رواية شمس لا تغفر الفصل الثامن 8 بقلم سيليا البحيرى

رواية شمس لا تغفر الفصل الثامن بقلم سيليا البحيرى


إنت اية اللي مشعلقك فوق كدا يا زياد ؟! 

- زياد ببلاهه:- 
بتشمس و بدور على الماء و الخضرة و الوجه الحسن بس مكنتش اتوقع أبدا إني ألقاه وجه عكر 

بصت ليه بغضب و قالت:- 
هي مين دي اللي وجه عكر يخويا ؟! 

زياد بجدية لذيذه:- 
إنتي طبعاً هو في حد غيرك واقف هنا 

- تصدق بالله حلال فيك اللي إنت فيه دا و اللي حمزة بيعمله فيك 

زياد بصلها من فوق لتحت و قال:- 
معتدش غيرك انتي يا قصيرة اللي هتتكلم لمي عزالك و اتكلي على الله عاوزين طراوة ها طراوة 

شمس جت عليهم و قالت:- 
الله زياد إنت بتتمرجح اتمرجح معاك 

زينب بصت ليها بغل و قالت:- 
إنت اية اللي جابك هنا و بتتمشي في القصر كأنه ملك اللي خلفوكي كدا لية ، متحلميش إنك تقعدي هنا كتير يومين بالظبط و هتكوني بره البيت دا 

شمس بصت ليها بقرف و خرجت ليها لسانها و هي بتقول:- 
ساحرة شريره وحشة و حمزة مش بيحبك ها 

زياد بصلها و ضحك و قال:- 
معاكي حق يا شموسه هي فعلاً ساحرة شريره ذات الوجه العكر 
   والله عليا حكم تتحط في كتب

زينب بصراخ:- 
زياد اخرس بقولك و متخلنيش احطك في دماغي 

كان لسة هيرد عليها لكن شمس سبقته و قالت:- 
هتحطيه في دماغك إزاي هتفتحيها و تحطي زياد و بعدين تقفليها تاني يع هيبقي شكلك وحش 

زينب بغيظ:- 
يا بنتي لمي نفسك عني و غوري من وشي عشان أنا لو مسكتك محدش هيحوشك من ايدي 

شمس بعند:- 
والله لـ أروح أقول لحمزة إنك بتزعقيلي ها 

زياد بضحك:- 
في مسمار جنبي هنا يا زوزو شكلك يا روحي هتوريني و هتيجي تونسيني ألا الوحدة وحشة أوي أوي يا زينب 

......

مشيت تتمشي في القصر بغيظ و قالت:- 
آه يا زينب الكـ ـلب و رحمت أمي لهفرجك 

دخلت اوضة حمزة من غير ما تخبط الباب و بتقول:- 
حمزة زينب الوحشة 

مكملتش كلامها و برقة و خرجت تجري و بتدبدب في الأرض و بسرعة البرق كانت في اوضيتها و بتبص لـ نفسها في المراية لقت خدودها مالت للون الأحمر و قالت في سرها:- 
اية قلة الأدب دي مش يعمل حساب إن معاه أطفال في القصر دا هوووف استغفر الله العظيم يا رب سامحني مكنتش أقصد 

- بينما تعالت ضحكات الآخر فور رويتها تغادر الغرفة مسرعة و علامات الخجل بانت على وشها وقف لحظة و قال:- 
لحظة هو في أطفال أو ناس بعقل طفل بتنكسف ؟! 
بسرعة كان لابس تيشيرت مجسم على جسمه ذاته وسامه و راح ليها الأوضة 
خبط على الباب و دخل لما قالت :- 
مين ادخل 

حمزة دخل لقاها بتعيط و ماسكه عروستها و باين عليها ملامح الحزن بوضوح 

- بتعيطي لية يا شمس ؟! 

