رواية أسرتى قلبى الفصل الخامس بقلم هدير الصعيدى وولاء يعقوب
إنتهى الأسبوع سريعا وإنتهى فارس وسليم من عملهم وكذلك حازم وأتت لميس وزوجها أدهم وإجتمعت العائله بأكملها فى فيلا عز الدين على السطح الذى قد جهزه عز الدين وفريد لكى يجتمعوا به فى نهايه كل أسبوع وأثناء جلوسهم أخذ عز الدين وفريد يتحدثون مع أبنائهم
عز : كويس إنكوا نزلتوا يا ولاد .. أنا بحب لمتنا دى عارف إنها بتبقى صعبه كل أسبوع بس على الأقل لازم نحافظ إنها تكون مره كل شهر على الأقل
فريد : معاك حق يا عز لمتنا دى أحسن حاجه .. الواحد مهما إنشغل فى حياته وحقق نجاح كبير فى شغله برده لمته مع أهله دى بتبقى أفضل حاجه
عز موجها حديثه لسليم وفارس : أنتوا نازلين أجازه قد إيه المره دى يا ولاد ؟
سليم : 4 أيام إن شاء الله لأن عندنا شغل كتير جدا
عز : ربنا يقويكوا يا ولاد وأشوفكوا دايما فى أفضل مكانه .... وحضرتك يا حازم بيه راجع شغلك إمتى ؟؟
حازم بفخر : أنا أجازتى يومين بس يا بابا .. حضرتك عارف ميقدروش يستغنوا عنى فى الشغل
ثم مال تجاه دينا ليثير غضبها وهتف قائلا
حازم بهمس : وخصوصا المضيفات ... أأأأأخ المضيفات ميقدروش يستغنوا عنى لحظه واحده .. دوول يموتوا لو أنا إتأخرت شويه بس
لم تنظر إليه دينا ولم تعيره إهتمامها وكأنها لم تسمعه فعقد حازم حاجبيه فى إستغراب لعدم تعليقها ولم يتحدث بينما دينا كانت بداخلها براكين من الغضب إن إنفجرت ستحرق حازم ومضيفاته
وأثناء جلوسهم رن هاتف سليم وكانت مكالمه من العمل فإستأذن لكى يستطيع التحدث بأريحيه وحينها أتت رؤى حيث لم تكن تجلس معهم فى البدايه
رؤى بإبتسامه واسعه وهى تقترب لكى تحتضن فارس : أبيه فارس وحشتنى جدا .. حمد الله على سلامتك
فارس بإبتسامه واسعه وهو يحتضنها : الله يسلمك يا رؤى .. أنتى كمان وحشتينى جدا
ثم قرصها من وجنتها وهتف قائلا : إيه أخبار عصفورتنا الجميله ياترى رسمتى حاجه جديده ؟
رؤى بإبتسامه : طبعا يا أبيه بس دى مفاجأه ومش هينفع تشوفها دلوقتى خالص
ثم نظرت إلى عز الدين وغمزت له
فارس بإستغراب : ليه بقى ؟؟ هى سر ولا إيه !!
