رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الواحد والسبعون 71 والاخير بقلم دينا جمال


 رواية اسير عينيها الجزء الرابع (للعشق قيوده الخاصة) الفصل الواحد والسبعون والاخير


- خالد
صاحت بها لينا محتدة ... ليلقي عليها خالد نظرة قلقة عاود النظر لانجليكا يبعدها عنه ابتسم يتمتم في حسرة مضحكة :
- ابعدي يا بنتي دا أنا قد ابوكي 

ابتعدت انجيلكا خطوة واحدة للخلف تنظر لخالد تعقد ما بين حاجبيها لا تفهم لما هو قلق في حين اندفعت لينا بسرعة مذهلة ناحية زوجها وقفت أمامها عينيها تقدح شررا وغيظا عاد خالد خطوة واحدة للخلف يرفع كفيه وكأنه يستسلم ...اشار لانجليكا سريعا يتمتم سريعا :
- هي والله اللي حضتني ... دي قد بنتي يا حبيبتي 
وقفت أمامه ترميه بنظرات غيظ تكاد تحرقه حتي هو لم يكد يصدق أن نظرات لينا الغاضبة يمكن أن تقلقه لتلك الدرجة كادت أن تشهر سبابتها أمام جهه ولكن الجمع الواقف خارجا يحدق فيهم جعلها تقترب منه ...وكأنها تنفض الغبار عن سترة حلته ابتسمت تهمس له بصوت خفيض حانق هو فقط من سمعه :
- قد بنتك قد اختك ما تفرقش معايا صبرك عليا لما نروح يا خالد يا سويسي

رفعت حاجبيه مندهشا ينظر لها في ذهول القصيرة تهدده ...حمحم بخشونة يبتسم في خبث ... انتظري إلي أن ينتهي الزفاف يا قصيرة .... امسك بيدها يقترب منهم ... نظرت انجليكا لهما بأسف تهمس بصوت خفيض :
- أنا آسفة لو آملت هاجة وهشة ... عمو هالد بيهبك كتير صدقيني ... أنا بس مش شوفته من كتير 

نظرت لينا لها مشفقة تبدو كطفلة صغيرة وهي تتحدث بتلك العربية المهشمة التي تخرج من بين شفتيها ... ابتعدت عن خالد تقترب من انجليكا ربتت علي رأسها برفق تحادثها :
- عاملة زي الاطفال يا انجليكا عفوية اوي .. وعفويتك بتتفهم غلط ... 

في تلك اللحظات اقترب ماكس منها ينظر لها قلقا يحادثها بالروسية إن كانت هناك مشكلة لتحرك رأسها بالنفي ... اشارت لزيدان تعرفه عليه ... ليبتسم ماكس في حبور مد يده يصافح زيدان يشكره بالانجليزية :
- thank you .... I am really grateful for what you did for her in my absence ....Ang is like a baby ... she told me everything you did and I 
 really thank yo
( أشكرك أنا حقا ممتن لما فعلته لها في غيابي ... انج كالأطفال ... هي اخبرتني بكل ما فعلته وأنا حقا اشكرك ) 

ابتسم زيدان في هدوء يصافح ذلك الماكس الواقف أمامه هو من البداية يعرف أن انجذاب له لأن عينيه تشبه عيني ماكس لكنه لم يتوقع أن الشبه في الأعين سيكون حقا بتلك الدرجة المرعبة ... تنهد يردف في هدوء :
- no need to thank me ... I just did my duty .... take care of her ..... she really loves you

ابتسم ماكس يعده أنه لن يتخلي عنها مجددا ... انتقل بنظره ناحية لينا التي تقف جوار زيدان بفستان زفافها ابتسم لها اقترب منها يود معانقتها ظنا منه أنه هكذا سيصافحها !!!! ... ما كاد يقترب خطوة واحدة منها رأي ذلك الرجل يقف أمامه عينيه تحترق من الغضب ... نظر له مدهوشا قبل أن ينطق بحرف واحد وجد زيدان يزمجر فيه :
- what were you about to do

توسعت عيني ماكس يرمش عدة مرات قبل أن يرفع كتفيه لاعلي يتمتم متعجبا من غضب ذلك الواقف :
- why you look angry ... I am just hugging the bride 

توسعت عيني لينا في دهشة ذلك الأحمق كان يريد أن يحتضنها .... زيدان كان ليقتله إن فعل ويولد الطفل يتيما ... جذب زيدان لينا يخفيها بالكامل خلف ظهره يصيح محتدا :
- you can't do that ... she's a red line .... l don't let you go near

قطب ماكس جبينه مندهشا من حالة الهجوم المبالغ فيها الذي تحدث أمامه ليسأله مدهوشا :
- why

تنهد زيدان بقوة قبل أن تنثني شفتيه بابتسامة صغيرة يتمتم بقوة :
- because she is my wife, my lover , my soul and my blood .....l will not allow you to come near 

توسعت عيني لينا تنظر لزيدان في هيام تكاد تقسم أن دقات قلبها تكاد تصرخ من سعادتها .. في حين لاحت ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد ... ذاك الشبل نشأ علي يدي هذا الأسد ... حاوط خالد ذراعي لينا زوجته الواقفة جواره يحثهم علي الرحيل :
- يلا يا جماعة اتاخرنا والمعازيم زمانهم بيسألوا اختفوا فين ...

ابتسم ماكس يصافح زيدان من جديد يفصح له عن مدي إعجابه بغيرته علي زوجته ... تحرك الجميع ... لمح زيدان بطرف عينيه ذلك الذي يتقدم ناحيتهم يدخل من باب القاعة من الخارج طلب من لينا أن تسبقه في حين وقف هو وحيدا ضحك عاليا ما أن اقترب الفتي منه سردد ضاحكا :
- صديق الغردقة القديم كنت هولع فيك لو ما جتش 

تعالت ضحكات باسل ليقترب منه يعانقه بقوة يربت علي ظهره يتمتم مبتهجا :
- ألف مبروك يا صاحبي وأنا اقدر بردوا ما اجييش ... 

ابتعد زيدان عن صديقه بعد لحظات ينظر له مبتسما تحركا ليدخلا معا حين حمحم باسل يردف سريعا قبل أن يدخلا الي قاعة الزفاف من جديد :
- زيدان في حاجة عايز اقولك عليها قبل ما ندخل القاعة

وقف زيدان ينظر لباسل قطب ما بين حاجبيه لما يبدو متوترا قلقا لتلك الدرجة حمحم باسل يتفادي النظر لعيني زيدان يتمتم بصوت خفيض متوتر :
- بصراحة يا زيدان عشان ما ابقاش مخبي عنك حاجة ... أنا واحد من تلاميذ خالد باشا خالك ... هو اللي حجزلك شقتك جنبي لما جيت الغردقة ... وكلمني ووصاني اني ما اسيبكش ابدا عشان حالتك النفسية كانت سيئة وقتها ... 

ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي زيدان .. خاله دائما هنا حوله يخبره أنه قلق عليه حتي وإن لم يكن متواجدا يسعي بكل الطرق لحمايته ، التخفيف عنه في أحلك الأوقات ... مد يده يربت علي كتف باسل يحادثه مبتسما :
- كنت حاسس والله يا باسل اصل الرزالة دي مش طبيعية 

ضحك باسل بخفة ... يحرك رأسه بالإيجاب ... كمش زيدان ما بين حاجبيه يتمتم فجاءة :
- يعني انجليكا تبع خالي ؟!

حرك باسل رأسه بالنفي سريعا ... الفتاة ليس لها دخل إطلاقا ... ليردف متلهفا :
- لالا ابدا ... معرفتك بانجليكا وكل اللي حصل بينكوا بعد كدة لا خالد باشا ولا أنا لينا علاقة بيه

تنهد زيدان في ارتياح ... كان حقا سيبدو احمقا أن كان خاله يتلاعب به بتلك الفتاة طوال تلك الفترة .... عاد بصحبة باسل الي داخل الغرفة توجه ناحية لينا يجلس جوارها ... ليضحك بخفة حين رأي انجليكا تتحرك ناحية باسل تحتضنه تلك الفتاة حقا غريبة بشكل لا يُنسي ... توجه بعينيه ناحية لينا ليراها تنظر إلي الفراغ ... استطاع أن يري غطاء شفاف من الدموع يغشي حدقتيها ... لينتفض قلبه قلقا امسك كف يدها يسألها مذعورا :
- مالك يا لينا ... انتي كويسة ... ردي عليا يا حبيبتي ... تحبي نروح طيب 

التفتت له رغم غطاء الدموع التي جعل الرؤية أمامها مشوشة بالكامل الا أن ملامح القلق التي ارتسمت علي وجهه رأتها بوضوح تااام ... كيف كانت عمياء لتلك الدرجة كيف هربت من عشقه وكيف لا زال يعشقها لتلك الدرجة لم ينقص عشقه مقدار ذرة ... لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها بين أحضانه وهو كالعادة تلاقها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لا يهم من حوله وكيف ينظرون له لا أحد يعشق بقلبه هو ... كانت تود بشدة أن تبكي بحرقة بين ذراعيه ... لكن الموقف كان ليصبح كارثيا .. فقط ظلت بين أحضانه تسمعه صوته يسألها قلقا يلح عليها أن تطمئن قلبه الخائف عليها ... ظلت هي تتمسك بيه تخفي وجهها بالكامل داخل صدره تستشعر دقات قلبه العنيفة ... لم تجفل سوي علي صوت حمحمة والدها القوية انتفضت تبتعد عن أحضان زيدان ...رماها خالد بنظرة غير راضية تماما عما فعلت ليهمس يعاتبها :
- ما ينفعش كدة يا لينا ...هيقولوا العروسة بتتحرش بالعريس ... 

ابتسمت لينا خجلة تخفض انظارها ارضا ... امسك زيدان كف يدها يشدد علي عناقه بين أصابعه يحادث والدها مبتسما في هدوء :
- ما حصلش حاجة يا خالي ... لينا بس داخت ...ما حصلش مصيبة يعني لما سندت رأسها في حضني دي مراتي ... 

ابتسم خالد زيدان اليوم حقا يبهره بتصرفاته هو دائما يبهره ولكنه الجرعة اليوم زائدة .... جذب يد لوجين الواقفة جواره تنظر لولدها تغرق عينيها الدموع قام زيدان من مكانه يتمني فقط لو يتخلص من تلك الغصة التي تخنقه حين يراها ... تنهد بعمق هي والدته أولا واخرا حتي لو لم يرضي قلبه لا يهم .. اقترب منها يقبل جبينها ويديها سمع شهقتها المتتابعة لتهمس له فرحة :
- مبروك يا حبيبي ألف مبروك يا ابني ربنا يسعدك يا ابني ... مسامحني بجد يا زيدان

ابتسم أجبر شفتيه علي الابتسام رغما عنها يحرك رأسه بالإيجاب في هدوء تام ... في اللحظة التالية اختفت ابتسامته فجاءة حين رأي كيف تنظر لينا زوجة خاله له ... للحظات شعر بالخيانة وكأنه يخون والدته التي ربته ... نغز مؤلم صدع بقلبه ... قاطع تواصله البصري مع لينا صوت منظم الحفل يدعو العروسين لأول رقصة لهما سويا .. في لحظات بدأت موسيقي هادئة تغزو القاعة من كل مكان ... أمسك خالد بيد لوجين يعود بها إلي الطاولة ... التفتت زيدان للينا امسك بكف يدها يجذبها معه إلي ساحة الرقص ... ليفعل حسام المثل ... ولكن الفارق بين العروسين كان كالسماء والأرض ... سارة بالكاد لامست أطراف اصابعها سترة حلة زيدان جسدها ينتفض تنظر أرضا وجنتيها ستنفجران الآن من الخجل ... أما لينا فتلف ذراعيها حوا عنق زيدان تستند برأسها علي صدره كلتا ذراعيه يحاوطنها ...اقترب زيدان برأسه من لينا يهمس لها جوار اذنها بصوت خفيض قلق :
- مالك يا لينا ... في حاجة حصلت ضايقتك 

حركت رأسها بالنفي عدة مرات تنهدت بحرقة تريح رأسها علي صدره تهمس له بخفوت متوتر :
- أنا بس افتكرت حاجة وحشة 

رفع يده يمسح علي شعرها برفق يشعر بها تغرق رأسها في صدره وكأنها تود أن تختفي داخله ابتسم في هدوء يحادثها برفق :
- انسي يا لينا ... مش عايزك تفتكري اي حاجة وحشة تاني ابدا سواء كنت جنبك أو لاء

أدمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب لا تعرف حقا كيف تشكره ...

جوارهم مباشرة حسام الذي يحاول أن يلقي نظرة واحدة علي وجه زوجته الخجول من بداية الزفاف وهي تتحاشي النظر إليه ... والآن شقيقته ترمي حرفيا بين ذراعي زيدان وهو بالكاد يمسك أطراف أصابعها ... تنهد حانقا ورغم ذلك ابتسم في اتساع ... زوجته اخيرا زوجته ... الكلمة فقط تجعل دقات قلبه تتصارع ... ملاك نقي بحجاب أبيض أمامه له هو فقط .... لا سعادة يمكن أن تفوق سعادته الآن وهي بين ذراعيه تقريبا ...أصبحت له اخيرا بعد طول صراع فكرة أنها ستعيش معه تحت سقف واحد سيتشاركان معا نفس الغرفة تطيح الباقي من ثباته الواهي يود أن يصرخ معبرا عن فرحته ولكن والده في الغالب سيعبر عن غضبه هو الآخر وينتهي به الليلة جريحا في العناية المركزة ... حمحم بخفة يهمس باسمها يحاول جذب انتباهها له :
- سارة ... سارة بصيلي طيب ... يا بنتي مش كدة أنا زي جوزك

سمع صوت ضحكة خافتة للغاية تخرج من شفتيها ... ليبتسم عابثا علي حين غرة احكم إمساك اطراف أصابعها ليجذبها لصدره شهقت مذعورة رفعت وجهها تنظر له بأعين جاحظة مما فعل في حين ابتسم هو بهيام ينظر لقسمات وجهها الجميلة التي تخبئه عنه ... جميلته الساحرة ... انثتي جانب فمه بابتسامة خبيثة يهمس لها بمكر :
- بقالي ساعة ونص بقولك بصيلي ... بتداري عينيك ليه لما بتيجي في عينيا ... هااا ... ردي بسرعة ... قبل ما بابا يجي يعلقني 

ضحكت سارة خجلة تحاول دفعه بعيدا قليلا ... التفتت برأسها سريعا تنظر ناحية والدها لتراه ينظر لحسام في غيظ علي وشك أن يهرول إليهم ويخلع قلبه من مكانه .. في اللحظة التالية تأوه حسام متألما حين لكزه خالد بمرفقه في ظهره بعنف ... التفت حسام خلفه ليجد والده يمسك بيد زوجته كأي زوجين علي ساحة الرقص ... ابتسم خالد في هدوء يهمس له خلف تلك الابتسامة الهادئة :
- قسما بالله يا ابن الكلب أنت والحيوانة اختك لو ما لميتوا نفسكوا ما هيفرق معايا الفرح وهتلاقي الحزام نازل علي وشك إنت وهي 

حمحم حسام مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب سريعا ... كرامته باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح ممسحة للارضيات أن أغضب والده من جديد ... عاد يرقص مع سارة علي طريقة التلامس عن بعد ... قام كل زوج في اللحظة التالية يصطحب زوجته يشاركون في الرقص أدهم ومعه مايا ... عثمان ومعه سارين. ... حمزة ومعه بدور ...محمد ومعه رانيا ... جاسر ومعه سهيلة ... وماكس ومعه انجيلكا وفارس وياسمين 
 ... علي طاولة باسل وغيث وشهاب وبعض الشباب العُذاب تنهد باسل بحرقة ينظر لساحة الرقص يهمس في نفسه :
- مش كانت مني جت معايا بدل ما أنا قاعد كدة
نظر للمقعد الفارغ جواره ليتمتم ساخرا :
- ما اتبقاش غيري أنا والمروحة

ضحك الشباب عاليا ... في حين كان غيث يراقب في هدوء بالكاد ابتسامة صغيرة تعرف طريقها لشفتيه ... ينظر للعروسين يرسم عقله صورة مشابهة له هو وصبا !! ... تنهد بحرقة يغرز أصابعه في خصلات شعره سينتظر حتي يحين الوقت المناسب 

علي الطاولة القريبة منهم يجلس عمر جوار تالا ينظر لعثمان وحسام حانقا ارتشف كوب العصير دفعة واحدة يعاود النظر لهم بحدة كن جديد وكأنهم ألد اعدائه نظر لتالا يهمس لها مغتاظا :
- سرقوا البنات مني أنا كان عقلي فين وأنا بوافق علي الجوازات دي ... أنا عايز بناتي 

ضحكت تالا عاليا لتشرع بألم بشع ضمت شفتيها بقوة تحاول الا تصرخ تتنفس بعنف لحظات وهدأ الألم لتحمد الله في نفسها أنه انتهي اخيرا ... لن تلد في حفل زفاف ابنتها ابدا لن يحدث ... نظرت تالا للوجين وزينب التان يجلسان متجاورتين بتابعن ما يحدث في صمت عيني لوجين تزرف الدموع بلا توقف تراقب طفلها وهو يتزوج ... في حين تبتسم زينب سعيدة وكأنها امتلكت الدنيا عينيها مثبتة علي حسام ... 

