رواية احفاد المحمدي ( كاملة جميع الفصول ) بقلم ساره ياسر

 

رواية احفاد المحمدي كامله جميع الفصول بقلم ساره ياسر


قصر المحمدي...
تحفة معمارية واقفة في عز كبرياءها على مساحة أكتر من عشرة آلاف متر، وسط أراضي خضرا بتمتد حواليه زي ما تكون بتحرسه. بوابة حديدية ضخمة مزخرفة بنقوش عربية قديمة، بتتفتح بس للّي ليه مقام. القصر مبني بطراز يجمع بين الأصالة والحداثة، جدرانه حجرية شامخة، شبابيكه كبيرة عليها شرفات من الحديد المشغول، وكل شرفة كأنها بتطل على أسرار جوه القصر.

القصر من جواه، كأنه متحف:
الدور الأرضي فيه:

صالونين كبار بيستقبلوا الكبار بس.

قاعة اجتماعات فخمة، بيستخدموها لما الأمور تكبر.

أوضة مكتب ضخمة لياسين، مليانة ملفات وتقارير سرية.

غرفة طعام تكفي جيش.

والدور الأول:

خمس أجنحة خاصة بالرجالة الأربعة، وجناح مخصص للضيوف الكبار.

كل جناح فيه أوضة نوم رئيسية، أوضة ملابس، أوضة معيشة صغيرة، حمام كبير زي حمامات القصور الملكية.

والدور الأخير:

صالة رياضية مجهزة، غرفة أسلحة، وغرفة مراقبة فيها شاشات بتعرض كل ركن من القصر.

حوالي القصر جنينة واسعة فيها حمام سباحة كبير، واسطبل للخيول، وجراج للعربيات الفارهة.

***

كانت الشمس لسه بتبزغ بهدوء لما فتحت أوضة ياسين أبوابها على اتساعها.
وقف قدام المراية الطولية، بصل صورته في انعكاس الزجاج، وكأن عينه بتفتش ورا الملامح.

ياسين المحمدي...
34 سنة من الهيبة، الطول حوالي 190 سم، جسمه رياضي، عريض الكتفين، متناسق العضلات، وكأنه منحوت. شعره أسود ناعم، دايمًا ممشط بعناية، عيونه عسلية حادة، نظرة بتسكت اللي قدامه قبل ما يتكلم. بشرته خمرية، ودقنه خفيفة بتدي ملامحه شدة أكتر.

كان لابس بدلة سودة مفصلة عليه بإتقان، القميص أبيض ناصع، رابطة عنق رمادي غامق، ساعة فضة في إيده الشمال، ورائحة عطره الراقي كانت كفيلة تعلن وجوده حتى قبل ما يظهر.

عدّل رابطة العنق بإيده الهادية، فتح زرار الجاكيت وهو بيتمشى ناحية الباب، خطواته محسوبة، صوته ما طلعش بكلمة، لكنه لما خرج من جناحه، حس كل اللي في القصر إنه نزل ملكه.



رواية احفاد المحمدي
الفصل الأول2
نزل ياسين المحمدي السلم الرخامي بخطواته الثابتة، خطوات محسوبة، كل واحدة فيهم كأنها بتعلن عن اقتراب العاصفة. كان صمت القصر بيسمع دقات قلبه قبل دقات رجليه، وكل خادم أو عامل في وشه كان بينزل عينه فورًا احترامًا وخوفًا.

وصل للباب الرئيسي، فتحه الحارس بنفسه من غير ما يمد ياسين إيده. قدامه وقفت عربيتين سود مصفحة، أولهم كانت عربية ياسين المفضلة: رنج روفر سوداء لامعة، زجاجها فامية غامق، بتعكس الشمس وتصد العيون.

فتح له السائق الباب الخلفي، لكنه ياسين اكتفى بنظرة سريعة وقال بصوت واطي لكنه جهوري:
"هسوق بنفسي النهاردة."

ركب العربية، شغلها بإيده، داس على البنزين بخفة، وخرج بيها من بوابة القصر، والدنيا كلها كأنها وقفت لحظة وهو بيعدي.

في الطريق، ملامحه كانت ثابتة، عينه قدامه، دماغه شغال زي الكمبيوتر، بيراجع كل خطوة جاية، وكل خطة لليوم.

