحت عينيها تلتفت برأسها تبحث عنها تلهث مرتجفة لا أحد في الغرفة هي فقط وضعت يدها علي قلبها عله يهدي قليلا ... لتنتفض بعنف حين سمعت صوت دقات علي باب غرفتها بلعت لعابها متربكة خائفة لا ترغب في خوض في تلك التجربة مرة اخري يكفي ما لاقت ويزيد ... التقطت المئزر الخاص بقصميها الاسود الطويل ذو الحمالتين الرفيعتين ارتدته تنظر لنفسها لتزفر بتوتر تقدمت ناحية باب لتفتحه بهدوء لتقابل وجهه المبتسم امامها اطلق صفيرا طويلا بإعجاب ليقول في مرح :

- ايه القمر دا يا ناس ... cupcakes بالشوكولاتة يا اخواتي 

خرجت منها ضحكة صغيرة متوترة دقات قلبها سريعة غير منتظمة خائفة لتشعر بيديه تحاوط وجهها بحنو رفعت عينيها له لتجده يبتسم في عشق ليهمس لها :
- لينا أنا عارف أنك قلقانة وخايفة ومتوترة بسبب اللي حصل .. حبيبتي أنا عمري ما هفرض وعلي هغصبك علي حاجة انتي مش عيزاها كفاية أنك قدام عينيا .. يلا بقي ابتسمي وما تشليش هم حاجة وأنا جنبك 

علت شفتيها ابتسامة وتلك الغصة تعصف بقلبها بعنف ليضمها إليه يحاوطها بذراعيه برفق لتهمس له بامتنان :
- شكرا اوي يا معاذ 

او هكذا مني نفسه أنه سيحصل حتي علي عناق ... أنه عانقها بالفعل ... الا أنه ظلت واقفة مكانها بعد أن قال ما قال تحرص عليي مسافة بينهما ابتسمت تهمس بنفس الجملة ولكن تلك المرة وهي بعيدة :
-  شكرا اوي يا معاذ

ابتسم في خيبة يحرك رأسه إيجابا ليوجه انظاره لها سريعا حين تمتمت باسمه بنبرة خائفة مرتبكة ... نظر لها باهتمام يحثها بنظراته علي قول ما تريد ... لتتهدج أنفاسه بدأت تحرك يديها حركات عصبية متوترة تتمتم بتلعثم :
- ااانا ... قصدي يعني ... إنت عارف .... أنا قصدي ....اوضتنا ... مش هقدر ... انااا آسفة 

ابتسم لها في رفق يحرك رأسه إيجابا بسط كفه أمام وجههل يهمس لها بترفق :
- هشش اهدي خلاص ... أنا فهمت ... انتي عايزة تقولي أنك مش هتقدري نفضل أنا وانتي في اوضة واحدة

نكست رأسها ارضا تحركها إيجابا ليزفر هو حانقا للحظات ... عاود الابتسام يتمتم في حنو :
- خلاص يا حبيبتي ما فيش مشكلة ... أنا عارف إن اللي عملوا فيكي الحيوان دا مش سهل تنسيه ... بس هنحاول مع بعض

شدت علي أسنانها بعنف تشعر بغضب مفاجئ يستبد بها ما أن سب معاذ زيدان امامها ... قبضت علي قماش قميصه بعنف ...رفعت وجهها له تبتسم في اصفرار تحرك رأسها إيجابا ...ليعطيها هو ابتسامة كبيرة يتمتم في مرح :
- اوامرك مطاعة يا مولاتي طبعا ... يلا نتعشي أنا واقع من الجوع 

انقبضت معدتها بعنف تعصر امعائها ما أن ذكر اسم طعام حالتها النفسية السيئة جعلتها تزهد الطعام تماما ... حركت رأسها نفيا بخفة تتمتم معتذرة :
- معلش يا معاذ أنا مش جعانة خالص 

رأت قسمات وجهه تتشنج يبدو غاضبا ... نظراته حقا ارعبتها ... سرعان ما تبدلت تلك النظرات بأخري حزينة محبطة يتمتم حزينا :
- ماشي يا لينا ... أنا بس كنت حابب ناكل مع بعض ... بس المهم عندي راحتك طبعا .. وبعدين احنا هنروح من بعض فين ... هنفطر سوا بكرة

ابتسمت في هدوء تحرك رأسها إيجابا ليودعها يخرج من الغرفة عينيه مسلطة عليها .... الي أن اختفئ من امامها هرعت إلي باب الغرفة تغلقه بالمفتاح تضع يدها علي صدرها تتنفس الصعداء ... 
__________________
في منزل خالد السويسي ... في الغرفة المجاورة لغرفة نومه الرئيسية ... وقف خالد في منتصف الغرفة ينتفس بعنف يلهث من شدة غضبه ... صدره يعلو ويهبط بجنون .. يقبض علي يسراه بينما اليمني يشد بها علي خصلات شعره بقسوة يتحرك ذهابا وايابا كالليث الغاضب يحادث نفسه غاضبا :
- غبية وهتندم ... أنا مش مرتاح للواد دا ... هتندم وأنا اللي هتعذب علي زعلها ... قسما بالله لو مس شعرة منها لهدفنه ... 

وقف للحظات يضع يديه الاثنين علي رأسه يتأوه من الالم يتمتم :
- ربنا يسامحك يا بنت خالد دماغي هتنفجر من التفكير والقلق 

تحرك ناحية باب الغرفة سريعا فتحه ليتوجه الي باب الغرفة المجاورة له مباشرة ... كاد أن يفتح المقبض كعادته ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ... كور قبضته يدق الباب بخفة عدة مرات ... الي أن سمع صوتها الناعم وهي تقول :
- ايوة ثواني 

لحظات وهو يقف يرتقب ظهورها علي جمر النار إلي أن أطلت من الباب .. قطبت جبينها توسعت عينيها خالد يدق الباب !!!!! .... لم يدع لها الفرصة لتندهش لحظة أخري ... حين اندفع الي الداخل ... يخبئ نفسه بين أحضانها ... يشدد علي عناقها بعنف يتمتم بحرقة :
- أنا هتجنن من التفكير يا لينا ... خايف قلقان مرعوب ... مش عارف حتي اغمض عيني عشان أنام ... خايف علي لينا أوي ... دا كنت مرعوب وهي مع زيدان اللي أنا مربيه علي ايدي ... اومال الواد دا اللي اعرف عنه كله معلومات علي ورق ... بنتك هتجيب أجلي باللي بتعمله دا والله

لحظات من الصمت بينهما قبل أن يشعر ترفع يدها تحطها علي رأسه برفق تمسح علي خصلات شعره تهمس تعاتبه :
- اللي عملته دا ما ينفعش ... لينا زعلت اوي عشان ما رضتش تكون وكيلها 

رفع وجهه عن أحضانها ينظر لها ... نظرات مليئة بالألم والعجز والحسرة ... حرك رأسه نفيا أدمعت عينيه رغما عنه يهمس لها بنبرة حزينة ممزقة :
- ما قدرتش يا لينا ... ما قدرتش احط ايدي في ايده ... ما قدرتش اسلمه بنتي ... والله ما قدرت

انسابت قطرات دموعه علي وجهه ... تنهدت لينا حزينة علي حاله ... صحيح أنها غاضبة حقا منه ولكنها لن تتحمل ابدا أن تراه بتلك الحالة ... رفعت كفها تمسح ما سقطت من دموعه علي وجهه تهمس له بحنو بجملته الخالدة التي يقولها دائما في أحلك الاوقات :
- كل حاجة هتبقي كويسة ما تشلش هم ... تعالا نام انت شكلك تعبان أوي

