رواية في حضن جلادي الفصل السادس بقلم نرمين حمدى
سجدة كانت قاعدة على الكنبة، وعنيها على الأرض، مش عارفة تبدأ منين. قلبها بيدق بسرعة، وكل ثانية بتمرّ كأنها ساعة.
رحيم دخل من أوضة اللبس، وهو بيشد التيشيرت على جسمه، صوته كان هادي لكن نبرته مش مطمّنة:
– عايزة إيه؟
سجدة بلعت ريقها وقالت بتوتر:
– هو… هو حسام فين؟
رحيم بص لها باستغراب:
– مالك وماله؟
– بالله عليك تسيبه، حرام عليك، ده إنسان، عنده أهل... مش كفاية اللي حصل؟
رحيم اتحرك ناحيتها وخدها من دراعها بقوة:
– لا، مش كفاية… ولسه
– طيب… طيب خليني أشوفه بس، حتي من بعيد، أترجاك.
– عايزاني أفرّجك عليه؟ انتي بتتكلمي كإنك مراته.
– يعني هو… هو في القصر؟
رحيم قرب منها أكتر، عينه كلها شك:
– انتي ناوية على إيه؟
سجدة:
– أنا بس عايزة أطمن عليه... مش أكتر
رحيم بضحكة ساخرة:
– عاوزة تطمني؟ طب أنا هطمنك... هو متخبي فـ مكان حتى الدبان الأزرق ميعرفهوش.
وقبل ما تكمل تسأله، فجأة التليفون اللي في إيدها نَوّر...
رسالة بسيطة ظهرت، بس كانت كافية تقلب الموازين...
التسجيل شغال.
رحيم شاف بعينه، الجهاز بيعرض اسمه وعلامة التسجيل.
عنيه اتوسّعت، وكل عضلة في وشه اتشدت.
– إنتي… بتسجّليلي؟!
سجدة اتجمدت مكانها، قلبها وقع، عينيها مالت بالدموع:
– مش قصدي، والله مش قصدي، أقسم بالله…
رحيم مسك الموبايل من إيدها بعنف، وبضربة برجله كسّره نصين، صوته كان زلزال:
– إنتي ناسية نفسك ولا إيه؟! دا أنا لو راجل غريب كنتي عملتي كده فيه؟! دا أنا... دا أنا هدوسك!
سجدة وقعت على الأرض من شدة الدفع، عياطها بقى عالي:
– كفاية، والله كفاية، أنا خلاص مش قادرة
رحيم وقف فوقيها، عينيه نار وعضلاته متشنجة:
– سجدة… إنتي خلصتي على نفسك بإيدك
سحب المفاتيح وخرج من الشقة وهو بيكلم نفسه:
– لازم يعرفوا إن اللعب معايا له تمن.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