وصل مقر مجموعة شركات المحمدي، برج ضخم من 50 طابق، كله زجاج وأسود في أسود، زي ما يكون انعكاس لصاحبه. أول ما العربية وقفت قدام الباب الرئيسي، الحرس اتنقلوا في لحظة، السواق فتح الباب، والعمال والموظفين المنتظرين عند المدخل نزلوا عيونهم ووقفوا صفين، وكأن الملك وصل عرشه.

نزل ياسين من العربية، أول ما وقف الأرض اتحس إنها اتزانت.

وفي اللحظة دي، خرج من باب الشركة بسرعة، مراد المحمدي، بدلة رمادي فاتح، قميص أزرق سماوي، وشعره بني غامق متسرح بعناية. ابتسامته اللي ظهرت خفيفة، لكنها ما أخفتش لمعة الجدّية في عينه:
"إتأخرت عليك شوية، بس كنت بقفل صفقة الخليج."

ياسين بص له بنظرة سريعة، وهز راسه:
"ماشي، ندخل، عندنا اجتماع مهم."

دخلوا سوا، ووراهما صف من الحرس، والموظفين كانوا بيعدّوا أنفاسهم وهم بيشوفوا الاتنين المهابين دول ماشيين سوا، وكأن القصر ذاته طلع برجله للمدينة.



رواية احفاد المحمدي
الفصل الأول3
دخل ياسين ومراد قاعة الاجتماعات، قاعة ضخمة جدرانها من زجاج عاكس، أرضيتها رخام أسود، وطاولة اجتماعات بيضاوية من خشب الجوز محفور عليها شعار المحمدي، محاطة بكراسي جلدية سوداء.

وراهما كان زين المحمدي داخل، لابس بدلة كحلي غامقة، من غير رابطة عنق، مفتوحة الزرار، عينه السوداء بترصد كل حاجة بصمت مريب.
وجاسر دخل بعده، بدلة سودا بالكامل، من غير ولا لمعة، كأنه جاي من ساحة حرب، عينه بتمسح المكان بحذر وجدية، ملامحه قاسية أكتر من العادة.

على الطاولة كان فيه شاشات بتعرض بيانات شركات أجنبية، وأطراف الاجتماع من جهة تانية كانوا رجال أعمال أجانب، فيهم شوية إنجليز وألمان، ومعاهم مترجم قاعد على جنب، متوتر شوية من هالة المحمدي.

ياسين قعد على رأس الطاولة، مراد عن يمينه، زين وجاسر عن شماله، وبدأ الاجتماع.

قال رئيس الشركة الأجنبية بإنجليزية واضحة:
"We appreciate this opportunity, Mr. Mohamedy. We're looking for a strong partnership with your empire."
نحن نُقدّر هذه الفرصة، سيد المحمدي. نحن نسعى لشراكة قوية مع إمبراطوريتكم.

ياسين كان ساكت، بيبص له بنظرة باردة، قبل ما يرد بالإنجليزي:
"We don’t seek partnerships. We build them on our terms."
إحنا ما بندورش على شراكة... إحنا بنبنيها بشروطنا.

المترجم نقل الكلام بخوف، والرجل الأجنبي ابتسم ابتسامة متوترة.

اتكلم مراد بنبرة محسوبة:
"Let’s talk numbers."
خلونا نتكلم في الأرقام.

زين بص على الشاشة، وقال بنبرة هادية لكنها حاسمة:
"Your technology security is vulnerable. We’re not investing in weaknesses."
الأمن التكنولوجي عندكم ضعيف. وإحنا مش بنستثمر في الضعف.

جاسر دخل في الكلام لأول مرة، صوته هادي لكن فيه تهديد خفي:
"If you want our protection, you play by our rules."
لو عايزين حمايتنا... تلعبوا على قوانينا.

رجال الأعمال الأجانب اتبادلوا نظرات مرتبكة، واضح إنهم فهموا إنهم مش في مفاوضات عادية... دول قدام ملوك اللعبة.

ياسين ختم:
"We’ll give you our offer. One time. Take it or leave it."
هنقدم عرضنا مرة وحدة. تقبلوه أو ترفضوه.

ساد صمت تقيل في القاعة بعد كلام ياسين... صمت كان بيكتم أنفاس اللي قاعدين كأن الهواء نفسه بقى تقيل.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1