اصطحبته الي الفراش ... ليضع رأسه بين أحضانها يتمسك بها كطفل صغير يحتضن والدته وهي تمسح بيدها علي شعره بحنان ارتسمت ابتسامة مطمئنة صغيرة علي شفتيه ربما اخيرا نال سماحها ... بعد طول خصام .. رفع وجهه لها يبتسم بشحوب يتمتم :
- اخيرا سامحتيني

قطبت ما بين حاجبيها في عجب ... لحظات وحركت رأسها نفيا  ...تفاجئ به .. ابتسمت ببساطة ترفع كتفيها لأعلي تتمتم بجفاء قاسي :
- الموضوع مالوش علاقة باني سامحتك يا خالد دا واجبي والعشرة الكبيرة اللي بينا ما تسمحليش اسيبك في حالتك دي ابدا 

اندثرت الابتسامة من فوق ثغره شيئا فشئ إلي أن ماتت تماما ولم يبقي لها أثر ... ظل ينظر لها للحظات وبريق عينيه يخبو ... ظهرت الحسرة جلية علي قسمات وجهه ... قبل أن يتنهد يحرك رأسه بالإيجاب ... عاد يضع رأسه بين أحضانها من جديد يغمض عينيه كاد أن يضيع في دوامة النوم قبل أن يسمع صوت دقات علي باب غرفته تلاها صوت أخيه :
- خالد إنت هنا

لم تكن له القدرة علي القيام جسده خامل متعب فقط علا بصوته قليلا يتمتم ناعسا :
- ايوة يا حمزة خير ... معلش يا حبيبي مش قادر اقوم 

سمع صوت حمزة يتمتم سريعا من خلف الباب المغلق :
- لا ابدا ولا يهمك ... هو موبايلك معاك ولا أنت سايبه فين ... اصل أنا عايزه ضروري

قطب خالد جبينه للحظات يحاول تذكر أين هاتفه ... آخر مرة كان يحادث حسام منه في غرفة مكتبه بالطابق السفلي .... علا بصوته من جديد يحادث أخيه بحزم :
- في المكتب اللي تحت يا حمزة ... الباسورد لينا ... واياك تفتح الصور 

سمع صوت ضحكات أخيه تعلو يردف ساخرا :
- خلاص يا عم الحمش ... تصبح الي خير ... سلام 

قالها لتبتعد خطوات حمزة قبل حتي أن يستمع إلي رد أخيه ... بينما عاد خالد يغمض عينيه تحت وطأة لمساتها الحانية يهرب من كل شئ في دوامة النوم الناعمة 
_________________
علي صعيد آخر بعيد للغاية توقفت سيارته عند منطقة نائية فارغة عند كورنيش النيل الفارغ في تلك الاوقات تقرييا ... اوقف حسام سيارته نزل منها يركض ناحية تلك المنطقة الفارغة القريبة من سطح الماء يعلو بصوته ينادي علي صديقه منذ ساعات وهو يبحث عنه ويجب أن يكون هنا الآن ... وقف في تلك المنطقة الفارغة يصيح بصوت عالي :
- زيدااااان .... يا زيداااااان ... زيداااان

- هششش ... اخرس بقي  
نظر سريعا ناحية مصدر الصوت ليجد زيدان يجلس هناك علي صخرة قريب من الماء استطاع أن يراه تحت الإضاءة الضعيفة ملابسه وجسده يغرقان في الماء ... هرع ناحيته يركض وقف بالقرب منه يسأله فزعا :
- أنت هنا يا أخي حرام عليك بقالي أزيد من ساعتين بدور عليك .... وبعدين ايه الماية دي كلها أنت كنت في الماية ولا إيه 

رفع زيدان وجهه يتطلع إلى وجه صديقه بأعين انطفئ بريقها تماما وغام الموج يقتلها ما بقي فيها من حياة ... اشار بيده الي المكان حوله لترتسم ابتسامة حزينة علي شفتيه يتمتم بسخرية قاتلة :
- شايف المكان ... آخر ذكري ليا مع أبويا كانت هنا ... لما بتقفل في وشي باجي هنا ... كان بيقول وأنا صغير مش فاهم بس عمري ما نسيت كلامه ... أنا بحب النيل اوي يا زيدان طيب بيطبطب علينا ... لما بكون مخنوق بحس أنه بيطبطب علي وجعي ... 

وقف زيدان ينظر ينظر للمكان حوله بحرقة ليصيح بقهر :
- وأنا بقالي هنا اكتر من ساعتين وجعي بيزيد ما بيقلش ... ما بيطبطبش علي وجعي ... في سيخ مولع في قلبي مش عارف اشيله ...

التفت ناحية حسام سريعا يمسك بذراعيه بعنف يصيح بجنون :
- قولي يا حسام مش الماية بتطفي النار صح ... صح .... أنا قعدت ساعة فئ الماية والنار اللي في قلبي بتزيد ... اعمل ايه يا دكتور .... هاتلي علاج أنا هموت من الألم 

ادمعت عيني حسام علي حال صديقه حاول أن يعانقه ليدفعه زيدان بعيدا عنه وقف يلهث بعنف عينيه حمراء جسده يرتجف من القهر والغضب ليصيح بشراسة :
- خلاص اتجوزت .... اتجوزته ... رمتني برة حياتها خالص ... كدة حققت انتقامها مني ... كدة خدت حقي علي غلطة عملتها وأنا حتي مش في وعي

اقترب من حسام يقبض علي كفي يده توسعت عينيه بجنون ارتسمت ابتسامة سوداء معذبة علي شفتيه يصيح بحرقة :
- قولي يا حسام زمانهم بيعملوا ايه دلوقتي ... لمسها صح ... بقت مراته ... بقت من حقه هو ... هتنام في حضنه ... طب وأنا ... أنا ... أنا ذنبي ايه ... ذنبي اني حبيتها ... ذنبي اني كنت طفل ضعيف حاول يغتصب طفولته بس والله يا حسام أنا قاومته وضربته وهربت ... أنا ذنبي ايه ... حبيتك ليه يا لينا ... ليه

لم يقدر حسام علي تركه أكثر بحالته تلك طوقه بين ذراعيه يشدد علي احتضانه كأنه طفل صغير ... رفع يده يضغط علي عرق معين في رقبة زيدان عدة ثواني قبل أن يشعر بجسد الأخير يرتخي تماما ويفقد الوعي ... اسنده حسام الي السيارة يضعه علي المقعد يسند رأسه برفق الي ظهر المقعد ... أدمعت عينيه يهمس له نادما :
- أنا آسف يا صاحبي
_________________
عاد ذلك الكابوس يتجسد من جديد تشعر بجسدها بالكامل مقيد  وكأن اصفاد من نار تمعنها من الحركة 
جسدها مقيد فمها مكمم ... فتحت عينيها لتتوسع في ذعر جسدها بالكامل مقيد فمها مكمم بقطعة قماش .... يديها وقدميها مقيدتان باصفاد من حديد
 في غرفة غريبة لا تعرفها .... حاولت الصراخ دون فائدة ادمعت عينيها تحاول جذب تلك الاصفاد بعنف علها تفك قيد يديها ولكن دون جدوي .... لحظات ووجدت باب الغرفة يُفتح ودخل رجل غريب ... رجل لا تعرفه يغطي وجهه بقناع اسود ...  تقدم ناحية فراشها يبتسم في خبث مرعب .... جلس جوارها علي الفراش يتحسس وجهها يسير بأنامله علي وجنتها اقترب من أذنيها يهمس متلذذا :
- صغيرة .... حلوة ... حلوة اوي ... ما تعرفيش أنا دفعت قد ايه عشان اخدك .... هو كان عايزك ليه ... بس ما كنش ينفعش اسيبك ... دخلتي دماغي من اول مرة شوفتك فيها ... دفعت كتير اااه .... بس انتي تستاهلي ... سمعيني صوتك ... اااه أنا آسف 

