رواية إنذار بالحب الفصل السادس 6 بقلم رباب حسين


رواية إنذار بالحب الفصل السادس بقلم رباب حسين

 

هناك جرح عميق داخل قلبي ينزف من خيانته.... تصورت أن هذا الشعور لن يكون هناك ما هو أبشع منه..... زوجي ورفيق دربي مع أخرى أمام عيني.... طعنة قاسية وجرح لا يدمل وخنجر مغروس في الظهر إعتدت على وجوده.... وجئت أنت وعصفت بكل ما فيّ من مشاعر..... جئت لتعلمني ما معنى الجرح الحقيقي..... لتعطيني درسًا قاسيًا وصفعة مهينة قاسية تعلو الضحكات منها سخرية من عقل غلبه الحنين فصدق..... صفعة تجعلني أعرف ما هي حقيقة مشاعري تجعلني أعي بإنني لم أتعلم شئ بعد وأني لُدغت من الجحر ذاته.... من ألم التعلق الكاذب والنظارات الخادعة..... أما الآن لا أحتاج إلى نظرة ترضيني بل إلى صمتٍ طويل إلى انسحاب بلا تفسير إلى وجع يعلمني ألا أفتح بابي مرتين وهدوء ذاتي يشعرني بالشفقة على نفسي.... هل إعتدتُ الأمر؟!.... أم توقعت هذا؟!.... بكل الإجابات ستكون الحقيقة واضحة ولن أكون غبية حتى لا أقرأها..... "أنت لست لي" أقولها بكل إختصار...... لن أبدأ مشوار نهايته معروفة ولن أترك كرامتي تهان مرتين فالخيانة الأولى كانت سقطة أما الثانية... ستكون إهانة.... ولا يُشفى الكبرياء من الإهانة..... 

رغم الصدمة المتوقعة وجدت ورد هدوء قوي داخلها وتخبر نفسها..... هو ليس لي فليفعل ما يشاء فماذا أكون أنا كي أتألم هكذا؟.... فاقتربت منه في هدوء ورتبت على عاتقه وقالت : مستر يونس.... مستر يونس

فتح يونس عينيه في ذعر ونظر لها ثم انتبه إلى الفتاة النائمة على ساقه فعاد النظر إليها وجدها تقف هادئة شامخة لم تهتز ثم قالت : أسفة بس عند حضرتك مواعيد بدري وإتأخرنا

يونس : اه

ثم نظر إلى الفتاة وقال : لولا.... لولا

نظرت له الفتاة في نعاس فقال : قومي يا لولا النهار طلع

نهضت وهي تنظر إلى النافذة وقالت في إرهاق : ياااااه أنا نمت هنا..... شربت كتير أوي دماغي مصدعة

ورد : تحبي أعمل لحضرتك قهوة؟

نظرت لها لولا ثم نظرت إلى يونس في دهشة فأماء لها يونس بعينه ثم قالت : ديه أكيد مش خدامة.... شكلها شيك أوي على كده

يونس : لا خدامة إيه؟!..... ديه ورد السكرتيرة بتاعتي

لولا : إيه ده..... فين نيفين؟

يونس : واخدة أجازة.... يلا بقى على بيتك عشان عندي شغل

لولا : حاضر حاضر..... أنا هموت وأنام

يونس : إطلبي تاكسي متروحيش كده

نهضت لولا ووقف خلفها يونس ثم أخذت حقيبتها والتفتت إليه وقالت : متقلقش عليا.... يلا أشوفك تاني

ثم قبلت وجنته وذهبت..... نظر يونس إلى ورد الواقفة في هدوء حتى خرجت لولا من المنزل فقال : متفهميش غلط.... ديه صديقتي من زمان

ورد : ولا غلط ولا صح..... ديه حياة حضرتك الشخصية مليش إني أتدخل فيها

يونس : عارف بس مش بحب حد يفهمني غلط

ورد : لا يا مستر يونس متقلقش..... أنا فاهمة حضرتك كويس جدًا....عن إذنك هحضر الفطار

تركته ورد ونظر يونس إلى آثرها ويشعر بأن وراء هذا الهدوء بركان من الغضب تحاول أن تخمده بيدها..... صعد إلى غرفته وأخذ حمام وبدل ثيابه ثم نزل ليتناول الطعام ووجد ورد تقف بجوار الطاولة فجلس وقال : أقعدي كلي

ورد : أسفة مش جعانة

يونس : يعني تعملي الأكل ومتكليش

ورد : اه عادي.... مليش نفس

تنهد يونس وقال : طيب أقعدي قوليلي المواعيد النهاردة

جلست وأخرجت هاتفها وقرأت له الجدول اليوم ثم قالت : تحب حضرتك ألغى مواعيد بليل؟

يونس : لا أنا مش هسهر النهاردة.... منمتش كويس ومحتاج أنام

ورد : تمام

لاحظ يونس جمود وجهها العابس فترك المعلقة من يده وقال : والله صاحبتي ومن زمان كمان

