رواية بترت أجنحتها الفصل الثامن 8 بقلم اسماء ايهاب

 

رواية بترت أجنحتها الفصل الثامن بقلم اسماء ايهاب



يجلس بغرفته بالظلام منذ يومين لا يريد ان يري احد منذ عودته من السفر استند رأسه بالفراش و اغمض عينه و بقي ساكناً يستغفر الله مراراً و تكراراً دون توقف يصدح صوت هاتفه بالغرفة و لكنه لا يرد و كأنه لا يستمع اليه هو بالفعل حزين علي ما حدث الخيانة هي ابشع شئ ممكن ان يحدث من وجه نظره و لا بعدها اي غفران ابداً تنهد بضيق يعبث بخصلات شعره يريد ان يهدئ النار بداخله يندم اشد الندم علي مرافقتها و يندم اكثر بكثير علي عدم قتلها لـ يعود و يستغفر ربه علي هذا التفكير ، استمرت جلسته دون ملل منه فقط كان يريد الهدوء و السكون الا ان طرق باب الغرفة مرتين بهدوء لـ يزفر بضيق و لم يرد لـ يطرق الباب مرة اخري و جاء هذه المرة صوت نورسين من خلفه تقول بتهذب : 
_ فريد بيه لو سمحت ممكن ادخل

اعاد رأسه الي الخلف و لم يرد عليها لـ تزيد هي من الطرق علي الباب بإصرار قائلة : 
_ من فضلك يا فريد بيه 

امسكت بمقبض الباب مستعدة للدخول و هي تقول علي استحياء :
_ فريد بيه انا هدخل 

ادارت المقبض لـ تفتح الباب اطلت برأسها من خلف الباب و نظرت اليه و هو يجلس علي الفراش وسط الظلام الدامس لـ تمد يدها ببطئ الي الحائط لـ تكبس زر الإضاءة لـ ينتشر الضوء بالغرفة ، وضع هو يده علي عينه بانزعاج من الضوء لـ تتقدم هي من الداخل تزيح ستائر النافذة و تفتحها حتي يدخل الهواء الي الغرفة تأفف هو بضيق و صرخ بها : 
_ انتي بتعملي اية 

نظرت اليه تتحدث اليه بهدوء :
_ حضرتك بقالك يومين في الاوضة مش بتخرج حتي للاكل و فريال قلقانة علي حضرتك جدا 

خرج من الفراش بغضب و تقدم منها يمسك بذراعها يضغط عليه بقسوة و صرخ بها بقوة قائلاً : 
_ و انتي مالك و مالي دخلك فيا اية عشان تدخل و تعملي كدا انتي هنا ممرضة تاخدي بالك من فريال و بس ملكيش دعوة بيا و لا تقربي مني انتي سامعة 

امسكت بيده بيدها الاخري تحاول ابعاده عنها و هي تتحدث بخفوت و ألم : 
_ فريد بيه ايدي لو سمحت 

لم يرد عليها انما ازداد ضغطه علي يدها حتي صرخت بألم : 
_ اسفة خلاص هخرج و الله مليش دعوة خلاص 

دفعها عنه بحدة حتي كادت ان تسقط الي انها استندت علي الفراش و اعتدلت واقفة و ركضت الي خارج الغرفة بقوة و هي تبكي قلل من شأنها و جعلها تشعر بالخجل من نفسها و جعلها تشعر بحزن شديد داخل نفسها من ما فعله معها ، فتحت باب غرفة فريال و دلفت الي الداخل و هي تحاول ان تداري وجهها عنها حتي جلست علي طرف الفراش ، عقدت فريال حاجبيها بتعجب من مظهرها لـ تسأل بهدوء :
_ مالك يا نورسين في اية 

هزت نورسين رأسها بنفي و هي تمسح دموعها بظهر يدها دون ان تنتبه إليها فريال و همست بهدوء حتي لا تكشف صوتها الباكي :
_ مفيش حاجة فريد بيه بيقولك انه كويس متقلقيش 

زحفت فريال علي الفراش حتي اصبحت الي جوارها وضعت يدها علي كتفها لـ تلتفت اليها تنظر الي الاسفل لـ تخفي وجهها عنها لـ تمسك فريال بذقنها ترفع رأسها إليها لـ تجد اثر الدموع علي وجنتيها لـ تسأل فريال بقلق : 
_ بتعيطي لية يا نورسين .. فريد زعلك 

هزت رأسها بنفي قائلة بصوت خافت و كذب : 
_ لا اصلي وقعت و حسيت ان هانم و اللي معاها ضحكوا عليا 