مد يده يزيح قطعة القماش التي تكمم فمها لتسأله بصوت مرتجف مذعور :
- ااانت ممميين

تعالت ضحكاته ... ضحكات بشعة عالية ... ضحكات شرسة تبنئ عن سوء نية صاحبها وقف أمامها ينظر لوجهها مد يده يزيح قناع وجهه يتمتم متوعدا :
- أنا 

وللمرة الثانية قبل أن تعرف من هو استيقظت من كابوسها المخيف علي صوت دقات عالية سريعة خائفة علي باب غرفتها ... انتفضت جالسة علي الفراش تلهث بعنف جسدها يتصبب عرقا يغرقها ... تسمع صوت معاذ وهو يصرخ خائفا قلقا :
- لينا افتحي يا لينا ... لينا مالك يا حبيبتي بتصرخي ليييه ... لينااااا افتحي لي الباب 

حاولت أن تهدئ شيئا فشئ حتي تجيبه خرج صوتها ضعيفا مرتعشا :
- ما فيش يا معاذ دا كابوس ... ما تقلقش عليا أنا كويسة

رأت مقبض الباب وهو يتحرك بعنف تلاه صوته القلق المذعور :
- طب افتحي أنا هطمن عليكي وامشي علي طول ارجوكي

اغمضت عينيها تلتقط أنفاسها السريعة اللاهثة مسحت علي رأسها تزيح خصلات شعرها التي تغطي وجهها تتمتم ناعسة:
- صدقني يا معاذ أنا كويسة ... كان كابوس ... ارجوك أنا كويسة

لحظات وسمعته يتمتم بنبرة متهدلة خائبة :
- ماشي يا لينا تصبحي علي خير 

ومن ثم سمعت خطواته لتبتعد لتضم هي ركبتيها بذراعيها تحتضن جسدها جيدا .... تتحرك للأمام وللخلف دقات قلبها علي وشك التوقف من الخوف لما عاد ذلك الكابوس البشع من جديد ومن ذلك الرجل ولما لا تري وجهه وماذا يريد منها ... عادت ترتمي علي الفراش من جديد تحتضن جسدها ترتجف بعنف إلي أن سقطت في شباك النوم رغما عنها 
_______________
اخيرا اتي الصباح بعد ليلة عصيبة علي الجميع طل بنوره اخيرا يمحي بقدر الإمكان ما سببته تلك الليلة من ألم ... في المستشفى حيث يوجد أدهم ومعه مايا التي تجلس علي مقعد جواره علي الفراش تمسك بكف يده تتحدث معه دون كلل او ملل عما يمر بالعائلة في تلك الفترة حديث طويل لا ينتهي ... عينيها تراقبان وجهه جيدا تبحث عن اي اشارة ولو ضئيلة علي أنه يستمع إليها .... تنهد يآسه تشبك أصابعها في أصابعه تهمس له راجية وقد ادمعت عينيها :
- ادهم قوم بقي كفاية كدة ... أنت وحشتني أوي ... ووحشت بابا اوي اوي ... علي فكرة هو سامحك ... أنت مش عارف هو قلقان عليك قد ايه .. قوم يا أدهم عشان خاطري ... 

انسابت دموعها تبكي في صمت ... لحظات وسمعت دقات علي باب الغرفة مسحت دموعها سريعا حمحمت تسمح للطارق بالدخول لحظات وطل عليهم وجه رعد مهران ... وهو يبتسم في توسع يحمل باقة ورود كبيرة في يده .. دخل إلي الغرفة يضع الباقة علي أقرب طاولة ... اقترب من مايا يردف مبتسما :
- ازيك يا مايا عاملة ايه وأخبار ادهم ايه 

ابتسمت مايا في شحوب تحرك رأسها بالإيجاب تنهدت تتمتم بخواء :
- الحمد لله عايشة ... أدهم ما فيش جديد لحالته ما بيستجبش 

توسعت ابتسامة رعد الماكرة ليقترب اكتر من رأس ادهم وقف جواره مباشرة يحادث مايا بنبرة تملئها العشق الزائف :
- عشان كدة أنا جيت النهاردة يا مايا ... مايا أدهم ممكن ما يفوقش من الغيبوبة دي ابدا .. مايا أنا لسه بحبك وشاريكي ومستعد اكتب كتابنا النهاردة قبل بكرة ... النهاردة ايه ... دلوقتي لو عايزة 

توسعت عيني مايا في ذهول مما يقول ليشير لها رعد بيده أن تجاريه فيما يقول فهمت مايا ما يحدث وماذا يحاول رعد أن يفعل فابتسمت بتوسع حمحمت تتمتم بنبرة مترددة خجولة :
- مممش عارفة يا رعد ... أنت عندك حق الدكاترة بيقولوا أنه ممكن ما يصحاش تاني ... بص اديني فرصة افكر بس في الأغلب لو ما حصلش جديد أنا موافقة

توسعت ابتسامة رعد الماكرة يتمتم بحالمية زائفة :
- وأنا مستني ردك علي آحر من الجمر يا مايا 

في تلك اللحظات تسارعت دقات أدهم بدأت أصابعه تنقبض وتنبسط حركات خفيفة تكاد تكون بالكاد ملحوظة ... توسعت ابتسامة مايا بينما عاد رعد يهمس لها من جديد في عشق :
- بقولك ايه أنا هكلم عمي حمزة والمأذون ونكتب الكتاب النهاردة قولتي ايه

في اللحظة التالية تحديدا انفتح جفني ادهم المغلقين منذ أيام وأيام ... بالكاد حرك رأسه ببطئ شديد ناحية رعد الذي يقف تأكل الابتسامة وجهة يتمتم بصوت خفيض مجهد :
- دا أنا هطلع عين اهلك !!!
____________
رنين هاتفه المتواصل ايقظه رغما عنه ... فتح عينيه بصعوبة مد يده يبحث عن الهاتف يطالعه بنصف عين مغلقة شاشة الهاتف المضيئة لينتفض كمن لدغه عقرب حين أبصر رقم طبيب والدته هب في جلسته يفتح الخط يتمتم سريعا متلهفا :
- ايوة يا دكتور خير .. ماما كويسة 

اسمتع للحظات للطرف الآخر ليهب من فراشه يتمتم سريعا بتلهف :
- أنا جاي حالا 

انتفض يبحث عن ملابسه يلتقطها من الدولاب بخفة زيدان نائم بعد أن حقنه بمهدئ قوي ... خرج من الغرفة بخفة تاركا صديقه ينزل يهرول إلي سيارته قادها بتلهف إلي حيث المستشفي ... الطبيب أخبره أن والدته استفاقت وترغب في رؤيته ... قلبه يكاد يتوقف من السعادة ... اخيرا وصل بعد دقائق طويلة ... نزل من السيارة يركض هو يعلم جيدا رقم غرفة والدته ... فتح الباب بتلهف ليجدها تجلس علي الفراش تبتسم بإجهاد واضح ... ركض ناحيتها يقبل يديها ورأسها يبكي بعنف تتصارع ابتسامته وبكائه معا ... يتمتم متلعثما من فرحته :
- حمد لله علي السلامة يا ماما ... أنا مش مصدق نفسي ... الحمد لله يا رب الحمد لله

ابتسمت شهد في ارهاق تعانق صغيرها برفق تمسح علي شعره ... ابعدته عنه بعد لحظات تمسح دموع وجهه بكفيها بحنو ...ظلت تنظر له للحظات صامتة قبل أن تهمس له بخفوت متعب :
- حسام اسمعني كويس ... أنا عايزاك تخلي ابوك ولينا مراته يجيوا هنا ... أنا لو كنت اقدر اروح ليهم كنت روحت ... ارجوك يا حسام أنا محتاجة اتكلم مع لينا ضروري !!!!

