قصة المسكينة الحية كاملة بقلم احمد محمود شرقاوي
عرفت من شوية إن فيه عريس هيجي يتقدملي بعد يومين تقريبًا، وشوفت في عينين أبويا نظرة غريبة مقدرتش أفهم معناها لحد ما جالنا العريس وقدرت أفسر نظرة أبويا الغريبة دي، كانت نظرة فرحة على طمع على شغف، ودا ببساطة لأن العريس كان غني، غني ومعاه فلوس كتير أوي زي ما بيقولوا..
عرفت إني مُجبرة عليه وإني لا أملك حتى حق الرفض، أبويا مكنش هيسمح بكدا، غير إن حالتنا المادية صعبة بزيادة وحاجة زي دي زي ما بيقولوا هتنقلنا لمكان تاني خالص، ليلتها كلمت (علي) وأنا ببكي بحُرقة لأني كنت عاوزاه هو ومش عايزة أي حد تاني، علي زميل الشغل اللي كنت بحبه أكتر من أي حد ومش شايفة نفسي زوجه غير له هو وبس..
لكن الظروف كانت قوية أوي ونظرات أبويا كانت جواها معاني كتير أهمها ممنوع حتى الرفض رغم إن العريس (شريف) أكبر مني بعشرين سنة كاملين، أبويا قعد واتكلم معايا وقالي إني هعيش عيشة مرتاحة جدًا غير اللي كنت عايشاها معاه، وإنه كل اللي بيتمناه إنه يتطمن عليا قبل ما يموت، ولقيت نفسي في النهاية بوافق لأن مكنش قدامي أي حل تاني، وعرفت فعلًا إن حياتي هتتغير ١٨٠ درجة للأحسن من حيث الماديات، بس برضه من جوايا مكنتش مرتاحة ولا موافقة، كانت فيه حاجة مكسورة ومش قادرة أداويها..
واتجوزت شريف واتعمل فرح كبير قرايبنا كانوا مذهولين وهما قاعدين فيه واتجوزت في شقة في القاهرة، شقة محترمة وفخمة جدًا، وعرفت من تاني يوم جواز إن الأكل والشرب والرفاهيات متاحين ٢٤ ساعة هنا بدون انقطاع، كل حاجة نفسي فيها متاحة بدون استئذان، حتى هو كان حنين معايا رغم إني استغربت دا جدًا، وكان بيحاول يعوضني عن غياب أهلي عني، وكلها أسبوع ووالدي جتله جلطة واتوفى في المستشفى، واتكسرت كسرة كبيرة أوي وقتها بس شريف فضل جمبي ومكنش بيفارقني ولو للحظة واحدة، كان عامل زي الأب مش مجرد زوج عادي..
ومشيت الأمور ما بينا كويسة لحد ما بدأ يحصل تغير غريب جدًا، كنت في المطبخ بعمل شاي وكسرت كوباية غصب عني، وسمعت الصوت العالي والشتايم من برا، شتايم جرحتني جدًا وحسستني بإهانة غير طبيعية، بس بعدها بشوية جالي واعتذرلي وعدى الموضوع نوعًا ما، وتاني يوم طلب مني أعمله أكل لأننا كنا يوميًا بنطلب أكل من برا، ولما داق الأكل بتاعي فضل يشتم ويذم فيا لدرجة إنه ساب الأكل وقام من مكانه، استغربت فعلته لكنه من تاني جالي بالليل وفضل يعتذرلي كتير..
ورغم إن الموضوع عدى إلا إن الأمور بدأت تتحول للأسوأ لما طولت مرة في الحمام لأني كنت تعبانة، اتفاجئت بيه بيكسر باب الحمام وبيسحلني وبيضربني، ولما حاولت أقاومه أو اتخانق معاه قفل عليا باب الحمام وحبسني ليلة كاملة جوا..
ورغم إن جسمي كان أزرق وبتوجع من الضرب كنت برضه سامعة الشتايم والإهانة من برا، معرفش سبب التحول الغريب دا أيه، ولا هل موت أبويا أكدله إني خلاص بقيت عبدة عنده ومليش أهل خالص، فكرت أسيب البيت بس للأسف مكنش ينفع لأن وجودي هنا اللي بيخليني أصرف على أمي بعد وفاة أبويا، ولو رجعتلها مش هنلاقي حد يتكفل بينا..
واعتذر للمرة التالتة بس المرة دي مقبلتش اعتذاره أبدًا ولا كان عندي أي استعداد أقبل اعتذاره، عشان يبدأ الضرب وتبدأ الإهانة تاخد صورة قاسية وعنيفة جدًا، مش هنسى الليلة اللي ربطـ ـني فيها بسلسلة حديد وسابني في عِز البرد في البلكونة بهدوم خفيفة لحد ما كنت هموت من البرد، ولا هنسى لما جاب الولاعة وبدأ يتلذذ وهو بيحرقني بيها، وعشان يضمن عدم خروجي بقا بيقفل عليا باب الشقة بالمفتاح لما يخرج، ومهما كنت أصرخ أو أنادي مكنش حد بيسمعني للأسف لأن الأبواب هنا مصفحة وأغلب الحيطان عازلة للصوت..
