رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل السابع 7 بقلم اسماء حميدة


 رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل السابع 

نسمات النهر كانت تلاعب بشعر سارة مما أضاف لمسة من الشقاء على مظهرها المتعب بالفعل. رفع أحمد يده بشكل غريزي ليعيد شعرها إلى الوراء لكنه تراجع سريعا عن الفكرة.
هل هناك مشكلة
نظرت سارة إليه ببرود كأنها تريد أن تتعرف على ملامحه بوضوح.
سألت هل إفلاس عائلتي له علاقة بك
أجاب بوضوح نعم.
سألت سارة سؤالا ثانيا والطفل هو ابنك
لم ترفع عينيها عنه وتمنت لو كانت قد أساءت الفهم لكن أحمد لم ينكر بل أجاب ببرود نعم.
خطت سارة خطوتين إلى الأمام وصفعته على وجهه أحمد أنت حقير!
أمسك الرجل بسهولة بمعصمها ومرر يده على دموع وجهها وسأل هل يؤلمك
أيها الوغد لماذا تفعل هذا بي ماذا فعلت عائلتي لتستحق هذا
كانت عيون أحمد تحت الرموش الطويلة باردة وقاسية وصوته كان يتسم بالبرودة سارة إذا كنت تريدين معرفة الإجابة يمكنك العودة وسؤال والدك عما فعله.
سألت باختناق أحمد هل أحببتني يوما
تجمدت نظراته وببطء قال لا منذ البداية كنت مجرد قطعة شطرنج في يدي.
تساقطت دموع سارة على ظهر يده وعندما هبت الرياح الباردة فقدت الدموع حرارتها فجأة.
سألت هل تكرهني إذن
أجاب ببرود نعم هذا ما تدين به عائلتك. يا سارة بما أنك ابنة رشيد سأجعل كل يوم من حياتك عذابا للتكفير عن ذنب أختي!
أليست أختك قد فقدت منذ زمن ما علاقتها بعائلتنا
نظر إليها أحمد بازدراء وكأنه قاض ينظر إلى متهم يا سارة بينما كنت تستمتعين بكل حب العالم من حولك كانت