في غرفة أدهم في المستشفى .... حيث الدهشة والفرحة صرخت في وجة مايا حين فتح عينيه من جديد ... صدمة سعيدة أصابتها بحالة شلل مؤقتة للحظات وهي فقط تنظر له تنهمر دموعها بلا توقف ... جسدها يرتجف وكأنه يُصعق .... ابتسامة كبيرة واسعة تأكل وجهها .... همست باسمه بضعف شديد لتقترب منه وقفت بالقرب منه تخاف أن تقترب فيتألم وإن تبتعد فيكون حلما .....مدت يديها تلمس وجهه بكفيها تتحسسه تحرك رأسها إيجابا تؤكد لقلبها أنه هنا حقا ... حي عاد لها من جديد بعد طول فراق بجسد حاضر وعقل غائب وروح تائهة ...  حركت رأسها إيجابا تنظر لعينيه ليعطيها ابتسامة مجهدة يومأ برأسه مرة واحدة في خفة .... رفع كفه يده يرغب في إزالة تلك الدمعات التي تغرق وجهها .... لينتفض قلبها ما أن شعرت بكفه يلامس وجنتها شهقت في بكاء مشتاق تهمس باسمه مرة بعد أخري ... قاطع تلك اللحظات صوت حمحمة قوية من رعد ... جعلت مايا تنتفض تبتعد عن أدهم بينما وجه أدهم له نظرة نارية ... ابتسم رعد في هدوء كتف ذراعيه أمام صدره يتمتم في تعقل :
- ما خدتوش بالكوا ليه كل ما بتتجمعوا بترجعوا تتفرقوا تاني ... بسبب اللي إنت بتعملوه دا ... انتوا تقريبا بتتعاملوا كأنكوا متزوجين وانتوا ما فيش بينكوا اي رابط ... دا غلط ويغضب ربنا ... 

وجه انظاره الأخيرة ناحية أدهم مباشرة ابتسم يقول ببساطة :
- حافظ عليها عشان ربنا يجمعك ... شايف السجع يا ابني ... الله عليا دا أنا عليا جُمل ... أنا هروح اشوف الدكتور بتاعك ... عن اذنكوا

خرج رعد من الغرفة في هدوء تاركا خلفه عاصفة هوجاء من الافكار كل منهم ينظر للآخر ... يفكر تقريبا في نفس الفكرة ... كلاهما كان يعلم أنهم ليسوا أشقاء ومع ذلك كانا يعيشان في كهف الوهم ... عضت مايا علي شفتيها ندما حين تذكرت ما كانت تفعل في السابق ... اغمض أدهم عينيه في ضيق ... كان حقا يتمادي ويقنع نفسه بأن ضحية عشق محرم ... تنهد يزفر أنفاسه النادمة ... بينما عادت مايا للمقعد تبتعد عنه كل منهما يفكر بكثرة في تلك الكلمات التي قالها رعد قبل لحظات ... لحظات فقط وسمعا دقات علي باب الغرفة ... دخل الطبيب مبتسما يتمتم في مرح :
- ها يا سيدي انا ما رضتش اقول اهو ... عملتلهم المفاجأة 

قطبت مايا جبينها في عجب مما يقول الطبيب وجهت انظارها له تسأله :
- مفاجأة ايه

توسعت ابتسامة الطبيب أكثر ينظر ناحية مايا يتمتم مبتهجا :
- استاذ أدهم فاق من الغيبوبة النهاردة الصبح قبل ما حضرتك تيجي بحوالي 3 ساعات ونص وعملناله الفحوصات والاشعة اللازمة والحمد لله صحته في تحسن مستمر ... بس رفض تماما أن المستشفى تبلغكوا وقال عايز يعملها مفاجأة

نظر رعد لمايا كل منهما في دهشة أعينهم متسعة مما سمعوا ليلتفت رعد ناحية ادهم يتمتم مدهوشا :
- يعني مش خطتي هي اللي صحتك

خرجت ضحكة ساخرة ضعيفة من بين شفتي أدهم .. استند علي كفيه ينتصف جالسا ببطئ اراح جسده نظر لادهم ساخرا يتمتم في تهكم :
- خطتك دي يا حبيبي كبيرها تحصل في الأفلام الهندي ... أنت كنت مطبق علي قناة ايه إمبارح عشان تطلع لنا بالفكرة الجهنمية 

ضحك رعد عاليا رفع يده يعبث في خصلات شعره بخفة ينظر لادهم في حرج يتمتم :
- ماشي يا سيدي مقبولة منك .. المهم دلوقتي حمد لله علي سلامتك 

اقترب رعد من أدهم يعانقه بخفة مراعاة لحالته الصحية همس جوار اذنه يصوت خفيض معاتب :
- كفاية كدة يا أدهم ...انتوا تجاوزتوا كل الحدود بينكوا ... يا عم اكتبوا الكتاب وابقي اعمل اللي إنت عايزه

ابتسم أدهم حين ابتعد رعد عنه ينظر له ممتنا يتمتم في خفوت :
- شكرا يا رعد

ودعهم رعد وغادر ... ليخرج الطبيب بعده قد تم بالفعل كافة الفحوصات الخاصة به بعد أن أستيقظ من الغيبوبة فلا داعي لوجوده الآن .... تنهد أدهم في ضيق يشعر به يقيد أنفاسه ... نظر ناحية مايا لتراها تنظر ناحيته نظراتها مزيج من العتاب والغضب تتنفس بسرعة وعنف ... ظلت صامتة للحظات قبل أن تصيح فيه غاضبة :
- يعني إنت صاحي وفايق وسايبني هموت من القلق عليك وعمالة اتحايل عليك عشان تصحي 
وأنت اصلا صاحي

ارتسمت ابتسامة كبيرة علي شفتيه ينظر لها مبتهجا في مرح ... خرجت ضحكة صغيرة من بين شفتيه يتمتم معتذرا :
- أنا كنت نايم والله لما جيتي العلاج اللي بيدهولي بيخليني مش حاسس بحاجة خالص ولما بدأت اركز مع صوتك عشان اصحي ... جه أستاذ رعد يمثل مسرحيته فقولت اشترك معاكوا أنا من زمان بحب التمثيل انتي عارفة ..

خرجت ضحكة خفيفة مرحة من بين شفتيها رفعت وجهها تنظر لعينيه مباشرة شدت بيديها علي المقعد تمنع جسدها العاصي من أن يركض ناحيته يرتمي بين أحضانه تنهدت تهمس في شوق :
- نفسي احضنك اوي يا أدهم

لم يقل شوقه بل يزيد فاضت عينيه بانهار من الشوق المصفي كالعسل ... حرك رأسه إيجابا يهمس في حالمية عاشق :
- وأنا هموت واشدك لحضني اوي يا مايا ... بس رعد عنده حق ... احنا غلطنا اوي

اخفضت رأسها ارضا في حرج بلعت لعابها تحرك رأسها إيجابا كأنها طفلة صغيرة مذنبة ... لتسمعه يكمل بعذاب :
- احنا الاتنين كنا عارفين اننا مش اخوات ومع ذلك كنا بنستهبل ...كل مرة كانت الدنيا بتحاول تفوقنا من الي كنا فيه ومع ذلك ما كناش بنتعلم الدرس 

رفعت وجهها إليه مرة اخري تؤيد برأسها ما يقول هو حقا محق ... ابتسم هو ينظر لها باشتياق حمحم يقول في جد :
- أنا بحبك يا مايا وانتي عارفة أنا بحبك قد ايه ... بس لحد ما نكتب الكتاب لو قربتي مني هلطشك بالقلم علي وشك