ورد : أنا مش بكدبك

يونس : ولا مصدقاني

ورد : مش عارفة مهتم ليه بالشكل ده؟ 

يونس : عشان مش عايزك تفهميني غلط

ورد : أنا مليش الحق إني أحكم على تصرفاتك.... أنا مش ولية أمرك

يونس في غضب : يووووه..... ورد لو سمحتي متتكلميش معايا كده.... الحكاية إني إتخانقت في النادي والأمن طلب مني أمشي عشان ميحصلش مشكلة أكبر ولولا أصرت تيجي معايا عشان كنت متضايق شوية بس مش أكتر وتقريبًا شربت زيادة نامت وأنا كمان نمت محستش بنفسي

ورد : هو أنت متعصب ليه وعمال تبرر تصرفاتك.... أنا مالي بكل ده..... صاحبتك ولا خطيبتك ولا مراتك حتى..... أنا لا سألتك ولا أتدخلت في حياتك الشخصية

نظر إليها يونس طويلًا ثم قال في هدوء يشوبه خيبة أمل : صح.... إنتي صح.... أكيد مش مهتمة أصلًا ولا فارق معاكي

نهض من على الطاولة وقال : يلا بينا كفاية تأخير كده

ذهب يونس من أمامها ولحقت به ورد وصعدت بجواره في السيارة..... كان الصمت حليفهما والغضب يشتعل بداخل كلًا منهما ثم وصلا إلى المكتب وقبل أن يدخل قال لها : خلي حسن يجيلي على المكتب

نفذت ورد طلبه وبدأت في عملها وبعد قليل دخل حسن في خجل ووقف أمامها وقال : مدام ورد..... أنا كنت عايز أعتذر لحضرتك عن سوء التفاهم اللي حصل بسببي

ورد : حصل خير.... والدتك عاملة إيه دلوقتي؟

حسن في خجل : كويسة الحمد لله

ورد : ربنا يخليهالك ويحفظها.... إتفضل مستر يونس مستنيك

دخل حسن الغرفة وهو ينظر أرضًا في خجل فقال يونس : تعالى يا حسن أقعد

جلس حسن أمامه ثم قال : غصب عني يا مستر يونس..... صدقني غصب عني

زفر يونس ثم قال : بص يا حسن..... إنت خسرتني كتير..... كتير أوي كمان..... بس عشان إتأكدت من الكلام اللي جالي ووسام قالي إمبارح إن ناس كتير كانت بتضغظ عليك عشان عارفين إنك محتاج فلوس لحد ما وافقت مكنتش خليتك في الشركة لحظة واحدة..... بس إنت دلوقتي مدين ليا وعليك رد الدين

حسن : أنا تحت أمرك

وقف يونس من على مكتبه والتف وجلس أمامه وقال : الحكاية كلها إن العداوة اللى بيني وبين مازن عدواة قديمة أوي.... يمكن محدش يصدق إني لحد دلوقتي معملتش حاجة ليه على اللي عمله فيا زمان..... بس اللي محدش يعرفه إني مكنتش عايز أعمل كده عشان عارف أن أي حاجة هعملها مش هتبرد النار اللي في قلبي بس هو اللي استفزني والنتيجة إني قررت أخد حقي على كل غلطة عملها فيا..... وإنت هتساعدني..... أنا عايزك تروح لمازن الشركة وتقوله إني طردك من الشغل وتطلب منه تشتغل عنده وبعدين تجيبلي كل أخباره.... مش بس كده أنا عايزه يثق فيك ثقة عمياء يخليك دراعه اليمين..... وخد وقتك على الأخر شهر إتنين عشرة مش مهم..... مش عايز منك معلومات في ساعتها غير لو معلومة مهمة مينفعش تسكت عنها وهعملك كل اللي إني نفسك فيه..... إعتبرني مصباح علاء الدين واطلب..... عايز فلوس هتاخد عربية هتاخد شقة... فيلا هديك الوحدة اللي تشاور عليها جوا المشاريع بتاعتنا هتاخدها وهتكفل بعلاج والدتك كله حتى لو عايز تسفرها برا ومرتبك هيفضل ماشي زي ما هو ولو عايز زيادة موافق..... بس لو غدرت مش هرحمك

حسن في إرتباك : يا مستر يونس أنا مش هعرف أعمل كده ولا هعرف أتجسس عليه ده مش طبعي أصلًا أنا الظروف هي الي ضغطت عليا

