رواية خليل الروح الفصل السابع 7 بقلم مريومة

رواية خليل الروح الفصل السابع بقلم مريومة



' يا بني اقعد بجي ، عايز اقولك حاجة مُهمة بقالي كام يوم.

نطق بهذه الكلمات معتز وهو يوجه كلامه لمحمود الذي يمسك دُوف بيديه ويغني الاناشيد .

محمود ضاحكاَ:
' يا خوي سبني اتمرن عشان فرح الواد عمر.

معتز وهو يسحب منه الدوف :
' تتمرن علي إيه ياخوي ، اقعد دلوقت عشان نتكلم .

قال بضيق مُصطنع وهو يجلس :
'اهو ، قعدت ، قول اللي عايزه بجي.

معتز بهدوء :
'  هدخل في الموضوع علطول ، من غير لوع .

محمود بتأهب :
'  خير يا خوي ؟

' عايزين نجوزك !

محمود بفرحه:
' احلف كِده ! وأنا والله عايز اتجوز .

معتز برفعة حاجب:
' إيه السهولة دي يا واد ، في حد معين في بالك ؟

محمود بمراوغة:
' من غير لعب علي بعض ، إنتوا ماتقولوش نجوزك غير وفي فبالكم  واحده ، مين هي ؟

تنهد وقال:- مريم!

نظر له بعدم تصديق :
' مريم مين ؟ بت عمي ؟ مريم بتاعتنا.
' نعرف حد غيرها يعني.

احتلت الصدمة معالم وجهه لثواني، ثم استعاد هدوئه وقال بصدق :
' مريم ، ست البنات كلهم يا معتز ، وتتشال علي الرأس من فوق ...وأي راجل يتمني ضُفرها يا خوي .

رد معتز بابتسامه:
'  دي حاجة عارفينها يا محمود ، بس أنتَ بجي ؟

قال سريعاَ:
' متترفضش ، مريم متترفضش ابداً ، بس بالنسبالي هي بت عمي اللي بحكم تقارب سننا من بعض بحل ليها مشاكلها في المدرسة اللي كانت كل شوية تتشاكل مع حد ، وانا اروح للمدير بصفتي اخوها ، مريم غالية عندي كيف خيتي يا معتز .
سكت ثواني وقال :- هي تعرف؟

معتز سريعاً:
' لا لا ، ده اقتراح مننا كِده ، يعني هي بتتنا وإنت ابننا وقولنا نقترح عليك ، لو موافق ، نقولها .

اخد نفس وقال :
' لو مش في قلبي حد ! عمري ما كُنت أرفض ست البنات ..بس مش بيدي يا خوي ، وكويس إنها متعرفش حاجة عشان تفضل تتعامل معايا عادي .

معتز كان سيرد ولكن قاطعهم الجد من ورائهم :
' ومين في قلب حفيدي ؟
وقفوا احترماً لجدهم حتي جلس فجلسوا ايضاً

محمود بتوتر:- هو ..بص يا جدي ، مريم...

قاطعه الجد :- خيتك وبت عمك ، وانسي اي كلام اتقال 
عايز تتجوز مين يا واد !

لعب في شعره وهو يقول :- بت عمي هلال.

معتز بضحك:- بت خالتك ! أي واحده منيهم ؟ 

قال وهو وينظر لجده :- فيروز اللي قد مريم وصاحبتها .

الجد بضحك :- الواد منقي ومحدد هو عايز إيه .

محمود باحترام :
ء لا يا جدي ، حضرتك رأيك قبلي ، لو جولت لأ ، فالموضوع هينتهي من عندي .

الجد بمحبه :
' راجل يا ولدي ، وانا يهمني أنك تبقي سعيد ومرتاح ، وإنتَ مختار بت من بيت رجالة وحبايبي ، الليله هكلم ابوها ، بعد ما اقول لأبوك وعمك.

قال بسعادة ظاهرة علي وجهه وهو يقوم ويحتضن جده :
'  حبيبي يا كبير والله ، ربنا يخليك ليا ..أنا معاك في أي حاجة ، بس جوزني فيروز .

معتز بمرح :
'  هتتحالف مع العدو يا واد عمي ، فيروز مقاطعه.

نظر له محمود بقرف وهو يقول :
'  ربنا يستر علي عيالك ومايطلعوش بنفس دمك التقيل .

قال بضحك:- ده انا دمي مسكر .
' مين العبيط اللي ضحك عليك وقالك كِده ؟

' مرتي ، بس انتَ اللي حمار وعبيط 

محمود بمرح :- بتكدب عليك يا حبيب اخوك ، ماهي لازم تمشي دِنيتها .