توسعت عينيها في دهشة ترمش بعينيها في ذهول ... بينما اكمل هو بنفس النبرة الحادة الضعيفة :
- وأنا بردوا نفس الحكاية لو جيت جنبك صوتي وقولي متحرش

خرجت ضحكاتها ما أن نطق تلك الجملة تحرك رأسها إيجابا ... ظلا ينظران لبعضهما البعض للحظات طويلة صامتة ابتسامة واسعة جميلة تعرف طريقها لثغر كل منهما ... كادت أن تتوه عيني أدهم في حسنها الناعم ... ليحمحم سريعا يحاول أن يستفيق من حالة الخدر التي تسلب لبه ما أن يراها ... ابتسمت مايا في نعومة تهمس له :
- أنا هروح اكلم بابا أبلغه .. حمد لله علي سلامتك 

تحركت تخرج من غرفة تتحرك عيني أدهم معها تنهد بحرارة ما أن خرجت ليرفع يده يخللها في خصلات شعره يتمتم بولة :
- امتي بقي !
_______________
علي صعيد آخر في منزل خالد السويسي توقفت سيارة حسام في حديقة المنزل ... نزل منها سريعا يتحرك بخطي سريعة متعجلة ناحية باب المنزل ..... رفع يده يدق الباب عدة مرات ينظر لساعة يده يحرك ساقه اليسري في توتر .... في تلك اللحظات كان حمزة لا يزال مستيقظا يعمل علي حاسبه المحمول ... مد ذراعيه يتثأب ناعسا قضي ساعات مع تلك البرامج يحاول فقط أن يحكم خيوط الأمان حول ابنة شقيقه ... قطب جبينه متعجبا ما أن سمع صوت دقات علي باب المنزل ... تُري من الطارق ... تحرك من مكانه قبل أن تخرج احدي الخادمات اقترب من الباب فتحه لترتسم ابتسامة صغيرة حانية علي شفتيه ... ذلك هو الابن البكر لشقيقه اسمه حسام علي ما يتذكر ..  هو حقا يشبه أخيه ... توسعت ابتسامة حمزة يردف مرحبا :
- اهلا اهلا .. خش يا حسام مش حسام بردوا تعالا يا ابني البيت بيتك ما تتكسفش 

حمحم حسام في خفوت يومأ برأسه إيجابا خطي للداخل .. ليجد ذلك الرجل يلف ذراعه حول كتفيه نظر حسام له متعجبا ليتمتم حمزة مبتسما :
- بس ايه ياض دا .. نسخة من أبوك ... أنا من اول مرة شوفتك فيها والله كنت شاكك فيك ... ساعات عيد ميلاد لينا ... اقعد يا ابني دا بيتك

ارتسمت ابتسامة صغيرة قلقة علي شفتي حسام فتح فمه يريد أن يقول شيئا هاما ولكن منعه حماس حمزة المبالغ فيه حين بادر يقول مبتسما :
- أنا بقي يا دكتور عمك حمزة ابقي تؤام ابوك ... أنا احلي طبعا 

ابتسم حسام في اصفرار يحرك رأسه إيجابا تنهد يزفر حانقا حين بادر حمزة من جديد :
- أنت دكتور ايه بقي 

ابتسم حسام ساخرا لا يعرف ما يقول كان طبيب في قسم النساء قبل أن يدخل هذه العائلة ولكن بعد أن دخلها بات طبيب في جميع التخصصات الخاصة بالعائة عامة وبسارة خاصة !!! ... حمحم حسام يحادث عمه :
- نسا وتوليد ... معلش أنا كنت عايز بابا في موضوع مهم جداا ما ينفعش يتأخر

اومأ حمزة برأسه إيجابا رفع يده يربت علي كتف حسام يحادثه مبتسما :
- طب اقعد يا حبيبي وأنا هطلع اصحي أبوك

ابتسم حسام له ممتنا ... ليأخذ حمزة طريقه لأعلي حيث غرفة أخيه يفكر قلقا أي مصيبة يحمل حسام الآن ... خالد لم يعد يملك طاقة لحمل المزيد من المصائب تنهد قلقا ما أن وصل لغرفة أخيه ... ليرفع يده يحرك ذلك المقبض الصغير المحفور داخل الحائط ليتحرك الحاجز العازل الزجاجي للرصاص والصوت ويظهر باب الغرفة خلفه ابتسم حين تذكر آخر محادثة له مع أخيه بشأن ذلك العازل 
« بقولك يا حمزة أنا بفكر أخلي باب أوضة عازل مش عايز دوشة
- وافرض حصل مصيبة ...او اتخانقت مع لينا ... او لينا تعبت مثلا في الأوضة وحبت تنادي علي حد 
- خلاص يا عم مش هعمله 
- ركب العازل لوحده
- هو ينفع !!!
- التكنولوجيا اتغيرت عن زمان يا خالد »

عاد حمزة من شروده القصير ليرفع يده يدق علي الباب بخفة ... طرقة اثتنين ... ثلاثة ... الي أن سمع صوت أخيه الناعس يتمتم من الداخل :
- ايوة طيب 

لحظات وفتح خالد باب الغرفة ليظهر وجهه الناعس شعره المبعثر عينيه الحمراء من أثر النوم ... تثأب ينظر لأخيه ناعسا :
- ايه يا حمزة في ايه علي الصبح ... كان عندي حق لما كنت عايز اعمل الباب عازل 

ضحك حمزة ساخرا ليمد يده يضعها علي كتف أخيه اخفض صوته قليلا ليهمس له بصوت خفيض :
- حسام تحت وبيقول عايزك في حاجة مهمة 

توسعت عيني خالد قلقا .. حسام هنا ... شهد أصابها مكروة بالطبع ... او الاسوء زيدان حدث له شئ ... تحرك يود النزول لأسفل ... ليجد كف حمزة يقبض علي يده يمنعه من التقدم خطوة واحدة نظر خالد لأخيه متعجبا ... ليشير حمزة الي مظهره المزري يتمتم مشمئزا :
- هتنزل بمنظرك دا ... شكلك ولا المتسولين ... 

نظر خالد لحالته المزرية ليبتسم دون مرح ابتسامة جافة قلقة ... حرك رأسه إيجابا سريعا ليعود لغرفته ... بينما أخذ حمزة طريقه إلي غرفته ... دق الباب كعادته ... ليسمع صوت درته الغالية يأذن بالدخول ... ابتسم يدير مقبض الباب دخل ليراها هناك جالسة فوق الفراش تفرك عينيها تتثأب ناعسة .. ابتسم يقترب منها جلس جوارها يغمغم ببهجة :
- واضح اني بقيت منبة ماشي اصحي البيت كله 

نظرت بدور ناحيته دون أن تبتسم حتي .. رمته بنظرة عتاب قاسية لتشيح بوجهها بعيدا عنه ... ارتفع جانب فمه بابتسامة متعجبة قطب جبينه .. لحظات فقط وصدم جبينه براحة يده حين تذكر ما حدث بالأمس ... حمحم يبتسم في ببشاشة ليقترب منها لف ذراعه حول كتفيها يتمتم مبتسما :
- ياااه انتي لسه زعلانة من امبارح ... يا حبيبتي أنا قولتلك ما بعرفش اشتغل وحد بيتكلم جنبي ... وأنا كنت بعمل شغل مهم امبارح جدا ... 

عادت تنظر له من جديد تنهدت تهمس له بتوتر :
- ايوة بس أنت زعقت جامد وسيبت الأوضة وخرجت ... 

