رواية النصيب الفصل التاسع 9 بقلم اسماء صلاح

التقرب من الله هو بداية لكل شيء وهو حل لكل المشاكل فمن كان يرغب في قربه فهو هنا منتظركم لتذهبوا اليه، ومن كان يرغب في ان تتحسن حياته هو ايضا هنا لتطلبوا منه ذلك وتتقربوا اليه فهو سيعطيكم ما تتمنون ومن غيره سيستجيب فهو رب العالمين. 

       

                  .............................

قررت امل ان تحرق كل شيء كان يخص الماضي لتبدأ حياة جديدة مع من يستحقها مع من جعله الله نصيبها، لذلك قررت ان تبدأ من جديد بدايه صادقة بالقرب من ربها ومع الرجل التي ستصبح زوجته في الغد لذلك قررت ان لا تخونه ابدا لدرجة ان لا تجعل اي شيء يبقا من ذكريات احد غيرة حتى وان كان ذلك كلاما قررت ان تحفظ قلبها لقدرها الذي كتبه الله لها  بعدما توكلت على ربها

امل: بكرة هبقا مراتك يا وليد يعني عمرى مافكر في حد غيرك، يعني انت ال هتستولا على كل قلبي، اسفة لو كنت جرحتك قبل كدا، بس اتأكد اني هحبك حب عمرك ماشوفته قبل، هحفظ الله فيك هاخد بيدك للجنه، هنمشي انا وانت على الطريق المستقيم، اوعدك اني ماخونش ثقتك فيا ابدا. 

هذه المرة ساقول لك

#حبيبتك_ومخلصتك_امل

وليس مخلصتك فقط 😊

كتبت امل هذا الكلام في مذكراتها التي جعلتها لوليد فقط والتى دونت فيها كل موقف صار معه هو وحدة وشعورها وقتها كيف كان وقررت ان تعطيها له بعد كتب الكتاب

......................... 

امل: النهاردة انا اتخلصت من كل حاجه بتربطني  بالماضي بس بتمني حاجه واحدة يارب، بتمني ان احمد يكون سعيد في حياته يارب اسعده وابعد عنه اي شرر معرفش ليه حاسه انه في ضيق دلوقتى فبتمني منك يارب العباد تحفظه وتجعله في وديعتك دائمآ يارب العالمين انا لا اريد شيء سوا ان يكون سعيد في حياته وان اكون انا كذلك، اتمني ان يبعد الله عنه اي ضرر، وان يرزقه بالزوجة الصالحة التي ستأخذ بيدة للجنه ارجوك يارب العالمين احفظه وجعل السعادة والفرح دائمآ في حياته يا كريم يا غفور يارب اعفوا عنه وعفوا عني يا الله وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

شمس بعدما دق على باب غرفة امل: ممكن ادخل يا حبيبتي

امل بإبتسامه تملأها الحنان: اكيد يا حبيبي اتفضل

شمس بإبتسامه: انا عاوز اكلمك فى حاجه يا امل

امل: اتفضل يا حبيبي

شمس: امل انا اخوكى الكبير واهم حاجه عندي سعادتك والله عمرى ما فكرة غير اذاي اخليكي سعيدة

امل بإستغراب: ليه الكلام دا يا شمس؟!!! 

شمس: هقولك يا حبيبتي، متفكرنيش اني مش مهتم بيكي ومش عارف ايه البيدور في قلبك وعقلك يا امل، يا حبيبتي انا دايماا كنت بعتبرك بمثابة بنتي لما كنتي بتعيطي كنت بحس بيكي حتى لو مش قدامي كنت بحس بوجع قلبك حتى لو مش قولتيلى بس كانت نور جمبك فكنت مرتاح انها بتوعيكي