علي ساحة الرقص ... كل عروس تتمايل مع زوجها ... بالقرب منهم كان هناك حمزة ومعه مايا تتمايل معه في خجل تبتسم في توتر ... ترفع عينيها بين حين وآخر تختلس النظرات إلي زوجها .... تشعر بدقاتها تتقافز وكعادتها دائما ما تجري مقارنات عقيمة في رأسها ... إن كانت لا تزال زوجة أسامة علي الأرجح كان ستظل جالسة تتابع زوجها وهو ينظر لكل سيدة في الزفاف بأعين لامعة نظرات مقززة ... في حين يتجاهلها هي تماما ... وإن طلبت منه الرقص سيسخر منها بأحدي كلماته اللاذعة ... أما الآن حمزة هو من جذبها من يدها مصرا أن تراقصه ... لم يخجل ولم يدعها تخجل ... حمزة كان ولا يزال حالة خاصة لا يهتم بالمجتمع والعادات يمشي حسب تياره هو حتي وإن خالف الجميع ... تنهدت بقوة تهمس له ممتنة :
- شكرا يا حمزة .. شكرا على كل اللي عملته عشاني أنا والولاد ... بجد شكرا أوي 

بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه التقت عينيها بغابات عينيه ... اه من عينيه لحن غريب موسيقي بطعم الزيتون الأخضر في طوره الأول أخضر قاني تشرق الشمس من خلف أوراقه ... تثاقلت أنفاسها حين ابتسم يهمس لها :
- شكرا علي ايه يا بدور .. شكرا ليكي انتي رغم عدم المنطق في علاقتنا دي .. الا أنك لسه مكملة فيها .. انتي عارفة كان دايما عندي هاجس أني هموت لوحدي وما حدش هيحس بيا ... مش هلاقي حوليا لما أدهم ومايا يتجوزوا ... وجودك جنبي انتي والولاد دي أحسن حاجة ممكن تحصلي ... شكرا ليكي يا بدور مش ليا ابداا 

أدمعت عينيها لأول مرة هي من تبادر وضعت رأسها علي صدره تغمض عينيها في راحة تغمر كيانها .... كيف يمكن لرجل أن يكن بمثل تلك الروعة والهدوء التعقل ... علي الرغم من أنه تؤام خالد والدها الروحي الا أن خالد دائما مندفع عصبي تخشي غضبه .. أما حمزة لا ... حمزة حتي غضبه هادئ يتصرف بتعقل في أحلك الظروف ... لا تصدق ما يشعر به قلبها تعني أنها تعلم أن زيجتهم مبنية علي الاحتياج اولا واخرا ... احتياجه لشخص ما يؤنسه ... واحتياجها لأب لأطفالها وسند لها بعد ما فعله زوجها السابق ... ولكنها قلبه المتعب من الصدمات القديمة بدأ يتعافي ويحبه !!! أيضا 

بالقرب منهم حيث الثعلب الهادئ يراقص زوجته الجميلة رانيا ... نظر محمد لعيني زوجته مبتسما يحادثها مشتاقا :
- بقالنا كتير ما خرجناش .. أنا دايما مشغول في شغلي وانتي في رسالة الدكتوراة وشغل البيت ورعايتك لوالدي حقيقي مش عارف اشكرك ازاي علي كل اللي بتعمليه يا رانيا 

حركت رأسها بالنفي بسطت كفها علي خده تنظر لعينيه تهمس مبتسمة :
- ما تشكرنيش يا محمد ... أنت أحلي زوج في الدنيا ... أحن راجل في الوجود ... جدع وصاحب صاحبه ... شايل ناس كتير علي كتافك ... أنا يا دوب بحاول أساعد علي قدي 

قبل باطن يدها التي تبسطها علي وجهه يهمس التمعت عينيه يهمس لها بصوت خفيض حالم عاشق :
- تعرفي أن أنا بحبك أوي ... يا زوجة الصبا والشباب والعجز

ضحكت رانيا بخفة تعانق محمد بقوة تهمس له برنات خفيضة تمطر عشقا :
- وأنا بحبك أوي يا ثعلبي الهادئ العجوز 

ضحك محمد عاليا يشدد علي احتضان رانيا يتمايل معها علي أنغام الموسيقي ... بالقرب منهم عند أدهم ومايا ...تنهد أدهم يآسا ينظر لزوجته العابسة ... تلوي شفتيها بشكل مضحك حقا ... لا يصدق حقا أنها غاضبة منه لانها تريده أن يقيم لها زفاف آخر مثل لينا ابنه عمها ... ابتسم أدهم يغمغم في مكر برئ :
- حاضر مايا هعملك فرح تاني زي لينا ...

توسعت ابتسامتها تنظر له فرحة ... سرعان نا اختفت الابتسامة وجحظت مقلتيها حين اكمل قائلا بأسف :
- بس للأسف لازم اطلقك ... وبعدين ارجع اردك عشان نتجوز من اول وجديد واعملك فرح تاني زي لينا

شخصت مقلتيها أكثر ... تنظر له مدهوشة ... كيف نسيت أن لينا وزيدان انفصلا وبعد عذاب طويل عادا من جديد لذلك يقيم لها زيدان حفل زفاف ثاني .... لا لا لا لن تبتعد عن أدهم لن تتحمل نصف المعاناة التي تحملتها لينا ابدا لن تقدر علي ذلك من الأساس ... حركت رأسها نفيا سريعا ابتسمت تتمتم ببلاهة :
- مين قالك أن أنا عايزة فرح تاني ... هو في احلي من فرحنا بردوا ... ما قولتليش ايه رأيك في فستاني

ضحك أدهم عاليا بملئ شدقيه انخفض برأسه يلصق جبينه بجبين زوجته المجنونة التي لم يعشق أحد بقدرها ... يهمس لها عابثا :
- قمر ... انتي كلك علي بعضك سكر محلي محطوط عليه كريمة ... ياااه بتفكريني باللذي مضي كنتي بتلبسي كل فستان والتاني وتدخلي الأوضة عندي تفضلي تلفي زي الفراشة .... ايه رأيك يا أدهم في الفستان ... حلو يا أدهم الفستان .... دا من باريس ... دا من مش عارف ايه ... كنت ببقي هتجنن بسببك انتي وفساتينك يا حتشبسوت 

ضحكت مايا عاليا تداعب خصلات شعره بأصابعها إلي الآن لم يخبرها ما هي حكاية حتشبسوت تلك ... استشفت أن كلمة حتشبسوت ترتبط عند أدهم بأشياء أخري لا علاقة لها بحكاية حتشبسوت الحقيقية ... نظرت له بامتعاض تغمغم حانقة :
- علي فكرة إنت لحد دلوقتي ما قولتليش حكاية حتشبسوت دي ...

ارتسمت ابتسامة ماكرة لئيمة علي شفتيه دني برأسه جوار اذنها يهمس لها عابثا :
- عيوني يا ام حتشبسوت ... نروح التابوت وأنا هحكيلك حكاية حتشبسوت ...

ضحكت من جديد تتمايل معه علي أنغام الموسيقي .... بالقرب منهم كثيرا حيث ... عشق الجاسر لقلقاسته ... سهيلة وجاسر يتحركون في تناغم خاص بهم ... توجهت عيني سهيلة تنظر ناحية ابنها المستقر علي قدمي والدها تنهدت بارتياح طفلها بخير .... عادت تنظر لجاسر لتراه يبتسم لها تلك الابتسامة التي حرفيا تسلب لبها تبعثر شتات نفسها بنعومة لم تقاومها أبدا ... ارتسمت إبتسامة ناعمة سعيدة علي شفتيها تتذكر ما فعله قبل بضعة أشهر
Flash back
يوم عادي كباقي الأيام استيقظت صباحا علي بكاء طفلها الصغير لتحمله بين ذراعيها تنظر له سعيدة وكأنها تحمل سعادة الدنيا كلها بين يديها ... اطمعته وبدلت ثيابه بأخري نظيفة ... اخذته تنزل لأسفل جلست مع والدها اليوم بطوله .... جاسر مختفي بشكل مخيف مقلق ... أين هو ... حاولت الاتصالت به مرارا وتكرارا بلا فائدة .... إلي أن هبطت الشمس وحل الليل سمعت صوت سيارته يقف في الحديقة ... اعطت الصغير لوالدها لتهرول للخارج ارتمت بين أحضانه ما أن رأته تصيح بلوعة :
- كنت فين يا جاسر طول النهار بحاول اتصل بيك من بدري ... حرام عليك يا أخي ... رعبتني عليك

ابتسم لها في عبث تلك الابتسامة تعرفها جاسر يخطط لشئ ... لذلك ابتعدت عنه قليلا تنظر له بترقب رفعت حاجبها تشهر سبابتها تردف سريعا :
- المفاجأة اللي قولتلي بتحضرها من كام يوم صح

توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب زوجته الذكية كما يحب ذكائه توجه معها للداخل ودع والدها ... في حين بدلت هي ثيابها وثياب الصغير جلست جواره في السيارة يتوجهان حيث المجهول ... لا تعرف أين تذهب ولا تهتم هي تثق به ثقة عمياء ... لن يؤذيها ... وجهت انظارها طوال الطريق إلي صغيرتها النائم علي قدميها إلي أن وقفت السيارة في تلك اللحظة فقط رفعت وجهها ... لتري أن سيارة وقفت في باحة مطعم كبير ... رفعت رأسها سريعا تنظر للافتة المطعم ... مطعم الحورية هنا في القاهرة كيف .... هل باع مطعمه الآخر ...وقبل أن تسأل حتي اجاب جاسر عن أسئلة توقع أنها ستسألها :
- ما بعتش مطعم إسكندرية ... بس اشتريت المطعم دا شريك فيه أنا وبابا هنا في القاهرة عشان ابقي جنب شغل العيلة ... مطعم إسكندرية بيديره استاذ تهامي راجل محترم أعرفه من سنين .... شايفة العمارة اللي قدام المطعم دي

اشار لها لعمارة سكنية علي الناحية الاخري من المطعم ... نظرت لما يشير لتحرك رأسها بالإيجاب ليبتسم هو يتمتم :
- شقتنا هنا ... مش عايزة تطلعي تشوفيها 

توسعت حدقتيها في دهشة منزلهما ... منذ بداية زواجها وهي لم يكن لها بيت لهما سوي الشقة الصغيرة في الإسكندرية بعد ذلك عند والده ثم عند والدها .... لا تصدق تكاد تطير من الفرحة ادمعت عينيها تحرك رأسها سريعا بالإيجاب ... نزلت من السيارة تلحق به إلي اعلي توجها معا إلي المصعد دقات قلبها تتصارع شوقا لرؤية منزلهما .... وقف المصعد في الطابق الخامس .... انفتح بابه ليمسك جاسر بيدها برفق تحركا معا الي باب المنزل دس به المفتاح فتحه يتقدم للداخل بضع خطوات يضئ إنارة المنزل ... ارتجفت ساقي سهيلة حين أبصرت صالة منزلها الواسعة بألوانها المتناغمة ... تقدمت للداخل اعطت الصغير لأبيه تتحرك تتفحص الغرف الشقة لم تكن كبيرة كمنزل والدها ولكنها لم تكن صغيرة ابدا ... صالة واسعة غرفة لاستقبال الضيوف .... مطبخ كبير له بالطبع ... وغرفة نوم لهما وغرفتين للأطفال وغرفتين للضيوف وحمامين .... المكان كامل حتي ثيابها موضوعة في دولاب ملابسهم ... ضمت كفيها لصدرها تنظر لمنزلهم تبكي من السعادة ... في حين كان هو يراقب سعادتها بابتسامة كبيرة واسعة ... كم يعشق رؤيتها سعيدة ... التفتت له تزقزق فرحة :
- دا بيتنا أنا وأنت يا جاسر ... حلو اوي بجد ... أحلي مما كنت أتخيل ... 

اقترب منها يحمل الصغير ...علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتفيها قبل قمة رأسها يتمتم مبتسما :
- من النهاردة دا بيتنا أنا وانتي وأحمد ... يكون في علمك أنا قدمت شهادة مرضية في الجامعة وعمي خالد ساعدني ... بس هتعيدي سنة خامسة من الاول .. مش مهم .. المهم أنك مش هتسيبي دراستك يا سهيلة ماشي

ابتسمت له تحرك رأسها بالإيجاب لازال هناك ترم ثاني واجازة طويلة قبل أن تعود لدراستها من جديد ... 

امسك بكف يدها يجذبها معه إلي شرفة المنزل دخلت إليها ليشير إلي المطعم أمامها موقع المنزل استراتيجي حقا يمسح لها برؤية واجهة المطعم كاملا ابتسمت سعيدة لسعادته .. اخيرا استطاع جاسر أن يحقق حلمه ويرضي والده في آن واحد
Back
اجفلت من شرودها السعيد علي صوته يهمس جوار اذنها عابثا :
- قلقاستي الحلوة سرحانة في اي 

ابتسمت ترفع وجهها إليه لتلتحم مقلتيها بمقلتيه تنهدت تهمس له :
- في الطباخ الغلبان اللي بيحب القلقاس من زمان 

ضحك جاسر عاليا جملته المميزة كم يحبها وهي تطنقها ... كم يحب في كل حالتها من الأساس ...لا يصدق حتي أنه احبها هكذا فجاءة حين تزوجها كانت مشاعره ناحيتها لا تتعدي المسؤولية فهي صديقة شقيقته التي تربت معهم أولا واخرا ... وكان أحمق لم يكن يعرف أن ذلك الخوف وشعوره المتواصل بالمسئولية ليس سوي نبتة صغيرة لشجرة عشقهما التي طرحت اولي ثمارها .. احمد الصغير 

هناك واخيرا النهاية حيث البداية عند خالد ومعه لينا ... تعجبت لينا حقا من صمت خالد منذ متي وخالد يراقصها بذلك الصمت دائما ما كان يشاكسها بكلماته يغازلها بأشعاره لكنه الآن صامتا بشكل غريب فقط يبتسم لها ... تراه يختلس النظر الي ساعة يده بين لحظة وأخري ... نظرت له متعجبة كانت علي وشك أن تسأله عما به حين اظلمت القاعة فجاءة وبدأت الهمهات من الجميع عن سر ما يحدث ... شعرت به يبتعد عنها ليصدح بصوته يهدئ الجميع :
- اهدوا يا جماعة أكيد في عطل ... 