تنهد يأسا ليقترب طبع قبلة صغيرة علي جبينها يهمس له معتذرا :
- حقك عليا يا درة خلاص بقي ما تقفشيش

ابتسمت ساخرة من حالها باتت تغضب وهو يراضيها لانه فقط ترك الغرفة لأجل عمله ولو كان أسامة لكان أقام الدنيا فوق رأسها ... ابتسمت تنظر له تشعر بارتياح ... أمان ... قاطع تلك اللحظات صوت رنين هاتفه ... جذبه من جيب سرواله ليجده يضئ باسم ابنته ... فتح الخط وضع الهاتف علي أذنه :
- ايوة يا مايا ... خير يا حبيبتي

لحظات صمت قصيرة سمع بعدها صوت ابنته المرتعش الباكي وهي تهمس له :
- أدهم فاق يا بابا !!!!

شخصت عينيه في ذهول توقف نابضه للحظات أدهم طفله الصغير عاد من جديد ...ادمعت عينيه تسارعت دقات قلبه تكاد تفجر صدره ... فقط جملة واحدة هي من استطاع التفوة بها :
- أنا جاي حالا

اغلق مع ابنته الخط ليهب واقفا يلتف حول نفسه يهذئ من شدة فرحته :
- أدهم فاق ...ابني ، ابني ... فين هدومي ... هدومي فين ... ابني
____________
تحرك خالد لأسفل سريعا بعد أن هندم هيئته المبعثرة ... نزل بخطي سريعة لأسفل ليجد حسام هناك يجلس علي أحد المقاعد يبدو متوترا من حركه ساقه المتوترة السريعة ...  اقترب منه سريعا يسأله قلقا :
- حسام ... في ايه يا ابني طمني ... زيدان كويس ... امك حصلها حاجة 

حرك حسام رأسه نفيا  تنهد يخرج أنفاسه القلقة نظر لوالده للحظات ليتمتم راجيا :
- بابا ... ارجوك ماما عايزة تشوفك إنت ودكتورة لينا ضروري ... أرجوك يا بابا ... دي كانت عايزة تيجي هي ليكوا بس حالتها ما تسمحش خالص ... أنا مش عارف هي عايزة ايه ... بس هي قالتلي ما ترجعش من غيرهم 

انتاب خالد القلق من كلمات حسام ... ماذا تريد شهد من لينا ... لما ترغب في رؤيتهما معا وبذلك الإلحاح ... لينا لن توافق بالطبع علي ذلك ... تنهد حائرا رفع رأسه ينظر لأعلي السلم ... ليحرك رأسه إيجابا ... ترك حسام يقف مكانه ليتحرك لأعلي حيث غرفته ما أن دخلها واغلق الباب ... انفتح باب غرفة حمزة يخرج منها مهرولا خلفه بدور يمسك بيدها يجذبها معه بعد أن أوصت تلك المربية الإنجليزية التي جلبها حمزة لتخفف عنها أعباء الصغار ...تحركت معه هي من اصرت علي الذهاب معه وهو لم يعترض ... تحركا معا لأسفل ... ليقابلا حسام في طريقهما ... اقترب حمزة منه يعانقه بقوة وحسام ينظر له مدهوشا مما فعل ابعده حمزة عنه قبض علي ذراعيه يبتسم فرحا :
- وشك حلو يا حسام !
قالها ثم غادر سريعا وخلفه تلك السيدة ... وقف حسام ينظر في اثرهم مدهوشا ليصدم كف بآخر يتمتم متعجبا :
- دا العيلة المجنونة دي 

في الأعلي ما أن دخل خالد إلي غرفته سمع صوت صنبور المياة يأتي من المرحاض ... لينا تستحم بالطبع وقف للحظات يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر ... ان أخبرها بأنه يريد منها الذهاب لشهد سترفض بالطبع وينتهي الأمر بانهيارها باكية كما يعرفها إذا فهي الحيلة ! .. تنهد يحاول أن يرتب كذبة سريعة في رأسه .. حرك رأسه إيجابا يحكم خيوط كذبته ... في لحظة خروجها من المرحاض ترتدي ثياب عملية يبدو أنها علي وشك الخروج ... نظرت لوقفته الغريبة للحظات لتتوجه ناحية مرأة الزينة تحركت تجفف خصلات شعرها بمنشفة لتراه من خلال المرأة عينيه مصوبة ناحيتها ... ابتسمت في اصفرار لتلتقط فرشاة شعرها تمشطه حين سمعته حين سمعته يسألها :
- انتي رايحة فين 

وضعت الفراشة من يدها لتلتفت له عقدت ذراعيها أمام صدرها ابتسمت دون حياة تتمتم ساخرة :
- ايوة رايحة شغلي عندك مانع

رسم ابتسامة بسيطة علي شفتيه ينظر لعينيها يقول مبتسما :
- وأنا من امتي منعتك من شغلك !

ارتسمت ابتسامة واسعة متهكمة علي شفتيها لتعاود النظر للمرأة ترتدي حجابها نظرت له بواسطة سطح المرأه تتمتم ساخرة :
- نص عمرك بس !!

تنهد حانقا لينا باتت سليطة اللسان بشكل يجعله يود أن يعود لتلك الشخصية المريضة التي كانت تسيطر عليه قديما ليتخلص من شفرات لسانها الحادة ... تنهد حانقا يحاول أن يهدئ ... تحرك ناحية للأمام يقف خلفها ابتسم يتمتم في تروي :
- أنا عايزك تيجي معايا مشوار مهم وضروري أوي

رفعت حاجبيها في سخرية اكملت ارتداء حجابها دون أن تلتفت له تتمتم بخواء :
- فين

نظر لتلابيب قميص بدلتها النسائية ليثني  «ياقته» المرتفعة ... ابتسم يتمتم في هدوء :
- هقولك لما نوصل 

وضعت الدبوس الأخير في حجابها لتلتفت له تنظر له بقسوة تتمتم في تهكم :
- عيزاني اروح معاك مكان أنا مش عرفاه 

تحركت تود تجاوزه ليقبض علي كفها جذبها لتعود إلي ما كانت واقفة تنظر للمرأة تري وجهه من خلال سطحها ... بلعت لعابها مرتبكة حين سمعته يغمغم بصوت خفيض عينيه تأسر مقلتيها رغما عنها :
- ما انتي يا أما روحتي معايا من غير ما تعرفي هنروح فين او هنعمل ايه ... لما خرجنا من البيت دا زمان ... كنا ماشيين في طريق المجهول مش عارفين حتي الدنيا هتاخدنا علي فين ومع ذلك عمرك ما سبتيني .. كنتي بتقولي دايما كفاية اننا مع بعض ... لآخر مرة يا لينا تعالي معايا من غير ما تكوني عارفة احنا رايحين فين

ادمعت عينيها رغما عنها كم أرادت أن ترفض قلبها لا زال يصرخ من ألم ما فعله بها الا أنها حركت رأسها بإيجاب مسلوب الإرادة دقائق وكانت تتقدمه ينزلان لأسفل ... توسعت إبتسامة حسام ما أن رآها ليهب سريعا يحادثها ممتنا :
- متشكر يا دكتورة ... متشكر اوي

قطبت جبينها متعجبة علي ما يشكرها ذلك الفتي تنهدت تنظر لخالد تسأله بعينيها ليبتسم لها في هدوء يتحركان سويا للخارج ... تحرك حسام لسيارته ... بينما استقلت هي السيارة جواره يتجهوا جميعا الي حيث هي فقط لا تعلم ....
________________
صباح يوم جديد مختلف ... في مكان جديد عرفته بالأمس فقط ... غرفة نوم في شقة زوجها معاذ !! ... باتت زوجة معاذ كما كانت تريد ... تخلصت من لعنة زيدان نهائيا .. إذا لما ليست سعيدة لما تشعر بألم بشع ينخر قلبها ... وكان سوطا من نار يجلد روحها ... اعتدلت في جلستها تخفي وجهها بين كفيها تتنفس بعنف ... بعد ذلك الكابوس الذي حلمت به ليلة أمس ..  رأته هو بعدها في حلم سعيد ... رفع يدها تخلل أصابعها في خصلات شعرها بعنف تزفر بحرقة لما تلك الحيرة هي من ارادت واختارت هي من ... قاطع سيل افكارها صوت رنين هاتفها برقم والدتها ... ابتسمت بشحوب التقطته تجيبها بصوت هامس ناعس :
- صباح الخير يا ماما