رؤى بإبتسامه مشاكسه : حاجه زى كدا
عز الدين بهدوء : أنا عندى ليكم خبر حلو يا جماعه
الجميع : خير يا عز .. خير يا بابا .. خير يا عمو
عز الدين وهو يقترب من رؤى ويضع يديه حول كتفها ويضمها إلى صدره : رؤى إن شاء الله هتشترك معايا السنه دى فى المعرض
الجميع بسعاده : مش معقوول .. بجد يا رؤى هتنشرى لوحاتك مع بابا
رؤى بإبتسامه خجول : إن شاء الله .. إدعولى بس
فى نفس التوقيت كان سليم قد رجع إلى حيث يجلس الجميع وسمع بالجزء الأخير من الحوار فهتف قائلا
سليم بإبتسامه : يا سلام يا سلام على الأخبار الحلوه
ثم فكر سليم فى طريقه لكى يثير غضب رؤى فهتف قائلا : بس معقوول يا عمو هتسلم رؤى مسئوليه زى دى أنا شايف إنها متقدرش عليها
رؤى وهى تلوى فمها فى تهكم : وإيه الى مش هيخلينى أقدر بقى .. لا أنا هقدر إن شاء الله وهتشوف يا سليم
سليم محاولا إستفزازها أكثر : أدينا هنشوف ولو إنى معتقدش .. شايف إنك صغيره على المسئوليه دى
رؤى بغضب : أنت مستفز
ثم إنصرفت وذهبت بالإتجاه الثانى من السطح فنظر عز لسليم وهتف قائلا
عز بعتاب : ليه كدا يا سليم ؟؟ ليه زعلتها ؟
سليم مدعيا البراءه : مقصدشى يا عمو صدقنى .. أنا بس كنت بهزر وحضرتك عارف رؤى بتقفش على أى حاجه
عز : رؤى دى أخر العنقود .. حته من قلبى وأنا واثق إنها هتنجح وإنها قد المسئوليه
حازم بمزاح : ومين يشهد للعروسه
ثم أكمل حديثه وهو يدعى الحزن : دايما يا زيزو بتشكر فى أولادك كلهم إلا أنا أكونش مش إبنك ولقينى على باب جامع
وهنا ضحك الجميع على مزاحه فحازم سيظل هكذا دائما
فى الإتجاه الثانى من السطح وقفت رؤى وهى تستند بكفها على سور السطح وتنظر إلى البحر فهى تعشق البحر مثل والدتها ولكنها هذه المره لم تستمتع بمنظر البحر
رؤى بضيق : أوووووف بجد .. سليم ده مستفز جدا .. ده بيستقصد إنه يغلس عليا وخلاص أول ما يشوفنى ... ماشى يا سليم .. أنا هوريك وهخليك تندم إنك بس تفكر تضايقنى .. هخليك تخاف أما تشوفنى أو تلمحنى بس جايه من بعيد .. ماشى يا سليم مااشى
هنا كان سليم قد وصل وسمع رؤى وهى تتحدث عنه بغضب فإبتسم وإقترب منها وهتف قائلا
سليم بهدوء : أنا سمعت إسمى وأنا معدى .. كنتى بتنادى عليا ولا حاجه ؟!
رؤى وهى تجز على أسنانها بغيظ : أكيد لا هكون بنادى عليك ليه .. عشان تيجى تكمل غلاستك عليا مثلا
سليم بإستغراب مدعيا البراعه : أنا يا رؤى بغلس عليكى أنا ... تؤ تؤ تؤ تؤ .. لا أنا زعلان
رؤى وهى تقبض على السور بيدها محاوله كتم غضبها : يا برىء هو أنت بتعمل حاجه .. بظلمك أنا عرفه
ثم صمتت محاوله السيطره على غضبها وأكملت حديثها هاتفه : سليم أنت بجد ...... بجد أنت ....... أووووف
سليم بهدوء مستفز : إهدى بس .. إهدى أنا إيه ؟
رؤى بغضب : أنت إنسان بارد ومستفز
ثم تركته وغادرت السطح بأكمله وهى تهتف بكلمات غير واضحه ونزلت إلى الطابق السفلى متوجهه إلى غرفتها , وهنا إبتسم سليم على منظرها ثم توجهه لكى ينظر إلى البحر فهو الأخر يعشقه ولكنه لمح حازم يتلفتت خلفه مبتعدا عن الجميع ويذهب إلى ركن بعيد من السطح فعقد حاجبيه فى إستغراب و ذهب خلفه ليرى ماذا يفعل
وما إن توجه خلفه حتى لمحه يقف ومعه دينا أخته وهما يتبادلان أطراف الحديث ودينا يظهر على وجهها بعض الغضب فعقد حاجبيه أكثر وحاول أن يستمع إليهم
دينا بغضب : متستهبلش يا حازم أنت أصلا علطوول بتتسرمح مع البنات ودى مش حاجه جديده عليك
حازم ببراءه مصطنعه : أنا لا طبعا إزاى تقولى عنى كدا .. هو أنا عشان أعرف 10 , 20 بنت يبقى كدا بتسرمح متنسيش إنى طيار وزى القمر والعيون عليا وبعدين هما الى بيجروا ورايا
دينا بغضب شديد وهى تضربه فى كتفه : حااااااااااااازم
حازم بإبتسامه : عيون حازم
دينا بغضب : عيونك دى أنا هخلعهملك عشان تبطل تبص على بنات خالص
حازم وهو يغمز لها : وأهون عليكى دنا حازم بردو
وهنا تدخل سليم هاتفا : لا طبعا يا حبيبى متهونش عليها ولا إيه يا دينا
إنتفض حازم ودينا على صوت سليم فقد تفاجئا بوجوده وأخذت دينا تبتلع ريقها فى توتر وخوف شديد
سليم موجها حديثه لدينا : بتعملى إيه هنا يا دينا هانم ؟
دينا بخوف وإرتباك : سسسليم .. أأأأأنا كنت .. بس ...