معتز وهو يقوم :- طب ما تيجي نمشي اخرتك ..
وفي ثواني كان يُسرع في الجري ورائه وهم صوتهم يعلوا بالضحك .
.........................

"الحياة لا تُجامل أحدًا... تعطي وتأخذ، تفتح الأبواب وتُغلقها دون إذن. لكنّها دائمًا تمضي، ومن يُكمل معها بقلبٍ صابر، يفوز ولو تأخّر."

كتبت هذه الكلمات في دفتر يومياتها 
تُحب هذه العادة التي اكتسبتها مؤخراً ، تعشق التدوين وأن تكتب رسايل لذاتها كُل ليلة قبل أنا تستعد للنوم.

وبينما هي تغلق دفترها وتستعد لقراءة اذكارها قبل النوم ، سمعت دقات علي باب غرفتها .
° مين ؟ 

رد بمرحة المعتاد :- بتاع الملامين ، أنا ياختي .
قالت بضحك :- ادخل يا مارو.

دخل وقفل ورائه الباب  وقال بزهق
' أنا مدايق وجعان .

ردت ضاحكة :- مدايق ولا جعان ؟، اختار حاجة عشان نعرف نحلها .

قال وهو يجلس بجوارها
' جعان فمدايق اني جعان ومحدش صاحي يأكلني .

فهمت غرضه فقالت بلامبالاة:- طب روح حل مشاكلك بعيد عن دماغي ، يلا عشان عايزة انام .

قال بدراما :- وتسيبي مارو جعان ؟ جلبك بجي قاسي عليا من يوم ما بقيتي بتقبضي بالدولار.

ضحكت بصوت عالي وقالت :- إنتَ جاي تقر عليا ولا إيه ؟.

اكمل ما يفعله:- بس بس ، جلبي غضان عليكِ.
قالت بضحك : وإيه يرضي جلب مارو؟

رد سريعاً :- ساندوتشين بانيه متحمرين ومقرمشين كِده ، والف دولار 

شهقت وهي تقول :- الف إيه يا عنيا ؟ حد جالك مريم بتتاجر في المخدرات .

' خلاص اقفلي بؤقك دِه ، بلاها الاف دولار ، اعمليلي البانية .

نظرت له لثواني وقالت :- صعبت عليا ، انزل خرج البانية من الفريزر وانا هلبس حجابي وانزلك .

قال وهو يسرع نحو الباب:
' روحي يا بت حسن ، ربنا يكرمك بعيال سُكر زيي .

نزل وتركها تضحك علي كلامه وبعد دقائق ارتدت ملابسها واتجهت للمطبخ وجدته يقف امام الرخامه ويضع البانية امامه ويقول 
' حبيبي ياللي بتسد جوعي في اي وقت ؛ جولي اردلك جميلك دِه كيف؟

قال ضاحكة :ـ تبطل تاكله يا طفس وبِكِده يرتاح مِنِك .

نظر لها بابتسامه وقال:ـ شوفي يا ملكة؛ جولي زي ما تقولي واشتمي براحتك ، بس اعملي الجامد اللي قدامي ده .

بدأت في تجهيز الطعام بالفعل وهي تقول :
'  طب وطي صوتك عشان ماحدش يسمعنا ونتهزق من امنا ولا مرات خالي .

قال وهو يهمس :ـ اوامرك يا كبيره .

' بتعملوا إيه في الوقت دِه!
اتفزعوا من الصوت ووضعوا يديهم علي قلبهم في حركة تلقائية .
وجدوا ياسين يقف علي باب المطبخ ، اتجه نحوهم وهو يكرر كلامه 
' ساكتين ليه يا بني إنت وهي ؟ 

مروان بمرح :ـ ياخوي خضيتنا فكرناك امي وهتولع فينا .

ضحك وقال:
' وتولع فيكم ليه ، بتعملوا مصيبة إهنه ولا بتعملوا إيه في نص الليل ؟

مريم بهدوء :
'  بنعمل اكل عادي ، انتَ بجي بتعمل إيه إهنه في نص الليل؟ 

قال وهو يحرك يده في شعره :
'  بصراحة جوعت ،فقولت انزل اشوف حاجة اكلها .

كانت سترد هي ومروان ولكن قاطعهم من يدخلون 
وليد وحمزة بصوت واحد" واحنا كمان جعانين"! 

نظروا لهم لثواني ثم علا صوتهم بالضحك .
مريم وهي تضحك:
'  انا هنسحب من المعركة دي ، انتوا ناويين تدبسوني في الوكل بجي !

