رواية ظل الهاشم كامله جميع الفصول بقلم بسملة عمرو
كنت مستنياه في محطة الباصات بفارغ الصبر.
يعني إيه مش جاي مش جاي بقولك مش بتفهم عربي؟!
بس أنا مستنياك من الصبح يا أدهم!
اعملك اي حصل ظرف و مش هقدر انزل طيب كنت قولت من الصبح دنا مستنياك و صرفت مواصلات وانت عارف ان الحال علي القد
والإيجار والديون اتراكموا علينا ومحدش صابر.
“وأعملك إيه يعني؟ بقولك مش جاي، اتصرفي دلوقتي، ولما أجي هدفع!”
قفل في وشي وما ادانيش فرصة أتكلم.
مشيت وأنا مكسورة ومش عارفة أعمل إيه، ولا عارفة أشتغل حتى.
روحت البيت، وقبل ما أدخل:
“إيه يا سنيوورة يعني جاية لوحدك فين سي أدهم بتاعك دا؟”
“استغفر الله العظيم يا رب… عم أيوب أنا جاية مش طايقة روحي عاوز إيه على الصبح”
“محدش قالك إني ماسك فيكِ يا حلوة، أنا عاوز الإيجار اللي بقاله خمس شهور ما اتدفعش!
وكل يوم تقولي أدهم جاي يدفع، ولا بييجي ولا بينيل اي هو سابك ولا اي!
معلش يا عم ايوب اصتبر شويه احنا ولايا لوحدنا
اسمعي مني الكلمتين دول وافهميهم كويس: أنا صبرت كتير عليكِ إنتِ وإخواتك،
يا تدفعي، يا أرميكم برا زي الكلاب!”
“اصبر يا عم أيوب، وبكره هنزل أشتغل وهَدفعلك كل قرش ليك عندي.”
“لا، مفيش صبر تاني! كل مرة تقولوا اصبر، اصبر، مفيش صبر المرادي يا ورد"
“ما أنا قولتلك تعالي اتجوزك وهَسْتِرِك، وهَخَلِّيكِ هانم. إنتِ اللي رقبتك عوجة"
“يا عم أيوب، حرام عليك دا انت راجل قد أبويا!
جواز إيه بس دا اعتبرني بنتك ولو مرة"
“كلامي خلص… بكرة تكوني دافعة الإيجار، يا إما هرميكِ برا"
طلعت وأنا مش حاسة بالدنيا
هجيبله منين فلوس دا طيب هعمل إيه
الو يا أدهم عم أيوب عاوز يرمينا برا… يا إما أتجوزه
“ما تتجوزي، أهو على الأقل يسترك ويصرف عليكِ إنتِ وإخواتك!”
“إيه اللي بتقوله دا يا أدهم إنت اتجننت أنا خطيبتك"
“بصي يا بنت الناس أنا مش بتاع جواز ولا هقدر أصرف عليكِ وعلى إخواتك
وبالعربي كده، أنا هتجوز وهستقر هنا، وحلال عليكِ الدبلة الدهب، بيعيها،
ربنا يوفقك… سلام.”
“إيه ألو أدهم أدهم متعملش كده بالله عليك لاااا!”
إزاي يعني أكيد بيهزر… إيه دا دا عملي بلوك من كل مكان… إزاييي
آه… آه… مازن نور
محستش بنفسي إلا وأنا في المستشفى…
“آه… يا دماغي… أنا فين
“آه، ورد فاقت! وِرده فاقت
“أنا فين يا نور؟”
“إنتِ… الحمد لله على سلامتك يا أختي ليه بتعملي في نفسك كده حرام عليكِ!”
“إيه اللي حصل؟”
“إنتِ قعدتي تصرخي لحد ما أُغمي عليكي،
وأنا ومازن قعدنا نعيط، والجيران اتلمّوا وجابوكي هنا.”
“ليه يا بنتي بتعملي في نفسك كده محدش يستاهل! خليكِ قوية علشان إخواتك!”
“سابني يا خالتي… بعد كل السنين دي، سابني!
وقالي هيتجوز واحدة غيري
“معلش يا حبيبتي، خليه يغور! دا مكانش كويس أصلاً.”
“الحمد لله… معلش يا خالتي، خدي، بيعي الدبلة دي علشان أدفع إيجار عم أيوب،
ومن بكرة هشتغل.”
“يا حبيبتي يا ضنايا… لا، ما تبيعيش
“معلش يا خالتي… عم أيوب عايز يرمينا برا
“منه لله، دا راجل مفتري، ما يعرفش ربنا
“يلا… الحمد لله يا خالتي، لازم نمشي، علشان مش معانا فلوس!”
“استني، الدكتور جاي…”
طلعت والدنيا بتلف بيا، ومش عارفة أعمل إيه،
ولا إزاي هشتغل… طيب، وإخواتي
روحنا البيت
“عم أيوب، الإيجار كامل أهو، مش ناقص مليم أحمر!”
“هاتِ… وجبتي منين على كدا يا سنيوورة
“ملكش فيه… ليك إيجارك يجيلك وخلاص.”
“ماشي
نزلت على جروبات الفيس إني عايزة شغل،
ودورت كتير… بدون أي فايدة.
طيب، هعمل إيه؟ إخواتي… هصرف عليهم إزاي
“ألو آه… أنا ورد، كنتِ مقدمة على شغل عاملة نظافة في منزل
“أيوه، أنا يا فندم
“سنك كام
“21 سنة.”
“بتدرسي
“آه، كنت بدري في كلية تجارة، بس مأجلة السنة دي بسبب الظروف المادية.”
“طيب، إحنا موافقين بيكِ، بس هنغير مجال شغلك!”
“لإيه يا باشا
“بصي… مرات أستاذ هشام توفت، وهو حالياً بيدور على حد يقعد مع بنته ويراعيها.”
“تمام، أنا موافقة يا باشا. الشغل مواعيده إيه
“لا، استني… الشغل ملهوش مواعيد،
إنتِ هتستقري في فيلا هشام بيه.”
“إزاي مش هينفع! أنا عندي إخوات، ومحدش بيراعيهم غيري!”
“دي شروط الشغل، إنه 24 ساعة.”
“طيب، ينفع أجيب إخواتي
“بصي، هسألك فيهم، هما سنهم قد إيه
“13 و17 سنة.”
“أمممم… دول كبار، تقدري تسيبيهم لوحدهم.”
“مش هقدر يا باشا، بس دي مشكلة يا ورد، لأنهم كبار!”
“بصي… المرتب كان 25 ألف في الشهر، وممكن يزيد لو البنوته حبتك!”
“إيه؟ كام خلاص يا باشا، هشوف إخواتي!”
“تمام يا ورد… بس متأخريش علينا في الرد،
لأن في ناس كتير مقدمة على الوظيفة دي،
وكمان في انتروڤيو قبل الشغل،
وهنشوف البنت هترتاح معاكِ ولا لأ!”
“تمام يا باشا!”
“ ماززن نورر تعالوا بسرعة
أنا لقيت شغل حلو أوييي!”
يا ترى ورد هتعمل إييي؟
وهتعرف تقنع إخواتها ولا لأ؟
انتظروا اللي جاي!