امل بإستغراب: انت تقصد ايه يا شمس انا مش فاهمه حاجه

شمس: انا هفهمك يا امل.... بصي يا حبيبتي انا كنت عارف من الاول انك بتحبي احمد..... بس انا كنت شايف حاجه تانيه، كنت شايف حب وخوف واحترام وليد ليكى شوفت حبه في عنيه وخوفه وقلقه عليكي لما كان يحصلك حاجه وهو يكون هنا، كان يفضل يسال عليكي بدل المرة الف كان بيخاف لما يشوف الحزن والدموع في عيونك، شوفته اذاي كان بيتالم لما كنتي بتتالمي انتي يا امل فملقتش حد انسب منه ليكي يا امل، انتي محتاجة لشخص دا، محتاجه يحتويكي ويحسسك انك اهم حاجه في دنيته وانه يعرف انتي عاوزة ايه من لمعة عينيكي بس، ووليد كدا يا امل، فلما شوفت كل الحب ال في عيون وليد دى انا واجهته ولما هو اعترفلي بحبه ليكى، وقال انه نفسه يخطبك بس حاسس انك مش هتوافقي، انا عملت نفسي مش عارف حاجه وقولتله هو ايه ال مش هتوافق ياعم دى اختي وانا ال عرفها هي بس بتتكسف، انا عملت كدا لاني شوفته انه الشخص المناسب ليكي يا امل والله عمرى ماكنت اقصد اني اجرحك او االم قلبك والله، فاسمحيني لو كنت سبب لزعلك يا امل اسف بجد اسف

_ما لبث شمس ان انتهي من كلامه حتي احتضنته امل وبشدة

امل: انا بحبك اوي يا شمس، ربنا يخليك ويبارك ليا فيك يا احن واعز اخ بحبك جدا يا شمس جدا 

شمس وقد بادلها الحضن مع ابتسامه منه: وانا بحبك يا اغلى واجمل حد في حياتي الله يديم السعادة في حياتك يارب

امل بإبتسامه: لازم تعرف يا حبيبي ان اي قرار تاخده ليا انا متأكدة انه هييقا المناسب ليا علشان انا عارفه انت بيهمك سعادتي قد ايه.... وكمان بكلامك دا النهاردة انت نورة بصيرتي على حجات كتير يا شمس... شكرا يا حبيبي

شمس بعدما ضرب امل بخفه على راسها: الشكر لله مفيش شكر بين الاخوات يا عبيطة

امل وقد انحنة له وقالت: حااضر يا حضرة ال بشمهندس شمس

شمس: ماشي يا مفعوصه ههههههه 

........................... 

_في الجهة الاخرى يوجد احمد  الذي اصبح قلق على اخته اكثر بسبب كثرة خروجها من دون اخباره اي شيء لذلك قرر هذه المرة ان يلحق بها لمعرفة المكان التي تذهب اليه ولا تعود منه الا بقرب منتصف الليل

خرجت مي هذه المرة في تمام الساعة الخامسة عصرا فذهب ورائها احمد الى ان وجدها قد وصلت الى..... 

احمد بصدمه: المقبرة!!!!!  معقوله يا مي بتيجي تقعدى كل المدة دى هنا لوحدك معقوووله!!!! 

_تتبعها احمد حتي صار بالقرب من مقبرة والده ووالدته التي تجلس مي عندهما، وبدأ في الانصات لما تقوله مي، وكان من ورائهم يوجد عليّ ابن عمهم ليطمئن عليهم بطلب من والده لكي لا يصيبهم شيء

مي ببكاء: بابا..... انا اسفة اسفة اني بجرح احمد بس مش قادره مابقتش قادرة استحمل ان حد يبصله نظرة عار بسببي، انا بالنسباله دلوقتى العقبه ال في حياته... انتو ليه مش عاوزني اجي عندكم واخلص بقا من كل الحياة دى بقالي يومين اجي عندكم واتمني ان حياتي تنتهي هنا على تراب قبركم بس مفيش حاجه بتحصل، انا مابقتش عاوزة اعيش خلاص انا تعبت من كل الحياة دى، انت لو بس تيجي وتشوف عليّ ابن عم احمد بيبصلي بنظرات ايه مش هتستحمل ان يحصلي كدا وهتاخدني معاك، طب ليه ليه ليه ربنا مش عاوزني اجلكم انا تعبت يا ماما ليه الناس بتغلط وانا ال اتحمل غلطهم، ليه ماسبتنيش اموت في اليوم ال كانوا عاوزين يجهضوني فيه بدل الالم دا كله، ليه يا ماما ليه عملتي فيه كدا، ليه بعتي شرفك وشرف عيلتك بالسهوله دى، ليه خلتيني احس بغلطك كألم في قلبي، طب انا ذمبي ايييه قوليلي حد يقولى انا ذمبي ايه اني في الطالعه والخارجه اسمع عليّ بيقول انه نفسه يقتلني ويخلص مني، انا ذمبي ايه من كل دا، هو انا ال قولتلك جبيني على الدنيا دى، دا يارتني ما جيت، انتي عملتي اكبر غلطه في حياتك انتي وبابا لما عارضتوا اهلكم واصريتوا انكم تجيبوني، دلوقتى انا العايشه في ذل ونظرات العار من اقرب الناس فمابالك لما الغريب يعرف هيبصولي اذاي هيقولو عليا ايه قوليلي يا ماما قولى يا بابا كنت دايما بتمسح دمعتي طب دلوقتى دلوقتى مين يمسحهالى ميييين