ربتت فريال علي كتفها و لم تصدق هذه الحجة ابداً لكن نورسين ابتسمت بهدوء و هي تفف عن الفراش تعدل من هيئتها و هي تقول :
_ انا هنزل شوية لعم مجدي و جاية عايزة حاجة 

هزت فريال رأسها بنفي و قد ارتسمت علي شفتيها ابتسامة هادئة لـ تخرج نورسين من غرفتها متوجهة الي الحديقة لـ تجلس مع العم مجدي قليلاً 

*********************************
شعر بالندم لما فعل معها لم يكن ذنبها لـ يتعامل معها بهذه الطريقة تخيل طريقة معاملته لها منذ قليل لـ يمرر يده علي وجهه و هو يتأفف بضيق قبض علي كف يده و ضرب الفراش جواره عدة مرات بغضب لـ يقفز عن الفراش يرتدي نعله المنزلي و يتوجه نحو غرفة شقيقته حتي يعتذر منها عما بدر منه ليس له الحق بفعلته و ليس لها الذنب ان تتحمل هذا الاسلوب في التعامل ، طرق علي باب غرفة شقيقته لـ يستمع الي صوت فريال يأذن له بالدخول لـ يدلف الي الداخل غالقاً الباب خلفه و تقدم منها و هي تبتسم له بلطف و حنو لطالما لاق بها كثيراً اقترب منها يجلس الي جوارها يقبل قمة رأسها و هو يتحدث بهدوء :
_ عاملة اية يا حبيبتي 

ربتت علي صدره و هي تبتسم ابتسامة هادئة مجيبة بهدوء :
_ الحمد لله يا حبيبي طمني عليك 

هز رأسه بصمت دون تعبير لـ تبتسم بحزن علي حاله و امسكت برأسه تنظر اليه قائلة : 
_ متستهلش حزنك دا يا فريد صدقني روقك كدا انت ضاغط علي نفسك كفاية انها عصت ربنا اولاً و خانتك دي متستهلش اللي عامله في نفسك دا 

تنهد و هو يستند علي كتفها برأسه و يحتضنها قائلاً :
_ انا مش زعلان عليها هي يا فريال انا زعلان انها كانت مستغفلاني بتكلمني و انها بتحبني و هي في حضن واحد تاني دي وجعت كرامتي 

ربتت علي ظهره و هي تضمه اليها تعلم ان شقيقها كان متعلقاً بها لـ مجرد انها كانت اول فتاه في حياته تعلم انه تأثر بما حدث لان ليس من عادته السكون و الابتعاد عنها و لم يراها منذ ان جاء اليها غاضباً النيران تغلي بداخله و سرد لها ما حدث معه ، تنهد بثقل و ابتعد عنها قليلاً يسأل عن مكان تواجد نورسين حتي يعتذر منها علي ما بدر منه عقدت فريال حاجبيها باستغراب و هي تقول :
_ تحت مع عم مجدي بتتكلم معاه شوية لية في حاجة ؟

وقف عن الفراش مرر يده بخصلات شعره متحدثاً بهدوء :
_ اصل انا عاملتها بطريقة وحشة و عايز اعتذرلها 

تحدثت فريال بحزن قائلة : 
_ انت اللي خليتها تعيط دي قالتلي انها وقعت 

هز رأسه بنفي ثم انحني يقبل رأسها و توجه نحو الخارج الي حيث تقبع نورسين فتح باب المنزل و خرج الي حديقة المنزل لـ يجدها تجلس علي الارض تضع قدمها اسفلها و يجلس امامها عاصم يجلس كما تجلس واضعاً قدمه اسفله هو الآخر و يتبادلان اطراف الحديث وقف محله ينظر إليهم رفع حاجبه لاعلي و هو يري ضحكتهم و ضرب كفيهم بعضهم ببعض لـ يلتفت بوجه الي الجهة الاخري و حمحم و هو يمرر يده علي وجهه مبتلعاً ريقه بصعوبة ثم اكمل طريقه حتي وقف امامهم لـ يتواقفا عن الضحك و نظر عاصم اليه و صاح به قائلاً : 
_ اية يا عم مش بترد علي فونك لية انا رنيت عليك كتير

كان مسلط أنظاره عليها و هي تنظر الي الجهة الاخري تتحاشي النظر اليه لـ يلقي ببصره الي عاصم و تحدث قائلاً :
_ جاي من امتي 

وقف عاصم عن الارض و نظر اليه قائلاً : 
_ من شوية .. انت كويس 

هز رأسه بايجاب و ربت علي كتفه مشيراً الي الداخل قائلاً :
_ ادخل استناني في المكتب 