قبل أن يقدم أحدهم علي أن يضئ مصباح هاتفه انُيرت شاشة كبيرة تتوسط الحائط المقابل لهم بدأت تعرض مقاطع فيديو لها وهي طفلة صغيرة ... هي هناك تحاول المشي تتجه ناحية ذلك الفتي الذي يفتح ذراعيه لها يحثها علي التقدم ... وهي تضحك ووالدتها تقف هناك تنظر لها بأعين دامعة ... وصوت والده الذي يمسك الكاميرا يحادثه ..ومطقع آخر لها وهي تحاول ركوب الدراجة وهو يقف بعيدا يصورها تلوح هي له ... والارجوحة في منزلهم وهو يدفعها ووالدتهم تصورها ... تضحك لا شئ يغلب في تلك المقاطع بقدر ضحكاتها البريئة ... أدمعت عينيها تخرج ضحكة خافتة من بين شفتيها ... تقف بزيها المدرسي وذلك ( الكولون ) التي كانت تكرهه تكشر وجهها لأنهم ايقظوها باكرا ... مقاطع عدة لم ترها قبلا ... من أين حصل عليها .... ومن ثم مقاطع من زفافهم الأول والثاني ... صور لها وهي تحمل الصغير وهو بجانبهم وصور لهم جميعا في وجود زيدان ... الكثير والكثير من المقاطع ...دقات قلبها لم تتعد تتحمل دموعها تنهمر بلا توقف .... لحظات وانطفئت الشاشة ليظهر هو يمسك في يده مكبر صوت حمحم بصوت قوي يردف متسألا :
- هو البتاع دا شغال ... شكله شغال ... اااه اقول ايه بس ... والله الكلام خلص ... وعشقي ليها ما خلصش ... زي النهاردة مش هقولكوا من كام سنة طبعا مالكوش دعوة أساسا ... اتولدت أجمل واحن واحلي بنوتة في الدنيا ... زي النهاردة وأنا عيل عنده خمس سنين كنت شايل علي ايدي لفة صغيرة فيها حاجة أنا مش فاهمها كل اللي عارفة أن عينيها كانت حلوة اووي

ضحك البعض علي ما قال خالد ليحمحم بقوة ينهرهم غاضبا :
- بس يا حيوان منك ليه ... عيال ناقصة رباية صحيح ... 

في حين اقترب هو منها إلي أن وقف أمامها مباشرة يري دموعها المراقة بعنف تغرق خديها بعنف ... تنظر له مذهولة لم تتذكر يوم ميلادها وهو لم ينساه أبدا ... رمي المكبر من يده بعيدا لا يهم ... لا أحد يهم هنا غيرها ... احتضن وجهها بين كفيه يهتف بانفعال صادق :
- أنا بحبك ... بحبك لدرجة ما بقتش قادر اوصفها ... بحبك بشكل مؤلم ... كل ذرة في روحي بتحبك ... عشانك مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا ... عشان انتي بالنسبة لي كل الدنيا .... عمر ما حد قدر ينافسك ابدا ... حتي عيالي ... انا روحي ودي مش مجرد كلمة انتي فعلا روحي يا لينا ... 

انهي كلامه ليعتصرها بين ذراعيه بعنف وتشبثت هي بأحضانه تخبره بحرقة كم تعشقه هي الاخري .... في حين تعالت الصيحات وعلا صوت التصفيق من كل مكان ...

اخيرا انتهي الزفاف وبدأ الجمع بالرحيل ... في الخارج احتضنت لينا والديها تودعهم ما تعرفه أنهم سيقضون الليلة في أحدي الفنادق قبل السفر غدا ... اقتربت لينا تحتضن والدها ليتقدم زيدان من والدته لينا ... عانقها رغم أنه يعرف أن خاله سيقتله ...عانقها بقوة يهمس لها بصوت خفيض صادق :
- عمر ما في حد في الدنيا هياخد مكانك في قلبي يا ماما حتي لو كان مين صدقيني انتي اغلي عندي من حياتي 

أدمعت عيني لينا فرحا تشدد علي عناق صغيرها قبل أن تشهق بعنف تشعر بيد خالد تجذبها بعيدا عنه ينظر لزيدان غاضبا ابتسم يتمتم في هدوء مخيف :
- تاخد مراتك وتمشي قبل ما ادفنك مكانك يلا يا حبيب خالك غور في داهية

ضحك زيدان يمسك بيد لينا يودعهم متوجها مع زوجته إلي سيارتهم ... ودعت سارين شقيقتها قبل أن تتوجه لسيارة زوجها ... احتضن عمر ابنته لأول مرة يشعر بأنه علي وشك البكاء ولما علي وشك أدمعت عينيه حقا يعانق ابنته يقبل رأسها يهمس لها بصوت مبحوح :
- خلي بالك من نفسك يا سرسورة ... ماشي يا حبيبة بابا 

حركت سارة رأسها بالإيجاب سريعا تمسح دموعها المتساقطة اقتربت لتعانق والدتها لتطلق تالا صرخة عالية لم تستطع احتمال الألم من ذلك اندفع الجميع إليها ليتلاقها عمر بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا صاح حسام منفعلا :
- أنا كنت عارف إن الليلة دي مش هتعدي سالكة ... جااسر وصل دكتورة لينا وسارة البيت ... شيل مراتك يا عمي وورايا بسرعة 

أدمعت عيني سارة تحاول اللحاق بوالدتها ليصيح حسام فيها غاضبا :
- هتيجي فين بالفستان علي البيت يا سارة يلا يا جاسر خدهم 

حرك جاسر رأسه بالإيجاب سريعا حقا يشفق علي ذلك الحسام ... إن تبرئ حسام من العائلة سيعطيه كامل العذر الرجل حرفيا يلاقي الأمرين معهم .... خلع حسام رابطة عنقه يستقل سيارة الزفاف جواره أبيه وبالخلف تالا التي تبكي من الألم تنظر لابنتها نادمة حزينة لكنها حقا لم تستطع التحمل أكثر ... شق حسام بهم الطريق متوجها إلي مشفي الحياة ... في حين اصطحب جاسر سارة ولينا مع سهيلة ووالدها في سيارته ... عائدا بهم الي البيت ... ارتمت سارة بين أحضان لينا تبكي قلقا علي والدتها والأخيرة تحاول جاهدة طمئنتها :
- ماما هتبقي كويسة يا سارة ما تخافيش هيبقي عندك أخ ولا اختت صغننة زي أحمد كدة ...

ربتت سهيلة الجالسة جوارها علي رأسها تحاول تهدئتها هي الأخري وصل جاسر أمام منزل عز الدين ... نظر الأخير له راجيا يحادثه :
- بقولك ايه يا جاسر ما تكسفش طلبي وتخلي سهيلة تبات معايا النهاردة وحشتني هي والواد أحمد اووي

لم يكن جاسر أبدا يرفض طلب حماه العجوز الرجل مريض بالقلب ... ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب يتمتم في هدوء :
- اكيد يا عمي ما فييش مشكلة 

التفتت برأسه لسهيلة يحادثها مبتسما :
- أنا هرجع المطعم لأن في حسابات مهمة لازم تتقفل قبل السنة الجديدة وهجيلكوا الصبك 

اومأت سهيلة بالايجاب ودعت سارة ولينا لتنزل بصحبة والدها ... أكمل جاسر طريقه إلي منزل خالد ... اوصلهم لداخل حديقة المنزل ... نظر لعمته يحادثها قلقا :
- تحبوا أفضل معاكوا لحد ما يجيوا ..

ابتسمت لينا له تحرك رأسها بالنفي ربتت علي كتفه تحادثه :
- لا يا حبيبي ما تقلقش روح شوف شغلك ..

نزلت لينا تصطحب سارة معها للداخل لوحت لجاسر قبل أن يغادر ... دخلتا معا إلي المنزل ارتمت لينا علي الأريكة تجذب سارة تجلسها جوارها تضمها بين ذراعيها تحادثها برفق :
- ماما هتبقي كويسة يا حبيبتي ما تخافيش ... بطلي عياط بقي في عروسة تعيط يوم فرحها بردوا ... 
_______________
في المستشفي تخلص حسام من حلة زفافه الفاخرة يرتدي ذلك الزي الازرق المخصص لهم ... تحرك يهرول لغرفة العمليات حين اخبرته الطبيبة المساعدة له أن المشيمة انفصلت حالة تالا حجرة كيف استطاعت تحمل ذلك الألم كل تلك المدة ... اوقفه عمر قبل أن يدخل إلي غرفة العمليات رأي في عيني عمه الكثير من الكلمات التي يعجز لسانه عن تجميعها من خوفه ... ليربت علي كتفه يطمأنه :
- ما تقلقش يا عمي ... مراتك في ايد امينة لاء هي في ايد حسام بصراحة

مزحة سخيفة اراد بها التخفيف عن عمه ... اكمل طريقه الي غرفة العمليات وقعت عينيه علي والده يقف ينظر له بفخر ... تلك النظرات جعلت صدره ينتفخ وكأنه محارب شجاع في معركة ما ... غاب حسام خلف باب غرفة العمليات في حين تحرك عمر يزرع الممر ذهابا وايابا يستمع إلي صوت صرخات تالا تشق قلبه بلا رحمة ... اقترب خالد منه يحاول التخفيف عنه :
- اهدي يا عمر هتبقي كويسة ... صدقيني كلها شوية ومحروس هيوصل

أنهمرت دموع عمر يحتضن أخيه كطفل صغير يختبئ بين أحضان والده ... ليربت خالد علي ظهره يحاول تهدئته وصرخات تالا لا تتوقف 
__________________
أخذ جاسر الطريق عائدا إلي مطعمه نظر لساعة يده الواحدة والنصف ليلا عليه أن يصل في أسرع وقت لم تعد له القدرة علي القيادة لميل آخر يشعر بالتعب ودوار خفيف اوقف السيارة في منطقة فارغة نزل منها يقف جوارها لم يتناول الطعام اليوم لما قد نسي ذلك ... حتي فئ الزفاف ... الوضع كان كارثي البوفية كما يقولون عنه كان مزدحم بشكل لا يوصف ... جلس علي أحد الحجارة الكبيرة جوار شاطئ النيل ... يشعر برأسه يلتف ... أحمق يا جاسر .... حاول القيام حين رأي رجلين يتحركان ناحيته خطاهم المترنحة تخبره بأنه حقا في ورطة خاصة في حالته تلك ... اقترب الرجلين منه ليفتح أحدهم مادية أمام وجهه يحادثه ساخرا :
- قلب ياض نفسك وهات كل اللي معاك يا حيلتها 

احتدت عيني جاسر حين ذكر اسم والدته كان علي وشك لكمة حين سمع صوت يعرفه تقريبا الرؤية أمامه كانت بدأت تختفي شيئا فشئ ولكن الصوت حقا مألوف .. كل ما رآه رجل يقف هناك يحمل مادية نصلها يلمع يزمجر في شراسة مخيفة :
- أنا بقول تخلعوا قبل ما اضحي بيكوا بدل الخرفان وانتوا عارفين العيد كبير قرب ...

هيئة الفتي المخيفة ونصل ماديته الحاد أمام سكرهم الواضح جعلهم يتراجعون هاربين ... حاول جاسر القيام ينظر لذلك الرجل يريد شكره ما أن تحرك خطوة واحدة زاد الدوار وتشوشت رؤيته كاد أن يسقط أرضا حين شعر باحدهم يمسك به قبل أن يقع آخر ما سمعه صوت مألوف يعرفه يهمس له :
- مش هسيبك تقع تاني يا صاحبي !!!
_____________________
ساعة كاملة من القلق تحرق أوصال ذلك الواقف خارجا ... قلق تبدد فجاءة مع صوت صرخات الطفل ... توسعت عيني عمر في دهشة في حين اندفع خالد يعانقه بقوة يردف ضاحكا :
- ألف ألف مبروك يا ابو محروس

تحرك عمر يهرول الي باب غرفة العمليات في لحظة خروج حسام يحمل رضيعين كل واحد علي ذراع نظر لعمر يغمغم بامتعاض :
- علي فكرة مش طبيعي ابدا أن كل خلفتك تؤام ... أنا كدة هعلي عليك ازاي ... اجيب هاترك

ضحك خالد عاليا ينزر لوالده في سخرية ... توقفت دقات عمر عن الخفقان في اللحظة التي وقعت عينيه فيها علي طفليه ... انهمرت دموعه بعنف يلتقط احدهم من بين ذراعي حسام يعانق برفق يشتم رائحته البريئة ... يكبر جوار إذنه ... نظر عمر لخالد يطلب منه أن يفعل المثل ... اخذ خالد الطفل الآخر يشعر بدقات قلبه تتسارع افتقد ذلك الشعور حقا .. شعور أن تحمل نطفة صغيرة من دمك بين يديك شعور جميل لا يوصف قبل رأس الصغير يهمس بالاذان جوار إذنه ...قاطع تلك اللحظات صوت حسام وهو يغمغم :
- طيب بما اني الدكتور اللي ولدهم واللي ليلة فرحه اتضربت ... فأنا من حقي أن واحد منهم يتسمي حسام ... والتاني حسامين عادي يعني

ضحك خالد وعمر ... لينظر الأخير لحسام يسأله قلقا :
- تالا كويسة طمني عليها

حرك حسام رأسه بالإيجاب يطمأن عمه إن زوجته علي خير ما يرام فقط نائمة ... في غرفة أخري ... عاد ينظر للطفلين يتمتم بامتعاض :
- ها هتسموه حسام صح 

ضحك خالد يحرك رأسه ياسا في حين نظر عمر للصغير الذي يحمله خالد يتمتم مبتسما :
- اللي أبوك شايله هسميه محمود علي اسم ابويا الله يرحمه ... أما بقي دا فللاسف مضطر هسميه حسام

توسعت ابتسامة حسام يحتضن عمر يغمغم منتصرا :
- يا حبيبي يا عمي روح اللهي تبقي ظابط

مرت ساعة اطمأنا فيها علي الطفلين وتركا عمر مع زوجته ... ليخرج حسام بصحبة خالد إلي البيت ادار حسام محرك سيارته ينطلق بها ب بسرعة البرق ... في حين ينظر له خالد ساخرا يتمتم متهكما :
- لا كدة ماشي براحة شد شوية واقلبنا 

تنهد حسام حانقا لما لا ينتهي ذلك الطريق ... اخيرا بعد طول صراع وصلت السيارة إلي منزل والده نزل منها سريعا وخلفه والده ... حين دخل إلي صالة المنزل بدأ يبحث بعينيه عنها في كل مكان نظرة لزوجة أبيه يتمتم متوجسا :
- اومال سارة فين 

تجاهلت لينا ما قال تسأله قلقة :
- طمني تالا عملت ايه

اقترب منها خطوة اخري يعيد سؤاله من جديد :
-سارة فين يا دكتورة 

زفرت لينا حانقة لما لا يجبب ذلك الفتي عن سؤالها ... تنهدت تردف سريعا :
- سارة نامت من بدري ... المهم تالا طمني عليها 

توسعت عيني حسام في دهشة يكاد يصدم رأسه في الحائط في حين انفجر خالد في الضحك ينظر لحسام شامتا يردف من بين ضحكاته :
- أحسن عشان تبقي تزعقلها تاني ... تعيش وتاخد غيرها يا دكتور 
_________________

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الحادي والسبعون
الجزء الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
ما بين ضحكات خالد الشامتة ونظرات لينا المتعجبة من قسمات وجه حسام المتنشجة غضبا وحسرة ... رفع حسام رأسه لأعلي يصيح مقهورا :
- أنا مبتلي .. أنا ايييه ... مبتلي ... كان يوم ما طلعتوش شمس لما قررت ابقي دكتور نسا 

شد علي أسنانه يطحنها بعنف يلقي سترة حلته فوق كتفه صعد لأعلي يغمغم بكلمات عديدة مبعثرة تعبر عن غضبه وقهره ... في حين نظرت لينا لخالد تسأله عن سبب غضب ذلك الفتي :
- هو ماله حسام متعصب ليه كدة

ضحك خالد عاليا حتي بانت نواجزه لف ذراعه حول كتفي زوجته يحرك رأسه يتمتم ضاحكا :
- لا يا قلبي ما تاخديش في بالك تعالي مطلع يلا اوضتنا 

حركت رأسها بالإيجاب تحركت بصحبته إلي حيث عرفتهم ... بينما في غرفة حسام دخل حسام إلي الغرفة ليجد الغرفة تعم في الظلام وضوء خافت فقط يأتي من شرفة الغرفة الشبه مفتوحة ... أضاء إنارة الغرفة لتقع عينيه علي عروسه التي تنام باريحيه علي التخت بأكمله بفستان زفافها ... فقط تخلصت من حجاب رأسها ليسترسل شعرها الأسود المصفف ... تنهد يشد على أسنانه غيظا ... اقترب من الفراش يبحث عن جزء صغير فارغ يجلس حتي فيه فستانها يحتل ثلثي الفراش ... جلس اخيرا في مساحة صغيرة للغاية ... مد يده يربت علي وجنتها بخفة يحاول إيقاظها :
- سارة ... سارة اصحي يا سارة ... اصحي مش عايزة تطمني علي ماما طيب ... سارة انتي كدة مش نايمة انتي كدة في غيبوبة ... 

اولته ظهرها تهمهم بصوت ناعس :
- بس بقي يا سارين بطلي رخامة ..  