أختي تعاني لا إنساني. خمني ببطء لن أخبرك بالحقيقة. أريدك أن تعيشي في خوف إلى الأبد وأن تتذوقوا الألم الذي عانته أختي!
رفع أحمد قدمه بلا مبالاة إلى السيارة وتركها قائلا غدا في الساعة التاسعة سأنتظرك في مكتب السجل المدني.
لحقت به سارة مسرعة وظلت تصفع باب السيارة قائلة أخبرني بوضوح ما الذي حدث مع أختك
غادرت السيارة بسرعة مع الضغط على دواسة الوقود بقدم واحدة وفقدت سارة اتزانها وسقطت بقوة على الأرض.
لأرض.
هبت رياح النهر الجليدية على وجهها وتغلغل البرد في عظامها مثل السكين نهضت سارة وواصلت المطاردة.
لكنها قللت من تقدير حالة جسدها الحالي ولم تجر سوى بضعة أمتار حتى سقطت بقوة على الأرض. فتحت أبواب السيارة مرة أخرى وتوقف زوج من الأحذية الجلدية اللامعة أمامها.
رفعت نظرها تدريجيا على طول السروال المشدود للرجل لتلتقي بعيون أحمد الباردة.
أحمد... قالت سارة بصوت ضعيف.
حطت يد بارزة الأصابع فوقها وفي لحظة ضبابية رأت سارة الشاب ذو الملابس البيضاء الذي أبهرها في الماضي. مدت يدها إليه بشكل غير إرادي.
وبلحظة تشابك أيديهم سحب أحمد يده ببرود حيث منحها الأمل ثم انتزعه بلا رحمة مما جعل جسدها يتهاوى مرة أخرى على الأرض.
لم تكن قد أصيبت لكن السقوط جعل كفها يتلقى بشظايا الزجاج المكسور وسقطت الدماء بشكل لامع على الأرض.
تجمدت عيون أحمد السوداء للحظة لكنه لم يتحرك.
شعرت سارة بشيء من الاضطراب وتذكرت كيف كان يأخذها
إلى المستشفى في منتصف الليل عندما كانت تتعرض لجروح صغيرة.
كان الطبيب يقول في ذلك الوقت لحسن الحظ أنك جئت مبكرا لو تأخرت أكثر لكانت الجروح قد بدأت تشفى.
تداخلت الذكريات الماضية مع الرجل الذي أمامها عينيه ما زالت كما كانت ولكن الفارق أنهما تبدلا من الإهتمام إلى السقيع.
قال أحمد ببرود لا رحمة فيه يا سارة إذا كان الآخرون لا يعرفونني فهل لا تعرفينني أنت كيف يمكن لشخص يمكنه الركض لمسافة ألف وخمسمائة متر أن يسقط بعد بضع خطوات فقط
قبل أن تكمل تفسيرها انحنى الرجل الطويل ورفع ذقنها وقال إنه بالفعل كما يقال بما أن الجدران العليا معوجة فالأدنى منها بالطبع معوج أيضا. تماما مثل والدك المتظاهر من أجل بعض المال لا يتردد في تمثيل هذا العرض السيء.
كلماته كانت أكثر قسوة من برودة الرياح كأنها طعنة قوية إلى قلبها. دفعت سارة يده بيدها قائلة أبي لم يرتكب أي خطأ أنا أؤمن أنه لن يفعل شيئا لا إنسانيا!
سخر أحمد قائلا حقا. لم يكن مهتما بمناقشة هذا الموضوع بل أخرج شيكا من محفظته وملأ رقما عشوائيا ثم وضعه أمامها بين أصابعه.
هل تريدينه
كان المبلغ خمسة ملايين وهو رقم ضخم يكفي لإعفائها من القلق بشأن تكاليف علاج رشيد لفترة طويلة.
ولكن من الواضح أنه لم يكن لديه نية طيبة. لم تأخذ سارة الشيك.
الشرط.
تغيرت ملامح وجه سارة بسرعة ورفعت يدها لتصفعه لكن أحمد أمسك بمعصمها وتسبب تصارعها في إصابة يدها تاركة أثرا من الدم على
قميصه.
شدد أحمد قبضته وأصبح صوته أكثر حدة ماذا ألا تودين حسنا فليمت في المشفى إذن لقد اخترت له مكان دفنه بالفعل.
سألت سارة التي كانت تبكي لماذا أصبحت هكذا بدا الرجل الذي قال إنه سيحميها طوال حياتها ولن يجعلها تبكي كأنه كان حلما ودموعها اليوم أصبحت مجرد أداة لإرضائه.
حتى الضوء الأصفر المائل من أعمدة الإنارة على وجهه لم يكن يحمل أي دفء بل كان يعبر عن نفاذ صبره ألا تريدينه
ترك أحمد سارة ومزق الشيك ببطء. حاولت سارة اعتراضه لكن تم دفعها بعيدا. بدا كقاض يراقبها كمتهمة ببرود لقد أعطيتك فرصة.
تفتت أوراق الشيك الممزقة كآمالها المبعثرة وسقطت كالفراشات الممزقة حولها.
لا لا! حاولت سارة جمع الشظايا الممزقة بشكل محموم ودموعها تتساقط على الأرض.
كانت في حالة من الفوضى كطفل فقد كل شيء غير قادرة على فعل أي شيء سوى البكاء. استدار أحمد ورحل بينما كان يصعد إلى سيارته سمع صوت ارتطام فلف رأسه للخلف ليري شخصا ممدا على الأرض فاقدا للوعي.
سأل السائق خالد بقلق أيها الرئيس أحمد يبدو أن المدام فقدت الوعي هل نأخذها إلى المستشفى
نظر أحمد إليه ببرود هل تهتم بها
كان خالد يعمل مع أحمد منذ فترة طويلة وكان يعلم أن مدير أحمد كان يحب السيدة في الماضي لكن بعد أن ذهب للتعرف على جثة تغيرت شخصيته.
كانت هذه مسألة شخصية لذا لم يجرؤ على السؤال وامتثل بأدب وأخذ السيارة بعيدا.
بينما كانت السيارة تبتعد نظر أحمد من خلال المرآة
الخلفية إلى المرأة التي لم تقم وازداد عدم اكتراثه.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1