التفت عاصم الي نورسين مبتسماً و اشار لها قائلاً بمرح :
_ هشوفك و انا خارج يا قمر 

ابتسمت اليه نورسين و هزت راسها بهدوء لـ يذهب عاصم الي الداخل و نظر فريد الي نورسين التي تجاهلت وجوده و امسكت بالعشب المزروع بالارض تعبث به و تتصنع الانشغال تنحنح و هو يجلس الي جوارها لـ تنظر اليه ثم استعدت ان تغادر لـ يعلم هو بما تنوي فعله امسك بيدها يمنعها من المغادرة و تحدث بهدوء :
_ اقعدي يا نورسين عايز اتكلم معاكي 

ابعدت يدها عن يده ببطئ و وقفت عن الارض و نظرت اليه بهدوء مبتسمة ابتسامة هادئة مجيبة اياه : 
_ معلش يا فريد بيه ورايا شغلي مع فريال مظنش ان في حاجة نتكلم فيها و انا بعتذر من حضرتك ان تعديت حدودي و صدقني مش هتتكرر تاني 

ابعدت عنه الي الداخل و لكنه وقف هو الاخر سريعاً يلحق بها حتي وقف امام و تحدث بمنتهي الجدية و الهدوء :
_ انا اسف مكنش قصدي اعملك بالطريقة دي اصلا اول مرة اعامل حد بالطريقة دي 

اصطنعت البسمة علي وجهها و تحدثت ببساطة و كأن شئ لم يكن :
_ قولت لحضرتك عادي انا اللي اتعديت حدودي يعني انا هنا عشان شغل مش من حقي فعلا اعمل كدا اوعدك اني هخليني في شغلي و اشكرك من كل قلبي بجد انك نبهتني عشان مكررش اللي عملت تاني اسف مرة تانية يا فريد بيه 

ابتعدت عنه تدخل الي المنزل في حين فرك هو عينه و تنهد بضيق و صوت مرتفع و هو يتنفس بهدوء حتي التفت يتوجه الي الداخل الي غرفة مكتبه المتواجد بها عاصم يتفحص اوراق بالعمل و حين رأي فريد يدلف الي الداخل ابتسم له بهدوء و هو يتسائل قائلاً :
_ عامل اية دلوقتي 

جلس فريد علي المقعد المقابل له ينظر اليه بجمود و اجابه باقتضاب قائلاً :
_ كويس .. انتوا كنتوا بتقولوا اية 

_ انتوا مين قصدك اية 

تحدث عاصم بتعجب من جملة فريد الحادة لـ ينظر اليه فريد مضيقاً عينه عليه قائلاً :
_ انت و نورسين اومال كنت بتضحك مع مين برا 

تحدث عاصم بتلقائية قائلاً : 
_ اه نورسين دي بنت جميلة و لطيفة جدا دمها خفيف فاتكلمنا شوية عادي يعني هو في حاجة

ثم عقد ما بين حاجبيه قائلاً باستفسار :
_ هو انت اضايقت ؟ 

تهرب فريد بعينه بعيداً عن عاصم و لازالت ملامح وجه جامدة لم تلين ثم تحدث بصوت متحشرج و هو يبتلع ريقه بصعوبة قائلاً :
_ و انا هضايق لية انا مالي بس اعرف انها بنت محترمة 

صاح عاصم بانفعال : 
_ في اية يا فريد هو اية اللي محترمة يعني انا مش محترم و لا انا بقولها تعالي معايا الشقة 

وقف فريد عن المقعد و هو يزفر بضيق قائلاً :
_ اقفل علي الموضوع يا عاصم انتهينا 

تأفف عاصم بغضب من فريد و وضع الاوراق مرة اخري علي المكتب و هو يصيح بضيق :
_ بقيت دبش و لا تطاق انا ماشي

وقف عاصم و كاد ان يرحل لـ يلحق به فريد و هو يتحدث اليه بهدوء و يجذبه لـ يجلس مرة اخري :
_ خلاص اقعد مش قصدي و اقفل الموضوع دا

جلس عاصم مرة أخري و هو يرمقه بنظرات حادة ثاقبة جعلت من الاخر يتأفف بضيق و يجلس علي المقعد و يمد يده يمسك بالاوراق قائلاً :
_ خلينا في الشغل احسن 

بدأ بالعمل سوياً و قد هدأت الأجواء بينهم حتي طرقت الخادمة باب المكتب مستأذنة من خلفه بالدخول و حين استمعت الي صوت فريد يأذن لها بالدخول لـ تدلف الي الداخل و تقف امام فريد تمد يدها بظرف ابيض صغير و هي تقول باحترام :
_ فريد بيه في واحد ساب الظرف دا لمدام نورسين هوديهولها و لا تحب يفضل مع حضرتك 