أغمض عينيه متحسرا ... سارين تظنه سارين شقيقتها .... زفر أنفاسه حانقا ...حين فتح عينيه من جديد ... مسح علي شعرها برفق قبل أن يتحرك من مكانه صوب المرحاض بدل حلة عرسه الكارثي ب (بيجامة) زرقاء من القطن ... توجه إلي الفراش يزيح القليل قماش الفستان يبحث عن مكان فارغ للنوم ... استلقي علي ظهره ينظر لسقف الحجرة يتنهد حانقا بين حين وآخر ... شعر بها تتقلب في نومها ليصبح وجهها مقابلا له ... نام علي جانبه الأيمن ينظر لها يبتسم في عشق جارف ... مد يده يداعب خصلات شعرها تنهد يهمس لها بعشق :
- زي القمر ... احلي من القمر كمان ... ينفع المقلب دا يا سرسورة ... بس مش مهم فداكي .... أنا اصلا مش مصدق أن أنا وانتي اتجوزنا أخيرا ... عديت ال30 وأول مرة أعرف يعني ايه حب لما شوفتك ... اه والله أنا كنت فاكر أن قلبي باظ من الركنة ... بس طلع شغال ..
صمت للحظات ينظر لها يبتسم قبل أن تلمع عينيه بفكرة ماكرة ... جذب هاتفه سريعا يبحث بين الأرقام إلي أن وصل لرقم عمه الحبيب ... يحاول الإتصال به مرة تليها أخري وأخري وأخري إلي أن اجاب الأخير بصوت ناعس قلق :
- في ايه يا حسام بتتصل دلوقتي ليه ... سارة كويسة 

ارتسمت ابتسامة واسعة متشفية خبيثة علي شفتي حسام قبل أن يردف ساخرا :
- آه يا عمي ما تقلقش أنا بس كنت متصل بيك اقولك حاجة مهمة اووي

- حاجة ايه يا حسام خير يا ابني قلقتني 
غمغم بها عمر بصوت متلهف خائف مذعور ... لتشق ابتسامة كبيرة شفتي حسام ضحك يغمغم شامتا :
- أنا حاضن بنتك دلوقتي يا عمي سلام
قالها وأغلق الخط سريعا قبل أن يلقي عليه عمر وابل من السباب لن ينتهي قريبا ... ضحك عاليا متمنينا أن تستيقظ سارة علي صوت ضحكاته ولكن دون فائدة كان وكأنه ينفخ في بوق أجوف سارة نائمة كالقتلي جواره ... ارتمي بجسده علي الفراش مجدد ... جذبها بجفة ليضمها لاحضانه وهو نائم يغمغم مذهولا :
- دي مش نايمة دي مقتولة !
_____________________
علي صعيد آخر قريب من غرفته في غرفة أبيه تحديدا تجلس لينا فوق الفراش أمامها شاشة التلفاز تعرض مقطع الفيديو ذاك مرارا وتكرارا تنظر لكل تفصيلة فيه تنهمر دموعها ... غص قلبها لحظات حقدا علي والدها ... لو لم يكن ابعدها منذ البداية لما حدث كل ما حدث ... كانت ستتغير حياتها تماما ... ولكنه القدر لا يمكن تغييره او الندم عليه الآن ... في تلك اللحظات دخل خالد من الغرفة يضحك عاليا ويبدو وكأنه سمع أكثر نكتة مضحكة في العالم وقبل أن تسأله عما يضحك بادر هو يغمغم من بين ضحكاته :
- حسام المتخلف بيكلم عمر ويقوله أنا حاضن بنتك ... عمر بيكلمني وهو علي أخري ... عيل سافل طالع لأبوه

ضحكت لينا بخفة رفعت يديها تمسح ما سقط من دموعها أمسك خالد جهاز التحكم يغلق شاشة التلفاز ... ليتوجه إلي دولاب ملابسه يخرج صندوق كبير توجه يجلس جوارها يربع ساقيه تنهد ينظر لها مبتسما يتمتم :
- أنا جبتلك كل الهدايا اللي ممكن تبقي كريتيف ..مش لاقي حاجة جديدة شوفت عيال السوشيال ميديا بيجبوا صناديق زي دي قولت يمكن يعجبك

خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها ... رفعت يمناها تبسطها علي خده زفرت أنفاسها بهدوء ترسم ابتسامة عاشقة علي شفتيها لمعت عينيها تتمتم بولة :
- أنت هديتي يا خالد كفاية اللي عملته عشاني النهاردة ... بجد مش قادرة اوصفلك فرحتي بالفيديوهات والصور دي عاملة ازاي ... ربنا يخليك ليا 

ابتسم كلماتها تعود بهما بالزمن لسنوات وسنوات ... عشق بدأ من الصفر ويستمر حتي الممات ... قبل باطن كفها الموضوع علي وجهه يهمس لها بشغف :
- ويخليكي ليا يا حبيبتي ...افتحي يلا هديتك

حركت رأسها بالإيجاب تفتح الصندوق الكبير تغوص بيديها بين الكور الصغيرة الملونة تبحث عن هديتها داخلهم ... تخرج هدية تليها أخري
ألوح الشكولاتة السويسرية التي تحب ... زجاجات عطر يلتصق علي سطح كل زجاجة منهم ورقة صغيرة كتب عليها بيده 
( ما يتحطش برة البيت ) ضحكت تكمل بحثها داخل مثلث برمودا .... لتلتقط رفيعة تلك العلب تعرفها علب الحلي ... بالتأكيد داخلها قلادة فتحتها لتبصر داخلها ورقة صغيرة مكتوب فيها ( لا أنا علبة فاضية عادي ) ضحكت عاليا تنظر له تهز رأسها من أفعاله الغريبة ... أمسكت يدها قلادة من الذهب يتوصها علامة النبض واسمه محفور داخل تلك النبضات يتجانس معاها يلتف حولها ورقة كتب عليها ( ايوة أنا اللي كنت جوا العلبة ) 
ابتسمت تدمع عينيها ... امسكت القلادة تضعها في علبتها ... أخرجت العديد من الهدايا الي أن شعرت بأنها تمسك شئ ثقيل في نهاية العلبة موضوع جذبته بكلتا يديها لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت طبق من الحلوي الشرقية مغلف وضعته علي قدميها تفتح خيوطه التي تغلفه لترفع حاجبيها حين رأت قطع الحلوي تتراص جوار بعضها البعض قبل أن تردف بحرق اقترب من اذنها يهمس ضاحكا :
- جبتلك بسبوسة يا احلي بسبوسة ... 
نظرت له للحظات قبل أن تنفجر في الضحك ... قطعت قطعة حلوة صغيرة تضعها في فمه لينفجر هو الآخر في الضحك وعلبة الحلوي تراقبهم مدهوشة لا تعرف علي ما يضحكان 
________________
في صعيد آخر في أحدي الفنادق الفاخرة صاحبة النجوم الكثيرة في غرفة العروسين تتمايل لينا بين أحضان زيدان علي أنغام الموسيقي الهادئة ... ترمي نفسها بين ذراعيه تحاول طرد ذكريات الماضي التي هاجمتها فجاءة بعيدا ... بعيدا للغاية ....لن يحدث شيئا آخر ... انتهي الشر ... انتهي وللابد ... اجفلت علي صوت زيدان يسألها قلقا :
- مالك يا لوليا من ساعة ما كنا في الفرح وأنا حاسس أنك خايفة او قلقانة ... في حد زعلك طيب ... 

حركت رأسها بالنفي دون أن ترفع رأسها عن صدرها ظل صامتا ينتظر منها إجابة ... ليسمع تنهيدة قلقة متوترة خائفة للغاية خرجت من قلبها قبل شفتيها ... شدت علي عناقه تهمس بصوت خفيض مختنق :
- افتكرت يا زيدان ....واضح أن عمري ما هنسي أبدا ... وأنت واقف قدامي ورافض أن ماكس يقرب مني ... بتقوله أن أنا مراتك وحبيبتك وروحك مش هتسمح لحد ابدا يقرب مني ...مر قدامي سنين عمري اللي عيشتها في كره وخوف منك بسببه ... كان المفروض اكرهه واخاف منه هو ... لعب بيا عيشني في ذعر من الناس كلها ... قلبي بيتكوي لما بفتكر السجن الازاز اللي عيشت فيه سنين عمري بسببه ...

توقف زيدان ليبعدها عنه قليلا فقط قليلا بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه يري دموعها المراقة بلا توقف ... مسح دموعها يبتسم ابتسامة قاتمة سوداء غمزها بطرف عينيه يغمغم في وعيد قاسي :
- تيجي نعمل حاجة مختلفة ليلة فرحنا غيري هدومك ... وتعالي معايا 

حين نظرت لعينيه فهمت ما يفكر فيه لم تكن لتفرض وقلبها يصرخ يكوي بنيران قهر لم تنطفئ ابدا ... تحركت سريعا تبدل ثيابها .... في حين نزع هو سترة حلته ورابطة عنقه التقط مفاتيح سيارته ... أمسك بيدها ما أن انتهت ليجذبها معه إلي خارج الفندق ... تحت نظرات الدهشة الموصبة ناحيتهم من قبل موظفين الاستقبال لماذا قد تخرج عروس بصحبة زوجها راكضة في ذلك الوقت ... استقلت لينا السيارة جوار زيدان يشق طريق الليل إلي مخزن الصحراء ... دقات قلبها تتصارع كلما اقتربوا أكثر وأكثر في جوف الليل وقفت سيارة زيدان امام المخزن الكبير ... نزل أولا يفتح لها باب السيارة ... امسك بكف يدها المرتعش يشد عليه برفق يصطحبها إلي الداخل أضاء الأنوار المغلقة لتقع عينيها علي ذلك الشيطان الجالس فوق فراش قديم مهترئ ابتسامته الخبيثة التي احتلت ثغره ما أن رآها ارجفت قلبها عادت بعدها لذكريات قديمة وقف نائل بالكاد يخطو علي قدميه فتح ذراعيه ضحك يغمغم ساخرا :
- ايه دا لوليا حبيبة القلب هنا وحشتيني لا حقيقي وحشتيني 

تسارعت أنفاسها تلك المرة غضبا ... تشعر بالنيران تحرق خلاياها أجمع ... يقف هنا علي بعد خطوات منها يفصلهم باب من الحديد مد زيدان لها مفتاح الباب لتلتقطه منه فتحت القفل جذبت المزلاج الكبير وزيدان جواره يلصقها به خوفا عليها ... ما إن دخلت إلي الغرفة تحرك نائل ناحيتهم يفتح ذراعيه علي اتساعهما يغمغم ساخرا :
- حبيبة قلبي تعالي في حضن جوزك حبيبك 

كاد زيدان أن يهشم عظام وجهه حين أمسكت لينا بذراعه تنظر له تتوسله الا يفعل ... هي من ستفعل ... ضحك نائل عاليا حين امسكت لينا بذراع زيدان ليغمغم متشفيا :
- شوفت ، شوفت لسه بتحبني أنا ... 

ارتسمت ابتسامة سوداء مخيفة علي شفتي لينا تحرك رأسها بالإيجاب تقدمت ناحية نائل إلي أن صارت بالقرب منه تنظر له كارهه وكأنها تري شيطان من الجحيم في حين أنه كان يبتسم ذلك الفتي مختل مريض نفسي ... رفعت يدها لتنزل علي وجهه بعنف صفعة قوية تلتها اخري واخري واخري تصرخ فيه بشراسة :
- أنا هموتك ... هقتلك ... هاخد حقي منك ...

لم يستطع نائل المقاومة خاصة وأن جسده بالكاد يحمله سقط أرضا تخرج الدماء من فمه وأنفه ... يسعل الدماء بعنف ... داست لينا بكعب حذائها علي اصابع يسراه ليصرخ من الألم ... بدأت تركله بقدميها تصرخ بحرقة :
- حس بكل لحظة عذاب أنا عيشتها بسببك ... موت أنت شيطان ... شيطان لازم يموت 

بعنف تركله في بطنه صدره رقبته وجهه بحذائها الضخم اختارته خصيصا والأخير يصيح من الألم ... سالت دمائه بعنف من وجهه زاغت عينيه يهمس لها بصوت ضعيف :
- ارحميني 

هنا تأجتت نيرانها المشتعلة احمرت عينيها نفرت عروقها تصرخ فيه بقهر:
- وأنت ما رحمتنيش لييه وأنت عيشتني عمري كله في عذاب وأنت بتقتل ابني وأنا بتدمر حياتي ...
وضعت حذائها فوق صدره تضغط عليه بعنف ابتسمت تغمغم في قوة :
- أنا مش هقتلك الموت رحمة ليك ... صدقني هتشوف عذاب سنين عمري اللي عذبتهالي

ركلته للمرة الأخيرة ليصيح من الألم يغمض عينيه فاقدا للوعي ... وقفت هي تلهث بعنف تتنفس بصعوبة دقاتها تتصارع تشعر وكأنها كانت تحترق جوار النار وسقطت في نهر بارد نيران غضبها هدأت انطفأت مؤقتا ... نظرت له باشمئزاز قبل أن تبصق عليه ... التفتت ناحية زيدان تبتسم في ارتياح ... ليبتسم هو مد يده لها لتقترب منه سريعا تضع رأسها علي صدره لف ذراعيه حولها يسألها :
- أحسن ؟

حركت رأسها بالإيجاب سريعا تتنهد بارتياح ليبعدها عنه قبل جبينها ابتسم يهمس جوار اذنها :
- طب يلا نرجع الفندق ... ما كملناش رقصتنا 
ابتسمت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب تتحرك بصحبته إلي الخارج دون أن تلقي نظرة واحدة علي ذلك الملقي أرضا ... فلا أحد ينظر للقمامة بعد أن يُلقيها 
__________________
كان يجلس علي ضفاف النيل ... باتت تلك عادته منذ أشهر ما أن ينهي عمله .. يذهب للنيل يجلس هناك ينظر لسطحه يتنهد بين حين وآخر يتذكر ماضيه بالكامل منذ أن كان طفلا لم يعرف معني الحنان إلي أن بات رجل لا يملك لا قلب لا ضمير لا شئ فقط حقد وكره علي الجميع المجتمع الناس حتي الاصدقاء ... او بمعني ادق الصديق لم يكن له يوما سوي صديق واحد تآمر بشتي الطرق ليدمره وهو لم يلاقي منه شرا أبدا ... كلما تذكر ما فعله به ... وكاد يفعله بشقيقته يشعر بنيران بشعة تحرق صدره في تلك الليلة تحديدا اطال الجلوس مر الوقت دون أن يشعر لم تكن من عادته أن يتأخر ولا يعلم لما تأخر لذلك الحد ... مرت صورة جاسر أمام عينيه لتدمع مقلتيه رفع وجهه ينظر للسماء يتنهد بحرقة يهمس راجيا :
- يااارب 

رفع يديه يمسح دموعه قام من مكانه ... يتحرك يود المغادرة حين رأي ضوء سيارة تقف بعيدا ... نزل منها جاسر !!! ... توسعت عينيه في دهشة ماذا يفعل جاسر هنا ولما يبدو مريضا يترنح في مشيته وقف يراقب صديق العمر لم يشعر بدموعه التي أغرقت خديه ينظر له بحسرة ... في تلك اللحظة رأي رجلين من ملامحهم علم أنهم سكاري ... كان عليه أن يتدخل الحمقي هربوا كالكلاب الضالة اقترب جاسر منه يريد شكره رآه كيف ترنح كان علي وشك أن يسقط ... في حين اندفع مراد يسنده سريعا ... شد جسده يعيده إلي سيارته بجلسه علي المقعد المجاور للسائق ... جلس جواره ادار المفتاح الذي تركه جاسر عالقا في السيارة ... يبحث عن أقرب مستشفي إلي أن أن وصل إلي إحداها ... نزل سريعا يصيح في الممرضين خائفا :
- بسرعة بالله عليكوا اغمي عليه فجاءة 

تحرك الممرضين ومعهم مراد يضعون جاسر علي سرير متنقل إلي أحدي غرف الطوارئ ... وقف مراد خارجا قلبه يتفتت من الخوف كان أحمق غبي حاقد أعماه حقده وطعن صديقه ... عض أنامله ندما مر الوقت بطيئا مخيفا إلي أن خرج طبيب شاب من الغرفة هرع مراد إليه يسأله مذعورا :
- طمني يا دكتور جاسر ماله 