يونس : صدقني يا حسن لما تقرب من مازن هتكتشف إن خسارة فيه النفس اللي بيتنفسه..... هتلاقي نفسك مش بتفيدني أنا بس إنت بتريح البشرية كلها منه.... مازن ده شر ماشي على الأرض..... ها قلت إيه؟ 

صمت قليلًا ثم قال : موافق.... عشان أكفر عن غلطتي هساعد حضرتك

زفر يونس في إرتياح وقال : تمام..... خد ده مرتبك الشهر ده والشهر اللي جي مقدم..... أي معلومة مهمة.... فاهم مهمة فقط بلغني غير كده لا عشان محدش يشك فيك في الأول وكلامك معايا يبقى رسايل فقط..... خلي بالك مازن ذكي وحويط جدًا بس أنا واثق فيك وعارف إنك هتعمل كل اللي تقدر عليه

أخذ حسن الأموال وشكر يونس ثم ذهب.... قام يونس بإبلاغ شئون العاملين بطرد حسن من العمل وأخذ حسن أغراضه ثم ذهب..... خرج يونس من مكتبه ونظر إلى ورد في شموخ وقال : هو أنا مش طلبت منك تدخلي حسن وجيه وخرج؟

وقفت ورد وقالت : أيوة حصل

يونس في غضب : يبقى أول تاسك خلص..... فين قهوتي؟..... جاية في أكتر يوم تعبان فيه وتنفضي

ورد : متوقعتش أن حسن هيبقى أول تاسك والله..... وبعدين حضرتك المشكلة مش في القهوة المشكلة في القرف اللي شربته بليل

يونس : لا وإنتي الصادقة مش في القرف اللي شربته..... في الخناقة اللى إتخانقتها اللي لو عرفتي سببها مش هتقفي تحاسبيني ولا تفهميني غلط وترفضي حتى تسمعي مبرري

ورد : يمكن مش مهتمة أصلًا اسمع

يونس : لا من الناحية ديه متأكد.... عارف إنك مش مهتمة ولا هتهتمي.... قهوتي وبسرعة

أغلق يونس الباب في غضب وشعرت ورد بالتوتر من غضبه الغير مبرر فطلبت القهوة له وأدخلتها وقال يونس وهو ينظر إلى الحاسوب أمامه : أنا هسافر برا مصر بكرة..... وسام معاه توكيل بالإدارة وحق التوقيع هتفضلي معاه وتديرو الشغل سوا وأي مشكلة بلغي وسام وهو هيبغلني

ورد : مسافر؟!.....كتير يعني؟

نظر لها يونس وقال في سخرية : ليه هوحشك مثلًا؟!.... إتفضلي على شغلك

خرجت ورد من الغرفة وهي تشعر بالإختناق والغضب وأكملت عملها وفي استراحة الغدا ذهبت إلى مكتب ندى وجلست معها قليلًا.... لاحظت ندى تغير حالة ورد وسألتها عن السبب ولكن لم تخبرها بشئ حتى دخل وسام وهو يحمل الطعام لندى وله ثم قال : مدام ورد..... لو كنت أعرف كنت زودت في الأكل تاكلي معانا

ورد : لا مليش نفس.... صحيح مستر يونس بلغني إنه مسافر وإنت هتدير الشركة مكانه

وسام : اه.... هو لما بيسافر بمضي أنا مكانه بس هو اللي بيدير يعني.... بس غريب إنه قرر يسافر مكنش عايز ده

ورد : هو مسافر ليه مقالكش؟ 

وسام : عنده عقد برا مصر مع شركة في لبنان والناس عزموه يعني يقضي فترة هناك كهدية من عندهم والمهندسين مسافرين هناك كمان بس هو كان رافض

جلس وسام وبدأ يتناول الطعام مع ندى ثم قالت ورد : هو بيقولي إنه إتخانق إمبارح.... إنت كنت معاه؟ 

وسام : أنا أول مرة أشوفه بالعصبية ديه.... الصراحة طليقك ده مستفز لأبعد الحدود

ورد في تعجب : إيه ده؟!.... هو إتخانق مع مازن؟

وسام : مقالكيش؟.... ده أتخانق عشان مازن إتكلم عليكي..... ولو الأمن مكنش إتدخل كان زمانه في القسم..... لولا اللي وقفت مازن عند حده بصراحة

إعتدت ورد في جلستها وقالت : فهمني بس الأول إتخانقو ليه؟

فلاش باك

كان يونس يجلس مع وسام ولولا وذهب وسام إلى المرحاض وتركهما وبدأ يونس يقص لها عن ورد وعن الشبه الذي بينهما وبعد قليل عاد وسام ثم قال له : ده مازن هنا

نظر يونس إليه فوجده جالس مع لارا وعندما رآه رفع كأسه له فنظر له يونس في غضب فقامت لولا بجذب وجهه في الإتجاه الاخر وقالت : متخليهوش يستفزك..... سيبك منه

