رواية حيرة الفصل الثامن
ما أصعب أن يكون الإنسان عالق في حيرة؟!
ما بين القلب و العقل حرب مشتعلة.
من ينتصر العقل أما القلب؟
على لسان بطلتنا ميرو
🥺🥺🥺🥺🥺
أوقعت الشاي الساخن عليها ،بعدما سمعت اكبر ثاني صدمة، بعد صدمة زواج حبيبها، الآن تسمع صدمة أخري ، سوف يكون له طفل، هذا الطفل رمز حبه لامرأة اخري،و للمرة التي لا تعلم عددها ، تحطم قلبها.
نهض الجميع بفزع ،عند سماع صرخاتها المتأملة ، ركض حسن بخوف عليها،و نظر إلى قدمها التي صبغت باللون الاحمر من حرارة الشاي.
حسن بخوف: احنا لازم نروح مستشفى بسرعة
نظر لها بخوف شديد و قال : يلا يا بسرعه يا عمي.
حملها حسن و ذهب الجميع إلى المستشفى حتي فريدة.
بعد الفحص الذي تبيان أن الحرق عميق ،وأخذ العلاج المناسب، عادت إلى المنزل مع عائلتها .
كانت طول الوقت تبكي فقط بدون حديث.
كان الجميع ينظر إلى عبدالله بعتاب و كراهية، يحملون عبدالله ذنب ما حدث معها ، فهي تبدلت منذ زواجها و الجميع يعلم أنها عاشق لهذا القاسي...
صعدت إلى شقتها ،و الجميع اطمن عليها.
كانت تجلس في غرفتها بمفردها ،دق الباب.
عدلت حجابها لأنها تعلم أنه هو ، و قالت بصوت متعب: ادخل.
دلف إلى الغرفة ، كانت مسطحة على الفراش، وقف أمامها و ينظر إلى الاسفل، لم يستطيع النظر إلى عيونها.
حتي هي كانت تنظر إلى الأسفل ،لم ترفع عيونها حتي تراه
: عامله ايه؟
جملة خرجت منه بصعوبة.
بدون النظر إليه ،اجابت بدموع: الحمد لله على كل حال.
رفع عيونه و نظر لها ، و قال بحزن: أنا.
لم يجد ما يقال ، لذا عم السكون في الغرفة.
حتي هي لم تجد ما اقولها.
هل تسأله كيف فعل ذلك؟
لماذا اوقعها في غرامه ثم تركها في مفترق الطرق؟
طال الصمت طال الصمت كثيراً ، مر ما يقارب نصف ساعة و لم يتحدث أحد.
كانت عيونه معلق عليها، ثم قال بحزن شديد:
أنا ماشي.
و هنا رفعت عيونها بلهفة،هذا ليس وداع ،هذا فراق ،سوف يبتعد عنها إلى الأبد.
نظروا فى عيون بعض كانت العيون تتحدث كلمات يعجز اللسان عن نطقها..
كانت العيون تقول إن هذا آخر لقاء.
كانت العيون تقول إن هذا الوداع الاخير.
تصرخ يوجد قلوب مكسوره
هناك قلوب حزين
كانت تقول أشياء كثيرة
بعد نظره طويلة جداً
قالت بصعوبة بالغة: مع السلامة.
و غادر عبدالله، و هي تعلم أنه غادرا إلى الأبد.
وضعت يدها على قلبها و تشعر بانين القلب، و قالت
بدموع: اه ،اه يا قلبي ، يارب، يارب.
هي صحيح كانت تتالم من الجرح لكن تقسم أن جرح قلبها تتالم منه أكثر.
جلست شهر فى المنزل، بسب الحرق كانت تأتي اسراء كل يوميا تأتي لمساعدتها في شرح الدروس.
طول الشهر لم تري عبدالله
كانت تشعر انها تحتضر وهو بعيد عنها كان نصيبها هو الحزن و الدموع..
😔😔😔😔😔😔😔😔
مر عام و نصف
هي الآن ثانية أعلام..
كانت لا تري عبدالله إلا قليل ، عندما يأتي لزيارة العائلة كانت تتجنب رؤيته.
أصبح عبدالله أب لفتاة، لم تراها حتي الآن.