ابتسم الطبيب في هدوء يردف :
- ما تقلقش دا هبوط مش أكتر ... أنا علقتله محلول شوية وهيفوق 

شكر الطبيب مرارا وتكرارا قبل أو يتوجه إلي غرفة جاسر رآه وهو مسطح علي الفراش ملامح وجهه مجهدة يغمض عينيه نائما ... محلول موصل بعرق يده ... جذب مقعد يجلس جواره امسك بكف يده ينظر له للحظات قبل أن ينفجر باكيا يتمتم بحرقة نادما :
- سامحني يا جاسر سامحني يا صاحبي .. أنا آسف ... كنت شيطان اذيتك كتير اووي وحاولت ااذي اختك الصغيرة وهي مالهاش ذنب ... ما كانش في قلبي غير الحقد والكره والطمع ... بس والله أنا اتغيرت عارف اتغيرت ازاي كنت في الحبس مرمي ... بخطط ازاي لما اخرج انتقم منك ... علي اللي عملته ... كان مكاني جنب الباب بتاع الحجز كنت ساند علي رأسي بحاول أنام سمعت صوت عسكري من برة عمال يقول طول ما هو واقف او قاعد أنا مش عارف ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وكان عمال يكررها كتير لدرجة اني بدأت اكررها وراه من غير ما احس ... لساني بيقولها وأنا مش دريان ... لحد ما بدأت أحس بيها ... ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ايوة أنا فعلا ظالم حاقد مؤذي ... اذيت ناس كتير واتجبرت علي ناس أكتر ... عارف لما تحس أنها رسالة بفرصة تانية ... لسان فضل يقولها لوحده ومن غير أحس دموعي بدأت تنزل ... بيمر قدام عينيا كل اللي عملته في حياتي .... كنت واثق أن واحد زيي مالوش توبة ... رغم كدة فضلت ارددها كتير ... لحد ما سمعت آذان الفجر كانت أول مرة في حياتي ادعي يا جاسر .... أول مرة ادعي .... بعدها بكام يوم جيت إنت وادهم وخرجتوني ... نن بعدها توبت والله العظيم توبت وبدعي ربنا ليل مع نهار يقبل توبتي ... ونفسي تسامحني يا صاحبي 

رفع مراد وجهه ينظر لجاسر النائم ما أن انهي حديثه دموعه النادمة تغرق وجهه توسعت حدقتيه حين رأي جاسر ينظر له ... نظرات فارغة لا حياة فيها ... نظرات صماء ... نزع جاسر يده من يد مراد بوهن شديد ... اشاح بوجهه في الإتجاه الآخر يحادثه بصوت خفيض متعب :
- امشي اطلع برة ... أنا حذرتك لو شوفتك تاني هموتك ... امشي من هنا ... ما تطلبش حاجة مستحيل هتاخدها ... أنا عمري ما هسامحك .. لما يتغدر بك من حد بيكرهه ... بتبقي متوقع دا ... إنما لما يبقي صاحب عمرك هو اللي يطعن بتموت ألف مرة من الوجع والقهر ... امشي يا مراد ... امشي من هنا ... أنا اللي آسف بس مش هقدر اسامح ولا انسي 

اخفض مراد رأسه أرضا تنهمر دموعه بعنف ... ماذا كان يتوقع أن يأخذه جاسر بين أحضانه يخبره بأنه سامحه بعد أخطائه البشعة ... تنهد بحرقة يحرك رأسه بالإيجاب رفع رأسه للمرة الأخيرة يهمس بصوت مختنق من البكاء :
- ممكن اسألك سؤال ... هو ممكن يجي يوم وتسامحني 

أدمعت عيني جاسر لا يعرف حتي لما وشعر حقا بالغضب من نفسه حين شعر بالدموع تتجمع في مقلتيه مشفقا علي حال ذلك الذي كان يوما صديقه ... حبس أنفاسه يتمتم بصوت جاف بارد :
- يمكن مين عارف

ارتسمت ابتسامة أمل كبيرة علي شفتي مراد يحرك رأسه بالإيجاب رفع يديه يمسح دموعه بعنف يهمس ممتنا :
- شكرا يا جاسر ... أنا هستني اليوم دا حتي لو كان آخر يوم في عمري عن إذنك ... خلي بالك من نفسك

قام من مكانه يتحرك لخارج الغرفة التفت برأسه ينظر ناحية جاسر الذي يشيح بوجهه ينفر من رؤيته ...أغمض عينيه ندما كم يتمني ان يذهب إليه يعانقه يطلب منه السماح ولكنه سينتظر فبعض الأخطاء لا تغتفر بسهولة ابدا ... حرك المقبض ليخرج من الغرفة يأخذ طريقه مشيا عائدا لبيته ... مرت عدة دقائق علي جاسر قبل أن يشعر بأنه أفضل حالا ..انتصف جالسا يضغط علي الزر المجاور له يستدعي الممرضة ... التي جاءت سريعا سألها عما حدث لتخبره بالتفاصيل كاملة مدي خوف وهلع صديقه عليه حين جلبه .. حتي أنه دفع حساب المشفي قبل ان يرحل .. تركته وخرجت ليبقي جاسر ينظر للمقعد الفارغ الذي كان يجلس مراد علي سطحه تنهد بحرقة يتمتم مع نفسه :
- ما كنتش بس صاحبي يا مراد ... كنت اخويا ودراعي اليمين وعكازي ... مش سهل انسي اللي عملته يا صاحب عمري ...  
____________________
في صباح اليون التالي يوم الجمعة يوم العطلة ... في غرفة حسام حيث ينام العروسين في هدوء ... انزعجت سارة من أشعة الشمس التي صدمت وجهها فجاءة لتفتح لتعقد جبينها فتحت مقلتيها بقدر بسيط سرعان ما توسعت عينيها فزعا حين رأت حسام أمامها مباشرة صرخت مذعورة لينتفض الأخير من مكانه يصيح مفزوعا هو الآخر :
- ايه في ايه مين مات ... مين اتقتل ... حصل ايه 
لم يكد يعي صدمته الأولي وجدها تصرخ فيه مذعورة تدفعه بعيدا عنها :
- أنت قليل الأدب ومش متربي ... بابا هيقتلك ... أنت ازاااي نايم جنبي ... ياباااابااا ... الحقووووني 

امسك ذراعيها التي لا تتوقف عن ضربه يصيح فيها محتدا :
- بسسس ايه سارينة وفتحت ... يخربيت الجواز علي اللي عايز يتجوز ... أنتي مجنونة يا سارة ... احنا اتنيلنا اتجوزنا امبارح ... بصي علي الفستان اللي انتي لابساه كدة 

اخفضت رأسها سريعا تنظر لفستان زفافها الأبيض لتتوسع عينيها في دهشة .. صحيح كيف نسيت أنهما قد تزوجا بالأمس ..اخفضت رأسها في حرج احمرت وجنتيها خجلا ... ليصدح في تلك اللحظات صوت دقات عالية علي باب غرفتهم وصوت خالد يحادث حسام محتدا :
- حسام ... أنت يا حيوان اوعي تكون بتضربها ... 

ترك ذراعيها ينظر لها حانقا ... جذبت بصوتها الرنان والده وطبعا ظن أن ولده الاحمق يضرب عروسه ... تنهد يزفر أنفاسه تحرك يفتح الباب ليبصر والده بصحبة زوجته التي بادرت تصيح فيه محتدة :
- في اي يا حسام إنت بتضربها عشان نامت امبارح لا أنت مش طبيعي 

توسعت عيني في دهشة انظروا من بات الوغد الدنئ الآن اشار لنفسه مذهولا يحرك رأسه نفيا بعنف ليصيح فيهم محتدا :
- ايييه في ايييه حد قالكوا اننا دراكولا ... سارة هانم نسيت اننا متجوزين أول ما شافتني نايم جنبها رقعت بالصوت ... ولا كأنها شافت حرامي جاي يسرق أعضائها 

أصفر وجه لينا حرجا من ظنها السئ بالفتي ولكنها فقط ارتعبت من صرخات سارة ... تقدمت سارة من الباب تمسك طيات فستان زفافها بين يديها وقفت خلف حسام ابتسمت متوترة تتمتم في حرج :
- أنا آسفة أنا اللي عملت المشكلة دي ... بس الوضع جديد عليا وكنت صاحية مش مركزة

ابتسمت لينا في اتساع ما أن رأتها لتقترب منها تعانقها بقوة تغمغم في حبور :
- صباح الفل يا عروسة .. ولا يهمك يا حبيبتي ... يلا اجهزوا انتوا وحسام ... عشان ساعة وهنسافر زيدان ولينا جايين في السكة 

نظر حسام بطرف عينيه الي خالد رأي ابتسامة الأخيرة المتشفية ... اقترب خالد من حسام وقف جواره مباشرة يهمس له بصوت خفيض ساخر متشفي :
- دا أنا همسكها عليك زلة العمر كله ... عارف هخليك تعملي عجين الفلاحة 

نظر حسام لسارة حاقدا الحمقاء والده سيجعله عبدا بلا أجر بسببها ... انسحبت لينا تجذب خالد من الغرفة نظر الأخير لحسام يبتسم له متشفيا ... ليصيح الأخير متحسرا :
- أنا مبتلي ومني لله عشان بقيت دكتور نسا ... ياريتني كنت دخلت صنايع 

مرت ساعة نصف تقريبا قبل أن تتحرك الثلاث سيارات في طريقهم للقرية السياحية الشهيرة ... مرت بضع ساعات إلي أن وصلت السيارات ... استقبلهم صديق خالد يعطي لكل واحد منهم مفتاح غرفته تحرك الشابين أمامه قبل أن يتوجه كل منهما لجناحه سمعوا صوت خالد يردف :
- أنت رايح فين يا باشا منك ليه ... هنروح نتغدي الأول أنا حاجز ترابيزة في مطعم هايل

حرك زيدان رأسه بالنفي تثأب يتمتم ناعسا :
- لا يا خالي خليها بعدين أنا تعبان وعايز أنام

فعل حسام المثل تماما يغمغم سريعا :
- ايوة أنا كمان عايز أنام 

نظر خالد لحسام يرفع حاجبه الأيسر ابتسم يغمغم متوعدا :
- بتقول حاجة يا حسام 

شد حسام علي اسنانه كور قبضته يطحنها تنهد يتمتم بحسرة :
- جعان ... أنا جعان ... يلا نروح نتغدي وحسبي الله ونعم الوكيل 

«للعشق قيوده الخاصة»
    «الجزء الرابع من أسير عينيها»
الفصل الحادي والسبعون
الجزء الثالث
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
توجهوا جميعا إلي ذلك المطعم الذي اختاره خالد وأجبرهم للذهاب إليه ... جلس حسام حانقا يتململ في جلسته بين حين وآخر يزفر أنفاسه حانقا ... يختلس النظرات لزوجته الحبيبة بين حين وآخر ليراها منشغلة للغاية في الحديث مع شقيقته وزوجة أبيه ... في حين زيدان يناقش مع والده عدة أمور خاصة بالعمل ... لم يعد يحتمل الوضع أكثر تأفف بقوة يهتف حانقا :
- هو أنا عاطف قاعد معاكوا ولا ايه ... أنا حاسس اني شفاف في القعدة 

توجهت أنظار الجميع إليه الموقف لم يكن مضحك شعر خالد من نظرات حسام أنه حقا غاضب ... قام من مكانه يتحرك للخارج أشار له بعينيه أن يتبعه ... زفر حسام أنفاسه مختنقا يوجه نظرة خاطفة ناحية سارة قبل أن يتحرك يلحق بأبيه .. نظر الجميع إليه مدهوشا منذ متي وحسام الفتي الغاضب ... نظرت لينا لزيدان تسأله متعجبة :
- ماله حسام شكله متضايق

رفع زيدان كتفيه لأعلي كأنها يخبرها أنه حقا لا يعلم بينما توسعت ابتسامته الداخلية حسام يسير وفق الخطة كما رسمها تماما .... لف ذراعه حول كتفي لينا يحادثها مبتسما :
- هتلاقي في حاجة مضيقاه دلوقتي نعرف

في حين توجهت أنظار سارة ناحية باب المطعم الذي خرج منه حسام توا ... اضطربت حدقتيها قلقا هل تري هو غاضب منها ... تنهدت بارتباك هي حقا لا تعلم ... 
في الخارج جلس خالد علي طاولة صغيرة أمام المطعم ملحقة به ليجلس حسام أمامه يتحاشي النظر لوالده بأي شكل كان ... يحرك ساقه اليسري بعنف يبدو متوترا قلقا غاضبا من شئ ما ... حمحم خالد يجذب انتباهه يحادثه مترفقا :
- مالك يا حسام شكلك متضايق ... لو الكلام اللي أنا قولته الصبح مضايقك فأنت اكيد عارف إن أنا بهزر 

حرك حسام رأسه بالإيجاب زفر بقوة يحاول أن يقول شيئا يجد عذرا ولكن لا شئ حين يآس عاد يزفر من جديد يتمتم باختناق :
- مش عارف يا بابا حاسس أن أنا مخنوق متضايق ... وفرحان مش عارف حاسس أن أنا متلغبط

ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتي خالد ليمد يده يربت علي كتف حسام برفق يحادثه مبتسما :
- أنا مش هقولك ليه يا ابني وايه االي حصل وكل الهري ... ساعات بتحس أنك مخنوق وأنت حتي مش عارف ليه ... بس أنت لسه عريس يمكن الضغط الفترة اللي فاتت .. أنا بس مش عايزك تشيل هم وأعرف أن أنا دايما معاك وفي ضهرك 

ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي حسام يحرك رأسه بالإيجاب ... ليمد خالد يده يربت علي رقبته بعنف أبوي يحادثه ساخرا :
- ما تفك بقي ياض ... دا أنت يكفيك فخرا أنك إبن خالد السويسي ... دا أنت المفروض تمشي فرحان طول عمرك عشان أنا أبوك

تعالت ضحكات حسام يحرك رأسه بالإيجاب يصدق علي كلمات والده ... عادا معا المطعم ليعاود كل منهما الجلوس إلي مقعده ... نظر الجميع في دهشة إلي حسام التي تغزو ابتسامة واسعة شفتيه ... غمز زيدان لحسام خفية كأنه يخبره أن كل شئ يسير حسب الخطة المتفق عليها ... لتتوسع ابتسامة حسام لف ذراعه حول كتفي سارة يقربها منه يهمس لها بصوت خفيض عابث :
- اخيرا هنطلع شهر العسل ... يا سعدية يا سوسو

قطبت سارة ما بين حاجبيها تنظر لحسام مدهوشة هم أساسا في شهر العسل ماذا يقصد حسام بكلامه ... في ذلك الغداء اللطيف تصرف الجميع بتلقائية ... حتي لا يشك أي منهم في الآخر ... اكثر مشهد عبثي حدث حين ازاح خالد أكمام قميصه للخلف بشكل عشوائي ... يخلي الأسماك عن اشواكها ... يضعها في طبق لينا التي تنظر له محرجة مما يفعل ... لم تعد تلك الطفلة ابتسامة ابنتها الخبيثة التي توجهها إليها تجعلها تود أن تنشق الأرض وتبتلعها ... خالد منشغل في حديثه مع زيدان وحسام ويديه تعمل بسلاسة علي اخلاء الأسماك من الشوك ووضع الكثير منها في طبقها والبعض الآخر في فمها ... أمام الجميع دون أن يهتم !!! ومنذ متي وهو يهتم ... خالد هو خالد لن يتغير ابدااا ... انتهي الغداء الكارثي اخيرا .... توجهت لينا إلي سيارة خالد ستحبس نفسها في غرفتها الي أن ينتهي شهر العسل ... نظر حسام لزيدان كل منهما للآخر ليحرك كل منهم رأسه بالإيجاب وكأنه فهم علي الآخر ... توجه الجميع إلي سيارتهم ...قبل أن يدير خالد محرك السيارة شقت سيارتي حسام وزيدان الطريق في الإتجاه المعاكس لاتجاههم ... قطبت لينا ما بين حاجبيها تنظر لما يحدث مدهوشة نظرت لخالد تتمتم في ذهول :
- هو في ايه ؟!
في حين ابتسم خالد في خبث يحرك رأسه متستمعا الحمقي سيتمتع كثيرا بما سيفعله بهم 

علي الطريق تشق سيارات الشباب الغبار بسرعة البرق ... نظرت لينا ناحية زيدان سريعا تسأله مدهوشة :
- زيدان في اي إنت بتجري كدة ليه وبعدين احنا مش هنرجع القرية 

حرك رأسه بالنفي بعنف يبتسم باستمتاع حقيقي انتفخ صدره يعتد بانتصاره يتمتم بزهو :
- قرية مين لا طبعا ... دا أنا والواد حسام اتشقلبنا لحد ما عرفنا نخلع من ابوكي ... 