سمعت صوت والدتها المتلهف يسألها :
- صباح النور يا حبيبتي ... عاملة ايه يا لوليتا ... اوعي يكون الواد دا زعلك او فرض نفسه عليكي

ضحكت لينا في خفوت شاحب تحرك رأسها نفيا بخفة تحدثت بهدوء تطمأن والدتها :
- أنا كويسة يا ماما ما تقلقيش معاذ كويس وطيب ومقدر حالتي النفسية كويس ... ما تقلقيش عليا 

بعد حديث ليس بطويل مع والدتها طمأنتها عليها وودعتها تغلق الخط .... القت الهاتف علي فراشها ... قامت من الفراش وقفت جواره تأخذ أنفاس قوية تطفي بها نيران قلبها القلق تحادث نفسها بحزم :
- كل حاجة هتبقي كويسة .. معاذ كويس وبيحبني ... هتتأقلمي يا لينا ... 

قلبها رفض وبشدة تلك الكذبات التي تخرج من فمها ...تحركت ناحية حقيبة ملابسها التي لم تسنح لها الفرصة لإخلاء محتوياتها بعض اختارت احدي ملابسها البسيطة العملية التي تستخدمها في الخروجان العاجلة ... تحركت للمرحاض اغتسلت تبدل ثيابها خرجت ..تمشط خصلات شعرها ... لتتجه ناحية باب الغرفة فتح قفل المفتاح لتطل برأسها للخارج المكان هادئ بشكل مخيف ... في وسط ذلك الهدوء اخترق انفها رائحة طعام حقا شهية ... تحركت من الغرفة تنظر حولها ... منزله حقا الكثير من الغرف التي لا تعرف حقا ماذا يوجد خلف أبوابها المغلقة تحركت ناحية الخارج ... تتلفت حولها كأنها طفلة ضائعة

- بووو

صاحت حين جاء الصوت من خلفها مباشرة انتفضت من مكانها تنظر خلفها لتجد معاذ يقف خلفها يضحك عاليا علي منظرها الخائف ... نظرت له حانقة تتمتم :
- حرام عليك خضتني 

تعالت ضحكاته أكثر يشير لها يردف من بين ضحكاته :
- كان لازم تشوفي شكلك لما اتفزعتي 

كشرت جبينها تنظر له بحدة .. ليحمحم هو بحرج ينظر لها معترزا :
- أنا آسف والله ... أنا بس كنت بهزر معاكي

مزحة سخيفة لم تحبها ابتسمت في خواء تحرك رأسها إيجابا ... ليقترب هو خطوة اخري منها يسألها قلقا :
- رعبتيني امبارح عليكي انتي كويسة 

اومأت برأسها بالإيجاب من جديد تتهرب بعينيها بعيدا عنه ... لترتسم ابتسامة واسعة علي شفتيه ... اقترب يمسك بكف يدها يجذبها خلفه يحادثها بفخر مبتسما :
- تعالي تعالي هتلاقيكي واقعة من الجوع أنا عملك اكل عظمة ... وبصراحة أنا واقع من الجوع ومش هاكل من غيرك

تحركت معه دون اعتراض يمر أمام عينيها وهي تسير معه مشهد  قديم لزيدان وهو يعد لها الطعام في اليوم التالي لزفافهم 
«- علي فكرة يا زيدان أنا عارفة أنك مش جعان وأنك عملت الاكل عشاني ...»

ادمعت عينيها ما أن وصلت لتلك الجملة .. مدت يدها تمسح دموعها سريعا قبل أن يلتفت معاذ ويراها تبكي ويمطرها بوابل من الأسئلة التي لن تنتهي ... وصلا معا الي طاولة الطعام الممتلئة بكل بالكثير والكثير من الانواع الشهية جذب لها المقعد لتعطيه ابتسامة صغيرة جلست علي المقعد ليدفعه بها إلي الإمام قليلا ... ليجلس جوارها ... نظرت هي ناحيته في لمحة خاطفة لتقطب جبينها في عجب ... تنظر لذلك الوشم الغريب الذي يحتل باطن ذراع معاذ رفعت وجهها إليه تسأله مستنكرة :
- ايه يا معاذ الوشم الغريب دا حد يعمل وشم تعبان ! ... وبعدين الوشم حرام اصلا !!
_________________
تحرك متلهفا إلي غرفة ولده ... فتح الباب سريعا ينظر للداخل ليراه تسارعت دقات قلبه حين رآه يجلس يتحرك ... عاد للحياة من جديد بعد سبات طويل اجهد قلبه هو ... نظر أدهم لأبيه لتدمع عيني كل منهما ... اقترب حمزة بخطئ بطيئة يجر ساقيه ناحية أدهم ... إلي أن وصل لفراشه جلس ينظر لأدهم مشتاقا للحظات طويلة قبل أن يرتمي كل منهما بين أحضان الآخر ... شدد حمزة علي عناق أدهم بينما انهمرت دموع الأخير يهمس له نادما :
-سامحني يا بابا أنا آسف ... سامحني

لحظات فقط وأبعد حمزة ادهم عنه قليلا احتضن وجهه بين كفيه يمسح بإبهاميه دموع ولده المنسابة ابتسم له يهمس نادما :
- أنا اللي مفروض اقولك سامحني ... اقولك حقك عليا ... وحشتني اوي يا أدهم ... وحشتني اوي يا ابني

انهمرت دموع ادهم تصاحبها دموع حمزة ليعود لعناقه من جديد ..يربت علي رأسه برفق ... بعد دقائق طويلة ابعده عنه ينظر له مبتسما ... ليقبل جبين ابنه يهمس فخورا :
- ربنا يخليك ليا يا إبني

دقات علي باب الغرفة تلاها دخول الممرضة الي الحجرة ... ابتسمت تردف :
- صباح الخير يا جماعة .. ميعاد الدوا 

ابتعد حمزة عن الفراش لتقترب الممرضة منه تعطي لادهم ادويته ... أخرجت سرنجة فارغة تقترب من ذراع ادهم ... ليصفر وجه الأخير حرجا هل يخبرهم بأن يعاني رهاب شديد من الحقن ... حمزة فقط من يعلم ... نظر أدهم لوالده خائفا لتتعالي ضحكات حمزة ينظر للممرضة :
- ليه الحقنة دي

نظرت له الممرضة تبتسم في هدوء تتمتم بعملية :
- الدكتور طلب تحليل دم 

أبتعد ادهم للخلف ينظر للممرضة مرتبكا ابتسم يغمغم متوترا :
- لالالا أنا كويس صدقيني مش محتاج تحليل ولا حاجة ...أنا كويس جداا 

نظرت له الممرضة متعجبة بينما انفجر حمزة في الضحك أدهم لم يتغير منذ إن كان طفلا يخشي « الحقن » ... تقدم حمزة يقف أمام فراش ادهم يحادثه بحزم :
- افرد دراعك ياض ... وبعدين حد يبقي قدامه ممرضة قمر زي كدا ويخاف من شكة

ابتسمت الفتاة في خجل .. تعاود النظر ناحية أدهم بينما نظرت مايا وبدور في غيظ شديد إلي حمزة ... بدور زوجها يغازل اخري أمامها أما مايا .. فوالدها العزيز يخبر حمزة بأن هناك فتاة جميلة أمامه وربما اجمل منها أيضا ... نقل حمزة عينيه بينهما قلقا ليهمس في نفسه بخوف :
- هو في ايه ... بيبصولي كدة ليه !!