العجيب ،رغم محاولتها لنسيان عبدالله لا تستطيع ، حاولت بكل الطرق أن تنسي هذا الحب لكن لا تستطيع و تأكدت أن كتبت عليا الحيرة دائما بين عقلها وقلبها
في الجامعة
إسراء بحزن: يعني مر سنه ونصف ولسه مش عارفه تنسي عبدالله.
ميرفت بدموع: أنا كل ذكري ليا مع عبدالله علشان كده مهما احاول انسي لوح التلج مش عارفه.
اسراء بحزن: معلش ربنا اختار الصالح ليكي أنه يبعد عنك على الأقل تكوني مرتاحه من تحكمه الكتير
أجابت بحزن: تصدقي انا وحشني صوته العالى عصبيته ، وتحكمته وكل حاجه فيه مش عارفه ده حب مرضي ولا تعاود ، المهم أني مش قادره انسي عبدالله.
و أكملت بمزح : بقول الحمد لله أني مش اعمل زي المسلسلات واعمل خطط و ابعد بينه وبين ام اربعه وأربعين، تصدقي لقينا على بعض لوح التلج وام اربعه وأربعين.
إسراء: انتي مش قابلته ولا مره من آخر مره.
ميرفت بحزن: قابلته مرتين تلات صدفه
يقول ازيك ارد الله يسلمك بس بكل فتور يلا خلينا نركز فى المحاضره الدكتور وصل
مررت الأيام بدون جديد، أصبحت الفتاة المرحة التي كانت لا تتوقف عن المزح و محبه للحياة و التفاؤل والامل،أصبحت حطام فتاة، جسد بلا روح، عائلتها يشعرون بالحزن عليها، و يعلمون أنها تعشق عبدالله لكن لا يتحدث معها أحد ،حفاظ على كرامتها، يكفي خسرت قلبها، هل تخسر كرامتها أيضا؟
جاء موعد الإمتحانات وأصبحت مشغولة فى دراستها.
كانت تجلس في غرفتها تدرس، حتي سمعت صوت جدها الغاضب، ارتدت ثوب الصلاة و ركضت إلى الأسفل خشيت أن يكون حدث مكروه لأحد من عائلتها.
وصلت إلى الدور الأرضي
مجرد أن دلفت الشقة، وجدت عبدالله يقف و يحمل فتاة صغيرة، من المحتمل أنها ابنتها.
نظر لها و قال بهدوء: ممكن تاخدي تنامي البنت جوه
(ميرفت بهدوء: حاضر
أخذت الفتاة و تسلل إلى قلبها شعور بالكراهية تجاه هذه الفتاة البريئة ، يكفي انها ثمار حب حبيبه لفتاة أخري.
وضعت على الفراش و خرجت مسرعاً لتعلم ماذا يحدث ؟
الجد بصوت عالى جدا : يعني روحت اتجوزت واحده مش عارفين أنت جيبها منين، بقالك سنتين نسي أن عندك أهل وتجي فين وفين زياره وجي دلوقتي شيل بنتك اللى احنا مش عارفينها اصل و نشوفها فين و. فين، و تقول أنا جاي ارجع البيت علشان أنا طلقت مراتي.
لحظات تستوعب ماذا قال الجد؟
هل حقاً أصبح حر؟
و حان موعد دخول عقلها وقلبها في الحيرة التي لا تنتهي..
الجميع يتحدث أما هي في صراع داخلي و تنصت إلى قلبها و عقلها.
قلبي: اخيرا عبدالله راجع ليا انا فرحانه أوى.
عقلي: انتي فرحانه ليه هو راجع اكيد لاي سبب غيرك انتي.
قلبي: مش مهم المهم عبدالله دلوقتي مش متجوز
عقلي: لكن معه بنت فريدة نتيجه حبهم ونتيجه كل لحظه حلوه بينهم و ديما تقربهم من بعض انتي ممكن تقبلي عبدالله تاني فى حياتك بس تقبلي بنته كمان معه.
قلبي: انا بحبه اوي اوي
عقلي: بس مش اقبل بنته فى حياتي
وكالعادة انتصر عقلي على قلبي ، و عودت انصت إلى حديث عبدالله.
عبدالله بهدوء' يا جدي بيحصل ناس كتير تجوز تنفصل بلاش تكبر الموضوع، تصبح على خير
ذهب أخذ الفتاة و صعد إلى شقة أبيه بكل برود، و ترك الجميع يشعرون بالغضب و الغيظ من البارد.