شمس بصت لية و افتكرت اللي حصل من دقيقة لما دخلت اوضة من غير إذن و شافته بمنظر غير محبب ليها بالمرة فزادت من عياطها 

حمزة قلق عليها و قعد جنبها على الأريكة و رتب على كتفها و هو بيقول :- 
طب بس متعيطيش قوليلي من اللي مزعلك وأنا هاخد حقك منه 

شمس كانت في عالم تاني و عيونها مفتوحة بطريقة لذيذه تجبر اللي يشوفها يقع في حبها أو على الأقل يتعاطف معاها 
و في لحظة إدراك منها شالت ايده من عليها بعنف و قالت:- 
ماما قالت محدش يلمس شمس غير بابا و جدو عشان كدا عيب ، إنت بتعمل عيب يا حمزة إنت وحش 

حمزة بصلها باستغراب و قال بدهشة لنفسة:- 
أنا بعمل عيب و وحش احيية دا أنا اكتر واحد محترم في القصر دا 

بلع ريقه و بصلها و قال:- 
بس حمزة مش قصده حاجة وحشة يا شمس ، كنت عاوزك تسكتي و تبطلي عياط قوليلي مين زعلك 

شمس بخبث في نفسها:- 
والله و جتلك لحد عندك يا شمس و رحمت أمي يا زينب الزفت لهفرجك اللعب على أصوله 

شمس رسمت معالم الحزن على وشها من جديد و قالت:- 
أنا عاوزة ماما قول لـ ربنا يرجع ليا ماما تاني و نروح نعيش في بيتنا من تاني مش عاوزة اقعد هنا 

هنا حمزة أتأكد إن حد مزعلها و مزعلها أوي كمان فـ ضغط على ايده جامد لانه مبيحبش حد يزعلها أو يكلمها كلمه متعجبهاش لأنه متعاطف معاها جدا بسبب حالتها 

اجبر نفسه على الابتسامه و قال:- 
و إنت مش عاوزة تعيشي هنا لية يا شمس 

شمس في نفسها:- 
دا اية الفرصة اللي زي الفل دي لوز اللوز والله هفرجكم يا شوية عرر 

بصله و قالت:- 
عشان إنتوا كلكم مش بتحبوني و بتقولولي اخرجي بره البيت دا ، أنا مش عاوزة اعيش هنا تاني وديني بيتي يا حمزة مفيش غير زياد بس هو اللي كان بيلعب و يضحك معايا 
و قت ما كانت طنط ثريا عاوزة تضربني مازن و مروان قعدوا يتفرجوا عليها محدش قالها متزعلش شمس غير جدو و حمزة بس 
و من شوية صغيرين قد كدا
قالتها و هي بتشاور باديها بحركة تدل على قصر المدرة زينب الوحشة و المتوحشة كانت عاوزة تضربني و بتقولي يومين و ارميكي بره القصر كله 

حمزة ضغط على أسنانه و قال:- 
زينب تاني ؟!! 

هزت شمس راسها و قال:- 
اوعي يا حمزة تروح تكلمها لحسن تفتح دماغها و تحطك فيها و ترجع تعملها زي ما هتعمل مع زياد 

عقد حمزة بين حاجبيه و قال:- 
هي قالتله اسكت بدل ما احطك في دماغي وأنا عشان شاطرة و ذكية عرفت هي هتعملها إزاي 

حمزة ضحك بقله حيلة و قال ليها :- 
متقلقيش يا شمس محدش هيقدر يجي جنبك ولا جنب زياد و بالنسبة لشوية الـ **** دول أنا هعلمهم الأدب بس تضحكي و متعيطيش ماشي 

بصلها لقاها حاطة اديها على بوقها و بتبصله بصدمة فقال بتوتر :- 
اية يا شمس إنتي عاملة كدا لية ؟!! طب بتبصيلي كدا لية 

فجأة سمعها بتشهق بطريقة غريبة و قالت:- 
حمزة إنت وحش بتقول كلام زي اللي الولاد في الشارع كانوا بيقولوا ؟! 
أنا مش هكلمك تاني عشان إنت وحش أنا عاوزة زياد 

بصتله بعيون كلها براءة و هو ابتسم على كلامها و قال:- 
متزعليش يا شمس مش هقول كدا تاني أهم حاجة متكنيش زعلانة ماشي 