حمزة :
'  هنعمل معاكي يا رخمه بس بجد جعانين والله .

مروان ضاحكاً وهو ينظر لمريم :
'  اهو في ناس بتجوع في نص الليل عادي ، مش انا بس .

سكتت ونظرت لهم ، كانوا يقفوا بجوار بعضهم البعض مثل الاطفال الذين ينتظرون والدتهم لتصنع لهم الحلوي .
قالت :
'  إممم ، ماشي اعملكم وكل ، بس تساعدوني وحد يتصل علي سلمي تنزل تاكل معانا ، مانا مش هاكلكم وهي لا!

وليد باستعجال:
'  تلاقيها نايمة يا مريم ، اخلصي بجي .

قالت بتصميم:
'  لا من غير سلمي لا ، وبعدين هتكون صاحية ، اتصلوا بس عليها كِده .

' انا جييييت .
نظروا لها وهي تدخل بابتسامه وتقول 
' انا سمعت صوت وليد وحمزة وهما بيتكلموا في الطرقة ، فلبست وقولت انزل اشوف في ايه ، ولما نزلت سمعت صوتكم في المطبخ ، بتعملوا ايه؟ 

مروان وهو ياخذها ويحتضنها هي ومريم :ـ في إن اخواتي البنات السُكر ،هيعملوا ليا احلي سندوتشات بانية ، بس بسرعة هفرفر منكم .

قالت بسخرية :
'  إنتَ عالطول مفرفر من الجوع يا خوي ، بس نعمل .

مريم بهدوء وهي تعطيهم اوامر :ـ
حد يخرج العيش من الفريزر ، وحد يقطع خضار عشان بحبه ، وحد يشوفلنا كاتشب ولا اي صوص ، وحد يعملنا شاي بلبن عشان بحبه .

حمزة بضحك :ـ
' وانتِ هتعملي ايه يا فنانه؟

قالت بهدوء :ـ حط البانية في الاير فراير .
مروان و وليد بسرعة :ـ لااااا ، اير فراير لااا 

مروان :ـ حمريه في الزيت وخليه مقرمش .

قالت :ـ
مهو هيبقي مقرمش برضوا ، بس من غير زيوت يا مروان ، انا بحبه كِده

وليد باعتراض :ـ  واحنا مالنا بجي ، احنا بنحب الزيت يا ستي .

ياسين وهو يفض شجارهم:
ء  بس بس ، هنعمل نصه زي ما مريم عايزة ولانها ماينفعش تاكل حاجة فيها دهون كتير ، ونعمل شوية ليكم زي مانتوا عايزين .

وافقوه الرأي فقالت 
° بس انا مليش دعوه بالتحمير .

ياسين بضحك:
'  مصحينها ليها ، لما ملهاش علاقة باي حاجة ،انا هعمله خلينا نُخلص .

وبالفعل بدأوا يصنعون الطعام في جو ملئ بالدفء والمرح والخناقات المعتادة بينهم ، استمر الوضع لوقت ليس بالقليل ، وها هم الان يجلسون في ارضية المطبخ وامامهم الطعام .

مريم بحنان :ـ يا ولاه ازاي هاكل وثلاثي اضواء المسرح نايمين ومش معانا.

فهموا من تقصد ، اولاد عمتها الصغار الثلاثة الذي تتقارب اعمارهم من بعضهم البعض ؛ ولذلك تُسميهم ثلاثي اضواء المسرح  

فقال حمزه ضاحكاً:ـ هتاكلي يا مريم وهتنسي اساميهم حتي .

القت في وجهه حبة خضار وهي تقول 
' يا رخم ، طب اطلع صحيهم ياكلوا .

ياسين بهدوء:ـ هنصحيهم من نومهم يا مريم ! بكره ابجي اعمليهم لو حابة .
استحسنت كلامه ، وبدأت تأكل طعامها 
سلمي بضحك استغربوه:ـ احنا عيلة غريبة جوي ، يعني جدنا متجوز بت عمته ، وبوي وعمي كل واحد متجوز بت من بنات خالتهم ، وعمتنا متجوزة ابن عمها .

حمزة بمرح:ـ بنستخسر جيناتنا في اللي مش مننا .

ياسين هامساً:ـ عقبالي ما احافظ علي جينات العيلة .
لم يسمعه البنات ولكن الشباب نظروا له بشقاوة 

وليد هامسًا له بغمزة:ـ شكلك واقع يا خوي .