سألته بعينيها قبل أن تفعل بشفتيها ليجيب هو سؤالها قبل أن تقوله :
- فاكرة في المطعم لما حسام كان شكله متضايق 
حركت رأسها بالإيجاب لتتسع ابتسامته يكمل :
- أنت عارفة ابوكي ما حدش يقدر يقوله لاء .. اتفقنا أنا وحسام أنه يعمل متضايق لما يروح المطعم عشان اخرج ابوكي منه .. فاكرة لما قومت اعمل تليفون كنت بأكد الحجز ... لما ادينا الشنط لعمال الفندق عشان يحطوها في الأوض اديناهم شنط فاضية ... 

توسعت عيني لينا في دهشة لم تستطع أن تخفي تلك الابتسامة الواسعة من ثغرها مساكين حقا والدها سيطحن عظام الجميع !!

في سيارة حسام رفع كفيه لأعلي يتنهد بارتياح يغمغم بتلهف :
- الحمد لله يارب الحرية أخيرا ... دا كان هيبقي شهر عسل أسود 

نظر بجانب عينيه ليجد سارة تنظر له مدهوشة لا تفهم ما يحدث ... ليضحك بخفة سيخبرها كل شئ حين يصلوا أن وصلوا ؟!
في اللحظة التالية رن هاتف حسام برقم والده حمحم يفتح الخط بعد لحظات ليجد أن المكالمة ثلاثية بينه وبين والده وزيدان ... صمت قصير للغاية قطعه ضحكات خالد الساخرة وهو يتشدق مستمعا :
- مبروم علي مبروم ما يرولش يا بهوات .. انتوا فاكرني صدقت الفيلم الهابط اللي عمله حسام باشا ... ابقي خلي بالك بعد كدة يا زيدان عشان انعاكاسك وأنت بتغمز لحسام كان ظاهرلي في الشباك ... آه نسيت اقولكوا يا حبايب ... الشنط اللي معاكوا هي اللي فاضية .... في كمين عند الكيلو 200 أنا اللي مبلغ عنكوا .... انكوا معاكوا مخدرات ... لاء ومش كدة وبس خالد السويسي بيضحي أنا حاططلكوا كيسين دقيق في العربيات علي ما بيثبتوا بقي أنه دقيق تكونوا بيتوا ليلتين تلاتة علي البرش ... سلام يا حبايب بابا هبقي اجي القسم أخد لينا وسارة 

وأغلق الخط ليخرج من المكالمة في حين شحب وجه حسام فرت الحياة منه رفع وجه للسماء يغمغم بحرقة :
- أنا مبتلي ... لف يا باشا وأرجع ... واستحمل بقي اللي هيجرلنا !!
___________________
أنه الجمعة صحيح يوم عطلته أخيرا له كامل الحق في أن يأخذ قسط راحة طوويل ولكنها حقا قلقة عليه ... في الليلة الماضية عاد قرب الفجر ملامحه حزينة مجهدة تعبة .. حين حاولت الاطمئنان عليه أخبرها أنه فقط مجهد من العمل ... باتت تعرفه حين يكذب وهو كان يكذب ... توجه إلي غرفة النوم ومن وقتها وهو نائم وكأنه يهرب في النوم من شئ ما ... حتي صلاة الجمعة حاولت إيقاظه ولكنه لم يستجب سوي بهمهات متعبة لم يفتح مقلتيه حتي .... نظرت لساعة الحائط الصغيرة اقتربت صلاة العصر وهو إلي الآن لم يستيقظ ... نظرت لملك الصغيرة التي تؤرجحها علي ساقيها برفق ابتسمت لها .. حين تراها تشعر بقلبها يدق بعنف تلك الفتاة ابنتها تشعر بها في كل جزء من روحها ... حملتها برفق بين ذراعيها تحادثها مبتسمة :
- تعالي نروح نصحي بابا عشان يلحق يصلي الضهر قبل ما العصر يأذن 

تحركت بصحبة الصغيرة ... دخلت إلي غرفة نومهم لتري مراد نائما علي ظهره ملامح وجهه منقبضة وكأنه يصارع كابوس بشع جبينه يغرق في العرق ... اقتربت منه قلقة لتراه يحرك رأسه بالنفي بعنف يتمتم بهذيان :
- سامحني يا جاسر .. سامحني يا صاحبي ... لاء ما تمشيش ... جاسر سامحني يا جاسر 

حركت روحية برفق تمسح علي شعر مراد وهو نائم ليتوقف عن هذيانه وضعت الصغيرة جالسة فوق صدره تمسك بها برفق حتي لا تقع تعالت زقزقات الصغيرة حين رأت والدها ... لتندفع بجسدها الصغير إليه سقطت نائمة علي صدره يسيل اللعاب من فمها يغرق وجهه ... لتضحك روحية عليهم بخفة ... مدت ملك يدها تجذب شعر ذقن والدها تحاول خلعه تقريبا ... لم تجد منه استجابة ايضا لتصيح عالي لم يفهم منه حرف واحد ولكنها تبدو غاضبة من تجاهل والدها ... فتحت مراد مقلتيه في تلك اللحظات ينظر لصغيرته التي ابتسمت ما أن أستيقظ تحاول أن تضع أصابعها في عينه ليهب جالسا يحملها بين ذراعيه كشر قسمات وجهه يحادثها حانقا :
- ريالة وهريتي وشي وعمالة تشدي في دقني وتزعقي فيا ... ودلوقتي عايزة تدخلي صوابعك في عيني 

بدأت الصغيرة تصيح بلغة غريبة مضحكة لتتعالي ضحكات مراد حملها بين كفيه يقذفها لأعلي قليلا لتتعالي ضحكات الصغيرة ايضا في حين شهقت روحية مذعورة اندفعت ناحيتهم تأخذ الصغيرة منه تتمتم مذعورة :
- لا يا مراد ما تعملش كدة أنا شوفت دكتور في التليفزيون بيقول أن الحركة دي خطر جداا علي الأطفال ...  
ابتسم ارتسمت ابتسامة كبيرة واسعة علي شفتيه ... لم يكن يظن أبدا في أسعد أحلامه أن يحظي بزوجة وطفلة ومنزل سعيد دافئ جميل ... أحلامه أجمع كانت تتمحور حوله هو فقط الآن فقط عرف سعادة الحلم وسط الأسرة ... أحلامه الآن تختلف تماما عن سابقها ... يحلم كيف يجعل الجميع سعداء كيف يرتقي في عمله ... يجمع النقود لشراء منزل أوسع في منطقة أخري غير هذه يحلم بالكثير ويعزم علي تحقيق أحلامه أجمع .. هو يثق أن المولي عز وجل سيساعده .. فأحلامه الآن نبيلة شريفة سيسعي إليها بكل السبل الحلال الممكنة ..توجهت عينيه ينظر لروحية وهي تبدل الحفاض الخاص بالصغيرة ...تضعها علي الفراش ... رفعت عينيها تنظر له لتري عينيه اللامعة ... نظراته الهادئة رغم ذلك رأت غيوم الحزن تختبئ خلف مقلتيه ... أرادت حقا أن تسأله ما به الا أنها تراجعت تحادثه سريعا :
- مراد العصر قرب يأذن وأنت لسه ما صلتش الضهر

توسعت حدقتيه ليقفز من مكانه يهرول ناحية المرحاض ...توضأ يفترش سجادة الصلاة أدي صلاة الضهر ... حين انتهي اغتسل يبدل ثيابه وقفت خلفه وهو يمشط خصلات شعره يرش بعض من عطره ... رفعت يدها تضعها علي كتفه لتتحرك مقلتيه ينظر لها من خلال سطخ المراءة ابتسم لها لتتنهد تهمس قلقة :
- مالك يا مراد من ساعة ما جيت امبارح وأنت شكلك متضايق ، زعلان ... حصل حاجة 

أغمض عينيه يحرك رأسه بالنفي وضع الفرشاة من يده التفت لها يرسم ابتسامة علي ثغره يردف بمرح باهت :
- ابدا منفوخ في الشغل بس ... أنا هلحق العصر في الجامع وهروح المحل شوية ... عايزة حاجة اجبهالك وأنا جاي

لم تقتنع بإجابته ولكنها ابتسمت تحرك رأسها بالنفي تنهدت تهمس له بخفوت :
- عايزة سلامتك

ابتسم يتحرك للخارج وقف عند باب الغرفة التفت لها ينادي باسمها التفتت له لتتوسع ابتسامته يردف :
- عايز صينية بطاطس بالفراخ من ايديكي الحلوين دول بتعمليها قمر زيك 

أخجلها أحمرت وجنتيها تحرك رأسها بالإيجاب ليلوح لها وداعا ... أخذ طريقه لأسفل ... في حين جلست هي علي حافة الفراش تفكر في حاله منذ أن قابلته اول مرة في المخبز وتشاجرا إلي أن انتهي بهما الأمر في منزل واحد ... لن تنكر مراد مساوئه كثيرة معها ولكنها حقا يحاول بجد أن يعوضها عن كل ما فات ... مدت يدها تداعب خاتم زوجها من الذهب الأصلي صدق مراد حين توفرت معه النقود أخذها الي اقرب محل لبيع الذهب الأصلي واشتراه لها اسمها محفور علي إطار الخاتم من الداخل ... ارتسمت ابتسامة صغيرة باهتة علي شفتيها كانت تظن قديما أن نهايتها الحتمي الانتحار من قسوة ما تلاقي من لطمات الحياة ... لم يعرف قلبها معني السعادة قبلا ... حقا لم تعرف مسبقا معني الضحكات سوي بضحكات الصغيرة ملك ... معني الحنان سوي بحنان السيدة منيرة لها ... معني الحب !! ... قلبها يدق بشكل غريب حين تري مراد حين يغازلها بكلامه حين يمتدح أي شء تفعله .. هل تري أحبته ... تنهدت بقوة ترفع رأسها لأعلي لتقع عينيها علي ورقة النتيجة التي تخبرها ما اليوم الذي هم فيه ... قطبت ما بين حاجبيها تعد علي أصابع يدها لتتوسع عينيها في دهشة تنفي برأسها فغرت فاهها ... هرعت إلي المرحاض تمسك اختبار الحمل الهدية التث جلبتها لها منيرة مع ابتسامة واسعة :
- جبتلك البتاع اللي بيعرفوا منه هي حامل ولا لاء ... يومين والاقيكي بتقوليلي أنا حامل 

مرت دقائق تنظر لسطح الشاشة بترقب لحظة تليها أخري إلي أن تلون السطح بخطين من اللون الأحمر ... وضعت يدها اليسري علي فمها تكبح شهقتها ... في حين بسطت اليمني علي بطنها ... هل حقا ينمو الآن بين احشائها طفل .. طفلها هي ومراد 
_______________
في المستشفى ... في غرفة تالا ... استيقظت أخيرا رغم أنها خاضت ألم المخاض من قبل تعرفه جيدا ... الا أنه حقا بشع مؤلم يحرق الروح يفتت الجسد ... كم حاولت أن تظل صامدة حتي لا تُفسد زفاف ابنتها ولكن للأسف انتهي بها الأمر تنهار من الألم تتمزق من شدته تصرخ من أعماق روحها ...حين فتحت عينيها عملت انها حقا نامت فترة طويلة للغاية ...تحركت رأسها تبحث عن طفليها زوجها ... لا أحد ... تأوهت متألمة استندت بكفيها علي سطح الفراش اعتدلت جالسة في لحظة دخول عمر وهو يحمل الطفلين ... ابتسمت وهو ايضا ... أدمعت عينيها حين سمعته يغمغم فرحا :
- ماما اللي في غيبوبة صحيت أهي ... 
ضحكت متألمة ليتحرك عمر بالأطفال ناحيتها أخذت أحد الأطفال منه تضمه لصدرها بحنو ... تنظر لعينيه البنية الشبيهه بعيني والده نظرت للطفل بين ذراعي عمر ... عينيه سوداء كعينيها هي ... رقص قلبها فرحا كل ذرة فيها تصرخ من سعادتها ألم المخاض اختفي أمام أمواج سعادتها الهادرة ... انهمرت دموع الفرح من مقلتيها نظرت لعمر تسأله بصوت مبحوح باكي :
- سميتهم ايه يا عمر 

مد يده الحرة يمسح ما سقط علي وجهها من دموع يزيح خصلاتها خلف اذنيها يتمتم مبتسما :
- اللي علي دراعك سميته محمود علي اسم أبويا ... أما الأستاذ دا سميته حسام ...جوز بنتك كان هيتشل لو ما سمتهوش علي اسمه

ضحكت تالا بخفة ...تحرك رأسها بالإيجاب علي الرغم من أنها كانت لا تطيق ذلك الفتي في بداية تعارفهم ولكنه حقا أثبت العكس بمواقفه ..بحبه الكبير لابنتهم ... نظرت لعمر حين سمعته يحادثها .. حين رفعت وجهها رأت ابتسامته الكبيرة عينيه اللامعة هناك تري دمعات في مقلتيه ليتحدث بصوت خفيض متوتر :
- نفس فرحتي بسارة وسارين لما اتولدوا ... كان نفسي يبقي ليا ذكريات معاهم وهما أطفال ... الحمد لله مش هنفكر في اللي فات .. رجلي علي رجلك في كل لحظة من هنا وجاي ... مش هتبعديني عنهم هما كمان يا تالا صح

انهمرت دموعها تحرك رأسها بالنفي بعنف تخبره كم هي آسفة نادمة وضعت الصغير علي قدميها لترتمي بين أحضان زوجها تشدد عري عناقه شهقت باكية تغمغم بصوت مختنق :
- سامحني يا عمر ... أنا آسفة ... أنا

قاطعها حين أبعدها عنه وضع كف علي فمها برفق يحرك رأسه بالنفي يردف مبتسما :
- ما تتأسفيش يا تالا ...أنا اللي المفروض اتأسف ... أنا غلطت وغلطي أنا أكبر ... بس خلاص دا كله ماضي مش هيرجع تاني ... من النهاردة حياتنا هتبقي زي الضفيرة مترابطة عشان ولادنا سارة وسارين وحسام ومحمود ... أنا فرحان أوي يا تالا فرحان لدرجة أن أنا عايز اصرخ من فرحتي 

قبل أن يردف بحرف سمعا دقات علي باب الغرفة ... ربما الممرضة ما أن سمع للطارق حتي صدح صوت غاضب حانق يصيح مغتاظا :
- لاء دا مش عدل يعني ايه يسمي حسام علي اسم جوز سارة وما يسميش عثمان علي اسمي 

صاح بها عثمان مغتاظا وهو يدخل إلي غرفة تالا في المشفي يحمل باقة ورد وعدة علب هدايا ... وسارين تلحق به تحمل حقيبة ملابس لوالدتها والصغار ... قام عمر ما أن رأي ابنته فتح عثمان ذراعيه حين رأي عمر يقترب منه يغمغم مبتسما :
- عمي حبيبي بالأحضان يا أبو العيال
تجاوزه عمر وكأنه غير موجود من الأساس مما أعطاه شعور بأنه هواء لا يُري ... اقترب عمر من ابنته يعانقها بقوة يتمتم سعيدا :
- حبيبة قلب بابا من جوا منورة الدنيا يا سيرو ... تعالي يا حبيبتي شوفي إخواتك

امسك كف يدها يجذبه معه إلي فراش والدتها ليعطيها حسام الصغير تحمله بين ذراعيها بحرص .... ليكتف عثمان ذراعيه أمام صدره يغمغم ساخرا :
- هذه لوحة ... هو أنا شفاف ولا ايه 

ضحكت تالا بخفة أشارت له بأن يقترب ليضع ما في يده علي طاولة صغيرة ... اقترب منهم لتعطيه تالا الصغير يحمله بين ذراعيه تحادثه :
- عقبال ما اشوف عيالكوا إنت وسارين يا حبيبي 

نينيننيني .... سخر منهم عمر لينفجر الجميع في الضحك ... اقترب عثمان من سارين وهو يحمل الصغير وقف جواره ينظر للرضيع في يدها ابتسم يغمغم لها عابثا :
- عقبالنا يا قمر ... 