سليم : كنتى إيه يا هانم ما تقولى ...و مالك بتهتهى كدا ليه ؟!
حازم متدخلا : ف إيه يا سليم إهدى كدا وأنا هفهمك كل حاجه .. أنت فاهم الموضوع غلط
سليم بغضب : تفهمنى إيه يا بيه .. منا سمعت كل حاجه بودانى
وهنا شهقت دينا عاليا ووضعت يدها على فمها ونظرت إلى سليم فى رعب
سليم وهو ينظر لدينا بغضب : أه سمعت ياهانم .. سمعتكوا وأنتو منيمنى على ودانى وبتتقابلوا هنا والله أعلم ده بيحصل من إمتى
حازم بهدوء مقتربا من سليم : سليم لو سمحت ممكمن نتكلم مع بعض .. كفايه لحد كدا مش عايزين حد يسمعنا
ثم وجهه حديثه لدينا : إنزلى يا دينا دلوقتى بعد إذنك
وهنا ركضت دينا فى خوف ونزلت إلى الطابق الخاص بفيلتها هى ووالديها
حازم وهو يسمك بذراع سليم ساحبا إياه بإتجاه السور : ممكن تيجى معايا بقى عشان عايز اتكلم معاك وأفهمك كل حاجه
سليم بغضب وهو يسحب ذراعه من يد حازم : إتفضل فهم يا أستاذ
حازم : أنا بحب دينا وعايز أتقدملها
سليم بغضب : وحضرتك كنت بتتقدملها فى السطح هنا لوحدكوا
حازم : لا بس كنت بتكلم معاها عشان زعلانه منى وكنت بصالحها وأنا مقدرش على زعلها منى
سليم وهو يجز على أسنانه : وأما أمد إيدى عليك دلوقتى هتبقى مبسوط
حازم بهدوء : مش بقولك الحقيقه وبقولك أهو أنا عايز أتقدملها رسمى
لم يرد عليه سليم وإنما نظر إليه بغضب
حازم بمزاح : طبعا موافق عليا .. هتلاقى زيي فين .. طيار قد الدنيا ووسيم جدا وغنى و...