_فجأة وجدت مي من يمسح دمعتها لتنظر لترى انه هو اخوها، نعم هو التي اشتاقت له كثيرا اشتاقت لان ترتمي بين احضانه وتبكي وتخرج كل ما بقلبها، اخوها الذي كان دائمآ مصدر قوه لها ولكن هي ابتعدت عنه ولكنه يعود نعم فهو قد اقسم على عدم البعد عنها طوال حياته هذا كان وعده لوالده فكيف له ان يتركها الان في اعز الاوقات التي تحتاج هي اليه 

احمد والدموع تنزل من عينيه: انا جمبك، جمبك وعمرى ما هسيبك لو حصل ايه، انا ال همسحلك الدمعه وانا ال هرسملك البسمه، عمرى ما هتخلي عنك يا مي عمري يا حبيبتي

_عندها مالبثت مي حتى ارتمت بين احضان اخيها وهي تبكي بحرقه وتعتذر له عن ما بدر منها، بينما عليّ اخذ نفسه بعدما وجد ان  قلبه الذي يعرف عنه الجميع بأنه من حجر قد لان لكلامها ولجرحها بل قد وجد دمعه قد نزلت من عينيه، لم يتحمل ان يرى رجولته قد لانت بسببها فتركهم وذهب وهو يفكر في كل كلمه قالتها مي نعم لما هي لما هي من تتحمل خطأ احد اخر لما هي ؟!!من اخطاء قد ذهب فلما هو يعاقبها هي الان من الممكن ان يكون عقابه لها هذا بسبب قسوته التي يعرفها الجميع ولكن هذه القسوة اتجاهها بدأت ان تلين بعض الشيء، فياتُرى ماذا سيحدث

.................... 

_انتي شايفه يا امي ان بجد مي غلطانه ذي مابيقول اخوي

والدة عليّ: مي ملهاش ذنب واصل يابنتي، دا كان غلط حد تاني يابنتي، هي اش ذمبها ان اهلها غلطوا، البنت نسمه يا حبيبتي ربنا يهون عليها وعلينا يارب يابنيتي

_بس حرام على عليّ اخوي والله يا امي، انتي ماتشوفيش كيف يعاملها

والدة عليّ: بشوف يابنتي بشوف، بس هتعملي ايه هو خلاص اخد قسوة عمك صار كله هو قاسي وقلبه من حجرة، ربنا يبعتله ال تلين قلبه يابنتي يارب

_يارب يا ماما يارب

والدة عليّ: روحي شوفي يا رقية مين بيخبط يابنتي

رقية: حاضر يا امي...... عليّ انت جيت

_لم تجد رقية اي رد من اخوها فقط تركها ودخل الى غرفته

رقية: ماله دا كمان

والدة عليّ: في ايه يابنتي

رقية: عليّ جيه يا امي بس ما قال كلمه واحدة بس سابني ودخل على اوضته

والدة عليّ: ربنا يهديه يابنتي، تعالى خلينا نخلص الوكل ابوكى زمانه على وصول

رقية: حاضر يا امي

*هذه هي الحياة ليست دائما سعيدة وليست دائمآ حزينه عندما نكون نحن في حزن فبتأكيد يوجد من يعيش لحظات فرح في حياته والعكس فهذه هي الحياة فيها العسر وفيها اليسر ولكن اهم شيء ان نصبر على ما بتلانا به رب العالمين ففي ابتلأه رحمه فصبرا يامن يأتي عليك البلاء سيأتي يوم ويزول *