حاول يونس أن يتنفس حتى يهدأ ولكن وجد مازن يجلس أمامه على الطاولة وقال : مش تقوليلي مبروك يا لولا على الصفقة الجديدة.... ده أنا بحتفل أنا وخطيبتي

نظرت له لولا وقالت : مبروك السرقة الجديدة يا مازن..... صحيح يا مازن هو إنت هتفضل طول عمرك حرامي كده؟ 

مازن : ما صاحبك إتعدى مني.... وعايز يسرق طليقتي..... تصدقي خرجها من المايه في عز التلج.... بيحب يبقى شجاع دايمًا بس الفكرة بقى إنه هيفضل ساذج وعبيط وكل الناس بتضحك عليه..... عارفة ورد ديه مش كانت مراتي وعارف هي هبلة أد إيه بس متأكد إنها ممكن تضحك عليه عادي جدًا

وقف يونس في غضب وقال : كلمة زيادة ومحدش هيقدر يشيلك من تحت إيدي

وقف مازن أمامه واقترب منه في هدوء وهو يبتسم ابتسامة باردة وهمس له في أذنه فاشتعل يونس غضبًا وقام بلكمه في وجهه وقام مازن برد الضربة له وتوالت اللكمات حتى أمسك وسام يونس بقوة ومنعه من التعارك معه واقتربت لارا من مازن وأمسكت وجه لتطمئن عليه ثم وقفت لولا أمامه وقالت : إنت بني أدم مريض وكلنا عارفين إنك عملت كل ده عشان غيران من يونس..... عشان يونس دايمًا كان أحسن منك حتى في الدراسة.... إنت هتفضل كده لحد ما هتخسر كل حاجة ومحدش هيطيق يبص في وشك..... وزي ما مراتك سابتك عيالك كمان هيسيبوك

اقترب الأمن من يونس الذي يشتعل غضبًا وطلب منه المغادرة حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر ولكن يونس كان يرفض حتى أخذته لولا رغمًا عنه وعادت به إلى المنزل

عودة من الفلاش باك

وسام : معرفش قاله إيه بس واضح إن الكلام مكنش حلو وأعتقد إنه كان عليكي

ورد : يعني هو إتخانق عشاني؟

تذكرت ورد حديثه فصمتت قليلًا ثم قالت : طيب هي مين لولا ديه؟

وسام : ديه صاحبته من الجامعة.... هي نص مصرية بس جدعة جدًا وبتحب يونس أوى..... يونس بيعتبرها زي أخته وهي كمان.... أصلًا هما الأتنين كانو دايمًا مع بعض زي عيلة واحدة عشان هي كانت عايشة هنا لوحدها وهو بعد موت باباه مكنش فيه غيرها واقف جنبه وسمعت إنه مر بأذمة كبيرة زمان وهي اللى ساعدته

تأكدت من حديث يونس وشعرت بالخزي مما قالته له منذ الصباح فتركتهما وذهبت إلى مكتب يونس وطرقت الباب في هدوء ودخلت وقفت أمامه فنظر لها وقال : خير..... فيه حاجة تانية عايزة تقوليها؟ 

ورد : أنا أسفة..... مصدقتش اللي إنت بتقوله وقف يونس واقترب منها في هدوء وقال : ده فجأة كده؟

نظرت ورد داخل عينيه ثم قالت : قالك إيه مازن خلاك تضربه؟

يونس : ولا حاجة..... عرفتي من وسام؟

ورد : اه... مكنتش أعرف إنك إتخانقت معاه هو

يونس : هو إنتي كنتي عايشة معاه إزاي؟!.... ده مش بني أدم

ورد : ليه يعني..... عمل إيه لكل ده؟

يونس : ده واضح إنك مش عارفة حاجة خالص

ورد : طيب عرفني

يونس : مش مهتم..... مش ده كلامك..... إنتي مش مهتمة وأنا مش مهتم

نظرت له ورد في حزن فاقترب منها ونظر داخل عينيها بقوة وقال : إهربي براحتك يا ورد..... وخبي اللي إنتي عايزة تخبيه..... بس أنا متأكد إنك مش هتقدري تعملي كده على طول.... هتيجي وتقولي كل اللي مخبياه..... بس طالما عايزة تهربي أنا هساعدك..... هسافر وأبعد عنك خالص عشان ترتاحي من وجودي اللي موترك وتاعبك ده..... ووريني هتهربي مني لحد إمتى

كانت كالكتاب المفتوح له وهي من ظنت أنه لا يرى ما تشعر به تجاهه ولكن فتح الكتاب وقرأه أمام عينيها وكأنه يعبث بأسرارها دون هوادة

الفصل السابع من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1