نظر له نظرة تحذير فسكت ، واكمل حمزة بنفس الهمس:
'  ما تجول لجدك بدل ما تلاقيه بيجوز البت للعريس اللي اتقدم .

قال بصوت مسموع :ـ مين اللي اتقدم ؟ ولمين ؟
الكل نظر له باستغراب ماعدا مروان ووليد وحمزة ، غمزوا لبعض بشقاوة 
فقال مروان بهدوء وعدم فهم مزيف:
'  مالك يا واد عمي ، ايه اللي حُصل ؟ 
لم ينتبه له ونظر ثواني للتي لا تفهم شئ حولها ،  ثم ترك المكان وذهب لغرفته 
هي باستغراب وقلق :
'  طب ايه اللي حُصل ، قولتوا ايه يدايقه كِده إنتَ وهو !

حمزة بلامبالاة :ـ
ولا حاجة ، هو بس افتكر حاجة كِده ، كمل وكل إنتِ .

نظرت للطعام ولم تعد تشعر بشهيه له ، كيف تأكل وهو لا؟ هي تجلس وتضحك وهو ذهب وعلي وجهه معالم الحُزن ! كيف يهدأ قلبها وقلبه ملئ بالبركان
ثانية واحدة 
لمَ تحزن من اجل حـُزنه وتفرح لفرحه؟ لم تلك المشاعر بداخلها ؟ هل وقعت مريم بالعشق؟ 

نفت ذلك بداخلها ووقفت وهي تقول لهم بهدوء 
°أنا شبعت الحمد لله ، رايحة انام بجي عشان صدعت ، يلا تصبحوا علي خير .

لحقتها سلمي وهي تقول :- خديني معاكِ يا خيتي ، هموت وانام برضوا .

وذهبوا وبقي الشباب الثلاثة ينظرون لبعضهم البعض .
تكلم مروان :
'  انا هتكلم مع جدي بكره في موضوع جوازي من فرح .

حمزة بفرحه : يا واد يا جامد ، ربنا يسهلك يارب .
وليد بضحك :- الصغير بتاعنا يتجوز وانا لا؟ 
حمزة :- حد مانعك ماتتجوز .
قال بغمزة :- بكره اكلم جدي واقوله عايز اتجوز مين .
نظر مروان و حمزة لبعضهم وقالوا " ماحنا عارفين مين " 

تعالت ضحكات الثلاثة ، فقال حمزة
' والله نفسي نعمل فرحنا في يوم واحد 
مروان بهدوء :- لا انا هطول شويه ، اعمله انتَ ووليد وياسين بجي.
وليد بضيق :- وإحنا عارفين ياسين هيعمل إيه؟ 

حمزة برزانه:- ياسين عارف هو هيعمل إيه ، هو بس كان محتاج وقت يتأكد من اللي جواه ، ودلوقت وبعد ردة فعله دي ، يبجي بدأ العد التنازلي علي زفاف الحفيد الأكبر لعيلة الزهران .
....................
" خطوة نحو القلب 
             وخطوتان للوراء " 

في صباح اليوم التالي 
 طرق باب غرفة والدته ، فسمع اذنها بالدخول 
دخل وهو يقول بابتسامه:- صباح الخير علي حبيبة جلبي .

قالت بحنان وهو يقبل يديها :- صباح النور يا ولدي ، اقعد جاري .
جلس وهو يحاول بدأ الحديث معها ، ففهمت ما يجول في عقل ولدها وقالت بهدوء :- طالما جاي ليا قبل ما ننزل علي الفطور ، يبجي حاجة مهمة 

هز رأسه بنعم وقال بمرح :- قفشاني دايماً يا خديجة .

ضحكت وقالت جملة صدمته :- جلبك واقع من امتي يا ابن بطني ؟.

نظر لها بصدمه فاكملت:- من قبل السفر ولا بعد ما رجعت ؟

تنهد وقال بضحك:- قفشاني قفشاني يعني مفيش كلام ، بس قبل السفر إيه بس ؟ دي كانت عيلة ، هي الروايات اللي لاعبه في دماغ الحريم دي .

ضربته بخفه وهي تقول :
'  انا بتاعة روايات برضوا يا واد ، مش بسأل عشان اعرف التفاصيل .

قال بهدوء وعيونه لامعه :
'  تعرفي حتي لما رجعت ماكنش في دماغي خالص إني اقع كِده ؛ بس يوم ورا يوم لقيت روحي بتتخطف ، مابقتش عارف مالي ! ابنك باينه حب .
قال بفرحه :- ومين مايحبش مريم يا جلب امك .