شوفت إهانة وذل وتعب مشوفتش زيهم في حياتي، لحد ما عرفت إني كمان حامل، ورغم حملي الضرب والإهانة موقفوش ولو للحظة واحدة بس كنت ببكي ليل نهار واترجاه يسيبني، يطلقني، أو يرحمني عشان ابني لكنه مكنش بيتوقف ولو لحظة، بقيت عايشة مع واحد مجنون بيتلذذ بتعذيبي وإهانتي ليل نهار..
لحد ما بدأت أحداث أغرب تحصل معايا في الشقة، كوابيس ليل نهار، أثناء اجتماعي مع زوجي كنت بشم ريحة دخان وكأن فيه حاجة بتتحرق، وكنت بلاقي علامات على جسمي وكأنها علامات تعذيب، وفضلت في الكرب دا لحد ما خلفت، وبعد الخِلفة الحال اتحول من سيء لأسوأ، منع عني الأكل والشُرب كمان، بقيت بموت قدامه عشان يشتري أكل أو يطلع حاجة أكلها، وكان بيشتري لابني لبن أطفال عشان ميحتجش ليا من الأساس..
يمكن وقتها بس عرفت إن مفيش حل غير الطلاق، والطلاق هنا كان له شروط قاسية، مش هشوف ابني تاني، هتنازل عن المؤخر والشبكة وكل حاجة، حتى هدومي مش هاخدها، استعوضت كل دا عند الله ورجعت لأمي مطلقة، وعرفت اللي قهرني أكتر، علي اتجوز وعاش حياته من غيري عادي جدًا..
وقتها كان المرض اشتد بأمي مع طلاقي وحزنها متحملتش وماتت، وقعدت في عزاها حاسة إن كل حاجة سودة، أنا ليه حصلي كل دا، هل كل دا بسبب المشهد الوحيد اللي محكتوش، المشهد اللي خبيته عنكم..
أبويا مأجبرنيش زي مانا قولت، أبويا خيرني عادي وأنا اللي كنت بوهم نفسي إني مُجبرة عشان أعيش مع واحد غني، رغم إني مكنتش مبسوطة لأنه أكبر مني وكنت عاوزة علي من جوايا، فقررت أكسب كل حاجة، عرفت إن سحر المرض بيخلي الشخص يلزم سريره ليل نهار، فقررت أعمل لشريف سحر بالمرض، هو يبقا مريض وأنا مستمتعة بالحياة دي وكمان مقطعش مع علي اللي قلبي متعلق بيه..
لكن يوم ما روحنا للست كل حاجة اتغيرت، كان يوم زحمة وكانت بتدخل اتنين اتنين عليها، دخلت عليها أنا والست اللي معرفهاش، كانت عايزة تعمل سحر بالكراهية بين أختها وجوزها، وأنا كنت عايزة أعمل سحر بالمرض لجوزي، عملتلنا قارورتين صغيرين فيهم سائل وقبل ما ناخدهم دخلت المساعدة بتاعتها وقالتلها إن فيه أمين شرطة برا..
خرجتنا بسرعة وروحتلها تاني يوم وخدت القارورة الغلط وأنا معرفش، وشربها جوزي مع العصير وبدل ما يمرض بقا بيكرهني وكأني شيطانة، ولما حاولت ألجئ ليها تاني لقتها اتقبض عليها، وعشت في جحيم على أمل إنه يمرض أو يموت أو علي يجهز نفسه وأطلق ونتجوز، لحد ما جت الناهية لما علي نفسه باعني واتجوز وقال عني خاينة..
خسرت كل حاجة، كل حاجة، يمكن عشان الطمع، ولا عشان الجواز اللي هو ميثاق غليظ خدته سبوبة عشان أطلع منه بشوية فلوس، ولا عشان مخدتش بوصية الرسول ﷺ لما أمرنا نتزوج ممن نرضى له الدين، ولا عشان لجأت للسحر وظنيت إني هكسب كل حاجة، ولا عشان اللي بيحاول ياخد كل حاجة بيخسر كل حاجة، ولا عشان عصيت ربي معصية عظيمة زي دي، احكموا أنتوا لأني مش قادرة أحكي تاني،
انتهت احداث الرواية نتمني ان تكون نالت اعجابكم وبانتظار ارائكم في التعليقات وشكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
للمزيد من الروايات الحصرية زورو قناتنا علي التليجرام من هنا