شمس هزت راسها بحماس و قالت:- 
حمزة عاوزة اتمرجح زي زياد 

قالتها و هي بتتنطط 

حمزة شمع كلامها و ضحك بصوت عالي جداً و قال بضحك :- 
طب يلا يا شمس هانم نشوف زياد اللي بيتمرجح دا 

حمزة خرج معاها و كانوا الاتنين غافلين على عيون نشأت اللي كانت بتراقبهم بسعادة غامرة و هو بيقول في نفسه:- 
يا رب اللي بفكر فيه يكون صح ،  إحنا عايش معانا ذئاب بشرية،  أنا مش هطمن عليها غير معاك يا حمزة بس لسة بدري على الخطوة دي 

.......

زياد كان بيصفر و بيقول:- 
هنغني كمان و كمان ، و هنتشعلق في الأحزان ،  و يا دنيا ادينا كمان ، خوازيق بالكوم يا سلام 
أول ما لمح حمزة جاي عليه هو وشم قال:- 
عمنا و عم الناس كلها تعظيم سلام خاص خاص خاص للبشا حمزة الدغيدي من هنا لحد البلد اللي يحبها 

بص لـ شمس اللي بتضحك و قال بمرح:- 
مسا مسا يا شموسة عالله تكوني مبسوطة معانا هنا ، أو بمعني أصح مبسوطة وإنتي شيفاني بتهزق 

شمس بصت لحمزة و قالت:- 
اتمرجح معاه اتمرجح معاه يا حمزة 

حمزة نزل زياد و هو بيقول ليها دا مش بيتمرجح يا حبيبتي دا بيتعاقب على أخطاء الدنيا بتاعته 

زياد عدل هدومه و راح لـ شمس و قال ليها بهمس :- 
أنا عامل مرجيحة في الجنينه إنما اية عنب و لوز اللوز تيجي امرجحك يا شموسة و أكسب فيكي ثواب 

شمس ضحكت بصوت و حمزة اتغاظ و قال بصرامة:-
في اية يا زفت شكلك عاوز تتعلق تاني 

- كان لسة هيرد عليه لكن قطع كلامه دخول شخص بقاله ست شهور غايب عنهم و هو بيقول:- 
مين دا اللي هيتعلق 

زياد بضحك هستيري قال:- 
الله دي كملت كل اعوانك خانوك يا ريتشارد كلهم عليا و عليكي يا غلبانه يا اللي محدش ناصفك في البيت دا غيري أنا و جدك 

........

تاني يوم الصبح شمس كانت قاعدة في الجنينه مكان المرجيحه اللي زياد عرفها مكانها و هي بتفكر في خطوتها الجاية و هتعمل ايه مع الكل و خصوصاً إن العيلة كلها اكتملت دلوقتي و بقت تعرف بوجودها 

افتكرت امبارح نظرات الشخص اللي هي عرفاه كويس لكن هو مش عارفها " زين أخو زياد لكن شخصيته جد جدا " و اللي اعترض على وجودها بشدة في البيت بعد ما عرف اللي حصل و اللي زينب زودت البهارات بتاعتها عليه 
و أثناء شرودها انطلقت رصاصة من سلا ح أحدهم عارفة مكانها كويسة و هتستقر فين 

صوت صراخ ملئ المكان و ....
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

صوت صراخ هز المكان و عيون مفتوحة على وسعها من الصدمة بتتفرج على اللي حصل 
عدي خمس ثواني و اتحرك أخيراً ناحيتها و هو بينادي بـ أعلي صوته 
- شمس !! شمس 

على صوت صراخه خرج كل اللي في القصر و كان أولهم زياد اللي خرج و فرشة الأسنان في بوقة لكنه أول ما شاف منظر شمس رمالها من ايده و جري عليها بصوت عالي 
- شمس أي اللي حصلك شمس إنت كويسة 

كان أول من وصل ليها حمزة اللي اشتالها من الأرض و حط رأسها على رجله و بقي يمرر عينه بخوف على جسمها يتأكد إن في د م أو إصابات 