احمرت وجنتي سارين خجلا ليحمحم عمر في خشونة اقترب يمسك بيد ابنته يجلسها جوار والدتها يحادثها مبتسما :
- تعالي اقعدي يا حبيبتي عشان رجلك علي ما توجعكيش ... 

ابتسم عثمان في مكر ليتحرك يجلس جوار عمر اعطي الصغير لوالدته يحتضن عمر يقبله يغمغم ضاحكا :
- وأنا كمان يا عمي عايز اقعد جنبك .. يا عمي يا حبيبي يا جد العيال 

مسح عمر خده بعنف ينظر لعثمان متقززا ... في حين يبتسم عثمان كطفل صغير عابث ...لحظات وتعالت ضحكات الجميع ... من مشاكسات عثمان وعمر التي لا تنتهي 
________________
 وصلت السيارتين أخيرا بعد طريق طويل هو قصير في الحقيقة ولكن كل منهم كان يقود علي أقل سرعة عل الليل يحل قبل أن يصلوا ... توقفت السارتين في المرآب الخاص بالقرية السياحة نزل كل منهم يمسك بيد زوجته يلتف كل منهم حوله وكأنه لص محترف علي وشك أن يُقبض عليه ... تحركا إلي صالة استقبال القرية ليتنفسوا الصعداء حين لم يجدوا خالد في انتظارهم جذب كل منهم يد زوجته يجذبها خلفه سريعا إلي عرفتهم ليتصنموا فجاءة حين خرج خالد من المصعد أمامهم يبتسم في خبث ما أن رآهم ... اشار لهم يأصباعيه السبابة والابهام أن يلحقوا به ... لينظر كل منهما للآخر في هلع ... تحركا خلف خالد تلك غرفة حسام الذي يقف أمامه رجلين ضخام الجثة يحرسان الباب ... اقترب خالد يمسك يد ابنته في أحدي كفيه وسارة في الكف الآخر ... اشار للحارسين ليفتحا الباب ادخلهم خالد إلي الغرفة يغلق الباب عليهم نظر للحارسين يحادثهم آمرا :
- لا حد يدخل ولا يخرج مفهوم

التفت خالد ناحية زيدان وحسام يشير لهم من جديد أن يتبعاه إلي حيث غرفة زيدان لا يوجد حارسين هنا .. دخل خالد اولا يجلس علي أقرب مقعد قابله يضع ساقا فوق أخري انثنني جانب فمه بابتسامة ساخرة يردف متهكما :
- بتستغفلوني دا أنا خالد السويسي .... أنا أغفل بلد منكوا ... عقابا ليك يا كلب أنت وهو علي اللي عملتوه هتقعدوا هنا وشكوا في وش بعض ولما يجيلي مزاج ابقي رجع لكل واحد مراته ...ما تحاولوش تروحوا اوضتهم أنا مدي الجارد أمر أنهم يضربوا الأول وبعدين يسألوا ... 

توسعت عيني حسام فزعا كاد أن يصرخ أن ما يحدث ظلم ... وافتراء إلا أن زيدان شد علي يده يخبره أن لا يتحدث .... القي خالد عليهم نظرة اخيرة شامتة قبل أن يخرج من عرفتهم صافعا الباب خلفه ...ليصرخ حسام في غيظ :
- لاء بقي دا ظلم وافتراااا ... اييييه أنا عايز مراتي والله اصورلكوا قتيل هنا

ابتسم زيدان ساخرا يلقي بجسده علي الفراش يتابع فقرات حسام الفلكورية وهو يصرخ كالهنود الحمر  
______________
في الحارة جلس مراد علي مقعد صغير داخل المحل تشرد عينيه في الفراغ ... يتذكر كلام أمام المسجد :
- بص يا ابني من كلامك أن صاحبك مش عايز 
يسامحك واضح انك اذيته أوي ... ادعي ربنا ان يصفي من ناحيتك وحاول مرة واتنين وعشرة ... والأهم أنك تاخد من اللي حصل عبرة وما تأذيش حد تاني يا ابني اذية العباد مش سهلة ...كسر الخواطر بشع يا إبني ربنا يصلح حالك

تنهد بحرقة يحرك برأسه بالإيجاب سيحاول مرارا وتكرارا إلي أن ينال سماح صديقه .. خرج من شروده وابتسامة واسعة تعرف طريقها لثغره حين رأي سيارة أخيه تقف أمام منزلهم ... أدهم هنا بعد غياب طويل قام من مكانه يخرج من المحل خرج أدهم من سيارته توجه ناحية يعانقه بقوة يردف ضاحكا :
- أبو ملك الغالي واحشني يا جدع والله 
ضحك مراد يصدم أدهم علي رأسه بخفة يردف حانقا :
- بقي يا ندل شهر كامل ما نشوفش خلقتك 

ابتعد أدهم عن مراد يمسد رأسه برفق كشم ملامحه كطفل صغير غاضب يتمتم ضاحكا :
- يا جدع برستيجي قدام مراتي مش كدة ... وبعدين ما أنت عارف سحلة الشغل ...كان عندنا صفقة ويا دوب خلصت الأربع قضيت الخميس كله نوم وقولت اقوم اجيلكوا النهاردة ..قولي اخبار جدتي وروحية وملك ايه

ابتسم مراد يربت علي كتف يغمغم :
- ربنا يعينيك ... كلهم كويسين يا حبيبي ... تعالا يلا نطلع 

حرك مراد رأسه بالإيجاب ليتوجه ناحية السيارة يحمل عدة حقائب طُبع عليها اسم محل مشهور رفعهم في وجه مراد يردف ضاحكا : 
- بما اني جيت علي فجاءة قول نتغدي كلنا سوا جايبلك شوية كفتة انما ايه خيال 

أعطي الحقائب لمراد ليضحك الأخير يردف ساخرا :
- كل أنت يا مراد الكفتة بتاعتك أنا هاكل صينية البطاطس بالفراخ اللي مراتي عملاها 

توسعت عيني ادهم قليلا ليضحك مراد علي منظره أخذ طريقه لأعلي يردف ضاحكا :
- هات منيرة ومراتك وحصلني يالا 

صاح أدهم سريعا قبل أن يغيب مراد عن انظاره :
- مررراد علي الله تيجي جنب صينية البطاطس أنا بقولك أهو

ضحكت مايا بمرح حقيقي علي ذلك المشهد الغريب بين أدهم وشقيقته حمل أدهم علب الحلوي من السيارة ليمسك بيدها يصعدان إلي منزل جدته

في الأعلي في منزل مراد ... فتح باب المنزل بمفتاحه الخاص ... لترتطم في أنفه رائحة طعامها الشهي وضع الحقائب من يده علي الطاولة ... يتحرك ناحية المطبخ ليراها تخرج صينية الدجاج المميزة حمحم بخفة حتي لا يُفزعها ... التفتت له تبتسم في ارتباك تغمغم متوترة :
- حمد لله علي السلامة أنا خلاص خلصت الأكل خمس دقايق وهحطه

ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب اقترب منها أكثر فأكثر كل خطوة منه للأمام تتبعها خطوة منها إلي الخلف الي أن ارتطم ظهرها بحافة حوض المطبخ ... نظرت له متوترة خجلة في حين كان هو يبتسم في عبث ... اقترب خطوة أخري لتغمض عينيها خجلا شعرت به يرفع يده لأعلي ... نظرت لما يفعل لتجده يلتقط عدة صحون من أعلي نزل بأنظاره إليها يغمغم مبتسما :
- أدهم ومراته تحت .. وهيطلعوا دلوقتي مع منيرة هنتغدي كلنا سوا روحي إنت غيري هدومك وأنا هحط الأكل

حركت رأسها بالإيجاب سريعا لتهرع إلي خارج المطبخ دخلت إلي غرفتهم وضعت يدها علي قلبها تلهث بعنف ذلك المراد يعبث علي أوتار قلبها ببراعة عازف محترف ... وضعت يدها علي بطنها تبتسم كانت ستخبره بعد الغداء عليها الآن الإنتظار قليلا ... توجهت سريعا تبدل ثيابها بجلباب بيتي من اللون الأصفر الداكن وحجاب أبيض به ورود صفراء ... بدلت ثياب الصغيرة ايضا لفستان وردي جميل ... خرجت من الغرفة تحمل الصغيرة علي ذراعها لتري مراد قد صف الطعام علي الطاولة بنظام جميل ... ابتسمت سمعا صوت دقات الباب ليتوجه مراد يفتحه يحتضن شقيقه من جديد دخل مراد بصحبة زوجته ومنيرة ...اطلق أدهم صفيرا طويلا يعبر عن إعجابه حين نظر لطاولة الطعام يردف مبتسما :
- ايش ايش ايش ... دا الجمال عدي الكلام عن صينية الفراخ ايه العظمة دي

ضحك مراد عاليا يلف ذراعه حول كتفي روحية يغمغم في زهو :
- ما تعرفش أنت تعمل صينية البطاطس دي عمايل ايدين روحية

ابتعدت روحية خجلة عن مراد اقتربت من مايا تعانقها بقوة لتأخذ منها مايا الصغيرة تداعبها بين أحضانها بعد سلام قصير التف الجميع حول مائدة الطعام الصغيرة ... نظرت مايا لروحية تردف مبتسمة :
- لاء حقيقي فعلا صينية البطاطس حلوة اوي ممكن تبقي تقوليلي بتعمليها ازاي

ابتسمت روحية في ود تحرك رأسها بالإيجاب سريعا ... 
نظر أدهم لصديقه ابتسم يشاكسه :
- ما تاكل يا أبو ملك ... اكلتك قلت خالص كلت نص الأكل بس 

ضحك مراد عاليا يلاعب حاجبيه عبثا يغيظ شقيقه كأنهم أطفال ... لتردف منيرة في تلك اللحظة توجه حديثها لادهم :
- طب هو وبقي أبو ملك ... أنت بقي مش ناوي تبقي أبو حمزة ولا مبلط في الخط كتير والله بالشبشب علي وشك 

غص أدهم في طعامه في حين انفجر مراد ضاحكا ينظر لشقيقه شامتا ليذق قليلا مما تفعله منيرة به ... احمرت اذني أدهم حانقا يحادث جدته :
- يا تيتا برستيجي قدام المدام بقي في الأرض خالص

نظرت منيرة له ساخرة لتتوجه برأسها ناحية مايا تحادثها في تهكم :
- بت يا مايا ابقي هاتي البتاع دا اللي اسمه برستيجه من الأرض وحطيه في كيس وادهوله 

لم يستطع اي منهم كبح ضحكاته حتي أدهم نفسه انفجر ضاحكا علي كلمات جدته ... سهرة سعيدة ضاحكة لن يشوبها شئ 
__________________
في المطعم الخاص بجاسر القابع أمام منزله هو وسهيلة في غرفة المكتب يجلس جاسر علي سطح مقعده يستند برأسه إلي ظهر المقعد يغمض عينيه ظهور مراد من جديد في حياته أعاده لذكريات قديمة لهما وهم أصدقاء حقا أصدقاء ... قبل أن يملئ الحقد قلب مراد ... قبل ان يعميه الطمع ليطعن صديقه في قلبه بلا رحمة ... تنهد بقوة يمسح وجهه يرغب بشدة في أن يسامح مراد ولكن عقله وقلبه يرفضان رفضا قاطعا ليس بعد كل ما فعله لا مستحيل .. إن توقف الأمر عليه كان سيسامحه ... ولكن إقحام شقيقته الصغيرة محاولة الإعتداء عليها وتدنيس شرفها وشرفه لالا لن يسامحه إطلاقا ... تنهد بعنف يزفر أنفاسه اعتدل جالسا حين سمع دقات علي باب المكتب دخلت سهيلة تدفع برفق جعلة للرضع يرقد فيها طفلهم الصغير .. ابتسم ما أن رآهم قام من مكانه يتوجه لسهيلة يعانقها بقوة يستند بجسده الخائر القوي علي روحها علها تُعينه ... رفعت سهيلة يديها تضم رأس جاسر إليها تسأله قلقة :
- مالك يا جاسر ... أنا واثقة أن في حاجة متضايقاك من ساعة ما جيت تاخدني من عند بابا الصبح وأنا حاسة أنك متغير .. مالك يا حبيبي فضفضلي 

زفر أنفاسه المختنقة يحرك رأسه بالإيجاب هو حقا بحاجة لأن يخرج ما يجثم علي صدره تنهد بعنف امسك بيدها يجذبها معه لتجلس علي الأريكة الكبيرة في غرفة مكتبه وضع رأسه علي قدميها يخبرها بكل ما فعله به مراد وهي فقط تسمع ... شعرت بأنه يبكي وهو يتحدث ولم تُعقب تريده أن يخرج كل ما يجيش يصدره يزعجه الي أن انتهي أخبرها بما فعله به صديق العمر كاملا انتهاءً بما حدث له الليلة الماضية رفع وجهه ينظر لها ليراها تبكي في صمت تضع يدها علي فمها ... اعتدل جالسا لترتمي بين ذراعيه تشهق في البكاء تعاتبه :
- حرام عليك اغمي عليك إمبارح في الشارع وكان في ناس عايزة تأذيك

توسعت عينيه في ذهول حقا بعد كل ما قاله لم يلفت انتباهها سوي تلك الجملة فقط يكاد يجب منها قلقاسته الحمقاء ... ابتسم يحرك رأسه يأسا يمسح علي حجابها برفق ... لحظات إلي أن هدأت لتبتعد عنه تمسح وجهها بكفيها حمحمت تحادثه مترفقة :
- أنا عارفة أن اللي عمله فيك صعب ... صعب أوي يا جاسر ... بس أنا واخده بالي أنك عمال تقول علي موافق حلوة بينكوا إنت مش ناسيه يا جاسر ... أنت بس موجوع أوي من خيانته ... لو مش عايز تسامحه دا حقك ... بس أنا عارفة أنك من جواك عايز كدة ... مش لازم حتي دلوقتي يا جاسر ... بكرة الأيام تثبتلك هو فعلا ندمان وعايزك تسامحه ولا بيقول اي كلام وخلاص 

ابتسم ... زوجته العاقلة ..... سهيلة حقا ابهرته بكلامها ... توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب جذبها لأحضانه يشدد علي عناقه يهمس لها بصوت خفيض شغوف محب :
- بحبك يا أحلي قلقاسة في عمري ... بحبك يا أم أحمد

ضحكت بخفة تشدد علي عناقه تهمس له بخفوته خجول :
- جاسر أنت أول وآخر حب في حياتي من وأنا عيلة صغيرة في ثانوي بتحب أخو صاحبتها بينها وبين نفسها ... كنت فاكرة أنه حب مراهقة بس ما كنش كدة ابدا ... كل ما يتقدملي عريس اشوفك أنت مكانه .. ما كنتش هقدر اتجوز واحد وأنا قلبي متعلق بيك

ابتعدت عنه لتندمج حدقتيها بمقلتيه ينظر لينابيع دموعها التي هطلت فجاءة تشهق في بكاء خافت : 
- كانت اسوء لحظات حياتي لما لقيت نفسي مجبرة اني اتجوز واحد تاني بسبب جدي كنت هموت حرفيا ... فكرت اموت نفسي ساعتها ... ليلتها فضلت اصلي وادعي ربنا كتتير .... أنت مش متخيل فرحتي لما لقيتك أنت العريس ... فاكر انا فضلت اعيط إزاي ... كنت حاسة اني بحلم

مدت يدها تمسح دموعها المتساقطة رسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها تضحك بخفة :
- كنت بتغاظ منك جداا بما بتقعد تقولي أنا زي اخوكي وانتي زي لينا ... كنت غبي اوي يا جاسر

ضحكت ليشاركها في الضحك لف ذراعه حول كتفيها يقبل قمة رأسها التحمت مقلتيها بعينيه يهمس لها بصوت خفيض عاشق :
- بحبك يا سهيلة 

فاض العشق من حدقتيها ابتسمت في اتساع تحرك رأسها بالإيجاب تهمس له :
- بحبك يا جاسر 

أصدر الصغير صوت عالي معترض كأنه يخبرهم الا تروني أنا هنا ... ضحك جاسر يتحرك يلتقط الصغير من فراشه يقبل وجنته الحمراء يحادثه ضاحكا :
- لاء مش بنحبك يا استاذ احمد يا مزعج 