امسك فريد الظرف من يدها و تفحصه و لكن لم يجد اسم او اي اشارة لـ يشير اليها بالخروج قائلاً :
_ روحي انتي يا هانم 

غادرت الخادمة و وقف هو لكي يصعد اليها و هو يتحدث الي عاصم هاتفاً :
_ جايلك اهو يا عاصم 

************************************
تجلس اعلي الفراش بجوار فريال تستند علي ظهر الفراش و يتبدلون اطراف الحديث بهدوء حتي صدح صوت طرقات علي باب الغرفة اعتدلت بجلستها و اذنت فريال للطارق بالدخول لـ يفتح فريد الباب و دلف الي الداخل تقدم من نورسين يمد يده لها بهذا الظرف قائلاً :
_ الظرف دا وصلك يا نورسين

عقدت نورسين حاجبيها باستغراب و امسكت بالظرف في حين هو اتجه يجلس جوار فريال يتحجج الاطمئنان علي شقيقته حتي يعلم من بعث لها بهذا الظرف ، فتحت نورسين هذا الظرف و هي تشعر برهبة غير عادية اخرجت ورقة موجود به و فتحت تقرأها بدون صوت و مع كل كلمة تزداد وتيرة انفاسها و اصابت رجفة اوصالها بقوة ، نظرت فريال و ايضاً فريد اليها بتعجب من حالتها عينها المليئ بالدموع و عينها التي تنظر الي الورقة ترمش بسرعة كبيرة صوت انفاسها العالي صعود و هبوط صدرها بطريقة تدل علي ضيق تنفسها ثم اطبقت الورقة بأيدي مرتجفة و امسكت بالظرف تخرج منه صور فوتوغرافية لـ تشهق بصدمة و تخبئ هذه الصور مرة اخري لـ تنطق فريال بقلق عليها قائلة :
_ مالك يا نورسين الظرف دا من مين 

نظرت اليها نورسين دقيقة كاملة و يدها تخبئ هذا الظرف و عينها دون ارادة منها تساقط الدموع علي وجنتيها ثم تنفست بهدوء و استجمعت نفسها قليلاً امام فريد و تحدثت بخفوت قائلة :
_ مفيش حاجة انا بخير

و هذه المرة صدح صوت فريد بجدية و هو يراقب يدها التي تقبض علي الظرف قوة : 
_ هو اية اللي مفيش حاجة و حالتك دي اية 

اغمض عينها التي فاضت بالدموع و هي تتحدث بحشرجة : 
_ قولت لحضرتك مفيش حاجة 

ثم اخذت الظرف بتلك الورقة و الصور و تدلف الي المرحاض الموجود بالغرفة غالقة الباب خلفها استندت علي الباب تبكي و تضع يدها علي فمها حتي تكبح صوتها و اخرجت الورقة مرة أخري تقرأ ما بها مجدداً و ما كان هذا المكتوب الا من والدها و نصه كالتالي 
" اخر كلام عندي يا نورسين يا ترجعي البيت بالذوق ياما الصور اللي معاكي دي هيروح منها نسخة لـ راجل اللي شغالة عنده و ساعاتها هو اللي هيطردك و تجيلي بردو اختاري اللي ميعملكيش شوشرة و لان كدا كدا هرجعك تاني يا نورسين "

ازداد بكاءها و هي تقبض علي الورقة بقوة و القت الصور بالارض و لم تكن الا صور لها غير لائقة ابداً جلست علي أرضية المرحاض تضم نفسها و تبدأ بالبكاء تردد بقهر : 
_ مش مسمحاك و مش هسمحك 

استمعت الي طرقات علي باب المرحاض و صوت فريد يتحدث قائلاً :
_ نورسين اخرجي نورسين فهميني في اية و انا هساعدك 

مسحت دموعها بكلتا يديها و وضعت الورقة و الصور بالظرف و وضعت الظرف بملابسها ثم فتحت صنبور المياه و بدأت بملئ كفيها بالماء و القاءها عل وجهها و هي تحاول كبحها حزنها و ألمها و تتوقف عن البكاء ثم امسكت بالمنشفة تجفف وجهها و هي تستمع الي صوت طرقات الباب و حديث فريد الحاد إليها قائلاً :
_  نورسين لو مطلعتيش هكسر الباب 