زياد وصل عندها و عيونه وسعت لما لقي رجليها بتنزف من عند ركبتها 

زياد برهاب:- 
الحق يا حمزة رجليها بتنزف 

حمزة كان أخد نفس براحة و بصله و قال:- 
متقلقش يا زياد دي من الوقعة بس ، متخافش من حاجة ماشي 
زياد بص لـ شمس و قال:- 
ارجوك انقذها 

حمزة شال شمس من على الأرض و اتقدم بيها ناحية القصر و الكل واقف مصدوم من اللي حصل و لا حد فاهم حاجة 

مازن و مروان بصوا لبعض و مازن قرب منه خطوة و همس في أذنه من غير ما حد ياخد باله:-:
لو جرالها حاجة أنا هقولهم علفكرة 

مروان بص في عيونه أوي و قال بسخرية:- 
و هتقولهم اية إن شاء الله ؟! 

- هقولهم إنك السبب في اللي حصلها دا ، وانك كنت ماجر واحد يهوش عليها 

مروان كان لسة هيبرر و يتكلم لكن مازن مدهوش فرصة و سابه و جري و راهم يشوف اية اللي حصل ليها 

أما مروان فبص على أثرهم و نفخ بضيق و أجبر نفسه يروح وراهم عشان محدش يشك فيه 

......

- زيزي كانت نايمة و جنبها معتز اللي واخدها في حضنه و بيقول:- 
و بعدين هنعمل اية ؟! 
زيزي عدلت وشها ليه و بصتله و قالت:- 
في اية يا حبيبي ما إحنا زي الفل و حلوين أهو 
معتز نفح دخان السيجارة الجه التانية و بعدين بصلها تاني و قال:- 
- لو أبويا عرف إني لسة على علاقة بيكي هتحصل كوارث يا زيزي 
- زيزي بصتله بخبث و قالت:- 
و اية اللي هيعرفه بس يا حبيبي و بعدين لو عرف مش هيعمل حاجة عشان سمعت العيلة 
بصتله بإغواء و مسكت السيجارة و طفيتها في الطفاية و قالت:- 
و بعدين سيبك من دا كله و خليك معايا أنا يا معتز ألا إنت واحشني أوي أوي يعني 
معتز ابتسم ليها و ضمها لية أكتر و قال:- 
وانتي كمان وحشاني أوي يا حبيبتي 

........

- ها يا دكتور طمني شمس مالها 
قالها الجد اللي كان ماسك حمزة عنه بالعافية 
- متقلقش يا فندم هي كويسة أغمي عليها من الخضة بس و الجرح اللي في رجليها من الوقعة مش أكتر 

الجد هز رأسه و مازن زفر براحة بعد ما بص لاخوه بغيظ اللي بدوره رجع وشه الناحية التانية 

الكل كان عاوز يدخل يطمن عليها لكن حمزة قاطعهم بصوت حاد و قال:- 
لا متدخلوش سبوها ترتاح أحسن و بعد شوية نبقي ندخلها هي واخده مهدئ 

الكل هز رأسه بايجاب و راح على غرفته حمزة بص على الباب بقلق و مشي من الجهه التانية 

....

ثريا كانت قاعدة في بيت متهالك جدا و باين عليه الفقر و لابسة عباية قديمة و لافة فوق رأسها طرحة خلت منظرها سوقي جدا 

كانت قاعدة بتاكل في نفسها و بتقول:- 
أنا على آخر الزمن يتعمل فيا كدا ؟! 
لحد ما الباب خبط فقالت بصوت عالي:- 
حاضر يا اللي بتخبط اية قاعدين ورا الباب ؟! 

فتحت الباب و قالت بصدمة:- 
انتوا مين 

- إحنا اللي جايين نخلص البشرية من أمثالك....

........

اتسحب لغرفتها و أتأكد إن محدش شافه ولع إضاءة خافته و قرب منها و قال :- 
كدا تقع من أوي ضربه يا بطل دا إنت طلعت فستك بصحيح 
تعليقات