في اللحظة التالية تبللت ثياب جاسر من حفاض الصغير توسعت عيني جاسر هلعا في حين انفجرت سهيلة في الضحك 
_______________
في منزل حمزة السويسي 
علي الأريكة تجلس بدور علي ساقيها سيلا الصغيرة تطعمها بخليط الأطفال والكبار معا ذلك الذي يدعي ( سيرلاك ) ... في حين أن خالد الصغير يمسك بطائرة لعبة يتحرك بها هنا وهناك يصيح بحماس طفولي :
- أنا طياار... لما اكبر هبقي طياار... فوووف

ضحكت بدور تراقب حماس صغيرها نظرت للساعة اقتربت من الثامنة أين حمزة للآن ألم تنتهي صفقتهم الرابحة يوم الاربعاء أين هو لما تأخر ... عدة دقائق وسمعت صوت الباب ها هو عاد ... اندفع خالد إليه ما أن رآه ليضحك حمزة بخفة يحمله علي ذراعه يداعب خصلات شعره يحادثه مبتسما :
- محضرلك حتة مفاجأة يا أستاذ خالد ... اطلع مع الدادة هتغيرلك هدومك وانزلي بسرعة

صفق الصغير بحماس يهرول لأعلي يلحق بمربيته ... تملصت سيلا من بين ذراعي بدور تنزل لأسفل تتحرك بخطي متعثرة ناحية حمزة الذي اقترب كثيرا لتصل إليه يحثها أن تقترب إلي أن وصلت اليه حملها بين ذراعيه يقبل وجنتها المنتفخة يردف بحنو :
- حبيبة قلبي يا سيلا 

ابتسمت بدور بدورها تتحرك ناحيته قطبت جبينها تنظر لما يحدث بعض الخادمات يتحركن الي الخارج ... علب حلوي كثيرة تدخل إلي البيت ... علي طاولة الطعام كعكعة عيد ميلاد كبيرة عليها صورة خالد الصغير والكثير من الحلوي تلتف حولها شهقت بدور متفاجاءة تضع يدها علي فمها أدمعت عينيها حين سمعت حمزة يتمتم بحنو :
- النهاردة عيد ميلاد خالد الصغير تم ست سنين ومع بداية الدراسة هقدمله في مدرسة انترناشونال هايلة 

نظرت بدور له متفاجاءة تذكر عيد طفلها والده نفسه لم يكن يذكر يوم ميلاد صغيرهم لم يقيم له حفل واحد منذ ولادته ... انهمرت الدموع من عينيها تهمس له ممتنة :
- أنا متشكرة أوي يا حمزة متشكرة اوي أوي علي كل اللي بتعمله عشاني أنت والولاد

ابتسم يحرك رأسه اقترب منها خطوتين يمسح بيده دموع عينيها يحادثها مبتسما :
- لحد امتي هفضل اقولك ما ينفعش تشكريني علي حاجة بعملها لمراتي ... وولادي دا واجبي ... حقكوا عليا ... ماشي يا بدور

حركت رأسها بالإيجاب سريعا تنظر له ممتنة في اللحظة التالية صدح صوت خالد الصغير وهو ينزل راكضا علي درجات السلم يصيح من سعادته نظرت له بدور لتراه يرتدي حلة طيار صغيرة علي مقاسه ... حتي تلك اللفتة الصغيرة لم يغفل عنها ... الصغير دائما يحلم بأن يصبح طيار فاشتري به حلة طيار في عيد ميلاده ... اندفع الصغير يركض ناحية حمزة يعانق ساقه يصيح فرحا :
- أنا بحبك يا بابا ... بحبك اووي 

ارجفت الكلمة قلبها فرحة صغيرها كل ما يحدث حقا اسعدها بشكل لا يوصف ها هي تقف علي رأس الطاولة جواره بينهما الصغير الذي يقف علي أحد المقاعد يغنون معا أغاني عيد الميلاد ... عينيها معلقتين بذلك الذي يقف علي الجانب الآخر بالقرب منها ... لم تندم حين وافقت علي الزواج منه لأجل أطفالها ما فعله لأجلها هي وأطفالها حقا لا يكفيه سنوات شكر 
اقترب حمزة من الصغير يقبل جبينه يحادثه مبتسما :
- شايف بدلة الطيار دي .... لازم تخليها هدف قدامك .. توصل لحلمك ... تبقي احسن وأشهر طيار ... مدني بقي ولا حربي ... أسمع كلامي كويس يا خالد ... خليك فاكره ... ماشي يا حبيبي

ابتسم الصغير يحرك رأسه بالإيجاب ليبعثر حمزة خصلات شعره يقبل رأسه حان وقت حلوي عيد الميلاد !
__________________
عودة الي منزل مراد ... في السمر الجميع هنا يجلسون علي الأرائك روحية ومايا ومنيرة سويا ... وادهم ومراد ... تتحدث النساء عن أحدث وصفات الطعام التي أعدها الشيف الماهر في التلفاز بالأمس في حين يتحدث مراد وادهم في أمور شتي ... مبارة كرة القدم ... المصارعة الحرة ... البورصة ... نظر مراد للساعة يحادث أخيه :
- بقولك ايه العشا اذنت بقالها شوية تعالا ننزل نصلي ... ونتمشي شوية 

أيد أدهم فكرة أخيه ليتوجهوا لأسفل ... ما إن أغلق مراد باب المنزل التفتت روحية لهم تنظر لهما في تردد للحظات تنهدت تهمس مرتبكة :
- ففي حاجة حصلت 

توجهت نظرات الفضول والترقب ناحيتها من مايا ومنيرة ابتلعت روحية لعابها الجاف فركت يديها في ارتباك تهمس متوترة :
- اا ... اأنا ... أنا حامل

شهقت منيرة متفاجاءة سرعان ما شقت ابتسامة واسعة شفتيها لتطلق زغرودة عالية في حين عانقتها مايا تهنئها سعيدة :
- مبروك يا رورو ألف مبروك ... حبيبتي أنتي طيبة وتستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا 

لكزت منيرة مايا بمرفقها في ذراعها لتتأوه الأخيرة تنظر لجدة زوجها في حيت امتصت الأخيرة شفتيها تتمتم حانقة :
- وانتي يا موكوسة مش ناوية انتي كمان تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا ... 

ضحكت مايا بخفة تمسد ذراعها بكف يدها الآخر ... زمت شفتيها ترفع كتفيها تبرئ ذمتها :
- أدهم مش راضي بيقولي انتي فاضلك سنة وتخلصي ما جاتش علي السنة دي ... اضربيه هو أنا ماليش دعوة
احتدت عيني منيرة تمسك بخفها المنزلي ستلقن حفيدها الاحمق درسا لن ينساه أبدا ما أن تراه ... قامت تمسك بيد مايا تجذبها معها ... :
- طب تعالي ننزل شقتي ... بت يا روحية ... روحي كدة اتشيكي والبسي عباية حلوة عشان لما مراد يجي تقوليله الخبر في وشه علي طول

ابتسمت روحية خجلة تخفض رأسها أرضا جذبت منيرة مايا رغما عنها معها لأسفل لتلوح الأخيرة لروحية قبل أن تغادر قصرا بصحبة جدة زوجها العجوز الوقحة ... تريد من احفادها أن يحضروا لها أحفاد ألم تكتفي باحفادها فقط ... 
__________________
علي صعيد آخر بعيد كتيرا في القرية السياحية ... لازال حسام ينوح يلتف حول نفسه يصيح أن ما يحدث ظلم جائر وأنه يريد زوجته الآن ... صاح زيدان به ما أن طفح به الكيل :
- ما تهمد بقي يا حسام صدعتني كفاية ولولة يا إبني جبتلي السكر 

وقف حسام أمامه ينظر إليه بأعين حمراء غاضبة ليصيح هو الآخر :
- ما هو اللي أيده في الماية ... بقولك إيه أنا هنفجر ... أنا عايز مراتي دلوقتي ... عايز اخش دنيا يا ناااااااااس 

ضحك زيدان ساخرا ليحاول الاتصال بوالدته مرة أخري اخيرا أجابت ليغمغم متلهفا :
- انتي فين يا ماما بقالي خمس ساعات بحاول اتصل بيكي

تثأبت لينا ناعسة تحاث زيدان بحنو :
- معلش يا حبيبي كنت نايمة والموبايل صامت ... خير يا زيزو ... أنت كويس يا حبيبي

زفر زيدان أنفاسه في ضيق يحرك رأسه بالنفي كأنها ستراه مثلا يحاول اللعب علي أوتار حنان الأم داخلها :
- لا يا ماما مش كويس خالص عجبك اللي خالي عمله دا ... دا شهر عسلنا يا ماما ... الواد حسام بدأ يتصرف تصرفات غريبة ... أنا خايف يتحرش بيا 

صاح حسام حانقا ... فاض به الكيل :
- دا هيحصل لو ما رجعتلويش مراتي

توسعت عيني زيدان في ذهول ليقلب حسام عينيه ساخرا يهمس له بأنه فقط يجاريه حتي يؤثرا علي لينا ... حمحم زيدان يحادث والدته قلقا :
- سامعة يا ماما ... بالله عليكي خلي خالي يرجع لكل واحد مراته بقي

لحظات صمت قليلة تبعها صوت لينا وهي تغمغم في ثقة :
- حاضر يا حبيبي سيبها عليا ... سلام عشان خالك هيخرج من الحمام دلوقتي ... الحق أكلمه

اغلق زيدان الخط مع لينا ينظر لحسام يبتسم في ثقة :
- ربع ساعة بالكتير وهتبقي في أوضتك ولينا هتيجيلي

رفع حسام كفيه لأعلي يدعو أن تنجح زوجة والده في إقناع أبيه ....

في غرفة خالد ولينا ... خرج خالد من المرحاض يجفف خصلات شعره بمنشفة صغيرة ابتسمت لينا في نعومة اقتربت منه ترفع يدها تجفف هي خصلات شعره بالمنشفة الصغيرة ... رفع وجهه لها وابتسم في عشق كعادته أبعدت المنشفة بعيدا تطوق رقبته بذراعيها تبتسم له ابتسامة ناعمة تردف بدلال :
- حبيبي خلاص بقي كفاية علي حسام وزيدان ... رجع لكل واحد مراته ... هما عيال وبيلعبوا ... 

حرك رأسه بالنفي ... لتشب علي أطراف أصابعها تطبع قبلة صغيرة علي وجنته تهمس له متدللة :
- طب وعشان خاطر لينا حبيبتك ... ما تنكدش عليهم في شهر العسل يا لودي ... يلا بقي عشان خاطري يا حبيبي ... والله ازعل أنا كدة ماليش خاطر عندك

طوقها بذراعيه يقربها منه أكثر ينظر بمقلتيها تنهد يهمس بولة :
- انتي عارفة انتي ليكي خاطر عندي ولا لاء ... وعارف أنك بتدلعي عليا عشان خاطر ولاد الكلب دول ... بس عشان خاطر عيونك هعملك اللي انتي عيزاه 

ابتسمت سعيدة تعانقه بقوة ... حادث الحارسين بأن يبتعدوا عن الغرفة ... في حين حادثت لينا زيدان تخبره أن خالد وافق ... ليهرع الشابين الي غرفة حسام تقدم حسام ليدخل فمن فئ الداخل شقيقته وزوجته ... اقترب من غرفة النوم ليجد لينا وسارة يناما في هدوء تام وكأن شيئا لم يكن عض علي شفتيه يغمغم حانقا :
- نايمين ولا علي بالهم واحنا هنتشل هناك

تقدم ناحية شقيقته يحملها بين ذراعيه وللعجيب لم تستيقظ ... ولكنه لم يتعجب فلينا نومها اتقل من حجارة الجبل ... تحرك بها ناحية زيدان الذي ينتظره خارجا ليدفعها إليه دون أن ينطق بحرف اغلق الباب في وجهه ليتنهد زيدان حانقا يشتم حسام في نفسه ... ابتسم في توسع حين نظر للينا النائمة بين ذراعيه ... من الجيد أنها نائمة بملابس السفر والا كان الوضع كارثي الآن ... تحرك بها إلي غرفتهم

في غرفة حسام دخل إلي الغرفة منها إلي غرفة النوم الملحقة بها رأي زوجته أخيرا استيقظت تجلس علي الفراش تفرك مقلتيها ناعسة توسعت عينيها تنظر له مدهوشة ما أن رأته تسأله بصوت متحشرج ناعس :
- ايه دا اومال لينا فين 

ارتسمت ابتسامة واسعة عابثة علي شفتي حسام دخل إلي الغرفة يغلق الباب خلفه .. تقدم من سارة التي تحركت سريعا من الفراش تتوجه ناحية المرحاض تغلق الباب عليها وقف حسام للحظات ينظر لباب المرحاض المغلق ليبتسم في خبث ... توجه ناحية باب الغرفة يفتحه يردف بصوت عالي :
- أنا هطلب العشا يا سارة 
اغلق الباب ليتوجه علي أطراف أصابعه يقف جوار باب المرحاض مرت عدة لحظات قبل أن تفتح سارة باب المرحاض فيختفي حسام خلفه ... اطلت سارة برأسها تبحث عنه لتتنهد بارتياح حين لم تراه ... ما كادت تتقدم خطوتين حين شعرت بأحدهم يحتضنها ... وصوته العابث يدوي جوار أذنيها :
- مفاجأة مش كدة .. بتهربي مني يا سوسو 

تنفست الصعداء للحظات تشير لنفسها ببراءة تحرك رأسها بالنفي كأنها تقول ببراءة شديدة أنا لا أفعل ... في حين توسعت ابتسامة حسام يردف ساخرا :
- ايوة ايوة مش انتي خالص يا بريئة ... بصي أنا هقولك كلمة واحدة 

التفت إليه تنظر له بفضول لتتوسع ابتسامته غمزها بطرف عينيه يغمغم في خبث عابث :
- لسه الإنسان جوا العالم طماع واناني ... طماع واناني وشهواني .. ايه علاقة الكلام دا باللي احنا فيه مش عارف

ضحكت سارة عاليا لتشهق متفاجاءة حين حملها بغتة بين ذراعيه يغمغم عابثا : 
- عارفة الفرق بين ال DNA وال RNA !!
___________
في غرفة لينا وزيدان .. توجه زيدان يضع زوجته برفق علي الفراش توجه إلي المرحاض يبدل ثيابه .. لتفتح لينا عينيها تبتسم في عبث .... قامت سريعا تأخذ حقيبة ثيابها إلي الغرفة الاخري ... بدلت ثيابها إلي فستان من اللون الاسود اللامع تسدل خصلات شعرها ... ها هو العشاء اتي ... وضعت ملمع للشفاه تحدد عينيها كل ذلك في لحظات سريعة قبل أن يخرج ... الي مشغل الموسيقي وضعت أسطوانة لاغنية فرنسية يحبها ... خرج زيدان من المرحاض ينظر لها وللغرفة مذهولا ينظر لساعة الحائط لم يغب في الحمام سوي خمس عشر دقيقة كيف استطاعت أن تفعل كل ذلك بتلك السرعة ... تقدمت لينا ناحيته تبسط كفها إليه تهمس له مبتسمة :
- ممكن ترقص معايا 

ضحك بخفة يشد يدها إليه يقربها منه يتحرك معها علي أنغام الموسيقي ينظر لحدقتيها مباشرة يتمتم عابثا :
- الموسيقي اللي بحبها وفستان أسود ومكياج وعشا ... لحقتي عملتي كل ده في ربع ساعة يا سوسة 

ضحكت بخفة ترفع رأسها لأعلي قليلا في غرور أنثي لتتعالي ضحكاته يرفع يده يبسطها علي وجنتها ابتسم يهمس لها سعيدا :
- عارفة يا لينا لما بشوفك بتتصرفي بحرية بانطلاق كدة بفرح أوي ... بجد بفرح بحيوتك وروحك المتمردة بفرح بتلقائيتك وجنانك ... أحسن ألف مرة من الصندوق بتاع زمان ... عاملة زي الطير الشارد مالوش دعوة بالسرب بيطير علي راحته ... بيرجع يفرد جناحه علي صدري ... عشه جوا قلبي ...  

توسعت ابتسامتها تنظر له في عشق يمتزج بامتنان لتترك يديه تلتف حول نفسها أمامه يتطاير حولها فستانها الاسود يتناغم مع حركاتها تتعالي ضحكاتها السعيدة في حين ينظر هو لها يبتسم دقات قلبه تتضارب تصرخ بعشقها 
____________________


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1