حدثت ميرفت نفسها: مش انا قولت لوح تلج، أقسم بالله بارد برود.
تركت الجميع يتحدث عن عبدالله، و صعدت لإكمال دراستها
وجدته يجلس أمام شقتها
لم تتحدث دلفت إلى المنزل، و كادت تغلق الباب ، قال بهدوء: ازيك يا ميرو.
ميرفت ببرود: اهلا
كاد تغلق الباب مرة أخرى ،لكن نهض و وضع يده حتي لا تغلق الباب، قالت باستغراب : اوعي ايدك علشان اقفل الباب.
عبدالله بهدوء: من بكره كل حاجه تراجع زي زمان
سألت بهدوء : مش فاهمه
عبدالله: يعني اوصلك الجامعه و ارجعك تاني
ميرفت ببرود: بس أنا مش موافقة
عبدالله ببرود اكتر : هو حد خد رايك اصلا.
ميرفت بابتسامه مستفزة: قولت لا يبقي لا
و أغلقت الباب في وجهه بقوة.
و نفضت عقلها من كل شيء و أكملت دراسة.
في اليوم التالي
غادرت العمارة
وجدته ينتظرها في نفس المكان، بوسامته.
لم تنكر سعادتها من رؤيته ، لكن لا تعود مثل السابق.
تجاهلته و ذهبت و أوقفت سيارة أجرة.
جاء عليها بغضب و قال بأمر : امشي يا اسطي أنت.
ميرفت بعصبية: لا استنا أنا اركب معك.
خبط بقوة على السيارة و قال بصوت عالي: امشي
شعر السائق بالخوف من هذا المجنون و رحل.
وقفت أمامه بتحدي و قوة ، و أشارت السبابة في وجهه ،
و قالت بصوت عالى جدا: ابعد عني وعن حياتي أنا كنت ارتحت منك يا شيخ.
سأل بغضب شديد: ابعد عن حياتك ايه الكلام الغريب ده
نظرت لها بتعجب ، ما هذا السؤال الاحمق؟ الآن اقترب على بعده ما يقارب العامين، هل يسأل الآن يتعجب من الحديث؟
لتصرخ بصوت عالى: لو عندك دم ابعد عني
عبدالله بصوت عالى: أنا معنديش دم
بالطبع جميع الجيران يشاهدون هذه المسرحية السخيفة ،حتي ذهب أحد الجيران ابلغ الجد، جاء سريعا و أمرهم بالدخول إلى المنزل
الجد بصوت عالى: ايه اللى حصل
عبدالله بغضب شديد: اسال الهانم
رتبت الجدة عليها بحنان و قالت بهدوء: اتكلمي يا حبيبتي.
و نظر لها الجد بحب حتي تتحدث بدون خوف.
قالت بهدوء: أنا كنت رايحه الجامعة، عادي زي كل يوم ، اظن بقالي سنتين اروح واجاي لوحدي ،وقفت تاكسي ولسه اركب لقيت عبدالله يزعق ليي و ل سواق التاكسي وأن هو لازم يوصلني قولته لا بقا زي المجنون.
الجد بصوت عالى: انت مجنون ولا خايف على شكلك ولا على شكل بنت عمك
عبدالله بصوت عالى جدا: يا جدو
لم يسمح له الجد بتكملة الحديث ، صفعه قويه من الجد، وضع يده مكان الصفعة و نظر بغضب اليها، و كأنها هي المخطئة.
الجد بعصبية: لان أحنا سبنك تصرف على مزاجك افتكرت أن محدش فينا له كلمة عليك، غور من وشي و ملكش دعوه بنت عمك تاني وأنتي يا ميرفت يلا علشان تأخري على الامتحان
غادر عبدالله دون النظر لها و ذهب إلى سيارته.
و هي صعدت إلى سيارة أجرة، لتذهب إلى الجامعة...
تمر الأيام و انقطع الحديث بينهم نهائي.
كان آخر يوم امتحان ، و تعود ميرفت سعيدة.
في شقة الجد
الجد بابتسامة: تعالي يا ميرو.
ميرفت بابتسامة : خير يا جدو.
الجد بسعادة: عبدالله طلب ايدك للجواز
ميرفت بصدمة: ايه.
وطبعا كالعاده وقعت في
حيرة 🤔🤔
قلبي: اقبلي
عقلي: ارفضي