وهنا أمسك سليم بعنق حازم : إسكت خالص بس ما أرميك من هنا
حازم بمزاح : وأهون عليك بردو يا سليم دنا حازم حبيبك وصاحبك .. عشان خاطر إلى ما بينا وأيامنا مع بعض ... نسيت يا سليم أيامنا وليالينا
هنا ترك سليم عنق حازم وإستدار برأسه للجانب الأخر محاولا منع ضحكاته من الإنفلات ولكن حازم كان قد لمحه
حازم بمزاح : أهو هتضحك أهو يلا يلا إضحكى يا بطه
سليم بغضب : يا بنى إسكت شويه , أنت أهبل
حازم : خلاص بقى يا سليم .. ها الخطوبه إمتى ؟؟
سليم : خطوبه مين ؟؟ هو حد قالك إنى وافقت أصلا
حازم بمزاح : هو أنتوا هتخدونى لحم وترمونى عضم .. لازم أختك تستر عليا وتتجوزنى يا سليم .. مين هترضى تتجوزنى دلوقتى بعد إلى أختك عملته فيا
سليم بغضب : إمشى يا حازم .. إمشى حالا بدل ما أموتك
وهنا نزل حازم راكضا للأسفل تاركا سليم يفكر وهو يبتسم ويهتف فى نفسه : يا ولاد الإيه بقى حازم ودينا بيحبوا بعض ومحدش كان واخد باله وفارس أهو عايز يتقدم لجنى وأنت هيجى عليك الدور إمتى بقى يا سليم ثم لمعت عيناه وإبتسم
أما فى غرفه رؤى فكانت رؤى تجلس على فراشها تبكى وهى تتذكر ما فعله سليم معها ,, ثم فتحت الدرج بجانبها وأخرجت منه صوره ثم أخذت تنظر لها وهى تبكى
ثم هتفت قائله : ليه بتعمل كدا .. ليه بتعاملنى كدا
ثم صمتت قليلا ومالت لترقد على الفراش وقالت وهى تحتضن الصوره وتبكى : معقول كل ده مش حاسس إنى بحبك يا سليم !!
******************************
فى صباح اليوم التالى
نزل فارس من غرفته وتوجه إلى غرفه والده المخصصه للرسم ثم طرق الباب ودخل إلى الغرفه
فارس بإبتسامه هادئه : صباح الخير يا بابا .. ممكن أتكلم مع حضرتك شويه لو فاضى
عز بإبتسامه هادئه : صباح النور يا حبيبى .. تعال يا فارس أنا فاضى
توجه فارس إليه وجلس على الكنبه الموجوده فى الغرفه بجانب والده وهتف قائلا
فارس بهدوء : أنا كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع يخصنى
عز بهدوء يشوبه بعض المرح : أتكلم يا سيدى كلى آذان صاغيه
فارس بإبتسامه هادئه وهو ينظر إلى الأرض : أنا كنت عايز أتقدم لواحده وأخطبها
ضحك عز بشده مما أثار دهشه فارس فنظر إليه بإستغراب
عز بضحك : بقى كل ده عشان عايز تخطب يا فارس دنا إفتكرت إن فى مصيبه حصلت
ثم إبتسم فى هدوء ووضع يده هلى يد فارس وأكمل حديثه : كبرت يا فارس وهتتجوز وهتخلف وهتعجزنى يا ولد
فارس بإبتسامه هادئه : هخلف مره واحده كدا يا بابا .. ربنا يديك الصحه ويخليك لينا وبعدين حضرتك لسه شباب
عز بفخر : أيوه طبعا شباب
ثم ضحك وهتف قائلا : إحكيلى بقى مين دى الى عايز تتقدملها ؟؟
فارس : دى تبقى أخت واحد صحبى شوفتها فى فرح صاحبى ياسر حضرتك عارفه مش كدا
عز بتفكير محاولا التذكر : ياسر .... أه أه عارفه
فارس بهدوء : أنا كنت شوفتها كذا مره وعايز أتقدملها وجاى أخد رأى حضرتك
عز بإبتسامه هادئه : وأنا واثق فى إختيارك يا فارس وموافق .. مبررروك يا إبنى .. حدد معاهم المعاد المناسب وبلغنى عشان نروح لأهلها
فارس بإبتسامه واسعه : يعنى حضرتك وافقت يا بابا
عز : أيوه وافقت .. عايزنى أرجع فى رأيي ولا إيه !
فارس : لا لا طبعا
ثم أمسك يد والده مقبلا إياها : ربنا يخليك ليا يا بابا وميحرمنيش منك أبدا .. أنا هروح أفرح ماما بقى
ثم خرج فارس من الغرفه والسعاده تملأ قلبه متوجها ليخبر والدته بينما نظر والده إليه وهو يخرج من الغرفه وقد إغروت عيناه بالدموع