اكد كلامها :
' صُح كلامك، مين ميقعش في غرام هدوءها وجنانها، حنيتها علي اللي بتحبهم واللي مابتعرفش تخبيها ابداً ، رزانه عقلها في كُل شئ ، نجاحها وشطارتها في دراسته وشغلها ، وفوق ده كله فاهمه يعني إيه انها امرأه مسلمة ، شخصية أقدر اكمل معاها باقي حياتي وانا متطمن ، وغير كِده انا بس اللي اقع في حُبها يا خديجة ، راعي إني بغير .

والدته بابتسامه:
'  لو جولتك فرحانه قد إيه ،مش هتصدق ، ده انا نفسي اجوزكم دلوقت .

تعالت ضحكاته علي حديث والدته :
'  مش للدرجاري ، ده ابنك مرعوب لترفض .

قالت بصدمة :
'  وترفض ليه يا ولدي ، متقولش كِده ، توكل علي الله وكلم ابوك وجدك وبأذن الله تبجي من نصيبك ، إنتَ بس حسسها إنك شاريها ، وهتشيلها في عيونك ، الست مننا يا ولدي ،  بتحتاج الراجل اللي عارف قيمتها كويس ، اللي تطمن وهي جاره ، تعيش مطمنه معاه حتي في خناقاتهم تبقي في امان وعارفه إن عمره ما هيأذيها ، ولا بكلام ولا بفعل، لو لقت ده ، هتديلك عمرها كله.

طبع قبله علي يد والدته :- ومريم تتشال في قلب ياسين طول العمر يا امي ، ادعي انها توافق .

' ربنا يجعلكم من نصيب بعض يا ولدي ، يلا ننزل تحت وبعد الفطار فاتح جدك في الموضوع .

امتثل لأوامرها واتجهوا لأسفل ، وبعد الفطار طلب من جده ان يتحدث معه في موضوع هام .

في مكتب الجد 
ياسين بتوتر :- جدي انا...انا كنت عايز اطلب مِنِك طلب كِده.

الجد بهدوء:- جول يا ولدي .

اخذ نفس عميق وقال :- عايز اتجوز مريم .
الجد بابتسامه :- مانا عارف .

نظر له بصدمه فاكمل :- لتكون فاكر جدك كبر وخرف يا واد ، لاااا ده انا فاهم كل واحد فيكم عايز إيه وناوي علي إيه ، بس سايبكم لعند لما تاجوا وتقولوا .

ياسين وهو يضحك :- مش سهل إنتَ برضوا يا كبير .
الجد بغرور :- اومال .
' طب إيه ، موافق صُح؟

قال بحكمه:- رأيها ورأي جدها سليمان قبلي يا واد الزهران .

تنهد وقال :- عارف بس برضوا محتاج رأيك .
نظر الجد له لثواني وقال :- لو وافقت وزعلتها في يوم ، هنسي انك حفيدي.

ضحك عاليا بفرحه وهو يقوم ويطبع قُبله علي جده
' ربنا يخليك لينا ياجدي، تقولها انهاردة عشان خاطري.

' مستعجل جوي يا واد .
قال بابتسامه :- فوق ما تتصور.

الجد بهدوء :- هي هتجيب الجهوة دلوقت و...
قاطعهم صوت طرقات لي الباب وبعدها دخلت وهي تحمل القهوة 
وضعتها امامهم وهي تقول :- محتاج حاجة تانية يا جدي؟ .

قال جدها بحُب :- تسلمي يا بتي ، اقعدي عايز اقولك علي حاجة .

جلس علي مقعد بجواره وهي تقول 
° خير يا جدي؟ .
قال بهدوء :- مريم إنتِ غالية عندي جوي ، وعارفة إني عمري ما اجول ليكِ علي شئ هيضرك ابداً.

° عارفة الكلام دِه ، بس ليه بتقوله دلوقت .
نظر لياسين الذي يجلس وقلبه يشعر بخوف لا يعلم مصدره ، ثم نظر لها وقال.
' ياسين إبن خالك اتقدملك، وعايز يتجوزك.

الصدمة احتلت كيانها ، تخبطت داخلها مشاعر فرح وخوف ودهسة ، لكن قرارها خرج أسرع من تفكيرها  

وقفت بهدوء وقالت قبل ان تهرب من عينيه التي جحظت من الصدمة
' اسفه يا جدي ، انا مش موافقة .

وتركتهما خلفها ، جالسين بين صدمة لا تُفهم ، وسؤال لم يُطرح 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1