ابتلعت الغصة المريرة بقلبها و عدلت من هيئتها المزرية و توجهت نحو الباب تفتحه خارجة بهدوء لـ ينظر اليها فريد متفحصاً عينها السوداء اللامعة بدموع بحزن و بياض عينها به الكثير من الخطوط الحمراء لـ يتسائل بهدوء : 
_ اية اللي حصل الظرف دا من مين من منير 

هزت راسها بنفي و قد انفلت من صدرها شهقة متألمة لـ تستمع الي صوت فريال الحنون و هي تنادي بأسمها حتي تتقدم منها لـ تسرع نورسين اليها تحتضنها بحماية و هي تكبح نفسها بصعوبة من البكاء و تربت فريال علي ظهرها تطمئنها بكلماتها الحنونة حتي هدأت تماماً و اعتدلت جوار فريال لـ تربت فريال علي شعرها و هي تسأل بهدوء : 
_ مالك يا حبيبتي قوليلي اية اللي حصل 

تحدثت نورسين بهدوء و هي تمسح علي وجهها بكلتا يديها : 
_ مفيش حاجة بس انا عايزة امشي من هنا 

تحدث فريد هذه المرة بحدة قائلاً :
_ تمشي فين هتروح فين اصلاً 

_ هرجع لبابا 

همست بهدوء لـ يتقدم منها بانفعال يشير اليها بكف يده و هو يتحدث بغضب : 
_ هاتي الجواب دا يا نورسين 

هزت راسها بنفي و عادت عينها بافراز الدموع مرة اخري و رفضت رفض تام ان تعطيه هذا الظرف ثم وقفت عن الفراش و هي تتقدم من خزانة الملابس و هي تتحدث بهدوء : 
_ انا همشي انا اسفة يا فريال بس لازم 

_ مش هتمشي 

تحدث بها فريد بجدية لكنها لم تستمع اليه انما اخرجت حقيبتها البالية لـ تجمع بها اغراضها لكنه وقف امامها يقطع اتجاهها الي الخزانة مرة أخري و تحدث بحدة :
_ مش هتمشي مش بعد كل دا تروحلهم برجلك 

نظرت اليه و تحدث بهدوء و اسف : 
انا مقدرة اللي حضرتك عملته و وقفتك جنبي بس انا لازم ارجع 

امسك فريد بذراعها بقوة و ضغط عليها قائلاً بغضب :
_ مش هتخرجي من هنا مش هسمحلك ترجعلهم تاني

امسكت بيده الضاغطة عليها حتي تبعدها عنها و تتحدث بضيق :
_ لو مخرجتش من هنا انت اللي هتطردني و دي حاجة انا متأكدة منها بلاش وجع قلب و مناهدة علي الفاضي انا همشي احسن 

ابعد يده عنها متعجباً من حديثها لـ يتسائل هو باستغراب : 
_ اطردك لية قوليلي اية اللي في الجواب 

صمتت مرة اخري و لم تتحدث حاولت الوصول الي الخزانة مرة اخري و لكنه قطع طريقها مرة اخري يمنعها من ذلك صرخ بها بانفعال : 
_ انطقي و فهميني في اية 

طرقت الخادمة علي باب الغرفة و اذن لها فريد بالدخول و لازال نظره مسلط عليها لـ تدلف الخادمة الي الداخل و تتحدث قائلة :
_ نورسين في واحد اسمه مكرم عايزك تحت 

شحب لونها و ثقل تنفسها مرة اخري و ارتجفت شفتيها ناظرة الي فريال و همست بصوت باكي تشكو لها قائلة :
_ لا كدا كتير عليا اوي كتير اوي 

اشار فريد الي الخادمة بأن تنصرف و نظر اليها متسائلاً بجمود و داخله يتسائل لما كل هذه الرجال حولها لما هي غامضة بالنسبة له الي تلك الدرجة : 
_ مين مكرم دا 

استنجدت بعينها لـ فريال و هي تبكي بصمت لـ تنظر اليها فريال بتشجيع لـ تستجمع نورسين شجاعتها و تنظر إليه لـ ثواني بصمت ثم همست بألم يمزق احشاءها و كاد تموت قهراً من شدة حسرتها علي نفسها قائلة :
_ مكرم جوز عمتي 

صمتت تبتلع تلك الغصة بحلقها و من ثم تحدثت مرة اخرس قائلة : 
_ و الراجل اللي ضيع حياتي و دمر مستقبلي 

عقد فريد حاجبيه باستغراب متسائلاً بعينه لـ تتحدث هي مرة أخري بعد اغمضت عينها التي تسارعت الدموع تتسرب من بين اهدابها الي وجنتيها قائلة :
_ مكرم اعتدي عليا 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1