_________________
ومن مشفي لاخري وقفت سيارة حسام وخلفها مباشرة سيارة خالد ولينا أمام المشفي التي تقطنها شهد ... تحرك حسام ناحية خالد يهمس له برقم غرفة والدته الجديدة ... ليحرك خالد رأسه إيجابا ... تحرك حسام يسبقهم ... امسك خالد بيد لينا يتحرك معها للداخل ... هي حقا لا تفهم ما يحدث قلبها يدق بسرعة البرق بشكل غريب غير مفهوم .... توجه معها الي احدي الغرف دق بابها ... قبل أن يدخل ... ما إن وطأت قدميها للداخل توسعت عينيها في صدمة حين رأتها شهد بالطبع عرفتها تلك التي كانت بين أحضان زوجها قبل أيام ... نظرت لخالد ترميه بنظرة نارية قاتلة ... تحركت ترغب في الفرار حين سمعت صوتها يناديها بصوت ضعيف مجهد :
- ارجوكي يا لينا استني ما تمشيش ارجوكي 

وقفت لينا مكانها للحظات قبل أن تلتفت لها زفرت حانقة تحادثها بضيق :
- نعم خير ... عايزة ايه

نظرت شهد لها تبتسم في شحوب لتعاود النظر لحسام تحادثه :
- خد ابوك واستنوا برة شوية معلش

وقفت مكانها تهز ساقها اليسري بعنف تنظر لغريمتها تتوعد لخالد ما أن تغادر ... عاودت النظر لشهد التي تنهدت تهمس لها بشحوب واضح :
- أنا عارفة أنك مش طيقاني واكيد مش طايقة خالد ... وانا لحد قبل ما اعمل العملية ما كنتش بكره حد في حياتي قدك 

توسعت عيني لينا تنظر لها في غيظ لتبتسم شهد تكمل ما تقول :
- بس لما قربت من الموت اوي كدة ... اكتشفت أن الدنيا دي مش مستاهلة يا لينا .. مش مستاهلة انتقام وحقد .... اقعدي وأنا هحكيلك كل حاجة

زفرت لينا حانقة رغما عنها اطاعت فضول الاثني داخلها لتتوجه الي اقرب مقعد من فراش شهد جلست عليه تنظر لها لتبتسم الأخيرة تهمس بخفوت نادم :
- من زمان وانا عيلة صغيرة كنت بشوفك دايما وانتي ماسكة في ايد خالد بيوديكي ويجيبك ... كنت بشوف ابتسامتك وفرحتك واتمني اني ابقي مكانك ... لحد ما حصلت المعجزة وجت زينب هانم تطلب ايدي لابنها ... قد ايه كنت سعيدة اوي ... اخيرا كل الحب والحنية اللي كنت بشوفه وهو بيعاملك ... هيعاملني أنا اكيد كدة ... بس كنت غلطانة خالد عمره ما حبني .. خالد مهووس بيكي ... عمره ما نطق اسمي من غير ما يغلط وينطق اسمك قبله ... قد ايه كنت بتكوي وهو في حضني وبينطق اسمك ... بيقولك قد ايه هو بيحبك ... حتي لما عرف اني حامل ... كان خايف اوي ... احسن ترفضيه لما ترجعي لو عرفتي أنه مخلف .... علي قد حبه ليه علي قد ما اتقهرت منه وكرهته وكنت عايزة بس انتقم منه .... بعد ما خالد طلقني ... جه مختار ابن عمي وطلب ايدي ... مختار كان أحن إنسان فئ الدنيا حقيقي .... كان بيحبني اوي .. كتير سألته أنت ليه بتحبني اوي كدة ... كان دايما يقولي القلب ليه أحكام ... عوضني أنا عن كل حاجة وحشة حصلتلي ... لحد ما مات

بدأت عيني شهد تزرف الدموع بكثرة نظرت للينا تهمس بحرقة ممتزجة بقهر :
- مات وخد معاه كل حاجة حلوة ..... ورجع خالد ظهر تاني ... ورجع احساسي بالقهر والكرة والانتقام ... كنت عايزة اخد حقي منه بأي شكل .. وأنا عارفة أنه بيحبك ، بيحبك اوي وأكتر حاجة ترعبه أنك تضيعي منه ..... عشان كدة عرضت عليه يتجوزني .... كنت بحس إن انتقامي بيتحقق وأنا شيفاه قدامي بيتعذب خايف قلقان ... أنا عمري ما كنت هسمحله أن هو يلمسني ابدا ... بس كنت بحب اشوف عذابه في عينيه وهو متوتر ومش عارف يعمل ايه

نظرت شهد ناحية لينا لتراها ترميها بنظرات حادة نارية ابتسمت شهد في خفة تردف :
- ما تبصليش كدة الانتقام واللي شوفته من جوزك زمان يخليني اعمل اكتر من كدة ..... بس لما قربت اوي من الموت ... اكتشفت ان كلها حاجات تافهة فارغة ... الدنيا عرض سينما وهيخلص ... عشان كدة انا حبيت اشوفك ..... لينا خالد مش بيحبك بس دا بيعشقك ... أنا آسفة سامحيني بس صدقيني أنا كنت موجوعة أوي وكنت عايزة انتقم بأي شكل ... ممكن تنادي خالد ارجوكي

تنهدت لينا حزينة علي حالها ... غاضبة منها تحركت ناحية باب الغرفة تهمس باسم خالد ... دخل الأخير للغرفة يقترب من فراش شهد بصحبة لينا ... ابتسمت شهد لهما معا تردف بنبرة حزينة مجهدة :
- أنا مسمحاك يا خالد وفهمت لينا علي كل حال .... بس عايزة منك طلب أخير ... طلقني مش عايزة اموت وأنا علي ذمتك .... ارجوك يا خالد

تنهد خالد ينظر لها نادما ليهمس لها بنبرة مثقلة :
- انتي طالق يا شهد

توسعت ابتسامتها تشكره بامتنان ... نظرت ناحية لينا تشير لها لجانب الفراش الفارغ لكي تقترب منها .... تحركت لينا بخطي بطيئة جلست جوارها لتمسك شهد بيد لينا تحادثها بلهفة :
- وصيتك حسام يا لينا ... أنا عارفة انك طيبة وهو والله بيحبك أوي ... خلي بالك منه هو صحيح دكتور معدي ال30 بس ما بيعرفش يعمل لنفسه كوباية شاي ... خلي بالك منه وحياة خالد ... هسألك عنه يا لينا لما اقابلك

أدمعت عيني لينا تنظر لشهد مشفقة حزينة ... حركت رأسها إيجابا تهمس لها برفق :
- انتي هتبقي كويسة وهتاخدئ انتي بالك منه

ابتسمت شهد بشحوب تحرك رأسها إيجابا ... تهمس لها :
- معلش عايزة افضل مع حسام لوحدنا .. ممكن تناديهولي

حركت لينا رأسها إيجابا سريعا .... تحركت للخارج التفت خالد لشهد يبتسم لها ممتنا لترد له الابتسامة باخري شاحبة تحرك رأسها إيجابا ... تحرك للخارج في لحظة دخول ولده ... وقف بالخارج أمام لينا ينظر لها يبتسم في عشق لن ينتهي لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة أغمضت عينيها تقترب منه ليفتح ذراعيه سريعا يضمها لاحضانه ... لحظات طويلة هادئة ... لم يكسرها سوي تلك الصرخة الفزعة :
- ماااامااا ... ماما ردي عليا ... ماااااماااا

تعليقات